Categories
أخبار 24 ساعة الصحة

ساكنة السويهلة تطالب بزيارة ميدانية لوزير الصحة للوقوف على خروقات المستوصف المحلي

متابعة براهيم افندي 

لا تزال ساكنة جماعة السويهلة بضواحي مراكش تعاني في صمت جراء الوضع الصحي المتردي بالمستوصف المحلي، وسط تجاهل الجهات المعنية لمطالب الساكنة وغياب أي تفاعل جدي مع الشكايات والمراسلات المتكررة التي وُجهت إلى كل من المندوب الجهوي والإقليمي لوزارة الصحة.

وعبّر عدد من المواطنين، في تصريحات متطابقة، عن استيائهم العميق من “الاختلالات البنيوية والتدبيرية” التي يعرفها المستوصف، حيث يشهد نقصًا حادًا في الموارد البشرية والتجهيزات الطبية الأساسية، ناهيك عن محدودية الخدمات المقدمة وغياب مواعيد دقيقة للفحوصات أو العلاجات الضرورية.

وأكدت فعاليات مدنية بالمنطقة أن الساكنة لم تعد تطالب بتحسين الوضع فقط، بل أصبحت تطالب بزيارة ميدانية عاجلة من طرف وزير الصحة والحماية الاجتماعية للوقوف عن كثب على حجم الإهمال، وللإطلاع المباشر على الواقع الصحي المتأزم الذي يرزح تحته آلاف المواطنين بالسويهلة.

وأضافت ذات المصادر أن غياب رد رسمي وتدخل جدي بعد كتابات الجرائد و نداءات الساكنة ، “يعكس حالة من الازدراء وعدم الاكتراث بمعاناة الساكنة”، ويطرح تساؤلات جدية حول آليات مراقبة وتتبع أداء المراكز الصحية على المستوى الوطني.

ودعت الساكنة الوزير إلى تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وفتح تحقيق شفاف في الخروقات المزعومة التي تطال المستوصف، خاصة في ما يتعلق بسوء المعاملة، التوجيه العشوائي، وتعطيل الخدمات الحيوية، خصوصًا بالنسبة للنساء الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة.

ويُنتظر أن يتفاعل وزير الصحة مع هذه المطالب العاجلة، في وقت تتزايد فيه الدعوات الوطنية لتحسين جودة الخدمات الصحية بالعالم القروي وضمان العدالة المجالية في الولوج إلى العلاج.

Categories
الصحة متفرقات مجتمع

ساكنة دواوير بجماعة أفلا إغير تستفيد من حملة طبية مجانية.

أكادير مع الحدث إبراهيم فاضل 

إطار فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان أناروز، المنظم من طرف جمعية شباب أفلا إغير للثقافة والتوعية، خلال الفترة الممتدة من 17 الى 23 غشت الجاري بجماعة أفلا إغير و جماعة تافراوت، اقليم تيزنيت، استفاد أزيد من 300 شخص من ساكنة العالم القروي بالمنطقة في حملة طبية مجانية متعددة التخصصات.

وفي هذا الصدد قال السيد عبد الواحد العسري ان هذه المبادرة تدخل في إطار تجسيد روح التضامن التي يحرص عليها المهرجان، وحرصا من فريق المهرجان على تقريب الخدمات الصحية المجانية لفائدة ساكنة المنطقة ولتخفيف قساوة ظروف عيش الساكنة، عرفة الحملة عدة تخصصات من بينها، الطب العام، وطب الأطفال و الأسنان و النساء وكذالك الفحص بالأشعة والصدى، بالإضافة الى تخطيط القلب، والى جانب الفحوصات الطبية ، تم توزيع الأدوية على المستفيدين من الحملة.

وأضاف مدير المهرجان السيد عبد الواحد العسري أن الهدف من هذا النشاط هو الدفع بمسيرة التنمية البشرية بالمنطقة، وذلك من خلال الرفع من المستوى الصحي للساكنة الفقيرة بالعالم القروي و استفادتها من الفحص الطبي والأدوية ، وكذلك توعية الساكنة بضرورة التطبيب، وأهمية الوقاية و المتابعة الصحية للأطفال و تقوية أواصر التضامن بين ساكنة وأسر العالم القروي .

و للإشارة فمنطقة افلا اغير يتواجد بها مركز صحي مجهز، غير أنه يعاني من مشكل غياب طبيب رئيسي، فالساكنة هنا مازالت تنتظر تعيين طبيب من طرف وزارة الصحة، منذ سنوات، بالرغم من العديد من المراسلات تم فتح المناصب ولكن لا أحد يتقدم إليها.

وعلى الجهات المعنية الالتفات لهذه المنطقة و إيلائها العناية اللازمة من خلال العمل على توفير شروط العيش الكريم وضمان استفادة الساكنة من حقهم في الصحة والتعليم والماء الصالح للشرب وغيرها من الحاجيات التي تؤمن لهم الكرامة .

هذا وتستمر فعاليات مهرجان أناروز التي انطلقت يوم 17 غشت الجاري بأفلا إغير و تافراوت الى غاية 23 غشت 2025 ، وستعرف سهرات موسيقية متنوعة، وورشات موجهة للأطفال والشباب، فضلا عن ندوات فكرية تتمحور حول قضايا الهوية، والتنمية الثقافية، والتمكين المجتمعي.

Categories
أخبار 24 ساعة بلاغ

فضاءات ابضر تستعد لاحتضان فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان تاماكيت

بلاغ/ص/ متابعة محمد العزاوي 

بين جبال الأطلس وذاكرة القرى، يعود مهرجان تاماكيـت في دورته الثالثة ليضيء فضاءات الثقافة والفن والتنمية بساحة مركز جماعة إبضر بإقليم سيدي إفني، وذلك ما بين 23 و24 غشت 2025، تحت شعار:

“الأعراف الأمازيغية وتحديات التغيرات المناخية”

يشكل مهرجان تاماكيـت في دورته الثالثة موعداً متجدداً للقاء الباحثين والفنانين والساكنة المحلية، ومنصةً للتبادل الثقافي والفني في سبيل صون الذاكرة وإحياء الروح الجماعية، بما يرسّخ الهوية الأمازيغية ويراهن على جعل الثقافة رافعةً للتنمية المستدامة. إنه وعدٌ بأن تظل الأرض حية بذاكرتها، وأن يظل الفن صدى للإنسان في مقاومته من أجل حياة كريمة.

إنه ليس مجرد مهرجان، بل رحلة جماعية نحو إعادة اكتشاف الذات، والبحث عن سبل مواجهة التغيرات المناخية بتراث الأجداد وحكمة الأرض.

في قلب البرنامج، تُعقد يوم 24 غشت ورشة لفائدة الجمعيات والتعاونيات المحلية لمقاربة المنظومة العرفية الأمازيغية في مواجهة تحديات التغيرات المناخية بـ”إبضر المركز”،

كما ستنظم لاحقا ورشات لفائدة النساء القرويات بدواويرأنميد، أنفك، تغلولو، حول التربية البيئية، الحفاظ على التنوع البيولوجي، والتدبير المستدام للموارد الطبيعية.

إضافة إلى ورشة حول الكتابة بتيفيناغ، فضلاً عن عدد من الورشات والأنشطة الموازية المتنوعة.

ستغدو ساحة المركز منبراً للفرح يومي 23 و24 غشت، مع سهرات يحييها نخبة من الفنانين الأمازيغيين البارزين:

العربي أمغران، الحسين الطاوس، فاطمة تاشتوكت، نوميديا، بولعياض، أحمد أماينو، والحسن أرسموك.

مهرجان تاماكيـت ليس احتفالاً عابراً، بل مشروعاً تنموياً يروم:

جعل الثقافة قاطرة للتنمية المستدامة.

تسويق المنتوجات المحلية.

تحفيز الشباب على الانخراط في المبادرات التنموية.

الانفتاح على تجارب دولية مرتبطة بالشعوب الأصلية والبيئة.

إنه موعد للاحتفاء بالإنسان والأرض، بذاكرة الأجداد وأحلام الأجيال، حيث تصبح الثقافة جسراً نحو غدٍ أكثر استدامة وعدلاً.

يؤمن مهرجان “تماكًيت” أن الثقافة ليست ترفاً، بل رافعة للتنمية المستدامة، وجسراً نحو اقتصاد محلي متجدد، وفرصة لتسويق المنتوجات القروية، وتحفيز الشباب على الانخراط في بناء المستقبل.

ويعدّ هذا البلاغ دعوة مفتوحة إلى مختلف المنابر الإعلامية والصحافة الوطنية من أجل مواكبة فعاليات المهرجان، والمساهمة في إنجاحه، بما يُبرِز ما تزخر به جماعة إبضر من مؤهلات ثقافية وتنموية..

 

Categories
أخبار 24 ساعة الصحة

مستشفيات فاس بين معاناة المرضى وغياب الحكامة

جهة فاس-مكناس مع الحدث 

يفترض أن تكون المستشفيات العمومية ملاذاً للمريض، غير أن واقع الحال بمدينة فاس جعلها في نظر الكثيرين فضاءات للانتظار الطويل، وسوء الاستقبال، وتجهيزات معطلة، في مشهد يومي يكشف أزمة عميقة لا تقتصر على قلة الموارد، بل تمتد إلى غياب المحاسبة وضعف الحكامة.

مرضى على الأرض… وأطباء مرهقون

في أحد المستشفيات الجهوية بجهة فاس–مكناس، تبدو قاعة المستعجلات مكتظة عن آخرها: مرضى يفترشون الأرض، وآخرون ينتظرون على كراسي متآكلة. يروي محمد، مرافق لوالده: “جئنا على الساعة الثامنة صباحاً، ولم نرَ الطبيب إلا بعد الظهر… هنا، إن لم تصرخ أو تتوسل، فلن يلتفت إليك أحد.”
هذا المشهد ليس استثناءً، بل واقع يتكرر في أغلب المستشفيات العمومية، حيث يقر الأطباء والممرضون بأن الضغط عليهم يفوق طاقتهم، فيما يبقى المواطن الضحية الأولى.

تجهيزات معطلة وأدوية غائبة

إلى جانب الاكتظاظ، يعاني المرضى من أعطاب متكررة في الأجهزة الطبية التي قد تظل خارج الخدمة لشهور، مما يحوّل المستشفى العمومي، في نظر الكثيرين، إلى مجرد محطة عبور نحو القطاع الخاص.
أما الأدوية الأساسية، فكثيراً ما تكون مفقودة من الصيدلية الداخلية، ما يضطر المرضى إلى اقتنائها من الخارج على نفقتهم الخاصة.

غياب الجانب الإنساني

ما يزيد الطين بلة هو غياب المعاملة الإنسانية، حيث يشكو المرتفقون من الصراخ والإهانات من طرف بعض حراس الأمن الخاص، بل ومن التجاهل أحياناً من قبل الأطر الطبية والإدارية، وهو ما يضاعف الإحساس بالمهانة وفقدان الثقة في المؤسسة الصحية.

أسئلة معلقة

لماذا تتأخر إصلاحات الأجهزة الطبية رغم أهميتها؟

ما سبب الغياب المتكرر للأدوية الأساسية؟

من يحاسب المسؤولين عن سوء المعاملة والإهمال؟

ولماذا يبدو أن المواطن البسيط وحده من يدفع ثمن هذه الفوضى؟

أزمة حكامة قبل أن تكون أزمة موارد

الوضع في مستشفيات فاس والأقاليم المجاورة يكشف أن الأزمة لا تختزل في نقص الإمكانيات فقط، بل تتعلق أساساً بضعف الحكامة والتسيير وغياب ربط المسؤولية بالمحاسبة.
المواطن الذي يؤدي الضرائب ينتظر خدمة تحفظ كرامته، لكنه يجد نفسه أمام واقع مرير يفرض إصلاحاً جذرياً وشجاعاً، لا مجرد وعود موسمية تتكرر مع كل أزمة.

Categories
أخبار 24 ساعة المبادرة الوطنية الواجهة جهات مجتمع

أسامة دادي التسولي: شاب تحدى العمى ونجح في تحويل معاناته إلى قصة أمل ملهمة

مع الحدث لحبيب مسكر 

رغم قسوة المرض الذي يهدد بصره، استطاع الشاب المغربي أسامة دادي تاسولي، المزداد سنة 1991، أن يكتب قصة نجاح استثنائية، تتجاوز حدود الإعاقة لتجسد قوة الإرادة والإصرار على مواجهة التحديات.

أسامة، الذي عاش طفولة عادية ودرس كبقية أقرانه، لم يكن يتوقع أن يغير مرض نادر مجرى حياته. ففي سنة 2018 اكتشف أنه مصاب بـالتهاب الشبكية الصباغي، وهو داء معقد ومتعدد الجينات، يهدد تدريجياً بفقدان البصر الكامل، ولا يتوفر له علاج نهائي إلى اليوم. ورغم أن الخبر كان صادماً، إلا أن الشاب قرر أن يسبق الزمن قبل أن ينطفئ نور عينيه نهائياً. تزوج وأنجب طفلين، ليحظى بفرصة رؤية فلذات كبده قبل أن يثقل المرض خطواته أكثر.

ومع تطور حالته الصحية سنة 2023، صار أسامة يحتاج إلى مرافق بشكل دائم، لتتحول زوجته إلى “العين التي يبصر بها، واليد التي يكتب بها”، كما يصفها هو. لكن، عوض الانطواء أو الاستسلام، قرر أن يحول معاناته إلى قوة دفع نحو النجاح.

ما هو التهاب الشبكية الصباغي؟

التهاب الشبكية الصباغي مرض وراثي نادر يصيب الخلايا المسؤولة عن الرؤية في شبكية العين. يبدأ عادة بضعف تدريجي في الرؤية الليلية، ثم يضيق مجال البصر شيئاً فشيئاً، إلى أن يصل في بعض الحالات إلى العمى الكامل. يكمن تحدي هذا المرض في تعقيده الجيني، ما يجعل علاجه صعباً حتى الآن، لكن الأبحاث الحديثة في مجال العلاج الجيني والخلايا الجذعية والأجهزة البصرية الإلكترونية تمنح المرضى أملاً متجدداً في المستقبل. ويظل التشخيص المبكر والمتابعة الطبية المنتظمة أفضل وسيلة لإبطاء تطوره والتكيف مع تحدياته.

في سنة 2017، أسس أسامة تعاونية “امرابطن بيو ريف” المتخصصة في تثمين المنتوجات المجالية وتحويلها إلى مواد تجميلية طبيعية. منتجات التعاونية، التي تعتمد على زيت الصبار، زيت الأركان، القنب الهندي ومكونات أخرى، شملت الزيوت، الكريمات، الصابون، الشامبو، والسيرومات، لتصبح علامة واعدة في السوق الوطنية والدولية.

ولم يتوقف صدى نجاح هذه التعاونية عند حدود المغرب، بل أصبحت منتجاتها مطلوبة في العديد من الدول الأوروبية، بفضل الجالية المغربية التي آمنت بجودة هذه المنتوجات وساهمت في التعريف بها ونشرها خارج الوطن.

هذه التجربة لم تكن مجرد مشروع اقتصادي، بل كانت أيضاً نافذة أمل لنساء قرويات يعانين من الهشاشة، حيث وفرت لهن التعاونية فرص عمل موسمية ودائمة، ساهمت في تحسين أوضاعهن المعيشية، خصوصاً الأرامل والأسر المعوزة.

حازت التعاونية على عدة شواهد وطنية، وشاركت بقوة في معارض كبرى داخل المغرب، لتثبت أن الإعاقة لا يمكن أن تكون حاجزاً أمام الطموح.

وراء هذه القصة الملهمة، تظل الأم هي البطلة الصامتة. فقد كانت سند أسامة الأول، دعمت حلمه وضحت بالغالي والنفيس لمساعدته على مواجهة واقع المرض، خاصة عندما علم أنه مرض بلا علاج وأنه مهدد بالعمى.

اليوم، يقدم أسامة دادي تاسولي نفسه نموذجاً مضيئاً لشباب المغرب: شخص لم يستسلم لقدر قاسٍ، بل أعاد رسم مصيره بإصرار وعزيمة، وحول الظلام إلى نور أمل، ليصبح مثالا يحتذى به في التحدي والإبداع.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع مجتمع

مولاي عبدالله… جريمة تهز الضمير وتكشف هشاشتنا

فاطمة الحارك

اغتصاب طفل جماعيًا في موسم مولاي عبدالله ليس مجرد حدث عابر بل هو زلزال أخلاقي يكشف إلى أي حد صرنا نعيش في مجتمع هش وعاجز عن حماية أضعف أفراده. ما وقع لا يمكن أن يُختزل في عنوان صحفي مثير أو بلاغ رسمي لأنه يعرّي حقيقة أشد خطورة الطفل في المغرب يظل الحلقة الأضعف معرضًا للعنف والإهمال مكشوفًا أمام ذئاب بشرية لا تجد من يردعها ولا من يمنعها من تحويل جسد صغير إلى ساحة جريمة.

الطفل الذي وقع ضحية لهذه الجريمة لم يُسلب منه جسده فقط بل سُرقت طفولته من جذورها الصدمة التي يعيشها داخله لن تزول مع مرور الأيام، بل ستترسخ في أعماقه لتصبح خوفًا مزمنًا وارتباكًا في الثقة بالآخرين وانفصالًا عن العالم من حوله. المجتمع قد يرى أن العدالة ستأخذ مجراها وأن المذنبين سيعاقبون لكن هيهات ثم هيهات الحقيقة هي أن الأثر الأعمق والأخطر هو الجرح النفسي الذي لا يظهر للعيان لكنه يحكم على الطفل بحياة مختلفة تمامًا، حياة محاصرة بالخوف والانعزال في كل نظرة وفي كل صوت.

الفضيحة الأكبر هي ما يحدث بعد الجريمة. بدل أن يجد الطفل من يضمد جرحه النفسي ويحتويه، يجد نفسه في مواجهة سلسلة من الاستجوابات التي تنهش ذاكرته من جديد. يسألونه مرارا وتكرارا في مركز الشرطة ومرة أخرى في فضول الإعلام وكل مرة يُجبر على استرجاع تفاصيل مأساة لم يستوعبها أصلًا. هكذا يتحول التحقيق إلى اغتصاب ثانٍ ولكن هذه المرة على مستوى النفس، إذ يضطر الطفل إلى مواجهة صدمته مرارًا دون حماية أو حضن يخفف عنه. هنا يبرز سؤال مرير هل نحن نبحث عن الحقيقة أم نعيد إنتاج الجريمة بطرق مختلفة؟

المسؤولية ثقيلة ومتشابكة، تبدأ من غياب رؤية مؤسساتية واضحة لكيفية التعامل مع ضحايا الاعتداءات الجنسية من الأطفال. في مجتمعات أخرى يُجرى استجواب واحد بحضور مختصين نفسيين ويتم تسجيله ليُستعمل أمام القضاء، حماية للطفل من إعادة فتح الجرح. أما في واقعنا فالطفل يُجرجر بين المكاتب والوجوه الباردة ويعامل كأنه مجرد أداة إثبات، بينما إنسانيته وطفولته تُركت خلف الأبواب. أجهزة الأمن تحتاج إلى تكوين خاص يجعلها تدرك أن الطفل ليس شاهدًا عاديًا بل ضحية هشة تتطلب مقاربة مختلفة. القضاء بدوره لا يمكن أن ينظر إلى الأمر من زاوية الأدلة وحدها بل عليه أن يدمج البعد النفسي في إجراءاته. المنظومة الصحية غائبة تقريبًا عن التدخل السريع وكأن الصحة النفسية ليست جزءًا من العدالة والإنصاف. الإعلام يلهث أحيانًا وراء الإثارة فيجعل من المأساة مادة استهلاكية بدل أن يحترم خصوصية الضحية ويحمي كرامته. أما المجتمع فإنه يكتفي بالفرجة أو يلوذ بالصمت أو يختبئ وراء التبريرات.

ما وقع في مولاي عبدالله ليس جريمة معزولة بل رسالة فاضحة تقول إننا نعيش وسط فراغ تربوي وأخلاقي ومؤسساتي، وإن الطفولة في بلادنا بلا حماية حقيقية. المأساة لا تقف عند لحظة الاغتصاب، بل تمتد إلى ما بعده حيث يعيش الضحية في عزلة وصمت محاطًا بوصم اجتماعي يضاعف من محنته، في الوقت الذي يفترض أن يجد فيه حضنًا يحميه ودعمًا يعيد له شيئًا من الأمان.

هذه الجريمة كشفت هشاشتنا أكثر مما كشفت وحشية المعتدين. لقد كشفت أننا لا نملك تصورًا متكاملًا لحماية الطفولة، وأننا نترك الجرح النفسي يتفاقم حتى يتحول إلى عبء جماعي. الطفل الذي لا يجد من يحتويه بعد صدمة بهذا الحجم قد يكبر محاصرًا بالانكسار، وقد يتحول ألمه المكبوت إلى عنف ضد نفسه أو ضد الآخرين. عندها تصبح الجريمة حلقة متواصلة يعاد إنتاجها جيلاً بعد جيل.

السكوت في مثل هذه القضايا ليس حيادًا بل تواطؤًا، والتأجيل ليس انتظارًا بل مشاركة غير مباشرة في صناعة الضحايا. ما وقع في مولاي عبدالله هو جرس إنذار عنيف يقول إننا بحاجة إلى إعادة التفكير جذريًا في مفهوم حماية الطفل وفي إدماج الصحة النفسية في صلب السياسات العمومية، لأن الطفل لا يطلب عدالة قانونية فقط بل يطلب إنقاذًا لروحه قبل أن تُنهك تمامًا .

Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات

وزارة الداخلية تُطلق مسار إعداد برامج تنموية جديدة لمواجهة التفاوتات المجالية وأزمة الماء

 مع الحدث بوشعيب مصليح 

وجّه وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، تعليمات صارمة إلى ولاة الجهات وعمال الأقاليم والعمالات، تحثهم على مباشرة الإعداد لبرامج تنموية ترابية من جيل جديد، تستند إلى مقاربة تشاركية ومندمجة، وتستجيب لأولويات المرحلة وفي مقدمتها التشغيل والخدمات الاجتماعية وإدارة الموارد المائية.

وتأتي هذه الخطوة، حسب ما أوضحته الدورية الوزارية، تنفيذاً للتوجيهات الملكية الرامية إلى بلورة رؤية تنموية متجددة، تُثمّن خصوصيات كل مجال ترابي وتُعزز مرتكزات الجهوية المتقدمة، مع ضمان التكامل والتضامن بين مختلف الفاعلين الترابيين.

ولفت لفتيت إلى أن الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش أشار بوضوح إلى أن عدداً من المناطق لم تلمس بعد نتائج فعلية من دينامية التنمية، الأمر الذي يفرض إعادة النظر في مقاربة التدخلات العمومية وتوجيهها بشكل أدق وأكثر نجاعة نحو الفئات والمجالات الأكثر هشاشة.

وترتكز البرامج الجديدة، وفق ما شددت عليه المراسلة، على ثلاثة محاور كبرى:

تحفيز التشغيل المحلي من خلال استغلال الإمكانات الاقتصادية لكل إقليم وتوفير بيئة ملائمة لريادة الأعمال والاستثمار.

تعزيز الخدمات الاجتماعية الأساسية عبر تحسين العرض التعليمي والصحي وضمان الولوج العادل إليها.

الإدارة المستدامة للموارد المائية في ظل التحديات المناخية وتفاقم أزمة الماء.

كما دعا الوزير إلى الحرص على إجراء مشاورات واسعة مع مختلف المتدخلين، من سلطات محلية ومنتخبين وفاعلين اقتصاديين ومدنيين، لصياغة برامج واقعية قابلة للتنفيذ وتستجيب لأولويات السكان.

وأكد على ضرورة التنسيق بين البرامج القطاعية والإقليمية لتفادي تكرار المشاريع أو هدر الموارد، مع الحرص على إحداث تأثير ملموس في حياة المواطنين.

وفي سياق سياسي يسبق الانتخابات التشريعية لسنة 2026، نبّه لفتيت إلى وجوب تحصين هذه البرامج من أي توظيف انتخابي أو حسابات ضيقة، مذكراً بأن الغاية الأساس هي خدمة التنمية وتقليص الفوارق وتحسين مؤشرات العيش الكريم.

وخلصت الدورية إلى مطالبة الولاة والعمال بالتعجيل في إطلاق ورش التشخيص الترابي الدقيق لكل إقليم، لتحديد أولويات التدخل، مع إيلاء عناية خاصة للعالم القروي والمناطق التي مازالت تعاني من الفقر وضعف البنيات التحتية، وذلك في أفق تحويل التوجيهات الملكية إلى مشاريع ملموسة على أرض الواقع.

Categories
أخبار 24 ساعة الصحة

“جنود الظل”: حماة الأرواح في قلب موسم مولاي عبد الله أمغار

الجديدة حسن الصياد

بكفاءة عالية وروح إنسانية راقية، برزت فرق الإنقاذ والمسعفون خلال فعاليات الموسم، حيث تميزت تدخلاتهم بسرعة الاستجابة ودقة الأداء، من تضميد الجراح وإجراء عمليات الإنعاش، إلى تقديم الدعم النفسي للمصابين. هذه الجهود الممزوجة بالمسؤولية والابتسامة الصادقة كانت في كثير من الأحيان البلسم الأول قبل العلاج، في مشهد يجسد احترام كرامة الإنسان قبل كل شيء.

ولم يقتصر دورهم على الجانب الطبي، بل حملوا على عاتقهم رسالة أسمى تتجلى في التضامن وخدمة المجتمع، مبرهنين أن حضورهم عنصر محوري في نجاح هذا الحدث الوطني الكبير.

وفي ذروة الاحتفالات جسّد مسعفو تعاونية الجرف SST بحق لقب “جنود الظل”، حيث سهروا على حماية الأرواح وضمان أجواء آمنة، متمسكين بشعارهم النبيل: “خدمة الإنسان أولاً”. إنهم نموذج حي للعطاء في صمت، وللتفاني الذي يصنع الفارق بعيداً عن الأضواء.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات

شاطئ بادس: مياه مغربية تعانق شبه جزيرة محتلة

مع الحدث  ذ لحبيب مسكر

في ركن خفي من شمال المغرب، يطل شاطئ بادس بجماله الطبيعي وهدوئه الساحر، لكنه يجاور شبه جزيرة صغيرة ما زالت تحت الاحتلال الإسباني، يفصلها عن التراب المغربي حبل مشدود على أوتاد حديدية، في مشهد صامت لكنه محمّل بدلالات سياسية وتاريخية.

الكثير من المغاربة لا يعرفون بوجود هذا الموقع الحدودي البحري، إذ يظن أغلبهم أن نقاط التماس مع إسبانيا محصورة في سبتة ومليلية المحتلتين، غير أن الواقع يكشف عن جيوب وجزر أخرى، من بينها هذه شبه الجزيرة القابعة على بعد أمتار من مياه شاطئ بادس.

الزائر لهذا المكان يجد نفسه أمام مفارقة لافتة: مياه مغربية صافية، وصخور تحت سيادة أجنبية، في ظل حدود بحرية مرسومة بحبال بسيطة، لكنها تذكّر بأن الجغرافيا لا تنسى، وأن التاريخ ما زال مفتوحًا على سؤال مؤجل: إلى متى ستظل هذه الجزر والمواقع خارج السيادة الوطنية؟

ورغم أن المشهد الطبيعي يخطف الأنفاس، إلا أن القرب الشديد من شبه الجزيرة المحتلة يمنح المكان بعدًا رمزيًا، يحوّله من مجرد فضاء سياحي إلى شاهد حي على قضية ما زالت عالقة في الذاكرة الوطنية.

Categories
خارج الحدود سياسة

خريطة “ إسرائيل الكبرى”.. من أوهام الأيديولوجيا إلى وقائع الميدان

مع الحدث 

في مقابلة متلفزة حديثة، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مألوف اللغة الدبلوماسية، ليعلن نفسه صاحب “مهمة تاريخية وروحية” تقود إلى إقامة ما يسميه مشروع “إسرائيل الكبرى”، رؤية توسعية تتجاوز حدود فلسطين التاريخية، لتبتلع الضفة الغربية وقطاع غزة، وتمتد  في الخيال السياسي ذاته إلى أجزاء دول عربية.

هذا التصريح ليس مجرد نزوة انتخابية أو مناورة داخلية، بل هو إعلان صريح عن مشروع استعماري قديم، أعيد إنتاجه في نسخة أكثر تطرفاً، مدججة بالقوة العسكرية وبحماية أمريكية وغربية.

منذ عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر 2023، كشفت التحركات الإسرائيلية عن مسار مقلق يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لحكومة بنيامين نتنياهو، التي تبدو وكأنها تُنهك جيشها على جبهات متعددة في غزة ولبنان وسوريا والضفة الغربية، لكن خلف هذه الصورة تبرز حقيقة أكثر خطورة: تجسيد أوهام “إسرائيل الكبرى” التي طالما راودت أجيالاً من قادة الصهيونية.

تصريحات قديمة.. وأحلام متجددة

أعاد ناشطون تداول مقطع قديم لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، يعود إلى عام 2016، تحدث فيه عن ضرورة أن تمتد حدود إسرائيل لتشمل أراضي من ست دول عربية، من مصر والأردن إلى العراق وسوريا ولبنان والسعودية، كما جاهر برغبته في “بناء الهيكل” على أنقاض المسجد الأقصى، داعياً إلى حل السلطة الفلسطينية وضم الضفة الغربية كاملة.

هذه التصريحات، التي بدت آنذاك صادمة، لم تعد مجرد خطاب إعلامي، بل تحوّلت في ظل حكومة نتنياهو الحالية إلى سياسات عملية على الأرض، تعكسها الحرب المستمرة على غزة، وتوسيع الاستيطان في الضفة، والتهديدات المتكررة للبنان وسوريا.

جذور المشروع التوسعي

فكرة “إسرائيل الكبرى” ليست وليدة اليوم. فقد رسّخها ثيودور هرتزل مؤسس الصهيونية السياسية، حين أعلن عام 1904 أن حدود الدولة العبرية تمتد “من النيل إلى الفرات”، كما صاغت خطط لاحقة مثل “خطة ينون” (1982) تصوراً لتقسيم الدول العربية والإسلامية إلى كيانات صغيرة على أسس طائفية وعرقية، لضمان الهيمنة الإسرائيلية المطلقة في المنطقة.

منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، برزت مؤشرات عملية على الأرض تؤكد تبنّي هذا المشروع، فقد وزع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عشرات آلاف البنادق على المستوطنين في الضفة، ما أسهم في تصاعد اعتداءاتهم الدموية، فيما أعلن سموتريتش عن خطة لمضاعفة عدد المستوطنين من نصف مليون إلى مليون.

كما نقلت تقارير دولية عن خطط لإعادة الاستيطان في غزة بعد تدمير أحيائها، بالتوازي مع دعوات لإقامة مستوطنات في جنوب لبنان حال تقدم الجيش الإسرائيلي هناك.

صور جنود الاحتلال وهم يضعون شارات تحمل خريطة “إسرائيل الكبرى” خلال معارك غزة أثارت جدلاً واسعاً، وأكدت أن هذه الرؤية لم تعد مجرد خطاب متطرف، بل جزء من العقيدة السياسية والعسكرية للحكومة الحالية.

ومع القصف المتواصل لسوريا، والتلويح بعمليات عسكرية أوسع، يزداد القلق العربي والدولي من أن حكومة نتنياهو –بضغط وزرائه من “الصهيونية الدينية”– تسعى إلى إحياء سيناريو “خطة ينون” لتفكيك المنطقة وإعادة رسم حدودها بالقوة.

ما كان يُقال همساً أصبح يُنفَّذ جهراً، سياسات نتنياهو وحلفائه تكشف عن نية واضحة لتوسيع رقعة الاحتلال، وتحويل نظرية “إسرائيل الكبرى” إلى أمر واقع. ومع صمت المجتمع الدولي وتواطؤ بعض القوى الكبرى، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة شديدة الخطورة، قد تشهد انهيار منظومات الأمن الإقليمي، وصعود موجات جديدة من الحروب والتهجير.

 

السؤال المطروح اليوم: هل تتحرك الدول العربية والإسلامية، ومعها المجتمع الدولي، لوقف هذا المشروع التوسعي قبل فوات الأوان؟ أم تترك المنطقة لمصير مجهول عنوانه الفوضى والاقتتال؟