حداد في مراكش
ابراهيم الزوين
ما كل مرة تسلم الجرة، ما كان يخشاه المراكشيون حدث، و كوكبهم هوى و سقط، في ليلة حزينة، لبست فيها المدينة السواد و تحولت حمرة ضيائها إلى ظلام دامس.
ظل الفريق يصارع خصومه في الملعب، و يقاوم أعداء الداخل، و مكر و جفاء الاهل، تحمل الطعنات، طعنات ممن يفترض فيهم حماية ظهره، المراكشيون الاحرار وحدهم يعلمون أن الكوكب وأده أهله، كتموا أنفاسه و حملوه جثة هامدة لتسريع بالدفن و لسان حال الشامتين يقول :”إكرام الميت دفنه”.
الكوكب المراكشي ظل كالغريب بين أهله طيلة السنوات الأخيرة، جماهير رفعت شعارات المطالبة بالرحيل و التنحي في وجه صناع مجد “الكويكة”، جماهير كانت ضحية تصفية حسابات، جماهير إختارت بقصد أو دونه الاصطفاف في صف من أزعجهم توهج الفريق في فترات سابقة.
من يصدق أن بطل كأس الكؤوس الإفريقية، و حامل لقب الدوري الوطني و المتوج بكؤوس للعرش، ينهار و يكون سقوطه مدويا، بحجم قيمته، لا تبكوا الكوكب و لا تتظاهروا بالحسرة و الألم “للي ضرباتو يدو ما يبكي”، نجح المخربون في مسعاهم، و تجرع الاوفياء مرارة سقوط لم يكن بالحسبان.
لسان حال الكوكب اليوم يقول :”درتها بيديا و علاش ما نخمم”، و يأتي رد المرحوم حميد الزاهر عاشق الفريق المتيم :”للي دارها بيديه يفكها بسنيه”.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق