Categories
متفرقات

عميد تدريس اللغات في المغرب: فؤاد المنصوري يحتفل بمرور أكثر من عقدين من تجربته

 

 

 

منصف الإدريسي الخمليشي

عميد تدريس اللغات في المغرب الدكتور فؤاد المنصوري الاستاذ الجليل و الرجل البهي العزيز الذي لا يمكن أن تدرس عنده و لا تكن نتيجة فإذا كنت من أهل صفر في اللغة ستنتقل حينها إلى خمسة و أهل خمسة سيبلغ إلى مستوى عشرة و أهل عشرة سينافسون على المراتب الاولى.

هذا هو المنصوري، الذي جعل اللغة في نظر أبناء الشعب، الشعب الشعبي، سواء كان طبقة وسطى أو فقيرة فاللغة قواعد و تواصل من اختصاصه، هذا الرجل الذي له أساليب خاصة في التدريس، أذكر حينها في سنة 2015 حضرت على ما أظن لحصة أو حصتين معه فيحاول أن يعرف كل تلميذ و ما يهواه و مجال اشتغاله و حبه، بمجرد أن أدرك أنني من أهل المسرح طلب مني أن أؤدي مشهدا هناك في القسم، فؤاد المنصوري، الرجل الذي كون على مدى واحد و عشرين سنة أجيالا من المثقفين والأدباء و العلماء و الصانعين و التقنيين و التجار، على مدى أزيد من عقدين قد يكون أبا لأزيد من 2000 تلميذ، أبا في اللغة المولييرية و الأندلسية الراقية، طبعا و هو الذي حصل أيضا على دكتوراه في الترجمة الفورية، و الذي التقى مسؤولين رفيعي المستوى منهم سفراء دول و رؤساء جامعات عالمية و معاهد، الرجل صاحب الحنكة التربوية، لا يعرف لا الملل و لا الكلل، إنه الرجل الذي جاب كل مدارس فاس و كل تلميذ يشكره، فكيف لا و أنه صديق الكل، في فاس العاصمة العلمية هناك أستاذين، واحد لا يتقن الفرنسية و الإسبانية و لكن له أساليب تعليم و تدريس الفلسفة و الاجتماعيات و اللغة العربية يدعى هشام الحمدوشي و الآخر نابغة اللغات إنه بطل هذا المقال، الاستاذ و الدكتور فؤاد المنصوري ابن فاس العالمة.

Categories
متفرقات

هل هو أولمبياد صفري للرياضة المغربية ؟

ذ / عبدالرحيم أبوصهيب

هل هي العادة أم التعود على الإخفاق، أم هي الطمأنينة والسكينة للكراسي والمناصب مهما كان حجم الإخفاق التي يخلقها العلم المسبق بعدم وجود محاسبة؟ أم كل تلك العوامل مجتمعة هي ما دفع اللجنة الأولمبية المغربية للدفع برياضيين بعيدين كل البعد عن المقاييس الأولمبية والدولية إلى تمثيل بلد أعطى إلى وقت قريب أبطال عالميين، كسعيد عويطة ونوال المتوكل، الكروج، وبدوان…. واللائحة تطول.
غريب أن ننتظر حدثا مثل الألعاب الأولمبية لنكتشف أو لنتأكد أننا نواجه سقوطا حرا على المستوى الرياضي على كافة المستويات ومختلف الأنواع ، وليس هناك عاقل في بلدنا كان يمني النفس بتألق أولمبي، لكننا كنا ننتظر معجزات أبناء هذا الوطن التي تتحقق بسواعدهم وليس بتخطيط المسؤوليين عن الرياضة والرياضيين، فنحن نعلم تماما أننا لا نملك أبطالا في أي نوع رياضي أو أولمبي، وإلا كنا سمعنا عنهم قبل حفل الإفتتاح الأولمبي.
إن ما يقع اليوم لا علاقة له بالانجاز الرياضي أو صناعة الأبطال مهما حاول البعض عبر وسائل الإعلام ادعاء غير ذلك، ففي الدول التي تحتل صدارة سبورة الميداليات تتم صناعة البطل في وقت مبكر وفق برنامج وهدف معين، وهذا يقودنا بالضرورة إلى الحديث عن الرياضة المدرسية ودورها في تحقيق الإزدهار الرياضي لبلدانها ، وحتى الدول التي لا تنهج سياسة الرياضة المدرسية فإنها تحاول جعل النظام التعليمي ملائما من أجل الممارسة الرياضية والتي تعتبر أولوية الشعوب، فمقولة العقل السليم في الجسم السليم التي نعلقها على جدران القاعات الرياضية والملاعب المغلقة التي تحتاج كل أنواع الرخص لولوجها، تعمل بها البلدان التي تستثمر في العنصر البشري على الوجه الأكمل.
ولن نمل من القول أن الألعاب الأولمبية ليست للمشاركة ولكنها معيار لقياس تقدم الإنسان ومدى اهتمام الدول بالعنصر البشري، ولو كان هناك بد فلا حبذا أن لا نستخدم جملة (المهم هو المشاركة) بعد اليوم.
وكل إخفاق وأنتم بخير

Categories
متفرقات

كيف تحولت الحملة الوطنية لتلقيح ضد فيروس كورونا إلى بؤر موقوتة لإنتشار فيروس كورونا ؟

محمد فتوح

في بداية إنطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19 وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كانت الأمور تسير على أحسن ما يرام والتي إستفاد منها الفئات الأكثر عرضة من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة ،ثم الفئات العمرية الأخرى بشكل تدريجي ومنظم تفوق فيه المغرب على الكثير من الدول المتقدمة من حيث تأمين اللقاح للمواطنين وأيضا من حيث عدد الأشخاص الملقحين، حتى أصدرت السلطات مؤخرا قرارات  اقل ما يقال عنها أنها كارثية و غير مدروسة،إذ دعت جميع المواطنين للذهاب لمراكز التلقيح بدون موعد وبدون شرطي عنوان السكن أو الفئة العمرية .

القرار الذي جعل مراكز التلقيح تعيش فوضى عارمة وإكتضاض مهول سيزيد  لا محالة من إنتشار فيروس كرونا ومن عدد الإصابات المسجلة يوميا والتي عرفت تصاعدا كارثيا، حيث عرفت البلاد تسجيل 9428 إصابة جديدة اليوم الأربعاء 28 يوليوز .

وهذا القرار جاء دون دراسة مسبقة وبدون مراعات قدرة الموارد البشرية من أطباء وممرضين والذين يعدون من أكثر الفئات التي تعرضت لضغط كبير منذ بداية الجائحة وحتى الآن مع إزدياد الطلب على التلقيح، زائد الخصاص المهول التي تعرفه أصلا هذه الفئات والتي تطالب بدورها بحلول مستعجلة و ناجعة في أقرب الآجال وإيجاد حلول للمشاكل التي يتخبط فيها مهنيو المراكز الصحية المكلفة بالتلقيح نتيجة الضغط الكبير الذي يتزايد مع تزايد عدد المرتفقين و تزايد الطلب الذي يفوق قدرة التحمل أمام غياب تام للتسيير العقلاني و المسؤول.

Categories
متفرقات

رشيد نيني يكتب ..ثمن النجاح

 

 

 

كثيرون لم يفهموا سر هذا التكالب على المغرب وتسخير كل هذه المؤسسات الإعلامية والاستخباراتية الدولية لتمريغ سمعة البلد في الوحل، إلى درجة أن البعض تساءل “واش حتى لهاد الدرجة المغرب واحل ليهم فالقرجوطة ؟”.
المعادلة جد بسيطة لمن يفهم الحسابات الجيوستراتيجية، دعوني ألخص الحكاية في بضعة كلمات :
القوى العظمى تخلت عن الحروب التقليدية لغزو وتقسيم البلدان المستهدفة، نحن نرى اليوم كيف سحبت أمريكا جنودها من أفغانستان مثلما سحبتهم من مناطق نزاع أخرى، ورأينا كيف سحبت فرنسا جيوشها من مالي ومن دول الساحل كلها.
حروب التقسيم ستتكلف بها التنظيمات الإرهابية المسماة ظلما تنظيمات إسلامية، وكتائب الطابور الخامس المكون من بعض أبناء جلدتنا الذين تجندهم هذه الدول لخدمة مصالحها تحت غطاء النضال والدفاع عن الحقوق والحريات. وهي جميعها تنظيمات تقف خلفها أجهزة استخباراتية عالمية تنظيما وتمويلا ودعاية. ولقد رأينا كيف زرعت هذه التنظيمات الخراب في سوريا وليبيا ودول الساحل، وبعد ذلك تم ترحيل عناصرها بضمانات دولية من الشام إلى ليبيا ومن هناك إلى منطقة الساحل، ويعلم الله وجهتهم القادمة.
المشكلة الوحيدة التي تواجهها هذه الأجهزة الاستخباراتية التي توظف التنظيمات الإرهابية للقيام بالحروب بالوكالة هي جهاز استخباراتي قوي يكشف مخططات هذه التنظيمات ويفكك خلاياها بشكل قبلي قبل أن تمر للفعل.
فعندما تريد عصابة لصوص التسلل إلى بيت من أجل سرقته أول ما يعمدون إلى القيام به هو قطع التيار الكهربائي لتعطيل عمل جهاز الإنذار. تعطيل وضرب الآلة الأمنية الاستخباراتية لبلد ما هو بمثابة تعطيل لأجهزة إنذاره، مما يجعل البلد فريسة سهلة للطامعين في التسلل
إليه ونهبه مستغلين عنصر المفاجأة.
إلى حدود اليوم أجهزة الأمن المغربي فككت أزيد من 200 خلية إرهابية وأحبطت حوالي 500 مشروعا تخريبيا، منها مشاريع تخريبية في أوروبا وأمريكا.
هذه القدرة الاستباقية على إفشال المخططات الإرهابية لم تأت من فراغ، بل من القدرة الهائلة على الحصول على المعلومة الدقيقة والمؤكدة.
هذه الآلة الاستخباراتية الضاربة استطاعت أن تجنب المغرب ويلات أكبر مؤامرة عالمية عرفها القرن الذي نعيشه اسمها الربيع العربي تسبب في تحويل دول مستقرة ومزدهرة إلى دول فاشلة، على رأسها تونس التي كانت مقصد اليد العاملة والسياحة والتعليم الجامعي فتحولت بعد عشر سنوات من الربيع العربي بسبب سياسييها إلى دولة تتسول الإعانات وتعيش عالة على دول أجنبية تتحكم في مصيرها.
المشكلة التي تواجه اليوم أصحاب المشاريع التخريبية هي أن أجهزة المخابرات المغربية تقوم بإفشال جميع المخططات الرامية إلى توطين تنظيمات إرهابية مسلحة لكي تشن حربا بالوكالة داخل المغرب أو على حدوده لاستنزافه وإعداد الظروف المناسبة للتدخل الأجنبي، كما فعلت فرنسا في مالي وتشاد ودول الساحل، أو كما فعلت أمريكا في الدول التي انهارت فيها السلطة المركزية.
علينا أن نعرف أن المغرب اليوم يدفع ثمن بنائه لأجهزة أمنية استخباراتية قوية وفعالة واستباقية تملك المعلومة التي هي سلاح العصر الذي لا يقدر بثمن.
ولذلك تفعل هذه القوى العالمية كل ما في وسعها لاستهداف هذه الآلة برمي الحصى والرمل في مفاصلها من أجل تعطيلها حتى يتسنى لهم تطبيق مخططاتهم الجهنمية وتحويل بلدنا إلى واحدة من تلك الدول التي يتغزلون في جرائدهم بديمقراطيتها رغم أن مستشفياتها تفتقر لمجرد حقنة أو حبة أسبرين.
رشيد نيني

Categories
متفرقات

الموضة الباسلة: نضال المؤخرات من أجل خلق الفتنة في المجتمع

عزالدين بلبلاج

 

إن المجتمع المغربي منذ الأزل خصوصا داخل الأسر ظل يحافظ على ثقافة “الحشمة” والإحترام والمراعاة والتقدير، وكانت النساء رمز للوقار، فلا يمكن أن تقاس كرامة المرأة لأنها تحافظ عليها بأخلاقها وبلباسها المحترم وبإلتزامها بمبادئ وأخلاقيات الثقافة والتربية التي تلقتها، ولم يسمع يوما داخل مجتمعنا بأن شخصا تعدى حدوده تجاه العنصر النسوي لأن التربية كانت صالحة وبالدارجة “عيب” تجاوز الحدود.

 

إنتشرت مؤخرا في وسائل التواصل الإجتماعي خصوصا “الإنستغرام” ظاهرة غريبة جدا هي “استعراض المؤخرات” وبشكل فاضح، وبإيحاءات جنسية واضحة تضرب أخلاق مجتمع بكامله، وحتى في الواقع نفس الشيء يضهرن بلباس النوم في الشارع العام دون مراعاة لأي شيء سواء الأسرة أو “ناس الحومة” كأنهم يعيشون في مجتمع نسائي لا وجود فيه للرجل، اللباس الذي أصبحنا اليوم نشاهده أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه “جنسي”.

 

إنني لست هنا في مقالي جئت لأدين أي أحد، ولكن واجبي الأخلاقي في مهنة الصحافة دفعني لأتحدث في هذا الموضوع الذي يعتبر “طابو” ينتقدوه في واضحة النهار ولكن للأسف يحبوا “المؤخرات” في الضلام” أنا لست ضد حرية المرأة أو اللباس المتحرر أو الموضة، ولكن احترموا كرامة وهيبة أولا “الأب” و “الأخ” و “الزوج” و “ابن الحومة” والرجولة بصفة عامة لأننا في مجتمع جزء كبير منه غير واعي ويستغل أي فرصة في طريقه، خصوصا أن أرقام التحرش في تزايد، على الجنس الناعم أن يعرف أن الجمال الحقيقي في الأخلاق والتربية والتعامل الجيد لأن المثل التقليدي يقول “زواق كيطير وخا يكون على القزدير”.

 

إني حينما أقوم بتشخيص بسيط حول عدة تصرفات داخل مجتمعنا المغربي أقف حائرا، وأتسائل هل نحن في أزمة أخلاق؟ أم في غياب الوعي رغم حصولنا الشواهد العليا؟ أم أن العلمانية تمكنت منا بشكل كبير؟ أم التكنولوجيا أفسدت لنا التربية التي عاش عليها آباؤنا؟ نحتاج اليوم إلى النخبة المثقفة أكثر من أي وقت مضى لترتيب المسار الفكري والأخلاقي للمغاربة، وهنا لا نغفل الدور الكبير لدكاترة الطب النفسي والعقلي لتشخيص “ظاهرة المؤخرات” فقط كان لي هذا التقديم في انتظار إصدار مقال شامل حول الموضوع مع دكاترة وأساتذة جامعيين وباحثين.

Categories
متفرقات

“الخطاب السينمائي : لغة السينما وسؤال التلقي “

عبدالرحيم الشافعي

صحافي-باحث في الدراسات السينمائية

يلعب الخطاب السينمائي دورا هاما في تاريخ السينما،وخاصة عندما يتعلق الأمر بالسينما كلغة، حيث انكب النقاد و المنظرين و علماء اللغة، على دراسته كل من زاويته الخاصة،مما أذى إلى وجود تعارض و تباين واختلاف، بين مواقفهم و تصوراتهم، والموضوع الذي بين ناظرينا يندرج ضمن نفس المفهوم، إذ يسلط الضوء على مفهوم الخطاب السينمائي ومكوناته،و من هنا يمكننا بسط الإشكال التالي : ما مفهوم الخطاب السينمائي ؟ و ما دلالته الرمزية ؟ وأين تتجلى مكوناته ؟

يتجلى مفهوم الخطاب السينمائي في ابسط مدلوله،في كونه يتركب من كلمتين،تتجلى الأولى في الخطاب الذي يدل في مجمل تعريفاته على اللغة بين الوصف و التأويل، أما كلمة السينمائي فمصدره السينما، و معناها اللغوي صناعة تعبيرية تعتمد في لغتها على تركيب وقواعد و معجم وتقنيات تختلف من حيث الدراسة و التحليل، وفي معجم المصطلحات السينمائي لميشيل ماري،يتكون الخطاب من كود أي منظومة من العلامات و الرموز والإشارات، تسمح بناء على اصطلح ضمني أي اللغة، أو معلن،بنقل الرسالة من باعت إلى مستقبل فمنظومة العلامات تعني تركيبة نوعية خاصة بخطاب ما،أي أن الخطاب عبارة عن تركيبة من كودات صوتية و سيميائية و نحوية.

إن مفهوم الخطاب السينمائي شكل موضع نقاشات عدة في فترة السبعينات، بين كريستيان ميتز و غاروني و جون ميتري حول الكودات أن كانت تركيبية، أو نوعية تتعلق بمادة التعيير، أي مادة السينما،الحركة و منها حركة الكاميرا، أما المونتاج فيستطيع أن يتواجد أيضا في خطابات بصرية أخرى كالشريط المرسوم أو الرواية المصورة، و الكودات التشكيلية الخاصة بالصورة الثابة أو المتحركة، و هناك في السينما ما يسمى بالكود الألسني الذي تنتسب إليه الحوارات الحاضر في السينما، حتى الصامتة (العناوين الوسيطة) ليس نوعياً بالنسبة للسينما. وهكذا فكل ما يتعلق بموضوع الكلام أو بالكودات الثقافية سيكون غير نوعي.

في علم السرديات، لا يعتبر الكود نظاما عاما يصلح لجميع النصوص، بل لإظهار واكتشاف الأساليب الداخلية ضمن النصوص، و التركيبات الفريدة من الكودات حول تحليل رولان بارت ل سارازين لبالزاك، فهو يميز هذه القصة أسلوبا نصيا، مؤسسا على الكود المرجعي و الكود الرمزي، و هذا الأسلوب يعتبر خاصا بالنص ، أما بالنسبة للخطاب السينمائي،فتعتبر أبحاث كريستيان ميتز من أهم المحاولات التي تناولت اللغة السينمائية لسانيا في مقالة كتبها تحت عنوان هل السينما لسان أم لغة ؟ وقد تبنى أطروحتين، الأولى محاولة إقامة أساس علمي لدراسة السينما، و الثانية تحليل مشاكل الفيلم بواسطة هذا العلم، وقد وظف لدراسة السينما علم المعنى أو السيميولوجيا، أي ترك دراسة المظاهر الخارجية للفيلم، من أجل دراسة آليات الاشتغال للأفلام نفسها، حيث تقوم سيميولوجية السينما ببناء نمودج شامل يفسر كيفية اشتمال الفيلم على معنى محدد ناقلا دلالته الى المتلقي.

يحاول ميتز معرفة القوانين التي تجعل مشاهدة الفيلم ممكنة و كاشفة لأنماط الدلالة التي تعطي لكل فيلم خصائه الخاصة، فهو يرى أن المادة الخام للفيلم هي مجموعة من المعلومات التي ننتبه اليها عند المشاهدة، مثل الصورة المتحركة، المادة المكتوبة التي نقرأها بعيدا عن الشافة، الخوار و الموسيقى المسجلة، و المؤثرات الصوتية، و هذه هي مكونات الخطاب السينمائي التي تحدث عنها فران فينتورا في كتايه الخطاب السينمائي لغة الصورة، حيث ذكر أن ميتز أهتم بالدلالات في عملية تحليل الفليم و التي هي خليط من بين مكونات الفيلم والخطاب الفيلمي, والتي أشار فيها بوضع مقاربات بين اللغة و السينما، من خلال تساؤلاته العديدة في هعذا الإطار مثل، هل هناك ما يمكن أن نسميه اللغة السينمائية، و ما هي مقارباتها مع اللغة الحقيقة.

نلاحظ هنا أن ميتز تطرق إلى التناظر بين اللغة و الفيلم، و هذا ليس حقيقيا لأن الدلالة الفيليمية لا تشبه بالمرة اللغة الكلامية،لأن التحولات في اللغة الكلامية ليس لها مرجع مادي لكنها تتيح تغيرا كبيرا للمتداول، و هذا يعني أن الأجزاء الصوتية للغة الكلامية بأن تصبح شبكة دقيقة لإنتاج العديد من تنويعات المعنى، في حين أن السينما ترتبط ارتباطا وثيقا بمدلولها، فالصورة تقديم واقعي، و الأصوات هي إنتاج متطابق مع ما يشير إليه،و بالتالي عدم وجود قدر كافي لكي يتم تفكيك دلالات الفيلم دون قطع أوصال مدلولها.

وقد تطرق لقضية أخرى مهمة و هي أن السينما لا تكاد يكون لها حق في قواعد اللغة، في حين أن هناك قواعد محددة في اللغة الكلامية،أي لا يمكن أن نميز بين فيلم لا يخضع في بناءه للقواعد اللغوية و بين فيلم أخر يخضع لها، أي حسب ميتز لا يمكننا أن نصحح لصانع فيلم خطأ في النحو، أو اختيار خاطئ للصور، لماذا ؟ لأن أذواقنا قد تختلف وقد نرغب بصورة أخرىو لكن لا يمكننا فعل ذلك و القول أنه لا يخضع لقواعد، فكل شيء في السينما له معنى و دلالات و هذا ما يجعل لغة الفيلم تبدو مختلفة تماما عن اللغة الكلامية,

ومن هنا نخلص القول أن مفهوم الخطاب السينمائي، مرتبط بالأساس بمكوناته والتي تعتبر جزء من أجزاء الكل في الفيلم،فالصورة المتحركة و حركة الكاميرة و اللقطة و المشهد و البناء الدرامي، و المونتاج، و السيناريو كلها لغات لها رمزيتها ودلالتها.

Categories
متفرقات

الحياة السياسية والحزبية بالمغرب لم تبدأ مع حزب العدالة والتنمية !

عبد السلام المساوي
يرتبط فشل الإسلاميين بطبيعة تصورهم للديموقراطية التي اختزلوها خلال ممارستهم للحكم كمعادل وحيد لصناديق الاقتراع ، حيث صارت الشرعية الانتخابية هي سندهم في الحكم كطريق للاستفراد ، ولالغاء الاختلاف في التفكير والتدبير ، ولذلك أصبح المشترك في خطاب الإسلاميين هو التصريح بأنهم إفراز لصناديق الاقتراع ، وبالتالي فأي طعن في الحاكمين وسياساتهم هو طعن في الديموقراطية .
ان هذا التحصن بصناديق الاقتراع يخفي ايمانهم بأن العملية الديموقراطية هي مجرد مرحلة انتقالية في نظرهم لإقامة الخلافة الإسلامية ، وتصدق في هذا السياق ” ديمقراطية المرة الواحدة ” .
لا نحتاج هنا الى سرد الكثير من وقائع المظلومية التي يكررها الحزب الحاكم ببشاعة ويحاول توظيفها على رأس كل محطة إنتخابية لربح الأصوات والمقاعد بدون تعاقد برنامجي ، فقد أصبح من المعلوم بالضرورة كما يقول الفقهاء أن يسخن قادة حزب العدالة والتنمية محركاتهم الانتخابية بانتاج خطاب لشيطنة المؤسسة القضائية ورجال الإدارة الترابية وخلق معارك مفتعلة تجاه الولاة والعمال واتهامهم بمحاولة استهداف منتخبيه والنيل من شعبيتهم ، واظهارهم بمظهر الغول الذي لا هم له سوى الانتقام من حزب الإسلاميين .
والحقيقة أن الحزب الحاكم إعتاد على الاسترزاق بالبكاء السياسي الذي يجنبه المساءلة والمحاسبة عن تدبيره الكارثي للشأن العام سواء كان وطنيا أو محليا ، لكن ما لا يفهمه ” البيجيدي ” ان الكثير من المياه جرت تحت جسر الدولة والمجتمع ، فلم تعد الدولة بمؤسساتها الدستورية رهينة ابتزازه ومقايضته كما وقع في الولايتين السابقتين ، ولم يعد المجتمع قابلا لاستهلاك خطاب الديماغوجية والشعبوية التي فوتت على المغرب عقدا كاملا من التنمية ورجعت بنا سنوات الى الوراء بعد استنزاف مجهود وطني في معارك سياسوية عادت بالويلات على أوضاع المغاربة .
الذين يعتقدون أن الحياة السياسية والحزبية في المغرب ابتدأت مع حزب العدالة والتنمية _ رحم الله ع الكريم الخطيب وغفر لادريس البصري وأطال عمر البقية الباقية ممن شاركوا في فعل الولادة القيصرية للحزب اياه _ لا يعرفون أنهم يعيشون في بلد / أمة ، عاش قرونا وقرونا قبل أن يفكر حسن البنا في انشاء التنظيم العالمي للاخوان المسلمين الذي استلهم منه البعض سيرته السياسية .
لا يدرك حزب العدالة والتنمية في هذا المنعرج الذي يمر منه المغرب لبناء دولة قوية وفاعلة في المنتظم الدولي أنه يضيع فرصتين حقيقيتين ، الفرصة الأولى تضييعه للتحول إلى حزب سياسي مدني يتعاطى مع الأحداث والقضايا بحس سياسي مرن وعقلاني وليس بايديولوجية عقدية تعيقه في التوصل إلى اجتهادات واقعية . أما الفرصة الثانية فهي التحول إلى حزب بمواصفات وطنية فكريا وترابيا والقطع مع الفكر الأممي الذي يؤمن بالدولة الإسلامية العابرة لحدود الدول .

فلم يعد الأمر يحتمل وجود حزب سيفه مع المغرب وقلبه مع أعداء الوطن ، الوقت وقت حسم ولا مجال لوضع رجل هنا ورجل هناك.
الحاجة اليوم ماسة لأحزاب مواطنة ، جادة وجدية تؤمن بالوطن وبالمصالح العليا للوطن ، أحزاب تواكب هذا الابداع الملكي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، وهذا الابداع المغربي في مجال مقاومة الخيانة والانفصال واللصوصية بوطنية وبتقدير حقيقين ، تقفل الباب على المتسللين سهوا إلى ميدان السياسة ، وهم كثر …لن ينسى ” بيجيدي ” عادته القديمة ، ولن يفرط في سلاح أثبت فعاليته في جمع الغنائم ، قبل وابان كل المعارك الانتخابية التي دخلها ، إذ أصبح المفروض في نظر الحزب استباق كل نزال انتخابي ب ” تبوريدة ” يستعرض فيها غلبته على الداخلية .
أطلق ” صقور ” الحزب نيران مدفعية الابتزاز صوب الولاة والعمال ، لأنهم انتقدوا طريقة تدبيرهم ” السيئة ” للمجالس المنتخبة ، ولم يجدوا بدا من احياء شعار إسقاط الاستبداد والفساد ، كأن المغرب كان دولة الحزب الوحيد ، ولم تتصارع الأحزاب على شفافية ونزاهة الانتخابات .
ومارس ” صقور ” الحزب باغلاق باب الاجتهاد لتغيير القوانين الانتخابية ، لأنها تخدم مصالحهم ، لتحقيق الفوز بولاية ثالثة ، واقصاء الأحزاب الأخرى ، أليس هذا استبدادا ؟!
مرة أخرى يختار حزب العدالة والتنمية أسلوب ” التقلاز ” ولغة الابتزاز السياسي لمخاطبة الدولة واطلاق حملة إنتخابية سابقة لأوانها ، مرة أخرى يعود اسلاميو المؤسسات لطريقتهم البشعة في ممارسة الضغط والتلويح بقضايا حقوق الانسان واستهداف العمال والولاة والتشهير بالقضاء كما لو أنه حركة جذرية تعمل خارج الأطر المؤسساتية للنظام السياسي .
مرة أخرى يفضل الحزب الحاكم لعب دور الضحية في كل ما يجري وأنه حزب لا حول ولا قوة له أمام جبروت قوى غير مرئية بالعين المجردة .
مرة أخرى يعود حزب المصباح لهوايته المفضلة بازدواجية الخطاب التي ظلت تلازم تدبيره جزءا من السلطة طيلة عقد من الزمن ، فهو مولع بالتواجد في كل الأمكنة في نفس الوقت ، يريد الزبدة وثمن الزبدة ، يعشق ملذات السلطة وصولجان المعارض ، ولذلك فهو دائم البحث عن المبررات التي تسمح له بممارسة الشيء ونقيضه.

وهي قضية عودة العلاقات المغربية _ الإسرائيلية لم يجد برلمانه من ملاذ للهروب من المسؤولية سوى اشهار جدار الاختباء وراء الملك واشهار ثقافة الإكراه من دلالات فقهية وتاريخية ، لرفع الحرج عنهم بمبرر أن العثماني وقع تحت ضغط الإكراه وبالتالي فمعظم تصرفاته أكره عليها مما يبطل عنه تبعاتها السياسية .
الجميع يدرك أن حزب العدالة والتنمية لا تهمه حقوق الإنسان او مالات التطبيع او القوانين المتعلقة بالاستحقاقات ، ما يهمه هو الحفاظ على مصالحه الانتخابية وزبنائه الذين يصوتون عليه ، حتى لو أدى به الأمر إلى التشهير بالمؤسسات الدستورية التي يقودها منذ عقد من الزمن أمام أعداء الوطن قبل أصدقائه .
ان الأقنعة التي لبسها الاسلاميون طويلا ، وخدعوا بها الكثير من المغاربة ، سقطت أخيرا وظهرت حقيقة عقيدتهم الخبيثة ، عقيدة الدمار والتشتيت ووهم الخلافة الذي لم ولن يتحقق . وبالدارجة المغربية : ساعتهم سالات …ولم يعد لدجلهم أي تأثير لأن المغاربة بدؤوا يكتشفون ، ولو متأخرين من هم أصدقاؤهم الحقيقيون ومن هم أعداؤهم الحقيقيون .

Categories
متفرقات

أجيالُنا الصَّاعدة…

 

لمياء.أ.الدويهي.لبنان

أجيالُنا الصَّاعدة تبحثُ عن ذاتِها الضَّائعة، ولا تَعرفُ أين تَجدُها، وليسَ للإصغاء ولا للاتِّضاع في قاموسِها مكان، تَرفضُ المُلاحظات، تَرمي بالخِبرَةِ عِرضَ الحائط، تُريدُ أن تُحَلِّقَ بجَناحَين لم تَعتَدا يَومًا الطَّيران، تَهوى الجِدالَ العَقيمَ، تُعاندُ لسببٍ أو من دون سبَب، تُريدُ كُلَّ الأشياء، تُطالبُ بحُقوقِها ولا تُدرك أنَّها لا تأتي على وِسادةٍ ناعمة… أَجيالُنا الصَّاعِدةُ تَتَأَلَّمُ بل وتَئِنُّ من الألمِ وحين تُعاندُ وتُكابرُ، تَجِدُ لَذَّةً في مُمارسةِ انتقامِها اللَّاواعي لأنَّهُ لا يوجدُ، بحسبِ رأيها، مَن يُمَيِّزُ نِداءَها ويَلتفِتُ إلى أَوجاعِها المُزمِنة… إنَّها أجيالٌ حائرَة، تَتلَقَّى تَعاليمًا وتَرى من حَولِها أُمورًا مُعاكِسةً ومُغايرَةً، مُتناقِضَةً، قِوامُها المَحسوس والغَرائِزي… كُلُّ الأُمورِ أَمامَها مُباحَةٌ ومُتاحُ الحُصولُ عَليها؛ سُمومٌ مَعروضَةٌ على مَوائدِ حَياةِ شُبَّانِنا وشابَّاتِنا، بجانِبِ الأَطباقِ الحَيويَّة، وكأنَّها خَيارٌ طَبيعيٌّ يختارونَهُ بمِلءِ إرادتِهم وقَراراتِهم التي لم تَنضَجْ بَعد ولم تَتحَصَّنْ ضِدَّ ما قد يُدَمِّرُ شَفافيَّةَ نُفوسِهم ويَخدِشُ روحَهم ويُشَوِّهُ أَخلاقَهم ويُصيبُ أَعماقَهم ويؤثِّرُ على روحِ التَّمييزِ لدَيهم بسببِ هذه الصُّورِ المُتضاربةِ التي تَترسَّخُ في عُقولِهم وتُمعِنُ فيها تَنكيلًا… وأمَّا رُدودُ فِعلِهم، التي لا تَنصاعُ لمَنطِق، فَتُشابِهُ مَن يُصارِعُ في المَيدان، تَتهجَّمُ، تُطلِقُ أَحكامًا مُسبَقة، تَصرُخ بهَيَجانٍ بُركانيٍّ، ثائرٍ لا مَثيلَ لهُ، قد يَنفَجِرُ في أَيِّ لَحظةٍ، وفي أَحيانٍ أُخرى تَكونُ عَنيفة، كما الوَحشُ الكاسِرُ المُفترسُ الذي يزأُرُ وإنَّما… أَلمًا…
شبيبتُنا تَحتاجُ إلى الحُبِّ والكَثيرِ من التفَهُّم والدَّعمِ والمُرافَقَة والقيمَة لشَخصِها، ولكنَّها أيضًا تَحتاجُ لمَن يَضَعُ لها الحُدودَ اللَّازِمَة لحِمايَتِها من الخَطَرِ الذي يَتَسَرَّبُ إلى داخِلِها ويُهَدِّدُ سَلامَ نَفسِها وقَلبِها واستِقرارِها، شَبيبَتُنا تَحتاجُ إلى التَّأديب الحِقّ، فوحَدَهُ يَبني الإنسان، ولا نُحاولُ اللُّجوءَ إلى الضَّربِ والقَمعِ ظنًا مِنَّا أَنَّهُما الحَلُّ الأنسَبُ عندما لا نَجِدُ جَوابًا يُقنِعُهم، فلا نَنسى، شَبيبَتُنا لها كَيانُها وفِكرُها اللَّذَين يَنموان ويَتَطوَّران وتَحتاجُ منَّا إشرافًا مُحكَمًا، صادِقًا، أمينًا، لحِمايتِهم ودَرءِ الخَطرِ عنهم، شَبيتُنا تَحتاجُ أن تُثبِتَ ذاتَها، لذا تَنتَفِضُ وتَثورِ، وفي أَحيانٍ كَثيرة، وبدلاً من أن نَمتَّصَ ارتِداداتِهم الدَّاخليَّةَ الحائِرةَ والقَلِقَة، نَقمَعُ ونَكبُتُ ونَشُدُّ الحَبلَ إلى أَقصاه، حتَّى يَنقطِعَ مَعهُ حَبلُ التَّواصُلِ، فنَدخُلَ في دائِرَة الخَطر مُولِّدين شَبيبةً مُتَمَرِّدةً، ثائرَةً، هائِجةً، قادرةً على فِعلِ أَيِّ شيءٍ انتِقامًا… والتيَّاراتُ اليوم أَقوى منَّا وقادرةٌ على جَرفِنا بمَعيَّةِ شَبيبتِنا، وتكاثُرُها يُشتِّتُنا، وقد نَبحَثُ عن الحُلولِ في الأماكنِ الخطأ، والنَّتيجة؟ تَتفاوتُ بين فئةٍ وأُخرى، بينَ المُتَضَرِّرِ والأكثرِ أو الأَقلِّ ضَرَرًا، وحَتمًا ستُخَلِّفُ انعِكاساتٍ سَلبيَّةٍ على حَياتِهم، ولا نَعلَمُ مدى قُدرَتِهم على المُقاوَمَةِ والصُّمودِ في قَلبِ هذه التيَّارات قبلَ بُلوغِ ميناءِ حَياتِهم والتِقاطِ خُيوطِها من أَطرافِها لإعادةِ تَنظيمِها، وهذا إن قَدِروا، فَهُم لم يَحظَوا بالمَنارَةِ التي تَخرِقُ ضَبابَ نُفوسِهمِ الشَّائِكة ليَرَوا بوضوحٍ، وإلاَّ لما آلتِ الأمورُ إلى ما هي عليه…
ما تَحتاجُهُ شَبيبَتُنا هو الوَقتُ، ما تَحتاجُهُ شَبيبَتُنا هو الإِصغاءُ، ما تَحتاجُهُ شَبيبَتُنا هو القيمَةُ والإيمانُ بقُدُراتِهم ومَنحُهم الثِّقَةَ إلى أَبعَدِ حُدود، ما تَحتاجُهُ شَبيبَتُنا هو الصَّبرُ والسَّهرُ عَليهم، ما تَحتاجُهُ شَبيبَتُنا هوالحُبُّ والفائِضُ منهُ لتَتَغذَّى نُفوسُهم وتَستَكِنَّ أَوجاعُهم وتَهدأَ عَواصِفُ قُلوبِهم واضطِراباتُها بانتِظارِ أن يَعبُروا إلى الضفَّةِ التَّالية، إلى مَرحَلَةِ النُّضوجِ، فنُهديَ غَدَنا شَبيبَةً مُسلَّحَةً بالعِلم، مُدَجَّجةً بالأخلاقِ والقيَمِ والثِّقَةِ بالنِّفسِ وبقيمَتِهم الحَقيقيَّة وبأهَميَّةِ كُلِّ واحدٍ منهم وتَمَيُّزِهِ وفَرادَتِهِ بَينَ أَقرانِهِ… يَبقى السُّؤالُ الأَهمُّ: «هل نحنُ على القَدْرِ الكافي من الحُبِّ والثِّقة بُقُدُراتنِا الذَّاتيَّة؟ هل نَتَضامَنُ ونَتعاونُ ونتَشارَكُ بالمَسؤوليَّةِ لخَيرِ أبنائِنا، هل نَتمتَّعُ بالقَدْرِ الكافي من القوَّةِ لنَنهَضَ ونَمضيَ بِهِم قُدُمًا إلى قَلبِ الحَياةِ، أم أنَّ خَوفَنا من التَّطَوُّرِ وازدِحامِ الأُمورِ التي تَتَنازَعُنا نحنُ أيضًا، تُضَلِّلُنا وتُشَكِّكُنا بأنفُسِنا وبِقُدُراتِنا وتَحبِسُنا في زِنزاناتِ مَخاوِفِنا؟… فلنَتَحَرَّرْ نحنُ أولًا، ولَنبَحثْ عن جَوهِر المُعضِلة وأَصلِها ولنُعالِحْ تَصَدُّعاتِ عائِلاتِنا من جُذورِها مُستَندينَ على ما نَملِكُهُ من نِعَمٍ مَوهوبةٍ لنا من عَلياء، فهذا أَقَلُّ ما يَستَحِقَّهُ أَبناؤنا وبناتُنا مِنَّا، لخَيرِهم وليَكتَمِلَ فَرَحُنا بهم…

 

Categories
متفرقات

الانفِتاح…

 

لمياء.أ.الدويهي.لبنان 

 

الانفِتاح…

إحترام الخُصوصيَّات أَمرٌ مَفروغٌ منهُ، التَعرُّضُ للآخرين هو من المُحَرَّمات، التَّعبير عن الآراء هو من الضَّروريَّات، قَبولُ الآخرين هو من القُدسيَّات…
إلاَّ أنَّ هناك الكَثيرَ من النَّاس الذين يَخلطون الأمور ويَعتقِدون أنَّ الانفِتاحَ يَقتَصِرُ على حُريَّةِ اللِّباسِ الجريء أو مُخالطةِ الأفرادِ بَعضِها لبَعض، من دونِ التزام أو أن يتَصرَّفَ الإنسانُ على سَجيَّتِهِ من دونِ مُراعاةِ الآخرين ومشاعِرهم باسمِ الحُريَّة الفرديَّة وحَقِّ التَّعبير عن النَّفسِ المُساءِ فَهمُها هنا… كُلُّ فردٍ يَحقُّ لهُ التَّعبيرُ عن ذاتِهِ بالطَّريقةِ التي يَجدُها مُلائمة وأن يَرتدي ما هو فاضِحٌ أم لا، فهذا من شأنِهِ ويَعودُ لمِقدارِ احتِرامِهِ لكَيانِهِ وجَسَدِهِ، هذا الهَيكلُ المُقدَّس الذي يَحوي الإنسان بكُليَّتِهِ بما فيهِ من روحٍ وفكرٍ وقلبٍ ونَفَسٍ وجَسَد… ولا أدري لِما الآخرون يَعتَقِدونَ أنَّ ال open-minded هم الجَريئونَ فقط في لِباسِهم والمُنساقونَ لأهوائِهم والمُندَفعونَ في تَصرُّفاتِهم والذين تُنسَبُ إليهم صِفةُ الجَريئينَ، وشتَّان ما بينَ الجُرأةِ والتهوُّرِ باسمِ التَحَرُّر… شَخصيًّا أَجدُ أنَّ انفتاحَ الفكرِ هو في تَقبُّلِ الآخرينَ بفكرهم واحتِرامِ آرائِهم وشَخصِهم وفي أن نَفهمَ أنَّ تَفاوتَ الطَّبقاتِ لا يَمنَحُ الحَقَّ لأحدٍ بمُعامَلَةِ الآخرينَ بفَوقيَّة… الانفِتاح يَعني الاقرار بأنَّ لِكُلِّ إنسانٍ فكرًا وجَوهرًا ورؤيا قد تَفوقُنا… أن نكونَ مُنفَتحينَ يَعني أن نُلغيَ الحَواجِزَ في التَّآلفِ مع الآخر، كائِنًا مَن كان، وبغَضِّ النَّظرِ عن لونِهِ وعِرقِهِ وانتِمائِهِ… الانفتاح هو عَدَم إطلاقِ الأحكامِ المُسبَقةِ والاستهزاءِ بالآخرين واعتِبارِهم ناقصين، الانفتاحُ هو الانفتاحُ على أَخينا الإنسان، والوَعيُ والإدراكُ بأنَّهُ يَملِكُ مَساحةً في إنسانيَّتِهِ قد تَتخطَّانا ومَوهبةً قد لا تكونُ ظاهِرةً للعَيان وإنَّما مُهمَّةً للوجدان وذات قيمةٍ قد تَنقُصُ من الجُعبَةِ الرُّوحيَّةِ للكَثيرين… الانفتاح هو النَّظرُ خارجَ أَبراجِ ذواتِنا المُتعاليةِ والصَّدِئةِ أَحيانًا كَثيرة، والقُدرةُ على تَخطِّي هذه الجُدرانِ المُدَجَّجةِ بأَفكارٍ وربَّما هَواجِسَ، تُدين، تُهَمِّش، تَنتَقد، تَلذَع، تَتعالى، تَتَعدَّى، تُحطِّم، تُدَمِّر وقد تَجرَح، تُهين، تُذلّ… فتَعكِسُ تَشويهًا في نُفوسِنا النَّتنةِ العَفِنةِ، المُنغَلِقةِ على ذاتِها… الحفاظُ على الحُقوق وصَونُ الكرامات، لا يَعني تَدميرَ الآخرينَ وتَخطِّيهم كأنَّهم لا يتمتَّعونَ بالحُقوقِ ذاتِها… الانفِتاحُ لا يَعني الاقرار بشُرعةِ حُقوقِ الإنسان وإنَّما القُدرةَ على تَطبيقِها بالرُّغمِ من الصُّعوباتِ والتَّحديَّات… الانفتاحُ هو أن نَدَعَ الإنسانَ في ذاتِنا يَتَحَرَّرُ من عُبوديَّةِ الذاتِ وكفانا خَلطًا للأمورٍ وإِعطاءَ تَسمياتٍ عَشوائيَّة في غيرِ مكانِها، نَستَعمِلُها كيفما شِئنا ومتى شِئنا وكيفما حلا لنا، فقط لأنَّنا أَحيانًا كَثيرة نَسقُطُ في بِئرِ الأنا الزَّائِفة مُعلِنينَ أَنفُسَنا الأفقَه، الأذكى، الأَهمّ، «الأَكْلَس»…
٢٨ /١ /٢٠١٦

الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة رأي مع الحدث
Categories
متفرقات

النموذج التنموي الجديد وحقيبة التعليم

 

 

بقلم أحمد بومهدي

مع إقرار النموذج التنموي الجديد والذي يعد بمثابة خارطة طريق للسياسيات العمومية المغربية للعشرية المقبلة طفت على السطح أسئلة وتخوفات حول مصير حقيبة التعليم وإلى أي حزب أو مسؤول ستؤول؟؟
هذه التساؤلات لها ما يبررها عند المهتمين بالشأن التعليمي بالمغرب وخاصة مع التغيير الدائم للوزراء على رأس قطاع وزارة التربية الوطنية، حيث شهدت العشرين سنة الأخيرة تغيير أكثر من تسع وزراء على رأس الوزارة بحيث لا يتجاوز معدل عمل الوزير الواحد سنتان، وهاته من الملاحظات السيئة التي رصدتها مجموعة من التقارير الوطنية والدولية.
حاجة القطاع للإستقرار التدبيري تفرضها سلبيات تجارب سابقة أدى فيها تغيير الوزراء إلى تغيير على مستوى السياسات التعليمية مثلما قام به الحبيب المالكي مع سابقه عبد الله ساعف و مثلما اقدم عليه المرحوم محمد الوفا بعد توليه حقيبة الوزارة على سلفه لطيفة العابدة و كذلك فعل بلمختار بعد محمد الوفا…
هذا الواقع المتذبذب يفرض أن يكون قطاع التعليم سياديا، ليس ضروريا أن يحمل الوزير لونا سياسيا لكن المهم القطع مع المنطق السياسوي الضيق وتصفية الحسابات لكن الواجب سن سياسة مستدامة يفرضها القانون الإطار 17_51 .
ولنكون منصفين فإن الوزير الحالي سعيد أمزازي أظهر دينامية غير عادية في التنزيل التدريجي لبنوذ القانون الإطار الذي يعد أساس وروح النموذج التنموي الجديد في قطاع حساس أساسه بناء رأس مال بشري أقوى، من شأنه أن يسرع وتيرة النمو الإقتصادي ومسار خلق الوظائف وتحسين التنافسية للمغرب.
ولعلنا نتذكر جيدا الحرب التي خاضها الوزير من أجل تنزيل بند التناوب اللغوي في تدريس المواد العلمية باللغات الأجنبية في المدرسة العمومية من أجل خلق تكافؤ الفرص بين جميع أبناء الوطن بعدما كان هذا التمييز فقط في المدارس الخصوصية،وقد نجح الوزير في ذلك عن جدارة وإستحقاق مما نتج عنه هجرة أكثر من 100 ألف تلميذ من القطاع الخاص إلى التعليم العمومي المجاني.أليس هذا مكسب جدير بالتنويه من وزير حديث العهد بالقطاع له رؤية خاصة وبرنامج عمل مستدام في الزمان والمكان حيث أن وزارة التربية الوطنية هي أول من بادر إلى تكييف السياسات القطاعية مع مضامين النموذج التنموي الجديد ولكن هل سيسمح الفاعل السياسي بمبدأ الإستدامة في قطاع يحتل المرتبة الثانية بعد الوحدة الترابية أم سيركن للخلافات السياسية وتوزيع الحقائب كما توزع الغنائم بعد نهاية الحروب.
هذا ما سنتابعه في الإنتخابات التشريعية المقبلة وتنصيب الحكومة الجديدة.

 

الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن رأي صاحبها وليس بالضرورة رأي مع الحدث