Categories
أخبار 24 ساعة الصحة الواجهة طالع

أمل جديد في عالم الصمت: الدكتور عبد الإله لمهادي يفتح أبواب السمع لطفلين في مستشفى ابن سينا بالدار البيضاء

بقلم: حسيك يوسف

في لحظة إنسانية فارقة، عاش مستشفى ابن سينا الخاص بالدار البيضاء يومًا استثنائيًا، حين نجح الفريق الطبي، بقيادة الدكتور عبد الإله لمهادي، في إجراء عمليتي زراعة قوقعة لطفلين دون سن الرابعة، كانا يعيشان في عزلة تامة عن عالم الصوت.

الطفلان، اللذان وُلدا بصمم كلي، لم يكن بإمكانهما النطق أو التفاعل مع محيطهما، ليأتي التدخل الجراحي المعقّد ويمنحهما فرصة ثمينة لبدء حياة جديدة، حياة يمكن أن تُسمع فيها أصوات الضحك، وأسماء الأحبة، ولغة العالم.

هذه العملية الدقيقة، التي تتطلب تجهيزات عالية ومهارات فائقة، تُعدّ ثورة في الطب الحديث، وقد برهنت من جديد على كفاءة الجراحين المغاربة وخبراتهم التي تضاهي المعايير العالمية.

الدكتور عبد الإله لمهادي، أحد أبرز الأسماء في ميدان جراحة الأذن والأنف والحنجرة، جسّد من خلال هذا العمل الطبي رسالة عميقة: إن الإرادة والعلم يمكن أن يغيّرا المصير.

وتُبرز هذه الحالة أهمية التشخيص المبكر والتدخل العلاجي السريع، إذ إن الطفل الذي لا يسمع قبل سن السادسة يفقد قدرته على تعلّم النطق بشكل طبيعي، ويُحكم عليه باستخدام لغة الإشارة فقط.

لكن، ولحسن الحظ، لم تعد هذه الحقيقة قدراً حتميًا، بفضل تطور الجراحة وظهور برامج دعم اجتماعية شاملة.

في هذا السياق، لا بد من الإشادة بالمبادرة الملكية الرائدة، التي مكنت، من خلال تعميم التأمين الإجباري عن المرض، من تغطية نحو 70% من تكاليف زراعة القوقعة، حتى داخل المصحات الخاصة، وهو ما يمثل فارقًا جوهريًا بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود.

إنه تحوّل كبير، يجمع بين الرؤية السياسية الإنسانية والتميز الطبي الوطني، ليجعل من قصص مثل هذه لحظة فخر جماعي، وعنوانًا لأمل مشترك.

اليوم، بفضل خبرة الدكاترة المغاربة، وبدعم من السياسات الاجتماعية الطموحة، لم تعد زراعة القوقعة حلمًا بعيد المنال، بل فرصة حقيقية تمنحها دولة تؤمن بحق الجميع في السمع، في التعلم، وفي العيش بكرامة.

فهنيئًا للدكتور عبد الإله لمهادي، وهنيئًا لهؤلاء الأطفال الذين عبروا من عتمة الصمت إلى عالم مليء بالأصوات… والأمل.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

الساحة الفنية المغربية ، تفتقد الفنان و الشاعر، العصامي عبد الرحمان بورحيم اوتفنوت

اكادير: إبراهيم فاضل

ببالغ الحزن والأسى تلقيت قبل قليل نبأ وفاة صديقنا المرحوم باذن الله الفنان عبد الرحمان بورحيم، “بورحيم اوتفنوت” الذي وافته المنية بمنزله بدواره “تنغرمت” اقليم تارودانت عن عمر ناهز 87 عاما.

الفنان بورحيم اوتفنوت ابن دوار تنغرمت بإكيدي قيادة أوزيوة ” اسكاون سابقا” .

ازداد المرحوم سنة 1938, و اشتهر بتعدد مواهبه في الكتابة حيث كان شاعرا وسيناريست وممثلا في نفس الوقت، ابدع المرحوم في التمثيل و كتابة اشهر الافلام الامازيغية التي ستبقى خالدة..

بدأ المرحوم مشواره الفني سنة 1961 من الحلقة بدرب غلف والقريعة والحي المحمدي بالدار البيضاء قبل أن يدخل سنة 1975 تجربة انتاج أشرطة الأناشيد الدينية بالأمازيغية ووصل انتاجه أكثر من 50 شريطا.

كانت سنة 1995 أهم نقطة تحول في مسار المرحوم “ادا بورحيم اوتنغرمت” من خلال ولوج عالم الأفلام الأمازيغية بمشاركته في فيلم “غاسا الدونيت اسكا ليخرت” ليشارك بعد ذلك كممثل وسيناريست ومنتج ومخرج لعدة أفلام ارتبط نجاحها باسم تفنوت.

المرحوم نال شهرة كبيرة بأعماله الخالدة وحاز على عدة شهادات تقدير وتكريمات في مجموعة من المهرجانات والملتقيات.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

اللهم ارحمه واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع مجتمع

بوسكورة تحت رحمة المقاهي العشوائية… تدخين المخدرات على مرأى الجميع وسلطات في سبات عميق

مول الحكمة

في مشهد يبعث على القلق، تتحول مدينة بوسكورة بإقليم النواصر تدريجياً إلى مرتع للفوضى والانفلات الأخلاقي، بسبب الانتشار اللافت للمقاهي غير المرخصة، التي تُفتح وتُشغل خارج أي إطار قانوني، دون أدنى رقابة من الجهات الوصية، وفي ظل تواطؤٍ غير مبرر أو تغافلٍ يثير الريبة.

هذه “المقاهي”، التي تتكاثر كالفطر في الأزقة والأحياء، لم تكتفِ بتجاوز القانون، بل أصبحت فضاءات مشبوهة تُمارَس فيها سلوكات منحرفة، وعلى رأسها تدخين المخدرات بشكل علني، أمام أعين المارة، وفي محيط سكني يحتضن عائلات وأطفالاً ومراهقين باتوا اليوم في قلب الخطر.

فمن المسؤول عن هذا التسيب؟ وكيف يُسمح لمثل هذه الفضاءات أن تشتغل دون رخص؟ وأين هي لجان المراقبة التي من المفترض أن تضع حداً لهذا العبث المتنامي؟ الأسئلة كثيرة، والإجابات تغيب وسط صمت رسمي مريب، في وقت يكتوي فيه السكان بنار الانحراف والإدمان الذي يتربص بأبنائهم.

فعاليات مدنية وحقوقية كثيرة دقت ناقوس الخطر، ووجّهت نداءً صريحاً إلى السيد عامل إقليم النواصر للتدخل الفوري، قبل أن تتحول بوسكورة إلى بؤرة سوداء يتعذر إصلاحها.

فالمطلوب ليس فقط إغلاق المقاهي العشوائية، بل مساءلة من يغضّ الطرف عنها، وتفعيل أدوات الرقابة والمحاسبة، وتحرير الفضاء العام من قبضة الانحلال.

بوسكورة اليوم لا تحتاج إلى خطب ووعود، بل إلى قرارات حازمة تُعيد الاعتبار لسلطة القانون، وتصون كرامة المواطن، وتحمي النشء من السقوط في مستنقع المخدرات والإجرام.

فهل يتحرك المسؤولون قبل فوات الأوان؟

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات مجتمع نازل

فاجعة بوسكورة: غرق قاصر في منشأة غير مؤمنة يفتح النقاش حول إهمال أوراش التهيئة

فيصل باغا

في حادث مأساوي جديد، شهدت جماعة بوسكورة بإقليم النواصر، يوم الخميس 22 ماي، وفاة طفل يبلغ من العمر 16 سنة غرقًا داخل بحيرة مائية مؤقتة، ناتجة عن ورش إصلاح وتهيئة وادي بوسكورة. البحيرة، التي يفترض أنها مؤمنة كجزء من منشأة في طور الإنجاز، تحولت إلى مصيدة مميتة في غياب تام لأي وسائل حماية أو إشارات تحذيرية.

الورش الذي يشرف عليه مقاولون يفترض فيهم الالتزام بتأمين محيط المنشأة، ترك مكشوفًا دون أسوار أو مراقبة، رغم القوانين التي تفرض إجراءات احترازية صارمة. وفي مشهد يتكرر في العديد من الأوراش بالمغرب، تحوّلت المياه الراكدة إلى نقطة جذب للأطفال في منطقة آهلة بالسكان، ما يُبرز الخلل الكبير في ثقافة الوقاية والرقابة.

السلطات المحلية وجدت نفسها في مرمى الانتقادات، وسط تساؤلات حادة من السكان حول غياب المراقبة وتقصير الجهات المعنية في حماية أرواح المواطنين، خاصة القاصرين الذين يدفعون ثمن الإهمال غالبًا بأرواحهم.

وتطالب الساكنة بفتح تحقيق جدي وسريع لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين في هذا الإهمال المؤسف، مؤكدين على ضرورة تسييج كل المنشآت المشابهة، وإطلاق حملات توعية استباقية لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث.

حادث بوسكورة ليس الأول، لكنه يجب أن يكون الأخير. فقد آن الأوان لإعادة النظر في معايير السلامة داخل الأوراش المفتوحة، حفاظًا على أرواح الأبرياء، وضمانًا لحق الجميع في فضاءات آمنة ومحروسة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

The Negative Effects of Faked Degrees on Education

Abdellah Benahnia

Getting to deeply know about a notion or the use of a term sometimes requires a close contact with its settings and surroundings in order to make it sound more meaningful. Perhaps the notion” Mickey Mouse Degree”, for example, did not mean much to me personally in reality few years ago until I actually landed in North America. Though I used to hear the utterance being used in some conversations here and there, I wasn’t able to really give it much attention. The truth off the matter is that when I landed in one of the best companies in Florida and had the privilege to be part of the Moroccan-American Cultural Exchange Program to work for year as a “Cultural Representative” of Morocco in 1989 at EPCOT CENTER, Walt Disney World in Orlando, I was able to physically see and be part of Disney University. One of the requirements off this program and I order to fully fit into this mission; each selected candidate must undergo a rigorous training program for some weeks at “Disney University”. This intensive training includes customer service and satisfaction, customer care, public speaking and so on. All of those training programs were accompanied by field visits to ensure its mastery and retention. At the end of that training program, the university bestowed a well-deserved “Disney University Degree” on us all. Yes, indeed the certificate bears a Mickey Mouse picture, but it truly had a value. It made a huge difference in my personal life and did teach me a lot. As a public speaker, I still can realize the impact I can have on any audience until today. Yes, you can say it is a “Mickey Mouse Degree”, but that one is not something “unreal”, it is rather a great certificate from a well established institution. Therefore, I couldn’t believe that people use that name or term for something unreal.

I started to hear about the notion of “Mickey Mouse Degree” again and again in people’s conversations but I often tried to stop them and make them aware about the tremendous efforts that the coaches used to put in such programs. However, I came to know what they mean and it is nothing but a term people tend to use for a degree or a certificate that has no value or existence. What they don’t know probably is that the actual degree from Disney University, in reality, has at least a value that I still recognize. Perhaps what they probably refer to is also the degrees that provide no training or curricula, or perhaps have mere notions and materials that would benefit the learner. Such degrees would remain meaningless and worthless in the sight of many, but may benefit others.

The notion of “Faked Degree”

Like many other Morocans, I was indeed astonished by the scandal of selling degrees in one of the universities. The problem was raised few days ago while investigations are still taking place to define the “Qaylish network” and those who used that “faked” degree. Though it is an immoral and unaccepted act, it perhaps opened the door for further investigations in other universities and it did reflect the low-level of intellectualism we are heading to these days.

Just the spread of the notion of “Mickey Mouse Degree”, the notion of “Faked Degree” is also spreading, but with much fear that it may uncover the sad reality of many personalities who are holding high status in the Moroccan society and perhaps in other sectors. However, and surprisingly enough, “Faked” degree is not for free. According to what had been revealed in this late scandal, it seems like this degree is worth thousands of dollars while the beholders seem to be many. Unfortunately, the list that was circulating in social media lately, reveals the names of people who hold key position in our society (however, we do not know if that list is accurate or not). Now, you can imagine the harm and injustice that may occur while a puffy person may hold such a non-deserved degree.

Where is education heading to? 

There is no doubt that education is a vehicle towards gaining apiece of bread and securing a stable job, while holding a considerable amount of knowledge and intellectualism to make better fit in your immediate community in particular, and in society in general. Therefore, it is through education that a nation can develop its individuals, infrastructure, and gain a respected status among other nations of the world. As stated in many of my previous articles, a proper education system should follow what I called “Abdul Paradigm”. It is also referred to as the “FSS Paradigm. The letters respectively refer to: Family; School; and the Street. That is to say, effective and reliable education starts with the family first (that is where the kid grasps good principles, ethics, and morals that can shape his or her personality later); the School is where those notions are deeply enhanced and polished; while the Street remains the actual real context where the behavior of the learner displayed, exhibited, and truly tested. Hence, having a clean street where there are no drags distributed to kids and adults, no crime and any sorts violence, and where people are displaying good manners and behavior, is a crystal-clear indication that our education is indeed a vehicle towards preparing young generations to be loyal, active and productive individuals who would hold hard onto their values, ethics, and principles, as well as their linguistic and cultural heritage.

It seems like may people are losing faith in our education today. Such negative scandals spread like fire, but they do actually lead to low self-esteem and loosing trust and faith in the education system among the current generation.

Towards a true reform of the education system: What needs to be done?

“Faked Degree” is just one aspect of corruption that may exist in our education institutes, including universities and higher schools. Violence, and “Sex for Grades” is another sort of corruption that the authorities have been (thankfully) doing their best to irradicate. People are now and more than ever asking for a true reform of the education system and student-life. Hence, the Masters’ programs do have actual face2face sessions where students can come to class and listen and contribute to live sessions with their professors. This ritual seems to be almost totally absent in the doctoral programs. Not having regular classes on weekly basis, may push candidates to just register the title of their research dissertation and completely vanish. In most cases, they are left to work on the articles they are supposed to publish and the rest of the dissertation to be completed. In some other cases, students are left in the dark and they have to find ways to complete their task on their own (although their supervisors are paid extra money to guide them and serve their need). As far as I recall, the doctoral program in the United States of America, courses were carried out on weekly basis and some candidates had to drive miles to get to class. I personally can’t imagine a doctoral program with “no daily classes”! Some universities still schedule some training sessions but those are very limited and may not be of great help. The purpose of having courses related to the major a person chose as well as other elective courses is to actually enrich the knowledge of students and let them feel that the degree they will get is indeed well deserved.

Perhaps, we should not blame the “Qaylish case” and the faked degree holders more than blaming those at key positions so that they can seek a crucial reform of our university system. And by the way, the case phenomenon may not be pertaining to Morocco only, but perhaps it does exist in other nations, and therefore everyone must remain alert and vigilant.

The reform suggested here is a reform that would include and be based on the views and ideas of experts in the field, and foresee a strategic plan that restores the goals and objectives of education in our country, reinforces and restores our values and morals, and guides our current and future generations towards their ideological, religious, moral, and national commitments, their pride in the religious, linguistic, and cultural heritage of their ancestors, and their loyalty to this dear homeland.

A. Benahnia

Expert in Education & Cultural issues

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات طالع

الآثار السلبية للشهادات المزورة على التعليم

عبد الله بن أهنية

يتطلب التعمق في فهم معنى بعض المقولات أو استخدام مصطلح ما أحيانًا التلامس الوثيق مع سياقه ومحيطه لجعله أكثر وضوحًا. على سبيل المثال، ربما لم تكن فكرة أو مقولة “شهادة ميكي ماوس” (Mickey Mouse) تعني لي الكثير في الواقع قبل بضع سنوات حتى وصلتُ إلى أمريكا الشمالية. مع أنني كنت أسمعها تُستخدم في بعض المحادثات هنا وهناك، إلا أنني لم أتمكن من إعارتها اهتمامًا كبيرًا آنذاك. وفي الحقيقة، عندما انضممت إلى إحدى أفضل الشركات في فلوريدا في ميدان السياحة والثقافة، وحصلت على شرف المشاركة في برنامج التبادل الثقافي المغربي الأمريكي للعمل لمدة عام “كممثل ثقافي” للمغرب في مركز إبكوت (EPCOT CENTER, WALT DISNEY WORLD)، عالم والت ديزني في أورلاندو، تمكنت من رؤية جامعة ديزني عن كثب والمشاركة فيها شخصيًا. وللإشارة فمن متطلبات هذا البرنامج، ومن أجل تحقيق تلك المهمة بالكامل، يجب أن يخضع كل مرشح يتم اختياره لبرنامج تدريبي صارم لعدة أسابيع في “جامعة ديزني”. يشمل هذا التدريب المكثف خدمة العملاء ورضاهم، ورعاية العملاء، والتدريب على التحدث أمام الجمهور، وما إلى ذلك. وبالطبع، فقد رافقت جميع هذه البرامج التدريبية زيارات ميدانية لضمان إتقانها واستمراريتها. وفي نهاية ذلك البرنامج، منحتنا الجامعة جميعًا “شهادة جامعة ديزني” عن جدارة واستحقاق. نعم، تحمل الشهادة صورة ميكي ماوس، لكنها كانت ذات قيمة حقيقية وفعلية. ومما لا شك فيه، فقد أحدثت فرقًا كبيرًا في حياتي الشخصية وعلمتني الكثير. وبصفتي متحدثًا في شؤون التربية والتعليم والثقافة، فما زلت أدرك التأثير الذي يمكن أن أتركه على أي جمهور من خلال محاضراتي حتى اليوم. نعم، يمكنك القول إنها “شهادة ميكي ماوس”، لكنها ليست شيئًا “خياليًا” كما قد تتصور، أو كما ترمز إليه المقولة في الثقافة الأمريكية، بل هي شهادة رائعة من مؤسسة مرموقة. لذلك، لم أصدق أن الناس يستخدمون هذا الاسم أو المصطلح لوصف شيء غير واقعي أو الإشارة إليه جزافاً.

وهكذا، ومع مرور الأيام والسنين، بدأ مفهوم “شهادة ميكي ماوس” يثير انتباهي وفضولي وهو يتردد مرارًا وتكرارًا في أحاديث الناس من حولي، لكنني، ومن باب الغيرة على تلك البرامج الشيقة التي استمتعت بها، كنت أحاول أحياناً إيقافهم ومحاولة توعية بعضهم بالجهود الجبارة التي يبذلها المدربون في مثل تلك البرامج. ومع ذلك، أدركتُ نماماً ما كانوا يقصدونه، أي أن ذلك ما هو إلا مصطلحًا يستخدمه عامة الناس عادةً للإشارة إلى شهادة أو درجة علمية لا قيمة لها ولا وجود لها. لكن ربما ما لا يعرفونه على الأرجح هو أن الشهادة الفعلية من جامعة ديزني، في واقع الأمر، لها على الأقل وزنها وقيمة مرموقة ما زلتُ أُدركها. ولعل ما يشيرون إليه أيضًا هو الشهادات التي لا تُقدم أي تدريب أو مناهج، أو ربما لا تحتوي على مواد تُفيد المتعلم. ستبقى هذه الشهادات بلا معنى ولا قيمة في نظر الكثيرين، لكنها قد تُفيد الآخرين.

فكرة “الشهادة المزورة” 

كغيري من المغاربة، دهشتُ فعلاً من فضيحة بيع الشهادات في إحدى الجامعات. أُثيرت هذه القضية قبل أيام، بينما لا تزال التحقيقات جارية لتحديد هوية “شبكة قايلش” ومن استخدموا تلك الشهادة “المزورة”. ورغم أنها فعلٌ غير أخلاقي وغير مقبول، إلا أنها ربما فتحت الباب أمام تحقيقات أخرى في جامعات أخرى حيث يركد “قلاليش” آخرون ربما اختاروا منحى “ليبد” بدلاً من “قايلش” كما يفهم ذلك كل من تشبع بالثقافة المغربية واستمتع في صباه بلعبة “اذا جا مول الفول : ليبد: ولا مشى مول الفول: قايلش”. ومما لا شك فيه، فإن هذه الفضيحة عكست بالفعل مستوى التقهقر الفكري الذي نتجه إليه هذه الأيام.

وكما انتشر مفهوم “شهادة ميكي ماوس”، ينتشر مفهوم “الشهادة المزورة”، لكن مع خوف كبير من أن يكشف الحقيقة المؤلمة للعديد من الشخصيات المرموقة في المجتمع المغربي، وربما في قطاعات أخرى. ولكن، والمثير للدهشة، أن الشهادة “المزورة” ليست مجانية. وحسب ما كُشف عنه في هذه الفضيحة الأخيرة، يبدو أن هذه الشهادة تُقدر بآلاف الدولارات، بينما يبدو أن عدد المستفيدين منها كبير. للأسف، تكشف القائمة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا أسماء أشخاص يشغلون مناصب قيادية في مجتمعنا (مع أننا لا نعلم مدى دقة هذه القائمة). تخيلوا حجم الضرر والظلم الذي قد يقع على شخصٍ متعجرف يحمل مثل هذه الشهادة التي لا يستحقها ويحرم منها من هو أحق بها من أبناء وبنات الشعب.

إلى أين يتجه التعليم؟

لا شك أن التعليم، وكما عهدناه، وسيلةٌ لكسب لقمة العيش والحصول على وظيفة مستقرة، مع اكتساب قدرٍ وافرٍ من المعرفة والفكر يُمكّنك من الاندماج في مجتمعك المحليّ تحديدًا، وفي المجتمع عمومًا. لذا، فمن خلال التعليم، تُطوّر الأمة أفرادها وبنيتها التحتية، وتكتسب مكانةً مرموقةً بين شعوب العالم. وكما ذكرتُ في العديد من مقالاتي السابقة، فإنّ نظامًا تعليميًا سليمًا ينبغي أن يتّبع ما أسميته “Abdul Paradigm”، ويُشار إليه أيضًا باسم “نموذج FSS”. تشير الأحرف على التوالي إلى: الأسرة، والمدرسة، والشارع. أي أن التعليم الفعال والموثوق يبدأ من الأسرة أولًا (حيث يكتسب الطفل المبادئ والأخلاق والقيم الحميدة التي تُشكل شخصيته لاحقًا)؛ والمدرسة هي المكان الذي تُصقل فيه هذه المفاهيم وتُصقل بعمق؛ بينما يبقى الشارع هو السياق الحقيقي الذي يُظهر فيه سلوك المتعلم ويُختبر بصدق. لذا، فإن وجود شارع نظيف، خالٍ من العوائق التي تُوزع على الأطفال والكبار، وخالٍ من الجريمة وأي نوع من العنف، وحيث يُظهر الناس الأخلاق الحميدة والسلوك السوي، هو مؤشر واضح على أن تعليمنا هو بالفعل وسيلة لإعداد أجيال شابة ليكونوا أفرادًا مخلصين ونشطين ومنتجين، يتمسكون بقيمهم وأخلاقهم ومبادئهم، بالإضافة إلى تراثهم اللغوي والثقافي.

ومع الأسف، يبدو أن الكثير من الناس يفقدون ثقتهم بتعليمنا اليوم، وسرعان ما تنتشر هذه الفضائح السلبية كالنار في الهشيم، لكنها في الواقع تؤدي إلى تدني احترام الذات وفقدان الثقة بالنظام التعليمي بين أفراد الجيل الحالي.

نحو إصلاح حقيقي للنظام التعليمي: ما العمل؟

“الشهادات المزورة” ليست سوى جانب واحد من الفساد الذي قد يسود مؤسساتنا التعليمية، بما في ذلك الجامعات والمدارس العليا. فالعنف، و”الجنس مقابل الدرجات” ما هو إلا نوع آخر من الفساد الذي تبذل السلطات (لحسن الحظ) قصارى جهدها للقضاء عليه واجتثاثه من جذوره. ولذلك، يطالب الناس الآن، أكثر من أي وقت مضى، بإصلاح حقيقي للنظام التعليمي والحياة الطلابية. ولذلك أيضاً، تُقدم برامج الماجستير محاضرات يومية وجلسات تفاعلية فعلية، حيث يمكن للطلاب الحضور إلى المحاضرات والاستماع إلى أساتذتهم والمساهمة في جلسات مباشرة. يبدو أن هذه العادة غائبة تمامًا في برامج الدكتوراه. ومما لا شك فيه، فقد يدفع عدم انتظام المحاضرات يومياً وأسبوعيًا المرشحين إلى الاكتفاء بتسجيل عنوان أطروحتهم البحثية والاختفاء تمامًا من الساحة الجامعية. وفي معظم الحالات، يُتركون للعمل على المقالات التي يُفترض أن ينشروها، وإكمال بقية الأطروحة. وفي حالات أخرى، يُترك الطلاب في خالة ضبابية، ويضطرون إلى إيجاد طرق لإنجاز مهامهم بأنفسهم (مع أن مشرفيهم ربما يتقاضون رواتب إضافية لتوجيههم وتلبية احتياجاتهم). على حدّ ذاكرتي، كانت دورات برنامج الدكتوراه في الولايات المتحدة الأمريكية تُعقد يومياً وأسبوعيًا، وكان بعض المرشحين يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى تلك المحاضرات. شخصيًا، لا أستطيع تخيّل برنامج دكتوراه “بدون فصول دراسية يومية”! لا تزال بعض الجامعات تُجدول بعض الدورات التدريبية، لكنها محدودة جدًا وقد لا تُقدم فائدة كبيرة. الهدف من وجود دورات مرتبطة بالتخصص الذي يختاره الشخص، بالإضافة إلى دورات اختيارية أخرى، هو في حد ذاته إثراء لمعارف الطلاب وجعلهم يشعرون بأن الدرجة التي سيحصلون عليها مستحقة بالفعل.

ربما لا ينبغي أن نلوم “قضية قايلش” وحاملي شهادات قايلش المزورة أكثر من لوم أصحاب القرار في مجال التربية والتعليم، حتى يتمكنوا من السعي لإصلاح جذري لنظامنا الجامعي. وبالمناسبة، قد لا تقتصر ظاهرة هذه القضية على المغرب فقط، بل ربما توجد في دول أخرى، ولذلك يجب على الجميع التحلي باليقظة والحذر.

الإصلاح المقترح والمنشود هنا هو إصلاحٌ يشمل آراء وأفكار الخبراء في هذا المجال ويستند إليها، ويضع خطةً استراتيجيةً تُعيد أهداف التعليم في بلدنا، وتُعزز قيمنا وأخلاقنا وتُعيدها إلى نصابها، وتُرشد جيلنا الحالي والقادم نحو التزاماته العقائدية والدينية والأخلاقية والوطنية واعتزازه بموروث أجداده الديني واللغوي والثقافي، وولائه لهذا الوطن الغالي.

خبير في الشؤون التربوية والثقافية

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي الواجهة

تجارة المخدرات تتحدى الحملات الأمنية في بوسكورة

بقلم مول الحكمة – جريدة مع الحدث

رغم الحملات الأمنية المتواصلة التي تباشرها عناصر المركز القضائي للدرك الملكي ببوسكورة، ما تزال تجارة المخدرات تستفحل في عدد من الأحياء، مهددة أمن وسلامة الشباب.

في أحدث حملة تمشيطية بدوار الشلوح، أحد أبرز البؤر السوداء بالمنطقة، تمكنت السلطات من توقيف أحد المروجين الرئيسيين، إلى جانب ضبط كميات مهمة من المخدرات، وعدة وسائل تُستعمل في الترويج، بينها سيارات ودراجات نارية.

ورغم أهمية هذه العملية، تبقى المشكلة قائمة، إذ لا تزال أحياء أخرى تعرف انتشارًا مقلقًا لمخدرات خطيرة مثل “البوفا”، وسط مطالب شعبية بضرورة استهداف الرؤوس المدبرة وتفكيك الشبكات الكبيرة، لا الاكتفاء بصغار المروجين.

ساكنة بوسكورة تنتظر تدخلًا أوسع وأكثر نجاعة لحماية شبابها من براثن الإدمان، عبر مقاربة أمنية شاملة وحازمة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة

الأستاذ الجامعي بين الانزلاق الفردي وسمعة المؤسسة التربوية

بقلم: ف. ك – مع الحدث

أثارت الجريمة البشعة المنسوبة إلى الأستاذ الجامعي (أ-ش) موجة صدمة عميقة في الأوساط المغربية، ليس فقط لهول الجريمة، بل لكون فاعلها ينتمي إلى فئة يُفترض فيها أن تكون نموذجاً في الأخلاق والقدوة.

غير أن ما يجب التنبيه إليه، هو أن هذا الفعل المشين يظل حالة فردية، ولا يمكن بأي حال تعميمه على باقي الجسم الجامعي، الذي يزخر بأساتذة شرفاء نذروا حياتهم للتدريس والبحث وخدمة الأجيال. فالأستاذ الجامعي ليس موظفاً عادياً، بل حامل لرسالة تربوية وأخلاقية سامية.

ومثلما لا نحمّل مؤسسة بكاملها مسؤولية انزلاق أحد أفرادها، لا يجوز أيضاً تشويه صورة التعليم العالي أو شيطنة الأساتذة الجامعيين بسبب انحراف شخصي معزول.

الجامعة المغربية في حاجة إلى إصلاحات حقيقية، نعم، لكن أيضاً إلى تحصين مكانة الأستاذ، ورد الاعتبار لرسالته، بعيداً عن التعميم والتجريح. فلا نهضة للوطن دون جامعة قوية، ولا جامعة قوية دون أطر تربوية محترمة ومصانة الكرامة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة خارج الحدود سياسة

بوريطة وعبد العاطي يبحثان سبل تعزيز العلاقات المغربية المصرية على هامش القمة العربية

بقلم: حسيك يوسف – مع الحدث

في إطار الدبلوماسية الثنائية، أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، مباحثات مع نظيره المصري السيد بدر عبد العاطي، وزير خارجية جمهورية مصر العربية.

وجرى هذا اللقاء على هامش القمة العربية غير العادية المنعقدة لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية، حيث شكل فرصة لتبادل وجهات النظر حول سبل تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز التشاور المستمر بين الرباط والقاهرة في مختلف القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

اجتماع تحضيري لتأسيس فدرالية وطنية لمتقاعدي القطاع الخاص

بقلم: عبد الهادي سيكي

في خطوة تنظيمية تهدف إلى الدفاع عن حقوق متقاعدي القطاع الخاص، تستعد اللجنة التحضيرية لتأسيس فدرالية وطنية لمتقاعدي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (ص.و.ض.ج) لعقد اجتماعها المرتقب، الذي سيُعلن عن موعده وتفاصيله قريباً.

وتأتي هذه المبادرة بدعم من جمعيات المجتمع المدني، وفي مقدمتها جمعية الوفاء والتواصل والتعاون، استجابةً لنداء عدد من المتقاعدين الذين يطالبون بتحسين أوضاعهم الاجتماعية والصحية، وتعزيز حضورهم في النقاشات الوطنية المرتبطة بالحماية الاجتماعية.

اللجنة تدعو جميع المعنيين إلى المساهمة في هذا المشروع التأسيسي، والانخراط في الدينامية الجديدة التي تسعى لإعلاء صوت متقاعدي القطاع الخاص وطنياً.