Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي الواجهة جهات طالع

الدار البيضاء تحت وطأة السرقة بالخطف عبر الدراجات النارية: مطالب بإعادة الحملة الأمنية وتعزيز آليات التتبع الذكي

حسيك يوسف

تعيش مدينة الدار البيضاء مؤخرًا على وقع تنامي مقلق لظاهرة السرقة بالخطف، والتي تُنفذ بواسطة دراجات نارية معدلة، غير مرقمة، وسريعة الحركة. وتنتشر هذه العمليات الإجرامية بوتيرة متسارعة، حيث يعمد الجناة إلى انتزاع الهواتف المحمولة والحقائب من المارة في لمح البصر، قبل أن يفروا هاربين، متوارين عن الأنظار.

ما يزيد من تعقيد الظاهرة هو أن مرتكبي هذه الجرائم يعمدون إلى ارتداء خوذات تغطي الوجه بالكامل أو كمامات لإخفاء ملامحهم، الأمر الذي يعيق تحديد هويتهم بسهولة، في ظل تأخر الإجراءات الإدارية المتعلقة بترقيم الدراجات النارية من طرف الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (NARSA)، حيث تطول فترات الحصول على البطاقة الرمادية، مما يشكّل إشكالًا أمنيًا حقيقيًا في تعقب أصحاب الدراجات المشبوهة.

وتتنامى المطالب الشعبية بإعادة الحملة الأمنية السابقة التي أطلقتها المديرية العامة للأمن الوطني، والتي كانت فعالة في تقليص عدد الجرائم المرتبطة بالدراجات النارية المعدلة والمجهولة الهوية. هذه الحملة كانت تشمل حجز الدراجات المخالفة وإخضاع أصحابها للتحقيق، وقد لاقت ترحيبًا واسعًا في الشارع المغربي لما لها من أثر مباشر على الإحساس بالأمن.

في ذات السياق، يُطالب المواطنون بتحديث المنظومة الأمنية من خلال تسريع آليات التتبع الذكي عبر كاميرات المراقبة، وذلك بإنشاء برامج متطورة لرصد تحركات المشتبه فيهم بشكل فوري، وربطها مباشرة بفرق الدراجين الأمنية المنتشرة على مستوى المدينة، مما يسمح بالتحرك السريع وتطويق الجناة في أقرب وقت ممكن.

إن الظاهرة التي تتفاقم في ظل خصاص كبير في فرص الشغل وانتشار مظاهر الهشاشة الاجتماعية، تفرض على الجهات المختصة تدخلًا أمنيًا ومعلوماتيًا فوريًا وشاملًا، يُزاوج بين الردع والمتابعة الدقيقة، ويعتمد على التكنولوجيا في خدمة السلامة العامة.

وفي انتظار تفعيل هذه الإجراءات، يبقى المواطن عرضة لخطر يومي، مما يفرض التحرك العاجل لحماية الأرواح والممتلكات، واستعادة الثقة في فعالية الجهاز الأمني.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع مجتمع

الآثار السلبية لظاهرة العنف المدرسي

د. عبد الله بن أهنية

The negative effects of school violence

مما لا شك فيه أن ظاهرة العنف بكل أشكاله ستظل ظاهرة ينبذها المجتمع برمته ويلفظها بفطرته السليمة المعهودة التي تسعى دوماً وعلى مر العصور إلى السلم والتعايش بسلام، ناهيك عن إذا ما كان ذلك العنف يتعلق بالمدرسة ومحيطها. فالمجتمع المغربي الأصيل ينبذ ذلك ويحاربه بشتى الوسائل، بل تكرس الوزارة المعنية العديد من الورشات التحسيسية والبرامج الهادفة إلى توعية الطلبة والمجتمع بالدور المنوط بهم كي تمر العملية التعليمية في أجواء مريحة وهادفة. ولذلك، فقد أصبح الهدف المنشود الآن هو العمل بشكل مكثف وسريع نحو خلق فضاء مدرسي بدون عنف، والحد من الهدر المدرسي وضرورة مراجعة المناهج كي تسمو بأخلاق رواد المؤسسات التعليمية، وتعمل على تحقيق مخرجات تليق بتطلعات آباء وأمهات التلاميذ، وتخدم المجتمع ككل. لكن واقع الأمر قد أظهر بأن تلك الطموحات لازالت تواجه تحديات كبرى تقف كعائق أمام مشروع إصلاح منظومة التربية والتعليم بصفة عامة، ولم تنجح بعد في إيقاف تنامي ظاهرة العنف المدرسي وكذلك الهدر المدرسي، وهما يشكلان في حقيقة الأمر انتكاسة لابد من إيجاد حلول عاجلة لاستئصالها ومعالجتها. ومما لا شك فيه أيضاً أن مثل هذه الظواهر تكون لها انعكاسات سلبية على مردودية الطلاب الأكاديمية ونتائج التمدرس والتحصيل بصفة عامة.

تأثير العنف المدرسي على نتائج التحصيل المدرسي: 

وللإفادة، فقد أوضحت الباحثة مونيكا برافو سانزانا من التشيلي في أحد مقالاتها تحث عنوان: ” التأثير السلبي للعنف المدرسي على الأداء الأكاديمي للطالب: تحليل متعدد المستويات” (31 أكبوير 2021م) بينت من خلال نتائجه أن العنف المدرسي بأشكاله الثلاثة (العنف المباشر والتمييز والتسلط عبر الإنترنت) كان له أثر سلبي على الأداء الأكاديمي. وحسب قولها فقد كانت الكفاءة الذاتية للطلاب والتوقعات التعليمية والرضا عن العلاقات الشخصية مع معلميهم مهمة في تقليل التأثير السلبي للتعرض للعنف. كما أن الأدوار النسبية لسياق المدرسة وعوامل الطالب الفردية تعتبر ذات أهمية خاصة للمعلمين في قياس الأداء الأكاديمي. وحسب رأي الباحثة، فإنه لا يُعرف سوى القليل عن تأثير العنف المدرسي على الأداء الأكاديمي للطالب ورفاهيته. ومن جهة أخرى فقد أكدت نتائج دراسة علمية أخرى قام بها كل من الباحث دانيال ك كورير (Daniel K. Korir) وفليكس كيبكوكومبوا (Felix Kipkemboi) قسم علم النفس التربوي بجامعة موا (Moi University ) بمقاطعة فيهيجا بكينيا، تم نشرها بالمجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية (مجلد 4، عدد 5 (1) سنة 2014م، أكدت الدراسة وأظهرت أن البيئة المدرسية وتأثير الأقران لهما تأثير بالغ على الأداء الأكاديمي للطلاب. وتُعتبر نتائج هذه الدراسة في حقيقة الأمر مفيدة للمعلمين ومديري المدارس والآباء والأمهات للحصول على مزيد من التبصر في العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على الأداء الأكاديمي للتلاميذ والطلاب. كما خلصت الدراسة أيضاً إلى أن النجاح الأكاديمي للتلميذ أو الطالب مرتبط بشكل كبير بنوع المدرسة التي يلتحق بها. وتشمل العوامل المؤثرة للمدرسة كلًا من هيكلها وشكلها الهندسي، ومنظرها الخارجي ومدخلها وفضاءها ومرافقها وحجراتها الدراسية وساحتها وملاعبها وقاعاتها الرياضية وحالة التدفئة أو التكييف وكذا أغراس ونباتات الحديقة والممرات والمناخ المدرسي العام داخل وخارج المدرسة.

وتعتبر ظاهرة العنف المدرسي بشقيه: العنف اللفظي والعنف الجسدي بين الطلاب والمعلمين أيضاً، بالإضافة إلى ظاهرة الهدر المدرسي وكذلك التحرش بشقيه (أي من كلا الطرفين: أساتذة وطلاب وطالبات) أيضاً وقضية المناهج عوائق خطيرة تقف في وجه مشروع إصلاح منظومة التعليم العمومي في مراحله المتقدمة، أي الإعدادي والثانوي والجامعي وبشكل فعال، أما التعليم الابتدائي والتعليم الأساسي فلازالا يعيشان تعثرا مستمرا رغم تغيير المسئولين والوزراء بين الفينة والأخرى. وإذا ما لم يتصدى المجتمع والمسئولين عن هذا القطاع إلى تلك الظواهر والمشاكل المتراكمة بكل مسئولية وصرامة وحزم، فإن نتائج التربية والتعليم في تلك المراحل ستكون لها انعكاسات سلبية على التعليم في كل تلك المراحل وبالخصوص في المرحلة الجامعية، بل قد تكون لها انعكاسات سلبية على المجتمع ككل.

أما فيما يخص قضية المناهج فلا زال الكثير يحن إلى مناهج مقتضبة تفي بالغرض وتتماشى مع متطلبات سوق الشغل مع اكتساب المعرفة اللازمة والمتطورة. ويرى أحد الباحثين على موقع القيادة الإدارية، تطوير المناهج، التعليم المتطور، رؤى المعلم (Admin Leadership, Curriculum Development, Evolving Education, Teacher Insights) بأن هنالك سبعة أسباب تجعل المناهج أكثر أهمية مما تعتقد وهي كالتالي:

1. تخلق المناهج وتعكس الثقافة والهوية.

2. إنها تواكب العالم المتغير.

3. تجعل المناهج القوية التعلم (والتدريس) متسقًا.

4. تفتح المناهج القوية أبواب التعاون.

5. توفر المناهج القوية المال للمدارس.

6. تساعد المناهج القوية المعلمين على التوافق.

7. توفر المناهج القوية أهدافا قابلة للقياس.

ويمكن أن نستخلص من كل ما ذكر بأننا عندما نتحدث عن المناهج القوية، فإن العبرة في الكيف وليست في الكم. وبعبارة أخرى، فإن معاناة الصغار اليوم من كثرة الكتب والدفاتر والمقررات التي لا يسمح الوقت بإتمامها في معظم الأحيان قد أصبح أمرا مؤرقاً، وأن ذلك لم يعد يطاق، أضف إلى ذلك الأسعار الملتهبة والتي هي في تصاعد شبه دائم.

العنف المدرسي والهدر المدرسي: هل ثمة أي علاقة؟:

مما لا شك فيه أن العنف المدرسي هو نتيجة لتراكمات اجتماعية ونفسية وليدة مجتمع قد تفشت فيه اختلالات جوهرية فيما يخص السلوك السوي ومكارم الأخلاق وبات الكلام النابي والشتم علانية يمر على مرأى ومسمع الجميع وكأنه أمر عادي. والمتتبع للشؤون التربوية والتعليمية منذ أوائل الاستقلال، قد يلاحظ هذا التراجع أو التقهقر فيما يتعلق بالأخلاق، إذ لم تعهد الأجيال السابقة تدني في الأخلاق والسلوك بهذا المستوى. فهل كان أحد ما يجرأ على تعنيف أستاذه فيما مضى؟ بل هل كان يقدر على تعنيف حتى أحد زملائه بهذا الشكل الوحشي الذي نشهده اليوم؟ قد تكون هناك مناوشات محدودة هنا وهناك بين الأقران أو أبناء الحومة أو الدرب، لكنها لم تكن تصل إلى تلك الدرجة من العنف والقساوة أو البشاعة كما نراه اليوم. وتفيد دراسات متعددة ومختلفة بأن هنالك عدد من حالات مغادرة الدراسة كان السبب المباشر فيها أحياناً هو العنف، فقد يغادر المدرسة من قام بالتعنيف أو من وقع عليه ذلك. ويبقى الخوف والتخوف هما السائدان في مثل تلك الحالات. ورغم معالجة بعض الحالات بتدخل من الوالدين أو المؤسسة، فهنالك إمكانية استمرار التبعات والآثار النفسية المترتبة عن ذلك، بل هناك من أضطر إلى مغادرة المدرسة وظلت تلك الآثار السلبية ترافقه طوال حياته بحيث لربما كانت هي السبب المباشر في انقطاعه عن الدراسة وعدم حصوله على وظيفة لائقة ومناسبة، ناهيك عن ضعف في المستوى المعرفي. قد تبدو هذه المقاربة غريبة شيئاً ما، لكنها حقيقة لا بد من الإشارة إليها، إذ نرى اليوم عدداً كبيراً من الأسر غير راضية عن مخرجات هذه المنظومة، بل قد تصل بها إلى درجة السخط خاصة لما ترى تلك الأعداد المهولة من أبناء وبنات المجتمع تغادر عالم التمدرس في سن مبكرة، إذ تشير الدراسات إلى أن 13% فقط من أولئك الذين حصلوا على شهادة البكالوريا يصلون إلى مرحلة إنهاء التعليم الجامعي. رقم مخيف حقاًّ مقارنة مع الأموال الطائلة التي تُصرف على هذا القطاع. وعلينا أن نستوعب حقيقة لا بد من ذكرها وهي أن المدرسة تعتبر البيئة المؤسسية التي تُحدد من خلالها معالم تجربة التعلم لدى الطالب، ولذلك فهي تواجه المزيد من المساءلة العامة حول الأداء الأكاديمي للطالب، إذ يُفترض أن تحافظ على مستوى انجاز عالي لجميع الطلاب كي تضمن سمعتها وبقائها وكذلك رضا المجتمع. وقد أجريت بحوث كثيرة حول العوامل المؤثرة في أداء التلميذ أو الطالب بما في ذلك مهارات التدريس والمناخ والفضاء المدرسي، والحالة الاجتماعية والاقتصادية لأسرة المتعلم، مثل ما ورد في أعمال هوي، كوتكامب، و رافيرتي،(2003). وقد أكد الباحثان أنه اعتمادا على تلك العوامل، يمكن للمدارس أن تفتح أبوابها أو تغلقها أمام الجمهور، لأن هذا الأخير لا يقتنع إلا بالأداء الأكاديمي الجيد. أما باري،(2005)، وكذلك كروسنو،(2004)، وآخرون، فيرون أن القطاع المدرسي (العام أو الخاص) يعتمد على مقومات أو مكونات المدرسة من حيث الإعتمادات المادية. وهكذا نرى مثلا أن المدارس الخاصة تميل إلى الحصول على تمويل أفضل رغم أن لديها في بعض الأحيان أحجاما أصغر من المدارس الحكومية مما قد يجعلها متميزة، وتنجح في جلب المزيد من الزبناء. كما أن التمويل الإضافي للمدارس الخاصة يؤدي إلى تحسين الأداء الأكاديمي لديها وزيادة فرص الحصول على الموارد مثل الحواسيب التي يرى إيمون،(2005) بأنها قد أثبتت أنها تعزز بالفعل التحصيل الأكاديمي، إلى جانب المعلم والخبرة اللذان يُعتبران مؤشرين آخرين على الأداء الأكاديمي الناجع للطلاب. فعلى سبيل المثال، هنالك دراسات أثبتت أن الطلاب الذين يلجون المدارس التي تتوفر على أعلى عدد من المعلمين الذين لديهم مؤهلات كاملة وعالية، يميلون إلى أداء أفضل والعكس بالعكس (بالي، وألفيرز،2003). ووفقاً لكروسنو وآخرون (2004)، فإن الفضاء المدرسي يرتبط ارتباطا وثيقا بالعلاقات الشخصية بين الطلاب والمعلمين، ونحن نقول أيضاً أن بناء تلك العلاقة الطيبة من شأنه أن يحد من ظاهرة العنف في المدارس، والتي تعتبر ظاهرة دخيلة على كل المجتمعات وبدون استثناء. فالفضاء أو المناخ العام المدرسي هو في حقيقة الأمر الجو العام للمدرسة، وهو مؤشر السعادة أو الإحباط لدى رواد المدرسة وذويهم. وهكذا إذا فإن بناء الثقة بين التلاميذ أو الطلاب والمعلمين هو اللبنة الأولى للعملية التعليمية ومؤشر نتعرف من خلاله -وبكل سهولة- عما إذا كانت المدرسة تشجع العمل الجماعي بداخلها وتخطو نحو بناء الثقة بين المعلمين والتلاميذ والمجتمع أيضاً.

 المحيط الخارجي السيئ أحد أسباب تفشي ظاهرة العنف المدرسي والتحرش:

المدرسة ليست بمعزل عن باقي مكونات المجتمع، بل هي جزء لا يتجزأ من ذلك الفسيفساء الذي يميز شوارع أحيائنا عن غيرها. فبناية المدرسة لها مكانتها داخل نفوس أهل الحي وهي معلمة ومرجعية للمجتمع تهوي إليها أفئدة أبنائنا منذ نعومة أظافرهم وتربطها بآبائهم وأمهاتهم وأولياء أمورهم روابط وطيدة لأنها هي التي ترسم معالم توجهاتهم وتحدد مساراتهم المستقبلية. والمحيط الخارجي للمدرسة لا يضم فقط الشكل الهندسي الخارجي لها، ولا البوابة الكبيرة ذات السلاسل الضخمة والأقفال النحاسية الكبيرة والمخيفة، بل هو ذلك المحيط الذي يضم النباتات والأغراس والرصيف والشارع والفضاء الواسع أمام المدرسة وعلم بلادنا، والرسوم الجميلة على سور المدرسة، ويضم العنصر البشري (من المجتمع المدني) المتواجد أمام وعلى حافة أسوار المدرسة وقارعة الطريق أيضاً.

خلاصة:

يمكننا القول بأن المجتمع المغربي ككل، بما في ذلك الشق المدني والعسكري أو السلطات المحلية بزيها الرسمي تساهم في تشكيل المحيط الخارجي للمدرسة، كما أن جميع السلطات المحلية بما في ذلك الإدارة العمومية والسياسيون والمنتخبون ورجال ونساء الأمن الوطني والقوات المساعدة والدرك الملكي والوقاية المدنية وجمعيات المجتمع المدني هي جزء من ذلك المحيط، فإن هي تدخلت وساهمت بقوة (وبمقاربة تشاركية) في الحفاظ على سلامة ونظافة المحيط المدرسي من كل أنواع السلوك المشين والقضاء على ظاهرة بيع المخدرات والحبوب المهلوسة والسجائر وساعدت في محو كل مظاهر انتشار المخدرات والعنف والتحرش والجريمة والسرقة وكل أنواع الموبقات، وكذلك القضاء على ظاهرة التلفظ بالكلام الفاحش علانية والمشاحنة والسب والقدح وقلة الحياء، وإن هي تدخلت بجميع الوسائل والسبل المتاحة وبشكل علني، فلاشك أن ذلك من شأنه أن يبعث بالشعور بالارتياح والطمأنينة لدى كل شرائح المجتمع، ويرفع من جمالية ونقاء المحيط المدرسي. ومن جهة أخرى، يجب ألا ننسى الدور الإيجابي الذي كانت تقوم به الكتاتيب القرآنية في تهذيب نفوس الأطفال منذ الصغر، وكذلك دورها الفعال في صقل شخصية المتعلم منذ الصغر وحثه على الأخلاق الحميدة وتدريبه على السلوك السوي منذ نعومة أظفاره، ناهيك عن تنشئته في رحاب جو روحاني وتدريبه على الطهارة والصلاة منذ الصغر، وصقل مهاراته اللغوية من خلال تحفيظ القرآن الكريم. وقد أكدت دراسات كثيرة أن من تربى في كنف دور تحفيظ القرآن الكريم قد لا يجد صعوبة في التعامل مع العلوم الأخرى أو اللغات الأجنبية نظراً لضبطه مخارج الحروف العربية الصحيحة في سن مبكر. ومما لا شك فيه أيضاً أن من تربى في الكتاتيب القرآنية قبل سن التمدرس القانوني، غالباً ما يكون مواطناً صالحاً متشبثا بمبادئ دينه وهويته وتراثه الثقافي واللغوي والاجتماعي، كونه قد تعود على مكارم الأخلاق والسلوك السوي ونبذ كل أشكال العنف والفوضى منذ الصغر.

والله ولي التوفيق،،،

باحث في مجال التربية والتعليم والثقافة

 

Categories
أخبار 24 ساعة طالع

المغرب يحتل المرتبة الثانية إفريقياً في مؤشر تبني التكنولوجيا المتطورة.

مع الحدث لحسن المرابطي 

تصدر المغرب قائمة الدول الإفريقية الأكثر استعداداً لاعتماد التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وشبكات الجيل الخامس، بحسب مؤشر “الجاهزية للتقنيات المتطورة” الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد).

وحافظ المغرب على مركزه الثاني إفريقياً والـ67 عالمياً في نسخة 2024 من المؤشر، حيث حصل على تقييم 0.56 نقطة من أصل 1، بناءً على تقييم خمسة معايير رئيسية: البحث والتطوير، إمكانية الوصول إلى التمويل، المهارات الرقمية، انتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والنشاط الصناعي.

تفاصيل التصنيف

– إفريقياً: جاءت جنوب إفريقيا في الصدارة (المركز 52 عالمياً)، بينما حلّت موريشيوس ثالثة (المركز 74 عالمياً)، وتونس رابعة بنفس التقييم.

– عربياً: تصدرت الإمارات القائمة (المركز 35 عالمياً)، تليها السعودية (المركز 50)، ثم المغرب ثالثاً.

– عالمياً: سيطرت الدول المتقدمة على المراكز الأولى، حيث تصدرت الولايات المتحدة المؤشر (1 نقطة)، تليها السويد (0.97) والمملكة المتحدة (0.96).

– نقاط القوة والضعف

تميز المغرب بأداء قوي في مجال النشاط الصناعي (المركز 58 عالمياً) وإمكانية الوصول إلى التمويل (المركز 33)، لكنه واجه تحديات في مؤشر المهارات (المركز 111) وانتشار تكنولوجيا الاتصالات (المركز 88).

– نمو ملحوظ في القطاع التكنولوجي

أبرز التقرير تزايد عدد المطورين في المغرب، الذي وصل إلى 35 ألفا عام 2023، مسجلاً أحد أسرع معدلات النمو عالمياً في هذا المجال. كما أشاد بالأداء المشترك للمغرب ومصر في تبني الذكاء الاصطناعي، معتبراً أن الربط بكابلات الإنترنت تحت البحر المتوسط ساهم في تعزيز هذا التقدم.

– تحسين الرأسمال البشري

أشارت “الأونكتاد” إلى أن المغرب من بين الدول النامية التي حققت تقدماً في مؤشر الرأسمال البشري، بفضل زيادة سنوات التعليم وارتفاع نسبة العمالة ذات المهارات العالية.

يُذكر أن سنغافورة كانت الاستثناء الآسيوي الوحيد بين الدول العشر الأوائل، حيث حلت خامسة عالمياً بتقييم 0.94 نقطة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء طالع

تفشي العنف بالسكاكين في المغرب.. بين فوضى الواقع وتأثير الدراما

بقلم: حسيك يوسف

أصبحت مشاهد العنف باستعمال السكاكين الكبيرة الحجم جزءًا مؤسفًا من الواقع اليومي الذي يعيشه المواطن المغربي، وهو ما أكدته مؤخراً واقعة توقيف شاب يبلغ من العمر 23 سنة بمنطقة سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، متورط في سرقة بالعنف استهدفت سيدة بالشارع العام، في حادثة وثقها مقطع فيديو أثار غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وقد أعادت هذه الحادثة فتح النقاش حول تزايد الجرائم المرتبطة بالأسلحة البيضاء، لا سيما السكاكين الكبيرة التي أصبحت تظهر بكثافة في المسلسلات المغربية والأفلام القصيرة المنتشرة على المنصات الرقمية، والتي – حسب فاعلين في المجتمع المدني – باتت تشكل عامل تطبيع مع مظاهر العنف، وتؤثر بشكل خطير على فئة الشباب.

 

المواطن المغربي لم يعد يكتفي بمتابعة هذه الجرائم بصمت، بل بات يُعبر عن استهجانه وقلقه من تفشي ظاهرة التسلح في الشارع العام، مطالباً بردّ حازم من السلطات، وتفعيل عقوبات صارمة في حق الجانحين، إلى جانب دعوات موجهة لوزارة الثقافة والمركز السينمائي المغربي من أجل مراجعة مضامين الأعمال الفنية، والحد من الترويج غير المسؤول لمشاهد العنف.

في ظل هذا الوضع، تبدو الحاجة ملحة إلى مقاربة شاملة تجمع بين الردع الأمني والتحصين الثقافي والتربوي، حتى لا يتحول العنف إلى مشهد مألوف، والسكين إلى “بطاقة عبور” نحو الشهرة الرقمية والخراب المجتمعي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الصحة الواجهة طالع

مستشفى الهاروشي… أزمة تتفاقم بين إهمال إداري وغياب توزيع عادل للموارد الصحية

بقلم: فيصل باغا مع الحدث

يعيش مستشفى الهاروشي للأطفال بالدار البيضاء على وقع أزمة متصاعدة، وسط شكاوى متكررة من المواطنين حول تردّي الخدمات، وقلة الموارد البشرية والمادية، في وقت يُفترض فيه أن يكون هذا المرفق الصحي من أبرز المستشفيات المرجعية بالبلاد.

 

الطوارئ مكتظة، والأسرّة غير كافية، والتجهيزات مهترئة أو معطلة، ما يزيد من معاناة المرضى وأسرهم. كل هذا في ظل إدارة توصف بأنها بعيدة عن نبض الواقع، وغير قادرة على اتخاذ إجراءات ملموسة لتحسين ظروف الاستقبال والعلاج.

 

غير أن جوهر الإشكال لا يكمن فقط في المستشفى ذاته، بل يتعداه إلى خلل بنيوي على مستوى المنظومة الصحية. إذ أن الضغط الهائل الذي يشهده الهاروشي، يعود بالأساس إلى تقاعس المستشفيات الجهوية والإقليمية في أداء دورها. فبدل أن تستقبل هذه المؤسسات الصحية مرضى المناطق التابعة لها، تُحال الحالات إلى الدار البيضاء، ما يخلق حالة من الاكتظاظ والفوضى في مستشفى الهاروشي.

 

المطلوب، كما يؤكد المهنيون، ليس فقط تدخلًا إسعافيًا من الوزارة الوصية، بل إصلاحًا هيكليًا يبدأ بتأهيل المستشفيات الجهوية والإقليمية، وتوفير الأطقم الطبية والتجهيزات اللازمة لها، حتى تُخفف العبء عن المستشفى المركزي، ويُتاح للمواطنين حقهم في العلاج الكريم داخل مناطقهم.

 

فهل تتحمل الوزارة مسؤوليتها وتفتح تحقيقًا جديًا في وضعية مستشفى الهاروشي؟ وهل تضع حدًا لسياسة الترحيل الصحي غير المتوازن؟ أم تظل دار لقمان على حالها، وتستمر معاناة المواطنين في صمت؟

Categories
أخبار 24 ساعة الصحة الواجهة طالع

نقل الشيخ جمال الدين القادري بودشيش إلى المستشفى العسكري بالرباط بتعليمات ملكية سامية

بقلم: قطني عبد الرزاق

في تجسيد للعناية المولوية الكريمة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، تم مساء اليوم نقل الشيخ الجليل جمال الدين القادري بودشيش، شيخ الطريقة القادرية البودشيشية، من مدينة وجدة إلى المستشفى العسكري بالعاصمة الرباط، عبر مروحية طبية تابعة للدرك الملكي، مجهزة بأحدث الوسائل والتجهيزات الطبية المتطورة.

ويأتي هذا التدخل الطبي العاجل بناءً على توصيات الفريق الطبي المتخصص، المتابع لحالة الشيخ الصحية، والمكوّن من ثلاثة أطباء عسكريين، حيث أكدوا على ضرورة نقله إلى وحدة طبية متقدمة من أجل متابعة دقيقة وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لحالته.

وتعكس هذه الالتفاتة الإنسانية النبيلة ما يكنّه جلالة الملك من تقدير خاص لشخص الشيخ جمال الدين القادري بودشيش، وللدور الروحي والوطني الكبير الذي يضطلع به، سواء في المجال الديني أو في نشر قيم التصوف المعتدل والتسامح.

Categories
أخبار 24 ساعة إقتصاد الواجهة طالع

ترامب يفرض رسوماً جمركية جديدة تشمل المغرب والجزائر وتونس

بقلم: كوثر لعريفي

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء، أمراً تنفيذياً يقضي بفرض “رسوم جمركية متبادلة” على دول عدة حول العالم، في خطوة تندرج ضمن وعوده الانتخابية لتعزيز الاقتصاد الأمريكي وبدء “عصر ذهبي” جديد.

ووفقًا للقرار، فرضت الولايات المتحدة رسوماً بنسبة 10% على المغرب، وهي من بين النسب الأدنى، مقارنة بدول أخرى مثل السعودية وبريطانيا وتركيا. فيما جاءت الرسوم أكثر تشدداً على الجزائر بـ30%، وتونس بـ28%، إلى جانب دول أخرى شملها القرار بنسب متفاوتة.

ويثير هذا الإجراء مخاوف من تداعياته على العلاقات التجارية بين واشنطن وهذه الدول، خاصة في ظل التوترات الاقتصادية العالمية.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات حوادث طالع

حادث مأساوي بتاكونيت: استشهاد جنديين في مواجهة مهربي المخدرات

فؤاد الطاهري

في إطار مهامها لحماية الحدود ومحاربة التهريب، تعرضت دورية عسكرية تابعة للقوات المسلحة الملكية، يوم الأحد 30 مارس 2025، لحادث خطير في منطقة تاكونيت، وذلك أثناء مطاردتها لعربة رباعية الدفع محملة بمخدر الشيرا. الحادث وقع بعد اصطدام مقصود من طرف المهربين، مما أسفر عن استشهاد العريفين فيصل مجاهد ومحمد حسناوي أثناء نقلهما إلى المستشفى، فيما لا يزال جندي ثالث يتلقى العلاج اللازم.

وعلى إثر هذه الفاجعة الأليمة، تم نقل جثماني الشهيدين على متن مروحية عسكرية إلى مسقط رأسيهما ببزو (إقليم أزيلال) وعين كيشر (مدينة وادي زم)، حيث جرت مراسيم التشييع في أجواء من الحزن والاعتزاز بتضحياتهما في سبيل الوطن. وقد شهدت المراسم حضور مسؤولين عسكريين ومدنيين، إضافة إلى أفراد عائلتيهما وأصدقائهما، كما قدمت القوات المسلحة الملكية الدعم والمواساة لأسر الفقيدين.

وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم أسرة القوات المسلحة الملكية بأصدق التعازي والمواساة لعائلتي الشهيدين، سائلةً الله أن يتغمدهما بواسع رحمته، ويسكنهما فسيح جناته، وأن يمنّ بالشفاء العاجل على الجندي المصاب.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة حوادث طالع

العثور على جثة الطفل الغريق في نهر أم الربيع بعد 12 يومًا من البحث

بقلم: أيوب خليل

بعد أكثر من أسبوع من عمليات البحث المكثفة، تمكنت فرق الإنقاذ، مساء الاثنين، من انتشال جثة الطفل محمد، البالغ من العمر 12 عامًا، والذي غرق في نهر أم الربيع قرب إقليم خنيفرة يوم 19 مارس الجاري.

 

وتم العثور على الجثة في منطقة “تويرس” مزدلفان، التابعة إداريًا لجماعة لهري، وسط جهود حثيثة شاركت فيها مختلف الأجهزة المختصة، بما في ذلك الوقاية المدنية، والدرك الملكي، والشرطة، والقوات المساعدة، بالإضافة إلى فرق غطس متخصصة.

 

وخلفت الحادثة موجة من الحزن بين أفراد أسرة الطفل وسكان المنطقة الذين تابعوا تطورات البحث بقلق بالغ. وأثارت المأساة دعوات لتعزيز إجراءات السلامة والتوعية بمخاطر السباحة في الأنهار غير المؤمنة، لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.

 

وتواصل السلطات الأمنية تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث، وسط شهادات تفيد بأن الطفل كان يسبح مع أصدقائه قبل أن تجرفه تيارات المياه القوية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع قانون

محاكمة المتهمة بصفع قائد بتمارة: أسئلة مشروعة حول شهادة العجز وتطبيق القانون

حسيك يوسف

بعد انعقاد أولى جلسات محاكمة المتهمين الأربعة في قضية صفع قائد الملحقة الإدارية السابعة بتمارة، قررت المحكمة الابتدائية تأجيل الجلسة إلى الثالث من أبريل المقبل. وقد أثارت هذه القضية جدلًا واسعًا في الرأي العام، خصوصًا بعد ظهور مقاطع فيديو توثق الواقعة، وتقديم المسؤول الترابي شهادة طبية تثبت عجزًا لمدة 30 يومًا.

شهادة العجز: تساؤلات حول المدة والتأثير القانوني

أثارت شهادة العجز الممنوحة للقائد العديد من التساؤلات حول المعايير الطبية المعتمدة لتحديد مدة العجز، خاصة أن الواقعة تتعلق بصفعة من طرف المتهمة ش.ب فتاة، التي أقرت خلال التحقيق بأنها قامت بضرب القائد مرتين على وجهه بعد محاولته انتزاع هاتفها أثناء تصويرها للشجار. ويطرح البعض تساؤلًا مشروعًا حول ما إذا كانت هذه المدة الطويلة تهدف إلى التأثير على التكييف القانوني للقضية، حيث إن العجز الذي يتجاوز 21 يومًا قد يؤدي إلى تشديد العقوبة وفقًا للقانون المغربي.

تصوير الواقعة ونشر الفيديو: بين التوثيق والمسؤولية القانونية

أثارت مسألة تصوير الواقعة ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي جدلًا قانونيًا أيضًا، حيث أن القانون المغربي يفرض قيودًا على التصوير غير المصرح به للأشخاص في أماكن عامة. وفي هذا السياق، يطرح تساؤل حول ما إذا كان سيتم متابعة من قام بالتصوير والنشر بنفس النهج الذي يتم التعامل به مع المتهمة الرئيسية في القضية.

العدالة وتوازن تطبيق القانون

في ظل هذا الجدل، يطالب العديد من المتابعين للقضية بتحقيق العدالة وفق مبادئ دولة القانون، دون انتقائية أو انحياز. فكما يتم التعامل بصرامة مع المتهمة بصفع القائد، يجب أيضًا النظر في قضايا أخرى تتعلق بالعنف، مثل قضية التلميذ الذي تعرض لتعنيف تسبب له في عاهة مستديمة، حيث تمت إدانة القائد المعني بشهرين موقوفي التنفيذ.

يبقى احترام السلطة المحلية والأمنية واجبًا، لكن يجب أن يكون ذلك في إطار قانوني يضمن المساواة في المحاسبة وعدم توظيف شهادات العجز أو الإجراءات القانونية للتأثير على مسار القضايا. فدولة القانون تعني تحقيق العدالة لجميع المواطنين، بغض النظر عن مواقعهم أو مناصبهم.