Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء

الشاعر نورالدين بنعيش يوقع ديوانه الشعري في رحاب المعرض المغاربي للكتاب

ايوب ديدي

احتفى مساء اليوم الشاعر نورالدين بنعيش بحفل توقيع ديوانه الشعري “تغاريد الحروف”باعتباره عمل ابداعي مميز ابرز فيه الشاعر نورالدين بنعيش تجربته الشعرية الفذة وقدرته في التعبير عن المشاعر الانسانية بعمق وصدق،حيث يتناول الديوان مواضيع متنوعة تلامس الوجدان.

شهد حفل التوقيع نقاشا مفتوحا حول الديوان الشعري بحيث قدم القاص يحيى الزروقي قراءة فيه، كما تميز الحفل بقراءات شعرية قدمها الشاعر بنفسه.

ان حفل التوقيع هذا يعد مناسبة ثقافية مهمة تحتفي بالابداع الشعري وتظهر اهمية الشعر في التعبير عن تجاربنا الانسانية،نتمنى للشاعر نورالدين بنعيش المزيد من التألق والابداع في مسيرته الابداعية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء

الجيل الجديد والتعبير عن الرأي بين الحراك التجاري والحراك الشعبي.قراءة نقدية للناقد عبد المجيد طعام

مع الحدث/ وجدة

المتابعة✍️: ذ.أيوب ديدي

 

في زمننا هذا يبدو أن التعبير عن الرأي لم يعد فعلا نضاليا أو صرخة من عمق المعاناة، بل أصبح عرضا تجاريا ضمن كتالوج إلكتروني أنيق.

وصلت إلى هذا الاستنتاج الذي لا أعممه ، حينما صادفت إعلانا موجها إلى Z GEN تحت شعار جذاب “لبّس صوتك، عبّر عن حقك! ” فقلت في نفسي: أخيرا، ها قد نهض الجيل الموعود ، ليعيد صياغة العلاقة بين المواطن والشارع، بين الكلمة والموقف… قبل أن أكتشف أن العلاقة الجديدة تمر عبر ماكينة الدفع الإلكتروني أو الدفع عند الاستلام.

العرض بسيط وواضح يطلب من الشباب أن يعبروا عن مطالبهم ، بثمن يتراوح بين 134 و167 درهما ، مقابل تيشورت أبيض أو أسود يحمل جملا تعبر عن المطالب التي رفعت في الشارع: الإعلان يطلب من الشباب أن يلبسوا تلك المطالب لتبقى قريبة منهم، لكن بالمقابل، أي يجب الدفع لتعلن عن مطالبك أمام الجميع ، وهم يوفرون لك باقة من الوعي الاجتماعي ونسخة محدودة من الغضب الشعبي، مطبوعة بعناية على قطن مستورد.

يا لها من ثورة ناعمة تليق بعصر الفيزا كارد!

استثارني الإعلان ، فقررت أن أطلب تيشورت تضامنا مع الشباب رغم أنني واحد من جيل الطفرة السكانية (Baby Boomers) ولم أعد أعرف طبيعة علاقتي مع حراك GEN Z . رغم هذا الغموض في التقسيم الخواريزمي، قررت أن أطلب تيشورت، لا رغبة في الموضة بل دعما لمطلب الشباب المقدس، في أن يعبروا بكل حرية دون أن يواجهوا بالعنف.

غير أن المفارقة سرعان ما انفجرت، ذلك أن أصحاب الإعلان ليسوا ناشطين ولا علاقة لهم بالحراك ، بل مؤسسة تجارية تتقن تسويق الاحتجاج القابل للغسل.

هنا أدركت أن هذا الجيل، لم يعد يؤمن بالثورات المجانية، بل بالثورات التي تدفع مسبقا حتى تتمكن من التميز على المحتجين الفقراء. جيل براغماتي أكثر من البراغماتية نفسها، يحول الغضب إلى علامة تجارية، والمطلب الاجتماعي إلى منتج محدود الإصدار. يصرخ في الشارع كما يصرخ في الستوري، ولا يرفع لافتة بل يرتديها على شكل تيشورت. ربما هذا هو التقدم حقا، أن يصبح الحق في التعبير مشروطا بوسائل الدفع، وأن يتحول شعار العدالة الاجتماعية إلى تصميم يشحن إلى باب منزلك خلال 48 ساعة ، ويسمح لك بأن تدفع عند التسليم. يبدو أن هذا الجيل لا يبيع صوته… إنه فقط يطبع عليه شعارا، يلبسه، يلتقط صورة سيلفي، ثم يخلعه مساء قبل النوم. ويصبح للحرية مقاس M أو L، والثورة تطوى في خزانة الملابس بعد الاستعمال.

يا لروعة هذا الجيل الذي جعل من البراغماتية مذهبا ومن التعبير عن الذات مشروعا تجاريا مربحا! بحكم انتمائي إلى جيل الطفرة السكانية (Baby Boomers) يبدو أني كنت ساذجا حين ظننت أن الحرية تنتزع… بينما هي اليوم تباع بـ 167 درهما فقط، وربما أقل في موسم التخفيضات.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء طلقها تسرح

القطارات: الثورة العلمية التي غيرت وجه العالم

إعداد ـ عبدالهادي سيكي 

توضيب ـ إسماعيل سيكي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الأولى

عصر القطارات: من أول صفير بخاري إلى رحلات القطارات المغناطيسية

المقدمة:

يمثل القطار أحد أعظم الاختراعات التي غيرت وجه البشرية، فهو ليس مجرد وسيلة نقل،بل كان محركًا رئيسيًا للثورة الصناعية وعاملًا حاسمًا في تشكيل العالم الحديث،لقد اختصر المسافات،ووحد الشعوب، وأعاد رسم الخرائط الاقتصادية والاجتماعية للقارات،يسرد هذا البحث الرحلة المذهلة لتطور القطار من مفهوم بدائي إلى تقنيات المستقبل.

الجزء الأول: البدايات والأصول (ما قبل المحرك البخاري)

قبل اختراع المحرك البخاري،كانت فكرة “النقل على قضبان”موجودة:

القرن السادس عشر: في مناجم أوروبا، في ألمانيا وبريطانيا، كان العمال يستخدمون عربات بدائية تدفع باليد أو تجرها الخيول، وتتحرك على مسارات خشبية ثم حديدية، لتسهيل نقل الفحم والخامات داخل الأنفاق وعلى أسطح المناجم. كانت هذه هي النواة الأولى لفكرة “السكك الحديدية”.

ممرات الترام: في أوائل القرن التاسع عشر، انتشرت “الترامواي” التي تجرها الخيول في بعض المدن، كنظام للنقل العام داخل المناطق الحضرية.

الجزء الثاني: ثورة المحرك البخاري (القرن التاسع عشر)

هذه هي الحقبة التأسيسية الحقيقية للقطار كما نعرفه.

ريتشارد تريفيثيك (1804): يُعتبر المهندس البريطاني أول من بنى قاطرة بخارية ناجحة. قامت قاطرته، التي أطلق عليها اسم “Pen-y-Darren”، بسحب أول قطار بخاري في العالم في ويلز، حاملة 10 أطنان من الحديد و70 رجلًا لمسافة 9 أميال. لكن القاطرة كانت ثقيلة جدًا وتكسرت القضبان الحديدية الهشة في ذلك الوقت.

جورج ستيفنسون: أبو السكك الحديدية: كان جورج ستيفنسون هو من أتقن الفكرة وجعلها مشروعًا تجاريًا وعمليًا.

قاطرة “بلوتشر” (1814): صمم ستيفنسون قاطرته الأولى لسحب عربات الفحم)

خط ستوكتون ودارلينجتون (1825: أول خط سكك حديدية عام في العالم يستخدم قاطرات بخارية لنقل الركاب والبضائع. استخدمت القاطرة “لوكوموشن No.1” التي بناها ستيفنسون.

خط ليفربول ومانشستر (1830) وقاطرة “الصاروخ”: في هذا الخط المهم، أقامت إدارة الخط مسابقة لاختيار أفضل قاطرة. فازت قاطرة ستيفنسون “The Rocket” (الصاروخ) بسهولة، حيث كانت تحقق سرعة مذهلة آنذاك تصل إلى 48 كم/ساعة، ووضعت التصميم الأساسي للقاطرات البخارية لسنوات قادمة (مثل غلاية الأنابيب النارية).

آثار الثورة البخارية:

توحيد المقاييس: أدى نجاح ستيفنسون إلى اعتماد “عرض السكك” الذي استخدمه (1435 ملم) كمعيار عالمي في معظم أنحاء العالم، يُعرف باسم “عرض ستيفنسون”.

التوسع العالمي: انتشرت السكك الحديدية بسرعة في أوروبا (بريطانيا، بلجيكا، فرنسا، ألمانيا) وأمريكا الشمالية.

القطار العابر للقارات1869 في الولايات المتحدة، تم ربط الساحل الشرقي بالغربي بشبكة سكك حديدية واحدة بعد إنجاز خط “القطار العابر للقارات”، مما غير تاريخ الهجرة والاقتصاد الأمريكي إلى الأبد.

الجزء الثالث: عصر الكهرباء والديزل (نهاية القرن التاسع عشر – منتصف القرن العشرين)

مع تقدم التكنولوجيا، بدأت عيوب القاطرات البخارية (انخفاض الكفاءة، التلوث، الحاجة المستمرة للماء والوقود) تظهر، مما فتح الباب لثورتين جديدتين.

القطارات الكهربائية:

نهاية القرن التاسع عشر: شهدت أولى التجارب الناجحة للقطارات التي تعمل بالكهرباء، خاصة في ألمانيا وبريطانيا.

مزاياها: كانت أكثر كفاءة، وأقوى، وأقل ضجيجًا وتلوثًا، وأفضل للتشغيل داخل الأنفاق والمناطق الحضرية.

التطبيقات: أدى ذلك إلى انتشار قطارات الأنفاق (المترو) والترام الكهربائي في المدن الكبرى حول العالم.

قطارات الديزل:

بدايات القرن العشرين: تم تطوير قاطرات تعمل بمحركات الديزل، والتي كانت أكثر كفاءة من المحركات البخارية.

الانتشار الواسع (منتصف القرن العشرين): بعد الحرب العالمية الثانية، حلت قاطرات الديزل بشكل سريع وشامل محل القاطرات البخارية في معظم أنحاء العالم، خاصة في خطوط الشحن والركاب الطويلة حيث كانت تكلفة كهربة الخطوط باهظة.

الجزء الرابع: العصر الحديث: القطارات فائقة السرعة (القرن العشرين والحادي والعشرون)

بدأت الحاجة إلى وسائل نقل برية تنافس الطائرة في المسافات المتوسطة، فكانت ولادة القطارات فائقة السرعة.

اليابان الرائدة: شينكانسن (1964): مع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو،أطلقت اليابان أول خط للقطارات فائقة السرعة في العالم،”شينكانسن”(القطار الرصاصة)،كان يحقق سرعات تصل إلى 210 كم/ساعة،وأصبح رمزًا للتقنية اليابانية والكفاءة،اليوم،تصل سرعاته إلى 320 كم/ساعة.

فرنسا: TGV (1981): دخلت فرنسا المنافسة بقوة بقطارها فائق السرعة TGV، وحطم الأرقام القياسية العالمية للسرعة على القضبان (وصل لاحقًا إلى over 574 كم/ساعة في الاختبارات، ربط TGV المدن الفرنسية ببعضها البعض وبجيرانها في أوروبا،مما قلل وقت السفر بشكل جذري.

منافسون آخرون: انتشرت التكنولوجيا إلى دول مثل ألماني (ICE)،وإسبانيا (AVE)،وإيطاليا (Frecciarossa)،والصين،التي تمتلك الآن أكبر شبكة للقطارات فائقة السرعة في العالم.

الجزء الخامس: مستقبل السكك الحديدية: القطارات المغناطيسية المعلقة (ماجليف)

تمثل تقنية “ماجليف” (الرفع المغناطيسي) القفزة التكنولوجية الأكثر ثورية في عالم النقل على القضبان.

مبدأ العمل: تعمل هذه القطارات على تقنية “الرفع المغناطيسي”، حيث تستخدم مغناطيسات قوية لرفع العربة عن القضيب، مما يلغي الاحتكاك تمامًا. ثم تستخدم مغناطيسات أخرى لدفع القطار للأمام.

المزايا:

سرعات فائقة: بسبب انعدام الاحتكاك، يمكنها تحقيق سرعات أعلى من القطارات التقليدية.

هدوء وصديقة للبيئة.

راحة أكثر بسبب انعدام الاهتزازات.

أبرز التطبيقات:

اليابان (Maglev): طورت اليابان نظامها الخاص، وحطم قطارها المغناطيسي الرقم القياسي العالمي للسرعة بوصوله إلى 603 كم/ساعة في عام 2015. تخطط لربط طوكيو بأوساكا بهذه التقنية.

الصين (شانغهاي Transrapid): تمتلك الصين أول خط تجاري للقطار المغناطيسي في العالم، يربط بين مطار شانغهاي بودونغ ووسط المدينة، وتصل سرعته إلى 430 كم/ساعة.

ألمانيا: طورت تقنية “Transrapid” لكنها لم تنفذها تجاريًا على نطاق واسع داخل ألمانيا.

الخاتمة:

من عربات الفحم التي تجرها الخيول على قضبان خشبية إلى القطارات المغناطيسية التي تحلق بسرعات تزيد على 600 كم/ساعة، تمثل رحلة تطور القطار قصة ملحمية للابتكار البشري. لم يقتصر دور القطار على كونه وسيلة نقل فحسب، بل كان دائمًا محركًا للتقدم الاقتصادي والاجتماعي. اليوم، وفي ظل أزمة تغير المناخ، يعود القطار، خاصة الكهربائي فائق السرعة، ليتربع على عرش وسائل النقل المستدامة، مؤكدًا أن عجلاته،أو بالأحرى مجالاته المغناطيسية، لا تزال تدور نحو مستقبل

أكثر إشراقًا.

يتبع الحلقة الثانية…

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي ثقافة و أراء

بيان بلا ذاكرة رقمية: حين يختار المجتمع المدني الصمت بدل الاعتراف

 

بوبكر رشدي _فاعل مدني

أثار بيان صدر مؤخرًا عن عدد من الجمعيات والتعاونيات في قلعة مكونة جدلًا واسعًا، بعدما اكتفى بالتنديد بـ“أعمال التخريب والانفلاتات” التي رافقت احتجاجات شبابية، دون أن يذكر الجيل الرقمي الذي أطلق هذه الاحتجاجات من الفضاء الافتراضي إلى الميدان.
ورغم وجاهة الدعوة إلى الحفاظ على الأمن والممتلكات و التنديد الصريح بالتخريب ،الشيئ الذي لايمكن ان يختلف عليه اثنين، إلا أن الصمت عن جوهر الحراك ومطالبه يطرح تساؤلات حول موقع المجتمع المدني المحلي من التحولات الاجتماعية الجديدة.
– من التنديد إلى التجاهل
البيان استخدم لغة مألوفة في الخطاب الرسمي، إذ ركّز على “الانفلاتات” و“العبث”، دون الإشارة إلى الاحتجاجات السلمية والمتحضرة التي قادها شباب الجيل الرقمي في مناطق عدة.
هذا التجاهل لا يبدو اعتباطيًا، بل يعكس موقفًا ضمنيًا بعدم الاعتراف بهذا الجيل كفاعل مشروع في الحقل العمومي. فحين تُختزل حركة احتجاجية واسعة في “تخريب”، يتم نزع الشرعية عن مطالبها، ويُعاد إنتاج منطق قديم يرى في الاحتجاج تهديدًا، لا تعبيرًا ديمقراطيًا.
– الجيل الرقمي… واقع لا يمكن القفز عليه
الجيل الرقمي اليوم ليس ظاهرة عابرة، بل تحول نوعي في الوعي والممارسة السياسية. هو جيل يوظف الفضاء الرقمي لتعرية الاختلالات، ولخلق فضاء موازٍ للمساءلة الشعبية.
حتى الحكومة، في تصريحاتها الأخيرة، اعترفت بوجود هذا الجيل وبأهمية الإنصات إليه، في إشارة إلى أن المشهد السياسي والاجتماعي المغربي دخل مرحلة جديدة لا يمكن تجاهلها.
– أزمة تمثيل أم أزمة شجاعة؟
المجتمع المدني المحلي، كما ظهر من خلال هذا البيان، يبدو عالقًا بين منطقين:
منطق الولاء والاستقرار الذي يُرضي المستفيد من الوضع الحالي ، ومنطق الانحياز للمجتمع وقضاياه.
لكن الاكتفاء بإدانة التخريب دون الإشارة إلى الأسباب والمطالب يفقد الجمعيات مصداقيتها، ويُظهرها وكأنها تقف في موقع الدفاع لا الوساطة.
– الاعتراف بداية الحل،
إن تجاهل الجيل الرقمي لا يلغي وجوده، بل يعزز شعوره بالتهميش.
الجيل الجديد لا يبحث عن شرعية من أحد، بل يفرضها بالفعل والمحتوى والتفاعل الشعبي.
ولهذا، فإن الاعتراف به والاستماع إلى صوته ليس خيارًا أخلاقيًا فقط، بل ضرورة لضمان استقرار حقيقي مبني على المشاركة لا الإقصاء.
– خاتمة
البيان الذي تجاهل الجيل الرقمي، وإن بدا بريئًا في شكله، يفضح أزمة عميقة في بنية المجتمع المدني المحلي، الذي لم يستوعب بعد أن أدوات الفعل والتأثير تغيّرت.
ففي زمن “الترند” و”الهاشتاغ”، لم يعد من يملك المقر أو الختم هو من يحتكر التمثيل، بل من يملك القدرة على التعبير والتأثير.
الجيل الرقمي قال كلمته، فهل يملك المجتمع المدني الشجاعة ليسمعها؟

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء خارج الحدود سياسة مجتمع

رئيس وزراء فرنسا يقدم استقالته بعد ساعات من إعلان حكومته الجديدة

في تطور سياسي غير مسبوق، قدّم رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكرنو استقالته صباح اليوم الاثنين، بعد ساعات فقط من الإعلان الرسمي عن تشكيل حكومته الجديدة، في خطوة صدمت الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية وعمّقت من حالة الاضطراب التي تعرفها الساحة السياسية منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة.
الاستقالة، التي قبلها الرئيس إيمانويل ماكرون على الفور، جاءت بعد ليلة واحدة من الإعلان عن أسماء الوزراء الجدد، لتُصبح حكومة لوكرنو الأقصر عمرًا في تاريخ الجمهورية الخامسة.
خلفيات القرار المفاجئ
حسب مصادر مقربة من قصر الإليزيه وصحف فرنسية كبرى مثل لوموند ورويترز، فإن الاستقالة جاءت نتيجة تراكم ضغوط سياسية وبرلمانية منذ لحظة التعيين، إلى جانب غياب أغلبية واضحة في الجمعية الوطنية، ما جعل مستقبل الحكومة محفوفًا بالمخاطر منذ البداية.
كما أن التشكيلة الوزارية الجديدة لم تلقَ قبولًا واسعًا لا من داخل التحالف الرئاسي ولا من المعارضة، إذ وُجهت إليها انتقادات لكونها «نسخة معدلة» من الحكومة السابقة دون رؤية إصلاحية حقيقية. حزب اليسار المتشدد أعلن نيّته تقديم طلب سحب الثقة فورًا، بينما لوّحت قوى اليمين بالدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة.
من جهة أخرى، أثارت التغييرات في الحقيبة المالية جدلاً واسعًا في الأوساط الاقتصادية، خاصة مع إقصاء وزير المالية السابق وتعيين شخصية قريبة من الرئاسة، في وقت تواجه فيه فرنسا أزمة مديونية وتحديات مالية صعبة.
الأزمة السياسية تتعمق
الاستقالة المفاجئة فتحت الباب مجددًا أمام سيناريوهات عدم الاستقرار داخل السلطة التنفيذية الفرنسية. ويجد الرئيس ماكرون نفسه اليوم أمام خيارين أحلاهما مرّ:
إما تعيين رئيس وزراء جديد قادر على بناء توافق واسع في البرلمان،
أو حلّ الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات جديدة، وهو خيار محفوف بالمخاطر في ظل تراجع شعبية الائتلاف الحاكم وصعود اليمين المتطرف واليسار الراديكالي.
الأسواق المالية الفرنسية بدورها تفاعلت سلبًا مع الخبر، إذ تراجع مؤشر “كاك 40” في بورصة باريس صباح اليوم، كما انخفض اليورو أمام الدولار، وسط قلق المستثمرين من الفراغ الحكومي.
المشهد المقبل
يرى مراقبون أن هذه الأزمة تكشف هشاشة النظام السياسي الفرنسي الحالي، القائم على توازن دقيق بين الرئاسة والبرلمان، خاصة في ظل غياب أغلبية حاسمة. كما تشير التطورات الأخيرة إلى أن الرئيس ماكرون يعيش واحدة من أصعب مراحل ولايته الثانية، مع تصاعد الغضب الشعبي بسبب السياسات الاقتصادية والاحتجاجات الاجتماعية المتكررة.

في المقابل، تؤكد بعض التحليلات أن هذه الاستقالة قد تفتح الباب أمام إعادة ترتيب البيت الداخلي للتحالف الرئاسي، ومحاولة بناء حكومة أكثر انسجامًا، قادرة على تنفيذ الإصلاحات الضرورية وتجاوز الانقسام السياسي.

خلاصة
استقالة لوكرنو بعد ساعات فقط من إعلان حكومته الجديدة لم تكن مجرد مفاجأة، بل إنذار قوي يعكس عمق الأزمة السياسية في فرنسا اليوم، ويطرح تساؤلات حول مستقبل الحكم في ظل برلمان منقسم وشعبية متراجعة للرئيس وحكومته

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ ثقافة و أراء جهات

سربة المقدم بنخدة تتوج بالجائزة الكبرى للتبوريدة في معرض الفرس 2025

حققت سربة المقدم عبد الغني بنخدة، الممثلة لجماعة بئر مزوي بإقليم خريبكة عن جهة بني ملال خنيفرة، الفوز بالجائزة الكبرى للتبوريدة في إطار فعاليات معرض الفرس للجديدة 2025، بعد منافسة قوية جمعت نخبة السربات الوطنية.

ويأتي هذا التتويج تتويجًا لمسار متميز في فن الفروسية التقليدية، وتأكيدًا لمكانة التبوريدة كأحد الرموز الراسخة في التراث المغربي الأصيل.

ويُنظم المعرض في دورته الـ16 من 30 شتنبر إلى 5 أكتوبر 2025، تحت شعار “العناية بالخيل، رابطة وصل بين ممارسات الفروسية”، برعاية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ويعد موعدًا سنويًا للاحتفاء بعراقة الفروسية المغربية وإبراز قيم الأصالة والفخر الوطني.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي الصحة الواجهة ثقافة و أراء سياسة قانون مجتمع

نبض الشارع وصوت المطالب الاجتماعية

نبض الشارع وصوت المطالب الاجتماعية

✍️ هند بومديان

في الأيام الأخيرة خرجت مدن مغربية عديدة على وقع مظاهرات شبابية رفعت شعارات تعبّر عن الحاجة الملحّة إلى إصلاح قطاعات أساسية في حياة المواطنين، وعلى رأسها التعليم والصحة والتشغيل. هذه الخطوة لم تأتِ من فراغ، بل هي حصيلة سنوات من الإحباط والشعور المتزايد بانعدام العدالة الاجتماعية وتنامي الفوارق بين الفئات والمجالات.
ففي قطاع الصحة، ما زال المواطنون يعانون من ضعف البنيات التحتية وقلة الأطر الطبية، خصوصًا في القرى والمناطق البعيدة، حيث يتحول البحث عن علاج مناسب إلى رحلة معاناة يومية. أما التعليم، فيواجه أزمة متفاقمة تجلت في الاكتظاظ داخل الفصول، نقص الموارد وضعف التجهيزات، إضافة إلى التباين الكبير بين المدن والبوادي في جودة التعلم. ويزيد واقع البطالة من حدّة الاحتقان، خاصة بين الشباب الجامعي الذي يجد نفسه أمام سوق شغل محدود لا يستوعب مؤهلاته.
إلى جانب ذلك، يثير تدبير الموارد العمومية الكثير من التساؤلات، إذ يرى المحتجون أن أولويات الإنفاق لا تعكس حاجات المواطن اليومية، حيث يتم الاستثمار في مشاريع لا تمس حياة الناس المباشرة، بينما الخدمات الأساسية تظل في وضع هش ومتأزم. هذا الإحساس باللاعدالة يكرّس شعور الإقصاء ويفاقم الغضب الشعبي.
الشارع اليوم ينتظر من الحكومة إجراءات ملموسة، أبرزها: تعزيز المنظومة الصحية بتجهيز المستشفيات وتوزيع الأطر الطبية بعدالة، إصلاح التعليم بدعم بنياته الأساسية وتكوين الأطر وتوفير ظروف تعلم متكافئة، ثم إطلاق برامج حقيقية لتشغيل الشباب وتشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة. كما يطالب المواطنون بإعادة ترتيب أولويات الإنفاق العمومي بما يخدم حاجاتهم الأساسية، وفتح حوار مباشر مع فئات المجتمع، مع احترام الحق الدستوري في الاحتجاج السلمي باعتباره وسيلة حضارية لإيصال الصوت.
إن هذه المظاهرات تكشف حجم الأزمة الاجتماعية التي يعيشها المغرب اليوم، وتشكل إنذارًا واضحًا بضرورة الاستجابة السريعة والفعّالة. فالمغاربة لم يعودوا يقبلون بوعود مؤجلة، بل يطالبون بحلول حقيقية تحفظ كرامتهم وتعيد إليهم الثقة في المستقبل، وتضع أسس عقد اجتماعي جديد قائم على العدالة والتنمية المتوازنة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي إقتصاد الصحة المبادرة الوطنية الواجهة ثقافة و أراء جهات سياسة مجتمع

المغرب بسرعتين: قوة المشاريع الكبرى وضعف العدالة الاجتماعية

يعيش المغرب مفارقة صارخة: بلد يحقق إنجازات كبرى على مستوى البنية التحتية والمشاريع الاستراتيجية، لكنه يتعثر بشكل مثير للقلق في التنمية الاجتماعية. الرسالة واضح: الإصلاح خيار استراتيجي، والمغاربة يستحقون العيش بكرامة. لكن الواقع يصر على أن وتيرة المشاريع تسير بسرعتين؛ سرعة فائقة عندما يتعلق الأمر بالمشاريع الكبرى، وسرعة السلحفاة أو التوقف الإجباري حين يتعلق الأمر بالملفات الاجتماعية الحساسة.

المغرب خط أحمر.. لكن بأي مضمون؟

المغرب بلا شك خط أحمر، وطن التسامح والأولياء، ولا مكان فيه للمفسدين والمخربين. غير أن الإشكال الحقيقي اليوم لا يكمن في “الأعداء” أو “الخصوم”، بل في الداخل: في غياب جرأة سياسية عند بعض المسؤولين، وفي ضعف الحكامة في تنزيل البرامج الاجتماعية. فالمواطن العادي لا يلمس جدوى المشاريع الضخمة إذا كان ما يزال يصطدم بمستشفى يفتقر إلى أبسط التجهيزات، أو مدرسة لا توفر الحد الأدنى من الجودة.

تسارع في الاستثمار.. تعثر في العدالة الاجتماعية

من طنجة المتوسط إلى TGV، ومن الطاقات المتجددة إلى مصانع السيارات والطائرات، الى ملاعب كبرى بمواصفات عالمية المغرب يقدم نفسه كنموذج اقتصادي صاعد. هذه الإنجازات جعلت البلاد وجهة للمستثمرين العالميين، في إشارة إلى سهولة استقطاب الرأسمال الأجنبي.
لكن، ماذا عن المواطن البسيط؟ أليس الأولى أن يكون أيضًا من ينتظر مدرسة مؤهلة أو مستشفى مجهز أو فرصة عمل تحفظ كرامته؟

التناقض الذي يهدد الثقة

المشكل أن المغاربة يرون بأعينهم مشاريع بملاييرالدراهم تُنجز بسرعة قياسية، بينما ملفات اجتماعية أساسية تبقى عالقة سنوات طويلة. هذا التناقض يخلق شعورًا باللاعدالة، ويؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات والمنتخبين زيادة على غياب الحوار من طرف الحكومة. مما ياكد على أن ربط المسؤولية بالمحاسبة، اصبح ضروريا ويجب تطبيقه بصرامة على كل فشل خصوصا التعليم أو انهيار في الصحة أو فوارق اجتماعية متزايدة.

الإصلاح الحقيقي ليس في الإسمنت فقط

الإصلاح لا يُقاس بعدد الكيلومترات المعبدة أو الأبراج الشاهقة أو الموانئ الضخمة، بل بمدى انعكاس هذه الإنجازات على حياة المواطن اليومية. فالتنمية الشاملة تعني أن يشعر المغربي بالكرامة في مدرسته ومستشفاه، لا أن يكتفي برؤية صور الإنجازات على شاشات التلفزيون.

الخلاصة: توازن مفقود يجب استعادته
المغرب اليوم في مفترق طرق: إما أن يستمر في هذه السرعة المزدوجة التي تهدد العدالة الاجتماعية، وإما أن يحقق التوازن المنشود بين الاقتصاد القوي والعدالة الاجتماعية. المطلوب ليس التوقف عن المشاريع الكبرى، بل نقل نفس الروح والجدية والسرعة إلى مشاريع التنمية الاجتماعية. وإلا فإن المغرب سيظل يسير بسرعتين متناقضتين، واحدة تُرضي المستثمرين، وأخرى تُرهق المواطن.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي إقتصاد الصحة المبادرة الوطنية الواجهة ثقافة و أراء سياسة مجتمع

جيل Z بين مطالب مشروعة وغياب لغة الحوار

شهدت مدن مغربية عديدة خلال الأيام الأخيرة وخصوصا في نهاية الاسبوع، خروج مئات الشباب من جيل “Z” في مظاهرات سلمية متفرقة، في العديد من المدن والاقاليم رافعين شعارات تدعو إلى إصلاحات عميقة تمس مختلف القطاعات، وإلى محاسبة المفسدين الذين يعيقون التنمية والعدالة الاجتماعية.

هذه التحركات الشبابية عكست، بشكل جلي، وعيًا متزايدًا لدى الجيل الجديد بحقوقه ومطالبه، والتي تبقى في جوهرها مشروعة، إذ تركز على العدالة، تكافؤ الفرص، تحسين جودة التعليم والصحة، ومحاربة الفساد والزبونية. لكن ما أثار الانتباه هو الغياب اللافت للحكومة وأصوات المنتخبين، حيث لم تسجل أية مبادرات رسمية للحوار أو فتح قنوات للتواصل مع هؤلاء الشباب.

هذا الفراغ السياسي في التواصل جعل المحتجين في مواجهة مباشرة مع رجال الأمن، الذين تولوا مهمة التنظيم ومنع بعض المظاهرات من الانزلاق، ما يطرح إشكالية غياب لغة الحوار المؤسساتي التي من المفروض أن تقودها الحكومة والمنتخبون باعتبارهم صلة وصل بين الدولة والمجتمع.

ويرى متتبعون أن جيل Z بات اليوم قوة اجتماعية لا يمكن تجاهلها، إذ يملك أدوات جديدة للتعبير، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي حولها إلى منبر للتنسيق وتوجيه الرأي العام. لكن استمرار تجاهل مطالب هذه الفئة قد يؤدي إلى مزيد من الاحتقان، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتراجع الثقة في المؤسسات.

تحليل سياسي

إن الخرجات الأخيرة لشباب جيل Z لا يمكن اختزالها في مجرد احتجاجات عابرة، بل هي مؤشر على تحول عميق في الثقافة السياسية المغربية. فهؤلاء الشباب لم يعودوا يكتفون بدور المتفرج على السياسات العمومية، بل أصبحوا يطالبون بحقهم في صناعة القرار، متسلحين بوعي رقمي وجرأة غير مسبوقة.

في المقابل، يظهر أن النخب السياسية التقليدية لم تستوعب بعد هذا التحول، إذ لا تزال تعتمد خطابًا كلاسيكيًا قائمًا على التبرير والتسويف، بدل الانفتاح على لغة جديدة قادرة على الإقناع وبناء الثقة. هذا الانفصام بين جيل جديد طموح ومؤسسات جامدة هو ما يفسر حدة الشعارات وتكرار النزول إلى الشارع.

من جهة أخرى، فإن غياب مبادرات سياسية استباقية من شأنه أن يترك الساحة فارغة لخطابات أكثر راديكالية قد تستثمر في غضب الشباب، ما يشكل خطراً على الاستقرار الاجتماعي. لذلك، فإن تأطير هذه الدينامية عبر حوار مؤسساتي مسؤول بات ضرورة وطنية ملحة، وليس مجرد خيار سياسي.

خلاصة
المغرب اليوم أمام مفترق طرق: إما أن يلتقط رسالة جيل Z، ويحولها إلى فرصة لإعادة بناء الثقة وتجديد النخب السياسية، أو يواصل سياسة التجاهل التي قد تفتح الباب أمام موجات غضب أكبر يصعب التحكم في مخرجاتها.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

وفد أجنبي من المكسيك وألمانيا في زيارة ثقافية إلى العاصمة العلمية السمارة للتعرف على الثقافة الحسانية

تحرير ومتابعة /سيداتي بيدا

حلّ صباح اليوم بمدينة السمارة وفد أجنبي يضم باحثين ومستشرقين من دولتي المكسيك وألمانيا، في إطار زيارة ثقافية وسياحية تهدف إلى التعمق في فهم الثقافة الحسانية والترويج لها على المستوى الدولي.

وقد استقبل الوفد الدكتور محمد مولود أمنكور، الباحث المتخصص في التراث والتنمية السياحية، بمنزل العائلة، حيث أتيحت لهم الفرصة للتعرف عن قرب على ملامح الثقافة الحسانية، من خلال نقاشات موسعة وعرض لكتاب الدكتور أمنكور بعنوان “التراث والتنمية السياحية”، الذي كان أحد الدوافع الرئيسية لقدومهم إلى المدينة.

وأعرب أعضاء الوفد عن إعجابهم الكبير بالحمولة الثقافية التي تزخر بها السمارة، مؤكدين شغفهم بالتعمق في هذه الثقافة الفريدة، مشيرين إلى نيتهم لترويج لها في بلدانهم عبر بعثات ووفود سياحية مستقبلية.

والجدير بالذكر أن معظم أفراد الوفد يتقنون الكلام باللغة العربية واللهجة الحسانية بطلاقة، ما سيسهل عليهم عملية البحث الميداني، وفهم المجتمع الحساني من الداخل، بما يضمن نقل صورة دقيقة وأصيلة عن هذه الثقافة إلى العالم.

تندرج هذه الزيارة في سياق اهتمام دولي متزايد بالثقافات المحلية كرافد أساسي من روافد التنمية السياحية المستدامة، وهو ما يعكس أهمية المؤلفات الأكاديمية في تحفيز البحث والانفتاح على الثقافات الأخرى.