(هذا جهدي عليكم ) 19/05/2022 العدد(44) *الكرة والديمقراطيةفي الوطن العربي*
بقلم فريد حفيض الدين.
تعتبر الرياضة من أهم ركائز ودعائم قيم التسامح والتعايش بين الشعوب ، بغض النظر عن معتقداتهم واجناسهم . وأهم ما يميز الممارسة الرياضية ، هي روح المنافسة الشريفة المبنية على قواعد إحترام المنافس ، والتحلي بالروح الرياضية ، وتقبل النتيجة أيا كانت .
من بين الرياضات الأكثر شعبية في العالم ، كرة القدم ، هذه الرياضة التي تهيج الأحاسيس والمشاعر ، وتحشد الجماهير والمتابعين لها بالملايين عبر المعمور .
وكأي ظاهرة اجتماعية أخرى ، تنحرف أحيانا هذه الرياضة عن مبادئها
وأهدافها في تقريب الشعوب ، إلى نفور بعضهم البعض وتحريضهم على الكراهية والعنصرية أحيانا. كما يستعملها بعض الحكام بالنظر لشعبيتها الجارفة ، كوسيلة لإلهاء الشعوب عن حاجياتها الحقيقية والمعيشيةو تسمح لها برفع شعارات تفرج عن مكبوتاثها وحرمانها الاقتصادي والاجتماعي والعاطفي .
ولعل ما يصاحب المبارة النهائية لعصبة أبطال افريقيا لكرة القدم ، والتي ستجمع الوداد البيضاوي بالأهلي المصري يوم 30 ماي القادم بمركب محمد الخامس بالبيضاء ، يلخص بعض الحقائق والوقائع من ما سبق ذكره…. كيف ؟
كما يعلم الجميع وخاصة عشاق كرة القدم ، فاز مركب محمد الخامس بشرف تنظيم هذا النهائي ، وتمت العملية عن طريق انتخابات نزيهة داخل اللجنة التنفيذية للكونفدرالية الافريقية لكرة القدم ( الكاف)
حيث فاز المغرب على منافسه في التصويت السنغال ب16 صوتا مقابل 3 أصوات.
الغريب ان التصويت تم حتى أن يعرف الفريقين المؤهلين للنهاية ، وبتصويت رئيس اتحادية كرة القدم المصرية السيد هاني أبو ريدة ، والذي بالمناسبة صوت لصالح المغرب ، علما ان مصر لم تتقدم بطلب ترشيح ملعب القاهرة الدولي لاحتضان هذا النهائي . ( افهم تسطا ) مع هذا “عريبان ”
والذي حدث بعض فوز مركب محمد الخامس، أن إخواننا في مصر أقاموا الدنيا ولم يقعدوها . السبب هو أن استقبال الوداد للأهلي بمركب محمد الخامس فيه حيف سيطال فريقهم ،
من هنا بدأت أصوات مسييري الأهلي ، ومعهم جوقة من الصحافة والإعلام في انتقاد المغرب والكاف بداعي أن إجراء مقابلة نهائي عصبة أبطال إفريقيا بين الوداد والاهلي بمركب محمد الخامس ، فيه ضرب لمبدأ تساوي الفرص وعليه يتوجب على الكاف نقل المبارة إلى بلد آخر محايد. واتهموا رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالرجل الذي يسيطر على أجهزة الكاف لخدمة الكرة في بلده، في محاولة لضرب مصداقيه الرجل، وتشويه سمعة الكرة المغربية.
هرطقات تعودنا عليها من صحافة مصر كلما خسرت الكرة عندهم رهانا معينا. للأسف مازال البعض في مصر يعيش على ذكريات وزعامة عبد الناصر ” المفشوشة ” كما هو حال كرتهم…
غير أن المضحك المبكي في هذه المنذبة، وفي إطار ” أنصر أخاك ظالما أو مظلوما” تجندت أبواق إعلامية من طبالة وماسحي أحذية العسكر الجزائري لمناصرة مصر ” الشقيقة” في محنتها هذه، واتهام المغرب بكل أنواع المكر والخبث . وهذا ليس بغريب على بلد يوهم جيشه الشعب بأن العالم كله يتآمر عليهم .
وكلنا يعرف قصة خروجهم من مونديال قطر 2022 على يد الكامرون ، وكيف اتهموا المغرب بالوقوف وراء ذلك .
وغير بعيد عن حدود الجزائر تكفلت جوقة أخرى من بعض الإعلاميين التونسيين واصطفت وراء مصر والجزائر في حملتهما المسعورة ضد المغرب ، وضد شخص فوزي لقجع الدي شل كل مناوراتهم القديمة داخل دهاليز الكاف…
في الحقيقة لم اتفاجئ بكل هذا الهرج والمرج الذي افتعلته كومة من الإعلاميين داخل هذه البلدان ، من أجل مقابلة في كرة القدم حسمت الانتخابات في مصيرها…
السبب هو أن هذه البلدان لم تعرف في مسارها السياسي( مع استثناءات قليلة لدى التوانسة ) تمرينا ديمقراطيا كالانتخابات النزيهة، والتداول السلمي على السلطة.
لهذا رفضوا انتخابات الكاف…
وكما يقال” إذا ظهر السبب بطل العجب “……
هذا جهدي عليكم!!!!7
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق