بقلم: الشريف مول الحكمة
في قلب مدينة بوسكورة، يتواجد حي بوليكوما الرميلية، الذي يختزل معاناة ساكنته في صرخات استغاثة مستمرة. بعد مرور عشر سنوات على تسليم السكن الاقتصادي، يجد سكان هذا الحي أنفسهم في مواجهة واقعية قاسية، حيث تبدو الوعود التي تلقوها من السلطات المحلية والمنتخبين مثل سراب في صحراء قاحلة.
تتزايد المشاكل بشكل يومي، حيث تعاني الأسر من انعدام الطرق المؤدية إلى الإقامات، مما يزيد من أعباء التنقل والعيش. تسرّب مياه الصرف الصحي في الشارع الرئيسي لم يعد مجرد مشكلة بيئية، بل تحول إلى خطر صحي يهدد حياة السكان، مع انتشار الروائح الكريهة التي تسببت في ظهور أعراض صحية متعددة.
وعلى الرغم من الشكاوى المتكررة، لا تزال السلطات المحلية تتجاهل هذه المعاناة. غياب الإنارة العمومية والمرافق الاجتماعية جعل الحياة في هذا الحي أشبه بكابوس، حيث تزايدت ظواهر الانحراف وتعاطي المخدرات في المقاهي العشوائية. هذا الوضع يولد شعورًا بعدم الأمان، خاصة بالنسبة للنساء والأطفال الذين يعيشون في ظروف صحية غير مقبولة.
إن الرسالة التي يسعى سكان بوليكوما الرميلية إلى إيصالها إلى السيد محمد آمهيدية، والي جهة الدار البيضاء – سطات، تتجاوز مجرد النداءات؛ إنها دعوة ملحة للقيام بزيارة تفقدية لهذا الحي المنكوب. لقد حان الوقت لتتحمل السلطات مسؤولياتها وتبدأ إجراءات فعلية لتحسين الظروف المعيشية للسكان.
إن المغرب اليوم، وهو مقبل على أحداث عالمية وإفريقية، يحتاج إلى أن تكون جميع مدنه وأحيائه نموذجية. فلا يمكن أن نسمح بأن تبقى مناطق مثل بوليكوما الرميلية تعاني من التهميش والإهمال. فالسكان يستحقون بيئة آمنة وصحية، وعلينا جميعًا أن نكون صوتًا للحق ونساعد في تحقيق العدالة الاجتماعية.
في الختام، نأمل أن تصل هذه الرسالة إلى من يهمه الأمر، وأن يتحرك الجميع لإنقاذ حي بوليكوما الرميلية من براثن التهميش، فالحياة الكريمة حق لكل مواطن في هذا الوطن العزيز.
Share this content:
إرسال التعليق