Categories
أخبار 24 ساعة مجتمع

” عامل إقليم النواصر يتفقد مشروع إعادة إيواء قاطني دور الصفيح لدوار أولاد سعيد بالجماعة الترابية أولاد صــــــــالح “.

مع الحدث// إقليم النواصر 

في خطوة جادة تؤكد إلتزام السلطة الإقليمية لعمالة إقليم النواصر بتحسين ظروف عيش رعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بهذا الإقليم، قام عامل إقليم النواصر السيد جلال بنحيون زوال يوم الأربعاء 10 شنتبر 2025، وجريا على عادته بزيارة تفقدية لموقع المشروع السكني المخصص لإعادة إيواء قاطني دور الصفيح لدوار أولاد سعيد الموجود بالمنطقة الصناعية للجماعة الترابية أولاد صالح.

وتهدف هذه الزيارة، إلى الوقوف على مدى تقدم الأشغال في هذا المشروع الحيوي الذي يشكل أملاً جديداً لعدد مهم من الأسر الذين سيتمكنون من العيش في ظروف ملائمة تستجيب لتطلعاتهم.

وخلال جولته، استمع السيد جلال بنحيون إلى شروحات مفصلة من قبل المشرفين على المشروع وخاصة شركة العمران، حول مراحل الإنجاز وتحدياته.

وقد أعطى تعليمات واضحة وصارمة بالمناسبة لجميع الجهات المعنية، حيث شدد على ضرورة تسريع وتيرة إنجاز مختلف شبكات البنية التحتية الأساسية. وقد شملت هذه التعليمات بشكل خاص، شبكات الصرف الصحي، الإنارة العمومية، الطرق الداخلية للتجزئة، شبكة الماء الصالح للشرب، وخطوط الإتصالات…

هذه التوجيهات تأتي في سياق حرصه على ضمان تسليم البقع الأرضية من أجل السكن في أقرب الآجال، مع توفير كافة الخدمات الضرورية، ولعل في هذه الزيارة إشارة واضحة لكون عامل الإقليم يقف شخصيا على سير هذا المشروع، وهو الأمر الذي خلف ارتياحا كبيرا في أوساط السكان، الذين عبروا عن سرورهم واطمئنانهم بأن العملية بين أيادي أمينة، معتبرين بأن حلم السكن اللائق بات قريباً المنال.

ومن المنتظر أن يساهم هذا المشروع، إلى باقي المشاريع الأخرى التي تعرفها الجماعة وباقي الجماعات الترابية بالإقليم، والتي يشرف على تتبع إنجازها بصفة شخصية، السيد العامل في القضاء نهائياً على بؤر السكن غير اللائق بما يعزز التنمية الحضرية ويحسن من الإطار المعيشي لرعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة بلاغ ثقافة و أراء جهات فن مجتمع

وفاة المعلم مصطفى باقبو: محطة فارقة في مسيرة فن الكناوة

حسيك يوسف

توفي اليوم الإثنين 8 سبتمبر 2025، المعلم مصطفى باقبو، أحد أبرز وجوه فن الكناوة، عن عمر ناهز 72 عامًا. يُعدّ باقبو فنانًا كناويًا مشهورًا عالميًا، وقد ساهم في إشعاع هذا الفن محليًا ودوليًا.

ولد مصطفى باقبو في مراكش عام 1953، وترعرع في أحضان زواياها الصوفية الكناوية. تعلم فن “كناوة” الأصيل على يد والده “المعلم” العياشي باقبو.

في السبعينيات، انضم باقبو إلى المجموعة الغنائية الرائدة “جيل جيلالة”، وشارك في حركة “الفولك” التي ازدهرت آنذاك.

شارك في العديد من التظاهرات الفنية الكبرى بأمريكا وآسيا وأوروبا، وعمل مع فنانين عالميين كبار مثل ماركوس ميلر وبات ميثني ولويس بيرتينياك.

ساهم باقبو في تعزيز مكانة فن الكناوة على الساحة الفنية العالمية، وتميز بأسلوبه الفريد الذي جمع بين الأصالة والحداثة. وقد أكدت مشاركاته في التظاهرات الموسيقية الوطنية والدولية على مكانته كأحد أهم رواد الفن الكناوي.

من المنتظر أن يوارى جثمان الفقيد الثرى بمقبرة باب أغمات بمدينة مراكش بعد صلاة العصر.

سيبقى المعلم مصطفى باقبو في ذاكرة محبي الفن الكناوي، وستستمر مسيرته الفنية في إلهام الأجيال القادمة من الفنانين.

Categories
ثقافة و أراء مجتمع

كرنفال “أهل الله” ختام فعاليات “ملكى الصالحين”

مع الحدث عابدين الرزكي 

شهدت ساحة محمد السادس بمدينة آسا، مساء الأحد 7 شتنبر 2025، تنظيم كرنفال “أهل الله” الذي ترأسه السيد يوسف خير، عامل إقليم آسا الزاك، إلى جانب وفد رسمي، وذلك في إطار فعاليات اختتام الموسم الديني والثقافي لزاوية آسا “ملكى الصالحين”.

وجرى هذا الحدث البهيج في أجواء روحانية واحتفالية، خصصت لتكريم حملة كتاب الله وأهل القرآن الكريم، في مبادرة تعكس عمق ارتباط ساكنة المنطقة بالزاوية وبتراثها الصوفي العريق.

ويُعد كرنفال “أهل الله” من المحطات البارزة في البرنامج الختامي للموسم، لما يحمله من رمزية دينية واجتماعية، تعكس المكانة الرفيعة التي يحظى بها القرآن الكريم في نفوس سكان آسا وزوارها، وما يجسده من وفاء للتقاليد الروحية الأصيلة التي تميز المنطقة منذ قرون.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة مجتمع

كفى من الاستنزاف.. الدخول المدرسي ليس موسم جني الأرباح!

مع الحدث : سيداتي بيدا

 

مع كل دخول مدرسي جديد، تتكرّر نفس المعاناة، بل تتفاقم. آلاف الأسر المغربية تُجبر على شدّ الحزام مجددًا، لا من أجل الترف أو السياحة، بل فقط لتأمين الحد الأدنى من مستلزمات تمدرس أبنائها. وفيما الدولة تسعى عبر برامج الدعم الاجتماعي إلى تخفيف العبء عن الأسر الهشة، ينبري بعض أرباب المكتبات والمدارس الخصوصية لتحويل الدخول المدرسي إلى موسم للربح السريع، ضاربين بعرض الحائط القدرة الشرائية للمواطن المغربي البسيط.

 

 

 

واقع الحال في معظم المكتبات لا يختلف كثيرًا عن سوق المضاربة. أسعار الأدوات المدرسية والكتب تشهد زيادات غير مبررة، واللافت أن نفس اللوازم تُباع بأسعار مختلفة من مكتبة لأخرى، دون أي رقابة أو احترام لأدنى قواعد المنافسة الشريفة.

 

بعض المكتبات، وبكل وقاحة، تفرض على الأسر اقتناء “حزمات مدرسية” جاهزة، لا يُمكن اختيار مكوناتها، بأسعار تفوق ما يوجد في السوق بأضعاف. أين هي مراقبة الجودة؟ أين هي لجان حماية المستهلك؟

 

 

 

أما المدارس الخصوصية، فقد تجاوزت كل حدود المعقول. رسوم تسجيل مرتفعة، تأمينات وهمية، كتب خارج المقررات الرسمية، ومصاريف “أنشطة موازية” لا يعرف التلميذ عنها شيئًا.

 

هل تحولت المدارس إلى شركات ربحية لا تهدف إلا لمراكمة المال؟ أليس من المفترض أن يكون التعليم رسالة قبل أن يكون تجارة؟

 

بل إن بعض المؤسسات تفرض على الآباء اقتناء الكتب من عندها مباشرة، بأسعار مضاعفة، في خرق واضح لقوانين حرية السوق وحقوق المستهلك.

 

 

 

السؤال الذي يتكرر على ألسنة الأسر: أين وزارة التربية الوطنية من كل هذا؟ وأين لجان المراقبة؟ وهل يُعقل أن يبقى المواطن فريسة سهلة لجشع بعض المؤسسات التي لا يهمها إلا الربح؟

 

إن المطلوب اليوم ليس فقط بيانات التنديد أو دعوات “ضبط الأسعار”، بل إجراءات ملموسة:

 

تفعيل مراقبة صارمة على المكتبات التي تفرض أسعارًا عشوائية.

 

إلزام المدارس الخصوصية بالكشف عن تفاصيل الرسوم وتبريرها قانونيًا.

 

إصدار لائحة رسمية بالكتب المدرسية المعتمدة، وتحديد سقف هامش الربح.

 

فتح قنوات شكاوى مباشرة للأسر، مع تتبع حقيقي لكل خرق

 

إلى أرباب المدارس الخصوصية والمكتبات، نقول:

إنكم تتعاملون مع أسر تكافح من أجل تأمين مستقبل أبنائها، وليس مع زبائن في مركز تسوق فاخر. قليل من الضمير، كثير من الإنسانية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة متفرقات مجتمع

قرار يهز القنيطرة.. وزارة الأوقاف تعزل خطيباً هاجم سهرة طوطو

مع الحدث/ القنيطرة

المتابعة ✍️: مجيدة الحيمودي

لم يمرّ قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعزل خطيب مسجد الغفران مصطفى قرطاج مرور الكرام، إذ تحوّل إلى حديث الساعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط موجة غضب وتعاطف واسعة مع الخطيب، الذي وجد نفسه خارج المنبر بسبب تدوينة انتقد فيها سهرة لمغني الراب المغربي “طوطو”.

القرار الذي اتخذته الوزارة دون إصدار أي بيان رسمي يوضح خلفياته، أثار سيلاً من التساؤلات حول حدود حرية التعبير الممنوحة للأئمة والخطباء، ومدى قدرة الخطاب الفني على إثارة مثل هذا الجدل المجتمعي.

السيد مصطفى قرطاج الذي لم يتردد في توجيه نقد لاذع للمشهد الفني، كتب في تدوينته التي أشعلت الجدل:

“هنيئاً لك سيد طوطو، لقد اعتليت المنبر ذاته الذي اعتلاه خطيب صلاة العيد… صوتك الشجي وصل إلى كل المدينة، بينما كثيرون لم يسمعوا خطبة العيد ولا رأوا الخطيب عن قرب…”.

الخطيب سخر في تدوينته من حجم الاهتمام الكبير بالمغني، متهماً الحفل “بطمس هموم الناس” وإلهائهم عن قضايا تمسّ حياتهم اليومية، من البطالة وضعف القدرة الشرائية، إلى أوضاع المستشفيات وضحايا الزلازل والحروب.

ورغم تعاطف آلاف النشطاء معه، التزمت وزارة الأوقاف الصمت، تاركةً الباب مفتوحاً أمام التكهنات: هل القرار مرتبط بضوابط مهنية صارمة تمنع الأئمة من التعليق على الشأن العام، أم أن النقد الفني أصبح بدوره ساحة حمراء يصعب الاقتراب منها؟

الحادثة فجّرت نقاشاً أوسع حول التوازن بين حرية التعبير واحترام قدسية المنابر الدينية، وبين حرية الفن ومسؤوليته تجاه المجتمع. وبينما يصف البعض القرار بـ”القاسي”، يرى آخرون أنه “ضروري لضمان حياد المؤسسة الدينية”.

ومع احتدام الجدل يبقى السؤال: هل تتحوّل هذه الواقعة إلى سابقة تعيد رسم العلاقة بين الفن والدين في المغرب، أم أنها مجرد حادثة عابرة سرعان ما تُطوى صفحاتها؟

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة بلاغ جهات متفرقات مجتمع

المدرسة المغربية… أي إصلاح دون تعليم موحَّد وعادل؟

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

منذ سنة 1999، تاريخ الإعلان عن الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ظل شعار “إصلاح التعليم” يتردد في الخطب الرسمية ويُرفع في البرامج الحكومية. غير أن ربع قرن من المحاولات والإصلاحات المعلنة لم يثمر بعد مدرسة قوية وناجعة، قادرة على تكوين أجيال مواطنة ومبدعة.

الرؤية الملكية… التعليم أولاً

في خطابه الأخير، شدد جلالة الملك محمد السادس على ضرورة تجاوز وتيرة التنمية بسرعتين، محذراً من اتساع الهوة بين فئات وجهات داخل الوطن. ولا شك أن المدرسة هي المدخل الأول لإصلاح هذا الوضع، إذ لا يمكن تصور تنمية عادلة ومتوازنة في ظل تعليم ينتج مغرباً بسرعتين: تعليمٌ خاص بجودة عالية يستفيد منه القلة، وتعليمٌ عمومي متعثر يعاني منه الأغلبية.

المال لا يكفي… الحكامة هي الأساس

لقد صُرفت مليارات الدراهم منذ بداية ما سُمي بـ”إصلاح المدرسة”، من تجهيز البنيات، إلى توفير المناهج والبرامج، لكن النتائج بقيت دون المستوى. ويؤكد الواقع أن المشكل لا يكمن فقط في الموارد المالية، بل أساساً في الحكامة، وفي غياب رؤية منسجمة ومستدامة تُطبق على أرض الواقع بروح المسؤولية وربط المحاسبة بالنتائج.

 


مدرسة الإنصاف أو لا مدرسة

المطلوب اليوم ليس إطلاق برامج جديدة تحمل شعارات رنانة، بل إعادة الاعتبار للمدرسة العمومية، من خلال:
تحسين تكوين وتحفيز المدرسين.
ربط المناهج بحاجيات سوق الشغل وبالقيم الوطنية.
تقليص الفوارق المجالية بين القرية والمدينة.
إرساء تقييم دوري وشفاف لكل ورش إصلاحي.

لحظة الحسم

لقد عبّر الملك بوضوح عن أن المغرب القوي والموحد لا يمكن أن يبنى بنصف مواطنين ونصف فرص. فإذا كانت التنمية قد عرفت وتيرتين، فإن المدرسة هي الحلقة المركزية التي تحدد إما مغرباً واحداً متماسكاً، وإما مغربين متباعدين في الحاضر والمستقبل.


اليوم، السؤال الجوهري لم يعد “متى نصلح المدرسة؟”، بل: هل نملك الإرادة السياسية والجرأة لنبدأ الإصلاح الحقيقي الآن؟

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء جهات متفرقات مجتمع

الحذر من الأخبار الزائفة: استغلال جنازة الزفزافي لصناعة الوهم والفتنة

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

لم يعد المتابع المغربي في مأمن من سيل الأخبار الزائفة والمغلوطة التي تغزو المنصات الرقمية بشكل يومي، حيث تحوّلت بعض الأحداث الوطنية والإنسانية إلى مادة خام لصناع الوهم والباحثين عن نسب المشاهدة والانتشار، ولو كان الثمن هو المتاجرة بآلام الناس أو الإساءة لصورة الوطن.

خروج ناصر الزفزافي الاستثنائي لحضور جنازة والده، كان مناسبة إنسانية خالصة، غير أن بعض المنابر الإعلامية المقرّبة من دولة مجاورة حاولت استغلالها بشكل مغرض، من خلال نشر مقاطع فيديو مركبة وتعليقات مفبركة لا تعكس الواقع، بل تسعى إلى خلق البلبلة وبث الفتنة بين المواطنين.

الأخطر من ذلك، أن أطرافاً محسوبة على جهات خارجية لم تتردد في استغلال الازدحام الكبير الذي عرفته الجنازة لافتعال أعمال شغب وصلت إلى رشق الحجارة، بهدف تأزيم الوضع وصناعة صورة زائفة عن الأحداث. وقد استدعى الأمر تدخلاً فورياً لرجال السلطة من أجل حماية السكان والحفاظ على النظام العام، غير أن هذا التدخل صُوِّر بشكل مغاير للحقيقة وتم تزييف معطياته عبر تعليقات مغرضة لتشويه صورة المؤسسات.

كما أكد ناصر الزفزافي في تصريحات واضحة حبه الكبير للوطن من صحرائه إلى شماله، ومن غربه إلى شرقه، مشدداً على أن الريف جزء لا يتجزأ من المغرب، وأن سكان الحسيمة يرفضون بشكل قاطع أي تشويش أو محاولة ركوب على الموجة باسمهم، كما يعارضون كل محاولات بث الفتنة وتقسيم الصف الوطني.

إن ما وقع يكشف بجلاء أن الهدف من هذه الحملات الإعلامية التضليلية ليس سوى زرع الشك وضرب الثقة بين المواطن ومؤسساته، في وقت يحتاج فيه الوطن إلى وحدة صف وتماسك داخلي. ومن هنا، تبرز مسؤولية الإعلام الوطني والمجتمع الرقمي النزيه في كشف هذه الأكاذيب والتصدي للأخبار المضللة، مع تكريس ثقافة التحقق والتثبت قبل مشاركة أي محتوى.

فالمغرب في حاجة إلى وعي جماعي يحمي الحقيقة ويدافع عن الإنجازات، لا إلى جيوش رقمية تصنع الضجيج وتزرع الشكوك خدمة لأجندات خارجية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الصحة الواجهة جهات مجتمع

حين تصبح المستشفيات مقابر مغلقة: ماذا بعد وفاة سيدة وجنينها في زاكورة؟

مع الحدث : سيداتي بيدا

في بلد يُفترض أنه يقطع أشواطاً نحو التنمية والعدالة المجالية، لا تزال أخبار الوفاة بسبب “غياب الطبيب” أو “تعطل جهاز” تتكرر في نشرات الأخبار وعلى صفحات مواقع التواصل، وكأنها حوادث عرضية لا تستدعي وقفة تأمل أو لحظة مساءلة. واقعة وفاة سيدة وجنينها بالمستشفى الإقليمي بزاكورة ليست فقط مأساة إنسانية، بل صفعة قوية على وجه كل من يردد شعارات الإصلاح والتحديث في قطاع الصحة.

أن تموت سيدة بسبب تعطل قسم الإنعاش وغياب الطبيب المكلف، فذلك لا يمكن أن يُفهم إلا باعتباره جريمة إهمال مكتملة الأركان، يُفترض أن تترتب عنها مسؤوليات إدارية وقانونية أيضاً. الأمر لا يتعلق بحالة فردية أو حادث مؤسف، بل بحالة متكررة من الانهيار المزمن في البنيات الصحية، خاصة في المغرب غير النافع، حيث تتحول المستشفيات إلى ما يشبه قاعات انتظار للموت البطيء.

ما جدوى الحديث عن التنمية المستدامة، إذا كانت امرأة حاملاً لا تجد سريراً في قسم الإنعاش؟ ما معنى ربط المسؤولية بالمحاسبة، إذا كانت الأرواح تُزهق ولا يُحاسب أحد؟

إن وفاة هذه السيدة ليست مجرد قدر محتوم، بل نتيجة مباشرة لاختلالات يعرفها الجميع ويتواطأ معها الجميع بالصمت أو بالإهمال.

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، مشكورة، نددت وأدانت وطالبت بالتحقيق. لكن إلى متى نظل ننتظر من الجمعيات أن تقوم مقام الجهات المعنية؟ كم من بلاغ وكم من بيان نحتاج حتى تتحرك وزارة الصحة هل أصبح موت الفقراء رخيصاً إلى هذا الحد؟

ليس هناك ما يبرر أن يُترك قسم الإنعاش دون طبيب، ولا ما يبرر أن تُترك الأجهزة دون صيانة، ولا ما يبرر أن تظل الأطر الطبية تُركن في المدن الكبرى بينما تعاني مناطق مثل زاكورة من فراغ شبه كامل في الكفاءات والوسائل. هذا ليس سوء تدبير فقط، بل تمييز مجالي قاتل يفضح زيف الخطاب الرسمي حول المساواة في الخدمات العمومية.

إن ما وقع في زاكورة اليوم يمكن أن يقع غداً في السمارة، أو في أي مدينة مهمشة لا نصيب لها من الأولويات . وهذا ما يدعونا إلى طرح السؤال الأكبر: هل نحن فعلاً في دولة تحترم حياة مواطنيها؟ أم أن هناك مواطنين من الدرجة الثانية يُتركون لمصيرهم في مستشفيات بلا أطباء ولا تجهيزات، وكأنهم غير معنيين بالدستور ولا بالكرامة الإنسانية؟

لا نحتاج إلى مزيد من الاستراتيجيات والوعود الكبرى، بل إلى إرادة سياسية حقيقية

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة بلاغ جهات سياسة مجتمع

مؤتمر إقليمي بعين بني مطهر.. الإتحاد الاشتراكي يُجدد التزامه بمحاربة الفساد وإنصاف جرادة 

مع الحدث// عصام بوسعدة

في أجواء سياسية دقيقة واستثنائية، وتزامنًا مع تحديات اجتماعية واقتصادية متصاعدة على المستوى الوطني والجهوي، انعقد يوم الخميس 4 شتنبر 2025 بمدينة عين بني مطهر، المؤتمر الإقليمي الثالث لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم جرادة، تحت شعار:

“من أجل جرادة والإقليم: نواجه الفساد والتهميش ونؤسس لتنمية عادلة محلياً واجتماعياً”

وقد تميزت هذه المحطة التنظيمية بأجواء من التعبئة والجدية في النقاش، حيث شكلت فرصة حقيقية لتجديد العهد مع مبادئ الحزب وثوابته، ولتخليد ذكرى الشهيد عمر بنجلون، بما تحمله من رمزية سياسية ونضالية عميقة.

وفي تصريح إعلامي، أوضح عضو المكتب السياسي لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية البرلماني الدكتور عمر أعنان ، أن المؤتمر الإقليمي الثالث للحزب بإقليم جرادة ،ينعقد في منطقة عين بني مطهر التي تحمل رمزية وطنية و تاريخية وإتحادية باعتبارها مدينة الشهيد عمر بنجلون.

مؤكدا في نفس التصريح على ضرورة التفاعل مع الخطاب الملكي في عيد العرش بأنه لا مكان لمغرب يسير بسرعتين،مضيفا أن المؤتمر هو محطة ضرورية للخروج بقيادة قوية قادرة على الترافع عن هموم ساكنة الإقليم الذي يعاني من غياب العدالة المجالية والتهميش.

و في استعراضه للسياق العام، عبر البيان الختامي للمؤتمر الإقليمي الثالث لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم جرادة ، عن قلقه العميق من استمرار التهميش البنيوي الذي يعاني منه الإقليم، مؤكداً أن ساكنته لا تزال محرومة من حقها المشروع في تنمية عادلة ومنصفة تدمجها بفعالية في السياسات العمومية على المستويين الوطني والجهوي.

وأدان البيان الختامي للمؤتمر بشدة ما وصفه بـ “تغول الفساد” واستفحال الزبونية والمحسوبية في تدبير الشأن العام المحلي، داعيًا إلى تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتطوير آليات الرقابة الشعبية والمؤسساتية لضمان شفافية التدبير وحماية المال العام.

و اعتبر البيان أن إغلاق المدن المنجمية (جرادة، تويسيت، سيدي بوبكر، واد الحيمر) دون توفير بدائل اقتصادية وتنموية حقيقية هو السبب المباشر في الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي يعانيه الإقليم.

كما دعى إلى إطلاق برنامج تنموي مندمج يأخذ بعين الاعتبار البعد المنجمي، ويحمي البيئة، ويعزز الهوية المحلية، مع التركيز على توفير الشغل الكريم وتوزيع المشاريع بعدالة.

كما أشار البيان إلى تدهور المجال البيئي والرعوي، مطالباً بإجراءات عاجلة لحماية الموارد الطبيعية، ودعم الفلاحين الصغار، وتشييد السدود التلية للحفاظ على المياه الجوفية ومواجهة التصحر، باعتبارها خيارات استراتيجية.

وأكد على أهمية دعم استثمارات الجالية المغربية بالخارج عبر تبسيط المساطر الإدارية، باعتبارها رافعة اقتصادية كبرى للإقليم.

وتوقف البيان الختامي للمؤتمر الإقليمي الثالث لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجرادة، مطولًا عند تجربة الحراك الاجتماعي بجرادة، حيث رُفعت شعارات الكرامة والعدالة والحق في الحياة. واعتبر أن الأزمة لا يمكن حلها عبر مقاربة أمنية أو حلول ترقيعية، بل من خلال استجابة تنموية حقيقية تراعي المطالب المشروعة.

ودعا البيان إلى فتح تحقيقات شفافة بخصوص المشاريع المنجزة، خاصة تلك التي خلفت ضحايا وإصابات خطيرة نتيجة غياب شروط السلامة، مطالباً بتفعيل آليات الرقابة وربط المسؤولية بالمحاسبة فيما يخص الاعتمادات التي رُصدت منذ انطلاق الحراك دون نتائج ملموسة.

و انتقد البيان بقوة ما وصفه بـالفساد الإداري والانتخابي، محذرًا من أن التجارب الانتخابية الأخيرة أفرزت مؤسسات تمثيلية فاقدة للمصداقية، غير قادرة على أداء أدوارها الدستورية في التشريع والمراقبة، مما عمق أزمة الثقة لدى المواطنين.

وأكد أن تحرير العملية الانتخابية من الفساد والتحكم هو المدخل الأساسي لأي إصلاح سياسي حقيقي، داعياً إلى استعادة الثقة الشعبية عبر ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتعزيز التمثيلية الحقيقية.

في ختام أعماله، شدد المؤتمر الإقليمي الثالث على ضرورة فتح صفحة جديدة من المصالحة والتنمية، تقوم على إشراك فعلي لساكنة الإقليم، ولأفراد الجالية المنحدرين منه، في المشاريع والقرارات التنموية.

وأكد الحزب التزامه بخوض معركة مواجهة الفساد والتهميش، والعمل من أجل بناء بدائل واقعية تضع إقليم جرادة في قلب العدالة المجالية والاجتماعية، وتحوله إلى نموذج وطني للتنمية المستدامة.

ودعا جميع الاتحاديات والاتحاديين، وكافة القوى الديمقراطية، إلى الانخراط في هذه الدينامية الجديدة، من أجل كرامة المواطن، وعدالة التنمية، وترسيخ دولة المؤسسات والحقوق.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي المبادرة الوطنية الواجهة جهات متفرقات مجتمع

ساحة السوق الأسبوعي بقصبة تادلة.. متنفس للساكنة في حاجة إلى تأهيل

مع الحدث// لحبيب مسكر

تعد الساحة المجاورة للسوق الأسبوعي بمدينة قصبة تادلة الفضاء الوحيد الذي يعرف إقبالاً كبيراً، سواء من طرف ساكنة المدينة أو من الزوار القادمين من مدن مجاورة كبني ملال ، زاوية الشيخ، ومدينة ابي الجعد.

أول ما يلفت انتباه الزائر هناك، كشك عصائر الفواكه الذي يقدم منتجات طبيعية وطازجة بأسعار في المتناول، حيث يتم إعداد العصائر أمام الزبائن في أوانٍ نظيفة وفي فضاء أنيق يضفي جواً مميزاً على المكان. هذا الكشك أصبح رمزاً لجودة الخدمات، وجعل من الساحة متنفساً أساسياً لساكنة المنطقة.

ولم يتوقف تأثير هذا الكشك عند هذا الحد، بل ساهم في إنعاش أنشطة باعة آخرين مجاورين له، حيث يجد الزوار إلى جانبه تخصصات مختلفة في المأكولات الشعبية، مثل مشويات اللحم والدجاج، وبيع الحلزون، إضافة إلى وجبات أخرى تلقى رواجاً كبيراً خاصة في الأمسيات.

غير أن المحيط العام للساحة يطرح إشكالات عديدة، إذ يظل في حاجة ماسة إلى إعادة تهيئة وتنظيم، خاصة مع تراكم الأوساخ والأكياس البلاستيكية بشكل لافت أيام السوق الأسبوعي، إلى جانب غياب مرافق أساسية مثل المياه والمراحيض. هذا الوضع ينعكس سلباً على أصحاب الكشكات والعربات المستفيدة من برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للبحث عن موارد مائية قريبة لتسيير نشاطهم اليومي.

وفي هذا السياق، أكدت جمعية الأمل للمشروبات والمأكولات الخفيفة أنها رفعت شكايات متعددة للجهات المعنية قصد التدخل العاجل، غير أن الوضع ما يزال على حاله، في انتظار حلول عملية تعيد للساحة رونقها وتوفر شروط النظافة والراحة للمهنيين والزوار على حد سواء.