Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء فن

الناقد عبدالرحيم الشافعي من مهرجان طنجة: النقد الصريح مكروه والنفاق السينمائي تجارة مربحة

من داخل أروقة الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، يتصاعد النقاش من جديد حول تقييم الأفلام خاصة إن كان المخرج صديقا، ولا صداقة بين ناقد ومخرج ولا بين صحفي وفنان، والنقد في المشهد الثقافي المغربي ودوره بين من يراه شريكًا في بناء الوعي الفني، ومن يعتبره عدوًا يكشف العورات الفنية.

وفي هذه الأجواء قدّم الناقد السينمائي عبدالرحيم الشافعي تصريحًا قويًّا يبرز حجم التوتر القائم بين الخطاب النقدي الصادق وبين واقع فني يتغذى على المجاملة والنفاق.

قال الشافعي: النقد الجاد والصريح لا يحبه أحد، لأن الصراحة تجرح من تعوّد على التصفيق، وتكشف هشاشة الأعمال التي بُنيت على ضباب العلاقات وليس على صلابة الإبداع. “صارح مخرجًا وسيشتمك، وصارح ناقدًا وسيطعنك، وصارح ممثلاً وسينفر منك”. وأضاف: “رحم الله امرئًا أهدى إلينا عيوبنا، لكن في هذا المجال، من تصارحه يرد عليك بالعداء، ومن تنصحه يتهمك بالغيرة، ومن تكشف له ضعفه يراك خصمًا لا شريكًا”.

ويشدد الشافعي على أن النقد الصادق لا مكان له وسط علاقات ملغومة تغلب فيها المصالح الشخصية على القيمة الفنية. ويرى أن بعض من يحيطون بالساحة السينمائية “حولوا المهرجانات إلى فضاءات للولائم والهدايا والشراب بدل أن تكون مختبرًا حقيقيًا لتقوية الصناعة السينمائية. ويعتبر أن النفاق السينمائي تجارة سوق مريحة، لأنها لا تُغضب أحدًا، بينما الصراحة تفتح على صاحبها أبواب الكراهية.

ويكشف الناقد عن استيائه العميق من سلوك بعض الحاضرين في المهرجانات الذين يتعاملون بازدواجية صارخة، إذ يقول: أمقت أولئك الذين يصفقون في وجه صانع الفيلم أو الممثل ويغدقون عليه عبارات الإعجاب أمام الجمهور، ثم يدمدمون خلف ظهره بكلمات لاذعة وتقييمات جارحة. هذا السلوك نفاق يقتل الثقة ويقزم قيمة الكلمة.

ويؤكد الشافعي أن “النقد الحقيقي يُقال أمام الجميع وبمنتهى الوضوح. لانه مرآة صافية تُبرز مواضع القوة والضعف في العمل السينمائي دون خوف أو مصلحة.

ويضيف: العلاقات السامة بين النقاد الحقيقيين وبين من اعتادوا على المحابات تجعل من قول الحقيقة مغامرة شخصية ومهنية. لأنك حين تنتقد بصدق، تصبح هدفًا للتهجم والاتهام، وكأنك ارتكبت جرمًا لا يُغتفر.

كما يشير إلى أن السينما الوطنية لن تتطور إذا ظلت رهينة للمجاملات الرخيصة والصفقات الجانبية. ويؤكد أن الناقد ليس عدوا للفنان، لانه شريك صادق في تطوير الوعي الجمالي والدرامي، شريطة أن تكون العلاقة مبنية على الاحترام المتبادل لا على شراء الذمم أو تكميم الأفواه.

قال الشافعي: بدأت أتأكد أن الوقوف مع ذاتك بأفكارك وآرائك، مهما كان الثمن، أفضل بكثير من سرطان النفاق الفني والإعلامي. فحاشا لله أن نأكل مال الحرام أو نبيع الكلمة تعبر فقط عن رأينا وليس رأي غيرنا.

ويختم الناقد السينمائي عبدالرحيم الشافعي تصريحه قائلاً: السينما فن كبير، والنقد النزيه ضرورة لبنائها، لا خصمًا لها. من لا يحتمل النقد لا يستحق أن يقف تحت الأضواء. أما من يصنع الفن بصدق، فهو أول من يفرح بمن يشير إلى مواضع ضعفه، لأن النقد الحقيقي ليس كراهية، بل حب من نوع مختلف.

ويكرر مبدأه قائلا: لا توجد علاقة صداقة بين الناقد والصحفي والفنان والمخرج، وإن وجدت تخفي معالم الحقيقة الفنية.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

أنوار حساني يضيء الخشبة بعمل جديد: “هندسة الإضاءة المسرحية – مقاربة تطبيقية”

أصدر الباحث والكاتب المسرحي أنوار حساني مؤلفًا جديدًا بعنوان “هندسة الإضاءة المسرحية – مقاربة تطبيقية”، عملٌ يثري المكتبة العربية والمغربية بمرجع فني وتقني يعمّق الفهم الجمالي للإضاءة ودورها الحيوي في البناء المسرحي.

ويأتي هذا الإصدار بعد سلسلة من الأعمال التي بصمت المسار الإبداعي للمؤلف، منها “مراحل إنجاز عمل مسرحي”، و”نص الماضي فات”، و”نص رحلة 2015″، التي لاقت اهتمامًا واسعًا داخل الأوساط الفنية والأكاديمية.

في هذا الكتاب، يبحر أنوار حساني عبر تاريخ الإضاءة المسرحية منذ فجر الحضارات، متتبعًا تطورها من الإضاءة الطبيعية في المعابد الفرعونية، إلى التقنيات الحديثة في العصور الإليزابيثية وما بعدها، مبرزًا كيف تحولت الإضاءة من عنصر مكمل إلى فاعل درامي وجمالي يضبط الإيقاع البصري ويثري اللغة التعبيرية للعروض.

ويتناول الكتاب الجانب التطبيقي للإضاءة، عبر عرضٍ تفصيلي لأنواع الكشافات وأسمائها ووظائفها، والملحقات المصاحبة لها من أغطية ومخفتات وأبراج وكابلات ولوحات تحكم، مع التركيز على دلالات الألوان ومخططات الإضاءة ودورها في توجيه الإحساس البصري للمُشاهد.

وقد احتضن معهد محمد زفزاف يوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 حفل تقديم هذا العمل المميز، بحضور ثلة من الطلبة والفنانين والمهتمين بالمجال المسرحي، حيث قدم الدكتور محمد ركانة قراءة نقدية في الكتاب، مشيدًا بعمقه العلمي وراهنيته التقنية.

وأكد أنوار حساني في كلمته بالمناسبة أن هذا العمل جاء “ليُعيد الاعتبار للإضاءة المسرحية كفنٍّ له لغته الخاصة، يسهم في تشكيل الدراما البصرية وبناء المعنى فوق الخشبة”، مضيفًا أن هدفه هو تطوير الحس التقني لدى الممارسين والطلبة، وجعل الإضاءة أداة تفكير لا مجرد وسيلة إضاءة.

بهذا الإصدار، يواصل أنوار حساني رسم مسار بحثي متميز في المجال المسرحي المغربي والعربي، مزاوجًا بين العمق الأكاديمي والتجربة الميدانية، ليقدّم مرجعًا يُنتظر أن يكون معتمدًا في تكوين الأجيال الجديدة من المسرحيين والتقنيين.

وقال أنوار حساني في ختام كلمته: “أتمنى أن يروق هذا العمل القراء، وأن يسهم في إثراء النقاش حول أهمية الإضاءة كعنصر درامي وجمالي أساسي في العرض المسرحي”، في إشارة إلى إيمانه بأن الضوء ليس تفصيلاً، بل روح المسرح نفسه.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

هشام ماسين يتوج بالجائزة الوطنية، ويواصل مسيرة عموري مبارك الفنية

تُوِّج الفنان هشام ماسين، إبن مدينة أكادير، بالجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية في صنف الأغنية العصرية عن أغنيته المتميزة “إيس ديتيويت لاخبار”، التي كتب كلماتها الشاعر الحاج محمد الذهبي، وصُوِّرت على شكل فيديو كليب بالعاصمة الرباط.
وقد جرى حفل التتويج يوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 بمقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالرباط، في إطار الاحتفال بالذكرى الرابعة والعشرين للخطاب الملكي السامي بأجدير وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، اعترافًا بمساهمات الفنانين والمبدعين في النهوض بالثقافة الأمازيغية وتعزيز حضورها الوطني والدولي.
ويمثل هذا التتويج اعترافًا مستحقًا بموهبة الفنان هشام ماسين الذي استطاع أن يفرض نفسه كأحد أبرز الأصوات العصرية في الأغنية الأمازيغية، بفضل قدرته على الجمع بين الأصالة والحداثة، مع حفاظه على الجذور الموسيقية العميقة للثقافة الأمازيغية.
ينحدر هشام ماسين من عائلة فنية عريقة، فهو ابن أخت الفنان الراحل عموري مبارك، أحد رواد الأغنية الأمازيغية الحديثة، والذي كان له تأثير كبير في مسار هشام الفني، حيث اشتغل معه لسنوات طويلة ورافقه في عدد من المهرجانات الوطنية والدولية، ما أكسبه خبرة واسعة ومهارة عالية في الأداء والتلحين والموسيقى. وقد مكّنته هذه التجربة من تطوير أسلوب فني متفرّد يمزج بين روح التراث واللمسة العصرية، لتغدو أعماله جسراً فنياً يربط بين الماضي والحاضر، ويخاطب مختلف الأجيال.
على امتداد مسيرته، شارك الفنان هشام ماسين في العديد من المهرجانات الفنية الكبرى داخل المغرب وخارجه، مقدماً الأغنية الأمازيغية بأسلوب راقٍ جعل اسمه يتألق في سماء الفن المغربي. كما أصدر مؤخراً ألبوماً غنائياً جديداً أحيا من خلاله ذاكرة فن الروايس، في عمل فني متميز يهدف إلى إعادة تقديم هذا التراث العريق بروح معاصرة تجذب الشباب وتحافظ على جوهر الهوية الأمازيغية.
وخلال نفس الحفل، تم الإعلان عن الفائزين بباقي فروع الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية برسم سنة 2024، حيث توزعت باقي الجوائز على الجائزة الوطنية للإعلام والاتصال، صنف الإعلام السمعي البصري، التي آلت إلى حياة النجمي، عن وثائقي “حول الملح والإنسان” بمنطقة الريف، تم بثه على قناة “تمازيغت”، بينما عادت الجائزة الوطنية للتطبيقات والمواد الرقمية، لرشيد عدي عن تطبيق ” توتلايت ينو تامازيغت” الموجه لتعلم اللغة الأمازيغية على نظام أندرويد.
وفازت أسماء مودوباه بالجائزة الوطنية للإبداع الأدبي في صنف النثر عن رواية ” تاجديكت ن أومدوز” ، فيما توجت حياة بوترفاس بالجائزة الوطنية للإبداع الأدبي في صنف الشعر عن ديوان ” أزكو”.
أما الجائزة الوطنية للإبداع الأدبي في صنف أدب الطفل والشباب، فمنحت لإسماعيل لحدوشي عن شريطه المرسوم ” إباون د تنيفين ” ، فيما آلت الجائزة الوطنية للترجمة لرشيد نجيب عن ترجمته لمسرحية لجون جينيت من الفرنسية إلى الأمازيغية، بينما عادت الجائزة الوطنية للدراسات والأبحاث لمصطفى أوعزيز عن عمله ” التعليم الفرنسي في الوسط الأمازيغي، أزرو وعين اللوح 1956-1915″.
وفي فئة الجائزة الوطنية للأغنية الأمازيغية في صنف الأغنية التقليدية بجهة الجنوب، تم تتويج أغنية ” مقّار إسالّا الهم ينو” للرايس العربي إيحيحي، وعن جهة الوسط حازت الفنانة سعيدة تيتريت الجائزة عن أغنيتها ” أذ وور تروم أوما “.
أما الجائزة الوطنية للأغنية الأمازيغية في صنف الأغنية العصرية بجهة الشمال فكانت من نصيب حفيظ بوجداين عن أغنيته ” أبريذ أر ثيوشا ” .
وفي صنف الفيلم الوثائقي، فاز فيلم “ثلاثة أقماء وراء تل” للمخرج عبد اللطيف أفضيل بالجائزة الوطنية للفيلم الأمازيغي، فيما نال المخرج محمد فوزي ” أكسيل” جائزة الفيلم التخيلي عن شريطه ” جثة على ضفاف مارتشيكا “، كما منحت الجائزة الوطنية للمسرح لجمعية فضاء أثينا بتنغير عن مسرحيتها ” أترس”.
وعادت الجائزة الوطنية للرقص الجماعي جهة الشمال إلى جمعية آيت علي أوسعيد لبودار من تالسينت، وفرقة إمناين أجعبو من عين اللوح جهة الوسط، وفرقة يانغران إيغران للفلكلور والفنون الشعبية من جماعة أقايغان بإقليم طاطا جهة الجنوب.
هذا، ويُعتبر هذا الحدث الثقافي الوطني محطة سنوية بارزة لتكريم المبدعين المغاربة في مجالات الثقافة والفن والبحث، كما يجسد حرص المملكة المغربية على صون الموروث الأمازيغي وتعزيزه، وتشجيع الأجيال الجديدة على الإبداع والابتكار ضمن رؤية ثقافية منفتحة ومتجددة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

مهرجان عين الشق للضحك النسخة الخامسة: منصة لاكتشاف المواهب الكوميدية الشابة

تستعد جمعية شباب التجديد للتربية والثقافة، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة، لتنظيم المهرجان الوطني عين الشق للضحك النسخة الخامسة، وهو حدث ثقافي وفني سنوي أصبح منصة بارزة لاكتشاف وتشجيع المواهب الكوميدية الشابة من مختلف مناطق المملكة.

ويتوزع برنامج المهرجان على ثلاث مراحل رئيسية، وفق الجدول التالي:

الكاستينغ: يوم الأحد 02 نونبر 2025 بالمركب الثقافي حبيبة المذكوري عين الشق، حيث يخضع المشاركون لاختبارات أولية أمام لجنة التحكيم لتقييم مواهبهم الفنية.

النصف النهائي: يوم السبت 15 نونبر 2025 بالمركب الثقافي عبد الله كنون عين الشق، لتحديد أبرز المرشحين الذين سيبلغون المرحلة النهائية.

النهائي: يوم الأحد 16 نونبر 2025 بالمركب الثقافي عبد الله كنون عين الشق، حيث سيتم تتويج الفائزين وإبراز أفضل المواهب الشابة على الساحة الكوميدية.

وتضم لجنة التحكيم لهذا المهرجان فنانين ووجوهاً كوميدية بارزة، وستكون مهمتها اختيار المشاركين وفق معايير دقيقة تشمل الإبداع، الأداء، والقدرة على التواصل مع الجمهور.

ويأتي هذا الحدث في سياق دعم المواهب الوطنية الشابة، وتشجيعها على الانخراط في الساحة الفنية الكوميدية، إضافة إلى المساهمة في إثراء المشهد الثقافي بالمغرب، وتعزيز روح الفكاهة والابتكار بين مختلف الفئات العمرية.

كما يعتبر المهرجان فرصة لإبراز قدرات الشباب الفنية أمام جمهور واسع، ويؤكد التزام جمعية شباب التجديد للتربية والثقافة ووزارة الشباب والثقافة والتواصل بالاستثمار في الطاقات الإبداعية الوطنية، من أجل ترسيخ ثقافة الترفيه الفني كجزء أساسي من المشهد الثقافي المغربي.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

عبد الكريم بنعامر يؤطر ورشة مهارات و تقنيات التشخيص المسرحي ضمن صايب المسرحي لي فيك

في إطار فعاليات الدورة الثانية من الدورة التكوينية صايب المسرحي لي فيك المنظمة من طرف جمعية إستطيقا للتنمية الفنية و الثقافية بشراكة مع مركب التنشيط الفني و الثقافي تابريكت سلا من 20 إلى 26 أكتوبر 2025 بمركب التنشيط الفني و الثقافي تابريكت سيؤطر الفنان المسرحي خريج الإجازة المهنية لمهن المسرح و فنون العرض الفنان و المعد ” عبد الكريم بنعامر ورشة تحت عنوان ” مهارات و تقنيات التشخيص المسرحي” و ذلك يوم الخميس 23 أكتوبر 2025 على الساعة الرابعة مساءً.

تهدف هذه الورشة إعطاء مختلف الجوانب المهمة التي يحتاجها أي ممثل مسرحي و لا سيما في التكوين الذي هو أساس الممارسة المسرحية و يذكر أن الفنان عبد الكريم بنعامر ناقش بحثه مؤخرا تحت عنوان ” آليات اشتغال الممثل بين ستانسلافسكي و غروتوفسكي: من التحليل النظري إلى التجريب العملي ( مختبر ثياتروس نموذجا) و هذا البحث يعد ثمرة جهود متواصلة للفنان بنعامر منذ أن ولج عالم المسرح، و بحضوره كمؤطر ضمن هذه الدورة التكوينية و تقاسم ما هو اكاديمي مع المهتمين من الشباب فهو إضافة للجسد المسرحي المغربي

Categories
الواجهة ثقافة و أراء جهات فن

من التكوين إلى الإبداع:صايب المسرحي لي فيك يرسخ تقاليد الممارسة المسرحية بسلا

مع الحدث : منصف الخمليشي

 

تنظم جمعية إستطيقا للتنمية الفنية والثقافية، بشراكة مع مركب التنشيط الفني والثقافي تابريكت – سلا، الدورة الثانية من التكوين المسرحي “صايب المسرحي لي فيك”، خلال الفترة الممتدة من 20 إلى 26 أكتوبر 2025.

وهي مبادرة فنية تهدف إلى تمكين الشباب من أدوات التعبير المسرحي، واكتشاف الفنان الكامن داخل كل فرد.

تحمل هذه المبادرة عنوانًا دالًّا يدعو إلى البحث في الذات الإبداعية، فـ“صايب المسرحي لي فيك” تعني ببساطة “ابحث عن المسرحي الذي يسكنك”، لأن في داخل كل واحد منا مبدعًا ينتظر أن يُكتشف.

وفي هذه الدورة، قررت الجمعية تكريم الفنان الكوميدي محمد عزام المعروف بـ**“بهلول”**، اعترافًا بمسار فني متنوع تجاوز ثلاثة عقود. ووفق ما صرح به رئيس الجمعية، المسرحي منصف الإدريسي الخمليشي، فإن “هذا التكريم يهدف إلى تذكير الجمهور بنوستالجيا التلفزيون المغربي الذي كبرنا على مشاهدته ونحن أطفال، وهو خطوة عرفان لفنان شاب لكنه موسوعي، أعطى الكثير في مجالات المسرح، السينما، التلفزة، الإذاعة والموسيقى.”

وأوضح الخمليشي أن التكريم سيُقدَّم في شكل عرض ممسرح فرجوي، يجسد محطات من حياة الفنان المكرم عبر خمس شخصيات رئيسية تمثل مراحل من مساره: أحمد الطيب العلج، أم عزام، شخصية بهلول، عزام الأكاديمي، وزوجاته، تؤديها مجموعة من مؤطري الورشات.

وستتولى منشطة شابة الربط بين هذه الشخصيات من خلال مشاهد تجمع بين الحوار، الفكاهة، والموسيقى، لتقريب الجمهور من التجربة الإنسانية والفنية لبهلول في عرض يستمر ساعتين.

ويأتي هذا التكريم في ختام أسبوع فني وتكويني حافل بالورشات التي تمتد من الاثنين 20 أكتوبر إلى الجمعة 24 أكتوبر 2025، تليها فعاليات الحفل الختامي والعرض الفرجوي يوم الأحد 26 أكتوبر 2025.

وسيتناوب على تأطير الورشات نخبة من الفنانين المغاربة من مجالات متعددة:

في اليوم الأول، ستنطلق ورشة الكتابة المسرحية من تأطير الفنان منصف الإدريسي الخمليشي من الساعة الحادية عشرة صباحًا إلى الواحدة زوالًا، تليها ورشة المسرح التربوي من تأطير أسامة مقبول من الرابعة إلى السادسة مساءً.

أما يوم الثلاثاء 21 أكتوبر، فسيكون مخصصًا لورشة علاقة صناعة المحتوى بالمسرح من تأطير أيوب حمداني صباحًا، ثم ورشة التعبير الجسدي من تأطير الكوريغراف عثمان السلامي مساءً.

وفي الأربعاء 22 أكتوبر، ستُقام ورشة تقنيات التنشيط الإذاعي من تأطير رجاء الفقير في الفترة الصباحية، تعقبها ورشة الارتجال المسرحي من تأطير الفنان أسامة ريضا بعد الزوال.

ويوم الخميس 23 أكتوبر سيشهد تنظيم ورشة الإخراج والمسرح الغنائي من تأطير الفنان محمد عزام (بهلول) في الصباح، ثم ورشة إعداد الممثل: مهارات وتقنيات التشخيص المسرحي في المساء.

أما الجمعة 24 أكتوبر، فسيُختتم البرنامج بورشتين مميزتين: ورشة فن الحكواتي من تأطير الفنان عادل محيمدات صباحًا، وورشة “من الذات إلى الدور” السيكودرامية في الإحساس المسرحي من تأطير عبد الباقي البوجمعاوي مساءً.

وفي ختام هذا الأسبوع الفني، ستنظم الجمعية حفلًا احتفاليًا يوم الأحد 26 أكتوبر 2025، يتوج مجهودات المستفيدين بتوزيع الشواهد التقديرية بطريقة مسرحية مبتكرة، إلى جانب العرض الفرجوي المخصص لتكريم الفنان بهلول.

بهذه المبادرة، تؤكد جمعية إستطيقا للتنمية الفنية والثقافية أن “صايب المسرحي لي فيك” ليست مجرد دورة تكوينية، بل فضاء لاكتشاف الذات، وتكريس ثقافة الاعتراف، واستعادة ذاكرة الفن المغربي بروح شبابية متجددة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

أسماء الخمليشي تخوض تجربة فنية وإنسانية جديدة في فيلم “ريزيليونس”… حكاية امرأة تنهض من رماد الألم نحو شفاء الذات

حسيك يوسف

بدأت القاعات السينمائية المغربية في عرض الفيلم الجديد “ريزيليونس” (Résilience) أو “مصير امرأة”، في عمل درامي يجمع بين العمق الإنساني والجرأة الفنية، ويعد من أبرز الإنتاجات السينمائية المغربية المنتظرة هذا الموسم. الفيلم من توقيع المخرج محمد الكغاط، المعروف بأعماله التي تلامس قضايا المجتمع بواقعية مؤثرة ونَفَسٍ نفسيّ متأمل.

ويُشكل هذا العمل تجربة خاصة للنجمة أسماء الخمليشي، التي تخوض لأول مرة في مسارها الفني تجربة الإنتاج المشترك، في خطوة تعبّر عن نضج فني ورؤية واعية بدور السينما كأداة للتغيير الإنساني والاجتماعي.

يجمع “ريزيليونس” نخبة من الأسماء اللامعة، من بينهم أسماء عربوني، دين منتقي، أسماء بنزاكور، سامي الوالي وآخرون، فيما تولّى محمد العلوي مهمة التوزيع السينمائي، وبوشتى الإبراهيمي إدارة الإنتاج.

يحكي الفيلم قصة شقيقتين تواجهان سلسلة من التحديات القاسية التي تعكس واقع المرأة المغربية المعاصرة في ظل ضغوط الحياة والعلاقات المسمومة. ومن خلال هذه القصة، يقدّم العمل رسالة عن الصمود والتحول الداخلي، حيث تتحول المعاناة إلى طاقة للنهوض وشفاء الذات، في رحلة تمزج بين الألم والتحرر، وبين الضعف والقوة.

ويعتبر المخرج محمد الكغاط أن “ريزيليونس” يمثل امتداداً لمساره السينمائي الملتزم، الذي يسعى إلى الغوص في النفس البشرية واستكشاف أعماقها، دون أن يفقد ارتباطه بالواقع الاجتماعي المغربي.

أما أسماء الخمليشي، فتصف الفيلم بأنه تجربة وجودية أكثر من كونه مجرد عمل فني، لأنه يعكس في جوهره قدرة الإنسان — والمرأة خصوصاً — على إعادة بناء ذاته من رماد الألم، واستعادة الحياة من قلب الانكسار.

يمتد الفيلم على مدى تسعين دقيقة من المشاعر المكثفة، تجمع بين الدراما الإنسانية والمشاهد الحركية، في توليفة فنية تجمع الحميمي بالعالمي.

ويُرتقب أن يشكّل “ريزيليونس” منعطفاً في السينما المغربية الحديثة، لما يحمله من جرأة في الطرح، وصدق في الأداء، وعمق في الرسالة الإنسانية التي يتبناها.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء فن

تالكَيتارت.. أكادير تعزف أنغامها الإفريقية في مهرجان القيتارة الدولي.

مع الحدث / أگادير

المتابعة✍️: ذ. إبراهيم الفاضل 

تشهد مدينة أكادير من 23 إلى 25 أكتوبر 2025 تظاهرة فنية كبرى تعيد للمدينة بريقها الموسيقي وتؤكد مكانتها كجسر حضاري بين المغرب وإفريقيا، من خلال فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للقيتارة “تالكَيتارت”، الذي ينظمه منتدى أكادير ميموري بشراكة مع عدد من المؤسسات المحلية والجهوية والوطنية. وتحتضن ساحة ولي العهد وساحة سينما الصحراء وشارع علال بن عبدالله عروضاً موسيقية متنوعة يحييها فنانون من المغرب وعدد من الدول الإفريقية، في مشهد احتفالي يمزج بين الإيقاع والروح والجمال، ويجعل من الفن مساحة للقاء والتسامح والتبادل الثقافي.

يتزامن هذا الحدث الفني مع احتضان مدينة أكادير لفعاليات بطولة كأس إفريقيا، في مبادرة نوعية تهدف إلى توحيد نبض الرياضة والموسيقى في تظاهرة واحدة تملأ المدينة حياةً وفرحاً وإشعاعاً. وسيكون جمهور مدينة أكادير وزوارها على موعد مع لحظات موسيقية تحتفي بالإنسان في بعده الجمالي والروحي، وتستعيد جذور القيتارة في عمقها الأمازيغي والمغربي والإفريقي، في امتدادٍ يجعل الفن لغة للتواصل الإنساني العابر للحدود.

مهرجان تالكَيتارت ليس مجرد عروض موسيقية، بل هو تجربة ثقافية وجمالية تستمد أنساقها من ذاكرة المدينة وموروثها الرمزي، ومن متخيلها الأمازيغي الذي يعكس روح أكادير وعبقها التاريخي. ففضاءات المدينة، بأحيائها العريقة وعلى رأسها حي تالبرجت، تتحول إلى مسارح مفتوحة للجميع على الفرح والإبداع، حيث تتداخل الأصوات والإيقاعات والحركات لتشكل لوحة فنية نابضة بالحياة، تمتزج فيها الموسيقى بالرقص، والصوت بالجسد، والإيقاع بالبوح الإنساني.

ومن خلال هذا المهرجان تؤكد أكادير مجدداً أنها مدينة الفن والذاكرة، وأنها قادرة على تحويل تراثها الأمازيغي وإرثها الثقافي إلى طاقة خلاقة في خدمة التنمية السياحية والترويج للوجه الإنساني للمدينة. فالمهرجان يسهم في إبراز غنى الموروث المحلي وتنوّع التعبيرات الفنية والروحية التي تمتد جذورها في عمق القارة الإفريقية، ويعيد الاعتبار للعلاقة الأصيلة بين الإنسان والمكان والزمان والموسيقى.

تالكَيتارت بما يحمله من رمزية موسيقية وإنسانية، يُعيد صياغة علاقة الأكاديريين بمدينتهم، حيث تتعالى أصوات القيتارة لتنساب مع زرقة السماء، وتملأ الفضاءات العامة نغماً وبهجة. إنها لحظة انبعاثٍ لروح المدينة التي لا تنطفئ، ولذاكرتها التي تظل حية في أزقتها ودروبها وممراتها، كما تظل محفورة في وجدان ساكنتها.

وقد تمكن المهرجان منذ انطلاق دورته الأولى، من ترسيخ مكانته ضمن أبرز التظاهرات الموسيقية بالمغرب وإفريقيا، بفضل اختياراته الفنية المتميزة التي تؤمن بالحوار والتعدد والانفتاح، وتعكس قدرة الموسيقى على بناء الجسور بين الشعوب والحضارات. وفي كل دورة، يجدد تالكَيتارت احتفاءه بالقيم الكونية وبالإبداع الإنساني، في انسجام تام مع التحولات العمرانية والجمالية التي تعرفها المدينة.

ويرجع نجاح هذه التظاهرة إلى انخراط مؤسسات عديدة في دعمها، من بينها ولاية جهة سوس ماسة، ومجلس الجهة، والجماعة الترابية لأكادير، والمعهد الفرنسي، إلى جانب شركاء وفاعلين إعلاميين ومؤسسات راعية ومجتمع مدني منخرط بفعالية في إنجاح هذا الحدث الثقافي الكبير.

وفي ختام بلاغه عبّر المنظمون عن امتنانهم لجمهور أكادير وزوارها داخل المغرب وخارجه، لما أبدوه من حب وتفاعل ووفاء لحدث تالكَيتارت في مختلف دوراته، مجددين الدعوة إلى لقاء فني وإنساني جديد من 23 إلى 25 أكتوبر 2025، حيث ستعزف أكادير مرة أخرى سيمفونية الحياة والإبداع في قلب القارة الإفريقية.

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء طلقها تسرح

القطارات: الثورة العلمية التي غيرت وجه العالم “الحلقة 2”

إعداد ـ عبدالهادي سيكي 

توضيب ـ إسماعيل سيكي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الثانية

القطارات في العالم العربي: من قاطرات الاستعمار إلى مشاريع السيادة والاتصال

يمتد تاريخ السكك الحديدية في العالم العربي إلى أكثر من 150 عامًا،وكانت بدايته مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمصالح الاستعمارية والتجارية في ذلك الوقت.

البدايات: العصر العثماني والمصالح الأجنبية

بدأت قصة القطار في العالم العربي في منتصف القرن التاسع عشر،وكانت مصر هي الرائدة.

1. مصر: البداية الحقيقية (عام 1854)

تُعتبر مصر أول دولة عربية وعربية تستخدم القطارات، وذلك بفضل مشروع طموح لحاكمها محمد سعيد باشا.

التاريخ: 1854.

الخط الأول: خط سكة حديد القاهرة – الإسكندرية.

المشرف على المشروع: المهندس الإنجليزي روبرت ستيفنسون (نجل مخترع القطار الشهير جورج ستيفنسون.

الافتتاح الرسمي: بدأ التشغيل في 1856، واكتمل وافتتح رسميًا في 12 يناير 1858.

الدافع: كان الدافع اقتصاديًا وإداريًا بالأساس؛ لتسهيل نقل البضائع والجنود وربط العاصمة بالميناء الرئيسي، مما جعل مصر من أوائل الدول في العالم التي تمتلك سكك حديدية.

2. تونس (عام 1872)

كانت تونس ثاني دولة عربية تشهد دخول القطار، وذلك في عهد الباي محمد الصادق.

التاريخ: 1872.

الخط الأول: خط حلق الوادي – تونس العاصمة بطول 23 كم.

الدافع: خدمة المصالح التجارية وربط العاصمة بميناء حلق الوادي. كانت هذه الخطوة تحت تأثير الوجود الاستعماري الفرنسي المتنامي في تلك الفترة.

3. الجزائر (عام 1874)

دخلت الجزائر عصر السكك الحديدية بعد أن أصبحت جزءًا من فرنسا.

التاريخ: 1874.

الخط الأول: خط الجزائر العاصمة – البليدة (بطول 50 كم.

الدافع: تطوير البنية التحتية لخدمة المستوطنين الفرنسيين وتسهيل استغلال الثروات الطبيعية ونقل الجنود.

4. سوريا ولبنان (عقد 1890)

ظهرت السكك الحديدية في بلاد الشام في العهد العثماني، وكان أشهر مشاريعها:

خط حلب – دمشق (1895): لربط المدن الداخلية.

خط سكة حديد الحجاز (1900-1908): وهو الأكثر شهرة، وتم بناؤه بتبرعات من المسلمين في جميع أنحاء العالم بهدف تسهيل رحلة الحج من دمشق إلى المدينة المنورة. امتد لاحقًا إلى عمّان ومعان. تعرض هذا الخط للتخريب أثناء الثورة العربية الكبرى.

5. السودان (عام 1897)

بدأت السكك الحديدية في السودان خلال فترة الحكم الثنائي المصري-البريطاني.

التاريخ: 1897.

الخط الأول: خط وادي حلفا – أبو حمد.

الدافع: عسكري في الأساس، لدعم القوات البريطانية والمصرية في حربها ضد الدولة المهدية.

6. المغرب (عام 1911)

دخل القطار المغرب في عهد الحماية الفرنسية.

التاريخ: 1911.

الخط الأول: خط الدار البيضاء – القنيطرة.

الدافع: خدمة المصالح الاقتصادية والعسكرية للقوى الاستعمارية (فرنسا وإسبانيا).

الدوافع الرئيسية لبداية السكك الحديدية في العالم العربي:

المصالح الاستعمارية: كان القطار أداة حيوية القوى الاستعمارية (بريطانيا، فرنسا، إيطاليا) لنقل الجنود، وبسط السيطرة الإدارية، واستخراج الموارد الطبيعية ونقلها إلى الموانئ.

الدوافع الاقتصادية: تسهيل نقل المحاصيل (مثل القطن في مصر) والبضائع لتشجيع التجارة.

الدوافع الدينية: كما في حالة سكة حديد الحجاز التي خُصصت لخدمة حجاج بيت الله الحرام.

الدوافع الإستراتيجية والعسكرية: خاصة في فترات الحروب والصراعات.

المرحلة الحديثة: طفرة ما بعد الاستقلال

بعد حصول الدول العربية على استقلالها، بدأت في تأميم وتطوير شبكات السكك الحديدية، وإنشاء خطوط جديدة. وشهدت العقود الأخيرة طفرة حقيقية في مشاريع القطارات، خاصة:

القطارات فائقة السرعة: كما في مشروع القطار الفائق السرعة في المغرب (البراق) الذي يربط طنجة بالدار البيضاء، وهو الأول من نوعه في إفريقيا والعالم العربي.

القطارات الكهربائية وأنظمة المترو: مثل مترو الدار البيضاء في المغرب، ومترو الرياض في السعودية، ومشاريع مترو دبي وأبوظبي في الإمارات.

مشاريع عملاقة: مثل مشروع قطار الحرمين السريع في السعودية، ومشروع السكك الحديدية القطرية، وشبكة السكك الحديدية الوطنية في الإمارات.

ختامًا، بدأت رحلة القطار في العالم العربي بدوافع خارجية واستعمارية، لكنها تحولت اليوم إلى ركيزة أساسية في خطط التنمية والربط بين المدن والدول العربية، مع دخول أحدث التقنيات ا

لعالمية في هذا المجال.

يتبع في الحلقة الثالثة …

Categories
ثقافة و أراء خارج الحدود

عمر ياغي الفلسطيني يفوز بجائزة نوبل للكيمياء..

“مع الحدث”ستوكهولم: أشاد عمر ياغي، الذي حاز  أمس الأربعاء جائزة نوبل في الكيمياء، والمولود في الأردن لعائلة فلسطينية لاجئة متواضعة، بـ”قوة” العلم في تقليص الفوارق وعدم المساواة.

وقد مُنحت جائزة نوبل في الكيمياء لياغي والياباني سوسومو كيتاغاوا والبريطاني ريتشارد روبسون، لتطويرهم هياكل جزيئية جديدة قادرة على احتجاز الغازات.

وقال ياغي لمؤسسة نوبل: “نشأتُ في منزل متواضع جداً، كما تعلمون، كنّا نحو عشرة أشخاص في غرفة صغيرة، نتشاركها مع ماشية كنّا نربيها”.

لم يكن المنزل مزوّداً بالكهرباء ولا بالمياه الجارية، وكانت والدته لا تجيد القراءة ولا الكتابة.

نشأ ياغي في العاصمة الأردنية عمّان حيث وُلد في العام 1965، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة في سن الخامسة عشرة، نزولاً عند نصائح والده الصارم.

كان حلمي أن أنشر مقالاً واحداً على الأقل يُقتبس مئة مرة. واليوم، يقول طلابي إن مجموع الاستشهادات بأبحاثنا تخطّى 250 ألف مرة

كان ياغي في العاشرة عندما اكتشف الكيمياء للمرة الأولى. تسلّل آنذاك إلى مكتبة مدرسته التي كانت دائماً مقفلة، واختار كتاباً بشكل عشوائي من أحد الرفوف، وعندما فتحه، لفتت انتباهه صور غامضة لكن آسرة، جعلته يتعرّف للمرة الأولى إلى البنى الجزيئية.

وقال: “إنها رحلة مذهلة، والعلم يُمكّنك من خوضها. أعني، العلم هو أعظم قوة” تخدم مبدأ تكافؤ الفرص.

وأكد الحائز جائزة نوبل أنّ “الأذكياء والموهوبين والمهرة موجودون في كل مكان. علينا التركيز على تحرير إمكاناتهم، وتوفير الفرص لهم”.

نجحت مجموعته البحثية في استخراج الماء من هواء صحراء أريزونا، وهو المكان الذي بدأ فيه المراحل الأولى من مسيرته.

وقال: “بدأتُ مسيرتي المهنية المستقلة في جامعة ولاية أريزونا، وكان حلمي أن أنشر مقالاً واحداً على الأقل يُقتبس مئة مرة. واليوم، يقول طلابي إن مجموع الاستشهادات بأبحاثنا تخطّى 250 ألف مرة”.

وأضاف: “يكمن جمال الكيمياء في أنه إذا تعلّمتَ التحكّم في المادة على المستوى الذري والجزيئي، فستكون الإمكانات هائلة، وقد فتحنا منجم ذهب بهذه الطريقة، وشهد المجال تطوّراً”.

بفضل عمل الفائزين لعام 2025 ظهرت عشرات الآلاف من الشبكات الجزيئية الجديدة المختلفة القادرة على التقاط ثاني أكسيد الكربون، وتخزين الغازات، أو حتى فصل الملوّثات الدائمة PFAS عن الماء.