Categories
أخبار 24 ساعة بلاغ سياسة

إدريس لشكر يترأس المؤتمر الإقليمي للاتحاد الاشتراكي بعين الشق تحت شعار “لا تنمية ولا ديمقراطية بدون تخليق الحياة السياسية”

مع الحدث الدارالبيضاء فيصل باغا 

في إطار الدينامية التنظيمية والسياسية التي يعرفها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ترأس الكاتب الأول للحزب، السيد إدريس لشكر، أشغال المؤتمر الإقليمي لعين الشق، المنعقد يوم السبت 5 يوليوز 2025، ابتداءً من الساعة الثالثة بعد الزوال، وذلك بالمركب الثقافي عبد الله كنون بشارع برشيد.

وقد نُظم هذا المؤتمر تحت شعار: “لا تنمية ولا ديمقراطية بدون تخليق الحياة السياسية”، وهو الشعار الذي يعكس التزام الحزب الراسخ بترسيخ القيم الأخلاقية في الممارسة السياسية، وربطها بشكل عضوي بمسار التنمية والديمقراطية الحقة.

وشهد اللقاء حضور عدد من مناضلات ومناضلي الحزب بالإقليم، بالإضافة إلى فعاليات سياسية ومدنية محلية، حيث شكل المؤتمر مناسبة للنقاش حول الرهانات التنموية والديمقراطية التي تعرفها المنطقة، والتحديات التي تواجه العمل الحزبي الجاد والمسؤول.

وفي كلمته الافتتاحية أكد لشكر على أهمية تخليق الحياة السياسية كشرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة، داعيًا إلى مواصلة النضال من أجل مؤسسات قوية وشفافة، وحياة سياسية قائمة على المصداقية وربط المسؤولية بالمحاسبة.

وقد عرف المؤتمر نقاشًا غنيًا بين المشاركات والمشاركين، همّ مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية والتنظيمية المطروحة محليًا ووطنياً، في أفق تعزيز حضور الحزب وتطوير أدائه بالإقليم.

ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة من المؤتمرات الجهوية والإقليمية التي يعقدها الحزب تحضيرًا للاستحقاقات المقبلة، وتأهيلًا لهياكله على المستوى الوطني، في انسجام تام مع مبادئه وتاريخه النضالي العريق.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي سياسة

تمرين جوي مشترك بين المغرب وفرنسا لتعزيز التنسيق العملياتي وتطوير القدرات الجوية

مع الحدث متابعة عبد الجبار الحرشي 

بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله القائد الأعلى ورئيس اركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية وفي إطار تعزيز التعاون العسكري بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، انطلقت، يوم 23 يونيو 2025، بمدينة كلميم بالمملكة المغربية فعاليات التمرين الجوي المشترك “ماراثون 25″، الذي يجمع بين القوات الملكية الجوية المغربية وسلاح الجو والفضاء الفرنسي، بهدف دعم التشغيل البيني وتطوير القدرات العملياتية والتكتيكية في مختلف مجالات الطيران العسكري.

ويعرف هذا التمرين مشاركة متنوعة من الجانبين، حيث يساهم الجانب الفرنسي بخمس طائرات مقاتلة من نوع رافال B وطائرة من طراز A330 MRTT Phénix المخصصة للتزود بالوقود جواً والنقل الاستراتيجي، في حين تشارك القوات الملكية الجوية بثماني مقاتلات F-16 بالإضافة إلى مروحيات بوما لدعم مهام النقل والإخلاء الطبي الجوي.

ويتضمن البرنامج العام للتمرين مرحلتين رئيسيتين:

• المرحلة الأولى تشمل تنفيذ حملة رماية وتدريبات على عمليات التزود بالوقود جواً؛

• أما المرحلة الثانية فتتمحور حول تنفيذ تمارين تكتيكية مشتركة تعتمد على التنسيق العملياتي وتطبيق سيناريوهات واقعية متنوعة.

ويأتي تنظيم هذا التمرين المشترك ليعكس عمق علاقات التعاون العسكري بين البلدين الصديقين، ويعزز من قدرات الجانبين في مجالات التنسيق والتخطيط والتنفيذ العملياتي المشترك.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة متفرقات

الجيش المالي يعلن تصفية الجزائري “أبو الدحداح” القيادي في “داعش الصحراء” 

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ محمد ونتيف 

 

كشفت رئاسة أركان الجيش المالي، أول أمس السبت 28 يونيو الجاري، عن عملية عسكرية بمنطقة شيمام التي تبعد نحو 40 كيلومترًا إلى الشمال من مدينة ميناكا غربي البلاد.

هذه العملية وحسب بيان رسمي، مكنت من القضاء على قيادي أجنبي بارز في صفوف ما يُعرف بتنظيم “داعش” في منطقة الصحراء الكبرى بعد معلومات استخباراتية، حيث تم ضبط مجموعة من الأسلحة، وإلحاق خسائر بشرية في صفوف المسلحين.

ورغم عدم تقديم الجيش المالي لتفاصيل إضافية حول هوية القتيل، فإن موسى أغ أشراتومان الأمين العام لحركة إنقاذ أزواد وعضو المجلس الوطني الانتقالي، أفاد عبر منشور على منصة “إكس” بأن القتيل يُعرف بلقب “أبو الدحداح” و هو يحمل الجنسية الجزائرية، وكان يعد أحد أبرز منظري التنظيم، ومتخصصًا في تصنيع واستخدام العبوات الناسفة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة متفرقات

البرنامج النووي الإيراني.. تقرير استخباراتي أمريكي يناقض تصريحات ترامب

مع الحدث الدار البيضاء 25 يونيو 2025

كشفت تقارير إعلامية أمريكية، استنادًا إلى وثيقة سرية صادرة عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية، أن الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة مؤخراً على منشآت نووية إيرانية، لم تؤدِّ إلى تدمير كامل للبنية التحتية النووية لطهران، كما سبق أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وبحسب ما أوردته وسائل إعلام بارزة، فإن الهجمات التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، أدت فقط إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر، دون القضاء على قدراته الأساسية، حيث لم يتم تدمير أجهزة الطرد المركزي أو مخزون اليورانيوم المخصب بشكل كامل. ووفقاً للتقرير، فقد جرى إغلاق مداخل بعض المنشآت فقط، دون الإضرار بالبنى التحتية الموجودة تحت الأرض.

ورغم هذه المعطيات أصر الرئيس ترامب، عبر منشور له على منصة “تروث سوشيال”، على أن “المواقع النووية في إيران تم تدميرها بالكامل”، نافياً صحة المعلومات المسربة.

من جهتها أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، صحة الوثيقة الاستخباراتية، لكنها وصفت محتواها بـ”غير الدقيق”، معتبرة أن تسريبها “محاولة لتقويض سمعة الرئيس ترامب وتشويه صورة الطيارين الأمريكيين الذين أنجزوا مهمتهم بنجاح”، وفق تعبيرها.

في المقابل صرّح المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في تصريح لشبكة “فوكس نيوز”، بأن “معظم أجهزة الطرد المركزي في المواقع المستهدفة قد تضررت أو دُمّرت بشكل يعقّد إعادة تفعيل البرنامج النووي الإيراني”.

وفي طهران أعلنت السلطات أنها “اتخذت الإجراءات اللازمة” لضمان استمرار برنامجها النووي، فيما أشار مستشار للمرشد الأعلى، علي خامنئي، إلى أن إيران ما تزال تمتلك مخزوناً من اليورانيوم المخصب، مؤكداً أن “المعركة لم تنتهِ بعد”.

وتأتي هذه التطورات في سياق تصعيد عسكري غير مسبوق بين إسرائيل وإيران، اندلع منذ 13 يونيو الجاري، بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية على منشآت داخل الأراضي الإيرانية، تحت ذريعة منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران باستمرار، مؤكدة أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية.

وقد خلفت المواجهات العسكرية، التي استمرت 12 يوماً، سقوط أكثر من 610 قتيلًا و4,700 جريحًا في إيران، حسب حصيلة رسمية شملت الضحايا المدنيين فقط، فيما أسفرت الضربات الإيرانية على إسرائيل عن مقتل 28 شخصاً، وفق المعطيات الإسرائيلية.

ويُذكر أن وقفًا هشًّا لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ منذ يوم الثلاثاء، بعد إعلان الرئيس ترامب عن التوصل إلى اتفاق هدنة بين الطرفين، في ظل مخاوف دولية من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع في المنطقة.

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

الرئيس الإيراني يعبّر لأمير قطر عن أسفه بشأن الأضرار التي لحقت بقاعدة العديد

مع الحدث – الدوحة

المتابعة ✍️: ذة كوثر لعريفي 

 

أعلن الديوان الأميري القطري اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عبّر خلال اتصال هاتفي مع أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن أسفه البالغ للأضرار التي نجمت عن الهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية، مؤكدًا أن دولة قطر وشعبها لم يكونا مستهدفين من هذا التصعيد.

وجاء في بيان رسمي صادر عن الديوان أن الرئيس الإيراني شدد على أن الضربة كانت ردًا على استهداف مواقع إيرانية، وأن بلاده تبذل قصارى جهدها لتفادي توسع دائرة التوتر في المنطقة، مع احترامها لسيادة وأمن الدول المجاورة، وفي مقدمتها دولة قطر.

من جهته عبّر أمير قطر عن قلقه من تداعيات التصعيد الإقليمي، مجددًا دعوته إلى الاحتكام للتهدئة والحوار كسبيل وحيد لحماية استقرار المنطقة، ومؤكدًا موقف بلاده الداعي لخفض التصعيد وتجنب تعريض المدنيين والمصالح الحيوية لأي مخاطر.

وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد التوترات الأمنية والعسكرية في منطقة الخليج، ما يدفع العديد من الدول إلى تكثيف الاتصالات الدبلوماسية لاحتواء الأزمة، وتفادي انزلاق الأوضاع نحو مواجهات مفتوحة قد تؤثر على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

وتُعد قاعدة العديد من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية خارج الولايات المتحدة، وتستضيف قوات من عدة دول، وتلعب دورًا محوريًا في العمليات الإقليمية لمكافحة الإرهاب وحفظ الأمن.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة فتحت باب التساؤلات حول مستقبل التنسيق الأمني في المنطقة، وموقف دول الخليج من التوترات المتصاعدة بين إيران والغرب، في وقت تبدي فيه الدوحة حرصًا على لعب دور الوسيط والداعم للاستقرار.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات سياسة

الدولة الديمقراطية وبناء المؤسسات الدستورية:الموظف العمومي بين القانون والسيادة

مع الحدث عبد الجبارالحرشي

مدخل عام: الدولة كفكرة وواقع دستوري

في التصور الديمقراطي الحديث، لا تختزل الدولة في شخص الحاكم، بل هي كيان معنوي ذو سيادة، تمارسها مؤسسات دستورية تشتغل وفق القانون وتعبّر عن الإرادة العامة. يقول الفقيه الدستوري موريس دوفرجيه:

“الدولة ليست شخصاً وإنما تنظيم قانوني له إرادة عامة تُمارَس عبر مؤسسات محددة بدقة”.

في هذا السياق، تمثل المؤسسات الدستورية أدوات الدولة في ممارسة السيادة وتنفيذ السياسات العمومية، وهي سياسات تُبنى من القاعدة إلى القمة، من حاجيات المواطن اليومية، مروراً بالمجالس المنتخبة، وصولاً إلى الجهاز التنفيذي وعلى رأسه رئيس الدولة.

غير أن هذه المؤسسات لا تنطق ولا تتحرك إلا عبر الموظف العمومي، أي الشخص الذاتي الذي يُجسّد إرادة المؤسسة المعنوية، ويُمثّل القانون أثناء مزاولة وظيفته. من هنا، يُعدّ الموظف العمومي حجر الأساس في بناء الدولة الديمقراطية، لأن أدائه يترجم مباشرة مستوى احترام القانون، ودرجة تحقق العدالة، ومدى ثقة المواطنين في الدولة.

الموظف العمومي: من هو؟ وما دوره؟

في التعريف الواسع، الموظف العمومي هو:

“كل شخص ذاتي يُمارس وظيفة عمومية في إطار قانوني، ويعمل لصالح المرفق العام، وليس لفائدة مصالحه الشخصية أو لصالح أشخاص طبيعيين مهما علت مكانتهم.”

وهذا التعريف يرتكز على أربع دعائم:

1. شخص ذاتي يُجسّد الإرادة العمومية.

2. مُفَوّض من قبل الدولة في إطار قانوني.

3. يخضع لمبدأ الحياد، فلا يجوز له إدخال مشاعره أو قناعاته الشخصية في أداء الوظيفة.

4. يُنفّذ القانون فقط، وليس إرادته أو أوامر خارج النصوص.

وعلى هذا الأساس، عندما ينفذ الموظف العمومي حكمًا قضائيًا بالإعدام، فهو لا يُعدّ قاتلًا، بل يُنفذ ما أمَر به القضاء باسم الشعب. وإذا مارس سلطته القانونية، فهو يتمتع بحماية قانونية خاصة، تسمى بـالحصانة الوظيفية المقيدة بالقانون، وليست مطلقة.

حماية الموظف العمومي: تشريعات وتوازن

أقرّ القانون الجنائي المغربي، كما في أغلب القوانين المقارنة، حماية خاصة للموظف العمومي أثناء قيامه بمهامه. فالمادة 263 من القانون الجنائي المغربي مثلاً تنص على:

“كل من أهان موظفًا عموميًا أثناء قيامه بوظيفته يُعاقب بالحبس والغرامة…”

وقد لاحظت الجهات الرسمية في السنوات الأخيرة، وفق تقارير وزارة العدل والنيابة العامة، تنامياً مقلقاً لحالات “إهانة موظفين عموميين”، وهو ما يستوجب التحليل في ضوء العلاقة الجدلية بين المواطن والدولة.

لكن هذا الحماية ليست مطلقة، لأن المشرع أقرّ أيضًا عقوبات صارمة ضد الموظف العمومي إذا تجاوز القانون أثناء مزاولة وظيفته. من بين هذه العقوبات: العزل، الحرمان من الحقوق الوطنية، الحبس، وحتى السجن النافذ. وهنا نقرأ ما ورد في الفصل 231 من القانون الجنائي المغربي الذي ينص على مضاعفة العقوبة المقررة كظرف تشديد في حق الموظف العمومي .

هذه المقتضيات تؤسس لمبدأ التوازن بين الحماية والعقاب، وتُقرّ بمبدأ المحاسبة في إطار المساواة بين المواطنين.

مبدأ الدفاع الشرعي: بين المواطن والموظف

المشرع المغربي، انسجامًا مع الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، لم يُلزم المواطن أن يبقى مكتوف اليدين إذا ما تعرّض لاعتداء من قبل موظف عمومي خارج إطار القانون.

بل أقرّ له وسيلتين:

1. الدفاع الشرعي (المواد 124-125 من القانون الجنائي): الذي يسمح برد الاعتداء الحال والغير مشروع، شرط تناسب الرد مع الفعل.

2. التشكي الإداري أو القضائي: من خلال التوجه إلى مؤسسة الوسيط أو المجلس الوطني لحقوق الإنسان أو القضاء.

لكن الواقع يكشف أن بعض الجهات الإدارية والقضائية تميل إلى توجيه التهم للمواطن بـ”إهانة الموظف” بدل البحث الموضوعي لتحديد من المعتدي فعلاً. وهذا ما يُنتج اختلالًا في الثقة ويغذي شعورًا بالظلم، مما يفسر من جهة أخرى، تزايد حالات الاحتكاك والعنف اللفظي أو المادي بين المواطنين والموظفين.ويزيد ثقة الموظف وإحساسه بالأمان لأنه لن يحاسب إذا خرق القانون لان المنظومة تحميه وترتب الجزاء على كل من انتفض ضده ولو دفاعا عن حقه وسلامته .

إشكالية المحاضر والخصم الحكم

من أبرز الاختلالات المسجلة على مستوى الإجراءات، هو أن الموظف الذي يكون طرفاً في الحادث (الشرطة أو السلطة المحلية) هو نفسه أو زميله من يحرر المحضر الرسمي، مما يُثير الشكوك حول الحياد، ويخالف مبدأ “لا أحد يُحكم في قضيته”، أو كما يقول المبدأ الروماني الشهير:

Nemo judex in causa sua – “لا أحد يكون قاضيًا في قضيته”.

وقد أوردت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقريرها لسنة 2024:

“أن أكثر من 60% من شكاوى المواطنين بخصوص تعنيف رجال السلطة لا تصل إلى التحقيق الجدي، وغالباً ما يُتابع المشتكي بدل الموظف”.

من أجل تفعيل مبدأ المساواة أمام القانون

تقول المادة 6 من الدستور المغربي:

“القانون هو أسمى تعبير عن إرادة الأمة، والجميع، أشخاصاً ذاتيين أو اعتباريين، بما فيهم السلطات العمومية، متساوون أمامه وملزمون بالامتثال له”.

إلا أن التطبيق العملي يُظهر انحرافاً أحياناً عن هذا المبدأ، عندما يُفترض تلقائياً أن الموظف العمومي دائمًا على صواب، وأن المواطن مُدان حتى يثبت العكس، بينما الأصل هو افتراض البراءة ومبدأ المساواة في الخطأ والمسؤولية.

خاتمة تحليلية: نحو دولة تحمي الجميع

الدولة الديمقراطية لا تُبنى فقط على مؤسسات صلبة، بل على عدالة توزّع الحقوق والواجبات بعدل وإنصاف، وتُفعّل القوانين على الجميع دون استثناء. الموظف العمومي ليس خصمًا للمواطن، بل ممثلٌ للدولة، ويجب أن يكون في خدمته، لا فوقه.

وإذا ما تم تعطيل آليات الدفاع الشرعي، أو الانحياز التلقائي للموظف العمومي، فإن ذلك يؤدي إلى احتقان اجتماعي، وتشكيك في حيادية الدولة، واهتزاز في الثقة بالمؤسسات. وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى ما يسميه عالم الاجتماع بيير بورديو بـ”العنف الرمزي”، أي:

“فرض السلطة عن طريق القبول الصامت بظلمها”.

ولهذا فإن إصلاح العلاقة بين المواطن والمؤسسة يبدأ من إصلاح وظيفة الموظف، وتأكيد أنه مواطن أولاً، ومسؤول ثانياً، يخضع للقانون ويُحاسب بمقتضاه، دون امتياز ولا انتقام.فاذا فصلت حالات الدفاع الشرعي التي يمارسها المواطن لرد اعتداء الموظف العمومي الذي يخل بالقانون عند ممارسة مهامه الوظيفية فمن المؤكد ان ارتفاع حالات اهانة الموظف العمومي سينزل بشكل ملحوظ .

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات خارج الحدود سياسة

اللعب على حافة الهاوية: هل تُغلق طهران المضيق وتفتح باب الانفجار؟

اللعب على حافة الهاوية: هل تُغلق طهران المضيق وتفتح باب الانفجار؟
✍️ هند بومديان

في الشرق الأوسط، حيث تتقاطع المصالح الدولية وتتصادم الحسابات الجيوسياسية، لا تأتي التحذيرات عبثًا، ولا تصدر التهديدات دون رسائل مشفرة.
فبين طهران وتل أبيب، تصاعد التوتر بشكل مقلق، تجاوز المناوشات غير المباشرة نحو لغة تهدد بتقويض استقرار عالمي هشّ. آخر فصول هذا التصعيد جاء على لسان مسؤولين إيرانيين ملوّحين بإمكانية إغلاق مضيق هرمز، في ردّ مباشر على ما تعتبره طهران “استفزازات إسرائيلية متواصلة”.

مضيق هرمز ليس فقط ممرًا مائيًا، بل صمّام أمان اقتصادي عالمي، تمرّ عبره ملايين البراميل من النفط يوميًا. تهديد طهران بإغلاقه لا يُقرأ فقط في إطار ردّ عسكري محتمل، بل كمناورة استراتيجية تسعى بها إيران إلى فرض توازن جديد في معادلة الردع.

من جانبها، لم تتأخر واشنطن في رفع سقف التحذير، معتبرة أي خطوة نحو عرقلة الملاحة في الخليج “خطًا أحمر”. الإدارة الأمريكية تُدرك أن أمن المضيق لا يتعلق فقط بأسعار النفط أو حركة الناقلات، بل بهيبة النظام الدولي وفعالية الردع الأمريكي في منطقة يُفترض أنها تحت رقابة واشنطن العسكرية والسياسية.

لكن خلف هذه التصريحات، تتحرك سيناريوهات أعمق. فالمنطقة اليوم تعيش ما يُشبه “إعادة برمجة” لخارطة النفوذ والتحالفات، مع تراجع أولويات بعض القوى الدولية في الشرق الأوسط، وتصاعد طموحات لاعبين إقليميين يسعون لإعادة تشكيل التوازنات، سواء عبر القوة أو عبر أوراق الضغط الاقتصادي.

التهديد الإيراني، وإن بدا انعكاسًا لموقف هجومي، إلا أنه يحمل بين طيّاته هواجس دفاعية. فطهران تخشى من خنقها عبر العقوبات والضغط السياسي والعزلة الإقليمية، وتعتبر أن الاحتفاظ بأدوات تهديد مثل مضيق هرمز ضروري لضمان موطئ قدم على طاولة المفاوضات.

في المقابل، إسرائيل تواصل الضغط دبلوماسيًا وعسكريًا، معتبرة أن إيران تمثل تهديدًا وجوديًا. وهي لا تنفك تسعى لتكريس هذا التوصيف لدى الحلفاء الغربيين، خاصة بعد تعثّر المحادثات النووية واتساع نطاق الصراعات بالوكالة.

وسط هذه المعادلة المعقدة، يبدو أن كل الأطراف تمسك بأعواد الثقاب، في غرفة مملوءة بالغاز. التساؤل الحقيقي لم يعد: “هل تقع الحرب؟” بل: “من يملك القدرة على تأجيلها دون أن يبدو ضعيفًا؟”

الحياد في هذا المشهد لا يعني التجاهل، بل استيعاب خطورة المرحلة. فالرهان اليوم يجب أن يكون على تفكيك التصعيد، لا التهليل له. وعلى تحصين الجغرافيا من جنون الجغرافيا السياسية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

مولاي بوبكر حمداني: الحكم الذاتي المغربي ممارسة سيادية ومرجعية قانونية

مع الحدث/ العيون

المتابعة ✍️: د مولاي بوبكر حمداني

 

في مداخلته خلال ندوة وطنية عقدت بمدينة العيون بتاريخ 21 يونيو 2025 حول “قضية الوحدة الترابية للمملكة من شرعية التاريخ إلى رهانات المستقبل”، قدم الدكتور مولاي بوبكر حمداني، رئيس مركز التفكير الاستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية، قراءة أكاديمية في المبادرة المغربية للحكم الذاتي من منظور القانون الدولي، معتبرا إياها نموذجا سياديا متقدما لتسوية النزاعات الترابية، وحلا واقعيا ينسجم مع متطلبات الشرعية الدولية، ويُعد في الآن ذاته مساهمة بناءة في تعزيز السلم والاستقرار داخل القارة الإفريقية.

 

الدكتور حمداني أوضح أن جوهر المبادرة المغربية لا يكمن فقط في صياغة مقترح سياسي ظرفي، بل في بناء قانوني ومؤسساتي رصين يستند إلى مبدأ السيادة المعاصرة، حيث لم تعد هذه السيادة مرادفة للجمود والمركزية، بل غدت تعني قدرة الدولة على تكييف بنياتها الداخلية وفق منطق الاستقرار والاندماج الوطني.

 

وعليه يرى المتحدث إن المقترح المغربي لا يقوض السيادة بل يفعلها، إذ يندرج بوضوح ضمن الوحدة الترابية للمملكة ويحتفظ للدولة المركزية بالاختصاصات السيادية الجوهرية كالدفاع، الأمن، الدين والعلاقات الخارجية، بينما يمنح الجهة سلطات واسعة في المجالات التشريعية والتنموية والاجتماعية، وفق منطق التفريع والتمكين المؤسسي.

 

و قد بين المتدخل أن المفهوم عرف تطورا دلاليا كبيرا خلال العقود الأخيرة، من صيغة مثيرة للريبة إلى أداة هندسة مؤسساتية متقدمة، صارت تُستعمل لحل النزاعات المعقدة داخل الدول دون المساس بوحدة ترابها.

 

من هذا المنطلق تعد المبادرة المغربية واحدة من أبرز تطبيقات “تقرير المصير الداخلي التوافقي”، والذي يمثل اليوم بديلاً عقلانيًا عن خيارات الانفصال أو الاستيعاب القسري، وهي بهذا المعنى تكرس ثقافة الحوار والتفاوض السياسي، وتبتعد عن منطق فرض الحلول من خارج السياق الوطني.

 

استعرض الدكتور حمداني مجموعة من التجارب الدولية المماثلة، من جزر آلاند في فنلندا إلى جنوب تيرول في إيطاليا، ومن كيبك الكندية إلى الحكم الذاتي المتعدد الأشكال بإسبانيا، مرورًا بالنموذج التفويضي المعتمد في المملكة المتحدة. وأبرز في هذا الصدد كيف أن المبادرة المغربية تجمع بين خصائص من هذه التجارب، مع الاحتفاظ بخصوصية تكييفها ضمن السياق المغربي، ما يجعلها نموذجا غير مقلد، بل مبادرة أصلية تستلهم ولا تستنسخ.

 

وفيما يتعلق بالنموذج الإسباني، توقف المتحدث مطولا عند خصوصيته اللافتة في مجال تدبير التعدد داخل دولة موحدة، مبرزًا أن إسبانيا اعتمدت منذ دستور 1978 ما يعرف بنظام “الدولة المركبة”، الذي يجمع بين مبدأ وحدة الأمة الإسبانية وحق الجهات أو “القوميات التاريخية” في الحكم الذاتي. هذا النظام أفرز تفاوتا واضحا بين الجهات، إذ أن بعضها يتمتع بصلاحيات موسعة جدًا، كما هو الحال في كتالونيا التي تتوفر على لغة رسمية خاصة، ونظام تعليم وإدارة محلية مستقل، وقوة أمنية جهوية كاملة، في حين أن جهات أخرى تكتفي بصلاحيات أقل. أما إقليم الباسك، فقد بلغ نموذجا فريدا من الاستقلالية المالية، إذ يحتفظ بجل عائداته الضريبية ويحول فقط نسبة متفق عليها إلى الحكومة المركزية، مما يمنحه استقلالية مالية غير مسبوقة في أوروبا الغربية. هذا النظام “اللامتماثل” في منح الحكم الذاتي لم يُنظر إليه كتهديد لوحدة الدولة، بل كآلية عقلانية لتدبير التنوع، وهو ما يتقاطع مع الفلسفة المؤطرة للمبادرة المغربية.

 

وقدّم المتحدث مثالا على ذلك في مسألة الشرطة المحلية، التي اعتبرها خطوة جريئة من الدولة المغربية تدل على استعداد حقيقي لمنح الجهة أدوات فعلية لتدبير شؤونها، وهو مستوى لا تتجرأ كثير من الدول على اعتماده في تجاربها اللامركزية.

 

كما توقف المتحدث عند نقطة استراتيجية بالغة الأهمية تتعلق بإدارة الموارد الطبيعية، حيث تنص المبادرة على أن العائدات المتأتية من استغلال الثروات الطبيعية في الجهة سترصد للمنطقة نفسها، وهو ما يقطع مع “لعنة الموارد” التي لطالما كانت سببًا للنزاعات في مناطق عدة من العالم. واعتبر أن هذا الإجراء لا يمثل فقط توجها اقتصاديا، بل رؤية سياسية تؤمن بأن التنمية الحقيقية هي مفتاح الاستقرار، وأن إشراك الساكنة المحلية في ثرواتها يعزز الانتماء والثقة بالدولة.

 

من حيث البنية المؤسساتية تقدم المبادرة تصوراً متكاملا ومتقدما، لا يكتفي بالهياكل الكلاسيكية الثلاثية، بل يُدخل عناصر مبتكرة مثل ضمان تمثيلية القبائل الصحراوية، ودمج وظيفتي رئاسة الجهة والتمثيل الرسمي للدولة في شخص واحد، بما يضمن التنسيق المؤسسي ويمنع ازدواجية السلط. كما أن المحاكم الجهوية، وإن استقلت في اختصاصاتها، ستصدر أحكامها باسم الملك، ما يُبقي على وحدة السلطة الرمزية والسيادية.

 

على مستوى القانون الدولي أكد الدكتور حمداني أن المبادرة المغربية تتحدث اللغة القانونية المعاصرة، وتنسجم تماما مع منطق مجلس الأمن الذي دعا في أكثر من قرار إلى حل سياسي واقعي ودائم قائم على التوافق. كما أنها تفعل مبدأ اللاتماثل البنّاء الذي يتيح للدول أن تُعطي أقاليم بعينها وضعًا خاصًا دون أن تعمم ذلك النموذج، في انسجام مع تجارب ديمقراطية متعددة. وفي هذا الإطار، شدد على أن الطابع المخصوص للمبادرة لا يمس بمبدإ المساواة بين الجهات، بل يندرج في منطق التمايز الوظيفي، كأداة عقلانية لتدبير تنوع الدولة.

 

أما من الزاوية الإفريقية فقد اعتبر المتحدث أن القيمة المضافة للمبادرة المغربية تتجاوز بعدها المحلي، إذ تمثل، في نظره، مساهمة استراتيجية في تشكيل نماذج بديلة لتسوية النزاعات الترابية بالقارة الإفريقية، ذلك أن القارة، التي تعاني من موجات انفصالية وانقسامات هوياتية تهدد بنيان الدولة الوطنية، في أمس الحاجة إلى حلول تضمن وحدة الدول دون سحق تنوعها الداخلي.

 

المبادرة المغربية بهذا المعنى، تقدم درسًا قانونيا وسياسيا مفيدا، وتؤكد أنه بالإمكان تحقيق التوازن بين الهوية المحلية والوحدة الوطنية دون المساس بأي من الطرفين، يضيف المتحدث.

 

وفي ختام مداخلته أشار الدكتور مولاي بوبكر حمداني إلى أن المبادرة المغربية لا تمثل فقط إطارا قانونيا، بل أيضا مشروعا وطنيا طموحا يعكس الثقة التي راكمها المغرب في تدبيره لقضاياه الكبرى، ويعبر عن استعداد حقيقي لمنح صلاحيات واسعة ضمن دولة موحدة، في إطار رؤية متكاملة للتنمية والحكامة الجيدة. إن قوة هذه المبادرة، وفق تحليله، لا تكمن فقط في مضمونها، بل أيضًا في توقيتها، ومقروئيتها الدولية، وقدرتها على ملاءمة تطورات القانون الدولي دون التفريط في الثوابت الوطنية، ما يجعل منها اليوم، ليس فقط أداة لحل نزاع، بل مرجعا يحتذى في جهود الاستقرار والتكامل السياسي بالقارة الإفريقية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود سياسة متفرقات

“لهيب الشرق: حين يسقط العقل في فخّ العنف”

✍️ هند بومديان

“لهيب الشرق: حين يسقط العقل في فخّ العنف”

في رقعة مضطربة من الجغرافيا العالمية، تعود منطقة الشرق الأوسط لتتصدر واجهات المشهد، وهذه المرة عبر صراع مفتوح بين قوتين إقليميتين: إيران وإسرائيل. حرب لا تشبه سابقتها، إذ تختزل في طياتها أبعادًا تتجاوز المواجهة العسكرية لتصل إلى عمق الأسئلة الاستراتيجية حول منطق الردع، وإدارة النفوذ، وتوازن القوى في منطقةٍ مأهولة بالخوف والرهانات المتضاربة.

ليست هذه الحرب وليدة لحظة، بل نتاج تراكمات عقودٍ من التوترات، التحريض، الحروب بالوكالة، والرسائل الملغومة عبر الحدود. هي حلقة جديدة في مسلسلٍ طويل من الانفجارات المؤجلة، اندلعت حين لم تعد التصريحات تكفي، ولا المناوشات بالظل تشبع شهوة الصراع.

1. تحليل استراتيجي: حسابات الردع والمعادلات الجديدة

تحكم الصراع الإيراني-الإسرائيلي عقيدة الردع المتبادل، والتي تعني الحفاظ على مستوى من التهديد يكفي لردع الطرف الآخر عن شن حرب شاملة. غير أن التطورات الأخيرة تشير إلى انتقال هذا الردع من المستوى الكلامي إلى ساحة الاشتباك المفتوح.
إيران تعتمد على شبكة حلفاء إقليميين (كحزب الله والحوثيين)، وإسرائيل تمتلك تفوقًا تكنولوجيًا واستخباراتيًا يدعم قدرتها على توجيه ضربات دقيقة. الصراع بين الطرفين لم يعد محصورًا في الظل، بل يتحرك في العلن، عبر ضربات مباشرة على البنية التحتية العسكرية، والمواقع النووية، وحتى المنشآت المدنية أحيانًا، مما يزيد من خطر الانزلاق نحو حرب إقليمية أوسع.

2. الدور الإقليمي والدولي: مصالح متقاطعة وغياب الحسم

تتفاعل هذه الحرب مع مصالح قوى عالمية متناقضة.
الولايات المتحدة تسعى إلى تجنّب حرب كبرى قبل الانتخابات، لكنها في الوقت نفسه لا تتخلى عن التزاماتها تجاه أمن إسرائيل.
في المقابل، تحاول الصين وروسيا توظيف الأزمة لتقويض النفوذ الغربي في المنطقة، ودعم مواقف إقليمية تميل إلى التصعيد أو الاستقلال عن الهيمنة الأمريكية.

الدول العربية تجد نفسها بدورها أمام موقف معقّد: بعض العواصم ترى في تصاعد القوة الإيرانية تهديدًا، فيما ترى أخرى في إسرائيل خصمًا تاريخيًا. هذا التوازن الحرج يجعل المواقف الرسمية باهتة، تخشى الانحياز، وتخشى الصمت.

3. مخاطر التصعيد: حدود الحرب وحدود الصبر

المخاوف الكبرى لا تتعلق فقط بالخسائر الآنية، بل بإمكانية أن تمتد الحرب لتشمل جبهات متعددة: لبنان، سوريا، العراق، وربما الخليج.
أي خطأ تكتيكي – سواء عبر اغتيالٍ، ضربة خاطئة، أو تصعيد في غزة – قد يشعل حربًا شاملة.

ولأن الطرفين يؤمنان بأنهما يملكان “الحق الكامل”، فإن الخطر يكمن في غياب نوافذ التفاوض، وغياب الوساطات المؤثرة.
فحتى الأمم المتحدة، بات صوتها ضعيفًا، وسط دويّ الانفجارات.

4. الخلاصة: العقل في زمن الطيش السياسي

في كل حرب، يُرفع شعار “الحق”، ويُتهم الآخر بالعدوان، وتُغلف النوايا بشعارات مقدسة… ثم يُترك المواطن العادي، المدني المجهول، ليدفع الثمن من حياته، من ذاكرته، من بيته الذي يُقصف وهو يراجع معطف طفله قبل أن ينام.

إنّ ما يحدث اليوم لا يهدد أمن منطقة فحسب، بل يعيد تشكيل الخريطة الذهنية للعالم، حيث تغيب العدالة الدولية، ويعلو صوت القوة على منطق الحكمة.

ويبقى السؤال:
إلى متى سيظل الشرق ساحة لتصفية الحسابات؟
ومتى يعود العقل ليحكم السياسة، بدل أن يُختطف منها؟

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة متفرقات

السيد محمد غياث يعود إلى عضوية المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار: خطوة مسؤولية وتجديد للثقة

مع الحدث/ أگادير

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

في خطوة وُصفت بأنها ذات دلالة سياسية وتنظيمية كبيرة داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، أعلن السيد محمد غياث عن عودته إلى عضوية المكتب السياسي للحزب، وهي العودة التي اعتبرها بمثابة تكليف جديد يعزز مساره السياسي داخل حزب انخرط فيه عن قناعة تامة، مؤمناً بمشروعه الإصلاحي والتنموي.

وأكد السيد غياث في تصريح إعلامي أن هذه العودة ليست مجرد قرار تنظيمي، بل تعكس تقديراً سياسياً ومسؤولية مضاعفة، لاسيما وأنها تأتي في إطار الاحترام التام لمقتضيات النظام الأساسي للحزب ومنهجية ترفض توظيف المواقع لأهداف انتخابية ضيقة أو حسابات ظرفية.

وقال السيد محمد غياث:

“تجديد الثقة من طرف الأخ عزيز أخنوش، رئيس الحزب، هو محل تقدير واعتراف، وأبادله بوفاء مضاعف للعمل الجاد والمسؤول داخل مؤسسات الحزب. وأجدد التأكيد أن عودتي لا تحكمها أي اعتبارات ظرفية، بل هي التزام صريح بمسار حزبي اختَرته عن اقتناع واستمر فيه بنفس العزيمة والمسؤولية”.

وفي هذا السياق شدد غياث على أنه يشتغل بروح جماعية، ووفق رؤية سياسية واضحة تضع مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار، وتلتزم بتحالفات الحزب مع شركائه في التسيير الحكومي باحترام ومسؤولية.

كما عبّر عن شكره وامتنانه لكل من وضع ثقته فيه، مؤكداً أن انخراطه في المكتب السياسي يأتي بوعي تام بأهمية المرحلة وبإرادة قوية لمواصلة خدمة المشروع الإصلاحي الكبير الذي يحمله الحزب بقيادة رئيسه عزيز أخنوش.

وختم غياث تصريحه قائلاً:

“نحن مستمرون في العطاء، وفي ترسيخ قيم الالتزام، والعمل الجماعي، والاستماع للمواطنين، وفاءً لنهج الحزب الذي لا يتوقف عند المحطات، بل يتطور برؤية إصلاحية تستجيب لانتظارات المغاربة”.

وتأتي هذه الخطوة في سياق دينامية تنظيمية يعيشها حزب التجمع الوطني للأحرار، تهدف إلى تعزيز الحضور السياسي والتقوية من الأداء الداخلي لمؤسساته، في أفق استكمال الأوراش التنموية الكبرى التي انخرط فيها المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.