Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات

قرية “أمكريو” بطرفاية: حلم التنمية الذي غرق في البحر منذ 2005

 

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي

 

جنوب مدينة طرفاية، وعلى امتداد الساحل الأطلسي، تقع قرية الصيد التقليدي “أمكريو”، التابعة لجماعة الطاح بإقليم طرفاية، جهة العيون الساقية الحمراء. ورغم موقعها البحري الاستراتيجي، فإن هذه القرية التي تشكل مورد عيش لمئات البحارة، ما زالت ترزح تحت وطأة التهميش وغياب البنية التحتية الأساسية.

 

تُعتبر “أمكريو” من أبرز نقط الصيد بالمنطقة، حيث تحتضن 294 زورقًا للصيد التقليدي، ويشتغل بها ما بين 300 و600 صياد، منهم من يقطن بشكل دائم، وآخرون بشكل موسمي، بحثًا عن الرزق في أعماق البحر.

واقع صادم رغم مرور عقدين على التأسيس، ورغم أن قرية “أمكريو” أُحدثت سنة 2005 ضمن برنامج وطني طموح يهدف إلى تنمية قرى الصيد البحري وتعزيز البنيات التحتية على امتداد السواحل المغربية، إلا أن الواقع الحالي يعكس فشلًا واضحًا في بلوغ أهداف هذا المشروع.

 

فالقرية اليوم تفتقر إلى الكهرباء رغم وجود أعمدة مثبتة منذ سنوات، لكنها بلا توصيل فعلي.

بدون ماء صالح للشرب، ما يفرض على الساكنة الاعتماد على وسائل تقليدية وغير آمنة.

تعاني من العزلة بسبب غياب طريق معبدة تربطها بالطريق الساحلية بين طرفاية وفم الواد، حيث إن المسلك الحالي غير مجهز ويزداد تدهورًا مع مرور الوقت.

انتظار طويل لمشروع تأهيلي متكامل ، في السنوات الأخيرة شهد الإقليم عدة اجتماعات رسمية، ترأسها عامل طرفاية، بحضور مدير وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، وممثلي الوزارات والمنتخبين والمهنيين، إضافة إلى ممثلي الساكنة والصيادين. هذه اللقاءات خلصت إلى وضع تصور متكامل لتأهيل قرية الصيد “أمكريو” وإنقاذها من التدهور.

المشروع المرتقب يتضمن تهيئة منطقة صيد تشمل بناء 106 مخزنًا للوقود و104 مستودعات لمعدات الصيد، مع تركيب عدادات فردية.

إحداث وحدة لإنتاج الثلج وغرفة للتبريد.

بناء أربعة مرافق اجتماعية لفائدة البحارة.

تشييد 711 وحدة سكنية نواتية، مع توفير شبكة الكهرباء والإنارة العمومية.

تزويد القرية بالماء الصالح للشرب وربطها عبر ممر طرقي بالطريق الوطنية.

تهيئة تجزئة سكنية تضمن ظروف عيش إنسانية ولائقة.

“أمكريو”… إمكانيات بحرية كبيرة ومعاناة أكبر، تعرف المنطقة  بتنوع وغنى مصطاداتها، مما يجعلها من بين أهم مناطق الصيد التقليدي في الجنوب المغربي. ورغم هذه المؤهلات، ما تزال القرية تفتقر لأدنى شروط التنمية، لتظل نموذجًا صارخًا للتناقض بين التخطيط المركزي والواقع المحلي.

ويبقى سؤال الصيادين معلقًا: متى تتحول الوعود إلى إنجازات؟ ومتى يُكتب لـ”أمكريو” أن تتحول من “قرية منسية” إلى قطب بحري مزدهر يليق بتضحيات من يغامرون يوميًا بأرواحهم في عرض البحر؟.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة قانون متفرقات

الشيك كضمانة في سوق الشغل: حين يتحول الباحث عن لقمة العيش إلى متهم

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

في كثير من شركات التوزيع، يُفرض على العامل أو الموزع توقيع شيك كضمان بقيمة السلع التي يستلمها. هذا الشيك لا يُسلم مقابل قرض أو منتج اشتراه، بل فقط مقابل فرصة للعمل. وهنا يكمن الخطر: العامل الذي لا يملك رصيدًا كافيًا يُجبر على توقيع التزام مالي كبير دون حماية قانونية حقيقية.

 

لكن ماذا لو تعرض هذا العامل، وهو في الميدان، إلى نقص في السلعة، أو تعرض للسرقة، أو لحادث تَلَف خارج عن إرادته؟

في كثير من الحالات، لا يرحمه رب العمل، بل يُعامل كـ”مُقصّر أو مُحتال”، ويتم تهديده بتقديم الشيك للبنك أو جرّه إلى المحكمة، بدل أن تُدرس حالته الإنسانية أو يُفتح تحقيق نزيه في الواقعة.

 

 

هذا الواقع يفتح النقاش حول مسؤولية المشغلين، والفراغ القانوني الذي يتيح استغلال الشيكات لفرض سلطات غير عادلة على العامل. فالقانون المغربي، رغم أنه يُجرّم إصدار شيك بدون رصيد، لا يمنح في المقابل حماية كافية للعامل الذي أُجبر على التوقيع تحت ضغط الحاجة أو بدون توثيق للعلاقة الشغلية.

 

الحل ليس في تهديد العامل… بل في حماية الطرفين

 

✅ ضرورة توثيق العلاقة الشغلية بعقود مكتوبة، تحدد المسؤوليات، المخاطر، وأسلوب التعامل في حال الخسارة أو السرقة.

 

✅ استخدام تأمين ضد الخسائر أو تفعيل صناديق داخل الشركة لتعويض الأضرار العرضية.

 

✅ إلغاء شرط الشيك كضمان بشكل مطلق أو على الأقل استبداله بضمانة عادلة ومشروعة كالرهن أو سند لأمر محدود القيمة.

 

نصيحة لكل شاب أو عامل: لا توقع شيكًا لمجرد أنك تبحث عن عمل. فكم من شاب انتهى به المطاف في السجن أو الملاحقة القضائية فقط لأنه وثق بشركة لا توفر له أبسط ضمانات الشغل الكريم.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة فن

عبيدات الرما.. حين يتكلم التراث المغربي بلغته الخاصة

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

في المغرب، حيث تتداخل الجغرافيا مع التاريخ، وتلتقي الثقافات الأمازيغية والعربية والأندلسية، تنبعث من قلب الطبيعة أنغام لا تُشبه سواها. إنها أنغام “عبيدات الرما”، ذلك الفن الشعبي العريق الذي تجاوز كونه مجرد لون غنائي، ليصبح صوتًا للهوية وذاكرةً جماعية تتناقلها الأجيال.

من عمق الجبال.. يولد الإيقاع

 

في ربوع الأطلس و جميع ربوع المملكة، لا تُنشد “عبيدات الرما” فقط في الأعراس والمواسم، بل في تفاصيل الحياة اليومية، حيث يتحول الغناء إلى حكاية، والرقص إلى لغة، والطبيعة إلى مسرح مفتوح.

هي أغانٍ تحاكي الغابة، والطيور، والحيوانات، كما في المقطع الشعبي:

“فيها الفراخ صغار، فيها الغراب اللي ما عندو صحاب”

عبارة تختزل العلاقة الحميمية بين الإنسان ومحيطه، بين الرعاة الذين يتغنون وهم يسوقون مواشيهم، وبين الفلاحين الذين يزرعون كلماتهم في الحقول كما يزرعون الزرع.

 

موسيقى من الأرض.. ولها إيقاعها الخاص

لا تكتمل “عبيدات الرما” بدون أدواتها التراثية، مثل البندير والمقص و الطعريجة، ومعها تنبض الأرض تحت الأقدام في رقصات جماعية تحاكي الإيقاع الطبيعي للحياة.

كما تتقاطع هذه الأنغام مع فنون مغربية أخرى، منها:

أحيدوس: الرقصة الأمازيغية ذات الإيقاع الدائري الجماعي.

الحكاية الشفوية التي تتداخل في الأغاني الشعبية، فيروي “الرواية” قصصًا من الزمن الجميل.

 

تراث مهدد في زمن السرعة

 

رغم غِنى هذا التراث وقيمته الرمزية، إلا أن فن “عبيدات الرما” يواجه اليوم تحديات جمّة:

زحف العولمة وما تفرضه من أنماط موسيقية دخيلة.

ضعف التوثيق الرسمي لفنون شفوية مهددة بالزوال.

عزوف الجيل الجديد عن الفنون التراثية لصالح أنماط حديثة.

لكن الأمل لا يزال قائمًا، بفضل جهود المهرجانات التراثية والمبادرات الثقافية التي تُقام في القرى والحواضر على حد سواء، لإحياء هذا الفن وضمان استمراريته، مثل مهرجان عبيدات الرما بخريبكة وفعاليات التراث المحلي

 

“اللي فقد تراثه.. فقد روحه”

هكذا يقول المثل المغربي.

وفن “عبيدات الرما”، بكل ما يحمله من عفوية، وصدق، وحكمة، لا يمثل مجرد ماضٍ نُستحضر فيه الذكريات، بل هو تراث حيّ، يتحرك في الكلمات، وفي الأجساد التي ترقص، وفي الأرض التي تهتز تحت وقع الدفوف.

هو لغة مغربية خالصة، يتكلم بها التراث، ويهمس بها التاريخ، في أذن من يريد الإصغاء.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات متفرقات

رئيسة مجلس جهة گلميم وادنون السيد أمباركة بوعيدة  توجه بوصلة التنمية نحو بويزكارن ، و مشاريع كبرى ضمن برنامج المجلس

مع الحدث/ گلميم

المتابعة ✍️: سلامو محمود

 

 

ستعرف جماعة بويزكارن ، إقليم كلميم ، انطلاقة تنموية جديدة و ذلك تزامنا مع احتفالات عيد العرش المجيد، حيث سيتم إعطاء الضوء الأخضر لتنفيد البرنامج الاستعجالي لإعادة التأهيل الحضري، بميزانية تفوق 10 ملايير سنتيم.

 

هذا ، و ستشمل المرحلة الأولى من هذا البرنامج الطموح ، تأهيل شارع الحسن الثاني ، عبر تحديث شبكة الإنارة العمومية، و إعادة تكسية الطريق و تركيب الرصيف الحجري ، إضافة إلى تهيئة الشوارع الرئيسية بمختلف أحياء المدينة على طول 20 كيلومترا.

 

كما سيتم بناء ثلاث منشآت فنية بحي المسيرة، و صباغة الواجهة الأمامية للمدينة، إلى جانب تأهيل فضاء عمومي و تشييد مسبحين، إضافة إلى إعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي ببعض الأحياء التي تعاني من اختلالات هيكلية، كما سيتم حلحلة مشكل ضعف صبيب الماء من خلال بناء محطة جديدة لتخزين المياه.

 

إن هذه النهضة التنموية التي ستعرفها بويزكارن ، تأكيد واضح على أن رئيسة مجلس جهة كلميم وادنون ، على قدر كبير من المسؤولية و تعي جيداً حجم التحديات التنموية المطروحة ، و هو ما دفعها إلى الاشتغال وفق رؤية استراتيجية ، تستحضر العدالة المجالية و الوفاء بالتزامها التعاقدي ، الذي يجمع مجلس الجهة و الساكنة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

دمشق تغلق مكتب “البوليساريو” بالتزامن مع زيارة بعثة مغربية تقنية تعتبر خطوة تمهيدية لإعادة العلاقات الدبلوماسية

مع الحدث 

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

 

في تطور دبلوماسي لافت، أقدمت السلطات السورية على إغلاق مكتب جبهة “البوليساريو” في العاصمة دمشق، بالتزامن مع زيارة بعثة تقنية مغربية، مكلفة بالتحضير لإعادة فتح سفارة المملكة المغربية في سوريا، بعد أكثر من عقد على إغلاقها.

وأكدت مصادر دبلوماسية متطابقة أن بعثة مشتركة تضم مسؤولين مغاربة وكبار المسؤولين السوريين قامت بزيارة ميدانية لموقع المكتب الذي كانت تشغله الجبهة الانفصالية، لمعاينة تنفيذ الإغلاق الفعلي، في خطوة وُصفت بأنها تحمل رمزية سياسية قوية، ورسالة واضحة بشأن تغير موقف دمشق من النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

تأتي هذه الخطوة في سياق دينامية عربية أوسع تسعى إلى رأب الصدع وإعادة العلاقات بين الدول العربية التي شهدت توترًا أو قطيعة خلال العقد الماضي. ويُتوقع أن تشكل هذه الزيارة التقنية بداية مسار نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين الرباط ودمشق، التي توترت منذ بداية الأزمة السورية عام 2011.

ويرى مراقبون أن إغلاق مكتب “البوليساريو” لا يعكس فقط تجاوبًا سوريًا مع التحركات المغربية، بل يشير أيضًا إلى تقارب في الرؤى بشأن قضايا السيادة ووحدة الدول، لا سيما بعد أن أظهرت دول عربية عدة، من بينها الإمارات والسعودية والبحرين، دعمها الصريح لمغربية الصحراء.

التوقيت الذي اختارته دمشق للإقدام على هذه الخطوة يكتسي أهمية بالغة؛ فهو يتزامن مع زيارة رسمية مغربية تحمل طابعًا تقنيًا وتحضيريًا، لكنه يوجّه في العمق رسالة سياسية واضحة حول استعداد سوريا للانخراط في مسار جديد من العلاقات مع المغرب، يقوم على الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية ووحدة التراب.

كما أن موقع المكتب في قلب العاصمة السورية، وما له من رمزية سياسية، يجعل من قرار الإغلاق إعلانًا ضمنيًا عن تراجع دمشق عن دعم أي أطروحة انفصالية تمس وحدة الدول العربية.

تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين الرباط ودمشق ظلت متوترة منذ اندلاع الأزمة السورية، حيث عبّرت المملكة المغربية عن دعمها للحل السياسي في سوريا، ودعمت في مراحل معينة المعارضة السورية. غير أن المتغيرات الإقليمية والدولية، بما في ذلك عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، ساهمت في خلق أرضية جديدة للحوار وإعادة التقارب.

إغلاق مكتب “البوليساريو” يمكن اعتباره مؤشرًا على تحولات أعمق في التوجهات السورية، خصوصًا في ما يتعلق بالتعامل مع القضايا الحساسة التي تهم دولًا عربية شقيقة. كما أنه يعزز موقع المغرب إقليميًا، ويؤكد فاعلية دبلوماسيته في الدفاع عن وحدته الترابية على الساحة العربية والدولية.

ويترقب الرأي العام العربي ما ستسفر عنه الخطوات المقبلة، سواء على مستوى إعادة فتح السفارة المغربية في دمشق، أو على صعيد التنسيق الثنائي في ملفات ذات اهتمام مشترك، في ظل ظرف إقليمي يتسم بالحاجة إلى التضامن والتكامل العربي.

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي إقتصاد الواجهة سياسة متفرقات

رئيس الحكومة السيد أخنوش يترأس توقيع ميثاق التجارة الخارجية 2025-202 كدعم غير مسبوق للصادرات المغربية ومنتجات الصناعة التقليدية

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

تم اليوم الاربعاء 28 ماي 2025، التوقيع الرسمي على ميثاق التجارة الخارجية 2025-2027، وذلك خلال حفل ترأسه السيد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، بحضور عدد من أعضاء الحكومة وممثلي القطاعات الوزارية والمؤسسات المعنية، من بينها وزارة الصناعة والتجارة، ووزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وفاعلين اقتصاديين ومؤسساتيين.

ويأتي هذا الميثاق تنزيلاً للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتفعيلاً لالتزامات البرنامج الحكومي للفترة 2021-2026، من أجل إرساء دينامية جديدة ومستدامة لتطوير الصادرات المغربية، وخصوصاً منتجات الصناعة التقليدية، التي تمثل رافعة استراتيجية لتعزيز الهوية الثقافية والاقتصادية الوطنية.

يرتكز ميثاق التجارة الخارجية على أربعة محاور استراتيجية تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في الأداء التصديري للمقاولات المغربية:

تم اعتماد تدبير تحفيزي يتمثل في تخفيض الحد الأدنى لرقم المعاملات السنوي إلى 1 مليون درهم فقط بالنسبة للمقاولات العاملة في قطاع الصناعة التقليدية، التي تطمح إلى ولوج الأسواق الدولية لأول مرة، مقابل 2 مليون درهم لباقي الفاعلين. هذا الإجراء يهدف إلى تشجيع فئة أوسع من المقاولات على الانخراط في دينامية التصدير.

تم إحداث آلية تأمين عمومية مبتكرة لتعزيز تغطية المخاطر المرتبطة بالتصدير، مما يمنح المقاولات الوطنية، خاصة الصغيرة والمتوسطة منها، الثقة اللازمة لتوسيع أنشطتها نحو الخارج في ظروف آمنة ومحفزة.

سيتم إطلاق برامج جديدة لتثمين العرض المغربي وترويجه، لا سيما في قطاعات الصناعة التقليدية والمنتجات المجالية، مع فتح آفاق جديدة في أسواق دولية واعدة، وهو ما سيعزز من إشعاع علامة “صنع في المغرب” عالمياً

يشمل الميثاق رقمنة التجارة الخارجية من خلال إطلاق منصات رقمية حديثة، إضافة إلى إحداث لجنة لليقظة والذكاء التجاري ترصد التوجهات العالمية وتواكب التحولات السوقية. كما يعتمد الميثاق على مقاربة ترابية تشاركية تُشرك الجهات ومختلف الفاعلين المحليين في تنمية التجارة الخارجية، مما يرسخ مبادئ العدالة المجالية في التنمية الاقتصادية.

 

 

في كلمته خلال حفل التوقيع، أكد السيد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن هذا الميثاق يمثل “لبنة استراتيجية ضمن رؤية متكاملة لتعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني وتثمين المنتوج المغربي، من خلال تمكين المقاولات من الولوج السلس إلى الأسواق الخارجية، وتوفير آليات مبتكرة للتمويل والمواكبة والتأمين”.

 

وأشار إلى أن هذا المشروع يعكس الإرادة السياسية القوية للحكومة في النهوض بالصادرات المغربية، ودعم الاقتصاد التضامني، وتكريس المغرب كفاعل اقتصادي صاعد على المستوى الإقليمي والدولي.

 

يمثل هذا الميثاق دفعة جديدة لتكريس مكانة المغرب كمنصة إنتاج وتصدير ذات تنافسية عالية، ويأتي في سياق دولي متغير يتطلب رؤية مرنة، ذكية واستباقية. كما يترجم حرص الحكومة، برئاسة السيد عزيز أخنوش، على تفعيل سياسات عمومية قادرة على خلق القيمة المضافة، وتحقيق نمو شامل ومستدام، تستفيد منه مختلف فئات المقاولات والمجالات الترابية.

وبذلك، يشكل ميثاق التجارة الخارجية 2025-2027 أحد الأعمدة الأساسية لمشروع تنموي جديد يعزز الحضور المغربي في سلاسل القيمة العالمية، ويجسد تطلعات المملكة نحو اقتصاد أكثر انفتاحاً و تكاملاً مع محيطه الإقليمي والدولي.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

هل تعلم أن هناك مدينة اسمها “فاطمة” في البرتغال؟

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

مدينة فاطمة (Fátima) في البرتغال، والتي تُعد واحدة من أبرز المدن الهادئة ذات الطابع الروحي والتاريخي العربي

تقع مدينة فاطمة في مقاطعة سانتاريم (Santarém)، على بُعد نحو 130 كيلومترًا شمال العاصمة لشبونة، ويمكن الوصول إليها بسهولة عبر الطرق السريعة والسكك الحديدية. تتميز المدينة بطبيعة جميلة ومناخ معتدل، وتحيط بها التلال والمزارع، ما يجعلها مكانًا مثاليًا للراحة والتأمل.

السبب الرئيسي في شهرة المدينة يعود إلى ما يُعرف باسم “ظهورات فاطمة”، وهي سلسلة من الأحداث الدينية التي وقعت عام 1917، حين قالت ثلاثة أطفال رعاة إنهم رأوا السيدة العذراء مريم في موقع يُعرف اليوم بـ”مزار فاطمة” أو Sanctuary of Our Lady of Fátima.

ادّعى الأطفال أن العذراء مريم ظهرت لهم عدة مرات، ووجهت إليهم رسائل تتعلق بالإيمان والسلام والتوبة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المدينة وجهة للحج، حيث يزورها الملايين من المؤمنين كل عام، وخاصة في يوم 13 مايو و13 أكتوبر.

رغم أن فاطمة تستقبل أعدادًا هائلة من الحجاج، إلا أنها مدينة هادئة بطبيعتها. لا توجد فيها ضوضاء المدن الكبرى ولا صخب الحياة العصرية السريعة. الشوارع نظيفة، والأجواء يغلب عليها الطابع الديني والروحي. يمكن للزائر أن يشعر بالطمأنينة والسلام، سواء كان مؤمنًا كاثوليكيًا أو مجرد باحث عن لحظة هدوء وتأمل.

1. مزار السيدة العذراء (Sanctuary of Our Lady of Fátima)

أحد أهم المزارات الدينية في أوروبا، ويضم كنائس وساحات ضخمة تقام فيها الصلوات والاحتفالات.

2. كنيسة الرعاة الصغار (Basilica of Our Lady of the Rosary)

حيث دفن الأطفال الثلاثة الذين شهدوا الظهورات، وتُعد من أجمل المعالم المعمارية في المدينة.

3. كنيسة الثالوث الأقدس (Basilica of the Holy Trinity)

كنيسة حديثة ذات تصميم معماري مميز، تم افتتاحها في عام 2007 وتتسع لأكثر من 8,000 شخص.مسار تأملي يمتد عبر التلال القريبة، ويجسد مراحل درب الآلام، ويُعد من أروع الأماكن لمحبي الهدوء والروحانية.

الاسم “فاطمة” له جذور عربية، وهو اسم ابنة النبي محمد ﷺ، وقد دخل إلى الثقافة البرتغالية والإسبانية أثناء فترة الحكم الإسلامي لشبه الجزيرة الإيبيرية. تقول بعض الروايات إن المدينة سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى أميرة عربية اعتنقت المسيحية في العصور الوسطى، ويُقال إنها دُفنت في تلك المنطقة.

مدينة فاطمة لا تزال محافظة على طابعها الهادئ والديني، وهي تُعد نموذجًا لمدينة تجمع بين الإيمان العميق، والتاريخ الثقافي، والبُعد الجغرافي عن صخب العالم. إنها ملاذ للباحثين عن السلام الداخلي، وفرصة لاكتشاف وجه آخر للبرتغال بعيدًا عن المدن الكبرى مثل لشبونة وبورتو

مدينة فاطمة في البرتغال ليست مجرد مدينة دينية، بل هي رمز للسكينة والتأمل والسلام. هي مكان يذكّرنا أن في هذا العالم المزدحم، لا تزال هناك بقع هادئة تنبض بالإيمان والتاريخ، وتدعونا لزيارة روحانية فريدة من نوعها.

 

 

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود متفرقات مجتمع

فرنسا تثير الجدل بتقرير حول “الإخوان المسلمين”: انقسام سياسي وتحذيرات من استهداف الجالية المسلمة

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

أثار تقرير حكومي فرنسي حديث، يتناول ما سمّاه “تأثير جماعة الإخوان المسلمين”، موجة جدل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، وسط تباين في الآراء بين من يعتبره خطوة ضرورية لحماية الأمن القومي، ومن يرى فيه محاولة سياسية لاستقطاب الناخبين وتشديد الضغط على الجالية المسلمة.

 

أعدّ التقرير عدد من المستشارين الرئاسيين، وناقشه مجلس الدفاع والأمن الوطني برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون. وقد وُجهت إليه انتقادات حادة، تتعلق خصوصًا باستعماله لمصطلحات مبهمة مثل “الإسلام السياسي”، ما أثار مخاوف من تغذية الصور النمطية السلبية عن المسلمين.

 

 

يأتي نشر التقرير في سياق سياسي حساس، إذ تستعد فرنسا لخوض انتخابات رئاسية مرتقبة. ويرى بعض المحللين أن توقيت التقرير ليس بريئًا، ويهدف إلى صرف الانتباه عن قضايا داخلية ضاغطة مثل ارتفاع كلفة المعيشة وتباطؤ الاقتصاد.

 

مواقف متباينة داخل الطبقة السياسية

 

رئيس الوزراء غابرييل أتال رحّب بالتقرير، مؤكدًا أنه يندرج في إطار “الدفاع عن المبادئ الجمهورية”.

 

زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان اعتبرت التقرير غير كافٍ، مطالبة بإجراءات أكثر تشددًا ضد ما وصفته بـ”التغلغل الإسلامي”.

 

أما زعيم اليسار جان لوك ميلانشون، فاعتبر التقرير “تعبيرًا واضحًا عن عداء للإسلام”، داعيًا إلى احترام التعددية الثقافية والدينية في البلاد.

 

 

منظمات إسلامية فرنسية أعربت عن تخوفها من أن يُستغل التقرير لتمرير قوانين جديدة قد تقيّد الحريات الدينية، وعلى رأسها مشروع قانون “مكافحة الاختراق الإسلامي” المنتظر عرضه قريبًا على البرلمان.

 

أكاديميون وخبراء أبدوا تحفظاتهم بشأن المنهجية المعتمدة في إعداد التقرير، معتبرين أنه يفتقر إلى المعايير العلمية والموضوعية. كما حذّروا من أن التعميم في اتهام المسلمين قد يُعرقل جهود الاندماج ويعزز مناخ التوتر داخل المجتمع الفرنسي.

 

أمام هذا الجدل المتصاعد، يطرح مراقبون تساؤلات جوهرية حول مدى قدرة فرنسا على تحقيق توازن فعلي بين حماية الأمن والدفاع عن الحريات، دون الوقوع في فخ التمييز أو المس بحقوق الأقليات، وفي مقدمتها الجالية المسلمة التي تمثل مكونًا أساسيًا من النسيج المجتمعي الفرنسي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة

زيارة الملك تشارلز الثالث تُعيد تسليط الضوء على العلاقات التاريخية بين كندا وبريطانيا

مع الحدث

المتابعة ✍️: ذ لحبيب مسكر

 

 

في زيارة رسمية حملت الكثير من الرمزية، حلّ الملك تشارلز الثالث بكندا، لتأكيد على عمق الروابط التي جمعت بين المملكة المتحدة وكندا لأكثر من قرنين من الزمن. ورغم أن كندا اختارت طريق الاستقلال التام منذ إقرار دستورها الخاص سنة 1982، إلا أن العلاقات بين البلدين لا تزال قائمة على أسس تاريخية متينة وتعاون متعدد الأوجه.

 

لطالما كانت كندا إحدى أبرز المستعمرات البريطانية، إلا أن مسارها نحو الاستقلال السياسي لم يقطع الخيط الثقافي والدستوري الذي يربطها بالتاج البريطاني. وتُعد زيارة الملك تشارلز مناسبة للتذكير بأن العاهل البريطاني لا يزال يُعتبر رمزًا لرأس الدولة الكندية، ضمن تقاليد الكومنولث، وإن كان هذا الدور اليوم شرفيًا بالأساس في ظل النظام البرلماني الكندي المستقل.

 

بعد البريكست، اتجهت لندن إلى إعادة تشكيل علاقاتها الدولية، وكانت كندا ضمن أولوياتها التجارية والاستراتيجية. المبادلات الاقتصادية بين البلدين تُقدّر بمليارات الدولارات سنويًا، كما تم التفاوض على عدد من الاتفاقيات الجديدة لتيسير حركة التجارة والاستثمار.

 

سياسيًا، يجمع البلدين تنسيق مشترك في عدد من القضايا الدولية الكبرى، من بينها الأمن والدفاع في إطار حلف الناتو، وتغير المناخ، ومكافحة التطرف العنيف.

 

لا يمكن فهم العلاقة بين كندا وبريطانيا دون التطرق للبعد البشري، حيث تشكل الجالية البريطانية في كندا إحدى أكبر الجاليات الأوروبية، كما يحمل الكثير من الكنديين جذورًا بريطانية. النظام التعليمي الكندي، بدوره، ما زال يحتفظ بتقاليد أكاديمية مستوحاة من النموذج البريطاني، سواء في اللغة أو في الهيكلة.

 

في ظل التحديات الجيوسياسية المتسارعة، من المنتظر أن تتجه العلاقات بين كندا والمملكة المتحدة نحو مزيد من التنويع، خصوصًا في مجالات الابتكار والتكنولوجيا والطاقة النظيفة. فكندا تُعد من الدول الغنية بالموارد الطبيعية، في حين تملك بريطانيا تجربة قوية في مجالات البحث والتمويل، ما يفتح المجال أمام شراكات جديدة ومربحة للطرفين.

 

زيارة الملك تشارلز الثالث لكندا ليست مجرد بروتوكول ملكي، بل تذكير مستمر بأن التاريخ يمكن أن يكون أساسًا لبناء مستقبل مشترك. وبينما تمضي كندا وبريطانيا في استقلالهما السياسي، تظل العلاقة بينهما نموذجًا نادرًا للتعاون القائم على الاحترام، المشترك والمصالح المتوازنة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء متفرقات

وفد من متحف القوات المسلحة البنينية في زيارة عمل إلى المغرب

مع الحدث

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي 

 

في إطار تعزيز التعاون الثقافي والعسكري بين المغرب والبنين، قام وفد من المتحف الوطني للقوات المسلحة البنينية، برئاسة المدير بالنيابة السيد كوتون بلاسيد هومبادجي، بزيارة إلى المملكة من 19 إلى 25 ماي 2025.

شملت الزيارة جلسات عمل مع مديرية التاريخ العسكري وزيارات ميدانية لعدد من المتاحف والمعالم التاريخية بكل من الرباط، فاس، طنجة والدار البيضاء، بهدف تبادل الخبرات في مجال التاريخ العسكري وتثمين الذاكرة المشتركة.

وتجسد هذه المبادرة إرادة البلدين في توطيد علاقاتهما التاريخية وتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك.