Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع مجتمع

مولاي عبدالله… جريمة تهز الضمير وتكشف هشاشتنا

فاطمة الحارك

اغتصاب طفل جماعيًا في موسم مولاي عبدالله ليس مجرد حدث عابر بل هو زلزال أخلاقي يكشف إلى أي حد صرنا نعيش في مجتمع هش وعاجز عن حماية أضعف أفراده. ما وقع لا يمكن أن يُختزل في عنوان صحفي مثير أو بلاغ رسمي لأنه يعرّي حقيقة أشد خطورة الطفل في المغرب يظل الحلقة الأضعف معرضًا للعنف والإهمال مكشوفًا أمام ذئاب بشرية لا تجد من يردعها ولا من يمنعها من تحويل جسد صغير إلى ساحة جريمة.

الطفل الذي وقع ضحية لهذه الجريمة لم يُسلب منه جسده فقط بل سُرقت طفولته من جذورها الصدمة التي يعيشها داخله لن تزول مع مرور الأيام، بل ستترسخ في أعماقه لتصبح خوفًا مزمنًا وارتباكًا في الثقة بالآخرين وانفصالًا عن العالم من حوله. المجتمع قد يرى أن العدالة ستأخذ مجراها وأن المذنبين سيعاقبون لكن هيهات ثم هيهات الحقيقة هي أن الأثر الأعمق والأخطر هو الجرح النفسي الذي لا يظهر للعيان لكنه يحكم على الطفل بحياة مختلفة تمامًا، حياة محاصرة بالخوف والانعزال في كل نظرة وفي كل صوت.

الفضيحة الأكبر هي ما يحدث بعد الجريمة. بدل أن يجد الطفل من يضمد جرحه النفسي ويحتويه، يجد نفسه في مواجهة سلسلة من الاستجوابات التي تنهش ذاكرته من جديد. يسألونه مرارا وتكرارا في مركز الشرطة ومرة أخرى في فضول الإعلام وكل مرة يُجبر على استرجاع تفاصيل مأساة لم يستوعبها أصلًا. هكذا يتحول التحقيق إلى اغتصاب ثانٍ ولكن هذه المرة على مستوى النفس، إذ يضطر الطفل إلى مواجهة صدمته مرارًا دون حماية أو حضن يخفف عنه. هنا يبرز سؤال مرير هل نحن نبحث عن الحقيقة أم نعيد إنتاج الجريمة بطرق مختلفة؟

المسؤولية ثقيلة ومتشابكة، تبدأ من غياب رؤية مؤسساتية واضحة لكيفية التعامل مع ضحايا الاعتداءات الجنسية من الأطفال. في مجتمعات أخرى يُجرى استجواب واحد بحضور مختصين نفسيين ويتم تسجيله ليُستعمل أمام القضاء، حماية للطفل من إعادة فتح الجرح. أما في واقعنا فالطفل يُجرجر بين المكاتب والوجوه الباردة ويعامل كأنه مجرد أداة إثبات، بينما إنسانيته وطفولته تُركت خلف الأبواب. أجهزة الأمن تحتاج إلى تكوين خاص يجعلها تدرك أن الطفل ليس شاهدًا عاديًا بل ضحية هشة تتطلب مقاربة مختلفة. القضاء بدوره لا يمكن أن ينظر إلى الأمر من زاوية الأدلة وحدها بل عليه أن يدمج البعد النفسي في إجراءاته. المنظومة الصحية غائبة تقريبًا عن التدخل السريع وكأن الصحة النفسية ليست جزءًا من العدالة والإنصاف. الإعلام يلهث أحيانًا وراء الإثارة فيجعل من المأساة مادة استهلاكية بدل أن يحترم خصوصية الضحية ويحمي كرامته. أما المجتمع فإنه يكتفي بالفرجة أو يلوذ بالصمت أو يختبئ وراء التبريرات.

ما وقع في مولاي عبدالله ليس جريمة معزولة بل رسالة فاضحة تقول إننا نعيش وسط فراغ تربوي وأخلاقي ومؤسساتي، وإن الطفولة في بلادنا بلا حماية حقيقية. المأساة لا تقف عند لحظة الاغتصاب، بل تمتد إلى ما بعده حيث يعيش الضحية في عزلة وصمت محاطًا بوصم اجتماعي يضاعف من محنته، في الوقت الذي يفترض أن يجد فيه حضنًا يحميه ودعمًا يعيد له شيئًا من الأمان.

هذه الجريمة كشفت هشاشتنا أكثر مما كشفت وحشية المعتدين. لقد كشفت أننا لا نملك تصورًا متكاملًا لحماية الطفولة، وأننا نترك الجرح النفسي يتفاقم حتى يتحول إلى عبء جماعي. الطفل الذي لا يجد من يحتويه بعد صدمة بهذا الحجم قد يكبر محاصرًا بالانكسار، وقد يتحول ألمه المكبوت إلى عنف ضد نفسه أو ضد الآخرين. عندها تصبح الجريمة حلقة متواصلة يعاد إنتاجها جيلاً بعد جيل.

السكوت في مثل هذه القضايا ليس حيادًا بل تواطؤًا، والتأجيل ليس انتظارًا بل مشاركة غير مباشرة في صناعة الضحايا. ما وقع في مولاي عبدالله هو جرس إنذار عنيف يقول إننا بحاجة إلى إعادة التفكير جذريًا في مفهوم حماية الطفل وفي إدماج الصحة النفسية في صلب السياسات العمومية، لأن الطفل لا يطلب عدالة قانونية فقط بل يطلب إنقاذًا لروحه قبل أن تُنهك تمامًا .

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات

مطلب ساكنة دوار سيدي عبد الله بلحاج بالاستفادة قريبا من عين السبع

مع الحدث/ عين السبع

المتابعة ✍️: ذة. حسناء مندريس

أنا الأستاذة حسناء مندريس، بصفتي مغربية وصحافية مهنية مغربية ودولية ومهمتي أن أكون صلة الوصل بين الجهات وان أنشر الخبر بكل مصداقية و أن أوصل صوت الشعب للجهات المسؤولة وبصفتي اسعى جاهدة ان أكون مخلصة لكلمتي لأنها هي شرفي ولأنني سأسأل عليها عند الله، وأن أخلص لمهنتي التي عاهدت الله وعاهدت نفسي أن أمارسها بمصداقية ونزاهة، وهي سبيلي للوصول للحق لأجل ذلك أترجى من الله أن اكون سببا في صناعة الصدق .
إن شعاري في وطني” الله الوطن الملك” وإن شعاري في دنيا الناس وهي مقولة الأستاذ طلحة جبريل “إنهم يقولون ،ماذا يقولون؟دعهم يقولون.”
إن الوطن هو الأم وهو البلاد وهو البيت الذي يحضن الشعب المغربي، هو الأرض،إن العلاقة بين الشعب والوطن كعلاقة الشخص بأمه،
إن جلالة الملك محمد السادس بصفته الضامن لوحدة الأمة واستقرارها فهو يوكل ممارسة المهام نيابة عن جلالته،،
فارجو ممن وكلهم جلالة الملك حفظه الله أمر إعادة هيكلة الدواوير بمنطقة عين السبع الدار البيضاء، وأخص بالذكر دوار سيدي عبد الله بلحاج لان عدة دواوير تم إعادة هيكلتها ،أن يقومون بإعادة الهيكلة،،وإستفادة الساكنة في أماكن بضاحية عين السبع كمنطقة زناتة مثلا وهذا مطلب كل ساكنة منطقة سيدي عبد الله بلحاج، لاعتبارات عديدة اهمها ارتباط الساكنة بالمنطقة البحرية وايضا فاغلبية السكان يشتغلون بمنطقة عين السبع .
ارجو من الجهات المسؤولة أن تنظر في هذا المطلب،حفظ الله هذا الوطن بكل فئاته.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات

مدينة سطات تحتفي بالذكرى الثانية والسبعين لثورة الملك والشعب في أجواء وطنية مهيبة

مع الحدث/ سطات

المتابعة✍️: ذ عماد وحيدال

 

في مشهد يفيض بالانتماء الوطني والاعتزاز بالذاكرة التاريخية، شهدت الخزانة البلدية بمدينة سطات صباح يوم الثلاثاء 19 غشت 2025، تنظيم حفل رسمي بمناسبة تخليد الذكرى الثانية والسبعين لثورة الملك والشعب، برئاسة عامل إقليم سطات، السيد محمد علي حبوها، وبحضور وفد رسمي هام يضم ممثلين عن المصالح الخارجية، وشخصيات مدنية وعسكرية، إلى جانب نخبة من الفعاليات الجمعوية والثقافية.

 

استُهل الحفل بتلاوة عطرة لآيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبتها تحية العلم على أنغام النشيد الوطني، قبل أن يتناول الكلمة المندوب الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مستعرضًا سياق وأهمية هذه الذكرى الخالدة التي أرخت لواحدة من أقوى لحظات التلاحم بين الشعب المغربي والعرش العلوي، في مواجهة المستعمر الفرنسي.

 

وتضمن الحفل مداخلات متعددة أشادت بالدلالات التاريخية والرمزية لثورة 20 غشت، معتبرة إياها نقطة تحول كبرى في مسار التحرر الوطني، ورسالة خالدة عن قوة الإرادة الشعبية والتلاحم الوطني، كما عرف اللقاء تقديم عرض تاريخي موسوم بـ”المقاومة الوطنية في الشاوية: محطات وأعلام”، قدّمه الباحث عبد الله أميدي، مسلطًا الضوء على الإسهامات البطولية لرجالات المنطقة في معركة الاستقلال.

 

المشاركون توقفوا أيضًا عند مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 46 لثورة الملك والشعب، وكذا بلاغ الديوان الملكي المؤرخ في 30 يونيو 2023، مؤكدين أن هذه الوثائق تُعد بمثابة دعوة متواصلة لإحياء الذاكرة الوطنية وتعزيز الحس المدني لدى الأجيال الصاعدة.

 

وفي ختام الحفل رُفعت أكف الضراعة إلى الله بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، راجين له طول العمر وموفور الصحة والعافية، وأن يحفظ ولي عهده الأمير مولاي الحسن، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.

 

يأتي تخليد ذكرى ثورة الملك والشعب ليجدد في وجدان المغاربة شعلة الوطنية وروح التضحية، ويذكّر الجميع بأن وحدة الصف والارتباط بالعرش العلوي المجيد، هما أساس استمرارية المغرب في مسيرة التنمية والتقدم تحت القيادة المتبصّرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات

صبيحة ترفيهية للأطفال ضمن فعاليات مهرجان الوطية الصيفي بطانطان 2025

مع الحدث عابدين الرزكي 

احتضنت ساحة كورنيش الوطية صبيحة ترفيهية مميزة لفائدة أطفال مركز التخييم الوطية وأطفال المدينة، وذلك في إطار فعاليات النسخة الرابعة عشرة لمهرجان الوطية الصيفي. نظم هذا النشاط بشراكة بين جمعية الفضاء التواصلي للتربية والثقافة والبيئة والتنمية، وجمعية بسمة للتضامن والأعمال الاجتماعية، وجمعية دعم الأعمال النسوية، ورياض الأطفال.

شملت الأنشطة التي قدمت خلال الصبيحة ورشات للرسم وتحضير الحلويات، حيث أتيحت الفرصة للأطفال للمشاركة والإبداع. كما تم تقديم معلومات توعوية هامة حول السلامة الطرقية من تأطير منشطي السلامة الطرقية، مما يعكس حرص المنظمين على تعزيز الوعي لدى الأطفال حول أهمية السلامة الطرقية.

في ختام الصبيحة، جرى توزيع الجوائز والشواهد التقديرية على الأطفال المشاركين، بحضور الوفد الرسمي الذي ترأسه رئيس جماعة الوطية والسيد الباشا وبعض أعضاء المجلس الجماعي. كانت لحظة احتفالية غمرت الصغار بالسرور والفخر،

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء جهات

اليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي.. تحية للمبدعين بعدساتهم

حسيك يوسف

يحتفل العالم في 19 غشت من كل سنة بـ اليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي، مناسبة لتكريم كل المصورين الذين يوثقون تفاصيل الحياة بعدساتهم، ويجعلون من الصورة لغة كونية تتجاوز الحدود واللغات. فالمصور ليس مجرد ناقل للواقع، بل هو فنان يمنح اللحظة حياةً أبدية ويحول المشاهد العابرة إلى ذاكرة إنسانية خالدة.

وفي هذا السياق، يحق لنا أن نفتخر بالمصورين المغاربة الذين استطاعوا أن يتركوا بصمتهم على الساحة العالمية، بفضل إبداعهم وتميزهم. من بين هؤلاء يبرز اسم الفوتوغرافي المغربي حسن الصياد، الذي حمل عدسته في جولة إلى بلدان إفريقيا، ليس فقط لتوثيق لحظات فنية وإنسانية، بل لنشر ثقافة الصورة والتصوير الفوتوغرافي في القارة، إلى جانب بعض منتسبي جمعية مغرب الصورة. هذه المبادرات تعكس الدور الريادي للمصور المغربي في جعل الكاميرا أداة للحوار الثقافي والتبادل الفني.

إن الصور التي يلتقطها المصورون المغاربة لم تعد مجرد مشاهد، بل أصبحت رسائل فنية وإنسانية، تنقل للعالم جمال المغرب، تنوعه الثقافي، وغنى تراثه، وفي نفس الوقت تفتح نوافذ جديدة للتواصل مع الشعوب الأخرى.

وفي هذا اليوم المميز، نتوجه بأحر التهاني إلى جميع المصورين عبر العالم، وبالأخص المصورين المغاربة، الذين يثبتون يومًا بعد يوم أن الصورة أصدق من الكلام، وأعمق من أي وصف. دمتم متألقين ومبدعين بعدساتكم، وكل عام وأنتم تصنعون من اللحظة فناً خالداً.

شكر خاص

وبهذه المناسبة، لا يسعنا إلا أن نتقدم بوافر الشكر والتقدير إلى مصوري جريدة “مع الحدث” m3aalhadet الذين بصورهم المميزة ساهموا في توثيق الأحداث وإبراز الجمال في التفاصيل، سواء خلال هذه السنة أو السنوات الماضية. فكل لقطة كانت بصمة إبداعية تستحق التنويه.

ومن بين هؤلاء نذكر:

وحيد التجاني

حسن الصياد

منير ياسين

رشيد لروي

منير المباشي

بوشعيب مصليح

حمزة غوري

عبد المجيد مقبول

زكرياء موفق

سارة بوخلال

عادل حصار

سعيد رامي

إبراهيم جديد

يونس كوكبي

حسيك يوسف

أشرف مهيب

بشرى مبكير

مجيدة الحيمودي

نبيل بوسباع

احضي اندور

هشام بانور

رشيد كداح

عبد الجبار الحرشي

إدريس المجذوب

إبراهيم أفندي

عماد واحيدال

لكم منا كل الامتنان والاعتزاز، فقد صنعتم بالعدسة ما يعجز عنه القلم أحياناً.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة مجتمع

الفساد.. السرطان الصامت الذي يهدد حاضر الأمم ومستقبلها

مع الحدث :ذ لحبيب مسكر

لم يتوقف جلالة الملك محمد السادس، في مختلف خطبه وتوجيهاته، عن التأكيد على خطورة الفساد باعتباره أحد أبرز العراقيل التي تكبح التنمية وتزرع فقدان الثقة بين الدولة والمجتمع. هذا الإصرار الملكي يعكس قناعة راسخة بأن معركة محاربة الفساد ليست مجرد خيار سياسي عابر، بل هي ورش استراتيجي وجودي، يهدف إلى تخليق الحياة العامة، وترسيخ قيم الشفافية، وربط المسؤولية بالمحاسبة.

فالفساد ليس مجرد مصطلح عابر في نشرات الأخبار أو بنداً في تقارير المنظمات الدولية، بل هو داء عضال يتغلغل في مفاصل الدولة والمجتمع، مثل ورم خبيث يتكاثر في الظل وينهش جسد الأمة من الداخل. خطره شامل، لا يقتصر على قطاع دون آخر، بل يمتد ليقوض الثقة، ويشل الإصلاح، ويعرقل التنمية.
أولى ضربات الفساد تصيب الشفافية، التي تعد أساس أي حياة عامة سليمة. فعندما تُتخذ القرارات خلف الأبواب المغلقة وتُدار المعاملات في سرية وغموض، تغيب المحاسبة وينتشر الإفلات من المسؤولية. هذا الغياب هو البيئة المثالية التي تسمح للفاسدين بتوسيع نفوذهم وإحكام قبضتهم.

ومن الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى عرقلة الإصلاحات. فكل مبادرة إصلاحية جادة تُصطدم بجدار من المصالح المتشابكة، فتُفرغ من مضمونها أو تتحول إلى مجرد شعارات بلا أثر، حفاظاً على امتيازات الفئة المستفيدة من بقاء الوضع على ما هو عليه.

اقتصادياً، الكلفة باهظة. إذ أن الفساد يطرد الاستثمارات المنتجة، ويغذي مناخاً غير سليم تُفرض فيه الرشاوى والعمولات كشرط لتسيير أبسط المشاريع. النتيجة هي ارتفاع تكلفة الإنتاج، تراجع الجودة، وضعف القدرة التنافسية، وهو ما يتحمله المواطن البسيط في نهاية المطاف.

لكن الخطر الأعمق يتجلى في الجانب الاجتماعي. فالفساد يضرب في مبدأ تكافؤ الفرص، ويفتح المجال للمحسوبية على حساب الكفاءة. حينها يشعر المواطن بأن العدالة الاجتماعية وهم، وأن الجهد والعمل لا يكفيان للوصول، فينمو الإحباط ويترسخ الإحساس بالظلم، ما يؤدي إلى شرخ خطير في النسيج المجتمعي.

الأخطر أن الفساد ينسف الثقة بين المواطن ومؤسسات دولته. الثقة في نزاهة القضاء، وعدالة القوانين، وصدق النوايا السياسية. وعندما تنهار هذه الثقة، يحل محلها الشك واليأس، وهو ما يجعل المجتمع في حالة شلل عام ويهدم أسس التعاقد الاجتماعي.

كل ذلك يترافق مع تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب، حيث تتحول الجريمة غير المعاقَب عليها إلى سلوك مكرر، وتتراجع هيبة القانون لصالح منطق القوة والمال. ومع الوقت، تصبح المؤسسات هشة، تُدار لخدمة المصالح الخاصة بدل الصالح العام، ويترسخ نظام الزبونية والمحسوبية.

النتيجة النهائية مؤلمة: الفساد يقتل الأمل، يهدر الموارد، ويغتال طموحات الأجيال. لذلك تبقى محاربته معركة وجودية لا تقل أهمية عن معارك السيادة والوحدة الوطنية. إنها معركة لإعادة بناء الثقة، وتكريس الشفافية، وترسيخ سيادة القانون.

وفي هذا السياق، تبقى التوجيهات الملكية السامية بوصلة أساسية يجب أن تتحول من مجرد دعوات إصلاحية إلى برامج عملية ملموسة، قادرة على إحداث القطيعة مع كل أشكال الفساد. فالتفعيل الجاد لهذه الرؤية الملكية هو الضامن الحقيقي لبناء وطن يليق بطموحات أبنائه، ويؤسس لمستقبل تسوده العدالة والكرامة والمساواة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة خارج الحدود

واشنطن تجمع الحلفاء: بداية مرحلة جديدة نحو السلام في أوكرانيا

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

شهد البيت الأبيض يومًا حافلًا بالرسائل السياسية، حيث استضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا موسعًا جمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة أوروبيين وحلف الناتو، في خطوة اعتُبرت تحولًا مفصليًا نحو البحث عن مخرج سياسي للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ترامب، الذي بادر مؤخرًا إلى فتح قنوات اتصال مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد أن الاجتماعات في واشنطن كانت ناجحة للغاية، مشيرًا إلى أن الجميع يعمل من أجل هدف واحد هو “وقف القتل والتوصل إلى سلام دائم”.

 

الرئيس الأوكراني عبّر بدوره عن ارتياحه الكبير، موضحًا أن محادثاته مع ترامب كانت مثمرة وشملت نقاطًا حساسة، معتبرًا أن المبادرة الأمريكية كسرت الجمود وفتحت الباب أمام هذه المرحلة الجديدة.

أما القادة الأوروبيون، فقد أجمعوا على أهمية اللحظة. رئيس وزراء فنلندا اعتبر أن التقدم المحقق في الأسبوعين الأخيرين يفوق ما تحقق خلال ثلاث سنوات ونصف من الحرب، فيما وصف رئيس الوزراء الإيطالي اليوم بأنه بداية لمرحلة جديدة بعد صمت طويل من الجانب الروسي. رئيس الوزراء البريطاني بدوره أشاد بدور واشنطن قائلاً إن أحدًا لم ينجح في الوصول إلى هذه المرحلة سوى ترامب، بينما أكدت المستشارة الألمانية أن الطريق أصبح مفتوحًا أمام مفاوضات معقدة ولكنها ضرورية.

 

رئيسة المفوضية الأوروبية شددت على أن قمة الناتو الأخيرة، وما رافقها من اتفاقات كبرى، تشكل قاعدة متينة لهذا التوجه الجديد نحو “سلام دائم في أوكرانيا”، مؤكدة أن وقف نزيف الدماء مصلحة مشتركة للجميع.

بهذا، تبرز واشنطن كوسيط محوري في الأزمة، مدعومة بإجماع أوروبي غير مسبوق، ما يمنح هذه الجهود زخمًا قد يمهد لمفاوضات حاسمة بين موسكو وكييف، ويضع الحرب الأوكرانية أمام منعطف جديد قد يرسم ملامح السلام المنتظر.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

ابتسام لشكر وإشكالية الحرية: نحو إعادة صياغة التوازن بين حق التعبير واحترام المقدسات

بقلم: حسام بوزكارن

في خضم الجدل المحتدم الذي أثارته قضية ابتسام لشكر، وما تلاها من مواقف متباينة وردود فعل متضاربة، تبرز الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في مفهوم حرية التعبير وحدودها، خاصة عندما تتقاطع مع المقدسات الدينية والثوابت الاجتماعية. فما حدث ليس مجرد قضية فردية معزولة، بل هو نافذة تكشف عن أزمة مفاهيمية عميقة تعيشها مجتمعاتنا في تعاملها مع مبدأ الحرية، والذي بات يفهم أحيانا بطريقة مشوهة ومنحرفة عن مساره الطبيعي.

إن الحرية، بمعناها الفلسفي والقانوني، ليست انفلاتا من كل قيد أو ضابط، وإنما هي ممارسة واعية ومسؤولة للحقوق والواجبات في إطار النظام الاجتماعي والأخلاقي السائد. وعندما نتحدث عن حرية التعبير تحديدا، فإننا نشير إلى حق الإنسان في إبداء رأيه والتعبير عن أفكاره ومعتقداته، شريطة ألا يتجاوز ذلك حدود الاحترام المتبادل ولا يمس بحقوق الآخرين أو يستفز مشاعرهم الدينية العميقة. لكن ما شهدناه في قضية ابتسام لشكر يكشف عن فهم مغلوط للحرية، حيث تم الخلط بين حق التعبير عن الرأي وبين الإساءة المباشرة والصريحة للذات الإلهية. فثمة فرق جوهري بين من يعبر عن موقف نقدي مدروس، وبين من يعمد إلى استخدام عبارات مسيئة وصادمة لا تحمل أي بعد فكري، بل تهدف فقط إلى الاستفزاز والإثارة.

في الرد على المقاربة التبريرية للأستاذ أحمد عصيد

يطرح الأستاذ أحمد عصيد في مقاله مقاربة تحليلية تحاول تفسير ظاهرة السخرية من الأديان باعتبارها رد فعل طبيعي على الاستبداد الديني والقهر الاجتماعي. وبينما أقدر الجهد التحليلي الذي بذله الأستاذ أحمد عصيد، إلا أنني أختلف معه في عدة نقاط جوهرية.

أولا، إن ربط الإساءة للمقدسات بالرغبة في التحرر من القهر يشكل تبسيطا مخلا لقضية معقدة. فالحرية الحقيقية لا تبنى على أنقاض احترام الآخرين ومعتقداتهم، بل تنمو في بيئة من التسامح المتبادل والحوار البناء. كما أن اعتبار الدين نظاما قهريا بالضرورة يتجاهل البعد الروحي والوجداني العميق الذي يمثله الإيمان لمليارات البشر حول العالم.

ثانيا، إن القول بأن السخرية من المقدسات طبيعة بشرية لا يبرر ممارستها أو يجعلها مقبولة قانونيا وأخلاقيا. فكثير من السلوكيات قد تكون طبيعية من منظور نفسي أو اجتماعي، لكن هذا لا يعفيها من الخضوع للضوابط القانونية والأخلاقية التي تحكم المجتمع.

ثالثا، وهو الأهم، فإن محاولة تفسير كل نقد أو اعتراض على ازدراء الأديان بالهشاشة أو الخوف من التغيير تمثل مغالطة فكرية واضحة. فالدفاع عن المقدسات ليس نابعا من ضعف أو هشاشة، بل من قناعة راسخة بضرورة الحفاظ على التماسك الاجتماعي والقيم المشتركة التي تشكل الهوية الجماعية للأمة.

الرد على موقف النقيب عبد الرحيم الجامعي

من جهة أخرى، نجد في موقف النقيب عبد الرحيم الجامعي مقاربة أخرى تستحق النقاش والتحليل. فبينما نحترم حق النقيب عبد الرحيم الجامعي في إبداء رأيه، إلا أن رسالته تحمل في طياتها عدة مغالطات قانونية ومنطقية. فعندما يدعو النقيب عبد الرحيم إلى اعتبار الإساءة للذات الإلهية مجرد رأي أو خلاف فكري، فإنه يخلط بين مستويات مختلفة من التعبير. فالرأي، بمعناه القانوني والفلسفي، هو موقف فكري قابل للجدل والحوار، أما السب والشتم المباشر فهو اعتداء صريح لا يحمل أي قيمة فكرية أو ثقافية. كما أن محاولة إدراج مفكرين عظام كابن رشد وابن سينا في سياق التبرير لهذا النوع من الإساءات يمثل تشويها لتراثهم وفكرهم. فهؤلاء الأعلام، رغم جرأتهم الفكرية واجتهاداتهم الفلسفية، لم يتجاوزوا قط حدود الاحترام في تعاملهم مع المقدسات، بل كان نقدهم ينطلق من داخل الإطار الديني نفسه وبمنهجية علمية رصينة. وأما ادعاء النقيب بأن موقف السيد الرميد يشكل تحريضا، فهو ادعاء لا يستند إلى أساس قانوني سليم. فالتبليغ عن أفعال يعتبرها القانون جرائم هو حق وواجب مواطني، وليس تحريضا. والسيد الرميد، بحكم خبرته القانونية وموقعه كمواطن غيور على ثوابت الأمة، كان محقا في موقفه وفي دعوته للجهات المختصة لأخذ الإجراءات اللازمة.

إن الموقف الذي اتخذه السيد مصطفى الرميد في هذه القضية يستحق التقدير والتأييد من عدة زوايا. فهو موقف ينطلق من فهم عميق لطبيعة التوازن المطلوب بين الحقوق والواجبات، وبين حرية الفرد ومسؤوليته تجاه المجتمع الذي ينتمي إليه. من الناحية القانونية، فإنه محق تماما في التمييز بين حرية الرأي والاعتقاد من جهة، وبين الإساءة المباشرة للمقدسات من جهة أخرى. فالقانون المغربي، شأنه شأن معظم القوانين في العالم، يحمي حرية التعبير ولكن ضمن حدود واضحة لا تسمح بالإساءة للأديان أو استفزاز المشاعر الدينية للمواطنين. من الناحية الأخلاقية والاجتماعية، فإن موقفه يعكس فهما لطبيعة النسيج الاجتماعي المغربي، الذي يقوم على قيم دينية وثقافية راسخة. والحفاظ على هذا النسيج ليس رجعية أو تخلفا كما يحلو للبعض وصفه، بل هو ضرورة حضارية لضمان الاستقرار والتماسك الاجتماعي. إن رده على النقيب الجامعي كان في غاية الدقة والوضوح القانوني، خاصة عندما أشار إلى أن القانون المغربي لا يسمح بالانتصاب للحق المدني في مثل هذه القضايا إلا للمتضرر مباشرة.

المواثيق الدولية

إن من أخطر المغالطات الشائعة في هذا النقاش هو الادعاء بأن حرية التعبير حق مطلق لا يخضع لأي قيود. وهذا الادعاء يتناقض تماما مع النصوص الصريحة للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان. فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وإن نص في المادتين 18 و19 على حرية التفكير والضمير والدين وحرية الرأي والتعبير، إلا أنه أكد في المادة 29 على أن الفرد يخضع في ممارسة حقوقه وحرياته لتلك القيود التي يقررها القانون لضمان احترام حقوق الآخرين وحرياتهم، ولتحقيق المقتضيات العادلة للنظام العام والمصلحة العامة والأخلاق في مجتمع ديمقراطي. كما أن المادة 18 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، التي صادق عليها المغرب، تنص صراحة على أنه لا يجوز إخضاع حرية الإنسان في إظهار دينه أو معتقده إلا للقيود التي يفرضها القانون والتي تكون ضرورية لحماية السلامة العامة أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة أو حقوق الآخرين وحرياتهم.

وللتأكيد على أن موقفي ليس منطلقا من تعصب ديني أو انغلاق فكري، فإنني أجد في الاجتهاد القضائي الأوروبي المعاصر ما يؤكد صحة هذا التوجه. فقد قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في قضية المسماة E.S ضد النمسا بأن الإدانة الجنائية لسيدة نمساوية أساءت للرسول محمد صلى الله عليه وسلم لا تشكل انتهاكا لحقها في حرية التعبير. وقد أسست المحكمة قرارها على أن تصريحات هذه السيدة تجاوزت الحدود المسموح بها للنقاش الموضوعي، ولم تساهم في نقاش عام مفيد، وكانت موجهة أساسا للنيل من مكانة النبي الدينية، ولم تكن نقدا أكاديميا أو تاريخيا. كما اعتبرت المحكمة أن هذه التصريحات قادرة على إثارة التحيز وتهديد السلام الديني داخل المجتمع.

وقد كان هذا القرار بإجماع قضاة المحكمة، مؤسسا على مبدأ أن حرية التعبير محمية لكنها ليست مطلقة، وأن المجتمعات الديمقراطية ملزمة باحترام المشاعر الدينية والحفاظ على السلام الديني. هذا في المجتمع النمساوي، فما بالنا بالمجتمع المغربي الذي يقوم أساسا على قيم دينية راسخة ويعتبر الإسلام دينا للدولة بموجب الدستور؟

نماذج دولية في حماية المقدسات

إن التجربة الدولية زاخرة بالنماذج التي تؤكد أن حماية المقدسات الدينية من الازدراء ليس تخلفا أو رجعية، بل هو موقف حضاري تتبناه حتى أعرق الديمقراطيات في العالم.

ففي ألمانيا، ينص القانون الجنائي في المادة 166 على معاقبة كل من يسب محتويات المعتقد الديني أو النظرة الفلسفية للحياة بطريقة قد تؤدي إلى الإخلال بالسلم العام. وقد طبقت المحاكم الألمانية هذا النص في عدة قضايا، بما في ذلك قضايا تتعلق بالإساءة للإسلام والمسيحية على حد سواء.

وفي بريطانيا، رغم كونها مهد الديمقراطية الحديثة، فإن قانون جرائم الكراهية الدينية لعام 2006 يجرم كل تعبير يهدف إلى إثارة الكراهية ضد الأشخاص على أساس انتمائهم الديني. وقد شهدت المحاكم البريطانية عدة قضايا طبقت فيها هذا القانون بصرامة.

أما في فرنسا، فرغم شعاراتها حول العلمانية وحرية التعبير، إلا أن القانون الفرنسي يجرم التحقير العلني للأديان في ظروف معينة، خاصة عندما يؤدي إلى الإخلال بالنظام العام أو إثارة الكراهية ضد جماعات دينية.

هذه النماذج تؤكد أن الموازنة بين حرية التعبير واحترام المقدسات الدينية ليست قضية خاصة بالمجتمعات المتخلفة أو غير الديمقراطية، بل هي إشكالية عالمية تتعامل معها جميع الدول وفق ظروفها الثقافية والاجتماعية الخاصة.

 

الأزمة المفاهيمية

إن المتتبع للجدل الدائر حول قضية ابتسام لشكر يلاحظ وجود أزمة مفاهيمية عميقة تكمن في جذور هذه الإشكالية. فقد بات مفهوم الحرية مشتتا ومشوها في أذهان كثير من الناس، خاصة الشباب، الذين تأثروا بموجة العولمة الثقافية والإعلامية دون أن يكتسبوا الأدوات النقدية اللازمة للتعامل مع هذا التدفق المعلوماتي الهائل. فالحرية، كما فهمتها الفلسفة السياسية والقانونية عبر التاريخ، ليست انفلاتا من كل قيد، بل هي ممارسة واعية للاختيار ضمن إطار من الضوابط والمسؤوليات. والحرية الحقيقية لا تتناقض مع الالتزام الأخلاقي والديني، بل تتكامل معه في منظومة متوازنة تحقق خير الفرد والمجتمع معا.

لكن ما نشهده اليوم هو تشويه لهذا المفهوم النبيل، حيث باتت الحرية في أذهان البعض تعني حق الفرد في فعل ما يشاء دون اعتبار لتأثير ذلك على الآخرين أو على النسيج الاجتماعي العام. وهذا المفهوم المنحرف للحرية هو الذي يقف خلف كثير من الممارسات الهدامة التي نشهدها اليوم.

المسؤولية المجتمعية: دور المثقفين والإعلاميين

في هذا السياق، تبرز مسؤولية خاصة على عاتق المثقفين والإعلاميين والأكاديميين في تصحيح هذا المفهوم المشوه للحرية وإعادة تأسيسه على أسس سليمة. فالمطلوب ليس التخلي عن مبدأ الحرية، بل إعادة فهمه وتأطيره بطريقة تحقق التوازن بين حقوق الأفراد وواجباتهم تجاه المجتمع. وهذا يتطلب جهدا تربويا وثقافيا طويل المدى، يبدأ من المناهج التعليمية ويمتد إلى وسائل الإعلام والمنابر الثقافية المختلفة. فالشباب الذي يقع في مثل هذه الأخطاء ليس بالضرورة شابا منحرفا أو كافرا، بل قد يكون مجرد ضحية لتشويه مفاهيمي تعرض له عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو المحتوى الإعلامي المستورد.

إن قضية ابتسام لشكر، رغم خصوصيتها الفردية، تطرح أسئلة جوهرية حول طبيعة التوازن المطلوب بين الحرية والمسؤولية في مجتمعاتنا المعاصرة. وهي أسئلة لا يمكن الإجابة عنها بتبسيط مخل أو بمواقف متطرفة في أي اتجاه.

المطلوب هو إعادة صياغة مفهوم الحرية بطريقة تحقق التوازن بين حق الفرد في التعبير عن رأيه وبين واجبه في احترام مشاعر الآخرين ومقدساتهم. والمطلوب أيضا هو تطوير خطاب ثقافي وتربوي قادر على مواجهة موجات التشويه المفاهيمي التي تتعرض لها مجتمعاتنا. فإن الحرية الحقيقية لا تبنى على أنقاض احترام الآخرين، بل تنمو في بيئة من التسامح المتبادل والحوار البناء. وهذا هو الطريق الوحيد لبناء مجتمعات متقدمة وديمقراطية تحترم حقوق الإنسان دون أن تتخلى عن قيمها وثوابتها الأساسية.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء فن مجتمع

رحيل الفنان الكوميدي حسن السعادي.. ابتسامة لن تُنسى

حسيك يوسف

غيب الموت الفنان الكوميدي حسن السعادي، خريج المعهد البلدي للتنشيط الثقافي والمسرحي بشارع فرنسا، الذي تتلمذ على يد رواد المسرح المغربي، أمثال محمد سعيد عفيفي وبوشعيب الطالعي.

الراحل بصم الساحة الفنية المغربية بأعمال راقية ومميزة، سواء في التلفزيون أو فوق خشبة المسرح أو في عروض “الوان مان شو”. كان حاضرًا دومًا بموهبته الهادئة، وأسلوبه المحترم، وشخصيته المليئة بالثقة والإبداع. وقد شارك إلى جانب كبار الفنانين والفكاهيين، ليؤكد مكانته كأحد الوجوه البارزة التي أضفت على المشهد الفني طابعًا خاصًا.

عرف حسن السعادي بدماثة أخلاقه واحترامه للآخر، وبابتسامة صافية كانت عنوانًا لمسيرته. ورغم صراعه الطويل مع المرض الخبيث، ظل صامدًا وشامخًا، يواجه الألم في صمت، ويمنح الحياة معنى إضافيًا من خلال عطائه الفني والإنساني.

رحل السعادي جسدًا، لكنه سيبقى حاضرًا بما تركه من أعمال وبصمات فنية، وبابتسامة لا تُمحى من ذاكرة جمهوره ومحبيه.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

وعود السلطات لدوار بيه بعين السبع بالدار البيضاء تتحول إلى وهم ساكنة دواوير أولاد ابن عمر ببوسكورة

فيصل باغا

 

تشهد ساكنة دواوير عشوائية بمنطقة أولاد ابن عمر التابعة لجماعة بوسكورة بإقليم النواصر وضعًا مأساويًا بعد تعرض منازلهم للهدم، حيث تظل الوعود التي قدمتها السلطات المحلية لهم مجرد شعارات لم تُترجم على أرض الواقع.

في دوار بيه بعين السبع بالدار البيضاء، كانت السلطات قد وعدت السكان بتوفير حلول سكنية ملائمة بعد عمليات الهدم، إلا أن هذا الوعد لم يتحقق، ما جعل الساكنة تواجه معاناة يومية حقيقية. ورغم الانتظارات، ما تزال الأسر تعاني من التشرد والانتقال من مكان إلى آخر، في ظل غياب حلول جذرية.

الساكنة في دواوير أولاد ابن عمر الدحامنة بجماعة بوسكورة تعيش نفس المعاناة، بل تفاقمت مع اقتراب الدخول المدرسي. حيث يعاني الأطفال خصوصًا من صعوبات كبيرة، ناتجة عن تشرد أسرهم وقلة الإمكانيات. فقلة وجود الإعداديات والمدارس الابتدائية في المنطقة تزيد من العبء على الأهالي، الذين يجدون أنفسهم أمام تحديات كبرى لضمان التحاق أبنائهم بالتعليم في ظروف لائقة.

هذا الوضع يطرح تساؤلات عديدة حول جدية تدخل السلطات المحلية في توفير حلول فعالة ومستدامة للساكنة، خصوصًا مع اقتراب موسم الدراسة، حيث يصبح التمدرس حقًا أساسيًا لا ينبغي أن يُحرم منه أي طفل.

مطالب الساكنة اليوم واضحة: توفير سكن كريم، توفير بنية مدرسية قريبة ومؤهلة لاستقبال الأطفال، وتنفيذ الوعود التي قدمتها الجهات المسؤولة منذ فترة طويلة.

في انتظار ذلك، يبقى مصير هؤلاء السكان وأطفالهم معلقًا بين الوعود والواقع المرير، في انتظار تحرك فعلي يُعيد لهم كرامتهم ويضمن مستقبل أبنائهم.