Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات قانون

من “البراءة” إلى “عشر سنوات سجناً”… القضاء المغربي يلاحق منتخباً دوليًا سابقاً

كشف إدريس السدراوي، الرئيس الوطني للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، عن مستجدات في ملف قضائي تتابعه الرابطة عن كثب، يتعلق برئيس سابق لمجلس إقليمي في سيدي سليمان، أُدين بعشر سنوات سجناً نافذاً، بعد أن أيدت محكمة النقض الحكم الصادر في حقه، ليصبح بذلك نهائياً وباتاً.

 

ويتعلق الأمر بعضو سابق في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الدستوري، سبق له أن ترأس مجموعة الجماعات للبيئة “بني احسن”، وتولى مهمة أمين مال جمعية رؤساء المجالس الإقليمية والعمالات.

 

القضية التي هزت الرأي العام المحلي، تعود إلى تورط المعني بالأمر ضمن شبكة إجرامية متخصصة في سرقة الأسلاك النحاسية والماشية، وتخريب تجهيزات عمومية، خصوصاً في دائرة القصيبية بإقليم سيدي سليمان. ووفق التحقيقات، فإن المسؤول السياسي السابق كان من العناصر الأساسية في هذه الشبكة، استناداً إلى اعترافات عدد من الموقوفين في الملف.

 

وصرّحت إحدى المتهمات خلال التحقيقات، أن المنتخب السابق كان يشارك في استدراج تجار ورجال أعمال إلى مناطق نائية، بدعوى وجود مبالغ مالية مهربة، قبل أن يتعرض الضحايا لاعتداءات وسرقة ممتلكاتهم.

 

وكانت محكمة الاستئناف بمدينة القنيطرة قد أصدرت حكماً ابتدائياً ببراءة المتهم، وهو ما أثار موجة احتجاج واسعة، قادتها الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، التي نظمت وقفات احتجاجية أمام المحكمة مطالبة بفتح تحقيق شفاف وإنصاف الضحايا.

 

لاحقاً، قررت الغرفة الجنائية الاستئنافية إلغاء الحكم الابتدائي، وأصدرت حكماً بالإدانة في حق المتهم و10 أشخاص آخرين، بلغ مجموع الأحكام في هذا الملف 110 سنوات من السجن النافذ.

 

وبعد أن رفضت محكمة النقض الطعن الذي تقدمت به هيئة دفاع المتهم، تأكدت الضابطة القضائية من مغادرته التراب الوطني، ما دفع النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة إلى إصدار مذكرة بحث دولية، وتعميم أمر بالقبض على مختلف المعابر الحدودية، إلى جانب إشعار منظمة الإنتربول لتفعيل إجراءات تسليمه.

 

تجدر الإشارة إلى أن الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان تُعد من أبرز الهيئات الحقوقية المغربية، وتحظى بالصفة الاستشارية لدى الأمم المتحدة. وقد عُرفت بمواقفها الجريئة في عدد من القضايا الوطنية، من بينها مطالبتها بتصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة قانون

مراكش تحتضن المؤتمر العاشر للشبكة الفرنكفونية للمجالس العليا للقضاء: تقييم الحصيلة ورسم آفاق المستقبل

 

 

مع الحدث/ مراكش

المتابعة✍️: مجيدة الحيمودي

 

احتضنت مدينة مراكش اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025، أشغال المؤتمر العاشر للشبكة الفرنكفونية للمجالس العليا للقضاء، الذي تنظمه المملكة المغربية تحت شعار: «الحصيلة والآفاق بعد عشر سنوات من التأسيس»، وذلك بمشاركة وازنة لرؤساء المجالس العليا للقضاء وممثلين عن منظمات دولية ناطقة بالفرنسية من 17 دولة.

وترأس الجلسة الافتتاحية السيد محمد عبد النباوي، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أن هذا اللقاء يشكل لحظة تقييم جماعي لما تحقق منذ تأسيس الشبكة سنة 2014، وانطلاقة جديدة نحو المستقبل، في ظل التحولات العميقة التي يعرفها العالم وتزايد انتظارات المواطنين من العدالة.

وأوضح عبد النباوي أن هذه التحولات تفرض على المجالس القضائية مضاعفة جهودها لتكون العدالة أكثر مصداقية وشفافية وقرباً من المجتمع، مبرزاً أن العدالة الحديثة والإنسانية ترتكز على ثلاث دعائم أساسية: الاستقلال، والأخلاقيات، والتواصل.

ففي ما يخص الاستقلال شدد على أنه حق أصيل للمتقاضين قبل أن يكون امتيازاً للقضاة، مستحضراً التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي أكد أن «مبدأ الاستقلال لم يشرع لفائدة القضاة، وإنما لصالح المتقاضين».

أما الأخلاقيات فأشار عبد النباوي إلى أنها تمثل جوهر الإصلاح القضائي الحقيقي، وتتطلب من القضاة التحلي بالنزاهة والكفاءة والحياد، تماشياً مع مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح السنة القضائية، الذي دعا فيه جلالة الملك إلى تحديث جهاز العدالة وتخليقه وتأهيله.

وفي ما يتعلق بـ التواصل اعتبره الرئيس المنتدب رافعة مؤسساتية ومسؤولية جماعية تستوجب توازناً بين حرية التعبير وواجب التحفظ، لما لذلك من أثر مباشر على تعزيز الثقة في العدالة وترسيخ مكانتها داخل المجتمع.

وأكد عبد النباوي أن العدالة الحقة ليست مجرد مرفق إداري، بل هي وعد جماعي ببناء مؤسسات مستقلة قريبة من المواطنين، داعياً إلى مواصلة الجهود المشتركة لتعزيز التعاون القضائي الفرنكفوني، وجعل الشبكة نموذجاً للإلهام والإصلاح وتبادل الخبرات.

كما جدد التزام المجلس الأعلى للسلطة القضائية بدعم مبادرات التعاون الدولي في المجال القضائي، تجسيداً للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من استقلال القضاء ونزاهته ركيزة لبناء دولة الحق والمؤسسات.

ومن جهتهم نوهت الوفود المشاركة خلال الجلسة الافتتاحية بحفاوة الاستقبال وجودة التنظيم التي ميزت هذا الحدث الدولي، معتبرين أن احتضان مدينة مراكش لهذا اللقاء في ذكراه العاشرة يجسد المكانة المتميزة للمغرب داخل الفضاء الفرنكفوني ودوره الريادي في ترسيخ التعاون القضائي وتبادل الخبرات.

ويُذكر أن مؤتمر هذه السنة، المنعقد على مدى يومين (16 و17 أكتوبر 2025)، يتضمن أربعة محاور رئيسية تشمل

1. حصيلة عشر سنوات من تجربة الشبكة الفرنكفونية للمجالس العليا للقضاء؛

2. استقلال المجالس القضائية؛

3. البعد الأخلاقي في وظيفة القاضي؛

4. القاضي كفاعل وموضوع للتواصل في الفضاءات الرقمية وواجب التحفظ.

 

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات قانون

مطالب بفتح تحقيق حول الشواهد الإدارية بقيادة مجاط وسط تساؤلات حول احترام المساطر القانونية

براهيم افندي

ارتفعت في الآونة الأخيرة أصوات عدد من المواطنين وذوي الحقوق بجماعة مجاط التابعة لإقليم شيشاوة، مطالبين بفتح تحقيق نزيه وشامل حول الطريقة التي يتم بها تسليم الشواهد الإدارية، وخاصة تلك المتعلقة بحقوق الملكية والاستغلال، وسط شكوك متزايدة حول مدى احترام المساطر القانونية واللوائح المعتمدة من طرف عمالة إقليم شيشاوة.

وحسب مصادر محلية، فإن عدداً من ذوي الحقوق يشتكون من التأخر غير المبرر في تسليم الشواهد الإدارية، أو من رفض تسليمها دون تعليل واضح، وهو ما يفتح الباب أمام التأويلات والاتهامات بوجود تمييز أو انتقائية في التعامل مع الملفات، في غياب الشفافية المطلوبة.

ووفقاً لشهادات متطابقة، فإن قائد قيادة مجاط يُتهم من قبل بعض المتضررين باعتماد مساطر غير موحدة في التعامل مع الطلبات، بل ويُثار الحديث عن عدم الالتزام أحياناً باللوائح التي تم تعميمها من طرف عمالة الإقليم، خصوصاً في ما يتعلق بتحديد لائحة ذوي الحقوق أو شروط الاستفادة من الوثائق الإدارية ذات الصلة بالعقار أو الانتفاع من الأراضي الجماعية.

وتشير مصادر حقوقية إلى أن هذه الاختلالات المفترضة تثير تساؤلات جدية حول مدى شفافية العملية الإدارية واحترام مبدأ المساواة أمام الإدارة، حيث يُفترض أن تكون الشواهد الإدارية حقاً مشروعاً لكل من استوفى الشروط، لا مجال فيه للاجتهاد الشخصي أو التأويل المزاجي.

كما دعا عدد من الفاعلين الجمعويين والمنتخبين المحليين الجهات الوصية، وعلى رأسها عمالة إقليم شيشاوة ووزارة الداخلية، إلى إيفاد لجنة تحقيق مستقلة للوقوف على حقيقة ما يجري بقيادة مجاط، ولضمان احترام المساطر القانونية المؤطرة لعملية تسليم الشواهد الإدارية، تفادياً لأي شبهة تزوير أو استغلال للنفوذ.

وفي انتظار ما ستسفر عنه التفاعلات الرسمية مع هذه المطالب، يبقى مطلب فتح تحقيق شفاف ومحاسبة كل من ثبت تورطه في أي اختلالات مطلباً أساسياً لضمان ثقة المواطن في الإدارة وتكريس دولة الحق والقانون.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة قانون

فشل في الالتزام بشروط العقوبات البديلة يعيد 9 مدانين إلى السجن

تحرير ومتابعة/سيداتي بيدا

في تطور يعكس جدية النيابة العامة في تتبع تنفيذ بدائل العقوبات السالبة للحرية، أصدرت الأخيرة تعليماتها بإعادة إيقاف تسعة مستفيدين من نظام العقوبات البديلة، بعد ثبوت إخلالهم الصريح بالشروط القانونية المقررة بموجب أحكام قضائية نهائية.

ووفق مصادر مطلعة، فإن المعنيين بالأمر ارتكبوا عدة مخالفات تفاوتت بين الامتناع عن أداء الغرامات اليومية المتبقية، والانقطاع غير المبرر عن العمل بمؤسسات المنفعة العامة، في حين أقدم البعض الآخر على التواري عن الأنظار، في خرق واضح لنظام المراقبة القضائية المفروض عليهم بموجب أوامر قضائية.

ويستند هذا الإجراء إلى مقتضيات القانون رقم 23.98 المتعلق بتنفيذ العقوبات البديلة، الذي نصّ في مادته الثامنة على أنه في حالة عدم احترام الشخص المدان للشروط أو التدابير المقررة، يتم الرجوع فوراً إلى تنفيذ العقوبة الأصلية، دون حاجة إلى إجراءات جديدة أو مراجعة للحكم.

ويهدف نظام العقوبات البديلة، الذي بدأ تطبيقه في إطار مقاربة إصلاحية شاملة للعدالة الجنائية، إلى الحد من الاكتظاظ داخل المؤسسات السجنية، وتمكين المدانين بجرائم بسيطة من استعادة اندماجهم داخل المجتمع، من خلال أداء التزامات ذات طابع اجتماعي أو مالي، كالغرامات اليومية، أو العمل لفائدة المصلحة العامة، أو الخضوع للمراقبة القضائية.

غير أن هذه الحادثة تسلط الضوء على تحديات حقيقية تواجه هذا النظام، خاصة ما يتعلق بمراقبة تنفيذ العقوبات خارج أسوار المؤسسات السجنية، وضمان التزام المستفيدين بما تفرضه عليهم القرارات القضائية من واجبات دقيقة ومحكمة.

وفي تعليقه على القرار، أوضح مصدر قضائي أن العقوبات البديلة لا تشكل تخفيفاً من هيبة العدالة، بل هي خيار مشروط قائم على الثقة في التزام المحكوم عليه، مضيفاً أن الإخلال بتلك الشروط يفرغ هذا النظام من مضمونه ويستوجب التطبيق الفوري للعقوبة السجنية كما صدرت عن المحكمة.

ويأتي هذا الإجراء ليؤكد أن النيابة العامة، بوصفها حامية للحق العام، حريصة على ضمان التنفيذ السليم للأحكام القضائية، سواء تعلق الأمر بعقوبات سالبة للحرية أو بعقوبات بديلة، في إطار احترام تام لمبادئ المحاكمة العادلة وسيادة القانون.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي أنشطة ملكية إقتصاد الصحة الواجهة بلاغ جهات سياسة قانون مجتمع

خطاب القبة يُعيد صياغة التحدي السياسي للمغرب

✍️ هند بومديان

عهد الإصلاح المنتظر..

خطاب القبة يُعيد صياغة التحدي السياسي للمغرب


في مساءٍ صوبت فيه أنظار المغاربة إلى “قبة القرار” في البرلمان، تقدّم الملك محمد السادس نصره الله ليُلقي خطابًا لا يشبه أي خطاب عادي، بل تضحى به لحظة مصيرية في تاريخ السياسة المغربية المعاصرة. لقد خرج من بين الجُدران المهيبة ما يشبه إعلان عهد جديد: عهد الإصلاح الذي لا يُجمل الكلام وحده، بل يُعطي الفعل الحَجَر الأكبر في بناء الثقة بين الدولة والمجتمع، وبَذل الطمأنينة في نفوس المواطن الذي تأخّر استحقاقه طويلًا.

لم يكتف الملك محمد السادس نصره الله بتوجيه رُدود فورية إلى الأوضاع الاجتماعية والسياسية فحسب، بل اختار أن يوجه رسائله بِوزن إلى جميع الأطراف: الحكومة مطالَبة بتسريع الخطى، والبرلمان مُلزَم بتفعيل دوره الرقابي، والأحزاب مطالَبة بالتزامها في التأطير، والإدارات مطالَبة برحابة الأداء. خطاب القبة يُرسم كخارطة طريق لمعركة التغيير، ليست ضد أحد، بل لمصلحة الجميع. من يُعلّل تأخر الإصلاح بالبيروقراطية أو بالجمود المؤسسي، فليعلم أن الخطاب كان صارمًا في مركزية النتائج، وحازمًا في محاربة الممارسات التي تضيّع الزمن والموارد.

واحدة من أقوى رسائله كانت حين أكد الملك محمد السادس نصره الله أن “لا تناقض بين المشاريع الوطنية الكبرى والبرامج الاجتماعية ما دام الهدف تنمية الوطن وتحسين ظروف العيش أينما كان المواطن”. هذه العبارة تُعد انتصاراً لصوت المقهورين المناديين بعدالة الفرص، ورفضًا للمنطق الذي يضحي بالجوانب الاجتماعية مقابل الرهانات الكبرى. لقد أراد جلالته أن يعيد التوازن، ويُرسّخ أن النهج السياسي الناجح ليس في الانجراف نحو المشاريع الفخمة وحدها، بل في أن يشعر بها المواطن في دكانه وشارعه.

في السياق ذاته، لم يغب البعد المجالي واتساع الفوارق بين الحواضر والمناطق النائية عن مخيال الخطاب. الملك محمد السادس نصره الله دعَا إلى اهتمام خاص بالمناطق الجبلية والواحات، معتبِرًا أن العدالة المجالية ليست شعارًا يُعاد تكراره في المناسبات، بل خيارًا استراتيجيًا يتطلب تضافر الجهود والتزاماً يوميًا. إن ترميم الهوة المكانية بين المواطن البعيد والسلطة، هو التحدي الذي فرضه الخطاب بخُبث سياسي وحنكة ملكية.

كما أن الخطاب تفاعل ضمنيًا مع نداءات شباب “جيل زد”، الذين أطلقوا احتجاجاتهم في عدد من المدن مطالبين بالعدالة الاجتماعية والفرص الحقيقية. لم يسمهم جلالته، لكنه صوّب إلى مطالبهم عبر دعوة صريحة لتوفير فرص شغل، وإصلاح التعليم، وتحسين الخدمات الصحية، وربط مؤسسات الدولة بالمواطن في “إشراك فعلٍ لا استجابة مؤقتة”. وقد بدت في هذا النوع من التفاعل إشارات واضحة إلى أن الدولة لا تنكر هذا الحراك، بل تسعى إلى استيعابه في إطار سياسات مؤسسية متينة.

وطبعًا، لا يمكن تحليل هذا الخطاب دون الإشارة إلى توقيته الحساس؛ فقد جاء في السنة الأخيرة من الولاية التشريعية، حين تستعد النخب السياسية لمحاسبة الأداء. اختار الملك محمد السادس نصره الله أن يضع الكل أمام التزام صريح: إما أن تستثمر السنة المتبقية في إنجاز ما تبقى من مشاريع، أو أن تستسلم لهوامش الهزيمة السياسية. بهذا، لا يبقى مجال للتأجيل أو المراوحة.

فخطاب القبة ليس مجرد كلمات تُلقى، بل هو بلورة لرهان تاريخي: رهان أن يعود الحِراك الاجتماعي إلى مؤسساته، أن يلتقي الشباب بالسياسة التي تُغيّر، وأن يُترجَم الإصلاح إلى واقع محسوس من طرف المواطن. من سيتجرّأ على التردد في الاستجابة؟ ومن سيختار الاشتغال بالمسؤولية بدل بخور الخطابات؟ الأيام القادمة ستكون القاضية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة بلاغ قانون نازل

قرار سحب بطاقة الصحافة من مدير موقع “الجديدة إكسبريس”: بين أخلاقيات المهنة وحدود حرية التعبير

حسيك يوسف

قرار لجنة أخلاقيات المهنة والقضايا التأديبية، التابعة للجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، القاضي بسحب بطاقة الصحافة من مدير نشر موقع “الجديدة إكسبريس” لمدة سنة، يعيد إلى الواجهة النقاش العميق حول مسؤولية الصحافي وحدود حرية التعبير في زمن التحولات الرقمية وتكاثر المنصات الإلكترونية.

القرار، الصادر في 10 أكتوبر 2025، جاء بناءً على بث الموقع لشريط مصور يتضمن دعوة صريحة إلى العنف والقتل، فضلاً عن نشر صور وتصريحات لقاصرين، في خرق واضح لمقتضيات ميثاق أخلاقيات المهنة، خاصة ما يتعلق بحماية الأطفال واحترام كرامتهم، ومنع أي تمجيد للعنف أو التحريض عليه.

من الناحية المهنية، يُعد هذا القرار خطوة حازمة تؤكد أن حرية الصحافة لا تعني الفوضى، وأن الممارسة الإعلامية تخضع لضوابط أخلاقية صارمة تهدف إلى حماية المجتمع من خطاب الكراهية والعنف، وصون كرامة الأفراد، خصوصاً الفئات الهشة كالقاصرين. فالإعلام، في جوهره، رسالة تنوير ومسؤولية تربوية قبل أن يكون وسيلة لجذب المشاهدات أو الإثارة.

في المقابل، يطرح هذا القرار أيضاً أسئلة دقيقة حول التوازن بين الردع والتقويم، وبين العقوبة والحق في التصحيح. فهل العقوبة كافية لردع الممارسات غير الأخلاقية المتنامية في بعض المنابر الرقمية؟ أم أن المشكل أعمق ويتطلب إعادة تأهيل حقيقي للفاعلين في المجال عبر التكوين والمواكبة المستمرة؟

كما أن هذه الواقعة تضع أمام المجلس الوطني للصحافة تحدياً إضافياً يتمثل في ضرورة ضبط المشهد الإعلامي الإلكتروني الذي يشهد تزايداً غير مسبوق في عدد المواقع، بعضها يشتغل دون تكوين مهني كافٍ أو وعي بأخلاقيات النشر.

في النهاية، يبرز قرار سحب البطاقة كرسالة واضحة مفادها أن الصحافة، وإن كانت سلطة رابعة، فهي أيضاً مهنة لها حدود ومسؤوليات. وأن ممارسة حرية التعبير يجب أن تظل منسجمة مع قيم المواطنة، وواجب حماية الفئات الهشة، والالتزام بالموضوعية والاحترام التام للقانون وأخلاقيات المهنة.

إنه درس مهني بقدر ما هو إنذار أخلاقي، يعيد التأكيد على أن الصحافة في المغرب، لتبقى حرة، يجب أن تبقى مسؤولة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة قانون

محكمة بوجدور تعقد لقاءا موضوعه “الأطفال في تماس مع القانون”  

مع الحدث/ بوجدور

المتابعة✍️: ذ.محمد ونتيف

 

تم يوم الإثنين بمقر المحكمة الابتدائية ببوجدور، عقد لقاء تواصلي يندرج في إطار أشغال اللجنة المحلية للتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف.

 

هذا اللقاء ناقش موضوع “الأطفال في تماس مع القانون على ضوء البروتوكول الترابي للتكفل بالأطفال في وضعية هشاشة”، حيث ترأسه الأستاذ “حمزة بطاش” نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية ببوجدور بمعية السادة قضاة النيابة العامة، وقضاة الأحداث، وكتاب الضبط، وأعضاء اللجنة المحلية للتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف، وممثلي المصالح الأمنية وعدد من المتدخلين في هذا الشأن.

 

الأستاذ “حمزة بطاش” وفي مداخلته أكد أن هذا اللقاء يشكل محطة أساسية لتقييم الجهود المبذولة في مجال حماية الأطفال في تماس مع القانون.

 

وأضاف أن العناية المولوية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لقضايا الطفولة، تشكل مرجعاً نسترشد به جميعاً في سبيل بناء منظومة حماية أكثر إنصافاً وإنسانية “.

 

واسترسل نائب وكيل الملك أن اللقاء أتاح نقاشاً عميقاً ومسؤولاً بين مختلف المتدخلين، تم خلاله الوقوف على أهم المكتسبات والتحديات المرتبطة بتطبيق مقتضيات البروتوكول الترابي، وصياغة توصيات عملية تروم تطوير آليات التكفل والدعم والمواكبة للأطفال في وضعيات صعبة”.

 

وقد خلص اللقاء إلى مجموعة من التوصيات الهادفة إلى تعزيز التنسيق المؤسساتي، وتجويد آليات التتبع والمواكبة، وتقوية قدرات المتدخلين في مجال حماية الطفولة، تنزيلاً للرؤية الملكية السامية الرامية إلى صون كرامة الطفل وضمان حقه في النمو داخل بيئة آمنة وسليمة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة قانون

وزارة الداخلية تُشهر “المادة 67” في وجه المنتخبين الأشباح: لا مكان للغائبين عن المجالس!

مع الحدث

المتابعة✍️: ذ. محمد رابحي 

بعد توجيهات وزارة الداخلية خلال الأسابيع الأخيرة للولاة والعمال بضرورة إعداد لوائح غياب دقيقة لتتبع حضور أعضاء المجالس الجماعية والتي وصفت بالصارمةلمواجهة ما أصبح يعرف بمنتخبين أشباح الذين يغيبون بشكل متكرر عن دورات المجالس الجماعية دون مبررات قانونية.

وتعد هذه الخطوة بعد تقارير داخلية تكشف تستر عدد من الرؤساء على غيابات متكررة وهو مادفع وزارة الداخلية إلى التدخل المباشر لفرض تطبيق المادة 67 من القانون التنظيمي 113.14 التي تنص على عزل الأعضاء المتغيبين ثلاث دورات متتالية أو خمس متقطعة دون مبرر.

كما توصلت مصالح الإدارة المركزية حسب بعض مصادر بشكايات من أعضاء في المعارضة بمجالس جماعية بشأن اسفحال مشكل تغيب المنتخبين عن حضور الدورات العادية والاستثنائية.

وحيث تكتسي دورة أكتوبر أهمية خاصة إذ تشمل بالضرورة مناقشة واعتماد الميزانية السنوية للمجلس وذلك من خلال مناقشة القضايا الحيوية المرتبطة بالتنميةوالتزاماتها تجاه الساكنة.

لذا يجب على المنتخبين الحضور واحترام القانون التنظيمي. ونهيب لسلطات المحلية بعمالة وجدة انجاد بمطاردة المنتخبين الأشباح واتخاذ إجراءات الاقالة في حقهم وفق مقتضيات القانون التنظيمي 113.14 المتعلق بالجماعات وتفعيل المادة 67 من الإطار التشريعي المشار اليه

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة قانون متفرقات

دورية جديدة من وزير الداخلية حول إعداد وتنفيذ ميزانيات الجماعات الترابية برسم سنة 2026

مع الحدث/ الرباط

المتابعة✍️: مجيدة الحيمودي

أصدر وزير الداخلية دورية موجهة إلى الولاة والعمال، تتعلق بموضوع إعداد وتنفيذ ميزانيات الجماعات الترابية برسم السنة المالية 2026، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحكامة المالية وترسيخ مبادئ النجاعة والشفافية في تدبير الشأن المحلي.

وأكدت الدورية على ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية في إعداد الميزانيات، من خلال إشراك مختلف الفاعلين المحليين والمؤسسات المنتخبة، وضمان انسجام البرامج والمشاريع المقترحة مع التوجهات العامة لسياسة الدولة ومع أولويات التنمية الترابية.

كما شدد وزير الداخلية على أهمية الالتزام الصارم بالقواعد القانونية والتنظيمية المؤطرة لإعداد الميزانيات، مع الحرص على احترام آجال المصادقة والتنفيذ، وضمان التوازن بين النفقات والإيرادات.

ودعت الدورية الجماعات الترابية إلى التركيز على ترشيد النفقات وتحسين المداخيل الذاتية، عبر تطوير آليات الجبايات المحلية وتوسيع الوعاء الضريبي، مع إعطاء الأولوية للمشاريع ذات الأثر المباشر على تحسين ظروف عيش المواطنين، خصوصاً في مجالات البنية التحتية والخدمات الاجتماعية والاقتصادية.

وفي ما يخص تنفيذ الميزانيات، ذكّرت وزارة الداخلية بضرورة اعتماد مبادئ التدبير القائم على النتائج وتقييم مردودية المشاريع، مؤكدة أن مصالح المراقبة الإدارية والمالية ستواصل تتبع سير تنفيذ البرامج والمشاريع الممولة من طرف الجماعات الترابية، لضمان احترام قواعد الشفافية والمحاسبة.

وتأتي هذه الدورية في سياق وطني يتسم بتزايد الرهانات التنموية على المستوى المحلي، وبدعوة الحكومة إلى تعزيز التنسيق بين الجماعات الترابية ومختلف القطاعات الوزارية، بما يضمن انسجام السياسات العمومية وتحقيق العدالة المجالية.

ويُرتقب أن تشكل هذه التوجيهات الجديدة إطاراً مرجعياً لتدبير ميزانيات سنة 2026، بما يعزز الثقة في عمل الجماعات الترابية ويساهم في ترسيخ أسس الحكامة الجيدة والفعالية في تدبير المال العام.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية الواجهة حوادث قانون مجتمع

منذ أول يوم وعيناه يقظتان.. درك حد السوالم يطيح بتاجر مخدرات ويحجز سيارة مملوءة بالممنوعات

في إطار المجهودات الأمنية المتواصلة لمحاربة تجارة المخدرات والجريمة بشتى أنواعها، تمكن قائد سرية الدرك الملكي بحد السوالم رفقة نائبه، وتحت إشراف مباشر من قائد المركز القضائي، من تنفيذ عملية نوعية أسفرت عن حجز سيارة مملوءة بالمخدرات وتوقيف تاجرٍ خطيرٍ ينشط بالمنطقة.

العملية التي نُفذت بدقة عالية، جاءت بعد تحريات ميدانية دقيقة وتتبعٍ مستمر لتحركات المشتبه فيه، حيث تم نصب كمين محكم أفضى إلى توقيفه متلبسًا بحيازة كمية مهمة من المواد المخدرة كانت معدة للترويج.
وقد خلف هذا التدخل الأمني ارتياحًا واسعًا في صفوف الساكنة، التي نوهت باليقظة الدائمة لعناصر الدرك الملكي، وبالنهج الاستباقي الذي اتخذه قائد السرية منذ تعيينه، والذي أبان منذ أول يوم عن حزم وانضباط في التصدي لكل ما يمس أمن المواطنين واستقرار المنطقة.

القضية أحيلت على الجهات القضائية المختصة لاستكمال البحث واتخاذ المتعين قانونًا، فيما تواصل عناصر الدرك بالسوالم عملياتها لضمان تطهير المنطقة من كل الشبكات التي تنشط في ترويج الممنوعات

منذ أول يومٍ من تعيينه، أثبت قائد سرية الدرك الملكي بحد السوالم أن الأمن لا يُبنى بالصدفة، بل باليقظة والمسؤولية والعمل الميداني المستمر. فبين حزم القيادات ويقظة العناصر، تواصل حد السوالم كتابة فصول جديدة من النجاح في محاربة الجريمة وحماية أمن المواطنين.