Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي المبادرة الوطنية الواجهة بلاغ سياسة

عيد الوحدة.. ميلاد وطني جديد يؤرخ لمرحلة السيادة الكاملة للمغرب

في قرار تاريخي سيظل محفورًا في الذاكرة الوطنية، أعلن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عن جعل يوم 31 أكتوبر من كل سنة عيدًا وطنيًا جديدًا تحت اسم “عيد الوحدة”، تخليدًا للتحول العميق الذي عرفه مسار القضية الوطنية بعد صدور القرار الأممي رقم 2797 لسنة 2025، والذي جاء تتويجًا لمسار دبلوماسي ناجح وحكيم قاده جلالته بعزم وتبصر منذ اعتلائه العرش.

هذا القرار الملكي لا يمثل مجرد إضافة رمزية إلى قائمة الأعياد الوطنية، بل هو تحول في الوعي الوطني الجمعي، ورسالة قوية بأن المغرب دخل عهدًا جديدًا من ترسيخ السيادة والوحدة الترابية، بفضل رؤية ملكية جعلت من الدبلوماسية الهادئة والمتوازنة سلاحًا ناجعًا في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

عيد الوحدة هو أكثر من مناسبة احتفالية، إنه لحظة تأمل في المسار الطويل الذي قطعته المملكة من أجل تثبيت حقوقها المشروعة على أقاليمها الجنوبية، ولحظة تجديد للعهد بين الملك وشعبه على مواصلة مسيرة البناء والنماء بنفس روح المسيرة الخضراء التي وحدت المغاربة قبل نصف قرن.

البلاغ الصادر عن الديوان الملكي أبرز أيضًا أن جلالة الملك قرر مستقبلاً تخصيص الخطاب الملكي السامي لمناسبتين رئيسيتين فقط: عيد العرش المجيد وافتتاح السنة التشريعية، مع احتفاظه، حفظه الله، بحق مخاطبة الأمة متى شاء، وهو ما يعكس توجهًا ملكيًا نحو ترسيخ مؤسسات قوية، تقوم على التواصل المنتظم والفعّال بين العرش والشعب.

أما اختيار جلالته أن يكون العفو الملكي مصاحبًا لعيد الوحدة، فهو إشارة سامية إلى قيم التسامح والتآزر التي تميز النموذج المغربي، وإلى أن الوحدة الوطنية ليست فقط وحدة الأرض، بل وحدة القلوب والمصير المشترك.

بهذا القرار، يكرّس جلالة الملك محمد السادس مرحلة جديدة في تاريخ المغرب الحديث، عنوانها الثقة في النفس والاعتزاز بالانتماء، والانطلاق نحو المستقبل برؤية واضحة أساسها التنمية، والعدالة الاجتماعية، والتلاحم الوطني.

إن “عيد الوحدة” سيشكل من الآن فصاعدًا محطة سنوية للتأمل والاعتزاز والوفاء، ومحركًا لبناء وعي وطني جديد يربط الماضي المجيد بالحاضر الواعد والمستقبل المشرق.

Categories
أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود متفرقات

ترامب بين مؤيد ومعارض… زعيم يفرض إيقاعه في السياسة الأمريكية

 

تشهد الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر أكتوبر 2025 مشهداً سياسياً متقلباً وحافلاً بالتناقضات حول الرئيس دونالد ترامب، الذي يبدو أنه لا يزال يعرف كيف يفرض حضوره في قلب الجدل، مهما كانت الأرقام أو الانتقادات. فبين استطلاعات رأي تشير إلى تراجع في شعبيته على المستوى الوطني، وصور جماهيرية تُظهر مؤيدين يهتفون باسمه في تجمعاته، يظل ترامب الزعيم الأكثر قدرة على تحريك المشهد الأمريكي بطريقته الخاصة.

ورغم ما تقوله الأرقام، فإنها لا تروي القصة كاملة. فاستطلاعات الرأي الأخيرة، التي منحت ترامب نسب تأييد بين 39 و40 في المئة، قد تُقرأ كتراجع، لكنها في نظر أنصاره دليل على صمود غير مسبوق في بلد يعيش انقساماً سياسياً حاداً. فبينما فقد بعض القادة الأمريكيين بريقهم بعد أشهر قليلة من توليهم المنصب، لا يزال ترامب يحافظ على قاعدة صلبة من المؤيدين الذين يرون فيه “الرجل القوي” القادر على إعادة الاعتبار لأمريكا في الداخل والخارج.

في نيويورك، عاد اسم ترامب بقوة إلى واجهة الأخبار بعد دخوله في مواجهة علنية مع المرشح الديمقراطي زهران ممداني في سباق مثير على عمودية المدينة. تصريحات نارية واتهامات متبادلة أشعلت الأجواء، لكن اللافت أن هذه المعركة أعادت لترامب زخماً سياسياً كان البعض يعتقد أنه فقده. فمهما كانت المواقف من شخصه، لا أحد يستطيع إنكار أنه ما زال يعرف كيف يجذب الأضواء ويُحدث الجدل.

على الجانب الآخر، تتراكم التحديات الاقتصادية والسياسية أمامه. فالإغلاق الحكومي الذي بدأ منذ مطلع أكتوبر، والجدل حول الرسوم الجمركية الجديدة التي هزت الأسواق، كلها ملفات معقدة جعلت ترامب في مرمى الانتقادات. غير أن الرئيس الأمريكي لا يبدو معنيًّا كثيراً بما يقال، بل يواصل الدفاع عن سياساته باعتبارها “قرارات جريئة لحماية الاقتصاد الوطني”، مؤكداً أن “أمريكا القوية تحتاج قرارات صعبة لا شعارات سهلة”.

وفي خضم هذا الجدل الداخلي، يحاول ترامب أن يوجّه الأنظار نحو الخارج، معلناً عن اقتراب اتفاق تجاري جديد مع الصين يشمل ملف تطبيق “تيك توك”، ومتحدثاً عن وساطات أمريكية في الشرق الأوسط تعيد لواشنطن دورها القيادي. إنها تحركات يريد من خلالها أن يذكّر الداخل الأمريكي بأن العالم لا يزال ينظر إليه كزعيم قوي وصاحب نفوذ واسع.

اليوم، يبدو ترامب في موقع بين الصعود والتحدي، بين مؤيد يرى فيه الزعيم الذي لا يخاف، ومعارض يعتبره رمزاً للانقسام. لكن المؤكد أن الرجل ما زال يفرض إيقاعه الخاص على السياسة الأمريكية، ويُبقي اسمه في صدارة العناوين يوماً بعد آخر، كما لو أنه يقول للعالم مجدداً: “ترامب لم يغادر المشهد… هو فقط يعيد رسمه على طريقته.”

 

 

Categories
أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء خارج الحدود سياسة

بعد القرار الأممي التاريخي… لم يعد للحياد مكان

 

حتى مساء 30 أكتوبر 2025، كان مصطلح “الحياد” في قضية الصحراء المغربية يُعتبر موقفًا دبلوماسيًا مقبولًا لدى بعض الدول، يسعى إلى الحفاظ على توازن العلاقات بين المغرب والجزائر، أو لتفادي الاصطفاف في نزاعٍ إقليمي طال أمده.

لكن بعد القرار الأممي التاريخي الصادر عن مجلس الأمن، الذي أكد بشكل واضح أن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو الحل الواقعي والوحيد للنزاع، أصبح الحياد في حد ذاته موقفًا غير قابل للتبرير، بل أقرب إلى موقف ضد الإرادة الدولية الجديدة.

 

 من الحياد إلى الغموض

 

قبل هذا التحول، كانت بعض الدول الأوروبية والإفريقية تتبنى خطاب “الحياد الإيجابي”، مبررةً ذلك بالرغبة في “عدم التدخل في الشؤون الداخلية” أو “احترام المسار الأممي”. غير أن القرار الأخير أعاد تعريف المسار نفسه: فقد اعتبر الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية الإطار الوحيد لتطبيق مبدأ تقرير المصير.

وبالتالي، فإن من يصر اليوم على “الحياد” في موضوع لم يعد محل خلاف في القانون الدولي، يصبح فعليًا في موقع معارض للإجماع الأممي وليس في موقع وسطي.

 

 لحظة فرز حقيقية

 

المرحلة الراهنة تُعد لحظة فرزٍ سياسي ودبلوماسي على المستوى العالمي، حيث انقسمت المواقف إلى ثلاث فئات واضحة:

1. دول داعمة صريحة للمغرب، مثل الولايات المتحدة، فرنسا، المملكة المتحدة، إسبانيا، وعدد من الدول الإفريقية والعربية.

2. دول ما زالت تختبئ وراء الحياد اللفظي، محاولةً كسب الوقت أو الحفاظ على علاقات مصلحية.

3. أطراف معارضة صريحة، تتزعمها الجزائر وبعض الدول التي لا تزال ترفض الاعتراف بالتحولات الجيوسياسية الجديدة في المنطقة.

اليوم، وبعد المصادقة على القرار الأممي الجديد، بات من الواضح أن من لا يعترف بسيادة المغرب على صحرائه، ولو ضمنيًا، هو من يقف في الجانب الخاطئ من التاريخ.

 

 الحياد لم يعد فضيلة

 

الحياد كان ممكنًا في زمن النقاش، لا في زمن الحسم. فحين يُصدر مجلس الأمن قراره باعتبار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد، فإن كل دولة تختار الحياد بعد ذلك تُعلن عمليًا عدم احترامها للشرعية الدولية.

بمعنى آخر، الحياد اليوم لم يعد وسطًا، بل تخلّفًا عن الإجماع، لأن القرار الأممي ليس وجهة نظر، بل هو مرجعية قانونية دولية تم تبنيها بأغلبية ساحقة وبدون معارضة من أي قوة عظمى.

 

المغرب في موقع قوة

 

المغرب لم يعد في موقع الدفاع، بل في موقع تثبيت المكتسبات. الدبلوماسية المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، استطاعت أن تحوّل قضية الصحراء من نزاع إقليمي إلى قضية استقرار وتنمية في القارة الإفريقية، ومن ورقة ضغط إلى نموذج سيادي يُحتذى به.

وإذا كان الحياد في الماضي يعني “الوقوف على المسافة نفسها من الطرفين”، فإنه اليوم يعني الابتعاد عن الحق والانحراف عن صوت الشرعية الدولية.

القرار الأممي الأخير أنهى مرحلة “الرمادية الدبلوماسية”. فمنذ 31 أكتوبر 2025، أصبح الموقف من الصحراء المغربية معيارًا لمدى احترام الدول للشرعية الدولية. ومن لا يزال يختبئ وراء الحياد، فإنه في الواقع يعزل نفسه عن مسار التاريخ، لأن الحياد بعد الحسم هو موقف ضد الحسم.

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي أنشطة ملكية الواجهة

صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و سدد خطاه يعلن 31 أكتوبر عيدا وطنيا جديدا تحت اسم “عيد الوحدة”

بلاغ رسمي من الديوان الملكي

 

في خطوة ملكية تاريخية تعكس عمق التحول الذي تعرفه المملكة في ترسيخ وحدتها الوطنية والدفاع عن سيادتها الترابية، أعلن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده عن إحداث عيد وطني جديد يحمل اسم “عيد الوحدة”، يتم الاحتفال به يوم 31 أكتوبر من كل سنة، ليخلد بذلك لحظة فارقة في مسار القضية الوطنية ويؤسس لمرحلة جديدة من الفخر والانتماء والوحدة.

هذا القرار السامي الذي جاء في سياق التطورات الكبرى التي عرفها ملف الصحراء المغربية عقب القرار رقم 2797/2025 لمجلس الأمن الدولي، يجسد رؤية ملكية متبصرة تجعل من الوحدة الوطنية عنواناً متجدداً للتماسك المغربي، ومن 31 أكتوبر رمزاً للأمل والوفاء والعهد المتواصل بين العرش والشعب.

 

وفي ما يلي نص البلاغ الصادر عن الديوان الملكي:

 

“اعتبارا للتحول التاريخي الذي عرفه مسار قضيتنا الوطنية، واستحضارا للتطورات الحاسمة التي حملها القرار رقم 2797/2025 لمجلس الأمن، والتي كانت موضوع الخطاب السامي الأخير لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، إلى شعبه الوفي، فقد تقرر جعل يوم 31 أكتوبر، من كل سنة، عيدا وطنيا، ومناسبة يتفضل فيها جلالته بإصدار عفوه السامي.

وقد تفضل جلالة الملك حفظه الله، بأن أطلق على هذه المناسبة الوطنية اسم “عيد الوحدة”، بما تحمله من دلالات وإحالات على الوحدة الوطنية والترابية الراسخة للمملكة. وسيشكل هذا العيد مناسبة وطنية جامعة للتعبير عن التشبث بالمقدسات الوطنية للمملكة وحقوقها المشروعة.

كما تقرر أن يكون النطق المولوي السامي مستقبلا في مناسبتين رسميتين، الأولى من خلال خطاب عيد العرش المجيد والثانية بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية.

هذاويحتفظ جلالة الملك بصفتيه أمير المؤمنين و عاهل البلاد ، بقراره وتقديره الساميين بالتوجه إلى شعبه الوفي، في أي وقت وفي أي مناسبة يرتئيها جلالته حفظه الله.

وسيتم الإبقاء على الاحتفالات المبرمجة لتخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، دون توجيه خطاب ملكي سامي للأمة بهذه المناسبة.”

ويشكل هذا القرار الملكي السامي تحولا تاريخيا في مسار الرموز الوطنية المغربية، وتكريسا لروح التلاحم بين العرش والشعب، حيث سيصبح عيد الوحدة محطة سنوية للتعبير عن الاعتزاز بالانتماء الوطني، واستحضار التضحيات الجسيمة التي صاغت وحدة الوطن من طنجة إلى الكويرة.

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي أنشطة ملكية الواجهة

جلالة الملك محمد السادس نصره الله يستقبل الولاة والعمال الجدد المعينين بالإدارة الترابية

الرباط

 

في إطار العناية المولوية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده لتدبير الشأن المحلي وتعزيز حكامة الإدارة الترابية، استقبل جلالته، اليوم الثلاثاء، بالقصر الملكي بالرباط، الولاة والعمال الجدد الذين حظوا بثقة جلالته السامية، بعد تعيينهم في مناصب المسؤولية بمختلف جهات وأقاليم المملكة.

 

ويتعلق الأمر بالولاة بالإدارة الترابية:

– السيد خطيب الهبيل، والي جهة مراكش-آسفي وعامل عمالة مراكش

– السيد خالد آيت طالب، والي جهة فاس-مكناس وعامل عمالة فاس

– السيد امحمد عطفاوي، والي جهة الشرق وعامل عمالة وجدة-أنجاد.

 

أما العمال المعينون بالإدارة الترابية فهم:

– السيد فؤاد حاجي، عامل إقليم الحسيمة

– السيد حسن زيتوني، عامل إقليم أزيلال

– السيد سيدي الصالح داحا، عامل إقليم الجديدة

– السيد عبد الخالق مرزوقي، عامل عمالة مقاطعات الدار البيضاء-أنفا

– السيد محمد علمي ودان، عامل إقليم زاكورة

– السيد مصطفى المعزة، عامل إقليم الحوز،

– السيد رشيد بنشيخي، عامل إقليم تازة

– السيد محمد الزهر، عامل عمالة إنزكان-آيت ملول

– السيد محمد خلفاوي، عامل إقليم الفحص-أنجرة

– السيد زكرياء حشلاف، عامل إقليم شفشاون

– السيد عبد العزيز زروالي، عامل إقليم سيدي قاسم

– السيد عبد الكريم الغنامي، عامل إقليم تاونات.

وخلال هذا الاستقبال الملكي المهيب، أدى العمال الجدد القسم بين يدي جلالة الملك محمد السادس، في تجسيد للوفاء لثوابت الأمة المغربية والالتزام بخدمة الوطن والمواطنين تحت القيادة الرشيدة لجلالته.

وقد حضر هذا الاستقبال وزير الداخلية، السيد عبد الوافي لفتيت، والحاجب الملكي سيدي محمد العلوي.

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات

تأثير كلمتَي “كنبغيك” و”I love you” في الوجدان المغربي: بين الذاكرة اللغوية والتمثّل العاطفي

ليست الكلمات في جوهرها سوى جروح صوتيةٍ تُصيب المعنى فتترك فيه أثراً لا يُمحى، غير أن بعض الكلمات، مثل “كنبغيك” و“I love you”، تُحدث في النفس المغربية ما يشبه الزلزال الصامت، إذ تنتمي الأولى إلى الذاكرة الجماعية، والثانية إلى الغزو الرمزي للعولمة. كلتاهما تُعبّران عن الحب، لكنهما لا تخرجان من الجذر ذاته، ولا تسكنان الإحساس نفسه، بل تكشفان عن اختلافٍ في الكيفية التي يتنفس بها المغربي عاطفته، ويتصالح بها مع هشاشته، أو يخفيها خلف صمته.

في المجتمع المغربي، كلمة “كنبغيك” ليست مجرد لفظة حب، بل هي حدث لغوي يوقظ في المتكلم والمخاطَب شعورًا بالدفء والارتباك في آن واحد. إنها تُقال نادرًا، كأنها تخرج من حنجرةٍ تخاف أن تُدان بالضعف، أو أن تُتهم بالرقة الزائدة في مجتمعٍ يربط الرجولة بالتحفّظ، والأنوثة بالكتمان. “كنبغيك” كلمة تُقال بالعين أكثر مما تُقال بالفم، وحين تخرج، تخرج كاعترافٍ مهزوز، كدمعةٍ معلقة على حافة الشفة. فيها بقايا من الحياء البدوي، ومن الحذر الحضري، ومن ذلك الصمت الذي ربّى المغاربة على أن الحب لا يُعلن بل يُلمّح إليه.

أما “I love you”، فهي كلمة هجينة في السياق المغربي. تنتمي إلى لغةٍ لا تعرف الخوف من الإفصاح، ولا ترى في العاطفة عيبًا، بل طقسًا يوميًا للتعبير عن الذات. لهذا، حين يتلفظ المغربي بـ“I love you”، فهو لا يتحدث بلغته الأم، بل يتقمص هوية عاطفية مستوردة، فيها قدر من الحرية والتمرد، لكن أيضًا قدر من الاصطناع. إن نطقها في الشارع المغربي أشبه بتجربةٍ جسدية أكثر منها لغوية، لأنها تنقل المتكلم من دائرة الممنوع إلى دائرة “الممكن الخجول”. فهي كلمة تحررية من الخارج، لكنها غريبة من الداخل، تلامس ولا تُلامس، تقول ولا تُصدق.

الفارق بين “كنبغيك” و“I love you” ليس في الترجمة، بل في الإحساس بالزمن الذي تسكنه كل واحدة منهما. “كنبغيك” تنتمي إلى زمن الحنين، إلى ذاكرة البيوت القديمة، إلى النظرات المخبأة خلف الشبابيك، إلى رسائل مكتوبة بخطٍّ مرتجف تُطوى تحت الوسادة. أما “I love you”، فتنتمي إلى زمن السرعة، إلى الرسائل الفورية، إلى العواطف المؤقتة التي تُستهلك بسرعة الصور وتُنسى بسرعة الإشعارات. لذلك، فحين يقول المغربي “I love you”، يكون في الغالب يهرب من عمق “كنبغيك”، لأنها تُلزمه بالصدق، بالثبات، بالجرح. أما “I love you”، فهي تمنحه مساحة للهروب، للتجريب، للقول دون أن يُحاسَب.

من منظورٍ سوسيولوجي، يمكن القول إن “كنبغيك” تُعبّر عن الهوية العاطفية للمجتمع المغربي، حيث يتعايش الحب مع الحياء، والرغبة مع الخوف، والتعبير مع الرقابة. إنها كلمة تنتمي إلى ثقافة الغموض العاطفي، حيث لا يُقال الشيء صراحةً، بل يُلمَّح إليه، في لغةٍ مشبعة بالرمز والاستحياء. في المقابل، “I love you” تمثل نموذجًا من التحديث اللغوي-الوجداني الذي جلبته وسائل التواصل الاجتماعي، إذ سمحت للجيل الجديد أن يتكلم الحب دون أن يشعر بالخزي أو بالثقل التاريخي الذي تحمله كلمة “كنبغيك”.

من الناحية النفسية، يمكن قراءة هذه المفارقة كصراعٍ بين الهوية الأصلية والهوية المُمسرحة. فالمغربي حين يقول “كنبغيك”، فإنه يعيش اللحظة بكل صدقها، يضع قلبه في يد الكلمة. أما حين يقول “I love you”، فهو يضع الكلمة في يد الصورة. الأولى تخرج من باطن الوجدان، والثانية تخرج من سطح الثقافة. ولهذا فإن وقع “كنبغيك” في الأذن المغربية لا يزال أقوى، لأنها تحمل معها طعم الأرض، ورائحة الحنين، وارتباك القلب حين يصدق.

ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن الجيل الجديد بدأ يجد في “I love you” مساحة نفسية أكثر أمانًا، لأنها لا تُلزمه بالتقليد، ولا تضعه تحت ضغط الأعراف. إنها تمنحه إمكانية التعبير دون انكشافٍ كامل، كأنها قناع جميل يخفي ارتباك الهوية. لكن هذا القناع نفسه يُسهم في خلق تبلّد عاطفي، حيث تُختزل المشاعر في كلماتٍ خفيفة لا تنزف، في حين أن “كنبغيك” تنزف حتى وهي تُقال بابتسامة.

يبدو إذن أن العلاقة بين الكلمتين ليست لغوية فحسب، بل وجودية. فـ“كنبغيك” تشبه جذور شجرةٍ ضاربة في الأرض، لا تُثمر إلا في صمت، بينما “I love you” تشبه زهرةً صناعية تُعجب العين لكنها لا تفوح. المغاربة يعيشون اليوم بين هاتين الحقيقتين: بين الوفاء للأصل والانجراف نحو السطح، بين دفء العاطفة وبرد التعبير. وكأن القلب المغربي، في زمن العولمة، بات يتكلم بلغتين: واحدة تحفظه من الذوبان، وأخرى تُنسيه من يكون

وفي النهاية، حين يقول المغربي “كنبغيك”، فهو لا يقولها فقط لمن يحب، بل يقولها أيضًا لذاته المفقودة، لتاريخه، لقدرته على الإحساس. أما حين يقول “I love you”، فهو يحاول أن يكون جزءًا من عالمٍ لا يتكلم بلغته، لكنه يُغريه بحداثةٍ عاطفيةٍ بلا جذور.

وفي تلك المسافة بين الكلمتين، بين “كنبغيك” و“I love you”، يقف المغربي حائرًا بين ذاكرةٍ تجرّه إلى الداخل، وثقافةٍ تدفعه إلى الخارج.

وهناك بالضبط، في ذلك الشقّ العاطفي الذي لا يُلتئم، تتجلى دراما

الهوية المغربية الحديثة.

في النهاية، حين نصغي جيدًا إلى الكلمتين — “كنبغيك” و“I love you” — نكتشف أننا لا نستمع إلى لغتين، بل إلى قلبين مختلفين في درجة الصدق والوجع. “كنبغيك” تنتمي إلى ذاك الصوت الداخلي الذي لا يتكلم إلا حين يختنق، إلى الارتجاف الأول ليدٍ تلامس يدًا في الخفاء، إلى دفءٍ قديم يسكن الذاكرة ولا يُنسى. أما “I love you”، فهي ابنة الضوء السريع، ابنة العالم الذي لا يعرف الانتظار، تُقال كما تُرسل صورة، تُحب كما يُضغط على “إعجاب”.

المغربي اليوم، وهو يعيش بين الكلمتين، يشبه كائنًا عالقًا بين جغرافيتين عاطفيتين: إحداهما تحنّ إلى الأصالة، والأخرى تغريه بالحداثة. بين “كنبغيك” التي تُوجعه بصدقها، و“I love you” التي تُريحه بزيفها، يتأرجح كيانه كمن يبحث عن لغةٍ ثالثة، لغةٍ تستطيع أن تقول الحب دون أن تخاف منه، وأن تحفظ الصدق دون أن تُدفنه تحت رماد التقاليد.

ربما ما نحتاجه اليوم ليس أن نختار بين “كنبغيك” و“I love you”، بل أن نستعيد قدرة القلب على الإحساس قبل الترجمة، أن نعود إلى تلك اللحظة البدائية حيث الكلمة لم تكن بعدُ مفهوماً لغويًا بل رعشةً وجودية، أن نقولها كما لو كنا نخلق العالم من جديد.

وحين يحدث ذلك، حين يقول المغربي “كنبغيك” دون خوف، وحين يشعر أن “I love you” ليست استعارة بل امتدادٌ لصدقٍ داخلي، حينها فقط سيصالح لغته مع قلبه، وسيفهم أن الحب ليس ما يُقال، بل ما يترك فينا أثراً لا يزول، مهما تغيّرت اللغة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ جهات

النسخة الخامسة من سباق اصحاب الهمم احتفالا بذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء

تخليداً للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، نظمت جمعية الوئام للتربية والطفولة بطانطان يوم الثلاثاء 4 نونبر 2025، النسخة الخامسة من البطولة الإقليمية للعدو الريفي لأصحاب الهمم، تحت شعار: الرياضة المدرسية آلية ضرورية لتحسين جودة التعليم.
وأقيمت هذه التظاهرة الرياضية بحلبة ألعاب القوى قرب القاعة المغطاة بمدينة طانطان، بمشاركة مؤسسات عمومية ومنتخبة وفاعلين من المجتمع المدني وعدد من الشركاء الاقتصاديين والإعلاميين.

عرفت البطولة حضور ممثل عن المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتعليم الأولي بطانطان، والسيدة نائبة رئيسة جهة كلميم وادنون، وممثلي المجلس الإقليمي والمجلس الجماعي لطانطان والمجلس الجماعي للوطية، إلى جانب أعضاء منظمة الهلال المغربي للإغاثة والإنقاذ فرع طانطان، وممثلي شركات وجمعيات عدة من بينها سوفابيك الوطية، جمعية جود للأعمال الخيرية، شركة عجائب البحر، شركة سلطان، ومؤسسة الحاج عليوة.
كما حضرت فعاليات من القوات المساعدة والأمن الوطني والوقاية المدنية، وعدد من المنابر الإعلامية المحلية والجهوية.

استهدفت هذه التظاهرة الأطفال في وضعية إعاقة المنتمين لمراكز الإعاقة بإقليم طانطان، خاصة مركز ماء العينين أهل بيه لأصحاب الهمم، إلى جانب تلاميذ مؤسسة المجد الخصوصية.
وقد شكل الحدث مناسبة لترسيخ قيم الإدماج والتضامن، وتعزيز التكيف والتعلم من خلال الممارسات الرياضية، في أفق تجسيد ثقافة الإعاقة كقيمة إنسانية واجتماعية إيجابية.

وأكد المنظمون أن البطولة تمثل محطة أساسية في تعزيز الإدماج الأكاديمي والاجتماعي للأطفال في وضعية إعاقة، إذ يساهم النشاط البدني المكيف في تنمية قدراتهم المختلفة ودمجهم مع أقرانهم في الفضاءات التربوية المشتركة، بما يعزز الثقة بالنفس وروح المبادرة لديهم.

كما تم خلال الحفل تكريم عدد من الرياضيين والفاعلين المحليين الذين أسهموا في إنجاح هذه التظاهرة الرياضية والاجتماعية.

وفي ختام الفعالية، وجه رئيس الجمعية عابدين الرزكي عبارات الشكر والتقدير لكل من لالة لمزليقي نائبة رئيسة جهة كلميم وادنون، والأستاذة ربيعة لغزال، والسيدة تمرة الأحمد، على مجهوداتهن الكبيرة في إنجاح هذه البطولة، ومساهمتهن في رسم ابتسامة الأمل على وجوه الأطفال المشاركين في هذا الحدث الإنساني النبيل.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ جهات

الجمعية المغربية لحماية المال العام بجهة مراكش الجنوب تدين نسف ندوة أيت أورير وتعلن تضامنها مع الغلوسي

أصدر المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحماية المال العام بجهة مراكش الجنوب بياناً تضامنياً قوياً مع رئيس الجمعية محمد الغلوسي، عقب ما وصفه بـ”الاعتداء السافر” الذي طال الندوة التواصلية المنظمة مساء الأحد 2 نونبر الجاري بمقر بلدية أيت أورير بإقليم الحوز.

البيان أوضح أن الندوة، التي كانت مخصصة لمناقشة موضوع *التدبير الجماعي ومداخل التنمية*، تم نسفها من طرف رئيس جماعة أيت أورير، الذي يشغل في الوقت نفسه مهمة نائب برلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، بعدما جند مجموعة من الأشخاص لعرقلة اللقاء وإهانة الحاضرين، وفق ما ورد في نص البيان.

وأكد الفرع الجهوي تضامنه المطلق واللامشروط مع الأستاذ محمد الغلوسي، معتبراً أن ما وقع يُعدّ “تصرفاً أرعناً يناقض أبسط قيم الحوار والديمقراطية”، كما عبر عن مساندته لفيدرالية تامونت لجمعيات المجتمع المدني وساكنة أيت أورير “التي تعاني من مظاهر الفساد والتهميش”، على حد تعبيره.

وختمت الجمعية بيانها بالتشديد على أنها ستتخذ خطوات نضالية مقبلة ضد ما وصفته بـ”الترهيب السياسي وحماية الفساد”، مؤكدة استمرارها في الدفاع عن المال العام ومحاربة مظاهر الفساد الإداري والسياسي بالجهة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

تنغير – السيد عامل إقليم تنغير يترأس لقاءات التشاور حول الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة

احتضن إقليم تنغير، اليوم الثلاثاء 4 نونبر 2025، أشغال لقاءات التشاور الخاصة بإطلاق الجيل الجديد من برامج التنمية الترابية المندمجة، برئاسة السيد عامل الإقليم، وبحضور رؤساء المصالح الخارجية، والمنتخبين، وممثلي المجتمع المدني، والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين.

ويأتي هذا اللقاء في إطار مقاربة تشاركية تهدف إلى بلورة رؤى تنموية جديدة تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الإقليم وحاجيات ساكنته، وتنسجم مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تعزيز العدالة المجالية والتنمية المستدامة.

وقد أكد السيد عامل الإقليم في كلمته الافتتاحية على أهمية هذا الورش التنموي، الذي يهدف إلى الرفع من جاذبية الإقليم وتحسين مؤشرات التنمية البشرية، عبر مشاريع مهيكلة تشمل البنيات التحتية، والتعليم، والصحة، والفلاحة، والسياحة، ودعم المقاولات المحلية والشباب.

وشكل اللقاء مناسبة لعرض عدد من التصورات والمقترحات العملية التي ستساهم في إعداد رؤية مندمجة وشاملة للتنمية بإقليم تنغير، تستند إلى التشاور والتنسيق بين مختلف المتدخلين.

خطوة جديدة نحو تنمية مجالية مندمجة وشاملة بإقليم تنغير.

Categories
خارج الحدود

منزل ياسر عرفات في غزة.. من مركز ثقافي إلى مأوى نازحين

  لم يبقَ من منزل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في مدينة غزة سوى جدار يحيط ببقايا مبنى دمّره الجيش الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية في القطاع، وعلى الجدار لافتة كُتب عليها “مؤسسة ياسر عرفات”.

هذا المنزل شكّل، منذ وفاة الرئيس أبو عمار، عام 2004، رمزًا للنضال الفلسطيني ومقرًا لمؤسسة ثقافية، لكن آلة التدمير الإسرائيلية حوّلته إلى مأوى للنازحين الذين فقدوا منازلهم جراء حرب الإبادة. 

وبين الجدران المهدّمة والأسقف المتصدعة، تعيش عائلة الفلسطيني أشرف أبو سالم، التي اضطرت خلال أشهر الإبادة إلى النزوح من منطقة مشروع بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع تحت النيران الإسرائيلية.

وأُنشئت “مؤسسة ياسر عرفات” بعد وفاة أبو عمار لإحياء ذكرى رحيله، ولـ”الحفاظ على المقتنيات والإرث الوطني للرئيس الراحل”.

 

وبعد عقدين من الزمن، أصبحت هذه المقتنيات تحت الأنقاض بفعل آلة الإبادة الإسرائيلية التي تعمّدت طمس الهوية الفلسطينية باستهدافها كل ما يرمز للذاكرة الوطنية، إلى جانب استهداف المواقع التاريخية والأثرية.

وتوفي عرفات عن عمر ناهز 75 عامًا، في مستشفى “كلامار” العسكري في العاصمة الفرنسية باريس، حيث يتهم الفلسطينيون إسرائيل بتسميمه، ويقولون إنه لم يمت بسبب تقدّم العمر أو المرض، ولم تكن وفاته طبيعية.

مأوى بعد نزوح

يقول أبو سالم إن منزل “الختيار”، المملوك لصندوق الاستثمار الفلسطيني، تحوّل إلى مأوى لعائلته بعد أشهر من النزوح القسري من بلدة بيت لاهيا.

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أن بلدة بيت لاهيا تقع ضمن مناطق شرق ما يُعرف بـ”الخط الأصفر” الذي لم ينسحب منه الجيش الإسرائيلي. 

و”الخط الأصفر” هو خط الانسحاب الأول المنصوص عليه في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين تل أبيب وحركة “حماس”، ويفصل بين المناطق التي ما زال يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي في الجهة الشرقية منه، وتلك التي يُسمح للفلسطينيين بالتحرك داخلها في الجهة الغربية.

لكن الخط لا يتميز بحدود واضحة، ما يجعل الفلسطينيين عرضة للاستهداف الإسرائيلي المباشر دون سابق إنذار.

كما أن بلدة بيت لاهيا من المناطق التي تعرضت لـ”إبادة مدن” خلال الحرب الإسرائيلية، حيث دمّرت تل أبيب غالبية مبانيها.

في السياق، أفاد أبو سالم أنه قضى العديد من الشهور منذ نزوحه متنقلاً من مكان لآخر للإيواء، حتى استقرّ به الحال في منزل الرئيس الراحل.

من رمز وطني إلى دمار

قبل الإقامة فيه، قضى أفراد عائلة أبو سالم نحو أسبوع في إزالة الركام من الأماكن الباقية في المنزل المدمّر، واستصلاح ما يمكن استصلاحه.

فهذه العائلة نزحت دون أن تصطحب معها أي شيء من ممتلكاتها، وبالملابس التي كانت ترتديها، وفق أبو سالم.

وعن الدمار الإسرائيلي الذي طال منزل عرفات، يقول أبو سالم إن المكان أصيب بفاجعة، بعدما كان يشكّل رمزًا للنضال الوطني والوحدة الفلسطينية.

ويؤكد أن كل هذا الدمار الإسرائيلي يهدف إلى “طمس الهوية الفلسطينية، فهذا المنزل بالنسبة لنا رمز من رموز التطلع للاستقلال والحرية”.

ويوضح أنه نجح في انتشال بعض مقتنيات الرئيس الراحل ووثائق تعود لعائلته، حيث احتفظ بها في ذات المكان.

إلى جانب ذلك، تمكّن من إنقاذ بعض الكتب التي نجت من القصف الإسرائيلي، وكانت ضمن مكتبة في الطابق العلوي من المنزل، فيما لم يسلم معظم مقتنياتها، وفق قوله.

وعن رمزية المكان، يؤكد أبو سالم أن مؤسسة “ياسر عرفات” قبل الإبادة الإسرائيلية شكّلت محطة للشعب الفلسطيني، حيث كانت تضم بين جدرانها صورًا وتوثيقات لمحطات النضال الفلسطيني.

 

 

ويتابع: “قبل الحرب، كانت المؤسسة مكانًا يلتقي فيه الأدباء والمثقفون، وتعقد فيه أمسيات فكرية وتصدر منه كتب. فقد كان هذا المكان حالة قيمة من الإبداع الفلسطيني المرتبط بالثورة والتاريخ”.

وفي تصريحات صحفية سابقة لمدير المؤسسة موسى الوزير، قال إن فئات كثيرة من الفلسطينيين كانوا يتوافدون إلى المؤسسة للاطلاع على مقتنيات الرئيس الراحل والمكان الذي كانت تصدر منه القرارات السياسية، في إشارة إلى مكتبه.

وأكد الوزير أن هذه المؤسسة تسعى ضمن أهدافها إلى “بث الروح الثقافية والوطنية في الجيل الناشئ، من خلال تنظيم مسابقات مدرسية ثقافية”. 

وتعرّض منزل عرفات لقصف جوي ومدفعي إبان العملية العسكرية البرية التي بدأتها إسرائيل في مدينة غزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وانسحبت منها جزئيًا في فبراير/شباط 2024.

وارتكبت إسرائيل حرب إبادة جماعية في القطاع بدعم أمريكي، استمرت لعامين، بدءًا من 8 أكتوبر 2023، وخلفت أكثر من 68 ألف شهيد وما يزيد على 170 ألف جريح، وألحقت دمارًا طال 90 بالمئة من البنى التحتية في القطاع بخسائر أولية تُقدّر بنحو 70 مليار دولار.

وانتهت الحرب باتفاق وقف إطلاق نار بين “حماس” وإسرائيل، دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، وخرقته إسرائيل عشرات المرات، ما أسفر عن مئات الشهداء والجرحى في صفوف الفلسطينيين.