تعثر مشاريع دعم التعليم القروي في شيشاوة وقلعة السراغنة يُثير استياء جمعيات الآباء
مع الحدث إبراهيم أفندي
تواجه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إقليمي شيشاوة وقلعة السراغنة موجة من الانتقادات بسبب تعثر انطلاق برنامج الدعم التربوي للتلاميذ في المناطق القروية، بالرغم من الإعلان الرسمي عن المشروع وتحديد المناطق المستفيدة وعدد المستفيدين من البرنامج للموسم الدراسي 2024/2025. هذا التأخير في التنفيذ أثار استياء العديد من جمعيات آباء وأمهات التلاميذ في الإقليمين، التي طالبت بتوضيح أسباب هذا التعثر ومتابعة الجهات المسؤولة.
إعلان رسمي دون تنفيذ فعلي وفقاً لمصادر محلية، فقد تم الإعلان عن طلبات العروض للمشروع من خلال البوابات الرسمية لقسمي العمل الاجتماعي في عمالتي شيشاوة وقلعة السراغنة. ورغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على هذا الإعلان، لا تزال انطلاقة المشروع غير مؤكدة، مما أثار استياء الأطر التعليمية وجمعيات المجتمع المدني. وتطرح الجمعيات تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التأخر، خصوصاً أن المشروع يهدف إلى دعم التلاميذ في المواد الأساسية وتحسين مستواهم الدراسي.
نجاح المبادرة في مراكش مقابل تعثرها في الأقاليم المجاورة يأتي هذا التعثر في وقت حقق فيه برنامج الدعم التربوي نجاحاً ملحوظاً في مدينة مراكش، حيث استفاد ما يزيد على 5000 تلميذة وتلميذ في 30 مؤسسة تعليمية قروية من حصص الدعم المدرسي في الرياضيات واللغة الفرنسية منذ يناير 2022. وعزت جمعيات المجتمع المدني نجاح المشروع في مراكش إلى ديناميكية قسم العمل الاجتماعي هناك ومتابعته الميدانية لمختلف مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، داعية إلى اعتماد النهج ذاته في شيشاوة وقلعة السراغنة.
مطالب ملحة بالتدخل والتحقيق تطالب جمعيات الآباء في شيشاوة وقلعة السراغنة من وزارة الداخلية بإيفاد لجان للتحقيق في هذا التعثر غير المبرر. وتؤكد هذه الجمعيات أن البرنامج يمثل حاجة ماسة في الأوساط القروية، حيث يتزايد الطلب على الدعم المدرسي بسبب ضعف التحصيل الدراسي للعديد من التلاميذ في المواد الأساسية، خصوصاً مع التحديات التي يواجهها التعليم في المناطق الهشة.
مشروع دعم التعليم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يُعتبر هذا المشروع جزءاً من برنامج الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة ضمن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019-2023). ويهدف إلى تعزيز الكفايات الأساسية للتلاميذ في التعليم الابتدائي، وتحديداً من الصف الثالث إلى السادس، عبر حصص أسبوعية في مادتي الرياضيات واللغة الفرنسية. ويُنفَّذ المشروع بشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي والمديريات الإقليمية للتربية الوطنية.
مطالب بتوسيع الاستفادة على باقي المناطق الهشة رغم الطلب المتزايد على المشروع وتقديم جمعيات الآباء ملتمسات عديدة لمدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمديرين الإقليميين للتربية، لا تزال الاستجابة محدودة. ويخشى القائمون على هذه الجمعيات من أن يؤدي هذا التأخير إلى تعطيل أهداف المشروع الطموحة الرامية إلى تحسين جودة التعليم في المناطق القروية.
دعوات لإصلاح التأخر وتفعيل المشروع في أقرب وقت أمام هذه الإشكاليات، يظل الأمل معقوداً على التدخل العاجل من الجهات المختصة لضمان انطلاقة فعالة للمشروع، بما يتيح للتلاميذ والتلميذات الحصول على الدعم التربوي اللازم لمواصلة مسيرتهم الدراسية وتحقيق التفوق الأكاديمي.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق