Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي الواجهة نازل

نداء عاجل إلى الجنرال محمد حرمو: شباب بوسكورة في قبضة المخدرات.. من يوقف نزيف “البوفا”؟

الحاضي ماء العينيين

تعيش منطقة بوسكورة، التابعة لإقليم النواصر، على وقع أزمة متفاقمة تهدد مستقبل شبابها، بعد أن تحولت أحياء مثل دوار الشلوح، واتقان، ودوار الصكع، إلى فضاءات مفتوحة لترويج المخدرات، وعلى رأسها “البوفا”، أكثر السموم فتكًا بعقول وأجساد المراهقين.

المقلق في الأمر، أن هذه الأنشطة الإجرامية لم تعد تُمارَس في الخفاء، بل أصبحت تجري أمام أعين السكان، في مشهد يُعبّر عن تحدٍّ صارخ للقانون، وضرب مباشر لكل المجهودات الأمنية التي تُبذل محليًا. ومع تنامي الظاهرة، يتزايد عدد الضحايا من الشباب، ممن وجدوا أنفسهم عالقين بين فكي البطالة والإدمان.

أمام هذا الواقع الخطير، يُوجَّه نداء مستعجل إلى السيد الجنرال محمد حرمو، القائد العام للدرك الملكي، للتدخل الحاسم ووضع خطة أمنية استثنائية تعيد الطمأنينة إلى الساكنة وتعيد الأمل إلى شباب المنطقة. لقد أثبتت الوقائع أن المقاربة التقليدية لم تعد كافية، وأن المطلوب اليوم هو تدخل نوعي يجمع بين العمل الأمني الحازم، والمقاربة الاجتماعية والتوعوية.

إن شباب بوسكورة لا يستحقون هذا المصير، وهم في أمسّ الحاجة إلى بدائل حقيقية تُمكّنهم من العيش بكرامة. ولهذا، يجب أن ترافق الحملات الأمنية برامج دعم نفسي وتكوين مهني للمدمنين، وإعادة إدماجهم في النسيج المجتمعي والاقتصادي.

أمن بوسكورة، ومستقبل أبنائها، مسؤولية جماعية، لكن العبء الأكبر يقع على عاتق المؤسسات الأمنية التي تملك مفاتيح التدخل الفعّال. فهل نشهد تحركًا يعيد الأمل لأسر أنهكها الخوف على فلذات أكبادها؟ أم يستمر النزيف في صمت قاتل؟

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

يونس عميمي – عضو المجلس الوطني لحزب الاستقلال 2025 سنة التطوع: فرصة لإعادة الثقة في السياسة بروح استقلالية

مع الحدث

في سياق التحولات العميقة التي تعرفها المجتمعات، وفي ظل التحديات التي تواجهها الديمقراطيات الحديثة، يعيش الفعل الحزبي على وقع أزمة ثقة متفاقمة حيث باتت المؤسسات الحزبية، وطنياً ودولياً، تواجه أزمة مشروعية نتيجة تآكل القيم المؤسسة لوجودها، وعلى رأسها قيمة التطوع التي شكلت لسنوات طويلة رافعة العمل السياسي النبيل ومرتكزه الأساس.

إن انحسار هذه القيمة “التطوع”، لصالح سلوكات نفعية ووصولية، عمّق الهوة بين الفاعل السياسي والمواطن، وأسهم في تكريس صورة نمطية تُلصق بالممارسة السياسية صفات -الاستغلال والانتهازية والمناسباتية..-، مما قوض الأدوار الفعلية للمؤسسات الحزبية في التأطير والتكوين والاقتراح.

وانطلاقاً من هذا التشخيص الواقعي، وفي انسجام مع روح رسالته التاريخية، أطلق حزب الاستقلال مبادرة “2025 سنة التطوع”، كتعبير عن وعي سياسي عميق بضرورة إحداث رجة قوية في الفعل الحزبي تعيد للعمل السياسي وهجه، وتعيد ربط الحزب بقواعده وعمقه المجتمعي، وترتقي بالعمل التطوعي إلى مرتبة الخيار الاستراتيجي في بناء الثقة واستعادة المصداقية.

فمبادرة قيادة حزب الاستقلال اليوم في إحياء ثقافة التطوع ليست مجرد تحرك لحظي أو تفاعل مناسباتي، وإنما هي تشخيص دقيق لعطب بنيوي أصاب العمل السياسي برمته، وقراءة متقدمة تنسجم مع الهوية النضالية للحزب، الذي ظل وفياً لمبادئه في خدمة الوطن، مدافعاً عن الحرية والاستقلال، ومساهما أساسيا في بناء دولة المؤسسات والحق والقانون، والبناء الديمقراطي والتنموي لبلادنا.

وفي الوقت الذي تسود فيه أزمة ثقة بين الأحزاب والمواطنين، يسعى حزب الاستقلال من خلال هذه المبادرة إلى إعادة الاعتبار للفعل السياسي النبيل، عبر توسيع قاعدة المنخرطين في العمل التطوعي الميداني، وتوجيه طاقات الشباب والنساء والفئات المجتمعية المختلفة نحو قضايا مجتمعاتهم المحلية، والمساهمة في تقديم حلول ملموسة تُعزز المشاركة المواطنة وتُرسخ قيم المسؤولية والالتزام.

إن هذه المبادرة الطموحة لحزب الاستقلال تنسجم تماماً مع الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي ما فتئ يؤكد، في خطاباته وتوجيهاته السامية، على أهمية انخراط المواطنات والمواطنين، وخاصة الشباب، في دينامية التنمية، وضرورة تجديد الوسائط والآليات التي تربط المواطن بالمؤسسات، وعلى رأسها الأحزاب السياسية.

ففي ظل التحولات التي يشهدها العالم، والتحديات التي تعرفها بلادنا، يظل العمل التطوعي رافعة أساسية لترسيخ قيم التضامن، والمواطنة الفاعلة، وخدمة الصالح العام، وهي القيم التي يحرص جلالته على ترسيخها كمكونات أساسية للنموذج التنموي الجديد.

ومن هذا المنطلق، تأتي مبادرة حزب الاستقلال كترجمة ميدانية لهذه التوجيهات السامية، وكتعبير صادق عن وفاء الحزب لأدواره التاريخية في بناء مغرب المؤسسات، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية والمجالية والإنصاف التنموي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع مجتمع

الآثار السلبية لظاهرة العنف المدرسي

د. عبد الله بن أهنية

The negative effects of school violence

مما لا شك فيه أن ظاهرة العنف بكل أشكاله ستظل ظاهرة ينبذها المجتمع برمته ويلفظها بفطرته السليمة المعهودة التي تسعى دوماً وعلى مر العصور إلى السلم والتعايش بسلام، ناهيك عن إذا ما كان ذلك العنف يتعلق بالمدرسة ومحيطها. فالمجتمع المغربي الأصيل ينبذ ذلك ويحاربه بشتى الوسائل، بل تكرس الوزارة المعنية العديد من الورشات التحسيسية والبرامج الهادفة إلى توعية الطلبة والمجتمع بالدور المنوط بهم كي تمر العملية التعليمية في أجواء مريحة وهادفة. ولذلك، فقد أصبح الهدف المنشود الآن هو العمل بشكل مكثف وسريع نحو خلق فضاء مدرسي بدون عنف، والحد من الهدر المدرسي وضرورة مراجعة المناهج كي تسمو بأخلاق رواد المؤسسات التعليمية، وتعمل على تحقيق مخرجات تليق بتطلعات آباء وأمهات التلاميذ، وتخدم المجتمع ككل. لكن واقع الأمر قد أظهر بأن تلك الطموحات لازالت تواجه تحديات كبرى تقف كعائق أمام مشروع إصلاح منظومة التربية والتعليم بصفة عامة، ولم تنجح بعد في إيقاف تنامي ظاهرة العنف المدرسي وكذلك الهدر المدرسي، وهما يشكلان في حقيقة الأمر انتكاسة لابد من إيجاد حلول عاجلة لاستئصالها ومعالجتها. ومما لا شك فيه أيضاً أن مثل هذه الظواهر تكون لها انعكاسات سلبية على مردودية الطلاب الأكاديمية ونتائج التمدرس والتحصيل بصفة عامة.

تأثير العنف المدرسي على نتائج التحصيل المدرسي: 

وللإفادة، فقد أوضحت الباحثة مونيكا برافو سانزانا من التشيلي في أحد مقالاتها تحث عنوان: ” التأثير السلبي للعنف المدرسي على الأداء الأكاديمي للطالب: تحليل متعدد المستويات” (31 أكبوير 2021م) بينت من خلال نتائجه أن العنف المدرسي بأشكاله الثلاثة (العنف المباشر والتمييز والتسلط عبر الإنترنت) كان له أثر سلبي على الأداء الأكاديمي. وحسب قولها فقد كانت الكفاءة الذاتية للطلاب والتوقعات التعليمية والرضا عن العلاقات الشخصية مع معلميهم مهمة في تقليل التأثير السلبي للتعرض للعنف. كما أن الأدوار النسبية لسياق المدرسة وعوامل الطالب الفردية تعتبر ذات أهمية خاصة للمعلمين في قياس الأداء الأكاديمي. وحسب رأي الباحثة، فإنه لا يُعرف سوى القليل عن تأثير العنف المدرسي على الأداء الأكاديمي للطالب ورفاهيته. ومن جهة أخرى فقد أكدت نتائج دراسة علمية أخرى قام بها كل من الباحث دانيال ك كورير (Daniel K. Korir) وفليكس كيبكوكومبوا (Felix Kipkemboi) قسم علم النفس التربوي بجامعة موا (Moi University ) بمقاطعة فيهيجا بكينيا، تم نشرها بالمجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية (مجلد 4، عدد 5 (1) سنة 2014م، أكدت الدراسة وأظهرت أن البيئة المدرسية وتأثير الأقران لهما تأثير بالغ على الأداء الأكاديمي للطلاب. وتُعتبر نتائج هذه الدراسة في حقيقة الأمر مفيدة للمعلمين ومديري المدارس والآباء والأمهات للحصول على مزيد من التبصر في العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على الأداء الأكاديمي للتلاميذ والطلاب. كما خلصت الدراسة أيضاً إلى أن النجاح الأكاديمي للتلميذ أو الطالب مرتبط بشكل كبير بنوع المدرسة التي يلتحق بها. وتشمل العوامل المؤثرة للمدرسة كلًا من هيكلها وشكلها الهندسي، ومنظرها الخارجي ومدخلها وفضاءها ومرافقها وحجراتها الدراسية وساحتها وملاعبها وقاعاتها الرياضية وحالة التدفئة أو التكييف وكذا أغراس ونباتات الحديقة والممرات والمناخ المدرسي العام داخل وخارج المدرسة.

وتعتبر ظاهرة العنف المدرسي بشقيه: العنف اللفظي والعنف الجسدي بين الطلاب والمعلمين أيضاً، بالإضافة إلى ظاهرة الهدر المدرسي وكذلك التحرش بشقيه (أي من كلا الطرفين: أساتذة وطلاب وطالبات) أيضاً وقضية المناهج عوائق خطيرة تقف في وجه مشروع إصلاح منظومة التعليم العمومي في مراحله المتقدمة، أي الإعدادي والثانوي والجامعي وبشكل فعال، أما التعليم الابتدائي والتعليم الأساسي فلازالا يعيشان تعثرا مستمرا رغم تغيير المسئولين والوزراء بين الفينة والأخرى. وإذا ما لم يتصدى المجتمع والمسئولين عن هذا القطاع إلى تلك الظواهر والمشاكل المتراكمة بكل مسئولية وصرامة وحزم، فإن نتائج التربية والتعليم في تلك المراحل ستكون لها انعكاسات سلبية على التعليم في كل تلك المراحل وبالخصوص في المرحلة الجامعية، بل قد تكون لها انعكاسات سلبية على المجتمع ككل.

أما فيما يخص قضية المناهج فلا زال الكثير يحن إلى مناهج مقتضبة تفي بالغرض وتتماشى مع متطلبات سوق الشغل مع اكتساب المعرفة اللازمة والمتطورة. ويرى أحد الباحثين على موقع القيادة الإدارية، تطوير المناهج، التعليم المتطور، رؤى المعلم (Admin Leadership, Curriculum Development, Evolving Education, Teacher Insights) بأن هنالك سبعة أسباب تجعل المناهج أكثر أهمية مما تعتقد وهي كالتالي:

1. تخلق المناهج وتعكس الثقافة والهوية.

2. إنها تواكب العالم المتغير.

3. تجعل المناهج القوية التعلم (والتدريس) متسقًا.

4. تفتح المناهج القوية أبواب التعاون.

5. توفر المناهج القوية المال للمدارس.

6. تساعد المناهج القوية المعلمين على التوافق.

7. توفر المناهج القوية أهدافا قابلة للقياس.

ويمكن أن نستخلص من كل ما ذكر بأننا عندما نتحدث عن المناهج القوية، فإن العبرة في الكيف وليست في الكم. وبعبارة أخرى، فإن معاناة الصغار اليوم من كثرة الكتب والدفاتر والمقررات التي لا يسمح الوقت بإتمامها في معظم الأحيان قد أصبح أمرا مؤرقاً، وأن ذلك لم يعد يطاق، أضف إلى ذلك الأسعار الملتهبة والتي هي في تصاعد شبه دائم.

العنف المدرسي والهدر المدرسي: هل ثمة أي علاقة؟:

مما لا شك فيه أن العنف المدرسي هو نتيجة لتراكمات اجتماعية ونفسية وليدة مجتمع قد تفشت فيه اختلالات جوهرية فيما يخص السلوك السوي ومكارم الأخلاق وبات الكلام النابي والشتم علانية يمر على مرأى ومسمع الجميع وكأنه أمر عادي. والمتتبع للشؤون التربوية والتعليمية منذ أوائل الاستقلال، قد يلاحظ هذا التراجع أو التقهقر فيما يتعلق بالأخلاق، إذ لم تعهد الأجيال السابقة تدني في الأخلاق والسلوك بهذا المستوى. فهل كان أحد ما يجرأ على تعنيف أستاذه فيما مضى؟ بل هل كان يقدر على تعنيف حتى أحد زملائه بهذا الشكل الوحشي الذي نشهده اليوم؟ قد تكون هناك مناوشات محدودة هنا وهناك بين الأقران أو أبناء الحومة أو الدرب، لكنها لم تكن تصل إلى تلك الدرجة من العنف والقساوة أو البشاعة كما نراه اليوم. وتفيد دراسات متعددة ومختلفة بأن هنالك عدد من حالات مغادرة الدراسة كان السبب المباشر فيها أحياناً هو العنف، فقد يغادر المدرسة من قام بالتعنيف أو من وقع عليه ذلك. ويبقى الخوف والتخوف هما السائدان في مثل تلك الحالات. ورغم معالجة بعض الحالات بتدخل من الوالدين أو المؤسسة، فهنالك إمكانية استمرار التبعات والآثار النفسية المترتبة عن ذلك، بل هناك من أضطر إلى مغادرة المدرسة وظلت تلك الآثار السلبية ترافقه طوال حياته بحيث لربما كانت هي السبب المباشر في انقطاعه عن الدراسة وعدم حصوله على وظيفة لائقة ومناسبة، ناهيك عن ضعف في المستوى المعرفي. قد تبدو هذه المقاربة غريبة شيئاً ما، لكنها حقيقة لا بد من الإشارة إليها، إذ نرى اليوم عدداً كبيراً من الأسر غير راضية عن مخرجات هذه المنظومة، بل قد تصل بها إلى درجة السخط خاصة لما ترى تلك الأعداد المهولة من أبناء وبنات المجتمع تغادر عالم التمدرس في سن مبكرة، إذ تشير الدراسات إلى أن 13% فقط من أولئك الذين حصلوا على شهادة البكالوريا يصلون إلى مرحلة إنهاء التعليم الجامعي. رقم مخيف حقاًّ مقارنة مع الأموال الطائلة التي تُصرف على هذا القطاع. وعلينا أن نستوعب حقيقة لا بد من ذكرها وهي أن المدرسة تعتبر البيئة المؤسسية التي تُحدد من خلالها معالم تجربة التعلم لدى الطالب، ولذلك فهي تواجه المزيد من المساءلة العامة حول الأداء الأكاديمي للطالب، إذ يُفترض أن تحافظ على مستوى انجاز عالي لجميع الطلاب كي تضمن سمعتها وبقائها وكذلك رضا المجتمع. وقد أجريت بحوث كثيرة حول العوامل المؤثرة في أداء التلميذ أو الطالب بما في ذلك مهارات التدريس والمناخ والفضاء المدرسي، والحالة الاجتماعية والاقتصادية لأسرة المتعلم، مثل ما ورد في أعمال هوي، كوتكامب، و رافيرتي،(2003). وقد أكد الباحثان أنه اعتمادا على تلك العوامل، يمكن للمدارس أن تفتح أبوابها أو تغلقها أمام الجمهور، لأن هذا الأخير لا يقتنع إلا بالأداء الأكاديمي الجيد. أما باري،(2005)، وكذلك كروسنو،(2004)، وآخرون، فيرون أن القطاع المدرسي (العام أو الخاص) يعتمد على مقومات أو مكونات المدرسة من حيث الإعتمادات المادية. وهكذا نرى مثلا أن المدارس الخاصة تميل إلى الحصول على تمويل أفضل رغم أن لديها في بعض الأحيان أحجاما أصغر من المدارس الحكومية مما قد يجعلها متميزة، وتنجح في جلب المزيد من الزبناء. كما أن التمويل الإضافي للمدارس الخاصة يؤدي إلى تحسين الأداء الأكاديمي لديها وزيادة فرص الحصول على الموارد مثل الحواسيب التي يرى إيمون،(2005) بأنها قد أثبتت أنها تعزز بالفعل التحصيل الأكاديمي، إلى جانب المعلم والخبرة اللذان يُعتبران مؤشرين آخرين على الأداء الأكاديمي الناجع للطلاب. فعلى سبيل المثال، هنالك دراسات أثبتت أن الطلاب الذين يلجون المدارس التي تتوفر على أعلى عدد من المعلمين الذين لديهم مؤهلات كاملة وعالية، يميلون إلى أداء أفضل والعكس بالعكس (بالي، وألفيرز،2003). ووفقاً لكروسنو وآخرون (2004)، فإن الفضاء المدرسي يرتبط ارتباطا وثيقا بالعلاقات الشخصية بين الطلاب والمعلمين، ونحن نقول أيضاً أن بناء تلك العلاقة الطيبة من شأنه أن يحد من ظاهرة العنف في المدارس، والتي تعتبر ظاهرة دخيلة على كل المجتمعات وبدون استثناء. فالفضاء أو المناخ العام المدرسي هو في حقيقة الأمر الجو العام للمدرسة، وهو مؤشر السعادة أو الإحباط لدى رواد المدرسة وذويهم. وهكذا إذا فإن بناء الثقة بين التلاميذ أو الطلاب والمعلمين هو اللبنة الأولى للعملية التعليمية ومؤشر نتعرف من خلاله -وبكل سهولة- عما إذا كانت المدرسة تشجع العمل الجماعي بداخلها وتخطو نحو بناء الثقة بين المعلمين والتلاميذ والمجتمع أيضاً.

 المحيط الخارجي السيئ أحد أسباب تفشي ظاهرة العنف المدرسي والتحرش:

المدرسة ليست بمعزل عن باقي مكونات المجتمع، بل هي جزء لا يتجزأ من ذلك الفسيفساء الذي يميز شوارع أحيائنا عن غيرها. فبناية المدرسة لها مكانتها داخل نفوس أهل الحي وهي معلمة ومرجعية للمجتمع تهوي إليها أفئدة أبنائنا منذ نعومة أظافرهم وتربطها بآبائهم وأمهاتهم وأولياء أمورهم روابط وطيدة لأنها هي التي ترسم معالم توجهاتهم وتحدد مساراتهم المستقبلية. والمحيط الخارجي للمدرسة لا يضم فقط الشكل الهندسي الخارجي لها، ولا البوابة الكبيرة ذات السلاسل الضخمة والأقفال النحاسية الكبيرة والمخيفة، بل هو ذلك المحيط الذي يضم النباتات والأغراس والرصيف والشارع والفضاء الواسع أمام المدرسة وعلم بلادنا، والرسوم الجميلة على سور المدرسة، ويضم العنصر البشري (من المجتمع المدني) المتواجد أمام وعلى حافة أسوار المدرسة وقارعة الطريق أيضاً.

خلاصة:

يمكننا القول بأن المجتمع المغربي ككل، بما في ذلك الشق المدني والعسكري أو السلطات المحلية بزيها الرسمي تساهم في تشكيل المحيط الخارجي للمدرسة، كما أن جميع السلطات المحلية بما في ذلك الإدارة العمومية والسياسيون والمنتخبون ورجال ونساء الأمن الوطني والقوات المساعدة والدرك الملكي والوقاية المدنية وجمعيات المجتمع المدني هي جزء من ذلك المحيط، فإن هي تدخلت وساهمت بقوة (وبمقاربة تشاركية) في الحفاظ على سلامة ونظافة المحيط المدرسي من كل أنواع السلوك المشين والقضاء على ظاهرة بيع المخدرات والحبوب المهلوسة والسجائر وساعدت في محو كل مظاهر انتشار المخدرات والعنف والتحرش والجريمة والسرقة وكل أنواع الموبقات، وكذلك القضاء على ظاهرة التلفظ بالكلام الفاحش علانية والمشاحنة والسب والقدح وقلة الحياء، وإن هي تدخلت بجميع الوسائل والسبل المتاحة وبشكل علني، فلاشك أن ذلك من شأنه أن يبعث بالشعور بالارتياح والطمأنينة لدى كل شرائح المجتمع، ويرفع من جمالية ونقاء المحيط المدرسي. ومن جهة أخرى، يجب ألا ننسى الدور الإيجابي الذي كانت تقوم به الكتاتيب القرآنية في تهذيب نفوس الأطفال منذ الصغر، وكذلك دورها الفعال في صقل شخصية المتعلم منذ الصغر وحثه على الأخلاق الحميدة وتدريبه على السلوك السوي منذ نعومة أظفاره، ناهيك عن تنشئته في رحاب جو روحاني وتدريبه على الطهارة والصلاة منذ الصغر، وصقل مهاراته اللغوية من خلال تحفيظ القرآن الكريم. وقد أكدت دراسات كثيرة أن من تربى في كنف دور تحفيظ القرآن الكريم قد لا يجد صعوبة في التعامل مع العلوم الأخرى أو اللغات الأجنبية نظراً لضبطه مخارج الحروف العربية الصحيحة في سن مبكر. ومما لا شك فيه أيضاً أن من تربى في الكتاتيب القرآنية قبل سن التمدرس القانوني، غالباً ما يكون مواطناً صالحاً متشبثا بمبادئ دينه وهويته وتراثه الثقافي واللغوي والاجتماعي، كونه قد تعود على مكارم الأخلاق والسلوك السوي ونبذ كل أشكال العنف والفوضى منذ الصغر.

والله ولي التوفيق،،،

باحث في مجال التربية والتعليم والثقافة

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات خارج الحدود

البوليساريو تستهدف بعثة المينورسو في تيفاريتي وسط توتر متصاعد بعد دعم أممي للمغرب

بقلم عبد الجبار الحرشي

في تطور خطير وغير مسبوق، أقدمت ميليشيات جبهة البوليساريو، المدعومة من النظام الجزائري، على تنفيذ هجوم مباشر استهدف بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية “المينورسو”، بمنطقة تيفاريتي الواقعة داخل المنطقة العازلة.

مصادر دبلوماسية وصفت هذا الاعتداء بـ”الاستفزازي والإرهابي”، في خرق سافر لقرارات الأمم المتحدة، وسعي مكشوف لتأجيج الوضع في المنطقة. وحاولت الجبهة الانفصالية التملص من المسؤولية، عبر اتهام القوات المسلحة الملكية المغربية بتنفيذ العملية، في مناورة فاشلة اعتادت عليها في مثل هذه المناسبات.

ويأتي هذا التحرك العدائي في توقيت دقيق، ساعات قليلة بعد تسريب تقرير أممي جديد يؤكد بوضوح دعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل واقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء. وهو ما اعتُبر ضربة موجعة لجبهة البوليساريو التي تعاني من عزلة دبلوماسية وتآكل دعمها داخل أروقة المنتظم الدولي.

هذه العملية الإرهابية تكشف، بحسب متابعين، عن حالة من التخبط واليأس داخل الجبهة الانفصالية، بعد فقدانها لأهم أوراقها التفاوضية والدبلوماسية، خصوصًا في ظل تعاظم الزخم الدولي المؤيد للمبادرة المغربية واعتبارها الحل الوحيد القابل للتطبيق.

في ظل هذا التصعيد، تتجه الأنظار إلى مجلس الأمن الدولي وموقفه من هذا الاعتداء على بعثة أممية يفترض أن تحظى بالحماية والاحترام.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء

“اضطراب”… عرض كوريغرافي مغاربي يُجسّد صراع الهوية في زمن التحولات

بقلم: حسيك يوسف

شهد المركب الثقافي سيدي الرحال عرضًا كوريغرافيًا مسرحيًا بعنوان “اضطراب”، من توقيع الكوريغراف المغربي زكرياء عبيدي، الذي استطاع من خلال حركات الجسد والرموز البصرية والموسيقية أن يلامس قضايا وجودية تعكس تمزق الإنسان المغاربي بين ماضيه التراثي وزمنه المعاصر.

يعتمد العرض على جمالية الأداء الجسدي وسط ديكور هندسي يتمثل في “مكعب” يُحاكي العزلة والاٍنغلاق، حيث يتحرك الجسد داخله في محاولات متكررة للاٍنفلات والتحرر. يبدأ العرض بكتلة جسدية ساكنة داخل هذا المكعب، وبمجرد سماعه لأهازيج تراثية مغاربية يشرع في الحركة شيئا فشيئا وكأنها أعادت له الحياة وأعادت اٍرتباطه بخصوصيته و بهويته التي طمستها المعاصرة .

ومن خلال الصراع بين أعضاء الجسد وبينه وبين قضبان المكعب تتجسد أزمة الإنسان المعاصر، المضطرب بين القبول والاستسلام من جهة والرغبة في التمرد والانعتاق من جهة أخرى.

ف”اضطراب” اٍذا ليس عرضًا فنيًا فحسب، بل صرخة جسدية ضد الاغتراب، ضد التشييء، وضد الصمت ،وهو في الآن ذاته بحثٌ عن الذات في ظل عالم متغير.

يثبت زكرياء عبيدي اٍذا و من خلال هذا العمل أن الجسد في المسرح المعاصر لم يعد مجرّد أداة بل لسانا وصوتًا ناطقًا تنبعث منه صدى تلك الكلمات المتعالية التي إجتاحت جسد الفنان وإخترقت كيانه لينهض بلغة منتفضة ،اٍنّها لغة الحركة والإشارة والإيماءة، لغة مكنّت الجسد “أن يحلّ مكان الكلمة ” ، كاتبا للمتلقى نصوصا جعلت منه عنصرا فعّالا ومكمّلا للعرض من خلال إستيعابه للرسالة الفنية الكوريغرافية ” فأي جمهور في كل أنحاء العالم يفهم هذه الأعمال لأنّها ترتكز على التعبير بالجسد الذي يعدّ أهم آلة بشرية تستطيع رسم مكنوناتها الداخلية وبواسطة الحركة الجسدية يفهم الجميع ما تريد إيصاله، فلو وضعنا هذه اللغة بتقنية العصر لإٍستطاعت أن تقول مفهومنا، وثورتنا كلّها تقولها بلغة الجسد”

طبعا ليست لغتنا المعهودة بل لغة جديدة هي لغة الحركة، لغة قائمة أساسا على تفعيل الجانب البصري في بناء المشهد التشكيلي وتحقيق انساق تواصلية مع المتلقي عبر استثارة حاسة البصر لديه “فهي لغة الجسد”

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الصحة الواجهة جهات

مستشفى أوطاط الحاج: عنف بالسلاح الأبيض وغياب تام للأمن في مؤسسة صحية

يقلم: عبد الجبار الحرشي

تحوّلت أروقة مستشفى القرب أحمد بن إدريس الميسوري بمدينة أوطاط الحاج، صباح الأحد 13 أبريل، إلى مشهد مرعب بعد اقتحام مجموعة مسلحة بالأسلحة البيضاء للمؤسسة الصحية، في ظل غياب تام لأي شكل من الحراسة أو التدخل الأمني. الحادث أثار صدمة كبيرة بين المرضى والأطر الصحية، وطرح من جديد السؤال الجوهري: من يحمي المستشفيات العمومية والعاملين بها؟

وبحسب مصادر من داخل المستشفى، فإن المعتدين دخلوا المؤسسة في وقت مبكر من الصباح، قبل أن تتطور مشادات كلامية إلى اعتداء دموي، دفع عدداً من الأطر إلى الهروب أو الاحتماء داخل الأقسام تفادياً للإصابة. الحادث لم يسفر عن قتلى، لكنه خلف رعباً كبيراً، وعاد بذاكرة العاملين إلى سلسلة من الاعتداءات السابقة، طالما نُبهت لها الجهات المختصة دون أي تجاوب فعلي.

المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية ببولمان، وصف في بلاغه ما جرى بـ”الاعتداء الهمجي”، محمّلاً الجهات المسؤولة، خصوصاً وزارة الصحة والدرك الملكي، مسؤولية غياب إجراءات الحماية للمؤسسات الصحية، خاصة في المناطق الهشة والنائية مثل أوطاط الحاج.

وتُعد هذه الحادثة حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الانفلاتات الأمنية داخل مستشفيات الإقليم، وسط تزايد القلق من تكرار مثل هذه الوقائع في ظل ضعف البنية التحتية، وغياب الحماية، وتجاهل نداءات العاملين الذين يواجهون الخطر كل يوم.

في وقت ينتظر فيه الجميع رداً رسمياً أو إجراءات صارمة، يبقى السؤال قائماً: هل يحتاج الطبيب أو الممرضة إلى حماية شخصية لممارسة مهنته؟ وهل أصبح المستشفى في المغرب العميق مكاناً للخوف بدلاً من أن يكون فضاء للشفاء؟

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

لقاء تواصلي بالدار البيضاء حول الحماية الاجتماعية للفنانين

ابراهيم فاضل

تنظم النقابة المهنية لحماية ودعم الفنان ، بتنسيق مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي

لقاء تواصليا مع الفنانين المهنيين للوقوف على مستجدات ورش الحماية والاجتماعية المتعلق بالفنان (التغطية الصحية)، وذلك يوم الجمعة 18 أبريل 2025 ابتداءا من الساعة 15:00 الثالثة زوالاً بغرفةالصناعة والتجارة والخدمات لجهة الدار البيضاء سطات. وسيشارك في تأطير هذا اللقاء أطر نقابية وأطر من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وسيتدخل لمقاربة هذا الموضوع كل من الأستاذ أيوب الترابي رئيس النقابة المهنية لحماية ودعم الفنان، الدكتور مسعود بوحسين الرئيس السابق للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، ورئيسها الحالي الأستاذ الحسين الشعبي.

وسيكون هذا اللقاء مفتوحا في وجه جميع الفئات الفنية الحاملة للبطاقة المهنية للفنان، وكذلك لممثلي وسائل الإعلام. الاتصال…

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ رياضة

بلاغ جماهيري يهز الأوساط الكروية: “الكورفا نورد” و”الكورفا سود” تقاطعان ديربي البيضاء احتجاجًا على التهميش والفوضى

بقلم: عبد الرزاق قطني

في خطوة غير مسبوقة تحمل دلالات رمزية ورسائل سياسية ورياضية قوية، أعلنت مجموعات “الكورفا نورد” و”الكورفا سود” عن قرار مقاطعة ديربي الدار البيضاء، بعد سلسلة اجتماعات داخلية ومحادثات رسمية مع السلطات المختصة. خطوة لم تأت بشكل انفعالي، بل جاءت مدروسة تعكس حالة احتقان كبير واستياء متصاعد من واقع البنية الرياضية بمدينة تعتبر قلب الرياضة المغربية.

البلاغ الصادر عن المجموعتين سلط الضوء على جملة من الأسباب التي دفعت إلى اتخاذ هذا القرار، بدءًا من ما وصف بـ”العشوائية والعبث” في تدبير إصلاح مركب محمد الخامس، الذي دخل مرارًا في دوامة إصلاحات متكررة بملايير الدراهم دون تحسينات ملموسة على الأرض، في وقت تُشيّد فيه ملاعب جديدة بمدن أخرى في وقت قياسي.

كما عبر البلاغ عن استنكار واسع للتضييق المتزايد على الحركية الجماهيرية، من منع التنقلات دون مبررات واضحة، إلى غياب العدالة في تطبيق قرارات “الويكلو”، فضلًا عن تهميش الدار البيضاء كمركز رياضي وثقافي، خصوصًا بعد استثنائها من استضافة مباريات كأس العالم 2030.

البلاغ لم يغفل أيضًا جانبًا اجتماعيًا حساسًا، مشيرًا إلى قساوة الأحكام الصادرة في حق عدد من الشباب المنتمين للمجموعات، بموجب الفصل 507، دون ضحايا أو أحداث دامية تبرر هذا التشدد القضائي، في ظل غياب فضاءات ثقافية وترفيهية بديلة للشباب، ما يجعل من الألتراس ملاذًا اجتماعيًا وتعبيريًا عن الذات.

وفي الوقت ذاته، انتقدت المجموعات الهجمات الإعلامية الموجهة ضدها، والتي وصفتها بأنها “تحريضية وتبخيسية”، معتبرة أن الجماهير الودادية والرجاوية لطالما كانت عنصرًا موحدًا، رفعت رايات الوطن في المحافل القارية والدولية دون انتظار مقابل.

مقاطعة الديربي، كما عبّرت عنها المجموعات، ليست نهاية للعشق الكروي، بل صرخة احتجاجية ضد واقع رياضي وإداري وسياسي لا يعكس طموحات مدينة بحجم وتاريخ الدار البيضاء. إنها دعوة مفتوحة لإعادة النظر في كيفية تدبير الشأن الرياضي محليًا ووطنيا، وإعادة الاعتبار للجمهور كمكوّن أساسي لا غنى عنه في معادلة اللعبة.

ديربي بدون “كورفا” هو أشبه بجسد بلا روح، ورسالة المقاطعة اليوم أقوى من آلاف الشعارات: “لسنا ديكورًا في بطولة مفلسة، بل شركاء في صناعة الشغف”.

Categories
أخبار 24 ساعة إقتصاد الواجهة رياضة

اتجاهات الموضة الرياضية 2025: بين الأناقة، الأداء، والاستدامة

بقلم: حسيك يوسف

تشهد الموضة الرياضية لعام 2025 نقلة نوعية تمزج بين الابتكار والوعي البيئي. من أبرز ملامح هذا التحول، عودة قوية للأحذية الرياضية ذات التصاميم الجريئة مثل النقوش الحيوانية واللون الفضي، التي أصبحت أيقونات للموضة داخل الملاعب وخارجها.

في الوقت ذاته، يزداد الإقبال على الملابس الرياضية المستدامة، المصنوعة من مواد معاد تدويرها، في ظل وعي بيئي متزايد بين المستهلكين والعلامات التجارية على حد سواء.

التكنولوجيا أيضًا حاضرة بقوة، حيث تُستخدم الأجهزة الذكية وتطبيقات تتبع الأداء بشكل موسع، ما يساهم في رفع مستوى التمارين وتحسين نتائج الرياضيين.

بكل بساطة، الموضة الرياضية في 2025 أصبحت انعكاسًا لأسلوب حياة متوازن يجمع بين الجمال، الأداء، والمسؤولية البيئية.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة رياضة

دوري أبطال أوروبا 2025: حين تعيد البطولة رسم خريطة القوة

ابراهيم الزوين

بطولة دوري أبطال أوروبا تعود هذا العام بحلّة جديدة وتحديات غير مسبوقة، في نسخة 2025 التي توصف بأنها نقطة تحول في تاريخ البطولة. النظام الجديد الذي أقره الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قلب الموازين، وفتح الباب أمام مزيد من الإثارة والتنافس بين الأندية الأوروبية الكبرى.

بدلًا من 32 فريقًا، يشارك في النسخة الحالية 36 فريقًا، يخوض كل منها 8 مباريات في مرحلة واحدة تضم الجميع، يتواجه فيها مع خصوم من تصنيفات مختلفة، داخل وخارج الديار. هذه الآلية الجديدة تهدف إلى تنويع المواجهات، وزيادة التشويق من بداية البطولة حتى نهايتها.

تأهل أول ثمانية فرق في الترتيب إلى دور الـ16 سيكون مباشرًا، أما من يحتلون المراكز من 9 إلى 24، فعليهم خوض مباريات ملحق بنظام الذهاب والإياب لتحديد هوية الفرق المتبقية. مما يعني أن كل نقطة أصبحت ذات وزن ثقيل، وأن كل مباراة قد تحدد مصير موسم كامل.

الفرق الكبرى مثل ريال مدريد، مانشستر سيتي، بايرن ميونخ وبرشلونة، ستكون في مواجهة مفتوحة مع منافسين أقوياء منذ البداية، ما يجعل البطولة مشتعلة منذ جولاتها الأولى. لم يعد هناك مجال للتمهيد أو الاستعداد على مهل، فكل فريق مطالب بأن يكون في قمة جاهزيته من صافرة البداية.

الأمر لا يتعلق فقط بالمنافسة على اللقب، بل بكيفية تعامل الأندية مع الضغط المتواصل، وتخطيط المدربين، وجاهزية اللاعبين بدنيًا وذهنيًا. ومن المتوقع أن ينعكس هذا النظام الجديد على كرة القدم الأوروبية ككل، من حيث مستوى الأداء، استراتيجيات التعاقد، وحتى اهتمام الجمهور.

دوري أبطال أوروبا 2025 ليس مجرد بطولة أخرى، بل اختبار حقيقي لقوة الأندية الأوروبية وقدرتها على مواكبة التغيير. هي لحظة فارقة، تُعيد ترتيب القوى وتُجبر الجميع على إعادة التفكير. والأكيد أن ما سنراه هذا العام، سيبقى حاضرًا في ذاكرة كرة القدم لسنوات قادمة.