Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

من العدالة إلى الاستغلال… كيف تحولت إعادة الإيواء إلى صفقة مربحة على حساب المواطن؟

حسيك يوسف

في سنوات ليست بعيدة، كان هدم المساكن العشوائية يرافقه حل منصف يحفظ كرامة المواطن، ويمنحه فرصة حقيقية لبداية جديدة. الدولة كانت تمنح بقعًا أرضية R+3 بمساحة تتراوح بين 80 و100 متر، تُوزَّع في نفس المنطقة أو قريبًا منها، وتُقسَّم بين أسرتين لبناء منزل محترم، مع إمكانية الاستفادة من محل تجاري أو الدخول في شراكة مع مقاول للبناء. والأهم، لم يكن أي هدم يتم قبل تسليم السكن البديل.

اليوم تغيّر كل شيء… التعويض أصبح شقة سكن اقتصادي خارج المدار الحضري، على بُعد كيلومترات من وسط المدينة، وفي كثير من الحالات يُطلب من الأسرة دفع 12 مليون سنتيم للحصول عليها.

المفارقة الصادمة أن الدولة تدعم السكن الاقتصادي بثلاثة مستويات:

دعم يصل إلى 10 ملايين سنتيم للسكن الاقتصادي الذي لا يتجاوز 30 مليونًا.

  • ودعم بـ 7 ملايين سنتيم للسكن الذي يتجاوز هذا السعر.

لكن أصحاب البراكات المهدّمة يجدون أنفسهم مضطرين لدفع 12 مليونًا، رغم أن أغلبهم يملكون تيترًا قانونيًا ومحفظًا لمساحة قد تصل إلى 600 متر مربع، وفي مواقع استراتيجية بوسط المدينة. هذه الأراضي تساوي في السوق أكثر من 12 ألف درهم للمتر الواحد، أي أن قيمتها الإجمالية قد تتجاوز 600 مليون سنتيم، ومع ذلك يتم إقصاء أصحابها من حقهم الطبيعي، وتعويضهم ببرطمة اقتصادية خارج المدينة.

الأدهى أن براكـة واحدة قد تأوي 3 عائلات أو أكثر، ومع ذلك لا تحصل كل عائلة إلا على شقة واحدة مع دفع مبلغ إضافي، وكأنها تشتري حقها من جديد.

هذا ليس “إعادة إيواء”… هذا بيع مقنَّع لحقوق الناس، وصفقة عقارية رابحة على حساب المواطن، وامتصاص لقيمة أراضٍ ثمينة مقابل تعويض لا يرقى حتى إلى الحد الأدنى من العدالة.

العدالة الحقيقية كانت واضحة: حل يضمن الكرامة، يحافظ على موقع السكن، ويمنح فرصة للتملك والبناء. ما يحدث اليوم هو هدم، إبعاد، ودفع الناس نحو الهامش… والسكوت عنه مشاركة في الظلم.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات

وجدة تراجع الاقبال على مستلزمات الاعراس يثير قلق المهنيين في القطاع 

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ أيوب ديدي 

 

تشهد مدينة وجدة تراجع ملحوظ في الاقبال على مستلزمات الاعراس،مما يثير قلق المهنيين في هذا القطاع.

هذا التراجع يعود إلى عدة أسباب منها ارتفاع الاسعار وتغير عادات الأسر المغربية والركود الاقتصادي الى جانب هذا نذكر كذلك عزوف الشباب عن الزواج.

فقد اصبحت العديد من العائلات باتت تلجأ الى شقق مفروشة او منازل خاصة لإقامة الاعراس،وتقوم بتهيئتها بشكل بسيط لاستقبال المدعوين،تفاديا للتكاليف المرتفعة لكراء القاعات وما يرتبط بها من خدمات إضافية.

ان تراجع الاقبال على مستلزمات الاعراس بوجدة يمثل تحديا كبيرا للمهنيين في هذا القطاع،لذا من الضروري العمل على تحسين الوضع وتقديم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الصحة الواجهة جهات

وجدة : تلوث المياه الجوفية بسهل أنكاد يصل للبرلمان، والمعارضة الإتحادية تراسل الويز المختص

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ عصام بوسعدة

في تطور لافت يثير القلق بشأن الأمن الصحي والبيئي بجهة الشرق، وجه البرلماني عمر أعنان سؤالًا كتابيًا إلى وزير التجهيز والماء حول “تلوث المياه الجوفية بسهل أنكاد ومخاطره الصحية على ساكنة عمالة وجدة أنكاد”، وذلك استنادًا إلى دراسة علمية حديثة كشفت عن معطيات صادمة بشأن جودة الموارد المائية المعتمدة في المنطقة.

وبحسب المعطيات الواردة في السؤال البرلماني، فإن الدراسة التي نُشرت بتاريخ 21 يوليوز 2025 في مجلة Scientific Reports العلمية، والتي أنجزها فريق بحث من جامعة محمد الأول بوجدة بشراكة مع خبراء دوليين، أظهرت أن المياه الجوفية بسهل أنكاد تعرف مستويات مقلقة من التلوث الكيماوي والبكتيري.

الدراسة نفسها أوضحت أن هذه المياه، التي تمثل موردًا مائيًا أساسيا لمدينة وجدة ومحيطها، تحتوي على نسب مرتفعة من الأملاح والنترات، بالإضافة إلى تلوث بكتيري واسع النطاق بمؤشرات تلوث برازي، ما يجعل جزءًا كبيرًا منها غير صالح للشرب وفق معايير منظمة الصحة العالمية، ويهدد بانتشار أمراض خطيرة مثل الكوليرا والتيفوئيد.

وفي ضوء هذه المعطيات، طالب النائب البرلماني عن المعارضة الإتحادية الوزارة الوصية بتوضيح الإجراءات العاجلة التي تعتزم اتخاذها للحد من هذا التلوث، ومساءلة الوزارة حول ما إذا كان هناك برنامج استعجالي لمراقبة جودة المياه الجوفية في سهل أنكاد ومعالجة مصادر التلوث، خاصة في ظل التهديدات الصحية التي تواجه الساكنة.

كما تساءل النائب عن الخطط المستقبلية للوزارة لضمان بدائل آمنة ومستدامة لتزويد جماعات عمالة وجدة أنكاد بالماء الصالح للشرب، في أفق الحفاظ على الصحة العمومية والموارد الطبيعية بالمنطقة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الصحة الواجهة جهات

اقتحام المركز الصحي ودار الولادة بأولاد امبارك يثير استياء النقابة الصحية ببني ملال

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

عبّرت الجامعة الوطنية للصحة (الاتحاد المغربي للشغل) عن تنديدها الشديد باقتحام المركز الصحي ودار الولادة بأولاد امبارك، ليلة الخميس – الجمعة 7 و8 غشت 2025، من طرف مجهولين، وما رافق ذلك من ترويع للممرضة الرئيسية للمركز ومحاولة المساس بحرمة السكن الإداري للأطر الصحية.

وحسب ما جاء في بلاغ المكتب النقابي للمندوبية وشبكة المؤسسات الصحية والمراكز الصحية بإقليم بني ملال، فقد تعرض السكن الإداري القريب من السور الداخلي للمركز الصحي لمحاولة اقتحام بعد قيام غرباء بطرق عنيف على نوافذ المنزل، ما دفع الممرضة إلى طلب المساعدة. وقد هرع إلى المكان عدد من عناصر الدرك الملكي الذين ساعدوا المعنية على مغادرة السكن الإداري في منتصف الليل، وسط حالة من الخوف والهلع.

وأشار البلاغ إلى أن المركز الصحي ودار الولادة يضمان مباني قديمة (4 مساكن) أصبحت تشكل تهديدا لسلامة المرتفقين والأطر الصحية، نظرا لقربها من السكن الإداري الجديد وغياب سياج يحميه من المتطفلين.

وأكد المكتب النقابي تضامنه المطلق مع الممرضة المتضررة، مستنكرا ما وصفه بـ”الاعتداء المبيت” الذي جاء استمرارا لاعتداءات سابقة ومحاولات متكررة لاقتحام فضاء المركز الصحي. كما أدان الاقتحامات المتكررة للمؤسسات الصحية والسكن الإداري من طرف عناصر خارجة عن القانون، داعيا السلطات إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذه الظواهر التي تمس بالأمن المهني والشخصي للأطر الصحية.

وطالب البلاغ بضرورة توفير الحماية لأسوار المراكز الصحية والمساكن الإدارية، خاصة بالمراكز التي تتضمن مباني قديمة أو وحدات جاهزة (Préfabriqué)، مؤكدا أن هذه الوضعية تشكل خطرا حقيقيا على سلامة العاملين بالمجال الصحي.

واختتمت الجامعة الوطنية للصحة دعوتها للجهات المسؤولة من أجل اتخاذ إجراءات فورية لحماية الأطر الصحية وضمان أمنهم أثناء أداء واجبهم المهني، بما يحفظ استمرارية الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات

اعتقال رئيس المجلس الإقليمي لشفشاون بتهم تبديد المال العام وسط تحقيقات موسعة

مع الحدث/ شفشاون

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

قرر قاضي التحقيق المكلف بجرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالرباط اليوم الخميس، متابعة رئيس المجلس الإقليمي لشفشاون في حالة اعتقال، على خلفية شبهات تتعلق بتبديد أموال عمومية، في قضية أثارت اهتماماً واسعاً في الأوساط المحلية والوطنية.

وبحسب معطيات حصلت عليها جريدة مع الحدث، فقد أمرت النيابة العامة المختصة بإيداع المعني بالأمر سجن تامسنا الاحتياطي بضواحي الرباط، عقب انتهاء مرحلة البحث التمهيدي الذي تولته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحت إشراف مباشر من النيابة العامة.

التحقيقات التي استمرت عدة أشهر، شملت أيضا عدداً من موظفي المجلس الإقليمي، يشتبه في ارتباطهم بالقضية، إلى جانب استدعاء منتخبين للإدلاء بإفاداتهم في إطار نفس الملف.

وتندرج هذه المتابعة في سياق المساعي الوطنية الرامية إلى تكريس مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، والتصدي لمظاهر الفساد المالي، وسط دعوات متزايدة لتشديد آليات الرقابة على تدبير المال العام وضمان شفافية عمل المؤسسات المنتخبة.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ جهات حوادث

وفاة راعٍ جرفته سيول وادي أوريكا نواحي مراكش

حسيك يوسف

تسببت الفيضانات القوية التي شهدتها منطقة أوكيمدن، بإقليم الحوز، ليلة أمس، في مصرع راعٍ بعدما جرفته مياه وادي أوريكا.

السلطات المحلية باشرت عمليات بحث فور الإبلاغ عن الحادث، ليتم العثور على جثة الضحية صباح اليوم الخميس بمنطقة “أكنس نوانسة”، على بُعد نحو أربعة كيلومترات من مكان انجرافه.

وتعيد هذه المأساة إلى الواجهة هشاشة المناطق الجبلية أمام الفيضانات المفاجئة، وما تطرحه من تحديات في غياب بنية تحتية قادرة على الحد من آثارها المدمرة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات متفرقات

طلبة كلية مولاي سليمان ببني ملال يستنكرون تأخر نتائج الدورة الاستدراكية ويُحمّلون الإدارة مسؤولية الغموض

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

في ظل توتر متصاعد وقلق متزايد، عبّر عدد من طلبة الكلية متعددة التخصصات السلطان مولاي سليمان ببني ملال عن استيائهم العميق جراء عدم إعلان نتائج الدورة الاستدراكية إلى حدود الأسبوع الأول من شهر غشت، في وقتٍ تشارف فيه المواعيد الحاسمة على الانتهاء، وتتسارع فيه وتيرة التسجيل بالمؤسسات الوطنية والدولية.

 

الطلبة، من مختلف التخصصات والأسداس، عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي تصريحات متفرقة، عن غضبهم من هذا “الإجحاف الزمني” الذي يهدد خططهم المستقبلية، سواء من أجل اجتياز مباريات ولوج معاهد أو كليات داخل المغرب وخارجه، أو حتى لتحديد مصيرهم الدراسي خلال الموسم الجامعي المقبل.

 

“من غير المقبول أن ننتظر نتائج مصيرية إلى نهاية غشت!” يقول أحد الطلبة، مستنكراً ما وصفه بـ”اللامبالاة الإدارية” تجاه حقوق الطلبة في المعلومة والوضوح. ويضيف آخر: “هناك من رُفض طلبه في مؤسسة خارج البلاد لأنه لم يتوفر على نتائج دورته بعد”.

 

وتطرح هذه الوضعية تساؤلات محرجة حول المسؤول عن هذا التأخير:

هل هو تقصير من الأساتذة المصححين الذين اختاروا تأجيل مهامهم إلى ما بعد عطلتهم الصيفية؟ أم هو خلل على مستوى الإدارة الجامعية المكلفة بإدخال النقاط وتدبير المساطر؟ أم أن هناك نية ضمنية للانتقام من الطلبة بسبب الإضرابات التي نظموها سابقاً والتي أدت إلى تأجيل الامتحانات؟

 

كل هذه الاحتمالات يطرحها الطلبة اليوم بمرارة، وهم يرون مستقبلهم مرتهناً لزمن إداري بطيء، لا يُراعي حساسية المرحلة ولا أهمية النتائج بالنسبة لمسارهم العلمي والمهني.

 

في المقابل، لم تصدر بعد أي توضيحات رسمية عن رئاسة الكلية أو جامعة السلطان مولاي سليمان، مما يزيد من حالة الغموض والاحتقان، ويجعل الطالب المغربي مجدداً في مواجهة مع واقع جامعي متكرر يفتقر للنجاعة والشفافية في تسيير الزمن الجامعي.

 

وسط هذه الأوضاع، يطالب الطلبة بالإفراج الفوري عن النتائج، مع دعوات بتحديد المسؤوليات واتخاذ إجراءات تضمن احترام الآجال المعقولة في التصحيح والإعلان، لما لذلك من أثر مباشر على مصير الآلاف من الطلبة داخل الكلية وخارجها.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات

شاطئ المهدية… بين الاكتظاظ وغياب الانضباط

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

في خضم موجات الحرّ التي تعرفها البلاد، يتحوّل شاطئ المهدية إلى وجهة مفضّلة للباحثين عن الاستجمام، حيث يشهد الشاطئ توافدًا كبيرًا من المصطافين من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية. وبينما يُفترض أن يواكب هذا الإقبال تعزيز الأمن والتوجيه، خاصة من طرف معلّمي السباحة، تفاجأ المواطنون بسلوكيات تفتقر إلى حسّ المسؤولية من بعض هؤلاء المكلّفين أساسًا بحماية الأرواح.

 

فبدل التركيز على توجيه المصطافين إلى المناطق الآمنة ومراقبة أي تهوّر أو ابتعاد عن الشاطئ، شوهد عدد من معلمي السباحة وهم ينهمكون في مباريات لكرة القدم على الشاطئ، غير آبهين بحرمة الفضاء العام، ومتجاهلين شكايات المواطنين الذين استغربوا هذا الإهمال المتعمّد، خاصة أن الراية الصفراء كانت مرفوعة، مما يعني أن البحر ليس في حالة هدوء تام.

 

ويتساءل عدد من رواد الشاطئ: من يراقب الأطفال الذين قد يتعرضون لتشنجات أو حوادث غرق مفاجئة؟ فالتدخل السريع في مثل هذه الحالات لا يحتمل التهاون أو الانشغال بأمور جانبية.

 

الأدهى من ذلك أن معدات الإنقاذ التي سلمتها الوقاية المدنية لمعلمي السباحة، شوهدت في أيدي أطفال من عائلاتهم، يلعبون بها كما لو كانت ألعابًا شاطئية، وهو ما يعكس درجة الاستهتار وعدم الجدية في التعامل مع هذه المهام الحيوية.

 

وما يزيد من قتامة الصورة، هو جلوس بعض المدمنين ومدخني الحشيش بجانب هؤلاء المعلمين، دون أي اكتراث بسمعة المهنة أو أمن المصطافين.

 

إن ما يجري في شاطئ المهدية يدق ناقوس الخطر، ويطرح أكثر من علامة استفهام حول المتابعة والمراقبة، وضرورة تفعيل دور الجهات المسؤولة لوقف مثل هذه التصرفات التي قد تُكلّف أرواحًا بريئة ثمن هذا الإهمال.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

هل يُحاسب أعوان السلطة في رمل هلال ببوسكورة؟ والأسر المتضررة تنتظر الإنصاف

بقلم: الحاج مول الحكمة

لا تزال تداعيات عملية هدم منازل عدد من الأسر بملحقة رمل هلال بجماعة بوسكورة تثير الكثير من الجدل، وسط تساؤلات ملحة حول دور أعوان السلطة المحلية في تفشي البناء العشوائي، ومسؤوليتهم المحتملة في غض الطرف عن المخالفات التي راكمت هذه الأزمة.

الساكنة المتضررة، التي وجدت نفسها بين ليلة وضحاها في العراء، تطالب بفتح تحقيق نزيه وشامل يسلط الضوء على التجاوزات المحتملة، خاصة وأن أعوان السلطة هم الحلقة الأولى في منظومة المراقبة الميدانية، وكان من المفترض أن يكونوا حائط صد أمام أي خروقات عمرانية.

في المقابل، تلتزم الجهات المسؤولة الصمت إلى حدود الساعة، دون توضيحات بشأن مصير المحاسبة أو آليات إنصاف الأسر المتضررة، ما يزيد من حالة الترقب والتوتر داخل المجتمع المحلي.

ويبقى السؤال مطروحًا بقوة: هل تتحمل السلطات مسؤوليتها في محاسبة المتورطين؟ وهل سيتم جبر ضرر الأسر التي فقدت منازلها؟ الرأي العام في بوسكورة يترقب الأجوبة، والأمل لا يزال معلقًا على قرارات قد تُنصف من طحنتهم العشوائية والتواطؤ.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات

مهرجان أم الربيع بخنيفرة: استحضار حي لتراث “أسون” – من حماية القطيع إلى احتضان الهوية ضمن المهرجان الثقافي

مع الحدث لحسن المرابطي

يمثل مهرجان أم الربيع في إقليم خنيفرة (المغرب) محطة سنوية لا تُحتفى فيها بموسم الطبيعة المتجددة فحسب، بل تُستعاد فيها ذاكرة ترحال عميقة. فمن خلال تأثيثه بـالخيام الأمازيغية التقليدية واستحضار نمط الحياة البدوية لمجتمع أيت اسگوگو الأمازيغية، ينسج المهرجان جسراً رمزياً بين زمنين: ماضي الترحال الجماعي في جبال الأطلس وخاصة منطقة فزاز (الأطلس المتوسط)، وحاضر الاستقرار الذي يعيشه سكان المنطقة اليوم. وتأتي إضافة تنظيم “أسون” (المجموعات الرحل) وهندسة المخيم الدائري لتكشف عن طبقة أنثروبولوجية غنية، تُضفي عمقاً استثنائياً على هذا الاستحضار.

♦️ الزمان والمكان: رحلة موسمية تحولت إلى احتفال ثقافي

▪️ السياق التاريخي (الماضي): مع حلول فصلَي الربيع والخريف، كانت مجموعات الرحل الأمازيغية في منطقة فزاز (وهي جزء من المجال الثقافي الأطلسي المتوسطي) تُنظّم رحلات جماعية موسومة ب”أسون”. كانت الرحلة تتم غالبا عبر البغال كوسيلة نقل أساسية، متجهة صوب “أدرار” (المرتفعات الجبلية) بحثاً عن مراعي صيفية أو “أزاغار” (السهول) لقضاء الشتاء. الهدف كان اقتصادي-معيشي بحت: تأمين الكلأ والماء للمواشي.

▪️ السياق المعاصر (الحاضر): يعتبر المهرجان الأول من نوعه بجماعة أم الربيع، المتاخم لهذه المناطق التاريخية للترحال، احتفاءً بنهر أم الربيع ومنبعه. تحولت الرحلة البدوية من ضرورة بقاء إلى ذاكرة تُستحضر في فضاء احتفالي ثقافي.

♦️ هندسة “أسون”: الدائرة.. حكمة دفاعية وتضامن اجتماعي

كان تنظيم المخيم في الماضي يعكس فلسفة حياة متكاملة:

⏺️ التراتبية المكانية الذكية: تُنصب الخيام بشكل دائري متلاصق، تحيط بـساحة مركزية شاسعة.

⏺️ الوظيفة الحيوية:

▪️ حصانة جماعية: الشكل الدائري يشكل جداراً بشرياً ومادياً يصعب اختراقه، ويوفر رؤية شاملة 360 درجة لرصد الأخطار (هجمات “الأغيار” – القبائل المتنافسة – أو الوحوش المفترسة).

▪️ حماية القلب النابض: توضع زريبات المواشي وحظائر البهائم داخل هذه الساحة المركزية المحصنة. هذا التصميم يؤكد القيمة المحورية للمواشي كمصدر للغذاء (حليب، لحم)، المواد الخام (صوف، جلد)، والنقل (البغال). حمايتها كانت حماية للبقاء.

▪️ فضاء الحياة المشتركة: الساحة لم تكن للبهائم فقط، بل كانت مكاناً لـ:

▪️ اجتماعات القبيلة واتخاذ القرارات.

▪️ المقايضة والأسواق الصغيرة.

▪️ الاحتفالات والطقوس الاجتماعية.

▪️ رمزية عميقة: هذا التنظيم كان تجسيداً مادياً لقيم التضامن الجماعي (“أسون”) والتكافل والحكمة في التكيف مع البيئة والتهديدات.

 

♦️ استحضار “أسون” في المهرجان: تحول الوظيفة.. بقاء الرمز

يُعاد إنتاج هذه الهندسة التراثية في مهرجان أم الربيع، ولكن بطبقة دلالية جديدة:

⏺️ استمرارية الشكل: تُنصب الخيام التقليدية بشكل دائري حول ساحة مركزية واسعة، مستحضرةً الذاكرة البصرية والتنظيمية لـ”أسون”.

⏺️ تحول الوظيفة:

▪️ من حماية المواشي إلى استضافة الزوار: لم تعد الخيام تحمي الأغنام من الذئاب، بل أصبحت فضاءات استقبال دافئة للزوار والسياح، توفر لهم مكاناً للمشاهدة والراحة، وكأنها تحميهم (رمزياً) من الغربة وتذوب الفوارق بينهم.

▪️ من زريبات مواشي إلى مسرح ثقافي: الساحة المركزية لم تعد تضم المواشي، بل تحولت إلى “أغورا” ثقافية، مسرح مفتوح يحتضن:

▪️ العروض الفنية (أحيدوس، إزلان، تامديازت، موسيقى أمازيغية).

▪️ الألعاب التقليدية (“تاكورت”، “شيرا”، “بايسثاي سثانوت”، إيسكور.. ألعاب القوة مثل: “حجّط”، “تاموغزيلت”).

▪️ سرد الحكايات الشعبية والأمثال.

▪️ معارض الحرف التقليدية.

▪️ أي أنها تحولت من مركز الاقتصاد الرعوي إلى قلب الإشعاع الثقافي والهوياتي.

⏺️ الرمزية الجديدة: هذا التحول يرمز إلى:

▪️ البراعة في التكيف: قدرة الثقافة الأمازيغية على الحفاظ على رموزها مع إعطائها دلالات جديدة تلائم العصر.

▪️ تحول مصادر القيمة: من حماية الثروة الحيوانية (المادية) إلى حماية وصون الثروة الثقافية والرمزية (الهوية، التراث).

▪️ الأمن الثقافي: الدائرة لم تعد تحمي من اعتداءات مادية، بل أصبحت فضاءً رمزياً يُحصّن الهوية من النسيان والاندماج، ويوفر شعوراً بالألفة والانتماء للزوار.

 

♦️ الجسر الرمزي: من الترحال بالبغال والجمال والحمير، إلى الاستقرار.. حوار الأزمنة

يستكمل المهرجان حواره بين الماضي والحاضر عبر مقارنات صارخة:

▪️ وسائل النقل: استحضار الترحال عبر البغال (بطئه، مشقته، ارتباطه بتضاريس وعرة) مقابل نقل المنقولات بالشاحنات اليوم (سرعتها، قدرتها، ربطها بشبكة طرقية). يسلط الضوء على سرعة التطور التكنولوجي وتغير مفهوم الزمن والمسافة.

▪️ نمط العيش: استحضار حياة الترحال (حرية وانفتاح لكن مع تقشف وخطر دائم) مقابل حياة الاستقرار (أمان وخدمات لكن مع تحديات التحضر والاغتراب عن الطبيعة). يدفع للتأمل في إيجابيات وسلبيات كلا النمطين وقيمة مكتسبات الحاضر مع الحنين لقيم الماضي (التضامن، الصبر، الارتباط العضوي بالأرض).

 

♦️ أخيرا دائرة نصب الخيام توحد الزمنين

مهرجان أم الربيع بخنيفرة، من خلال استحضاره التفصيلي لتنظيم “أسون” وهندسة المخيم الدائري، لا يقدم مجرد مشهد تراثي. إنه يُجسّد فلسفة حياة كاملة – قائمة على التضامن الجماعي (“أسون”)، الحكمة الدفاعية (الشكل الدائري)، ومركزية المقدرات المشتركة (المواشي سابقاً، الثقافة والهوية اليوم). تحول الوظيفة – من حماية القطيع إلى احتضان العروض ومن استراتيجية بقاء إلى احتفال ثقافي – هو دليل على حيوية التراث وقدرته على التجدّد. الشكل الدائري والساحة المركزية، كرموز مادية، تصبح جسراً يربط حكمة الأجداد في التكيف مع بيئة قاسية والتنظيم الاجتماعي الذكي، مع وعي الأبناء بأهمية الهوية وضرورة الحفاظ عليها في عالم متغير. وهكذا، يصبح المهرجان أكثر من احتفال؛ إنه إعادة بناء حية للذاكرة المكانية والاجتماعية، ودرس عميق في كيف يمكن للماضي، باستعاراته الرمزية القوية، أن يثري الحاضر ويُعزز الانتماء. الدائرة التي كانت تحمي الأغنام أصبحت اليوم تحصن الهوية، مؤكدة أن قيم التضامن والحماية الجماعية تظل الدعامة الأبدية لاستمرار المجتمعات.