Categories
أخبار 24 ساعة المبادرة الوطنية الواجهة جهات مجتمع

أسامة دادي التسولي: شاب تحدى العمى ونجح في تحويل معاناته إلى قصة أمل ملهمة

مع الحدث لحبيب مسكر 

رغم قسوة المرض الذي يهدد بصره، استطاع الشاب المغربي أسامة دادي تاسولي، المزداد سنة 1991، أن يكتب قصة نجاح استثنائية، تتجاوز حدود الإعاقة لتجسد قوة الإرادة والإصرار على مواجهة التحديات.

أسامة، الذي عاش طفولة عادية ودرس كبقية أقرانه، لم يكن يتوقع أن يغير مرض نادر مجرى حياته. ففي سنة 2018 اكتشف أنه مصاب بـالتهاب الشبكية الصباغي، وهو داء معقد ومتعدد الجينات، يهدد تدريجياً بفقدان البصر الكامل، ولا يتوفر له علاج نهائي إلى اليوم. ورغم أن الخبر كان صادماً، إلا أن الشاب قرر أن يسبق الزمن قبل أن ينطفئ نور عينيه نهائياً. تزوج وأنجب طفلين، ليحظى بفرصة رؤية فلذات كبده قبل أن يثقل المرض خطواته أكثر.

ومع تطور حالته الصحية سنة 2023، صار أسامة يحتاج إلى مرافق بشكل دائم، لتتحول زوجته إلى “العين التي يبصر بها، واليد التي يكتب بها”، كما يصفها هو. لكن، عوض الانطواء أو الاستسلام، قرر أن يحول معاناته إلى قوة دفع نحو النجاح.

ما هو التهاب الشبكية الصباغي؟

التهاب الشبكية الصباغي مرض وراثي نادر يصيب الخلايا المسؤولة عن الرؤية في شبكية العين. يبدأ عادة بضعف تدريجي في الرؤية الليلية، ثم يضيق مجال البصر شيئاً فشيئاً، إلى أن يصل في بعض الحالات إلى العمى الكامل. يكمن تحدي هذا المرض في تعقيده الجيني، ما يجعل علاجه صعباً حتى الآن، لكن الأبحاث الحديثة في مجال العلاج الجيني والخلايا الجذعية والأجهزة البصرية الإلكترونية تمنح المرضى أملاً متجدداً في المستقبل. ويظل التشخيص المبكر والمتابعة الطبية المنتظمة أفضل وسيلة لإبطاء تطوره والتكيف مع تحدياته.

في سنة 2017، أسس أسامة تعاونية “امرابطن بيو ريف” المتخصصة في تثمين المنتوجات المجالية وتحويلها إلى مواد تجميلية طبيعية. منتجات التعاونية، التي تعتمد على زيت الصبار، زيت الأركان، القنب الهندي ومكونات أخرى، شملت الزيوت، الكريمات، الصابون، الشامبو، والسيرومات، لتصبح علامة واعدة في السوق الوطنية والدولية.

ولم يتوقف صدى نجاح هذه التعاونية عند حدود المغرب، بل أصبحت منتجاتها مطلوبة في العديد من الدول الأوروبية، بفضل الجالية المغربية التي آمنت بجودة هذه المنتوجات وساهمت في التعريف بها ونشرها خارج الوطن.

هذه التجربة لم تكن مجرد مشروع اقتصادي، بل كانت أيضاً نافذة أمل لنساء قرويات يعانين من الهشاشة، حيث وفرت لهن التعاونية فرص عمل موسمية ودائمة، ساهمت في تحسين أوضاعهن المعيشية، خصوصاً الأرامل والأسر المعوزة.

حازت التعاونية على عدة شواهد وطنية، وشاركت بقوة في معارض كبرى داخل المغرب، لتثبت أن الإعاقة لا يمكن أن تكون حاجزاً أمام الطموح.

وراء هذه القصة الملهمة، تظل الأم هي البطلة الصامتة. فقد كانت سند أسامة الأول، دعمت حلمه وضحت بالغالي والنفيس لمساعدته على مواجهة واقع المرض، خاصة عندما علم أنه مرض بلا علاج وأنه مهدد بالعمى.

اليوم، يقدم أسامة دادي تاسولي نفسه نموذجاً مضيئاً لشباب المغرب: شخص لم يستسلم لقدر قاسٍ، بل أعاد رسم مصيره بإصرار وعزيمة، وحول الظلام إلى نور أمل، ليصبح مثالا يحتذى به في التحدي والإبداع.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع مجتمع

مولاي عبدالله… جريمة تهز الضمير وتكشف هشاشتنا

فاطمة الحارك

اغتصاب طفل جماعيًا في موسم مولاي عبدالله ليس مجرد حدث عابر بل هو زلزال أخلاقي يكشف إلى أي حد صرنا نعيش في مجتمع هش وعاجز عن حماية أضعف أفراده. ما وقع لا يمكن أن يُختزل في عنوان صحفي مثير أو بلاغ رسمي لأنه يعرّي حقيقة أشد خطورة الطفل في المغرب يظل الحلقة الأضعف معرضًا للعنف والإهمال مكشوفًا أمام ذئاب بشرية لا تجد من يردعها ولا من يمنعها من تحويل جسد صغير إلى ساحة جريمة.

الطفل الذي وقع ضحية لهذه الجريمة لم يُسلب منه جسده فقط بل سُرقت طفولته من جذورها الصدمة التي يعيشها داخله لن تزول مع مرور الأيام، بل ستترسخ في أعماقه لتصبح خوفًا مزمنًا وارتباكًا في الثقة بالآخرين وانفصالًا عن العالم من حوله. المجتمع قد يرى أن العدالة ستأخذ مجراها وأن المذنبين سيعاقبون لكن هيهات ثم هيهات الحقيقة هي أن الأثر الأعمق والأخطر هو الجرح النفسي الذي لا يظهر للعيان لكنه يحكم على الطفل بحياة مختلفة تمامًا، حياة محاصرة بالخوف والانعزال في كل نظرة وفي كل صوت.

الفضيحة الأكبر هي ما يحدث بعد الجريمة. بدل أن يجد الطفل من يضمد جرحه النفسي ويحتويه، يجد نفسه في مواجهة سلسلة من الاستجوابات التي تنهش ذاكرته من جديد. يسألونه مرارا وتكرارا في مركز الشرطة ومرة أخرى في فضول الإعلام وكل مرة يُجبر على استرجاع تفاصيل مأساة لم يستوعبها أصلًا. هكذا يتحول التحقيق إلى اغتصاب ثانٍ ولكن هذه المرة على مستوى النفس، إذ يضطر الطفل إلى مواجهة صدمته مرارًا دون حماية أو حضن يخفف عنه. هنا يبرز سؤال مرير هل نحن نبحث عن الحقيقة أم نعيد إنتاج الجريمة بطرق مختلفة؟

المسؤولية ثقيلة ومتشابكة، تبدأ من غياب رؤية مؤسساتية واضحة لكيفية التعامل مع ضحايا الاعتداءات الجنسية من الأطفال. في مجتمعات أخرى يُجرى استجواب واحد بحضور مختصين نفسيين ويتم تسجيله ليُستعمل أمام القضاء، حماية للطفل من إعادة فتح الجرح. أما في واقعنا فالطفل يُجرجر بين المكاتب والوجوه الباردة ويعامل كأنه مجرد أداة إثبات، بينما إنسانيته وطفولته تُركت خلف الأبواب. أجهزة الأمن تحتاج إلى تكوين خاص يجعلها تدرك أن الطفل ليس شاهدًا عاديًا بل ضحية هشة تتطلب مقاربة مختلفة. القضاء بدوره لا يمكن أن ينظر إلى الأمر من زاوية الأدلة وحدها بل عليه أن يدمج البعد النفسي في إجراءاته. المنظومة الصحية غائبة تقريبًا عن التدخل السريع وكأن الصحة النفسية ليست جزءًا من العدالة والإنصاف. الإعلام يلهث أحيانًا وراء الإثارة فيجعل من المأساة مادة استهلاكية بدل أن يحترم خصوصية الضحية ويحمي كرامته. أما المجتمع فإنه يكتفي بالفرجة أو يلوذ بالصمت أو يختبئ وراء التبريرات.

ما وقع في مولاي عبدالله ليس جريمة معزولة بل رسالة فاضحة تقول إننا نعيش وسط فراغ تربوي وأخلاقي ومؤسساتي، وإن الطفولة في بلادنا بلا حماية حقيقية. المأساة لا تقف عند لحظة الاغتصاب، بل تمتد إلى ما بعده حيث يعيش الضحية في عزلة وصمت محاطًا بوصم اجتماعي يضاعف من محنته، في الوقت الذي يفترض أن يجد فيه حضنًا يحميه ودعمًا يعيد له شيئًا من الأمان.

هذه الجريمة كشفت هشاشتنا أكثر مما كشفت وحشية المعتدين. لقد كشفت أننا لا نملك تصورًا متكاملًا لحماية الطفولة، وأننا نترك الجرح النفسي يتفاقم حتى يتحول إلى عبء جماعي. الطفل الذي لا يجد من يحتويه بعد صدمة بهذا الحجم قد يكبر محاصرًا بالانكسار، وقد يتحول ألمه المكبوت إلى عنف ضد نفسه أو ضد الآخرين. عندها تصبح الجريمة حلقة متواصلة يعاد إنتاجها جيلاً بعد جيل.

السكوت في مثل هذه القضايا ليس حيادًا بل تواطؤًا، والتأجيل ليس انتظارًا بل مشاركة غير مباشرة في صناعة الضحايا. ما وقع في مولاي عبدالله هو جرس إنذار عنيف يقول إننا بحاجة إلى إعادة التفكير جذريًا في مفهوم حماية الطفل وفي إدماج الصحة النفسية في صلب السياسات العمومية، لأن الطفل لا يطلب عدالة قانونية فقط بل يطلب إنقاذًا لروحه قبل أن تُنهك تمامًا .

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة مجتمع

الفساد.. السرطان الصامت الذي يهدد حاضر الأمم ومستقبلها

مع الحدث :ذ لحبيب مسكر

لم يتوقف جلالة الملك محمد السادس، في مختلف خطبه وتوجيهاته، عن التأكيد على خطورة الفساد باعتباره أحد أبرز العراقيل التي تكبح التنمية وتزرع فقدان الثقة بين الدولة والمجتمع. هذا الإصرار الملكي يعكس قناعة راسخة بأن معركة محاربة الفساد ليست مجرد خيار سياسي عابر، بل هي ورش استراتيجي وجودي، يهدف إلى تخليق الحياة العامة، وترسيخ قيم الشفافية، وربط المسؤولية بالمحاسبة.

فالفساد ليس مجرد مصطلح عابر في نشرات الأخبار أو بنداً في تقارير المنظمات الدولية، بل هو داء عضال يتغلغل في مفاصل الدولة والمجتمع، مثل ورم خبيث يتكاثر في الظل وينهش جسد الأمة من الداخل. خطره شامل، لا يقتصر على قطاع دون آخر، بل يمتد ليقوض الثقة، ويشل الإصلاح، ويعرقل التنمية.
أولى ضربات الفساد تصيب الشفافية، التي تعد أساس أي حياة عامة سليمة. فعندما تُتخذ القرارات خلف الأبواب المغلقة وتُدار المعاملات في سرية وغموض، تغيب المحاسبة وينتشر الإفلات من المسؤولية. هذا الغياب هو البيئة المثالية التي تسمح للفاسدين بتوسيع نفوذهم وإحكام قبضتهم.

ومن الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى عرقلة الإصلاحات. فكل مبادرة إصلاحية جادة تُصطدم بجدار من المصالح المتشابكة، فتُفرغ من مضمونها أو تتحول إلى مجرد شعارات بلا أثر، حفاظاً على امتيازات الفئة المستفيدة من بقاء الوضع على ما هو عليه.

اقتصادياً، الكلفة باهظة. إذ أن الفساد يطرد الاستثمارات المنتجة، ويغذي مناخاً غير سليم تُفرض فيه الرشاوى والعمولات كشرط لتسيير أبسط المشاريع. النتيجة هي ارتفاع تكلفة الإنتاج، تراجع الجودة، وضعف القدرة التنافسية، وهو ما يتحمله المواطن البسيط في نهاية المطاف.

لكن الخطر الأعمق يتجلى في الجانب الاجتماعي. فالفساد يضرب في مبدأ تكافؤ الفرص، ويفتح المجال للمحسوبية على حساب الكفاءة. حينها يشعر المواطن بأن العدالة الاجتماعية وهم، وأن الجهد والعمل لا يكفيان للوصول، فينمو الإحباط ويترسخ الإحساس بالظلم، ما يؤدي إلى شرخ خطير في النسيج المجتمعي.

الأخطر أن الفساد ينسف الثقة بين المواطن ومؤسسات دولته. الثقة في نزاهة القضاء، وعدالة القوانين، وصدق النوايا السياسية. وعندما تنهار هذه الثقة، يحل محلها الشك واليأس، وهو ما يجعل المجتمع في حالة شلل عام ويهدم أسس التعاقد الاجتماعي.

كل ذلك يترافق مع تعزيز ثقافة الإفلات من العقاب، حيث تتحول الجريمة غير المعاقَب عليها إلى سلوك مكرر، وتتراجع هيبة القانون لصالح منطق القوة والمال. ومع الوقت، تصبح المؤسسات هشة، تُدار لخدمة المصالح الخاصة بدل الصالح العام، ويترسخ نظام الزبونية والمحسوبية.

النتيجة النهائية مؤلمة: الفساد يقتل الأمل، يهدر الموارد، ويغتال طموحات الأجيال. لذلك تبقى محاربته معركة وجودية لا تقل أهمية عن معارك السيادة والوحدة الوطنية. إنها معركة لإعادة بناء الثقة، وتكريس الشفافية، وترسيخ سيادة القانون.

وفي هذا السياق، تبقى التوجيهات الملكية السامية بوصلة أساسية يجب أن تتحول من مجرد دعوات إصلاحية إلى برامج عملية ملموسة، قادرة على إحداث القطيعة مع كل أشكال الفساد. فالتفعيل الجاد لهذه الرؤية الملكية هو الضامن الحقيقي لبناء وطن يليق بطموحات أبنائه، ويؤسس لمستقبل تسوده العدالة والكرامة والمساواة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء فن مجتمع

رحيل الفنان الكوميدي حسن السعادي.. ابتسامة لن تُنسى

حسيك يوسف

غيب الموت الفنان الكوميدي حسن السعادي، خريج المعهد البلدي للتنشيط الثقافي والمسرحي بشارع فرنسا، الذي تتلمذ على يد رواد المسرح المغربي، أمثال محمد سعيد عفيفي وبوشعيب الطالعي.

الراحل بصم الساحة الفنية المغربية بأعمال راقية ومميزة، سواء في التلفزيون أو فوق خشبة المسرح أو في عروض “الوان مان شو”. كان حاضرًا دومًا بموهبته الهادئة، وأسلوبه المحترم، وشخصيته المليئة بالثقة والإبداع. وقد شارك إلى جانب كبار الفنانين والفكاهيين، ليؤكد مكانته كأحد الوجوه البارزة التي أضفت على المشهد الفني طابعًا خاصًا.

عرف حسن السعادي بدماثة أخلاقه واحترامه للآخر، وبابتسامة صافية كانت عنوانًا لمسيرته. ورغم صراعه الطويل مع المرض الخبيث، ظل صامدًا وشامخًا، يواجه الألم في صمت، ويمنح الحياة معنى إضافيًا من خلال عطائه الفني والإنساني.

رحل السعادي جسدًا، لكنه سيبقى حاضرًا بما تركه من أعمال وبصمات فنية، وبابتسامة لا تُمحى من ذاكرة جمهوره ومحبيه.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات مجتمع

مهرجان تيفاوين يختتم دورته 17 بحفل ديني وتكريم حفظة القرآن وسط أجواء رياضية وتراثية

محمد عزاوي

في مبادرة روحانية مميزة، وعلى هامش العرس القرآني احتفاء بحفظة كتاب الله، والمنظم في إطار فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان تيفاوين في يومه الأخير، ترأس السيد عبد الرحمان حجي، رئيس المجلس الجماعي لأملن، يوم الأحد 17 غشت 2025، حفل تكريم الحفظة، وذلك بحضور السيد قائد قيادة أملن، والسيد الحسين الاحسيني رئيس جمعية فستيفال تيفاوين، إلى جانب عدد من المنتخبين والفعاليات المدنية المحلية.

وقد شمل هذا التكريم نخبة من الحافظين لكتاب الله بالكتاب المتواجد بمسجد الحسن الأول بتافراوت، الذي يحتضن ما يقارب 200 مستفيد من مختلف الأعمار.

كما تخللت المناسبة لحظة تكريمية وتنويه بالجهود المبدولة، جرى خلالها تكريم فقيه المسجد السيد الحسن ادعبايد من طرف شركة أطلس للصباغات لصاحبها الحاج عبد الرحيم أمزيل، اعترافا بالمجهودات الجليلة التي يبذلها رفقة معاونيه في تعليم القرآن الكريم، ورعاية الناشئة، والتربية على قيم الإسلام السمحة المبنية على الاعتدال والوسطية.

وقد تميز الحفل بتلاوات قرآنية خاشعة على الطريقة المغربية، وترديد أمداح نبوية عطرة، واختتم الحفل بالدعاء لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده، بأن يحفظه الله ذخرا وملاذاً لهذه الأمة و ان يرزقه الصحة و العافية، و ان يبارك له في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، و في شقيقه صاحب السمو الملكي مولاي رشيد و كافة افراد الاسرة العلوية الشريفة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات مجتمع

الشهب الصناعية بين الأعراس المغربية و المدرجات : فرجة خطيرة تهدد الأرواح

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

لم تعد الشهب الصناعية مجرّد عرض جمالي يزين سماء المهرجانات الكبرى تحت إشراف مختصين وبحضور الوقاية المدنية والأمن والدرك، بل تحولت في السنوات الأخيرة إلى ظاهرة مقلقة تنتشر في الأعراس والتجمعات العشوائية وحتى في الشوارع والميادين. أضواء خاطفة قد تثير الدهشة للحظة، لكنها في الحقيقة صواريخ نارية تنطلق وسط حشود مكتظة لا تراعي فيها أبسط شروط السلامة.

ولعل ما وقع مؤخرًا في حي المطار بالناظور يقدم مثالًا حيًا على هذه الفوضى. بينما كنا نحتسي فناجين القهوة في هدوء، دوّت فجأة أصوات انفجارات في السماء القريبة. في البداية اعتقدنا أن الأمر يتعلق بعرض رسمي منظم على الكورنيش، تزامنًا مع مهرجان الشواطئ، لكن سرعان ما ظهر الدخان الأحمر يتصاعد من شارع على بعد أمتار منا. المشهد كان صادمًا: مجموعة من الشباب يطلقون الشهب الصناعية من وسط الطريق، فيما آخرون يتسابقون بسيارات ودراجات نارية ذات محركات قوية، غير عابئين بخطورة ما يفعلون، ليتضح لاحقًا أنهم ليسوا ألتراس مشجعين لفريق كروي، بل مجرد معازيم في عرس اختاروا تحويل الشارع إلى ساحة استعراض ناري.

مثل هذه التصرفات ليست مجرد تهور عابر، بل قنابل موقوتة تهدد حياة الناس. فإطلاق الشهب الصناعية في أماكن مكتظة دون ترخيص رسمي ولا إشراف أمني أو تقني يشكل خطرًا مباشرًا على الأرواح والممتلكات. الشرارة الواحدة قادرة على إشعال ملابس أو ستائر أو حتى سيارات متوقفة، لتتحول لحظة فرح إلى مأساة.

إن استعمال الشهب الصناعية يحتاج إلى ترخيص مسبق، وحضور فرق الوقاية المدنية والأمن والدرك، واختيار مكان آمن بعيد عن التجمعات السكنية، تمامًا كما يحدث في المهرجانات الكبرى. غير أن ما نراه اليوم في الشوارع والأعراس يُظهر حجم التسيب وغياب الوعي بخطورة هذه المواد، التي لا تُعد وسيلة للزينة فحسب، بل مواد متفجرة تستدعي حذرًا ومسؤولية.

وما مأساة الدار البيضاء سنة 2023، حيث فقد شباب حياتهم بسبب مفرقعات استُعملت بطيش، إلا جرس إنذار ينبهنا إلى أن تكرار مثل هذه الحوادث وارد جدًا إن لم يتم وضع حد لهذه الظاهرة.

الفرح الحقيقي لا يحتاج إلى صواريخ نارية عشوائية، بل إلى وعي يحفظ الأرواح، واحترام للقانون، ومسؤولية جماعية تجعل من لحظات السعادة لحظات آمنة، لا شرارات قد تحرق القلوب مدى الحياة.


Categories
أخبار 24 ساعة مجتمع

الناظور في صيف صامت: كورنيش فارغ وأسعار ملتهبة

مع الحدث لحبيب مسكر 

في عز فصل الصيف، حيث اعتادت مدينة الناظور أن تضج بالحركة وتغص شواطئها بالمصطافين، بدت الصورة هذا العام مختلفة كلياً: شاطئ شبه فارغ، كورنيش هادئ بلا زوار، ومقاهٍ ومطاعم تشكو من ركود غير مسبوق.


أحد أرباب المقاهي المطلة على الكورنيش أكد في تصريح لجريدتنا أنّ “هذا الصيف كان صادماً، فقد عرفنا عزوفاً كبيراً، خاصة من طرف الجالية المغربية المقيمة بالخارج التي كانت تُعتبر القلب النابض للحياة الاقتصادية بالمدينة خلال الموسم”. وأضاف أن النشاط التجاري تراجع بشكل واضح، مما انعكس سلباً على مداخيل العديد من الوحدات السياحية والخدماتية.
من جانبه، أوضح أحد المصطافين أن الارتفاع المبالغ فيه للأسعار وغياب المراقبة دفع عدداً كبيراً من أفراد الجالية المغربية بالخارج إلى البحث عن بدائل أخرى، خصوصاً في إسبانيا ودول أوروبية مجاورة، حيث يجدون جودة أعلى مقابل تكلفة أقل.

ويجمع متتبعون للشأن المحلي على أن التضخم فاقم الوضع أكثر، بعدما ارتفعت تكاليف السفر والإقامة والاستهلاك بشكل جعل عطلة الصيف بالمغرب عبئاً ثقيلاً على الكثير من الأسر، سواء من الجالية أو حتى من المقيمين داخل الوطن.

هذا الركود السياحي، وإن كان صادماً، يراه بعض المراقبين فرصة لمراجعة النموذج السياحي بالمنطقة، عبر تحسين جودة الخدمات وتنويع العرض، بما يتماشى مع تطلعات الزوار ويضمن تنافسية الناظور أمام الوجهات المتوسطية الأخرى.

و بين شاطئ فارغ وكورنيش صامت، يبقى السؤال مطروحاً بإلحاح: هل الأمر مجرد صيف عابر ، أم بداية لتحولات أعمق في مستقبل السياحة بمدينة الناظور؟

Categories
أخبار 24 ساعة المبادرة الوطنية الواجهة مجتمع

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تقرب نشاط التخييم من اطفال اقليم بولمان

جواد حاضي

في اطار البرنامج الوطني للتخييم لموسم 2025 والذي يحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده والذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم

في إطار دينامية العمل التربوي والاجتماعي التي راكمتها على مدى ربع قرن من العطاء، تنظم جمعية مغرب الطفولة والتمكين هذه السنة المخيم الوطني احتفاءً بالذكرى الفضية لتأسيسها (25 سنة) تحت شعار : جيل بعد جيل يستمر العطاء والتميز ،كحدث وطني متميز يجمع أطفال وشباب الجمعية من مختلف جهات المملكة المغربية.

يمثل المخيم محطة سنوية كبرى لتعزيز قيم المواطنة والتضامن والإبداع، وفضاءً لتبادل الخبرات بين المشاركين وتطوير مهاراتهم في مجالات متعددة. ويعرف هذا الحدث التربوي البارز مشاركة ما يناهز 850 مستفيداً، يؤطرهم 120 إطاراً تربوياً وإدارياً منتمين إلى 33 فرعاً للجمعية موزعة على مختلف جهات المملكة بدعم من الجامعة الوطنية للتخييم ، مما يعكس الحضور الواسع والانفتاح الوطني للجمعية.

كما يشهد المخيم استضافة أكثر من 100 طفل من المتفوقين دراسيا من تلاميذ اقليم بولمان ينتمون الى المجال الترابي القروي في إطار تشجيع التمدرس و توسيع الخدمة التربوية بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باقليم بولمان و بشراكة مع المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الاولي و الرياضة بولمان و المديرية الاقليمية لقطاع الشباب بولمان.

يقدم المخيم برنامجاً غنياً ومتنوعاً يعتمد الأيام الموضوعاتية كآلية بيداغوجية تجمع بين الترفيه والتكوين، وتشمل محاور بيئية، ثقافية، صحية، رقمية، أولمبية، ديمقراطية وتضامنية، إضافة إلى أنشطة إبداعية وورشات تكوينية وخرجات إيكولوجية، بما يضمن تجربة متكاملة للمشاركين تجمع بين التعلم والمتعة.

وبهذا، يكرس المخيم الوطني لجمعية مغرب الطفولة والتمكين رسالته في تمكين الناشئة، وصقل مواهبهم، وتعزيز روح الانتماء للوطن، في أفق مواصلة المسيرة بثبات نحو تحقيق مزيد من الإنجازات التربوية والاجتماعية.

عن المكتب التنفيدي لجمعية مغرب الطفولة والتمكين

عبد الرحمان اجباري

 

 

 

 

 

 

الأيام الموضوعاتية بالمخيم الوطني لجمعية مغرب الطفولة والتمكين – صيف 2025

1. يوم الجمعية

الأهداف:

تعريف المستفيدين بتاريخ الجمعية ورسالتها.

تعزيز الانتماء والهوية الجمعية.

تشجيع روح التطوع والعمل الجماعي.

الأنشطة:

عرض مرئي حول تاريخ وإنجازات الجمعية.

ورش حوارية مع مؤسسين وأطر سابقة.

ألعاب ومسابقات تعزز قيم التضامن.

 

2. اليوم البيئي

الأهداف:

غرس السلوكيات البيئية السليمة.

تعريف الأطفال بأهمية حماية الطبيعة.

تشجيع إعادة التدوير وترشيد استهلاك الموارد.

الأنشطة:

ورش إعادة التدوير وصناعة أدوات من النفايات.

حملات تنظيف وتشجير داخل وحول المخيم.

مسابقات بيئية وأسئلة ثقافية.

 

3. اليوم الديمقراطي

الأهداف:

ترسيخ قيم المواطنة والمشاركة.

تعريف الأطفال بحقوقهم وواجباتهم.

تعزيز الحوار واحترام الرأي الآخر.

الأنشطة:

محاكاة مجلس الطفل (انتخابات صورية).

ورش حول الحقوق والواجبات.

مناقشات جماعية حول قضايا تهم الأطفال.

 

4. اليوم الصحي

الأهداف:

التوعية بأهمية النظافة والصحة العامة.

التعرف على أسس التغذية السليمة.

الوقاية من الأمراض داخل المخيم.

الأنشطة:

جلسات تحسيسة حول الصحة العامة و الصحة النفسية

ورش غسل اليدين وتنظيف الأسنان.

حملات نظافة لفضاء المخيم.

مسرحيات وفقرات تحسيسية.

 

5. اليوم المغربي

الأهداف:

التعريف بالتراث والثقافة المغربية.

إحياء العادات والتقاليد الإيجابية.

تنمية الفخر بالهوية الوطنية.

الأنشطة:

عرض أزياء تقليدية مغربية.

أركان الطبخ الشعبي.

ألعاب وفنون شعبية.

 

6. اليوم الأولمبي

الأهداف:

نشر قيم الروح الرياضية.

تشجيع ممارسة الرياضة والنشاط البدني.

تنمية مهارات التعاون والمنافسة الشريفة.

الأنشطة:

مسابقات جري وألعاب القوى.

ألعاب جماعية (كرة القدم، كرة السلة…).

ورش تعريف بالقيم الأولمبية.

 

7. اليوم الرقمي

الأهداف:

تنمية الثقافة الرقمية.

تعريف الأطفال بأساسيات البرمجة والروبوتيك.

تعزيز الاستخدام الآمن والمسؤول للتكنولوجيا.

الأنشطة:

ورش برمجة بسيطة.

تجارب روبوتيك.

عروض حول الأمن الرقمي.

 

8. اليوم الثقافي

الأهداف:

اكتشاف وتنمية المواهب الإبداعية.

تعزيز التذوق الفني والثقافي.

تشجيع القراءة والمطالعة.

الأنشطة:

ملحمة انشودة المخيم

ورش مسرح وموسيقى ورسم.

عروض إبداعية للأطفال.

مسابقات ثقافية.

Categories
أخبار 24 ساعة مجتمع

عندما تبيع الجهات المسؤولة الوهم لساكنة دوار بيه بمدينة الدار البيضاء ؟؟

متابعة قديري سليمان

في ظل عملية استكمال جميع الوثائق المطلوبة لذى الجهات المسؤولة عن عملية إعادة الإسكان، من طرف أسر ساكنة ما بات يعرف “بدوار بيه”والمتعلقة بعملية الترحيل تماشيا مع البرنامج الوطني الرامي إلى إعادة الايواء مع محاربة ظاهرة البناء العشوائي بالمغرب ،فإن الساكنة صدمت من جراء تغيير مكان الايواء ، وبعدها تمت عملية ارشادهم بشقق تتواجد بحي مولاي رشيد، فإن الأمر اتخذ مجريات أخرى صادمة للساكنة التي احتجت بشكل كبير على عملية التمويه، مع الزج بهم إلى مكان آخر بدل شقق بحي مولاي رشيد، كما أضاف المصدر.

ومن خلال شهادة أحد اسر الساكنة المحتجة، فإنه أفاد إلى علم المنابر الإعلامية بأن الشقق صغيرة جدا، لاترقى إلى المستوى المطلوب، وان مكان تواجدها لايتلاءم مع حياة الساكنة، وان الجهات المسؤولة لم تلتزم بما كانت قد واعدت به اسر دوار بيه.

ومن بينها : “مكان الترحيل ” وبالتالي اوهمتهم بشقق بحي مولاي رشيد من النوع الممتاز ، بينما الواقع كان مكانا اخرا، وشققا فاقدة الجودة ، عكس ما تم الترويج له في بداية العملية، وهذا ما استقبلته الساكنة بالرفض، ثم الخروج إلى ممارسة حقها في الاحتجاج كحق دستوري تنديدا بعملية التحايل عليهم بطريقة ممنهجة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات مجتمع

الداخلة تعانق الريف… إخوة وحكايات في مخيم أجدير

مع الحدث لحبيب مسكر 

من الداخلة في أقصى الجنوب، إلى جبال الريف الشامخة في الشمال، قطع المشاركون مئات الكيلومترات ليجتمعوا في فضاء واحد: المركز الوطني للتخييم بأجدير – الحسيمة. هنا، تتلاشى المسافات، وتذوب الفوارق الجغرافية، ليتحول أطفال وفتيان من مختلف ربوع المملكة إلى أسرة واحدة.

يجتمع أبناء الصحراء العزيزة بأطفال الريف الأعزاء، مرفوقين بزملائهم من فاس، تاونات ، الحسيمة و مدن أخرى يتبادلون حكاياتهم ونكاتهم، حيث يندمج الجميع كإخوة في منزل واحد، تحكمهم روح المحبة والاحترام. بكل اللهجات يندمجون في لغة الوطن، وحب المغرب يجمعهم تحت سقف واحد.

في الساحات وأماكن الأنشطة، تسمع أصوات الأغاني الكشفية ترتفع بلكنات مختلفة لكنها تنسجم في لحن واحد، وتشاهد الأعلام الإقليمية الصغيرة تُرفع بفخر، بينما الجميع ينضوي تحت راية واحدة: راية المنظمة المغربية للكشاف المتوسطي.

ولم يكن البرنامج خاليًا من البعد الوطني، إذ يستعد الأطفال والمشاركون للاحتفال بذكرى استرجاع وادي الذهب وسط أجواء مفعمة بالحماس والفخر، حيث تتزين الساحات بالأعلام الوطنية وتعلو الأناشيد الحماسية. ارتفعت أصوات القادة والمرشدين لتذكير المشاركين بأهمية هذه المناسبة التاريخية، التي تجسد ارتباط الأقاليم الجنوبية بالعرش العلوي المجيد. وفي كل لحظة من الاحتفال، كان واضحًا كيف تنغرس روح الوطنية في نفوس الناشئة، وتتحول هذه اللحظات إلى تجربة تعليمية يعي من خلالها الأطفال قيمة الوحدة الترابية للمملكة.

هذا المزيج الإنساني والثقافي ليس صدفة، بل هو جوهر العمل الكشفي الذي يفتح المجال أمام المشاركين لاكتشاف الآخر، احترام الاختلاف، وتقدير التنوع الذي يثري الهوية المغربية. من اللعب الجماعي إلى الورشات الفنية، ومن السهرات الكشفية إلى وجبات الطعام، يكتشف الأطفال أنهم في النهاية يشتركون في الحلم نفسه: مغرب موحد، متضامن، ومتجذر في قيمه.                                                                                              مخيم أجدير هذا الصيف لم يكن مجرد محطة ترفيهية، بل كان مدرسة مصغرة للوطنية الحقة، حيث يتربى الجيل الجديد على حب الوطن من خلال حب أبنائه، مهما ابتعدت المسافات بينهم.