Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الصحة الواجهة جهات مجتمع

عزوف الأطباء يغرق جهة العيون الساقية الحمراء في أزمة صحية متفاقمة

مع الحدث : سيداتي بيدا

تعيش جهة العيون الساقية الحمراء أزمة صحية مستمرة تتعمق بفعل عزوف مزمن للأطباء والأطر الصحية عن العمل في مستشفيات ومراكز صحية الجهة، ما يزيد من معاناة سكان المنطقة الذين يصنفون من بين الأكثر هشاشة صحياً واجتماعياً في المغرب.

ويطرح هذا العزوف من جديد تساؤلات كثيرة حول جدوى السياسات الصحية المعتمدة، ومدى عدالة توزيع الموارد البشرية على المستوى الوطني، خاصة أنها تضاعف من صعوبة تحقيق التغطية الصحية الشاملة والفعالة في هذه الجهة ذات الخصوصيات الجغرافية والاجتماعية.

تشهد مستشفيات الجهة، خاصة في المناطق النائية والقروية، نقصًا حادًا في عدد الأطباء والممرضين، وهو ما يؤثر سلبًا على جودة الخدمات الصحية ومستوى الاستجابة لحالات الطوارئ. ومن أبرز مظاهر هذه الأزمة مآسي مؤلمة، مثل وفاة سيدة حامل أثناء نقلها من زاكورة إلى ورزازات عام 2025، والتي تكشف هشاشة منظومة النقل والإحالة الطبية، وضعف التجهيزات والإمكانيات المتاحة.

ويؤدي هذا النقص إلى اكتظاظ المرضى في المستشفيات الإقليمية الكبرى، مثل مستشفى مولاي الحسن بلمهدي والمستشفى الاقليمي بالسمارة والمستشفى الاقليمي ببوجدور، حيث يتعرض المرضى لضغط كبير بسبب ضعف الأطر الطبية وعمليات التلاعب بمواعيد الاستشارات الطبية. كما تبرز أوجه نقص عديدة في التجهيزات الطبية وغياب الرقمنة في عدد من المرافق الصحية، ما يعقد عملية التشخيص والعلاج.

مريم، مواطنة من اقليم بوجدور:

أحيانًا ننتظر أسابيع للحصول على موعد استشارة في المستشفى الإقليمي، ويضطر والدي إلى الانتظار لساعات طويلة رغم وضعه الصحي الحرج. الأطباء قليلون والإمكانيات ضعيفة، وهذا يجعلنا نشعر بالقلق الدائم على صحة عائلتنا.”

إبراهيم، أب ينقل عائلته من السمارة:

“كل مرة يحتاج أحد أفراد عائلتي إلى علاج، نواجه صعوبة في الحصول على مواعيد طبية أو إحالات للمستشفيات الكبرى. الممرضين يعملون تحت ضغط كبير، لكن النقص في الكوادر الطبية واطباء الاختصاص هو المشكلة الأساسية التي تؤثر على جودة الخدمات.

فاطمة، ممرضة في أحد المراكز الصحية القروية:

نعاني من نقص في التجهيزات الطبية الأساسية، ونحاول بقدر استطاعتنا تقديم خدمات جيدة، لكن غياب الأطباء في المناطق النائية يزيد الحمل علينا، ولا يسمح بتوفير رعاية صحية متكاملة.

تزيد الصعوبات في النقل والإحالة الطبية بين مختلف المناطق من تعقيد المشهد الصحي في الجهة، حيث يتأخر علاج كثير من المرضى بسبب ضعف البنية التحتية للنقل الصحي، مما يعرض حياتهم للخطر. وتؤكد شهادات السكان أن هذه المشاكل تتكرر ولا تجد الحلول الجذرية المنتظرة.

ورغم الجهود التي تبذل من خلال الحملات والقوافل الطبية الموسمية ضمن برنامج “رعاية 2024-2025″، والتي توفر بعض الدعم المؤقت لسكان المناطق النائية، إلا أن تلك المبادرات تبقى حلولاً ترقيعية لا تعالج جذور المشكلات البنيوية، ولا تساهم في جذب المزيد من الأطر الطبية للعمل في الجهة.

تأتي هذه الأوضاع الصحية في جهة العيون الساقية الحمراء لتثير تساؤلات جدية عن مدى التزام الجهات الرسمية والتوجيهات الملكية بقضايا العدالة المجالية والتضامن بين مختلف مناطق المملكة. هل سيظل النزيف الصحي مستمرًا دون حلول جذرية؟ وهل ستتحرك وزارة الصحة ومؤسسات الدولة لاتخاذ خطوات فعالة ودائمة من أجل تحسين واقع القطاع الصحي بالجهة؟

تحتاج جهة العيون الساقية الحمراء إلى استراتيجية صحية متكاملة تعيد الاعتبار للموارد البشرية والمؤسسات الصحية، وتضمن توفير بيئة جاذبة للأطباء والممرضين، وتحسين البنية التحتية الصحية من تجهيزات ونقل ودعم لوجستي. فالمأساة المتكررة للسكان ليست مسألة عابرة، بل هي تحدي يستدعي تحركًا عاجلًا إلى جانب دعم مستدام لقطاع الصحة، من أجل رفع مستواه بما يحقق العدالة الصحية المنشودة لكل أبناء الجهة.

Categories
أعمدة الرآي

أحياء الصفيح بمقاطعة عين شق: عرقلة للتنمية المستدامة وما دور البرلمانيين في التغيير

فيصل باغا

تُعتبر مقاطعة عين شق في مدينة الدار البيضاء من المناطق التي تعاني من تحديات كبيرة فيما يتعلق بالبنية التحتية والتنمية المستدامة. ورغم الطفرة العمرانية التي شهدتها بعض المناطق المجاورة، تبقى أحياء الصفيح في هذه المقاطعة عائقًا أمام تحقيق التنمية الشاملة.

تتمثل إحدى أبرز مشاكل أحياء الصفيح في غياب البنية التحتية الأساسية، مثل شبكات المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى انعدام الخدمات الاجتماعية الضرورية، كالمؤسسات التعليمية والمراكز الصحية. هذا الواقع يحول دون تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة، مما يعرقل التقدم في المنطقة ويجعلها نقطة ضعف في مواجهة التحديات المعاصرة.

من جهة أخرى، يثير دور البرلمانيين في هذه المنطقة العديد من التساؤلات. فرغم أنهم يمثلون الصوت الانتخابي لسكان هذه الأحياء، إلا أنهم غالبًا ما يُتهمون بعدم تقديم الحلول الجذرية للمشاكل المزمنة التي تعاني منها عين شق. الانتقادات الموجهة إلى بعض البرلمانيين تشير إلى أنهم يستخدمون معاناة المواطنين في هذه الأحياء كأداة انتخابية فقط، دون اتخاذ خطوات حقيقية لتحسين أوضاعهم بعد وصولهم إلى المناصب.

يعكس هذا الوضع انعدام المساءلة السياسية وضعف دور السلطات المحلية في تفعيل مشاريع تنموية حقيقية. كما يثير تساؤلات حول مدى التزام البرلمانيين بمصالح سكان عين شق بعد انتهاء فترة الانتخابات. تحتاج الأحياء الصفيحية إلى تدخلات جادة من المعنيين، خصوصًا في مجالات تحسين السكن وتوفير الخدمات الأساسية.

من الضروري أن يتحمل البرلمانيون في هذه المنطقة مسؤولياتهم ويعملوا بشكل فعّال على تحسين ظروف الحياة لسكان عين شق. يجب أن يتخذوا من تنمية المنطقة وتحقيق العدالة الاجتماعية هدفًا رئيسيًا في برامجهم الانتخابية، بعيدًا عن استغلال معاناة المواطنين لأغراض انتخابية.