عماد وحيدال
سطات،5 فبراير 2025 – احتضنت جامعة الحسن الأول بسطات، بشراكة مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ندوة علمية دولية تحت عنوان “حقوق الإنسان وتحديات العصر الرقمي”، والتي ستسمرعلى مدى ثلاثة أيام بمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين والباحثين من المغرب والعالم العربي.
وخلال الجلسة الافتتاحية، ألقى رئيس جامعة الحسن الأول عبداللطيف مكرم كلمة أكد فيها أن التحول الرقمي أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مما يفرض علينا ضرورة تطوير الأطر القانونية والأخلاقية لحماية حقوق الإنسان في الفضاء الرقمي. من جهته، شدد رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على أن “العصر الرقمي يفرض تحديات معقدة تتطلب تضافر الجهود بين المؤسسات الأكاديمية والأمنية لضمان التوازن بين التطور التكنولوجي وحماية الحقوق الأساسية.”
أما نائب رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فقد أبرز في كلمته أن “حقوق الإنسان في العصر الرقمي تواجه اختبارات غير مسبوقة، خاصة فيما يتعلق بحماية البيانات الشخصية وضمان حرية التعبير دون انتهاك للخصوصية.”
شهدت الندوة نقاشات حية وطرح أسئلة عميقة من قبل الطلبة والأساتذة ورجال الصحافة والإعلام، مما أضفى على الجلسات طابعًا تفاعليًا أغنى الحوار حول القضايا الراهنة.
من بين الأسئلة الهامة التي تم طرحها:
ما الضمانات القانونية المتاحة لحماية الأفراد من المراقبة الرقمية غير المشروعة؟
ردّ رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية مؤكدًا أن هناك حاجة ماسة إلى تطوير قوانين أكثر صرامة لمواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، مع تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
كيف يمكن تحقيق التوازن بين حرية التعبير ومكافحة الأخبار الزائفة؟
أوضح نائب رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن التحدي الأكبر يكمن في التوفيق بين الحماية القانونية من التضليل الإعلامي والحفاظ على فضاء رقمي حر، مشيرة إلى أهمية التوعية الرقمية كأداة أساسية في هذا الصدد.
إلى أي مدى تواكب التشريعات الوطنية والدولية التطورات الرقمية السريعة؟
أجاب أحد الخبراء المشاركين بأن التشريعات الحالية غالبًا ما تتأخر عن التغيرات التكنولوجية، مما يستدعي ضرورة تحديثها بشكل مستمر، مشيرًا إلى أن بعض الدول بدأت بالفعل في إصدار قوانين جديدة تتعلق بالذكاء الاصطناعي وحماية البيانات الشخصية.
واختُتمت الندوة بدعوة إلى تعزيز التعاون الأكاديمي بين الدول العربية وتكثيف البحث في قضايا التكنولوجيا وحقوق الإنسان، مع التأكيد على ضرورة إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المستقبلية في العصر الرقمي.
Share this content:
Post Comment