Categories
متفرقات

فريد حفيض الدين هذا جهدي و هاذي فهامتي (21/03/2023) عدد 43 “رمضان و توالي الأزمات”

فريد حفيض الدين

على بعد ساعات سيعيش العالم الإسلامي ومعه المغرب حلول شهر رمضان المبارك. شهر العبادات والتدين بكل مظاهره. وهو كذلك شهر الاستهلاك والإنفاق المبالغ فيه أحيانا، ما يؤثر حثما على ميزانية الأسر وخاصة منها التي تصنف ضمن الطبقات الهشة. للأسف تمثل هذه الفئة ما يقارب 75 في المائة من ساكنة المغرب. يمكن لنا أن نضيف إليها حتى ما كان يعرف بالطبقة المتوسطة، والتي انحدرت
بدورها إلى جانب الطبقة الفقيرة….
وبقدر ما استبشر المواطن حلول هذا الشهر المبارك ، بقدر ما ازعجه الوضع الاقتصادي والاجتماعي ، خاصة في ظل إرتفاع مهول لأسعار كل المواد الغذائية الأساسية ، بما فيها تلك التي تتطلبها موائد رمضان كاللحوم بمختلف انواعها ، والبقوليات ، والخضروات ، والزيوت ، والحليب ومشتقاته ، ناهيك عن الأسماك والفواكه الجافة.
السؤال الذي يعود في مثل هذه المناسبة ، يتعلق بالإجراءات التي اتخدتها الحكومه بغية التخفيق من هول إرتفاع الأسعار ، وتوفير حاجيات المواطن الخاصة بشهر رمضان.
هنا لانحتاج لكثير عناء وتفكير لنلاحظ وبالملموس أن دار لقمان ستظل على حالها ، وأن الحكومة ونحن على بعد ساعات من حلول شهر رمضان ، فشلت في توفير كل ما يمكن له أن يطمئن المواطن من كون الحكومة وفرت له بعضا من ما تتطلبه عادات وتقاليد شهر رمضان ، الشهر الأكثر استهلاكا عند المغاربة ، رغم ان مدة افطارهم محدودة في الزمن ، وهذه قصة أخرى.
قيل لنا أن الحكومة ستتخد من الإجراءات ما يجعل كل المواد الغذائية الأساسية متوفرة ، وبأثمان معقولة. وبالفعل تجندت فرق مراقبة وتفتيش على مستوى العمالات والاقاليم لمراقبة السلع المعروضة ، والتأكد من جودتها واثمانها غير أن ما قامت به هذه اللجن لم يتعد تفتيش، ومراقبة محلات تجار التقسيط داخل الأسواق الشعبية، وكأن مصدر الأزمة يوجد في هذه الجهة. للأسف تركت الحكومة مكان ومصدر الأزمة وهي تعلم علم اليقين تشعباتها، وممونيها ، ومموليها ، ومن يحتكر السلع ، ومن هم وراء كل المضاربات ، ومن يقف خلف الستار ويوجه اللعبة، ومن يتستر عليها ، واللوبيات المتحكمة التي تقف وراء جزء كبير من الأزمة…
بالمختصر المفيد ، أبانت الحكومة ، والمؤسسة التشريعية ، وجمعيات حماية المستهلك ، ولجان الرقابة والتفتيش بوزارتي الداخلية والمالية والاقتصاد ، وكل هيآت الرقابة عن ضعف في القيام بمهامها كما يخول لها القانون ، والدستور ذلك.
على المسؤولين وصناع القرار أن يعلموا أن كل برامج التنمية ، والمشاريع بكل أنواعها ، والبرامج الاقتصادية والاجتماعية ، وتوجيهات كل المجالس ، ستكون من دون جدوى في حال بقي الحال على ماهو عليه .
كفانا خطابات وشعارات ظرفية تصدر عن سياسيين انتهازيين ، ولوبيات متغلغلة في دواليب المؤسسات تعمل على تنمية ترواثها على حساب فقراء هذا الوطن. المغاربه لم يعودوا في حاجة لقفة رمضان تسلم لهم أمام كاميرات في حط مقيث لكرامتهم. هؤلاء في حاجة لنصيبهم من ترواث بلدهم ، وإلى مشاريع يعملون بدورهم على بلورتها ، كل من مكانه وموقعه ، حتى يستطيع كل مغربي أن ياكل من ما ينتج بيده وبعرق جبينه ، لا أن يأكل من فتات موائد من سرق طعام مائدته. غير هذا سنكون كمن يريد أن يغطي الشمس بالغربال…
” راه دوام الحال من المحال ”
هذي فهامتي و هذا جهدي

Categories
متفرقات

استراتيجية وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة والمؤسسات التابعة لها

مشروع كلمة السيدة عواطف حيار

وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة

بمناسبة اللقاء التشاوري الجهوي

حول

استراتيجية وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة والمؤسسات التابعة لها

2026-2021

– جهة سوس-ماسة

الجمعة 07 يناير 2022، أكادير.

 السيد المحترم والي جهة سوس-ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان،

 السيد المحترم رئيس مجلس جهة سوس-ماسة،

 السيدات والسادة النواب والمستشارون البرلمانيون،

 السيدات والسادة رؤساء المجالس الإقليمية ومجالس الجماعات الترابية،

 السيدات والسادة رؤساء المصالح الخارجية،

 السيدات والسادة ممثلو المجتمع المدني،

 السيدات والسادة ممثلو الصحافة الوطنية والصحافة المحلية،

أيها الحضور الكريم، سواءً حضوريا معنا في هذه القاعة أو معنا عن بعد.

السلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته،

 بداية أستسمحكم، جميعا، لأعبر لكم عن سعادتي وأنا أتواجد بينكم اليوم في مدينة أكادير، قلبُ جهة سوس ماسة. جوهرة سوس، مدينة التاريخ المجيد والفخر والاعتزاز، كما يذكرنا بذلك يوم 5 نوفمبر 1975 حيث ألقى من هنا، المغفور له صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله وطيب ثراه، خطاباً تاريخيا مُوجهاً لمتطوعي المسيرة الخضراء مخاطبهم بما يلي: “غداً إن شاء الله ستخترق الحدود، غداً إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غداً إن شاء الله ستطؤون أرضاً من أراضيكم وستلمسون رملاً من رمالكم وستقبلون أرضاً من وطنكم العزيز” انتهى منطوق الخطاب الملكي السامي.

 واليوم، وهي تعيش مسيرة من نوع آخر، تحت العناية المولوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. مسيرة تنموية وذلك من خلال إطلاق برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024)، وهو برنامج مهيكل يؤسس لمرحلة جديدة في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه المدينة وتعزيز دورها كقطب اقتصادي مندمج. نعم، نفتخر، جميعا، بمدينة أكادير التي ترسخت مكانتها عبر القرون كمركز ثقافي وديني وتجاري وسياحي بامتياز.

 ونحن نستحضر الماضي المضيء للمدينة ونستشرف مستقبلها الواعد، نسأل العلي القدير أن يخفف عنا وقع هذه الأزمة -أزمة كوفيد 19-التي أرخت بظلالها على جميع جوانب حياتنا حتى تستطيع القطاعات المتضررة، لاسيما القطاع السياحي، استئناف نشاطها بشكل طبيعي وتستعيد مدينة أكادير كامل بهجتها وحيويتها وديناميتها.

أيها الحضور الكريم،

 تعرف حاليا مدينة أكادير برامج تنموية طموحة، تسعى كلها إلى الارتقاء بالمدينة كقطب اقتصادي متكامل وقاطرة للجهة، وتكريس مكانتها وتقوية جاذبيتها كوجهة سياحية وطنية ودولية، والرفع من مؤشرات التنمية البشرية، وتحسين ظروف عيش الساكنة، وكذا تقوية البنيات التحتية الأساسية، وتعزيز الشبكة الطرقية لمدينة أكادير لتحسين ظروف التنقل بها.

مشاريع وتصورات من جيل جديد، تتطلب منا جميعا الانخراط في منهجية قوامها المبدئي التشاور والالتقائية. وفي هذا الإطار، أشكركم جميعا على حفاوة الاستقبال وعلى الاهتمام الذي أوليتموه لهذا اللقاء التشاوري الجهوي، وذلك بحضوركم ومشاركتكم معنا في كل أطواره. لقاء نطمح أن يكون منصة إنصات وإصغاء واستماع لمقترحاتكم وأفكاركم.

لقاءٌ نريد من خلاله أن نتفاعل معكم حول استراتيجية عمل الوزارة على المستوى الجهوي من خلال تفكير جماعي وهادف، يتوخى دعم ركائز ومقومات الدولة الاجتماعية كما أرادها صاحب الجلالة نصره الله.

 كما يطيب لي أن أتقدم بكل التهاني للمنتخبين والمنتخبات الجدد على الثقة التي حظوا بها، من طرف المواطنات والمواطنين، وأتمنى لهم النجاح والتوفيق في مهامهم من أجل بناء مغرب الغد.

السيدات والسادة المحترمين،

 نطمح من خلال هذه المناسبة أن يكون القطب الاجتماعي فاعلا ومساهما في تعزيز الدينامية التي تعرفها جهة سوس – ماسة، ونريد أن نعمل جميعا – بجانب المجتمع المدني – على بلورة أجوبة تستجيب وانتظارات المواطنين والمواطنات بهذه الجهة ونعطيها دينامية أكثر في المجال الاجتماعي.

 إننا، ووفق البرنامج الحكومي 2021-2026، الذي يعتمد على مرجعية النموذج التنموي الجديد للمملكة، والذي يترجم توجهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

 ووفاء لهذا المنظور وحرصا منا على تقوية وترصيد المقاربة التشاركية، اخترنا اليوم أن نتقاسم معكم الخطوط العريضة والملامح الأولى للاستراتيجية الجديدة لوزارة التضامن والإدماج الاجتماعي وأذرعها الميدانية المتمثلة في مؤسسة التعاون الوطني ووكالة التنمية الاجتماعية.

 إنها استراتيجية هدفها التنمية الدامجة والمستدامة وتحقيق المساواة والعدالة المجالية، استراتيجية غايتها المثلى تثمين الرأسمال البشري.

 

 

 

 

 

 

Categories
متفرقات

” العدالة الإجتماعية : بين الواجب والحق والقانون “

عبدالرحيم الشافعي: كاتب صحفي- المغرب

 

 

“مِنَ العدل أن يأتي الرجل من الحجج لخصومه بمثل ما يأتي به لنفسه”

(ابن رشد )

 

إن مفهوم العدالة الإجتماعية يحتل مكانة هامة في الفلسفة السياسية والإقتصادية و الاجتماعية على حد سواء، حيث انشغل بها الفلاسفة، والمفكرين، و علماء الاجتماع، و قاموا بدراستها و تفكيك خباياها ، كل من زاويته الخاصة، مما أذى الى وجود تعارض، و اختلاف، و تباين، في مواقفهم و تصوراتهم،

والمقال الذي بين أيدينا يندرج ضمن نفس الموضوع، إذ يسلط الضوء على قضية العدالة الاجتماعية بين مفهوم الواجب، والحق، والقانون، و من خلال هذه المفاهيم يمكننا طرح الإشكال الاتي : هل العدالة الاجتماعية قضية واجب أم حق أم قانون ؟ و بناء على هذا يمكننا أن نتسائل :

فما مفهوم العدالة الإجتماعية ؟ و ما علاقتها بالواجب والحق والقانون ؟ بأي معنى يمكننا الحديث عنها ؟ هل من خلال الواجب كواجب ؟ أو من خلال الحق كحق ؟ أو من خلال القانون كقانون ؟

 

 

من خلال العنوان يتضح أن الموضوع يتبنى قضية العدالة الاجتماعية التي تحمل في طياتها مفهوم العدل،من عَدَلَ يَعْدِلُ فهو عادل، والعدالة هي إعطاء الحق لأهله وافيًا غير منقوص في قليل أو كثير، وعدم نقصانه أو زيادته على حساب الغير. وهي أيضًا تحقيق التوازن بين طرفين أو أكثر، أما مفهوم العدالة الاجتماعية فيحيل إلى إزالة الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين طبقات المجتمع، وتحقيق معادلة متساوية وعادلة بين أفراده، و قد أكد هذا المفهوم الفيلسوف الأخلاقي والسياسي جون رولز في كتاب نظرية العدالة، حيث حاول حل مشكلة تحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق التوزيع العادل إجتماعيا للأغراض في المجتمع،لأجل توفيق بين التحرر والعدالة، ومن أجل مجتمع جيد التنظيم.

إن هذه في الحقيقة إرادة خيرة ،وحرة لا تخضع لميولات ذاتية، و مصالح فردية، أو لمبذأ خارجي، وهذا هو مفهوم الواجب الذي تحدث عنه الفيلسوف ايمانويل كانط حينما اعتبر أن الواجب مرجعه العقل، وغايته فقط احترام القانون الأخلاقي، ومنطقه الإرادة الخيرة، أما مفهوم القانون فهو مجموعة القواعد الملزمة التي تنظم علاقات الأفراد في المجتمع، أو النظام الذي تجري وفقاً له علاقات الأشخاص داخل المجتمع.

بين العدل والواجب والقانون هناك أفراد في المجتمع يجب انصافهم،ويصادف هذا قول الفيلسوف الهولندي غروشيوس ، الذي اعتبر أن القانون هو الحكم بأنّ عملاً ما يعد ظالماً أو عادلاً تبعاً لكونه مخالفاً أو موافقاً لمنطق العقل، وإنّ قواعد هذا القانون ثابتة لا تتغير ولا تتبدل، و حسب هؤلاء الفلاسفة فأن العدالة الاجتماعية لن تتحقق مادام هناك ظلم سواء بين أفراد المجتمع فيما بينهم، أو سواء بين السلطة الحاكمة والمجتمع.

لن يتحقق هذا الا بوجود مبدأ الحق وهو مفهوم يشير الى تلك الأمور التي يحتاجها الإنسان أو الكائن الحي عامةً، كي يحيي حياة كريمة، إذ يجب على الدولة والوطن والمجتمعات توفيرها له دون منّة أو تعدٍّ، و هي ملك لكل البشر، مكفولة بعدم قابليتها للتجزئة أو الانتزاع من أي شخص كان، مهما كانت ظروفه، فلا يحق لأحد حرمان أي فرد من حقوقه الشخصية، فهي ثابتة وغير قابلة للتصرف، ولا يمكن تجاوزها في أي حال من الأحوال.

وكخلاصة يمكن القول أن العدالة الاجتماعية لن تتحقق برفع الشعارات في مختلف وسائل الإعلام، أو في المظاهرا، أو في الندوات، و المحاضرات، بل ستتحق العدالة الاجتماعية، عندما يدرك الانسان ما له و ما عليه من حقوق، وواجبات في إطار قانوني يعدل بين الناس، يحقق مبدأ العدل و تكافئ الفرص في ضمير الفرد، مع نفسه، و داخل أسرته، و مع مجتمعه، وداخل وطنه، فمفهوم العدالة الاجتماعية عند رولز أو كانط أو جون لوك أو هيوم، مرتبطة بالعقل و بالفرد كسلوك أخلاقي قبل أن تصبح حق و قبل أن يؤطرها قانون، فلا تنتظر الدولة أن تحقق لك هذا المبدأ و أنت تطعن في شرعية الميراث، و في جودة المنتوجات،و تمكر بالناس في العلاقات، و تغش في البيع و الشراء، و في نشر المعلومات،وووو…فلن تكون عادلا ما لم تكن انسانا.

Categories
متفرقات

صناعة الجبابرة : من الدفاع عن المبادئ إلى الدفاع عن الأشخاص

عبد الرحيم ازنزووم امتلأت في الآونة الأخيرة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنابر الإعلامية بجدالات ونقاشات ساخنة، محورها أشخاص وضعوا بين عشية وضحاها في صدارة الأحداث، لينقسم الناس بين مهاجم لهؤلاء ومدافع عنهم، بل أخد رد فعلهم هذا أشكالا قاسية في بعض الأحيان، في دفاع مستميت عن الأشخاص وليس عن وجهة نظرهم.