” التحرش ضد الرجال من طرف النساء : هل من قانون يحمي الرجل؟

عبد الرحيم الشافعي

“كل رجل في طريقه إلى النجاح، وخاصة في المجال الفني، سيتعرض لتهمة التحرش الجنسي، وهذا لأن الرجل قد سكت عن تحرش النساء به، وسمح لهن بالتطاول عليه، واعتبر الأمر مسلم به، ولكن حينما يتعلق الأمر بها، لن تعتبر الأمر مسلم به، وستجره إلى القضاء، وها هو اليوم يدفع ثمن سكوته في غياب قانون يجرم التحرش والعنف ضد الرجال من طرف النساء، و بين هذا التحرش وذلك تصفية حسابات و عرقلة مصالح.”

يتضمن القانون المغربي المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء، الذي دخل حيز التنفيذ في سبتمبر من عام 2018، مقتضيات تعاقب على التحرش الجنسي في الفضاءات العمومية، سواء كان ذلك “بأفعال أو أقوال أو إشارات ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية”، تشمل الحبس من شهر إلى ستة أشهر وغرامة من ألفين إلى عشرة آلاف درهم أو بإحدى العقوبتين، ولكن في المقابل لا يوجد قانون متعلق بمحاربة العنف ضد الرجال، و لا قانون يعاقب على التحرش الجنسي و العنف والنصب و الاحتيال و الباطل الذي تمارسه بعض النساء على بعض النساء…

 

لماذا يا ترى هذا الصمت والتغاضي والتجاهل في قضايا الرجل ؟

 

يأخذ التحرش بالرجال أشكالا متعددة، حيث يتعرض الرجال إلى اعتداءات مادية و معنوية، قد تكون ذو دوافع جنسية حيث تتحايل المرأة على الرجل من أجل إقامة علاقة جنسية معه، وهو نوع من الإرغام المتعمد والاستدراج بالابتزاز، ويكون الرجل ضحية التحرش غير موافق على ممارسات المتحرش سواء استطاع رفضها أم لم يستطع.

كشف تقرير رسمي عن معطيات مُثيرة حول العنف النسوي ضد الرجال في المغرب، موضحاً أن ما مجموعه 70% من الرجال تعرضوا للعنف النسوي، و ركز على 3000 عينة تتراوح أعمارهم بين 15 و75 سنة، الذي أعدته المندوبية السامية للتخطيط ، فإن 75٪ بين الرجال سكان المدن و61٪ بين الرجال سكان القرى، تعرضوا للعنف من مختلف جوانبه من طرف النساء في مختلف فضاءات العيش وبأشكاله المختلفة وكذا محدداته.

ينتشر هذا العنف بشكل أكبر بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة (47٪ مقابل 29٪ ممن تتراوح أعمارهم بين 60 و74 سنة)، وبين الرجال العزاب (46٪ مقابل 40٪ بين المتزوجين) وبين الحاصلين على مستوى تعليمي عال (46٪ مقابل 33٪ بين الرجال دون أي مستوى تعليمي).

تتعد مظاهر التحرش ضد الرجال حيث نجد التحرش من قبل ربات العمل التي قد تسيرها امراة أو تمتلكها وتمارس سلطتها الإدارية على جميع الموظفين بهذا العمل، وفي بعض الأحيان قد تلجأ ربة العمل هذه للتحرش بأحد موظفيها الرجال أو الشبان بسبب إعجابها به أو بسبب مشاكل عاطفية تعاني منها مثل العنوسة أو الترمل أو الطلاق ، وفي جميع المجالات يوجد في الوسط المهني رجال شاذون جنسياً أو نساء يعانون من مشاكل عاطفية ونفسية وقد يقومون بسلوكيات التحرش ببعض زملائهم الرجال… .

قد يتمتع الرجل بصفات جسدية أو شكلية جمالية جذابة ومرغبة من قبل النساء، وقد تسبب هذه المسألة إعجاب إحدى قريباته به ورغبتها في إقامة علاقة معه حتى ولو كان لا يرغب هو بهذه العلاقة أو ربما يكون متزوج، وقد يتعرض جراء هذا في بعض الظروف الخاصة للتحرش اللفظي أو الجسدي في بعض الأحيان من قبل هذه المعجبة…

ويتعرض أغلب الرجال إلى التوريط واختلاق الأكاذيب التي قد تتسبب بمشاكل للضحية سواء في العمل أو العائلة أو مع زوجته في حال كان متزوج، و التهديد و توجيه التهم والتهديد بالفضائح في حال لم ينصاع الرجل الضحية لرغبات المتحرش وكمثال على ذلك إسقاط تهمة التحرش مثل حالات ادعاء المرأة بأن الرجل (الضحية) حاول أن يتحرش بها وفي الحقيقة أنها هي من ترغب بالتحرش به

و قد تجاوز هذا السلوك حدوده وانتشر بشكل لافت رغم التغاضي و التجاهل و السكوت، إلا أن العديد من العائلات تفرقت بسبب هذه الظواهر، العديد من الأذى النفسي و المشاكل العائلية و الفضائح و ارتكاب الجرائم دفاعا عن الشرف.

و كما للمرأة شرف، فا للرجل شرف، و كما للمرأة قانون يحميها فعلى الرجل أن يطالب بقانون يحميه في زمن الأكاذيب والأباطيل، فليست كل قضايا التحرش صادقة لا من طرف الرجال ولا من طرف النساء، كل ما في الأمر، أن يحكم بينهم قانون بالعدل والإنصاف، فالتحرش جريمة، سواء ارتكبه رجل أو ارتكبته امرأة.

Share this content:

إرسال التعليق

You May Have Missed