Categories
ثقافة و أراء رياضة

اختتام فعاليات مهرجان التراث والفلكلور في دورته الثانية بلقاءات علمية ووصلات فنية لفرق اسبانية وبرتغالية

مديونة محمد الحساني

اختتمت امس، فعاليات النسخة الثانية لمهرجان التراث والفلكلور المنظم تحت إشراف عمالة إقليم مديونة، و جمعية أصدقاء الرياضة والثقافة مديونة، وبشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال والرياضة، قطاع الرياضة، والذي نظم بساحة القصبة الاسماعيلية ، فضلا على المركب الثقافي لمديونة خلال الفترة ما بين 14 و 20 يوليوزالجاري.

حيث استضافت هذه التظاهرة كل من دولتي اسبانيا والبرتغال كضيفي شرف الدورة، من خلال مشاركتهما في معرض المنتجات المجالية المنظم بنفس الساحة وذلك بعرض المنتجات المحلية لذات الدولتين الضيفتين، حيث عرف هذا الرواق توافد المئات من الزوار الراغبين في التعرف على الثقافة الأوروبية من خلال منتوجاتهم التقليدية.

كما شهد برنامج هذه السنة عدة عروض فنية وموسيقية من ذات الدولتين ، استمتع بها وتجاوب معها الحاضرون، الى جانب عقد ندوات فكرية وعلمية.

– ندوة ” كأس العالم، الرهانات الاقتصادية ومؤشرات التنمية “،

وهو لقاء علمي وتواصلي سلّط الضوء على رهانات كأس العالم 2030، نظم يوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025، اشرف على تسييره الصحفي المقتدر يوسف الساكت، و يهدف إلى إثارة النقاش حول الأبعاد المتعددة لتنظيم المغرب المشترك لكأس العالم 2030 رفقة كل من إسبانيا والبرتغال، تحت شعار:

“Yalla Vamos 2030”.

حيث ناقش المتدخلون كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والرياضية، والاعلامية.

وفي هذا السياق، قدم محمد الشقير “مؤلف وباحث” مقاربة تحليلية حول الخلفيات التاريخية والتنموية لهذا الحدث العالمي، حيث قالفي هذا الصدد، قال ، إن “تنظيم تظاهرات كأس العالم أصبح مجالا للتنافس بين الدول، لما لذلك من انعكاس على صورتها الخارجية، وكذا مكانتها السياسية في المنتظم الدولي”.

مضيفا ” ان إدراك المغرب المبكر للأهمية السياسية لتنظيم هذه الكأس العالمية، واعتباره أن ذلك يدخل ضمن القوة الناعمة للدول، هو ما دفع جلالة الملك الراحل الحسن الثاني إلى الترشح لتنظيم كأس العالم منذ أكثر من عقدين”.

وتابع المتحدث: “وعلى الرغم من عدم النجاح في هذه الترشيحات، فإن ذلك لم يثن المغرب عن مواصلة الترشح، إلى أن نجح في إحراز شرف تنظيم كأس العالم لسنة 2030، بمشاركة كل من إسبانيا والبرتغال” ، مشرا الى ان هذه المشاركة ستعزز التعريف بالمغرب كبلد عريق وقوة إقليمية في شمال إفريقيا ومنطقة المتوسط، مذكرة بتاريخه الحضاري ضمن هذه المنطقة. كما ستكشف عن قدراته اللوجستية في الاستضافة، مما سيكرس دوره الإقليمي وإشعاعه السياسي كقوة مستقرة في منطقة إفريقية تعاني من مظاهر عدم الاستقرار السياسي والأمني,

ومن جانب آخر، يرى شقير أن المشاركة في هذا التنظيم ستكسب المغرب ورقة سياسية للدفع بضرورة الطي النهائي لنزاع الصحراء”، موضحا أن تنظيم هذا الحدث يتطلب نزع فتيل أي مشاكل قد تؤثر على أمن تظاهرة ستجلب ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم.

من جانبه تناول عبد الفتاح مؤمن رئيس تحرير ميداني بقناة 2M، البعد الإعلامي ودور الصحافة في مواكبة مثل هذه التظاهرات الكبرى، من خلال الصحافة الرياضية سواء المرئية او المكتوبة او الإلكترونية، مؤكدا ان الحديث عن الرهانات الرياضية ليس شعارات فضفاضة ، وإنما هي مقاربة تروم بناء ملاعب رياضية، او بنيات تحتية، وبنيات طرقية، وعلاوة على تحسين المناخ الاستثماري، لخلق فرص العمل، مع التفكير في خلق عدالة اجتماعية للمدن التي لا تحتضن فعاليات كأس العالم، باستفادتها من عائدات هذه التظاهرة العالمية، ناهيك عن الصناع التقليدين الذين كما شاهدتهم يتسائلون عن موقعهم وعن كيفية الترويج لمنتجاتهم المحلية، مثمنا مثل هذه النداوت التي تشكل ارضية مفيدة وفرصة لبعث توصيات لبعض المسؤولين، من جعل هذه التظاهرة العالمية مشروع مجتمعي وليس،فقط مشروع حكومي، الكل يساهم والكل يستفيد.

عصام اسمر مدير مهرجان التراث والفلكلور

أوضح في ذات السياق، ان المغرب اليوم في قلب الحدث العالمي، مبرزا ان هذا المهرجان يأتي في سياق الاستعدادات المكثفة التي يشهدها المغرب من أجل استضافة ناجحة وفعّالة لنهائيات كأس العالم 2030، بما يعكس مكانته الإقليمية والدولية وقدرته على تنظيم تظاهرات كبرى وفق المعايير العالمية.

كما يروم يستطرد مدير المهرجان توعية الرأي العام بأهمية الحدث الكروي وما يحمله من فرص اقتصادية واستثمارية، وخلق جسور التواصل بين المختصين في الإعلام والرياضة والاقتصاد.

– ندوة حول التراث الأثري بالمغرب.

– وهو لقاء عقد يومه الاربعاء 15 يوليوز الجاري ، خصص لتسليط الضوء على دور الثقافة والفن في دعم الرؤية المستقبلية للمغرب. على اعتبار أن هذاالمهرجان ليس،فقط للتبضع او الاستمتاع بالموسيقى، بل محطة لنقاش، وفضاء فكري يربط بين الثقافة والرياضة والتنمية، كما يعكس رؤية مستقبلية تجعل من كأس العالم منصة للنهوض بعدة قطاعات موازية.

الدكتور مجيدي عبد الخالق استاذ باحث في علوم ما قبل التاريخ بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، نفض في عرضه الغبار عن الفن الصخري الذي يزخر به التراب الوطني، مكسرا العقيدة التي رسخها باحثون فرنسيون في عهد الاستعمار من كون الفن الصخري لصيق بالمجال الترابي الممتد بين توبقال وطنجة، والحال ان تراب المملكة ككل عرف مجتمعات محلية تركت بصماتها عبر النقوش الصخرية بدليل ان المغرب اليوم يتوفر على 800 موقع للنقوش الصخرية بعد ان كانت إبان الاستعمار لا تتجاوز 250 موقعا بحسب قوله، وذلك راجع الى مساهمة كليات الآداب بعدة مدن مغربية في تكوين باحثين من عيار كبير وإحداث المعهد الوطني لعلوم الآثار.

من جهته قال موسى مسرور باحث في كلية العلوم قسم الجيولوجيا بجامعة ابن زهير خلال عرضه حول دور المتاحف في التنشيط الثقافي المحلي: حالة متحف الجيولوجيا بآنزا، إن هذه المعلمة العلمية تحافظ على التراث الطبيعي وعلى المواقع الجيولوجية للمدينة وضواحيها، كما تعمل على تبسيط المعرفة العلمية بهذا المجال لجميع المغاربة، مبرزا ان اكتشاف موقع اثار اقدام الديناصورات في منطقة انزا سنة 2017، ساهم في انشاء متحف للتاريخ الطبيعي لاكادير، كمعلمة علمية اضحى اليوم عالميا، كما سيشكل فضاء بيداغوجيا للتعرف على جيولوجيا الأطلس الكبير الغربي ، بفضل شراكة تجمع شبابي من المغرب وتونس وفرنسا في اطار منظمة شباب الضفتين للتبادل الثقافي تحت إشراف الجمعية المغربية للتوجيه والبحث العلمي التي قامت بتنفيذ الجوانب الإدارية

يشار أن هذا المتحف يتضمن آثار متنوعة للديناصورات ومستحاثات عمرها اكثر من 500 مليون سنة ، واخرى عمرها 120 مليون سنة كما تم تزويد المتحف بمجموعة من المستحاثات التي لا توجد بالمغرب.

– عرض لفرقة موسيقى الفادو البرتغالية

موسيقى الفادو.. روح البرتغال القديمة

في اطار فعاليات المهرجان، احتضن المركب الثقافي لمديونة حفلا موسيقيا لموسيقى الفادو، وهي موسيقى تكشف عن العاطفة الهادرة والإيمان بالقدر في عمق العقل الجمعي البرتغالي.

بالعودة إلى التاريخ القديم، نجد أن موسيقى الفادو رمز موسيقي للثقافة والتقاليد البرتغالية، ويكشف هذا النوع الكئيب من الموسيقى عن العاطفة الهادرة والإيمان بالقدر في عمق العقل الجمعي البرتغالي.

و معنى الفادو في اللغة اللاتينية “القدر”، وهي موسيقى برتغالية قديمة بدأت في لشبونة، ثم انتشرت في أماكن مختلفة من البرتغال بأشكال متعددة، وظهرت الفادو في أوائل القرن 19 خلال لقاءات ثقافية متنوعة، لذلك هناك العديد من الإسقاطات المختلفة حول ظهورها.

– دعم الطاقات الغنائية الشابة

الهدف الأسمى من هذه التجربة الفنية ليس تحقيق الشهرة الشخصية كمغن، بل هو دعم الطاقات والمواهب المغربية الشابة ومنحها فرصة للظهور. كما صرح مدير الدورة“هدفي هو دعم شباب آخرين ومنحهم دفعة ليفجروا طاقاتهم.

واضاف عصام اسمر مدير مهرجان التراث والفلكلور” لدينا مواهب كثيرة في المغرب تحتاج فقط لمن يدفع بها إلى الأمام لتصنع بدورها حفلاتها الخاصة وتساهم في دفع تراثنا”، مضيفا أن

“التجربة تطورت وأصبح فيها تنوع أكبر. هدفنا أن يعيش من يحضر حفلاتنا شيئاً استثنائياً، لذا نفكر دائماً في الجديد وفي الإبداع، والإبداع لا حدود له”.

الى ذلك، تم تخصيص فضاء خاص بالصناعة التقليدية والتعاونيات بشراكة مع اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ضم عارضين من المغرب والدول المستضيفة.

كما عرف برنامج الدورة الثانية، عروضا للأزياء المغربية والاسبانية، علاوة على معرض تشكيلي لعدد من الفنانين.

وقد شكل هذا المهرجان، قبلة لساكنة مديونة والأحياء المجاورة لها، على غرار السنة الماضية، حيث عرف هذا الاخير اقبالا كبيرا.

Categories
أعمدة الرآي ثقافة و أراء

تزكيات انتخابية أم صفقات سياسية؟؟ …. عندما تهمّش الكفاءات لصالح الأميين والانتهازيين

مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، تشتد النقاشات داخل الأحزاب السياسية حول لوائح المرشحين، وتُطرح مجددًا أسئلة جوهرية حول معايير التزكية، ومدى احترامها لمبادئ الديمقراطية الداخلية، وروح المسؤولية، وخدمة الصالح العام.

وللأسف لا تزال ظاهرة تزكية الأميين والانتهازيين وأصحاب المصالح الذاتية تطغى على المشهد الانتخابي في عدد من المناطق، في تغييب واضح للكفاءات والمناضلين الحقيقيين، وفي تجاهل صريح لتوجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي لطالما دعا في خطاباته إلى تحمّل المسؤولية بنزاهة، وربط العمل السياسي بخدمة المواطن، لا بخدمة الأجندات الفردية.

ما الذي يحدث داخل الأحزاب؟

بدل أن تكون التزكية وسيلة لترشيح الكفاءات الوطنية النزيهة والمشهود لها بغيرتها على الوطن، تحوّلت في كثير من الأحيان إلى أداة لإعادة تدوير الوجوه المستهلكة، وتصفية الحسابات الداخلية، وتكريس الولاءات الضيقة، كما لو أن المناصب الانتخابية غنائم توزَّع لا مسؤوليات تُؤدى.

لقد أصبح من المألوف أن نرى مرشحين يفتقرون إلى أبسط مقومات الفهم القانوني أو الإداري، وأحيانًا لا يملكون حتى الحد الأدنى من التعليم، يتم تزكيتهم فقط لأنهم “يموّلون الحملة” أو يمتلكون قاعدة انتخابية تم بناؤها على الزبونية والمصالح، لا على البرامج والإقناع.

تنبيهات ملكية لم تجد آذانًا صاغية

في خطاب افتتاح البرلمان سنة 2016، قال جلالة الملك:

“إن التوجه الحقيقي يجب أن يكون نحو الكفاءات، وتحمل المسؤولية بصدق ونزاهة، بعيدا عن منطق الولاءات الضيقة، والبحث عن المصالح الشخصية.”

كما أكّد في خطاب العرش سنة 2017 على أن:

> “المسؤول الحقيقي هو الذي يضع المواطن فوق أي اعتبار، ويحرص على خدمة مصالحه، بكل صدق وأمانة.”

لكن رغم هذه التوجيهات السامية، لا زلنا نشهد في كل موسم انتخابي عودة نفس الأسماء، بنفس الأساليب، مع تغييب تام لروح المحاسبة الداخلية، ولامبالاة بمصداقية العمل الحزبي، وكأن همّ البعض هو “الترشح فقط”، لا تمثيل المواطن فعليًا.

الكفاءات تُقصى والمناضلون يُهمشون

من غير المعقول أن يُقصى المناضلون الحزبيون الحقيقيون، أولئك الذين تدرجوا داخل هياكل أحزابهم، وتحمّلوا المسؤولية التنظيمية، وتشبعوا بالمرجعية الفكرية والأيديولوجية للحزب، ويملكون تصورًا واضحًا لتنزيل البرامج على أرض الواقع، لصالح مرشحين لا يربطهم بالحزب سوى موسم الانتخابات.

هؤلاء المناضلون هم الأجدر بالثقة والتزكية، لأنهم يُدركون معنى العمل السياسي ويؤمنون بأنه التزام ومسؤولية، لا سلّم للوصول إلى الامتيازات.

رسالة إلى المواطن المغربي

في خطاب العرش لسنة 2020، وجّه جلالة الملك دعوة مباشرة للمواطنين:

“إن المشاركة الواسعة في الانتخابات، واختيار المرشحي الأكفاء والنزهاء، هي الوسيلة الوحيدة لتغيير الوضع إلى الأفضل.”

وهنا نُحمّل المواطن أيضًا جزءًا من المسؤولية. فالصوت الانتخابي أمانة، واختيار المرشح المناسب مسؤولية وطنية. التغيير لن يتحقق طالما استمر بعض الناخبين في التصويت بدافع القرابة أو العاطفة أو المصلحة الآنية.

نحو تصحيح المسار

إذا أرادت الأحزاب أن تستعيد ثقة المواطن، فعليها أن تعيد الاعتبار لمناضليها الحقيقيين، وأن تجعل من الكفاءة، والنزاهة، والقدرة على التواصل والترافع عن قضايا الساكنة، معايير رئيسية للتزكية. كما يجب أن تُمارس نقدًا ذاتيًا حقيقيًا، وتقطع مع منطق الريع الانتخابي، لأن الوطن لم يعد يحتمل مزيدًا من الارتجال والرداءة.

أما المواطن فله أن يُدرك أن لحظة التصويت هي لحظة سيادة، وأن حسن الاختيار اليوم، هو ضمان لمستقبل أفضل غدًا.

الأستاذ محمد المزابي

Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات

سطات تُعيّن نبيل العواملة كاتبًا عامًا بالنيابة لعمالة الإقليم: كفاءة ميدانية ورجل المرحلة بامتياز

سطات متابعة عماد وحيدال

في إطار تعزيز الدينامية الإدارية والترابية التي تعرفها عمالة إقليم سطات، وفي سياق ضمان استمرارية تدبير الشأن العام المحلي، تم تعيين نبيل العواملة، رئيس قسم التعمير والبيئة، كاتبًا عامًا بالنيابة لعمالة سطات، خلفًا للسيد محمد مويسي الذي أُحيل على التقاعد لأسباب صحية.

ويُعد نبيل العواملة واحدًا من الكفاءات الإدارية الوازنة داخل الإقليم، حيث راكم تجربة واسعة في مجال التعمير والبيئة، وكان فاعلًا محوريًا في تأطير عدد من الاجتماعات التقنية، وكثيرًا ما مثّل السيد العامل في مناسبات رسمية بحنكة واحترافية. العواملة، الذي يعرف خريطة الإقليم من مختلف الجوانب، لطالما كان حاضرًا بكلمة فاصلة وحلول ناجعة في اجتماعات سابقة، حتى قبل تعيينه في هذا المنصب، ما جعله يحظى بثقة واسعة في أوساط الإدارة والمجتمع المحلي.

ولعل ما يميز هذا التعيين أن الرجل يجمع بين الخبرة الإدارية والتفاني الميداني، وهو ما يُمكّنه من تولي مهام الكاتب العام بالنيابة دون أن يغفل عن مسؤولياته في قسم التعمير، ليُجسد بذلك صورة الإطار الطموح، الغيور، والخدوم. ويُنظر إليه اليوم كرجل المرحلة بامتياز، القادر على مرافقة الأوراش التنموية المفتوحة بالإقليم، والمساهمة في تعزيز نجاعة الأداء الإداري وضمان الاستمرارية في تدبير الملفات الحيوية.

يُشكّل تعيين نبيل العواملة خطوة موفقة في مسار تجديد النخب الإدارية بإقليم سطات، ويبعث برسالة واضحة مفادها أن الكفاءة والالتزام والقدرة على التكيّف مع التحديات، تبقى معايير جوهرية في تولي المناصب القيادية. وبالنظر إلى تجربته ومراكمته لسنوات من العمل الميداني، فإن ساكنة سطات تنتظر من الكاتب العام بالنيابة أن يواصل نهج الفعالية، ويكرّس حضوره كفاعل إداري يجمع بين الحكامة والتواصل والانفتاح.

Categories
أخبار 24 ساعة رياضة

الدار البيضاء تحتضن البطولة العربية للفئات العمرية في رياضة الشطرنج

الدار البيضاء عادل الحصار 

ستنطلق بالدار البيضاء يوم 20 يوليوز فعاليات البطولة العربية للفئات العمرية بمشاركة أكثر من 300 لاعب ولاعبة من مختلف الدول العربية. هذا الحدث الرياضي المرموق، المنظم من طرف الجامعة الملكية المغربية للشطرنج بشراكة مع الاتحاد العربي، يشكل مناسبة لتكريس قيم المنافسة الشريفة وتبادل الخبرات بين الأجيال الصاعدة من أبطال الشطرنج في العالم العربي.

و تتزامن هذه التظاهرة مع احتفالات عيد العرش المجيد واليوم العالمي للشطرنج، مما يضفي على الأجواء طابعا احتفاليا وثقافيا مميزا.

وستصبح كازابلانكا خلال أيام البطولة قبلة لعشاق اللعبة الذهنية، حيث ستجمع بين التنافس الرياضي والتلاقي الحضاري، في إطار تنظيم احترافي وتحكيم عربي متميز، تأكيدا على مكانة المغرب كوجهة رائدة في احتضان التظاهرات الرياضية الكبرى.

Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات

من ميناء طنجة إلى أعماق الوطن: الجالية المغربية تعود بزخم المحبة والحنين

لحبيب مسكر

على امتداد الطريق السيار الرابط بين ميناء طنجة المتوسط وباقي المدن المغربية، وعلى جنبات المحاور الرئيسية التي تقود نحو فاس، الرباط، الدار البيضاء، مكناس، ومراكش… المشهد متكرّر لكنه لا يملّ: طوابير طويلة من السيارات بلوحات أوروبية، محمّلة بالعائلات، وبلهفة صادقة نحو الوطن.

إنه موسم العودة، حيث تعود الجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى أرض الوطن، بعد عام من الغربة، العمل، والانتظار. الموانئ، وعلى رأسها ميناء طنجة المتوسط، تشهد ذروة العبور، والطريق السيار يتحول إلى ممر شعبي لاستقبال أفواج المغاربة العائدين من مختلف دول أوروبا، خصوصًا فرنسا، إسبانيا، بلجيكا وهولندا.

محطات الوقود والاستراحة على طول الطريق مكتظة، الأطفال يلعبون، الكبار يتبادلون الضحك والقصص، والعين تلمع بشيء من الفخر والانتماء. فكل من يقطع هذه الطريق عائدًا من المهجر، لا يعود فقط لقضاء العطلة، بل ليجد ذاته، أهله، جذوره، وربما ليعيد ترتيب ذاكرته المغربية.

اقتصاديًا، تشكل هذه العودة السنوية دفعة قوية للطلب الداخلي، حيث تنتعش قطاعات السياحة، النقل، التجارة، والصناعات التقليدية. تحويلات مغاربة العالم تتجاوز مائة مليار درهم سنويًا، ما يجعلها أحد أعمدة الاقتصاد الوطني، ودليلًا ملموسًا على قوة ارتباطهم بوطنهم.

لكن رغم كل مظاهر الفرح، لا تخلو الطريق من تحديات: زحام، حرارة مرتفعة، محطات غير كافية، وخدمات لا ترقى دائمًا لتطلعاتهم. ومع ذلك، يتجاوزون كل هذا بابتسامة العائد، لأن العودة إلى المغرب ليست مجرّد سفر، بل احتفال داخلي بمعنى الانتماء.

إن استقبال الجالية المغربية لا يعد حدثًا صيفيًا عابرًا، بل هو سياسة مستدامة يجب الإعتراف بمكانتهم كجزء لا يتجزأ من النسيج الوطني. هؤلاء ليسوا فقط سياحًا، بل مواطنون لهم الحق الكامل في وطنهم، ومكانهم الطبيعي في مسار تنميته.

مرحبًا بكم في بلدكم، وبين أهلكم… المغرب يرحب بكم، ويدين لكم بالكثير.

Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات مجتمع

الرباط: فرق الأغلبية تنظم لقاء دراسياً حول “المرحلة 2023-2025 من الاستراتيجية الوطنية منخفضة الكربون”

 الرباط مجيدة الحيمودي 

في إطار الانخراط الفعّال في النقاشات البيئية والاستراتيجية الوطنية للمناخ، نظمت فرق الأغلبية بمجلس النواب، يوم الخميس 17 يوليوز 2025، لقاءً دراسياً بشراكة مع الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة (AMCDD)، وذلك حول موضوع: “تفعيل المرحلة 2023-2025 من الاستراتيجية الوطنية منخفضة الكربون (SNBC)”.

اللقاء الذي احتضنته قاعة الاجتماعات 11 بمجلس النواب، عرف حضور برلمانيين وخبراء وممثلي المجتمع المدني، وركز على استعراض مستجدات SNBC 2050، وسُبل تنزيل أهدافها المناخية في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تواجه البلاد.

محاور اللقاء:

استعرض المشاركون أهم المحطات الاستراتيجية، من بينها:

اعتماد مراجعة المساهمات المحددة وطنيا (CDN) سنة 2021، بهدف خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45.5% بحلول سنة 2030.

اعتماد SNBC 2050 كإطار استراتيجي وطني يهدف إلى الوصول إلى حياد كربوني بنسبة 96% بحلول عام 2050.

تطوير أنظمة الطاقة المتجددة والنظيفة، والتوجه نحو اقتصاد دائري وزراعة إيكولوجية مقاومة.

تشجيع النقل المستدام والمدن الذكية، ووضع مخططات قطاعية لإزالة الكربون، تماشياً مع أهداف 2050.

وقد شدد المتدخلون على أهمية تعزيز التنسيق بين المؤسسات العمومية والمجتمع المدني لضمان نجاعة تنفيذ هذه الاستراتيجية، وعلى ضرورة انخراط المواطنات والمواطنين في هذا التحول البيئي الذي يُعدّ رافعة حقيقية نحو التنمية المستدامة.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة رياضة

يامين يامال.. صورة مع الجدة تنهي الجدل حول “الولاء المزدوج” وتُعيد الاعتبار للجذور

الرياضة لحبيب مسكر 

في وقت يكثر فيه الحديث عن اختيارات اللاعبين مزدوجي الجنسية بين منتخبات بلدانهم الأصلية وتلك التي نشأوا فيها، اختار النجم الشاب يامين يامال أن يبعث رسالة صامتة، لكنها عميقة ودالة، بعيدًا عن أي تصريح أو جدل.

فخلال مراسم تجديد عقده مع نادي برشلونة، أصر اللاعب ذو الأصول المغربية على تأجيل التوقيع إلى حين حضور جدّته، التي ظهرت إلى جانبه مرتدية اللباس المغربي التقليدي، في لحظة إنسانية وصورة رمزية أثارت تفاعلاً واسعًا عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل.

صورة الجدة لم تكن مجرّد حضور عائلي؛ بل كانت تعبيرًا عن انتماء متجذّر، واعتزاز واضح بالجذور المغربية. مشهدٌ أعاد التذكير بأن الهوية لا تختزلها الأقمصة الرياضية، ولا تُلخّصها القوانين الدولية للتمثيل، بل تُختزن في الذاكرة العائلية، في التربية، وفي من رسخوا فينا حب الأصل.

وفي ظل الحملة المتواصلة لانتقاد اللاعبين على خلفية اختياراتهم الرياضية، جاء موقف يامال ليؤكد أن اللعب لمنتخب لا يُلغي الانتماء للأرض الأولى. فقد قال الكثير دون أن ينطق بكلمة:

> “ألعب لإسبانيا، لكني لا أنسى من أين أتيت.”

لحظة تجديد العقد لم تكن حدثًا رياضيًا فحسب، بل تحوّلت إلى درس في الوفاء والاعتزاز بالهوية، ولفتة نبيلة في زمن صارت فيه الوطنية محل تشكيك عند كل قرار رياضي.

صورة واحدة، بلباس مغربي تقليدي، كانت كافية لتلغي الكثير من الضجيج، وتُعيد النقاش إلى جذوره: الأصل لا يُباع ولا يُشترى.

Categories
ثقافة و أراء

نوستالجيا حين يستنطق التاريخ: منصف الادريسي الخمليشي 

مع الحدث ثقافة وفن.

بين أسوار شالة العتيقة، حيث تتكلم الحجارة بعبق الماضي، انبعثت أرواح عظماء صنعوا مجد هذا المكان: يوبا الثاني، بطليموس بن يوبا، لوكيوس كايوس ألبينوس، ماركوس فاليريوس فيرون، شخصيات خلدت في ذاكرة المغرب الكبير، تعود إلينا اليوم في عرض مسرحي يحمل عنوان “نوستالجيا – عاطفة الأمس، روح شالة”، تحت إشراف المخرج المسرحي أمين ناسور.

اعتمد العرض على توظيف جمالي لفنون الفرجة ومهن المسرح، جامعا بين السيرك، والسينوغرافيا (الديكور، الموسيقى، الأزياء)، بروح بريشتية تنهل من أسلوب التغريب، لتصوغ رحلة فنية تسافر بنا بين الأزمنة. من العصر الروماني ننتقل بسلاسة إلى العصر المريني، حيث نكتشف وجوها من التاريخ المغربي المشرق: السلطان الأسود أبو الحسن علي المريني، ابنه أبو عنان فارس، العالم لسان الدين بن الخطيب، المؤرخ ابن خلدون، وشمس الضحى زوجة السلطان.

الفرجة المغربية كانت وستظل غنية، بتاريخ يؤهلنا للريادة الثقافية والفنية. وهذا ما تسعى وزارة الشباب والثقافة والتواصل إلى تجسيده ميدانيا من خلال مشاريع كبرى كـ”نوستالجيا”، الذي يعتمد مقاربة تشخيصية هادئة، تتجلى في إشارات ركحية تجعل من الحركة قصة، ومن القصة فعلا، ومن الفعل سلوكا.

لا يمكننا إغفال الجهد الكبير الذي بذل لإنجاز هذا المشروع، الذي يمثل خطوة رائدة في استثمار التراث الثقافي، وإعادة استنطاق الذاكرة الجماعية، وتوريثها للأجيال الجديدة.

إنني، وأنا أكتب هذه الكلمات، أشعر أنني واحدا من تلك الأرواح التي عاشت زمن شالة. وما مسرحة المواقع الأثرية سوى دليل على أن المغرب يحمل تاريخا زاخرا لا يقل أهمية عن أي حضارة أخرى. إن كان لهم الإسكندر الأكبر، فلنا مولاي إدريس، وأبو الحسن المريني، ويوسف بن تاشفين…

ماذا لو استثمرت الثقافة المحلية و التاريخ في خدمة الفن سواء المسرح أو السينما؟

المسرح والسينما قادران على إحياء شخصيات مثل محمد بن عبد الكريم الخطابي، الزرقطوني، وغيرهم من رموز المقاومة الذين مارسوا طقوس التأمل، وانغمسوا في عوالم التصوف ليبلغوا ذروة النشوة والتحرر. أولئك الأبطال، إذا ما جسدت سيرهم في عروض فنية، ستشكل اعترافا صريحا بسلف بنى ركائز الدولة، و ضمانا لاستمراريتها، دفعا لحركية ثقافية واقتصادية حقيقية.

إن إدماج هذا الوعي في تكوين خريجي المدارس والمعاهد الفنية سيخلق جيلا مثقفا، مبدعا، مرتبطا بجذوره، سواء في المسرح أو السينما أو الفنون التشكيلية.

في ختام هذه الرحلة، لا يسعني إلا أن أوجه شكري العميق لكل من ساهم في إنجاح هذا العمل الفني المتكامل.

الشكر للمخرج الأستاذ أمين ناسور، مهندس هذا المشروع، الذي جمع تفاصيله بدقة كالفسيفساء.

الشكر للفنان عبد الفتاح عشيق، وفريد الركراكي، وعثمان السلامي المشرف على إحدى قطع هذا العمل الضخم، والذي كان لي الشرف أن أكون جزءًا منه.

كما أحيي الفنان أنوار الزهراوي وطاقمه الذي أبدع في تصميم الأزياء وإلباس الطاقم الضخم، فكان عنصرًا بصريا مكمّلًا لروح العرض.

Categories
متفرقات

الخطاط في قفص الإتهام .. إحتجاجات عارمة بجهة الداخلة بسبب إقصاء جمعيات التخييم لدواعي إنتخابية وحزبية

نظمت عديد الجمعيات المقصية من الإستفادة من البرنامج الوطني ” عطلة للجميع” وقفة إحجتاجية أمام مقر مجلس جهة الداخلة، متهمين رئيس جهة الداخلة ينجا الخطاط بإقصاءهم، وفتح المجال على مصراعيه للمنتمين لحزب الاستقلال والموالين له فقط .

ذات الجمعيات قالت أن الخطاط يحاول الركوب على هذا البرنامج الوطني المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبإشراف مباشر من وزارة الثقافة والشباب والتواصل، وبشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم، حيث اظهرت مقاطع فيديو موثقة الخطاط وهو وسط الأطفال القصر الذين فرض عليهم الهتاف بإسمه، في مشهد يعكس إستغلالا بشعا للطفولة بجهة الداخلة .

ونددت هذه الجميعات النشطة بمجال التخييم بقرار رئيس الجهة الذي فرض عليهم التوقيع على إتفاقية شراكة مع جمعية تحمل إسم ” الداخلة للتنمية ” للإستفادة من النقل، والغريب في الامر أن المفتش الجهوي لحزب الاستقلال بالداخلة المسمى ( أ . ن ) يشغل منصب امين المال بالمكتب المسير للجمعية في خرق سافر للقوانين وتكريس لتضارب خطير للمصالح .

وقائع أثارت الكثير من الإمتعاض في صفوف الساكنة وجمعيات التخييم التي وجدت نفسها بين المطرقة والسندان، إما إعلان الولاء لرئيس الجهة او الحرمان من الإستفادة من هذه المبادرة الملكية الرائدة لفائدة الطفولة .

Categories
أخبار 24 ساعة الصحة

مستشفى محمد السادس الجامعي بمراكش… هل يتحول من مؤسسة استشفائية إلى “مقبرة للمرضى”؟

مراكش متابعة براهيم افندي 

رغم الهياكل الحديثة والإمكانيات التقنية التي يتميز بها، يعيش المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش وضعًا مترديًا بات يؤرق الساكنة ويطرح علامات استفهام كبيرة حول حكامة تدبيره وفعالية أطره الإدارية والطبية.

فمنذ سنوات، تحوّل هذا المرفق الصحي الذي كان من المفروض أن يشكل نموذجًا على الصعيد الوطني إلى نقطة سوداء في المشهد الصحي بالجهة، وسط شهادات متطابقة من مواطنين وفعاليات مدنية تصف معاناتهم داخله بـ”اليومية والمأساوية”.

انتظار طويل، معاملات غير إنسانية، خصاص في الأطر، وقرارات إدارية متعثرة… هذا ما يجمع عليه عدد من المرتفقين الذين يرون في المستشفى “مقبرة للمرضى بدل أن يكون مركزًا للعلاج والأمل”. والأنكى من ذلك، أن بعض الحالات الاستعجالية تُرفض أو تُمطّط مواعيدها، ما يزيد من معاناة المواطنين القادمين من أحياء مراكش ونواحيها، بل ومن جهات أخرى من المملكة.

وتتعالى في هذا السياق أصوات تطالب بضرورة إصلاح جذري لهذه المؤسسة، لا سيما من حيث العنصر البشري، حيث يُتهم عدد من المسؤولين الإداريين والأطر الطبية بعدم القدرة على مواكبة حجم الضغط، وفشلهم في ضمان جودة الخدمات وتدبير الموارد المتاحة.

ويتساءل العديد من المتتبعين: ألم يحن الوقت لإعادة النظر في تركيبة الأطر المسيرة للمستشفى الجامعي؟ وأين هي كفاءات المغرب الطبية والإدارية التي بإمكانها إحداث الفارق ورفع مستوى هذا المرفق إلى تطلعات المراكشيين؟

وفي ظل التحركات التي باشرها والي جهة مراكش آسفي لتصحيح عدد من الاختلالات في قطاعات حيوية، يأمل المواطنون أن تمتد هذه الروح الإصلاحية إلى القطاع الصحي، وعلى رأسه مستشفى محمد السادس، الذي لا يعاني من ضعف التجهيز، بل من غياب الكفاءة وروح المسؤولية في تدبير شؤونه اليومية.

فصحة المواطنين لا تحتمل التأجيل، ومراكش، باعتبارها قطبًا سياحيًا دوليًا، تستحق أن تتوفر على مستشفى جامعي بمستوى تطلعات سكانها وزوارها، لا أن يُترك للمصير المجهول في ظل صمت رسمي غير مبرر.