Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

سيدي معروف أولاد حدو… تنمية مؤجلة ومشاريع معلقة تُغضب الساكنة

فيصل باغا

تُعاني منطقة سيدي معروف أولاد حدو، التابعة لمقاطعة عين الشق بالدار البيضاء، من تهميش تنموي واضح وتعثر في إنجاز مشاريع حيوية كان من شأنها تحسين ظروف عيش المواطنين. ورغم الوعود المتكررة من الجهات المسؤولة، لا تزال العديد من الأوراش التنموية تراوح مكانها، ما يزيد من إحباط الساكنة واستيائهم.

من أبرز هذه المشاريع، السوق البلدي بسيدي معروف، الذي انتهت أشغاله منذ سنوات، لكنه لا يزال مغلقًا في وجه التجار والساكنة دون تفسير رسمي، ما يدفع المواطنين إلى التبضع في أسواق عشوائية تفتقر لشروط الصحة والسلامة.

وتتواصل مظاهر الإقصاء بغياب فضاءات الترفيه والرياضة، حيث لا تزال ملاعب القرب المجاورة للملعب البلدي مغلقة، في وقت يعاني فيه شباب المنطقة من خصاص مهول في المرافق الرياضية التي توفر متنفسًا ومجالات للاندماج.

أما المشروع السكني المعروف بـ”الباطمات”، فقد تحوّل إلى معلمة للإهمال بعد أن توقفت أشغاله منذ سنوات، مشوّهًا المشهد العمراني ومثيرًا استياء السكان الذين يتساءلون عن مصير هذا الورش الغامض.

البنية التحتية بدورها لا تواكب حاجيات المنطقة، فعدد من الشوارع غير مهيأة، وأشغال الصيانة منعدمة، ما يعقّد حركة التنقل، خصوصًا في فصل الشتاء. كما تعاني المنطقة من غياب مستشفى محلي، ما يضطر الساكنة إلى التنقل لمسافات طويلة للعلاج، خاصة في الحالات المستعجلة.

ورغم إقامة مشاريع اقتصادية وسكنية في المنطقة، إلا أنها لا تُواكب بمرافق اجتماعية كافية كالمؤسسات التعليمية والمراكز الصحية والثقافية، ما يُفرغ هذه المشاريع من مضمونها التنموي.

الدوواير المنتشرة في سيدي معروف وأولاد حدو بدورها لا تزال تفتقر لأبسط شروط العيش الكريم، من صرف صحي، وإنارة عمومية، وطرقات صالحة، في مشهد يعكس غياب استراتيجية واضحة لتنمية المنطقة.

المفارقة أن هذه الأوضاع تأتي في منطقة يمثلها ثلاثة نواب برلمانيين، ما يدفع الساكنة للتساؤل عن دورهم الحقيقي في الدفاع عن مصالح المواطنين، ومساءلة الجهات المعنية عن مصير المشاريع المعطلة.

أما الطريق الرابطة بين سيدي معروف وأولاد مالك، فقد أصبحت عنوانًا لحالة البنية الطرقية المتردية، تشكل خطرًا حقيقيًا على الراجلين والسائقين بسبب كثرة الحفر وتدهور الإسفلت.

في ظل هذا الوضع، تُطالب ساكنة سيدي معروف أولاد حدو بتدخل فوري من السلطات المحلية والمنتخبة، وعلى رأسها مجلس المدينة، من أجل إعادة الروح لبرامج التنمية، وإنصاف منطقة ظلت خارج حسابات الإصلاح لسنوات طويلة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة سياسة

المغرب يبرز نموذجه القانوني ومبادرته للحكم الذاتي خلال المؤتمر العالمي للقانون 2025

الدكتور محمد الطيار

شارك عدد من القانونيين المغاربة بشكل فعال في الدورة التاسعة والعشرين من المؤتمر العالمي للقانون، التي انعقدت من 4 إلى 6 ماي 2025 بمدينة سانتو دومينغو، عاصمة جمهورية الدومينيكان. هذا الحدث ذو البعد العالمي، الذي نظمته كل من جمعية القضاة العالميين (WJA) ومؤسسة القانون العالمي (WLF)، جمع أكثر من 300 مشارك من 70 دولة تحت شعار: «الأجيال الجديدة ودولة القانون: بناء المستقبل».

جرت مراسم الافتتاح في رحاب الجامعة المستقلة لسانتو دومينغو، بحضور نائبة رئيس الجمهورية الدومينيكية راكيل بينيا، التي شددت في كلمتها على دور الشباب والتكنولوجيا في توسيع نطاق الوصول إلى العدالة. من جانبه، حذر خافيير كرِيماديس، رئيس جمعية القضاة العالميين، من التهديدات المحدقة بالديمقراطية العالمية، في حين أشاد إيفان دوكي، الرئيس الكولومبي الأسبق، بالتجربة الدستورية في الدومينيكان، مندداً في الآن ذاته بتسييس العدالة بشكل متزايد. كما حضر افتتاح المؤتمر عدد من الشخصيات القانونية البارزة، من ضمنهم بابلو أُويا (وسيط الجمهورية الدومينيكية)، خوسيه أليخاندرو أيبار (رئيس جامعة UNICARIBE) ونابوليون إستيفيز لافنديي (رئيس المحكمة الدستورية).

 

وضم الوفد المغربي أربعة قانونيين بارزين: السيدة زينة شاهيم، محامية ورئيسة لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب؛ الدكتور زكرياء أبودهاب، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط؛ الدكتور عبد العزيز لعروسي، أستاذ القانون العام ونائب عميد البحث العلمي والشراكات بنفس الجامعة؛ والدكتور حميد أبوالعس، أستاذ القانون الدستوري بكلية الحقوق بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان.

 

وقد أبرز المتدخلون المغاربة التقدم الذي أحرزه المغرب في مجال حقوق الإنسان، والجهوية المتقدمة، والحكامة الترابية، خصوصاً في الأقاليم الجنوبية. وشاركت زينة شاهيم في ندوة حول الكرامة الإنسانية، ركزت فيها على العلاقة بين التنمية الشاملة والوحدة الترابية، مستندة في ذلك إلى النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلق سنة 2015. كما نوهت بانخراط النساء الصحراويات في المؤسسات الوطنية والمحلية، ودورهن في تعزيز حقوق الإنسان من خلال لجان المجلس الوطني لحقوق الإنسان في العيون والداخلة.

 

أما زكرياء أبودهاب، فتناول في مداخلته مسألة الانتقالات الدستورية في العالم العربي، مذكراً بأن مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007 أمام الأمم المتحدة، يمثل مقترحاً متوافقاً مع القانون الدولي، لكونه يستند إلى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وآراء محكمة العدل الدولية. وأكد أن هذه المبادرة تجسد شكلاً من أشكال تقرير المصير الداخلي، من خلال الديمقراطية المحلية والمشاركة السياسية.

 

بدوره، ركز حميد أبوالعس على الجهوية المتقدمة، معتبراً إياها دعامة أساسية للديمقراطية الترابية بالمغرب. وسلط الضوء على عملية نقل الاختصاصات بشكل تدريجي إلى الجماعات الترابية، والمشاركة المباشرة في الانتخابات، وآليات الرقابة الديمقراطية، مقدماً مخطط الحكم الذاتي كامتداد لهذا النموذج في سياق جيوسياسي خاص.

 

وفي مداخلته، تناول عبد العزيز لعروسي موضوع الكرامة الإنسانية في ظل التهديدات التي تطال الديمقراطية، حيث قدم مقاربة إفريقية للكرامة تقوم على القيم الجماعية، مستعرضاً تجربة المغرب من خلال الإصلاحات القانونية بعد 2011 والسياسات العمومية المعتمدة في الأقاليم الجنوبية. وأبرز دور لجان المجلس الوطني لحقوق الإنسان الإقليمية، والسياسات الاجتماعية المندمجة التي تضمن بشكل ملموس الحق في الكرامة.

 

وقد اختتم المؤتمر في 6 ماي بحفل ترأسه رئيس جمهورية الدومينيكان لويس أبي نادر والملك فيليبي السادس ملك إسبانيا. وتم خلاله تسليم جائزة السلام والحرية العالمية لسنة 2025 للقاضية سونيا سوتومايور من المحكمة العليا للولايات المتحدة الأمريكية.

 

ومن خلال مشاركتهم اللافتة، لم يكتفِ القانونيين المغاربة بالترويج لرؤية المملكة في مجال حقوق الإنسان والتنمية الترابية، بل أكدوا أيضاً وجاهة مخطط الحكم الذاتي المغربي كحل واقعي، دائم ومتوافق مع المعايير الدولية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود سياسة

قرار ترامب بإيقاف الهجمات على الحوثيين: مناورة استراتيجية أم استجابة لتصاعد التوترات في آسيا؟

مع الحدث

المتابعة ✍️ : لحبيب مسكر

 

في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات في الأوساط السياسية والعسكرية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إيقاف الهجمات التي كانت تستهدف مواقع جماعة الحوثي في اليمن، وذلك عقب تعهد هذه الأخيرة بعدم استهداف أي سفن أميركية في البحر الأحمر. هذا القرار يأتي في وقت حساس يشهد فيه العالم تصعيداً خطيراً في شبه القارة الهندية، مع اندلاع مواجهات مباشرة بين الهند وباكستان.

 

الخطوة الأميركية وُصفت بأنها “إعادة تموضع استراتيجية”، تهدف إلى تقليل الانخراط في أكثر من جبهة في آن واحد، خاصة في ظل احتمالية دعم الولايات المتحدة للهند، حليفتها التقليدية في المنطقة، في حال تصاعد النزاع إلى مستوى أوسع.

 

ويطرح القرار سؤالاً محورياً: هل تجنب ترامب التصعيد مع الحوثيين للحفاظ على سلامة السفن الأميركية التي قد تُستخدم لدعم الهند في نزاعها مع باكستان؟

 

الواقع أن تزامن القرار مع اندلاع الحرب بين الجارتين النوويتين يفتح الباب أمام مثل هذه التأويلات. فالبحر الأحمر يُعد ممراً استراتيجياً مهماً للأسطول الأميركي، وأي تهديد من الحوثيين قد يشكل عائقاً أمام تحركات لوجستية قد تحتاجها واشنطن في حال قررت تقديم دعم عسكري أو استخباراتي للهند.

 

غير أن متحدثاً باسم الخارجية الأميركية نفى وجود صلة مباشرة بين القرار وما يجري في آسيا، مشيراً إلى أن “وقف الهجمات جاء بناءً على ضمانات من الحوثيين، وحرصاً على تهدئة التوترات في المنطقة”.

 

في المقابل، اعتبر خبراء في العلاقات الدولية أن مثل هذه التحركات “لا تُقرأ بشكل منعزل”، مؤكدين أن أي قرار عسكري في منطقة ما يأخذ بالضرورة في الحسبان موازين القوى العالمية واحتمالات التصعيد في جبهات أخرى.

 

ومع استمرار الحرب بين الهند وباكستان، وتنامي الغموض بشأن طبيعة الموقف الأميركي، تبقى الأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت، خاصة إذا ما قررت واشنطن الانخراط بشكل مباشر أو غير مباشر في النزاع الآسيوي، ما قد يعيد خلط أوراق التوازنات الجيوسياسية في أكثر من منطقة من العالم.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

هل تنجح المعارضة في إسقاط الحكومة عبر ملتمس الرقابة؟

مع الحدث

المتابعة ✍️: إبراهيم جديد

في ظل نقاش داخل البرلمان المغربي وتوترات سياسية بين أحزاب المعارضة وحكومة أخنوش، دعت أصوات عديدة لتحريك ورقة ”ملتمس الرقابة” لإسقاط الحكومة والدعوة لإنتخابات مبكرة لتشكيل حكومة جديدة قادرة على حل المشاكل السياسية والاجتماعية بالمغرب حسب رأي المعارضة. و ملتمس الرقابة هو آلية دستورية برلمانية ، حسب الفصل 105, تهدف إلى مراقبة عمل الحكومة وتحميلها المسؤولية السياسية، ويستخدم لسحب الثقة من الحكومة وإسقاطها إذا تم التصويت عليه بأغلبية مطلقة من أعضاء مجلس النواب وفق شروط و إجراءات، منها ان يوقع على طلبه خُمس أعضاء مجلس النواب على الأقل، أي 79 عضوا على الأقل و تتطلب الموافقة عليه تصويت الأغلبية المطلقة لأعضاء مجلس النواب أي 198 على الأقل، و هو ما يصعب أو يستحيل حاليا نظرا لكون المعارضة لا تشكل العدد المطلوب لإسقاط الحكومة ، مما يجعل هذه الخطوة ذات طابع سياسي وإعلامي وليس حلا واقعيا، و هي لتعرية الواقع السياسي الذي يعرف بعض التعترات في الواقع اليومي لصعوبة المعيشة و إرتفاع الأسعار في كل نواحي الحياة اليومية. و قد عرف المغرب تقديم ملتمسين فقط في تاريخه ، هما ملتمسا عام 1964 و 1990 , و لم يكتب لأي منهما إسقاط الحكومة بسبب عدم التصويت بالأغلبية المطلوبة للموافقة عليه. يعتبر ملتمس الرقابة من أخطر الوسائل التي تهدد إستقرار الحكومات التي يمتلكها البرلمان لمساءلة الحكومة سياسيا ، لكنه نادرا ما ينجح بسبب الشروط الدستورية التي أملتها “العقلنة البرلمانية ” التي تحكم تقديمه و التصويت عليه.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

الدبلوماسية المغربية من بين أنجح وأذكى الهيئات الدبلوماسية

مع الحدث

المتابعة ✍️: لحبيب مسكر 

رغم غياب تصنيف دولي رسمي يحدد ترتيب الدول من حيث نجاحها الدبلوماسي، فإن تتبّع مسار السياسة الخارجية المغربية خلال العقدين الأخيرين يكشف عن تطور ملحوظ، جعلها تحظى بمكانة بارزة على الساحتين الإقليمية والدولية. فقد أصبحت الدبلوماسية المغربية نموذجًا قائمًا على المرونة، والذكاء الاستراتيجي، والاستباقية، ما مكّن المملكة من تعزيز حضورها والمساهمة في صناعة القرار في ملفات حساسة.

1. تحركات استراتيجية في ملفات معقدة

تظل قضية الصحراء المغربية مركز الثقل في السياسة الخارجية. وقد نجح المغرب في تحويلها من نزاع إقليمي إلى قضية استقرار وأمن قارّي، معتمدًا على تحالفات استراتيجية مع قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وإسبانيا، إلى جانب فتح أكثر من 30 قنصلية إفريقية في الأقاليم الجنوبية، في خطوة تعكس اعترافًا فعليًا بمغربية الصحراء.

كما تمكنت الدبلوماسية المغربية من إحباط محاولات توسيع صلاحيات بعثة “المينورسو” لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، وهو انتصار يعكس قوة التفاوض المغربي داخل أروقة الأمم المتحدة.

2. ريادة إفريقية وتوجه جنوب-جنوب

أصبح المغرب فاعلًا قارّيًا لا غنى عنه، بفضل استراتيجية شاملة لتعزيز التعاون جنوب-جنوب. فقد فتحت الدبلوماسية الاقتصادية التي تقودها المملكة، من خلال مشاريع البنية التحتية والقطاعات البنكية والفلاحية، آفاق شراكات جديدة مع عدد كبير من الدول الإفريقية.

وقد رسّخ المغرب هذه الريادة عبر رئاسته لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، حيث أدرج موضوعات غير مسبوقة مثل الذكاء الاصطناعي كعامل مؤثر في الأمن الإفريقي، في خطوة تعكس رؤيته الاستشرافية.

3. انفتاح على قضايا المستقبل: التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي

برزت الدبلوماسية المغربية مؤخرًا في ملفات ترتبط بمستقبل النظام العالمي، مثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. فقد شارك المغرب في رعاية الإعلان السياسي الأمريكي حول استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، كما احتضن أول مؤتمر دولي حول الذكاء الاصطناعي في خدمة الأمن الدولي، بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

ويعكس انخراطه في شبكات دولية تضم شركات تكنولوجية كبرى مثل Google وMicrosoft، تطورًا نوعيًا في العقيدة الدبلوماسية المغربية، التي باتت توازن بين القضايا التقليدية والرهانات المستقبلية.

4. مرونة في إدارة العلاقات الدولية

رغم بعض التوترات التي شهدتها العلاقات المغربية مع دول أوروبية مثل ألمانيا وإسبانيا وفرنسا، استطاع المغرب، في أغلب الحالات، فرض شروطه دون الإضرار بجوهر العلاقات، مستندًا إلى منطق براغماتي يوازن بين المصالح الوطنية ومتانة الشراكات الاستراتيجية.

كما تجلت مرونة المغرب في استئناف العلاقات مع سوريا في سياق إقليمي معقد، ما يعكس قدرة دبلوماسيته على تجاوز الخلافات الإيديولوجية لصالح استقرار المنطقة.

5. نقد وتحديات مستمرة

ورغم هذا التقدم، لا تخلو الدبلوماسية المغربية من نقاط ضعف، أبرزها محدودية التواصل الإعلامي الدولي، وضعف الترويج للرؤية المغربية في بعض المحافل العالمية. كما يسجل بعض المراقبين أنها تتحرك أحيانًا كرد فعل بدل اعتماد المبادرة، وهو ما يرتبط بالمركزية الكبيرة في تدبير ملفات السياسة الخارجية عبر المؤسسة الملكية.

خاتمة: دبلوماسية ناجحة تتصدر المشهد

تُعد الدبلوماسية المغربية اليوم من بين أنجح التجارب الإقليمية، بفضل قدرتها على دمج القضايا الكلاسيكية بالملفات الاستراتيجية الحديثة، وتعزيز حضور المغرب كفاعل مسؤول ومؤثر. إنها دبلوماسية ذكية، تُحسن قراءة التحولات الدولية وتستثمر في التوازنات الدقيقة، ما يجعلها جديرة بأن تُصنَّف ضمن النماذج الرائدة في العالم العربي وإفريقيا.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات سياسة

“بوسكورة على أبواب نهاية الانتخابات… والتنمية المستدامة لا تزال حلماً بعيد المنال”

مع الحدث/ بوسكورة 

المتابعة ✍️: فيصل باغا

 

مع اقتراب نهاية فترة الانتخابات المحلية، يعود السؤال الأهم ليطرح نفسه بقوة في أذهان ساكنة بوسكورة: أين هي التنمية المستدامة التي وُعدنا بها؟ فالوعود التي أطلقها رئيس المجلس الجماعي طيلة ثلاث ولايات متتالية لا تزال حبراً على ورق، فيما تزداد معاناة المواطنين أمام واقع يفتقر لأبسط مقومات التقدم والعيش الكريم.

منذ أكثر من عقد، يتربع نفس الشخص على كرسي رئاسة المجلس، وسط وعود متكررة بإصلاح البنية التحتية، توفير المرافق العمومية، تحسين النقل، وتوفير فرص الشغل للشباب. لكن الواقع في بوسكورة يعكس صورة مغايرة تماماً: طرق متدهورة، نقص في الإنارة، ضعف الخدمات الصحية والتعليمية، وانعدام برامج واضحة للتنمية البيئية والاجتماعية.

يتحدث الجميع عن التنمية المستدامة، لكن دون خطوات ملموسة على الأرض. لا مشاريع بيئية حقيقية، ولا استثمار فعلي في الطاقات المتجددة أو تحسين جودة الحياة للسكان. الأحياء الهامشية لا تزال تعاني من الإقصاء، والمراكز الحضرية تعيش تحت ضغط التوسع العمراني غير المنظم دون بنية تحتية مرافقة.

يشعر العديد من المواطنين في بوسكورة بخيبة أمل كبيرة، خصوصًا الشباب الذين يرون فرصهم تتلاشى في ظل غياب رؤية حقيقية للنهوض بالمنطقة. وفي ظل تكرار نفس الوعود الانتخابية، أصبح جزء كبير من السكان يرى في الخطاب السياسي مجرد وسيلة للوصول إلى السلطة، لا لتحقيق مطالبهم الأساسية.

الساكنة اليوم لا تطالب بالمستحيل، بل تطالب بتنفيذ أبسط الوعود: طرق صالحة، مستشفى لائق، مدارس محترمة، فرص عمل، بيئة نظيفة، ومشاريع تخلق الأمل في المستقبل. هذه المطالب ليست ترفاً، بل حقاً مشروعاً.

مع نهاية فترة الانتخابات، يأمل المواطنون أن تُفتح صفحة جديدة عنوانها الصدق والشفافية والعمل الفعلي على أرض الواقع. بوسكورة تستحق تنمية حقيقية لا شعارات انتخابية، وتستحق مسؤولين يحملون همّ المواطن، لا كرسي المسؤولية فقط.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

مداخل تنزيل مبادرة الحكم الذاتي المغربية بالصحراء (الجزء الأول)  المدخل الأممي: المرجعية القانونية، الآلية الراعية، وتحديات الوساطة في بيئة متوترة

مع الحدث

المتابعة ✍️ : الدكتور مولاي بوبكر حمداني
رئيس مركز التفكير الإستراتيجي والدفاع عن الديمقراطية

عرف ملف الصحراء، أحد أطول النزاعات الإقليمية في فترة ما بعد الاستعمار، في الشهور القليلة الأخيرة ديناميكية متسارعة على الصعيدين الدبلوماسي والأممي، ألقت بظلالها على مسار البحث عن حل سياسي دائم ومقبول من الأطراف، وقد أبرز المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، في إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي، ملامح هذا السياق المتغير، مشيراً إلى تطورين ثنائيين بارزين: المحادثات المغربية-الأمريكية رفيعة المستوى في واشنطن، والاتصالات الفرنسية-الجزائرية في الجزائر.

ومن الثابت أنه ورغم أن هذين التحركين، الصادرين عن دولتين فاعلتين ودائمتي العضوية في مجلس الأمن، يعكسان “اهتماماً متجدداً بالفرص والمخاطر” في المنطقة، إلا أنه في نفس الوقت لا ينفي وجود قلق أممي إزاء استمرار بل وتفاقم التوتر في العلاقات بين المغرب والجزائر والتي اعتبر دي ميستورا تحسنها “شرطاً أساسياً لتفادي مخاطر اندلاع نزاع إقليمي” سيكون ذا تداعيات وخيمة على الاستقرار الإقليمي وعلى البيئة التي تسعى فيها الأمم المتحدة لتيسير الحل السياسي.

وفي قلب هذه الديناميكية، برزت ثلاث رسائل مركزية نقلها المبعوث الأممي عن الإدارة الأمريكية، والتي لربما تحدد لنا بعض ملامح مقاربة واشنطن للملف بل وتعكس توجهات دولية أوسع، أولى هذه الرسائل هو ضرورة أن يكون أي نظام الحكم الذاتي المقترح “حقيقياً” (Genuine)، مما يستدعي، وفقاً لدي ميستورا، الحاجة الى جهود مغربية لتقديم “توضيحات أكثر تفصيلاً” للآليات العملية للمبادرة المغربية للحكم الذاتي وصلاحياتها الملموسة، وثانياً التأكيد على مبدأ “الحل المقبول من الطرفين” (Mutually Acceptable Solution)، مع الإشارة إلى أن تحقيقه يتطلب “مفاوضات فعلية” يجب أن تشمل “في الوقت المناسب، شكلاً موثوقاً من أشكال تقرير المصير”، وهي صياغة تفتح نقاشاً حول كيفية ممارسة هذا الحق ضمن إطار الحكم الذاتي المتفاوض عليه، وثالثاً وأخيرا إعلان الإدارة الأمريكية عن عزمها “الانخراط مباشرة في تسهيل التوصل إلى حل متفق عليه”، وهو ما قد يمثل قوة دفع جديدة للمسار الأممي، خاصة مع تزامن ذلك مع الذكرى الخمسين عام 2025، لإدراج القضية في المسار الأممي مما يضفي “إحساساً بالإلحاح” دائما وفق تعبير المبعوث الاممي.

في مستهل هذا التحليل وضمن هذا المشهد الدولي والإقليمي المعقد، تظل “المبادرة المغربية للتفاوض بشأن نظام حكم ذاتي لجهة الصحراء”، المقدمة رسمياً سنة 2007، الخيار السياسي الأكثر بروزاً وجدية على طاولة المفاوضات، حيث حظيت باعتراف متكرر من مجلس الأمن بوصفها أساساً “جاداً وذا مصداقية” للتوصل إلى حل، لكون هذه المبادرة تستند إلى فهم معاصر لمفهوم “الحكم الذاتي” والذي تطور بشكل كبير في القانون الدولي والممارسة السياسية.

ولا مراء في أنه بعد ما ارتبط تاريخياً بحقبة تصفية الاستعمار وتحقيق “تقرير المصير الخارجي” (External Self-determination) غالباً عبر الاستقلال، أصبح الحكم الذاتي يُنظر إليه بشكل متزايد كآلية لتجسيد “تقرير المصير الداخلي” (Internal Self-determination)، أي حق مجموعة سكانية معينة ضمن دولة قائمة في تدبير شؤونها الخاصة والحفاظ على خصوصيتها الثقافية، مع الحفاظ على وحدة الدولة وسيادتها، الشيء الذي جعله يمثل حلاً عملياً للمعضلة التي تواجه العديد من الدول في التوفيق بين ضرورات الوحدة الوطنية وتطلعات الديمقراطية والحكم المحلي.

تأسيساً على ما سبق فإن الانتقال من الإطار النظري لهذه المبادرة الواعدة إلى واقع عملي على الأرض يتطلب تجاوز المقاربات الجزئية وتبني مسارات متكاملة، تستند إلى تفعيل متزامن ومنسق لمجموعة من المداخل الأساسية اللازمة لتنزيل المبادرة المغربية، خاصة منها القانونية والدستورية والسياسية والدبلوماسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وفي هذا الشأن تهدف هذه المعالجة إلى تقديم تحليل لهذه المداخل مع الأخذ بعين الاعتبار التطورات المفاهيمية والدبلوماسية الحديثة والتحديات العملية المصاحبة، وذلك بهدف استجلاء متطلبات بناء حل سياسي واقعي ودائم لنزاع الصحراء، حيث سنعمل من خلال هذا التحليل، على استكشاف وتفصيل هذه المداخل المتعددة والمتكاملة، باعتبارها الآليات الأساسية لتنزيل مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء في هذه الفترة التي تتزامن مع اقتراب الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء التي شكلت محطة مفصلية في مسار استكمال الوحدة الترابية للمملكة وحقبة جديدة في تاريخ الأقاليم الجنوبية.

المدخل الأممي:

المرجعية القانونية، الآلية الراعية، وتحديات الوساطة في بيئة متوترة

لا جدال في أن الإطار الأممي يعتبر بلا منازع حجر الزاوية والمرجعية القانونية والسياسية العليا للجهود الدولية الرامية إلى تسوية نزاع الصحراء، فمنذ إدراج القضية على جدول أعمالها، اضطلعت الأمم المتحدة، وبشكل خاص مجلس الأمن بموجب الفصلين السادس والسابع من الميثاق، بالمسؤولية الرئيسية عن حفظ السلم والأمن في المنطقة وتيسير التوصل إلى حل سياسي.

وبالعودة إلى قرارات مجلس الأمن المتعاقبة، لاسيما تلك الصادرة بعد تقديم المبادرة المغربية سنة 2007، نجدها قد شكلت الإطار المعياري الذي يوجه العملية السياسية بدءاً بالقرار 1754 (2007) وصولاً إلى القرار 2756 (2025)، كرس المجلس لغة محددة تؤكد على ضرورة التوصل إلى “حل اقعي وبراغماتي ودائم وقائم على التوافق “، داعياً الأطراف (المغرب، الجزائر، موريتانيا، وجبهة البوليساريو) إلى مواصلة المفاوضات تحت رعاية الأمين العام، برعاية مبعوثه الشخصي.

بيد إن الإشارة المتكررة والواضحة في هذه القرارات إلى المبادرة المغربية للحكم الذاتي بوصفها “جدية وذات مصداقية” (Serious and Credible) لا يمكن قراءتها إلا كتوجيه سياسي وقانوني ضمني من قبل الجهاز التنفيذي للأمم المتحدة، يحدد أساساً متيناً وواقعياً للمفاوضات، متجاوزاً بذلك المقاربات السابقة التي أثبتت عدم قابليتها للتطبيق، وعلى رأسها خطة الاستفتاء الكلاسيكية التي تعثرت بسبب استحالة تحديد الهيئة الناخبة، هذا الموقف الأممي المستقر يمنح المبادرة المغربية شرعية دولية معتبرة ويوجه مسار البحث عن حل.

في هذا السياق لطالما اضطلع المبعوث الشخصي للأمين العام بدور محوري كوسيط نزيه وميسر للحوار بين الأطراف، وهو دور يزداد تعقيداً في ظل البيئة الإقليمية المتوترة التي وصفها ستيفان دي ميستورا بـ”غياب أي تحسن في العلاقات المغربية-الجزائرية، بل على العكس فقد اعتبر هذا التوتر عائقاً أساسياً أمام التقدم السياسي، وتبقى إحاطات المبعوث الاممي الدورية لمجلس الأمن تشكل أداة هامة لتقييم الوضع، وتحديد العقبات واقتراح السبل للمضي قدماً، وفي هذا الصدد اشارت إحاطته الأخيرة إلى محاولة استثمار “الاهتمام المتجدد” للقوى الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا) في المنطقة، وتحويله إلى زخم إيجابي يدفع نحو “خفض التصعيد الإقليمي” و”إعادة تنشيط خارطة طريق نحو حل نزاع الصحراء”.

وبالتحول إلى الرسائل الأمريكية الثلاث التي نقلها الوسيط الاممي (الحكم الذاتي “الحقيقي”، الحل “المقبول من الطرفين” المتضمن لـ”شكل موثوق من تقرير المصير”، والانخراط الأمريكي “المباشر” في تيسير الحل) نجدها تحمل في طياتها إمكانات وفرص لكنها تتطلب أيضاً إدارة حكيمة لتجنب أي سوء فهم أو زيادة في الاستقطاب، فالتركيز على “حقيقية” الحكم الذاتي قد يدفع نحو تعميق النقاش حول تفاصيل الصلاحيات والضمانات، وهو أمر إيجابي إذا تم في إطار بناء، أما الإشارة إلى “شكل موثوق من تقرير المصير”، فيجب تأطيرها ضمن فهم القانون الدولي الذي لا يحصر تقرير المصير في الاستقلال فقط، بل يرى في الحكم الذاتي المقبول ديمقراطياً من الساكنة المعنية تجسيداً لهذا المبدأ في سياق “تقرير المصير الداخلي”، كما أن الانخراط الأمريكي المباشر يمكن أن يكون فعالاً إذا تم بالتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة ودون تجاوز لدورها المركزي كراعٍ للعملية.

من ناحية أخرى على الصعيد العملياتي تستمر بعثة المينورسو التي أنشئت أصلاً لمراقبة وقف إطلاق النار وتنظيم استفتاء لم يتم، في لعب دور حيوي في مراقبة الوضع الميداني والمساهمة في الحفاظ على الاستقرار النسبي، رغم التحديات الأمنية واللوجستية والمالية، وقد أكد كل من دي ميستورا ورئيس البعثة، ألكسندر إيفانكو، على أهمية استمرار دعم المجلس للبعثة، مشيرين إلى دورها المحتمل في “دعم المرحلة الأولى من أي حل متفق عليه”.

وتجدر الإشارة إلى إن تقييم إيفانكو للوضع العسكري، الذي يؤكد محدودية قدرة جبهة البوليساريو على تغيير الوضع الراهن عسكرياً ويشير في الان ذاته إلى “ضبط النفس” المغربي، يعزز الحجة القائلة بأن الحل لا يمكن أن يكون إلا سياسياً، ويؤيد هذا التفسير ان استمرار نجاح المدخل الأممي رهين بتوفر الإرادة السياسية لدى جميع الأطراف الفاعلة، وقدرة المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، على ممارسة دبلوماسية فعالة تتجاوز لغة الإدانة أو التوصيف نحو بلورة آليات عملية لتشجيع التوافق، مع التأكيد المستمر على مركزية المبادرة المغربية كإطار واقعي ومتقدم لتحقيق حل يضمن الاستقرار الإقليمي ويستجيب لتطلعات السكان في إطار السيادة المغربية، والتي لن تتحقق الا بالتناغم بين جهود الوساطة الأممية والديناميكيات الدبلوماسية للقوى المؤثرة، وقدرتها مجتمعة على خلق بيئة مواتية لمفاوضات جوهرية بناءة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود سياسة متفرقات

سياسة الهجرة الجديدة تثير المخاوف بشأن مصير المهاجرين المغاربة والأفارقة في فرنسا

مع الحدث

المتابعة ✍️: لحبيب مسكر

 

أثارت الإشادة التي وجهها بريس أورتوفو، وزير الداخلية الفرنسي الأسبق، إلى برونو روتايو بسبب مقترحاته حول “سياسة جديدة للهجرة”، ردود فعل غاضبة من المعارضة، التي حذّرت من أن هذه التوجهات قد تُجهز على ما تبقى من حقوق آلاف المهاجرين، خصوصاً المنحدرين من دول المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء.

 

وترى أحزاب اليسار والجمعيات الحقوقية أن السياسات المقترحة، والتي توصف بأنها “صارمة وضيقة الأفق”، تستهدف فئات بعينها، وعلى رأسها الجاليتان المغربية والإفريقية، اللتان تعانيان أساساً من الهشاشة الاجتماعية والتمييز المؤسساتي.

 

وفي تصريح لإحدى نائبات حزب “فرنسا الأبية”، أكدت أن “الحديث عن تنظيم الهجرة لا يجب أن يكون ذريعة لتشديد الإجراءات ضد فئات دأبت على لعب أدوار مهمة في النسيج الاقتصادي والاجتماعي الفرنسي”، مشيرة إلى أن المغاربة والأفارقة غالباً ما يكونون أول المتضررين من مثل هذه السياسات، سواء تعلق الأمر بشروط الإقامة أو التجنيس أو فرص العمل.

 

وفي المقابل، ترى منظمات مثل “تحالف من أجل كرامة المهاجرين” أن السياسات الجديدة تسعى لتقنين التمييز وتكريس الهشاشة القانونية، داعية إلى “مقاربة إنسانية تراعي الحقوق الأساسية للمهاجرين بغض النظر عن أصلهم أو وضعهم القانوني”.

 

ويخشى مراقبون أن تتحول هذه التوجهات إلى قوانين تُشرّع الإقصاء، وتدفع نحو مزيد من التهميش، في وقت تعاني فيه الجالية المغاربية والإفريقية من تحديات يومية في مجالات السكن، التعليم، والاندماج المهني.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ سياسة طالع

النقابة الوطنية للصحافة المغربية تدق ناقوس الخطر بشأن تدبير قطاع الصحافة وتلوّح بخطوات احتجاجية

الرباط – حسيك يوسف مع الحدث

في بلاغ حازم صدر عقب اجتماع للمكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية يوم الجمعة 2 ماي 2025، عبّرت النقابة عن قلقها البالغ إزاء “الاختلالات المتواصلة” في تدبير قطاع الصحافة والنشر، محذّرة مما وصفته بـ”التمطيط والضبابية” التي تطغى على عملية منح بطائق الصحافة المهنية لسنة 2025.

وأبرز البلاغ استمرار تغييب النقابة عن لجنة دراسة ملفات الحصول على البطائق المهنية، وهو ما اعتبرته “إقصاءً غير مبرر يتعارض مع الشرعية الانتخابية للنقابة” داخل المجلس الوطني للصحافة قبل تشكيل اللجنة المؤقتة. كما انتقدت النقابة التعتيم على نتائج الملفات، وعدم نشر اللوائح، إضافة إلى غياب معايير شفافة ومعلنة للقبول أو الرفض، ما فتح الباب لتفاوتات و”انتقائية مقلقة”، على حد وصفها.

وفي جانب آخر، سجل البلاغ “انحرافًا خطيرًا” في عمل لجنة الأخلاقيات والتأديب، خصوصًا في معالجة ملفات الزميلين محمد الطالبي وجواد الخني، معتبرًا أن المسطرة القانونية شابها كثير من العيوب، وأن اللجنة تحوّلت إلى “طرف في الخصومة”، ما أخل بمبدأ المحاكمة العادلة. وأكدت النقابة أن المسار الذي اتبع في هاتين النازلتين، يعكس “نزعة انتقامية مبرمجة” تهدد مصداقية المؤسسات المؤقتة، وتوظف آليات التنظيم الذاتي لتصفية الحسابات.

ودعت النقابة اللجنة المؤقتة إلى الكشف عن طريقة اشتغالها وحصيلة عملها في ملف البطائق، مع إحداث لجنة خاصة من داخل المكتب التنفيذي للتواصل مع المؤسسات الدستورية، كما أعلنت عن استعدادها لخوض خطوات احتجاجية وتواصلية سيتم الإعلان عنها في بلاغات لاحقة، دفاعًا عن استقلالية المهنة وضمانًا لحرية الصحافة.

وختمت النقابة بالتأكيد على أن استمرار الوضع الراهن بات يشكل خطرًا على مستقبل المهنة، مطالبة بالإسراع في صياغة قوانين تنظيمية جديدة تنبني على المشاركة المهنية الحقيقية، وتقطع مع منطق التدبير المؤقت.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

السيد محمد غياث يؤكد أن السيد عزيز أخنوش هو رئيس حكومة و يقود فريقا يشتغل ضمن رؤية جماعية و ليس مشروع فردي.

مع الحدث 

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

جزم رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار و نائب رئيس البرلمان السيد محمد غياث ، كلمته في ظل الحملة الممنهجة التي تستهدف السيد عزيز أخنوش، والتي أظهرت أن بعض الأطراف اختزلت برنامجها السياسي والانتخابي في مهاجمة شخص رئيس الحكومة، حيث عبر  بصدق وقناعة، عن ما يلي:

1. الاستهداف الشخصي المفرط لا يخدم النقاش الديمقراطي، بل يكشف عن فراغ سياسي وفكري لدى من عجزوا عن تقديم بدائل واقعية تخدم الوطن والمواطن.

2. عزيز أخنوش ليس مشروع فرد، بل رئيس حكومة منتخب يقود فريقاً يشتغل ضمن رؤية جماعية، وبرنامج حكومي واضح نال ثقة البرلمان، وتواكبه مؤسسات الرقابة بكل مسؤولية.

3. ما يُزعج البعض اليوم ليس شخص هذا الرجل ، بل الخطوات الجريئة في تنزيل ورش الدولة الاجتماعية، وهو مشروع ملك وشعب. ومن أبرز معالمه:
• تعميم التأمين الإجباري عن المرض ليشمل ملايين المغاربة في أقل من سنتين.
• رفع ميزانيتي التعليم والصحة بشكل غير مسبوق، وتعزيز جاذبية الوظيفة العمومية في هذين القطاعين، في إطار إصلاح بنيوي مستمر لن يتوقف.
• تفعيل الدعم المباشر للأسر المعوزة بأسلوب شفاف ومنظّم، مع الاستعداد الدائم لتصحيح ما يلزم.
• استثمارات كبرى في العالم القروي والبنية التحتية الاجتماعية، من أجل كسر الفوارق المجالية وتحقيق عدالة اجتماعية تأخرت طويلاً.

4. المعارضة القوية تُقاس بالبدائل، لا بالشعارات. أما التركيز على شخص واحد، فهو في جوهره اعتراف ضمني بثقل حضوره ونجاعة خياراته.

5. المغاربة اليوم أكثر وعياً من أن تنطلي عليهم حملات التشويش. فهم يُفرّقون جيداً بين النقد البنّاء والتشويش المغرض.

وسيتواصل العمل بثبات، وهدوء، ومسؤولية، دفاعاً عن المشروع الاجتماعي، وثقة في وعي المواطنات والمواطنين.