Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود نازل

جامعة الدول العربية: سبعة عقود من الخطابات النارية.. والواقع بلا نتائج

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر 

 

يبدو أن العرب يجتمعون فقط كي يثبتوا لأنفسهم أنهم ما زالوا يجتمعون. غداً في الدوحة، ستعقد قمة عربية إسلامية طارئة لبحث تطورات العدوان الإسرائيلي على قطر، قمة تنضاف إلى سجل طويل من اللقاءات التي غالباً ما تنتهي بنفس النتيجة: بيانات حماسية، عناوين قوية، ووعود لا تكتمل. فمنذ تأسيس جامعة الدول العربية قبل ثمانية عقود، ظل السؤال يتكرر: هل الجامعة مؤسسة لصناعة القرارات أم مجرد ماكينة لإنتاج البلاغات؟

 

جامعة الدول العربية تأسست في 22 مارس 1945، حين اجتمعت سبع دول تحت المظلة البريطانية، وكان الهدف المعلن هو تنسيق السياسات وصون استقلال الأعضاء. لكن منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، ظلت المؤسسة أشبه بعملاق سياسي بأقدام طينية، عاجزة عن فرض قرارات ملزمة أو لعب دور فعّال في القضايا المصيرية. فقراراتها لا تملك قوة القانون، والفيتو المتبادل بين الدول الأعضاء يجعل أي إجماع أمراً مستحيلاً.

 

على امتداد تاريخها، انكشفت هشاشة الجامعة في محطات كثيرة: طرد مصر عام 1979 بعد اتفاقية كامب ديفيد، عجزها عن منع غزو العراق للكويت عام 1990، ثم انقسامها الحاد بعد ثورات 2011 بشأن التدخل في ليبيا والموقف من سوريا. وحتى القمم التي رفعت شعارات قوية لم تترجم على الأرض؛ فقمة الخرطوم عام 1967 رفعت “اللاءات الثلاث”، لكن العرب خرجوا من الحرب بهزيمة قاسية، بينما مبادرة السلام العربية سنة 2002 بقيت مجرد وثيقة بلا تنفيذ.

 

الجامعة لم تفشل فقط بسبب الانقسامات، بل لأنها رهنت قراراتها دائماً بحسابات النفوذ والمال. الدول النفطية الكبرى، خصوصاً السعودية وقطر والإمارات، تمول الجزء الأكبر من ميزانيتها، ما جعل استقلالية القرار العربي الجماعي مجرد وهم. أما في علاقاتها مع القوى الكبرى، فقد وصف المفكر عبد الوهاب المسيري الجامعة بأنها لم تكن سوى أداة للسياسة البريطانية أولاً، ثم الأمريكية لاحقاً.

 

ومع ذلك، لم تخل مسيرتها الطويلة من لحظات نادرة حاولت فيها أن تكون فاعلة، مثل المقاطعة العربية لإسرائيل لسنوات طويلة أو الدعم الدبلوماسي للقضية الفلسطينية داخل الأمم المتحدة. لكن هذه النجاحات الجزئية لم تغيّر حقيقة العجز البنيوي.

 

واليوم، وبينما تتهيأ الدوحة لاحتضان القمة الطارئة، تبدو النتيجة معروفة سلفاً: بيانات مطبوخة على نار هادئة، عناوينها محفوظة “نندد، نستنكر، ندين، ونرفض”، أما الأفعال فتظل مؤجلة إلى إشعار غير مسمى. وكأن جامعة الدول العربية، بعد سبعة عقود من الاجتماعات، لم تتقن سوى لغة البلاغات، فيما الواقع يزداد قسوة يوماً بعد يوم.

 

 

 

 

Categories
أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء خارج الحدود طالع متفرقات

القانون الدولي بين الحقيقة والوهم: عدالة الأقوياء وعقاب الضعفاء

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر 

 

يُقدَّم القانون الدولي في الخطاب الرسمي على أنه المرجعية العليا لضمان السلم العالمي وحماية حقوق الإنسان والشعوب. غير أن الواقع يكشف صورة مغايرة تمامًا؛ إذ يتحول هذا “القانون” إلى أداة في يد الأقوياء، يفرضون من خلالها مصالحهم ويُروِّجون لروايتهم الخاصة عن العدالة، بينما يُترَك الضعفاء وحدهم أمام مصير العقوبات والوصم.

 

عمليًا، يبدو القانون الدولي بمثابة الوجه القانوني لسياسة “الكيل بمكيالين”، حيث تُشرعَن الانتهاكات عندما ترتكبها قوى عظمى، بينما تُدان الأفعال ذاتها إذا صدرت عن دول صغيرة أو شعوب مقهورة. إنه مشهد متكرر يعكس اختلالًا صارخًا في موازين العدالة، ويحول النصوص الأممية إلى شعارات للاستهلاك الإعلامي، أكثر من كونها التزامًا فعليًا بالقيم التي تدَّعي الدفاع عنها.

هذه المفارقة تجعل من القانون الدولي مسرحية طويلة الأمد، تُعاد إخراجها كل مرة بأشكال مختلفة، لكن بنفس النص المُعدّ سلفًا: حق للأقوياء في صياغة القواعد، وواجب على الآخرين الخضوع لها دون نقاش. هكذا يبقى القانون الدولي، في عيون منتقديه، مجرد “كلمات تخفي أوجاعًا”، وخطابًا جميلًا يُجمِّل واقعًا مليئًا بالظلم، يُكتَب بلغة التزييف والتضليل التي تحوِّل التاريخ إلى رواية رسمية لا تعكس الحقيقة.

 

إن استمرار هذا الوضع لا يمثل مجرد خلل عابر، بل يؤكد قناعة عالمية بأن القانون الدولي، في صيغته الحالية، ليس سوى أداة لإدامة الهيمنة وإعادة إنتاج الفجوات بين الشمال والجنوب، والشرق والغرب. إنه “وهم العدالة” الذي لا ينكشف إلا عند التطبيق الميداني، حيث يتبين بوضوح أن العدالة فيه نسبية، تُقاس بميزان القوة لا بميزان الحق.

Categories
أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود

احتجاجات شبابية تُسقط الحكومة في نيبال بعد حظر مواقع التواصل

متابعة سيداتي بيدا

اندلعت احتجاجات عنيفة في نيبال خلال الأيام الماضية بعد أن فرضت الحكومة حظرًا على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ويوتيوب وتويتر، في خطوة قالت إنها تهدف لـ”حماية الأمن القومي”.

لكن القرار قوبل بغضب شعبي واسع، خاصة من فئة الشباب، وخرج الآلاف في مظاهرات عارمة تحولت إلى صدامات دامية أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى.

المتظاهرون اقتحموا شوارع العاصمة كاتماندو، وأحرقوا مبانٍ حكومية، من بينها مقر البرلمان. وانتشر على وسائل الإعلام مشهد لوزير المالية بيشنو بوديل وهو يتعرض للطرد من الشارع من قبل محتجين.

تحت ضغط الشارع، أعلن رئيس الوزراء كي. بي. شارما أولي استقالته، وأعلنت الحكومة المؤقتة التراجع عن قرار الحظر وفتح تحقيق في الأحداث.

ورغم هذه الخطوات، لا تزال المظاهرات مستمرة، وسط دعوات لإصلاحات سياسية شاملة وإنهاء الفساد.

الأزمة سلطت الضوء على هشاشة الحريات الرقمية في نيبال، وأثارت ردود فعل دولية تطالب باحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود متفرقات

رقعة الشطرنج العالمية: لعبة بلا نهاية والقواعد يكتبها الأقوياء

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

العالم اليوم يشبه رقعة شطرنج كبرى، رقعة تتحرك فيها الحدود وتتغير فيها ألوان المربعات حسب مصالح القوى الكبرى. هذه اللعبة أعقد بكثير من الشطرنج التقليدي، فالقواعد لا تُحترم دائماً، بل تُعاد صياغتها باستمرار وفق من يملك النفوذ والقدرة على فرض إرادته. كل حركة محسوبة بتوازنات دقيقة، وكل خطوة تعيد ترتيب الرقعة بشكل يجعل النهايات مستحيلة.

 

القطع على هذه الرقعة تجسد أدواراً مختلفة. الملك يمثل الدولة العظمى أو الزعيم الذي تمثل حركته المحدودة ثقلاً هائلاً، فسقوطه يعني اهتزاز النظام كله. الوزير أو الملكة هو القوة الأكثر تأثيراً، سواء تحالف عسكري، تكتل اقتصادي، أو شركة تكنولوجية عملاقة، تتحرك في كل الاتجاهات وتعيد رسم مسار اللعبة. القلاع تمثل القوى الاقتصادية والعسكرية الصلبة، تتحرك بخطوط واضحة وتكشف نواياها سريعاً، أما الأفيال فهي الدول الصغيرة التي تلعب بالدبلوماسية وتتحرك قطرياً بعيداً عن المواجهة المباشرة. الخيول هي القوى الإقليمية التي تقفز بخطوات غير متوقعة وتُربك الجميع، فيما تظل البيادق هي الشعوب والدول النامية والحركات الاجتماعية، غالباً ما تُضحّى بها في البداية، لكنها تملك القدرة على قلب الطاولة إن وصلت إلى الضفة الأخرى.

الأيادي الخفية هي من يضع القوانين، يشرّع اليوم التدخل العسكري باسم “الأمن العالمي”، ويؤكد غداً على قدسية “السيادة الوطنية”. هذه الأيادي لا تكتفي بالمواجهة المباشرة، بل تستخدم أدوات غير تقليدية، مثل الحروب بالنيابة، حيث تتحرك البيادق وتتصارع بينما اللاعبين الكبار يراقبون من بعيد، ليختبروا حدود النفوذ ويعيدوا صياغة الرقعة دون أن تدخل القوى الرئيسية مباشرة في المعركة.

 

في هذه الرقعة، السيطرة على المركز تمثل الهيمنة على مناطق استراتيجية مثل الشرق الأوسط والممرات البحرية، والتضحية بالبيادق تعني ترك دول أو شعوب تواجه أزماتها وحدها لحماية مصالح الكبار. التحالفات تشبه التبييت، تحركات دفاعية هجومية مؤقتة قد تتحول لاحقاً إلى خيانة، والمفاجآت على شكل “الشوكة” تسمح لقوى إقليمية أو ناشئة باستغلال تناقضات الكبار لصالحها.

 

في خضم هذه التحولات، يبرز المغرب كقوة صاعدة تعرف كيف توظف موقعها الجغرافي كبوابة بين إفريقيا وأوروبا، وتستثمر في استقرارها السياسي ودبلوماسيتها النشيطة لبناء حضور متنامٍ في القارة السمراء وعلى ضفاف المتوسط. المغرب لم يعد مجرد بيدق يتحرك بإملاءات، بل صار أقرب إلى حصان يناور بخطوات ذكية، وأحياناً إلى قلعة تدافع عن مصالحها بثبات. في زمن التحولات العالمية، تزداد مكانة المغرب كوسيط في النزاعات، وكشريك موثوق في قضايا الأمن والطاقة والهجرة، ما يجعله جزءاً من معادلات أكبر من حدوده الجغرافية.

 

لكن هذه اللعبة لا تعرف النهاية، فلا سقوط ملك أو إعلان فوز يحسم الأمور. فإذا انهارت قوة عظمى، يولد نظام بديل، وإذا انتهت جولة بدأت أخرى. الرقعة تُعاد صياغتها باستمرار، والقواعد تكتب من جديد مع كل تحول.

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي القضية الفلسطينية الواجهة خارج الحدود

إسبانيا تغلق مجالها الجوي أمام الطائرات المحملة بالأسلحة إلى إسرائيل وتمنع رسو السفن العسكرية

مع الحدث : سيداتي بيدا

 

في خطوة غير مسبوقة، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن حزمة إجراءات جديدة تهدف إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية، في ظل استمرار التصعيد في الأراضي الفلسطينية. وأكد سانشيز في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم، أن إسبانيا قررت إغلاق مجالها الجوي أمام جميع الطائرات التي تنقل أسلحة أو ذخائر إلى إسرائيل، كما ستمنع السفن والطائرات العسكرية المرتبطة بإمداد الجيش الإسرائيلي من الرسو أو التوقف في الموانئ والمطارات الإسبانية

 

نرفض أن تكون أراضينا جزءًا من سلسلة التوريد العسكرية التي تساهم في معاناة المدنيين في غزة. من منطلق التزامنا بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، اتخذنا هذا القرار الأخلاقي والسيادي.”

 

تأتي هذه الخطوة في إطار تصعيد دبلوماسي أوسع من قبل الحكومة الإسبانية، التي كانت من أكثر الحكومات الأوروبية انتقادًا لنهج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة فيما وصفه سانشيز بـ”الاستخدام المفرط للقوة في غزة وارتكاب انتهاكات ممنهجة ضد المدنيين”.

 

وشملت الإجراءات الإسبانية الإضافية:

 

زيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية والأونروا.

 

حظر استيراد المنتجات المصنّعة في المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية في الضفة الغربية.

 

منع دخول مسؤولين إسرائيليين متورطين في الانتهاكات إلى الأراضي الإسبانية.

 

في المقابل، أدانت الحكومة الإسرائيلية هذه القرارات بشدة، ووصفتها بـ”العدائية”. وردًا على الخطوات الإسبانية، أعلنت إسرائيل منع دخول وزيرة العمل الإسبانية يولاندا دياز، ووزيرة الشباب سيرا ريغو، إلى أراضيها، متهمة الحكومة الإسبانية بـ”التحريض السياسي المتعمد ضد إسرائيل”.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود متفرقات

 هل تتجه العلاقات بين فنزويلا والولايات المتحدة إلى مواجهة عسكرية؟

مع  الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

منذ عقود والعلاقات بين واشنطن وكاراكاس تعيش على وقع توتر متصاعد، بلغ في السنوات الأخيرة مستويات غير مسبوقة، حتى أصبح الحديث عن احتمال اندلاع مواجهة عسكرية مطروحاً بقوة في الأوساط السياسية والإعلامية.

منذ وصول الرئيس الراحل هوغو تشافيز إلى السلطة سنة 1999، تبنت فنزويلا نهجاً اشتراكياً مناهضاً لواشنطن، متهماً إياها بالإمبريالية والسعي للهيمنة على ثروات بلاده. ومع خلفه نيكولاس مادورو، استمر الصدام الأيديولوجي والسياسي، خصوصاً مع دعم الولايات المتحدة للمعارضة الفنزويلية واعتبارها النظام القائم غير ديمقراطي.

هذا الصراع تعمّق مع ملفات أخرى، أبرزها:

النفط والطاقة: تمتلك فنزويلا أكبر احتياطي نفطي مثبت في العالم. ورغم أن السوق الأمريكي كان المستورد الأول، فإن العقوبات قلّصت هذا التعاون بشكل حاد.

الديمقراطية والانتخابات: واشنطن لم تعترف بانتخابات مادورو سنة 2018، بل اعترفت لفترة بزعيم المعارضة خوان غوايدو كرئيس شرعي، ما اعتبرته كاراكاس تدخلاً سافراً.

العقوبات الاقتصادية: فرضت الولايات المتحدة عقوبات شديدة على قطاع النفط والبنك المركزي ومسؤولين حكوميين، ما عمّق الأزمة الاقتصادية في البلاد.

التحالفات الدولية: تقارب فنزويلا مع روسيا، الصين، وإيران أثار قلق واشنطن التي ترى في ذلك تهديداً مباشراً في “حديقتها الخلفية”.

ملف المخدرات: تتهم الإدارة الأمريكية حكومة مادورو بالضلوع في شبكات تهريب مخدرات عابرة للحدود، بل ونفذت مؤخراً ضربة عسكرية استهدفت زورقاً قرب السواحل الفنزويلية.

ميزان القوى

الأرقام تكشف اختلالاً واضحاً:

الولايات المتحدة: إنفاق عسكري يتجاوز 895 مليار دولار، أكثر من 13 ألف طائرة حربية، وجيش يفوق مليوني عسكري.

فنزويلا: 4 مليارات دولار ميزانية عسكرية، 229 طائرة، وقوة بشرية لا تتعدى 123 ألف جندي، مع اعتماد كبير على عتاد روسي وصيني.

الفجوة العسكرية تجعل أي مواجهة مباشرة غير متكافئة، لكن التضاريس الجغرافية لفنزويلا (جبال، أدغال، مدن كثيفة) قد تعقد أي محاولة غزو شامل.

السيناريوهات المحتملة

1. تصعيد ميداني: واشنطن نشرت مدمرات وغواصة ومجموعة إنزال برمائية قرب الكاريبي، إضافة إلى إرسال مقاتلات F-35 إلى بورتوريكو، بينما أعلن مادورو تعبئة ملايين الميليشيات.

2. ضربات محدودة: عمليات صاروخية وجوية قد تستهدف الدفاعات والبنية التحتية العسكرية الفنزويلية.

3. حرب بالوكالة: تدخل محتمل من روسيا أو إيران إذا ما تصاعدت المواجهة.

4. الغزو الشامل: يبقى احتمالاً ضعيفاً نظراً للكلفة البشرية والسياسية والاقتصادية الباهظة.

كوابح الحرب

الخشية الأمريكية من ردود الفعل الإقليمية والدولية.

مصالح شركات أمريكية ما تزال حاضرة داخل قطاع النفط الفنزويلي (مثل شيفرون).

رغبة مادورو المعلنة في الحوار وتجنب الانزلاق العسكري.

خلاصة

العلاقة بين فنزويلا والولايات المتحدة تبدو اليوم وكأنها حرب باردة بنَفَس لاتيني: ضغوط اقتصادية، استعراض عسكري، واتهامات متبادلة. ورغم أن الحرب الشاملة تبدو مستبعدة في المدى القريب، فإن سيناريو الضربات المحدودة أو التصعيد غير المباشر يظل قائماً.

المنطقة تعيش على إيقاع “برميل بارود”، وأي حادث عرضي – حتى ولو كان محدوداً – قد يشعل مواجهة تتجاوز حدود فنزويلا لتتحول إلى أزمة إقليمية ذات أبعاد دولية.

 

 

 

Categories
خارج الحدود

مظاهرات صاخبة في عواصم أوروبية دعما لفلسطين ومطالبة بمعاقبة الاحتلال

شهدت عدة عواصم ومدن أوروبية -أمس السبت- مظاهرات دعما لفلسطين وتنديدا باستمرار إسرائيل في الإبادة الجماعية في غزة، وطالب المتظاهرون حكومات بلادهم باتخاذ إجراءات قوية لمعاقبة دولة الاحتلال الإسرائيلي.

أيرلندا
فقد نظمت القوى الشعبية والسياسية في أيرلندا مظاهرات في عدة مدن، تنديدا باستمرار “إسرائيل” في الإبادة الجماعية في غزة.

وفي العاصمة دبلن، انطلقت مسيرة حاشدة من أمام مقر السفارة الأميركية باتجاه وزارة الخارجية الأيرلندية، حيث طالبت الحكومة باتخاذ إجراءات قوية لمعاقبة إسرائيل، ودعا المتظاهرون إلى عدم الاكتفاء فقط باعتراف رمزي بدولة فلسطين.

بريطانيا
وللمرة الـ30 منذ بدء الحرب على غزة، تظاهر عشرات الآلاف في العاصمة البريطانية لندن، احتجاجا على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

كما تظاهر أكثر من ألف شخص في مظاهرة دعما لحركة “العمل من أجل فلسطين” (فلسطين أكشن) التي حظرتها الحكومة وصنفتها “منظمة إرهابية”، في واحدة من أكبر تحركات العصيان المدني الجماعي في تاريخ بريطانيا.

واعتقلت الشرطة أكثر من 420 شخصا في المظاهرة الداعمة للحراك من أجل فلسطين بتهم تتعلق بدعم الإرهاب، حسب الشرطة البريطانية.

السويد
وفي السويد، شهدت العاصمة ستوكهولم مظاهرة حاشدة، طالب المشاركون فيها بوقف الإبادة الجماعية في غزة.

وردد المتظاهرون شعارات تدعو الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عقابية ملموسة ضد “إسرائيل”.

ورفع المتظاهرون لافتات كُتبت عليها عبارات من قبيل “الأطفال يقتلون في غزة، والمدارس والمستشفيات تقصف”، مستنكرين صمت الحكومة السويدية تجاه توسيع “إسرائيل” حرب الإبادة في قطاع غزة.

كما ردد المتظاهرون هتافات من قبيل “الحرية لفلسطين”، و”القاتل نتنياهو” تنديدا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، و”أوقفوا خطة الاحتلال الإسرائيلية”، ثم ساروا إلى أمام وزارة الخارجية السويدية.

ألمانيا

في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتفاقم الأوضاع الإنسانية هناك، شهدت العاصمة الألمانية برلين تظاهرة تضامنية، مناصرة للشعب الفلسطيني، وللمطالبة بوقف الدعم الألماني لإسرائيل، وإنهاء الحصار على غزة، والسماح الفوري بوصول المساعدات.

ونظّم المتظاهرون في برلين الوقفة تحت شعار “أوقفوا الإبادة الجماعية في قطاع غزة”.

فرنسا
في العاصمة الفرنسية باريس، طالب آلاف المتظاهرين المناصرين لفلسطين بوقف الإبادة الجماعية والتجويع في غزة فورا.

ودعا المشاركون -في واحدة من كبرى المظاهرات التي تشهدها فرنسا– الرئيس إيمانويل ماكرون إلى استخلاص الدروس من حملة تضامن الفرنسيين مع غزة.

وطالب المتظاهرون الحكومة الفرنسية بفرض عقوبات على حكومة تل أبيب، ودعوا إلى مقاطعة العلامات التجارية العالمية الداعمة “لإسرائيل”.

وفي المظاهرة التي حظيت بمشاركة عائلات مع أطفالها، حمل بعض المتظاهرين أكياسا رمزية من الدقيق على أكتافهم، سعيا منهم لتسليط الضوء على المجاعة التي يواجهها سكان غزة.

تركيا
وفي مدينة إسطنبول التركية، تظاهر الآلاف في ميدان أوسكودار في الجزء الآسيوي من المدينة، دعما لأسطول الصمود المتجه لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

وجاب المتظاهرون شوارع المدينة مرددين شعارات تندد بما وصفوها بالجرائم الإسرائيلية وبتجويع المدنيين في غزة، ورافعين لافتات تطالب بوقف الحرب ومحاكمة قادة إسرائيل.

وبدعم أميركي، ترتكب دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت 64 ألفا و368 شهيدا، و162 ألفا و367 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 382 فلسطينيا، بينهم 135 طفلا.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود

المغرب.. قوة استقرار إفريقية بدعم دولي متنامٍ للوحدة الترابية

مع الحدث :ذ لحبيب مسكر

يشهد الموقف المغربي بخصوص قضية الوحدة الترابية زخماً متزايداً على الصعيد الدولي، حيث برزت اليوم إشادات على منصة التواصل الاجتماعي “X” تؤكد المكانة التي باتت تحظى بها المملكة كقوة استقرار في القارة الإفريقية.

ففي تدوينة حديثة، اعتبر الخبير الأمريكي بوبي ديكسون (@TheBobbyDixon) أن “المنطقة والعالم يستفيدان من توحيد المغرب الكامل والاعتراف به”، مؤكداً أن المملكة تمثل “قوة مستقرة في إفريقيا، وهو أمر إيجابي للعالم وللشعب الأمريكي”.

ومن جانبه، شدّد روبرت غرينواي، مدير مركز أليسون للأمن الوطني بمؤسسة Heritage Foundation على أن ما يتحقق في الأقاليم الجنوبية للمغرب يعكس متانة الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الولايات المتحدة وصاحب الجلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي، مذكّراً بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دجنبر 2020 القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء.

وتأتي هذه المواقف في سياق الدعم الدولي المتنامي للمبادرة المغربية الخاصة بالحكم الذاتي، والتي تعتبرها الولايات المتحدة وعدد من الدول الكبرى خياراً جاداً وذا مصداقية لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

ويواصل المغرب، في ظل هذا الزخم، تعزيز موقعه كشريك استراتيجي في محيطه الإقليمي والدولي، من خلال شراكات سياسية واقتصادية واسعة النطاق، مع جعل الدفاع عن وحدته الترابية أولوية وطنية ثابتة.

وتُعد هذه الإشادات الرقمية والسياسية مؤشراً إضافياً على مكانة المغرب المتقدمة في محيطه الإفريقي والدولي، وترسيخاً لصورته كفاعل رئيسي في دعم الاستقرار والتنمية المستدامة.

 

Categories
أخبار 24 ساعة خارج الحدود

واشنطن تجدد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية

مع الحدث: ذ لحبيب مسكر 

جددت الولايات المتحدة الأمريكية، على لسان كبير مستشاريها لشؤون إفريقيا، دعمها الواضح والصريح لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية باعتباره “الحل الوحيد الواقعي والقابل للتطبيق” للنزاع الإقليمي حول الصحراء.

جاء ذلك خلال لقاء جمع المسؤول الأمريكي بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، حيث أكد أن “الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل العملي والوحيد الممكن لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء”.

وأضاف المستشار الأمريكي أن المباحثات تناولت أيضًا الدور المحوري الذي تقوم به بعثة الأمم المتحدة “المينورسو” في استتباب الأمن والاستقرار بالمنطقة، إلى جانب بحث السبل الكفيلة بتعزيز فرص السلام الإقليمي.

وشدد على أهمية مواصلة التنسيق بين واشنطن والأمم المتحدة في أفق النقاشات المقبلة المقررة داخل مجلس الأمن الدولي، مجددًا امتنانه للمبعوث الأممي على جهوده المتواصلة.

اللقاء، الذي عكس متانة الموقف الأمريكي بخصوص القضية الوطنية، يأتي في سياق دينامية دولية متصاعدة لدعم المبادرة المغربية كأرضية جدية وذات مصداقية لإنهاء نزاع دام لعقود وأعاق جهود التنمية والتكامل في المنطقة المغاربية.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة خارج الحدود

إسبانيا تُضيء الليل بالشمس.. ونموذج “جيماسولار” يُلهم مستقبل الطاقة المستدامة

مع الحدث// لحسن المرابطي 

تمكّنت إسبانيا من تجاوز أحد أبرز التحديات التي تُعقّد التحوّل نحو الطاقة النظيفة: التوليد المستمر للطاقة بعد غروب الشمس. فبفضل محطة “جيماسولار” الشمسية، المزودة بنحو 2650 مرآة شمسية دوّارة تُعرف بـ”الهيليوستات”، أصبح من الممكن توليد الكهرباء على مدار الساعة، حتى في الليل، ما يمثل قفزة نوعية في مجال الطاقة المتجددة.

تعتمد هذه المحطة، التي تعدّ الأولى من نوعها تجارياً على مستوى العالم، على تقنية متقدمة تقوم بتركيز أشعة الشمس على برج مركزي يحتوي على ملح منصهر، ترتفع درجة حرارته إلى أكثر من 900 درجة مئوية. وتُستخدم هذه الحرارة العالية لتوليد بخار يُشغّل توربينات كهربائية، بينما يُخزّن الفائض الحراري في نظام متطور يُمكّن من إنتاج الكهرباء لمدة تصل إلى 15 ساعة إضافية بعد غروب الشمس.

وفق ما نشره موقع “Eco Portal”، تُسجّل المحطة إنتاجاً سنوياً يبلغ 110 جيغاواط/ساعة، مع عدد ساعات تشغيل فعّالة تقارب 5000 ساعة سنوياً، وكفاءة حرارية تصل إلى 40% — وهي مؤشرات استثنائية تعكس كفاءة عالية في استغلال الطاقة الشمسية.

رغم التحديات التي واجهتها إسبانيا في مسارها البيئي، مثل الارتفاع الطفيف في انبعاثات الغازات الدفيئة عام 2022 بسبب انتعاش السياحة وحركة الطيران، فإن نجاح مشروع “جيماسولار” يُثبت أن الاستثمارات الذكية في الطاقة المتجددة قادرة على تعويض هذه الانتكاسات، والحفاظ على المسار نحو أهداف خفض الانبعاثات بنسبة 23% بحلول 2030، وفق التزاماتها في اتفاق باريس.

المحطة، التي دشّنها المهندسون في شركة “Sener” بالتعاون مع مركز “CIEMAT” للأبحاث، بدأت تشغيلها الفعلي في يونيو 2011، وأثبتت على مدى أكثر من عقد أن الطاقة الشمسية يمكن أن تكون مصدر توليد ثابت وموثوق، وليس فقط متقطعاً حسب توفر الشمس.

المغرب أمام فرصة تاريخية

في ظل هذه التطورات، تبرز تجربة إسبانيا كنموذج يُحتذى به، خاصة للدول التي تتمتع بظروف مناخية مشابهة أو حتى أفضل، مثل المغرب. فبفضل موقعه الاستراتيجي، وإشعاع شمسي متميز على مدار السنة، وسواحل طويلة تُهيئ لمشاريع طاقية متكاملة، يمتلك المغرب كل المقومات لتبني نماذج مشابهة أو حتى متطورة أكثر من “جيماسولار”.

استثمار المغرب في محطات طاقة شمسية مُزودة بنظم تخزين حراري متقدمة قد يكون المفتاح لتحقيق الاكتفاء الذاتي الطاقي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وخفض البصمة الكربونية، في آن واحد. كما أن مثل هذه المشاريع ستفتح الباب أمام خلق آلاف الوظائف في قطاعات الهندسة، والصيانة، والبحث والتطوير، وتدعم الرهان الوطني على الانتقال الطاقي الأخضر.

نجاح “جيماسولار” لا يُعد مجرد إنجاز تقني، بل دليل على أن التحول الطاقي المُستدام ممكن حين تلتقي الرؤية الاستراتيجية بالإرادة السياسية والابتكار التكنولوجي. والآن، لم يعد السؤال هو “هل يمكن للمغرب أن يفعل ذلك؟”، بل “متى سيبدأ المغرب في ترجمة إمكاناته الهائلة إلى مشاريع طاقية واقعية تُحدث فرقاً حقيقياً في مساره التنموي والبيئي؟”.

الشمس تُشرق على المغرب أكثر من 300 يوم في السنة. الوقت قد حان لاستغلالها ليس فقط لتوليد الكهرباء، بل لقيادة قارة إفريقية نحو مستقبل طاقي نظيف ومستقل.