Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي المبادرة الوطنية الواجهة خارج الحدود سياسة طالع

القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية بالدوحة: المغرب يقدم نموذجه الريادي في بناء الدولة الاجتماعية بقيادة جلالة الملك محمد السادس

الدوحة – من قلب العاصمة القطرية، وفي أروقة النقاش الأممي حول التنمية والعدالة الاجتماعية، برز صوت المغرب قوياً وواثقاً، وهو يستعرض، على لسان كاتب الدولة المكلف بالإدماج الاجتماعي عبد الجبار الرشيدي، تجربة المملكة الرائدة في ترسيخ نموذج الدولة الاجتماعية التي دعا إليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

في مداخلته خلال المائدة المستديرة التي انعقدت تحت عنوان “تعزيز الركائز الثلاث للتنمية الاجتماعية: القضاء على الفقر، العمل اللائق للجميع، والإدماج الاجتماعي”، قدم الرشيدي عرضاً شاملاً وواقعياً لما حققته المملكة من تحولات جوهرية في مسار التنمية البشرية والاجتماعية، جعلت من المغرب نموذجاً قارياً يُحتذى به في تنزيل الرؤية الملكية لبناء دولة عادلة ومنصفة، قوامها الإنسان وكرامته.

وأكد السيد عبد الجبار أن ورش الدولة الاجتماعية ليس مجرد برنامج ظرفي أو مشروع قطاعي، بل هو رؤية متكاملة تضع المواطن في صلب الفعل العمومي، وترتكز على تعميم الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية، وتوسيع مظلة الدعم المباشر للأسر الفقيرة، مع التركيز على الاستثمار في الرأسمال البشري باعتباره المحرك الرئيسي للتنمية المستدامة.

وأشار الرشيدي إلى أن أزيد من 11 مليون مواطن مغربي يستفيدون اليوم من نظام التغطية الصحية الإجبارية عن المرض، بتكلفة سنوية تتحملها الدولة تناهز 26 مليار درهم، في حين تستفيد 4 ملايين أسرة من الدعم المالي المباشر لفائدة الأطفال في سن التمدرس، فضلاً عن برنامج دعم السكن الذي استفادت منه 68 ألف أسرة من ذوي الدخل المحدود والمتوسط.

ولم يفت السيد عبد الجبار الرشيدي الإشارة إلى التحول النوعي في أولويات الميزانية العامة، حيث تم رفع ميزانية قطاعي الصحة والتعليم إلى 140 مليار درهم، تأكيداً على أن التنمية الحقيقية لا تُقاس بالمشاريع المادية فقط، بل بالاستثمار في الإنسان والمعرفة والكرامة.

وفي محور تمكين المرأة والمساواة، أبرز الرشيدي أن المغرب اختار أن يكون تمكين النساء عماداً للتنمية الشاملة، عبر سياسة عمومية تمكينية مكّنت من دعم 36 ألف مشروع اقتصادي نسائي، أغلبها في العالم القروي، مما يعكس التوجه الاستراتيجي للمملكة نحو تحقيق المناصفة الفعلية ورفع تحديات الفقر والهشاشة النسائية.

كما توقف عند الجهود الوطنية المبذولة للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، مستعرضاً الخطوط الكبرى للمخطط الوطني للإدماج الاجتماعي والاقتصادي لهذه الفئة، الذي يُعد أحد أعمدة العدالة الاجتماعية في المغرب الجديد.

وأبرز الرشيدي، بلغة الأرقام والدلالات، أن هذه الجهود مكنت من خفض نسبة الفقر المدقع إلى أقل من 2%، وتقليص الفقر متعدد الأبعاد من 11.9 إلى 6.8%، مع انتشال أكثر من 1.3 مليون أسرة من دائرة الهشاشة، ورفع معدل تمدرس الفتيات القرويات إلى 97%، وهي مؤشرات تؤكد نجاح التجربة المغربية في جعل العدالة الاجتماعية واقعاً ملموساً وليس شعاراً سياسياً.

القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، التي تنظمها دولة قطر تحت إشراف الأمم المتحدة، شكلت منصة مثالية لإبراز النموذج المغربي في الإصلاح الاجتماعي الشامل، نموذج يجمع بين الرؤية الملكية المتبصرة، والحكامة الاجتماعية المندمجة، والسياسات العمومية ذات الأثر الإنساني المباشر.

لقد قدم عبد الجبار الرشيدي، بخطاب متزن وعمق استراتيجي، صورة ناصعة لمغرب متجدد، يمضي بخطى واثقة نحو تحقيق التنمية المتوازنة التي تجعل الإنسان في قلب المشروع الوطني، وترسخ مكانة المملكة كفاعل مسؤول في القضايا الإنسانية والاجتماعية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

إن مشاركة المغرب في هذه القمة لم تكن بروتوكولية أو شكلية، بل جاءت تجسيداً لنجاح تجربة مغربية فريدة، استطاعت أن توفق بين الإصلاح الاجتماعي والابتكار في السياسات العمومية، بين الرؤية الإنسانية والفعالية الاقتصادية، وبين الطموح الوطني والانفتاح الدولي.

وفي ختام مداخلته، أكد الرشيدي أن المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، سيواصل ترسيخ الدولة الاجتماعية كخيار استراتيجي لا رجعة فيه، مستلهماً من الرؤية الملكية السامية أن التنمية ليست هدفاً في حد ذاتها، بل وسيلة لصون الكرامة الإنسانية وبناء وطن متضامن لا يُقصي أحداً.

ففي الدوحة، تحدث المغرب بثقة، وأصغى له العالم بإعجاب.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي أنشطة ملكية الواجهة جهات خارج الحدود سياسة طالع

انتصار دبلوماسي جديد للمغرب.. مجلس الأمن يكرس مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد لقضية الصحراء

يشهد ملف الصحراء المغربية اليوم تحولاً تاريخياً يعيد رسم ملامح نهاية نزاع دام نصف قرن، بعدما أكدت مسودة قرار مجلس الأمن الأخيرة أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 تمثل الأساس الواقعي والجاد لأي تسوية مستقبلية.

إنها لحظة فارقة تختزل مساراً طويلاً من العمل الدبلوماسي المتزن الذي قاده صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بحكمة وبعد نظر، ليضع المجتمع الدولي أمام حقيقة واحدة: أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو أسمى تجسيد لتقرير المصير، وأفق نهائي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء.

فالمسودة، التي رحبت باستعداد الولايات المتحدة لاحتضان مفاوضات الحل، ودعت الأطراف إلى التفاوض دون شروط مسبقة، جسدت اعترافاً صريحاً بمكانة المغرب كشريك موثوق ومسؤول في المنطقة، وبمبادرة واقعية تضمن الاستقرار والأمن الإقليميين. كما مددت مهمة بعثة “المينورسو” لعام كامل، في إشارة واضحة إلى استمرار دعم الأمم المتحدة للمسار السياسي الذي ترعاه تحت إشراف أمينها العام.

ويُجمع المتتبعون أن هذا التقدم لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية ملكية استراتيجية جعلت من الدبلوماسية أداة لحماية السيادة وتعزيز التنمية. فمنذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، انتقلت الدبلوماسية المغربية من موقع الدفاع إلى موقع المبادرة، متسلحة بدبلوماسية هادئة وفاعلة، تجمع بين الحزم والذكاء السياسي، وترتكز على مبدإ احترام الشركاء والانفتاح على القوى الدولية الصاعدة.

ولم يكن هذا النجاح حكراً على المؤسسة الرسمية فحسب، بل كان ثمرة تفاعل وطني واسع، شاركت فيه وزارة الشؤون الخارجية باحترافية عالية، إلى جانب الدبلوماسية الموازية التي اضطلعت بها الأحزاب السياسية، والبرلمان، والمجتمع المدني، والإعلام الوطني، وحتى الجالية المغربية بالخارج التي تحولت إلى صوت قوي يدافع عن الوحدة الترابية في المحافل الدولية.

لقد استطاعت المملكة بفضل تماسك جبهتها الداخلية وحنكة مؤسساتها، أن توقف نزيف هذا النزاع الذي استغله خصومها لعقود. وها هي اليوم تحصد اعترافاً دولياً واسعاً، في وقت تتراجع فيه الدبلوماسية الجزائرية التي استثمرت أموالاً طائلة في دعم الانفصال وتأجيج الفتنة، لتجد نفسها أمام إجماع عالمي متنامٍ يعتبر أن “البوليساريو” مجرد كيان وهمي فقد كل شرعية سياسية وأخلاقية، وأن الجزائر تتحمل مسؤولية مباشرة في استمرار معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف.

إن هذا القرار الأممي، بما يحمله من مضامين واضحة، ليس مجرد وثيقة تقنية، بل هو تحول سياسي عميق يؤكد أن المجتمع الدولي وصل إلى قناعة راسخة بأن الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية هو الحل الواقعي والنهائي، وأن أي محاولة للالتفاف على هذا المسار لم تعد تجد آذاناً صاغية.

وبهذا الانتصار، يواصل المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله مسيرته بثبات نحو طي هذا الملف نهائياً، وفتح آفاق جديدة للتنمية والاستقرار في الأقاليم الجنوبية التي أصبحت نموذجاً يحتذى في البناء والتقدم.

إنها معركة دبلوماسية تُدار بالعقل لا بالصوت العالي، وبالإنجاز لا بالشعارات، لتبرهن أن المغرب بلد سيادة، وعدالة، وتاريخ، يعرف أين يضع خطواته وكيف يصنع مستقبله بثقة ومسؤولية.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات سياسة طالع

مجلس الأمن يكرس واقعية المقاربة المغربية ويحبط محاولات الجزائر التأثير على القرار الأممي بشأن الصحراء

أفادت معطيات مسربة من داخل الأمم المتحدة بأن المشاورات الأخيرة حول مشروع القرار الأمريكي الخاص بملف الصحراء المغربية خلصت إلى الحفاظ على المضمون الأساسي للمسودة الأصلية، التي تجدد التأكيد على أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية تمثل الحل الجاد والعملي لتسوية هذا النزاع الإقليمي المفتعل.

وبحسب هذه المعطيات، فإن النقاشات التي شهدتها الجلسة المغلقة لمجلس الأمن تمحورت حول قضايا تقنية محدودة، وأليات اجرائية، أبرزها التشديد على احترام اتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991، مع إدراج توصيات إضافية تهم تحسين الدعم المالي الموجه لمخيمات تندوف، وضمان إحصاء اللاجئين الصحراويين وفق توجيهات الأمين العام للأمم المتحدة.

وفي خطوة منتظرة، أجمع أعضاء المجلس على تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة المينورسو لمدة ستة أشهر، إلى غاية 30 أبريل 2026، بدل ثلاثة أشهر كما ورد في النسخة الأولى للمسودة الأمريكية.

وعشية امس، أجرى وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف اتصالا هاتفيا بنظيره الصيني وانغ يي، في محاولة لإقناع بكين بمساندة الموقف الجزائري داخل مجلس الأمن، إلا أن هذه المساعي، وفق المتتبعين، جاءت متأخرة ولم تحدث أي تغيير في مسار المداولات التي استقرت على دعم المقاربة المغربية.

وأكدت مصادر دبلوماسية أن التحركات الجزائرية فشلت في إدراج مقترحاتها داخل النص النهائي، خصوصا تلك المتعلقة بتوسيع صلاحيات بعثة المينورسو في مجال حقوق الإنسان، حيث رفضت أغلبية الأعضاء هذه الإضافة لكونها تتعارض مع الإطار التوافقي الذي اعتمده المجلس منذ سنوات في تعاطيه مع الملف.

وينظر إلى هذه التطورات على أنها انتكاسة جديدة للدبلوماسية الجزائرية التي فقدت كثيرا من قدرتها على التأثير داخل المنظمة الأممية، في وقت يزداد فيه الاعتراف الدولي بجدية وواقعية المقترح المغربي. كما يرى مراقبون أن انتهاء عضوية الجزائر غير الدائمة في مجلس الأمن مع نهاية دجنبر المقبل سيعمق عزلتها السياسية ويحد من تحركاتها المستقبلية بشأن هذا الملف.

وبذلك، يكرس مجلس الأمن من خلال صيغته الجديدة لمشروع القرار الأمريكي التوجه الدولي الواضح نحو دعم مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد واقعي ومستدام، في مقابل تراجع الأطروحات الانفصالية التي لم تعد تحظى بقبول يذكر داخل أروقة القرار الأممي. في انتظار طبعا ماستكشف عنه الساعات القليلة القادمة.

Categories
الواجهة طالع طلقها تسرح متفرقات

السياسة كما يراها مشاغب الفصل… مهارة في الكلام وفن المراوغة

 

كنا في حصة للعلوم السياسية، نتحدث عن الأحزاب والانتخابات القادمة، فقررت الخروج قليلاً عن الموضوع وسألت الطلاب عن تطلعاتهم السياسية. لاحظت أن معظمهم غير مبالين، بينما طالب مشاغب، عادة مولوع بالكرة والفن، كان الأكثر اهتماماً
لم تلقى الفكرة أي تفاعل سوى من ذالك المشاغب، فسالته مباشرة : هل فكرتت يوماً في دخول عالم السياسة،؟
فأجاب بكل ثقة : نعم استاذ 😏
إنفجر المدرج بالضحك، بعد محاولاي إسكات الطلاب و طلب منهم إحترام زميلهم ، ثم توجهت إلبه بسؤال، هل أنت قادر عليها؟
أجاب بثقة: بالطبع…
فابتسمت مع اصوات ضحت و بعض الكلام الساخر من الخلف لاكن لم يطل كثيرا ثم قلت : هل تملك برنامجاً قوياً أو رؤية عميقة؟

ابتسم بتهكم ثم قال: السياسة لا تحتاج فقط إلى برنامج أو رؤية، بل إلى موهبة في التمثيل، ومهارة في المراوغة، وقدرة على جعل الكذب يبدو صادقاً.

أصيب المدرج بالذهول، فطلبت منه التقدم و شرح لنا ما الذي يعنيه.
وقف أمام اصدقائه حمل قلم و بدأ كتابة في السبورة :

أولا :
فن الكلام.

مذا تقصد بذالك؟

فأجاب :

السياسة أولاً هي فن الكلام. مثل لاعب كرة يعرف كيف يراوغ خصومه دون أن يفقد الكرة، أو ممثل يبدل نبرته في اللحظة المناسبة ليكسب تصفيق الجمهور. الكلمة في السياسة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل درع يحميك من السقوط في فخ الحقيقة.
بدأ الطلاب بالتصفيق و تشجيع بعدما كانو يسخرون منه اصبحو يشجعونه، إبتسم و أكمل،

ثانيا :
أن تتقن فن الهروب وتغيير الموضوع

ماذا تقصد؟ محاولا أن أخرج منه المزيد من الكلام

أضاف:

حين يداهمك سؤال محرج مثل ما فعل الاستاذ الآن (بدأ الجميع يضحك) ، تبدأ اللعبة الثانية.
صمت الجميع و كلنا مركزين معه؛

أنت في مشهد مسرحي، تُغيّر الإضاءة فجأة وتُبدّل الحوار لتأخذ الجمهور في اتجاه آخر. في كرة القدم، هذه لحظة تمريرة خلفية، تُبعد الخطر وتعيد ترتيب الصفوف، بينما المتفرجون يظنون أنك ما زلت تهاجم.

اندهش الطلاب بزميلهم وسط الذهول اضاف قائلا
ثالثا :
أن تكون بارعا في فن الكذب وصناعة الوعود:
فبدأ الطلاب يتفاعلون معه: كاينة،. عندك صح، فطلبت منهم الهدوء و ترك زميلهم يكمل كلامه، إشرح لنا ماذا تعني؟

هذا الدور يمكنه وصفه بدور الأكبر في السياسة، فن الكذب الجميل. أن تعد الناس بما تحلم أنت أن تصدقه، أن تصنع من الكلمات جسراً نحو “الغد الأفضل”. تماماً كفيلم سينمائي بميزانية ضخمة، مؤثراته مبهرة، لكن نهايته معلّقة في الهواء. وعندما يُسألك أحدهم عن الوعود المؤجلة، تتقن أداء الدور: ترفع حاجبيك بثقة، وتقول إن الطريق طويل… ولكن النهاية قريبة.

فقاطعته بأن هناك مطالبة بالمحاسبة فاكمل،
استاذي تمهل هنا رابعا ضحك الجميع، فقال :
فن المراوغة وتحويل اللوم
سالته بمعنى؟
قال:
حين تتجه الأصابع نحوك، فهنا تبدأ المباراة الحقيقية. كل سياسي محترف يعرف أن الدفاع يبدأ بتحويل الاتجاه. تمرر الكرة بسرعة إلى جهة أضعف منك، تتركها تتحمل الصدمة بينما تظل أنت واقفاً في منتصف الميدان، أنيقاً، هادئاً، وكأن شيئاً لم يكن. في السينما، يسمونها “لقطة الخروج الذكي”، حين ينجو البطل دون أن تتسخ بدلته.

اندهش الجميع و بدؤ التصفيق و الهتاف بمصطلحات كثيرة حاولت تهدئة المدرج فاكملت الكلام

إذن السياسة بالنسبة لك ليست مهنة،
فقاطعني و قال :
بل هي عرض طويل لا ينتهي — مزيج من مباراة حامية، ومسرحية متقنة الإخراج، وفيلم مليء بالمفاجآت. من يتقن المراوغة والبقاء واقفاً بعد كل سقوط… هو من يستحق التصفيق في النهاية.

نظرت إلى زملائه، وكان رد فعلهم تصفيقاً حاراً وتشجيعاً، مع إدراكهم أن هذا الطالب صريح معهم ويفهم طبيعة السياسة بشكل واقعي، حتى وإن لم يكن سيترشح فعلياً.

ولا نستغرب إن وجدناه يوماً أميناً عاماً لحزب ما😂

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات طالع مجتمع

أنقذوا أبناء أبي الجعد

اختفاء 47 مهاجرا على متن قارب للهجرة السرية من بينهم 11 شابا من أبي الجعد في رحلة مجهولة .

في فجر يوم الخميس 16 يونيو، غادر 47 شخصا على متن قارب للهجرة السرية من مدينة بوجدور ، ومنذ ذلك الحين لم يعرف لهم أي أثر ،من بين هؤلاء الشباب ، هناك حوالي 11 فردا من مدينة أبي الجعد ، منهم متزوجون تركوا زوجاتهم وأطفالهم الصغار خلفهم في رحلة البحث عن لقمة العيش وحياة كريمة.

هذه المأساة لم تمر مرور الكرام على أهل المدينة، خصوصا أننا عشنا مأساة سابقة لازالت راسخة في اذهان البجعديين بعد ضياع قارب في البحر من مدينة الداخلة اتجاه دولة الرأس الاخضر جلهم شباب من مدينة ابي الجعد ، و من منا لا يتذكر تلك الأيام العصيبة التي مرت على أبناء المدينة و أمهات المختفين أمام سيدي عثمان ، و بعد سماع هذا الخبرالمفزع هذه الأيام ، أطلق شباب أبي الجعد هشتاغ بعنوان “انقذوا أبناء أبي الجعد” ، تعبيرا عن قلقهم العميق وحبهم لأصحابهم و لأبنائهم الذين فقدوا في عرض البحرلحد الان ، فحتى الأمهات مازلن ينتظرن خبرا سعيدا عن أبنائهن ، والزوجات تنتظر أزواجهن العائدين من رحلة مجهولة تحمل بين طياتها الألم والأمل.

أنا شخصيا شاهد على واحد من هؤلاء الشباب، وأؤكد أنه من خيرة شباب المدينة ، و لكن قدر الله ماشاء فعل ، فعلا إنها مأساة إنسانية تذكرنا بأن خلف كل رقم في إحصائيات الهجرة قصة ألم وأمل ، وقلب ينتظر بحرص و أمل .

هذه المأساة تفتح أمامنا ملفات كثيرة يجب أن نعيد النظر فيها، من الظروف الاقتصادية والاجتماعية إلى السياسات المحلية والدولية التي تدفع شبابنا إلى اتخاذ هذه الخطوة الصعبة ، و المحفوفة بالمخاطر .

يبقى السؤال المطروح و المؤلم : لماذا غير هؤلاء الشباب المكان والزمان، ولماذا اختاروا مخاطرة البحر بدلا من مواجهة تحديات الحياة في وطنهم ؟ .

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي المبادرة الوطنية الواجهة بلاغ سياسة طالع

محمد نوفل عامر.. نموذج للكفاءة الوطنية التي صنعتها التجربة والفكر والإيمان بالدولة الاجتماعية

لم يكن تنصيب الدكتور محمد نوفل عامر مديراً لمديرية النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة مجرد تعيين إداري روتيني، بل هو تكريس لمسار استثنائي لشاب مغربي آمن منذ بداياته بأن العمل العمومي رسالة وطنية قبل أن يكون مسؤولية إدارية.

في قاعة وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، حيث التأم ثلة من المسؤولين والأطر، بدا واضحاً أن هذا التعيين يحمل رمزية تتجاوز حدود المنصب. فالرجل الذي راكم تجربة تمتد لأكثر من خمسة عشر عاماً داخل مؤسسات الدولة، يُجسد جيلاً جديداً من الكفاءات التي تدرجت من القاعدة إلى القيادة، مراكمة خبرة فكرية وميدانية قلّ نظيرها.

منذ مراحل دراسته الأولى، كان محمد نوفل عامر مولعاً بالفكر والسياسة والشأن العام، وهو ما أهّله ليتدرج في مسار أكاديمي حافل تُوج بـ دكتوراه في العلوم السياسية، تلاها تكوينات عالية في التخطيط الاستراتيجي والسياسات العمومية. لم يكن العلم بالنسبة له شهادة فقط، بل أداة للفهم والتغيير. وقد عُرف بنقاشه الهادئ وتحليله العميق لمفاهيم الدولة الاجتماعية، ومشاركاته في ندوات فكرية ولقاءات أكاديمية حول الحكامة والإدماج والتنمية.

اشتغل في وزارات ومؤسسات متعددة، بين قطاعات ذات طابع سياسي وإداري واجتماعي، وترك في كل محطة بصمته الخاصة من خلال تنظيم الملفات الكبرى وصياغة تصورات عملية لتطوير أداء المؤسسات. فبهدوئه المعهود وحسه الوطني، استطاع أن يربط بين المنهج العلمي والرؤية الميدانية، وهو ما جعله يُعرف بين زملائه كإطار يجمع بين الفكر والممارسة، وبين التخطيط والتنفيذ.

وفي كلمته أثناء حفل التنصيب، لم يُخفِ عامر إيمانه العميق بأن قضية الإعاقة ليست مجرد ملف اجتماعي، بل ورش وطني مفتوح يرتبط بمفهوم العدالة الاجتماعية وكرامة المواطن. قالها بوضوح: “القضية ليست رهانا على التنفيذ فقط، بل رهانا على الأثر”. وهو ما يعكس فلسفته في العمل العمومي، حيث لا معنى لأي سياسة إن لم تُحدث تغييراً ملموساً في حياة الناس.

الذين عرفوا نوفل عامر عن قرب، يعلمون أنه من طينة القادة الذين ينصتون أكثر مما يتكلمون، ويخططون قبل أن يقرروا. يمتلك فكراً مؤسساتياً نادراً في جيله، ورؤية تحديثية تؤمن بأن الإصلاح لا يأتي بالقرارات الفوقية فقط، بل بالتعبئة الجماعية والعقل العمومي التشاركي.

وفي كل المحطات التي مر منها، كان عنوانه الدائم هو: العمل بصمت والنتائج تتكلم.

إن اختيار الدكتور محمد نوفل عامر في هذا المنصب يختزل إرادة الدولة المغربية في الدفع بكفاءاتها الشابة إلى الواجهة، وإعطاء المضمون الحقيقي لعبارة “الدولة الاجتماعية” التي دعا إليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله في أكثر من خطاب.

فهو نموذج لمسؤول آمن بأن الإدارة ليست سلطة بل خدمة، وأن التغيير يبدأ من داخل المؤسسات بالعقل والكفاءة والانضباط.

اليوم، ومع انطلاق مرحلة جديدة داخل مديرية النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، تبدو التطلعات كبيرة، لكن الأمل أكبر، لأن على رأسها كفاءة مغربية صنعت ذاتها بين الجامعة والميدان، وبين الفكر والممارسة، وأثبتت أن الوطنية ليست شعاراً بل مساراً متواصلاً من العطاء الهادئ والمسؤول.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة سياسة طالع

الهيئات النقابية والمهنية لقطاع الصحافة والنشر تهنئ الجسم الصحافي على النجاح الباهر للوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان

بــــــــــــلاغ

الرباط في: 22 اكتوبر 2025

ــ تجدد موقفها الثابت من إعادة تنظيم مجلس وطني للصحافة على مبدأ الانتخاب والاستقلالية والديمقراطية والتعددية والعدالة التمثيلية بين كل الفئات.

إن الهيئات النقابية والمهنية لقطاع الصحافة والنشر (النقابة الوطنية للصحافة المغربية، الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال (UMT) ، النقابة الوطنية للإعلام والصحافة (CDT) ، الكونفدرالية المغربية لناشري الصحف والإعلام الإلكتروني) وبعد وقوفها وتقييمها للوقفة الاحتجاجية المركزية التي نظمتها صباح يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025 أمام البرلمان ضد إعداد الحكومة لمشروع قانون تراجعي يتعلق بمؤسسة التنظيم الذاتي خارج الحوار الاجتماعي المسؤول والمنتج مع المهنيين، ومحاولة تمريره في مجلس المستشارين ضدا على إرادة المهنيين والرأي الاستشاري للهيئتين الدستوريتين، المجلس الوطني لحقوق الإنسان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وأحكام الدستور، ومدونة الصحافة والنشر، والعهود و المواثيق الدولية، فإنها:

● تحيي عاليا كل الصحافيات والصحفيين والناشرات والناشرين، وفي كل المنابر والمؤسسات الإعلامية، محلياً وإقليميا وجهويا على مشاركتهم الوازنة والواعية والمسؤولة في الوقفة الاحتجاجية المركزية أمام البرلمان. وتسجل باعتزاز، انخراط المنظمات الحقوقية والمدنية والإطارات الإعلامية، والمركزيتين النقابيتين الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل في هذه المحطة النضالية المشروعة، في إسناد هذه الوقفة؛

● تعتبر أن هذه الوقفة الاحتجاجية ونجاحها الباهر، رسالة سياسية واجتماعية ومهنية للحكومة والدولة والبرلمان، من أجل إنهاء هذه المهزلة والفضيحة التشريعية في حق التنظيم الذاتي للمهنة من خلال إعدادها مشروع قانون تراجعي بشكل أحادي وخارج منهجية الإشراك الفعلي للهيئات النقابية، وخارج فلسفة وجوهر التنظيم القائم على مبدأ الانتخاب والاستقلالية والديمقراطية والتعددية والعدالة التمثيلية بين كل الفئات، وسعيها الفاضح لتشكيل المشهد المهني على مقاس سياسي ومصالحي وريعي يكرس التغول والتحكم والإقصاء؛

● تطالب الجهات المعنية بالتدخل الفوري والعاجل من أجل تصحيح الخطأ السياسي والتشريعي لمشروع قانون إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، والإعمال بالرأي الاستشاري للمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وموقف الهيئات النقابية والمهنية الرافض للمشروع والمنظمات الحقوقية والمجتمع المدني والإطارات الإعلامية وخمس وزراء اتصال سابقين، إضافة إلى مواقف المركزيات النقابية؛

● تدعو الفرق والمجموعات البرلمانية بمجلس المستشارين، إلى تقدير هذا الزخم والحراك المهني غير المسبوق، وتحمُّلِ المسؤولية في اتخاذ مبادرة تشريعية ترقى إلى انتظارات الهيئات النقابية والمهنية والجسم الصحافي. وتؤكد موقفها المبدئي والثابت في اعتماد التصويت باللائحة لفئة الصحافيين والناشرين على قدم المساواة، وتجدد رفضها ضرب تمثيلية النقابات وتحجيم دورها الدستوري والقانوني في هيكلة المجلس عبر اعتماد المشروع المشؤوم لنمط الاقتراع الإسمي الفردي المفتوح بالنسبة للصحافيين، والانتداب لهيئات الناشرين؛

● تدعو الجسم الإعلامي والصحافي إلى مواصلة التعبئة النضالية لمواجهة محاولة تمرير المشروع التراجعي، ومن أجل الدفاع عن حقوقها ومكتسباتها وتحقيق مطالبها

المشروعة.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة رياضة طالع

محمد وهبي.. حين يصنع رجل التعليم مجد كرة القدم المغربية

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

في زمن تتقاطع فيه التربية مع الرياضة، ويُصبح فيه إعداد الإنسان قبل اللاعب هو جوهر النجاح، يبرز اسم محمد وهبي كقصة استثنائية تُجسّد كيف يمكن لرجل تعليم أن يصنع المجد من قلب الميدان الأخضر، لا بالصدفة، بل بفضل رؤية تربوية عميقة وتجربة علمية متينة.


وُلد وهبي في العاصمة البلجيكية بروكسل، ويحمل الجنسيتين المغربية والبلجيكية. بدأ مسيرته المهنية معلماً في مدرسة شارل بولس (Charles Buls)، حيث تعلّم فن التواصل مع التلاميذ، وضبط النفس، والتحفيز، وهي مهارات سترافقه لاحقاً في مشواره الكروي. فبعد سنوات من العمل داخل القسم، شدّ الرحال نحو عالم التدريب الكروي، مقتنعاً بأن التربية والتعليم لا يقتصران على المدرسة، بل يمتدان إلى كل مجال يمكن أن يصنع الإنسان.

التحق وهبي سنة 2003 بأكاديمية نادي أندرلخت البلجيكي، أحد أعرق المدارس الكروية في أوروبا، حيث بدأ مشرفاً على الفئات السنية الصغرى، قبل أن يتدرج في المهام إلى أن أصبح مدرباً للفريق الاحتياطي ثم مساعداً في الطاقم الفني للفريق الأول. وخلال موسم 2014-2015، قاد فريق أقل من 21 سنة إلى نصف نهائي دوري الشباب الأوروبي، في إنجاز يعكس كفاءته العلمية والعملية.

بفضل تفوقه، حصل وهبي على رخصة التدريب الأوروبية العليا UEFA Pro، وهي أعلى شهادة في عالم التدريب الكروي. وواصل بعدها مسيرته في تجارب مختلفة، من أبرزها تجربته في الدوري السعودي كمساعد مدرب لنادي الفتح، قبل أن يعود إلى أحضان بلده الأم سنة 2022 ليتولى تدريب المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة.

ومنذ ذلك الحين، بدأت قصة نجاح جديدة: تتويج ببطولة شمال إفريقيا 2024، بلوغ نهائي كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة 2025، ثم التأهل التاريخي إلى كأس العالم، حيث سطّر اسمه ضمن المدربين الذين جمعوا بين الفكر التربوي والعقل الكروي الحديث.

إن ما يميز محمد وهبي ليس فقط تكوينه الأكاديمي أو مساره الأوروبي، بل روحه التعليمية التي تُميّزه عن غيره. فهو يعرف كيف يتعامل مع لاعبين في طور النمو، كما يتعامل الأستاذ مع تلاميذه: يُحفزهم، يُصحح أخطاءهم، ويزرع فيهم الثقة قبل المهارة. وقد أثبتت تجربته أن رجل التعليم، حين يُمنح الإمكانيات، يستطيع أن يكون من أنجح القادة والمكوّنين في أي مجال.

بهذا المسار، يؤكد وهبي أن الرياضة ليست نقيض التربية، بل امتداد لها، وأن النجاح في الملاعب يبدأ من القسم، حيث يتعلم الإنسان أولى دروس الانضباط، الصبر، والعمل الجماعي.

إنه نموذج لرجل تعليم حمل رسالة التكوين من المدرسة إلى المنتخب، ورفع راية المغرب عالياً في سماء الكرة العالمية.

Categories
أخبار 24 ساعة أنشطة ملكية إقتصاد الواجهة بلاغ جهات طالع

شنو غادي يستافد المواطن المغربي من الاجتماع الوزاري اللي ترأسو الملك محمد السادس نصره الله

الملك محمد السادس نصره الله دار نهار الأحد 19 أكتوبر 2025 واحد الاجتماع مهم بزاف فالقصر الملكي فالرباط، اللي كيتسمّى المجلس الوزاري. فهاد الاجتماع، الملك ناقش مع الوزراء بزاف ديال القرارات اللي كتهم المغاربة فحياتهم اليومية.

أول حاجة، الحكومة عرضات على جلالة الملك الخطة الاقتصادية ديال عام 2026، واللي الهدف منها يكون النمو ديال البلاد تقريبا 4.8%، ومعناه الاقتصاد ديال المغرب غادي يتحسن، والأسعار غادي تبقى مستقرة باش ما يزيدوش الناس يتضرّو من الغلاء.

ثاني حاجة، الاجتماع ركّز على تحسين التعليم والصحة والتغطية الاجتماعية، يعني كل مغربي غادي يكون عندو الحق فالعلاج، وفالتقاعد، والدعم الاجتماعي اللي كيعطيوه للأسر اللي محتاجة.

ثالث حاجة، جلالة الملك شدّد على ضرورة خلق فرص عمل للشباب، وفتح باب الاستثمار فكل المدن، ماشي غير فالدار البيضاء والرباط، ولكن حتى فالمناطق اللي كانت منسية، باش يكون العدل ففرص الشغل.

رابع نقطة مهمة، هي أن الملك عيّن ولاة وعمال جداد فعدد من المدن والجهات، والهدف هو يجي دم جديد فالإدارة، ناس عندهم الكفاءة ويقدرو يخدمو البلاد بضمير، باش المواطن يلقى خدمات أحسن فالإدارة، فالطرق، فالنظافة، وفالحياة اليومية ديالو.

وزيد على هاد الشي، المغرب صادق على اتفاقيات جديدة مع بلدان أخرى باش يجيب استثمارات وفرص تعاون، وهاد الشي كيعني مشاريع جديدة وفرص خدامة أكثر.

بكلمات بسيطة، الاجتماع ماشي مجرد أوراق وكلام، بل هو خطة واضحة من عند الملك باش يعيش المواطن المغربي مزيان، وتكون عندو كرامة، وتتحسن ظروف حياتو، وتكون عند الشباب فرصة يخدمو ويحققو أحلامهم.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي أنشطة ملكية الواجهة جهات سياسة طالع

الملك محمد السادس نصره الله:دعوة متجددة للجدية وتعبئة شاملة من أجل العدالة الاجتماعية

حسيك يوسف

جاء الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس نصره الله أمام أعضاء مجلسي البرلمان، بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للسنة التشريعية الأخيرة من الولاية الحالية، كرسالة واضحة المعالم، قوية في مضمونها، دقيقة في توجيهاتها، تؤكد على أن المغرب في مرحلة مفصلية تتطلب من جميع الفاعلين — حكومة وبرلمان وأحزاب ومجتمع مدني وإعلام — التحلي بروح الجدية والمسؤولية.

فالخطاب الملكي لم يكن بروتوكولياً أو تقليدياً، بل خارطة طريق جديدة لاستكمال المشاريع المفتوحة، وتسريع وتيرة الإصلاحات، ومواصلة تنزيل النموذج التنموي الجديد بروح من الالتزام الوطني الصادق.

أبرز ما شدد عليه جلالة الملك هو أن العدالة الاجتماعية والمجالية ليست شعاراً مؤقتاً، بل خيار استراتيجي ومصيري يجب أن يحكم كل السياسات العمومية. وهو توجيه يعكس عمق الرؤية الملكية التي ترى أن التنمية لا يمكن أن تكون شاملة إلا إذا شملت كل الفئات والمناطق، من القرى إلى الحواضر، ومن الجبال إلى السواحل.

كما دعا جلالته إلى تجاوز النظرة الضيقة التي تفصل بين المشاريع الكبرى والبرامج الاجتماعية، مؤكداً أن الهدف الأسمى هو واحد: تنمية البلاد وتحسين ظروف عيش المواطنين.

وفي بعد آخر بالغ الأهمية، أولى الخطاب مكانة خاصة للإعلام، باعتباره ركيزة من ركائز الدولة الحديثة، وشريكاً أساسياً في توعية المواطنين وتأطيرهم، والتعريف بالمبادرات العمومية والقوانين التي تمس حياتهم اليومية. وهنا يضع الملك مسؤولية مضاعفة على عاتق الإعلام الوطني ليلعب دوره في بناء الثقة وتعزيز المشاركة المواطنة.

كما أشار جلالة الملك إلى أهمية التنمية الترابية المتوازنة، داعياً إلى إعطاء الأولوية للمناطق الهشة والجبلية، وتأهيل المراكز القروية وتطوير السواحل، في إطار رؤية مستدامة توازن بين الاستثمار وحماية البيئة.

الخطاب الملكي لهذا العام هو استمرارية لنهج واضح قوامه الجدية والإنجاز والالتزام، ويأتي في مرحلة دقيقة تسبق استحقاقات سياسية جديدة، مما يجعله بمثابة تذكير للفاعلين السياسيين بأن خدمة الوطن مسؤولية لا تنتهي بانتهاء الولاية، وأن التنمية الحقيقية لا تقوم إلا على النزاهة ونكران الذات.

إنه خطاب يرسخ من جديد فلسفة الملك محمد السادس في الحكم: لا مجال للتهاون، ولا وقت للانتظار، فالمغرب مقبل على تحولات كبرى تتطلب تعبئة كل الطاقات، واستحضار المصلحة العليا للوطن والمواطنين قبل أي اعتبار آخر.