Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات خارج الحدود

علي المرشدي في زيارة خاصة للمغرب لتعزيز التعاون الأكاديمي بين مصر والمملكة

شبقلم: حسيك يوسف

في زيارة قصيرة ومميزة للمملكة المغربية، حل السيد علي المرشدي، رئيس أكاديمية “الجلاء” النرويجية ورئيس جمعية رجال الاعمال، بمدينة الدار البيضاء، حيث التقى بعدد من الشخصيات المغربية البارزة، في مقدمتهم السيد كمال السولام رحال السولامي، والسيد عبد الواحد رحال السولامي، وذلك في إطار مشروع تعاون واعد يهدف إلى تأسيس أول أكاديمية مصرية على أرض المغرب.

وقد جاءت هذه الزيارة بدعم كبير من نخبة من الفاعلين الأكاديميين والثقافيين من مدينة الإسكندرية المصرية، حيث تم التباحث حول إرساء دعائم شراكة تعليمية رائدة، تفتح آفاقًا جديدة أمام الطلبة في المغرب ومصر على حد سواء، على أن تحتضن مدينة الدار البيضاء هذا الصرح الأكاديمي الجديد قريبًا.

وأعرب السيد علي المرشدي عن شكره وامتنانه للاستقبال الحار من طرف السيد عبد الواحد رحال السولامي، الذي كان في طليعة المستضيفين، مشيداً بكرم الضيافة المغربي وروح التعاون التي لمسها خلال زيارته، ومعتبراً هذه المبادرة خطوة نوعية في مسار تعزيز العلاقات العلمية والثقافية والرياضية بين البلدين.

كما أشار السيد علي المرشدي إلى فخره كونه أول مصري يحضر حدثًا من فعاليات كأس العالم بالمغرب، مؤكداً أن المملكة تظل دائمًا وجهة ملهمة ومصدر اعتزاز لكل محب للتقدم والانفتاح.

هذا المشروع يمثل بداية مرحلة جديدة من التبادل الأكاديمي والمعرفي بين مصر والمغرب، في انتظار الإعلان الرسمي عن انطلاق الأكاديمية وتفاصيل برامجها في القريب العاجل.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية الواجهة نازل

جاري البحث عن أشلاء ضحية ثانية من ضحايا “سفاح ابن أحمد

محمد الداسع

تتواصل التحقيقات والجهود الأمنية بمدينة ابن أحمد، بعد الاشتباه في وجود ضحية ثانية لما بات يعرف إعلامياً بـ”سفاح ابن أحمد”. وأفاد عدد من أبناء المنطقة أنهم تعرفوا على بعض الثياب التي تعود لأحد المختفين منذ أيام قليلة بعد عيد الفطر، حيث تم العثور عليها داخل منزل المشتبه فيه الرئيسي.

 

هذا الاكتشاف دفع السلطات الأمنية إلى تكثيف عمليات البحث بالمنطقة، خاصة في محيط المنزل ومناطق خلاء مجاورة، في محاولة للعثور على أشلاء الجثة المفترضة. ولا تزال التحريات جارية لتحديد هوية الضحية الثانية والتأكد من ملابسات الجريمة التي هزت الرأي العام المحلي.

 

يُذكر أن القضية أثارت صدمة كبيرة وطنياً و في صفوف سكان المدينة بالخصوص، وسط مطالب بكشف كافة التفاصيل ومعاقبة الجاني بأشد العقوبات.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية الواجهة

تعيينات أمنية جديدة لتعزيز الكفاءة وتجديد الدماء في مناصب المسؤولية

بقلم: عبد الجبار الحرشي

في خطوة تؤكد استمرار الدينامية الإصلاحية داخل جهاز الأمن الوطني، أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني، يوم السبت 19 أبريل الجاري، عن سلسلة من التعيينات الجديدة في مناصب المسؤولية بعدد من المصالح المركزية والجهوية، شملت مدن الرباط، خريبكة، فاس، مكناس، مراكش، سوق السبت أولاد النمة، ورزازات، والمرسى ضواحي العيون.

وقد همّت هذه التعيينات، التي أشّر عليها المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف حموشي، 11 منصبًا جديدًا، شملت مناصب حساسة كمصلحة الأمن الرياضي، والمصالح الولائية للاستعلامات العامة، والشرطة القضائية، فضلاً عن مصالح الأمن العمومي والمجموعات المكلفة بحماية المنشآت الحساسة.

وشملت التعيينات كذلك تعيين رؤساء دوائر أمنية بعدد من المدن، من بينها رئيس دائرة الشرطة بسوق السبت أولاد النمة، وآخر بالنيابة في المرسى، إلى جانب مسؤولين جدد في السير الطرقي وفرق المحافظة على النظام بفاس.

وجرى اختيار هذه الكفاءات من الجيل الجديد من المسؤولين الأمنيين المعروفين بالمهنية العالية، والنزاهة، والخبرة الميدانية، في إطار مقاربة تهدف إلى تنزيل الاستراتيجية الجديدة للأمن الوطني التي ترتكز على تعزيز الشعور بالأمن، وتحسين جودة الخدمات الشرطية، والانفتاح على المواطنين.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي الواجهة جهات طالع

الدار البيضاء تحت وطأة السرقة بالخطف عبر الدراجات النارية: مطالب بإعادة الحملة الأمنية وتعزيز آليات التتبع الذكي

حسيك يوسف

تعيش مدينة الدار البيضاء مؤخرًا على وقع تنامي مقلق لظاهرة السرقة بالخطف، والتي تُنفذ بواسطة دراجات نارية معدلة، غير مرقمة، وسريعة الحركة. وتنتشر هذه العمليات الإجرامية بوتيرة متسارعة، حيث يعمد الجناة إلى انتزاع الهواتف المحمولة والحقائب من المارة في لمح البصر، قبل أن يفروا هاربين، متوارين عن الأنظار.

ما يزيد من تعقيد الظاهرة هو أن مرتكبي هذه الجرائم يعمدون إلى ارتداء خوذات تغطي الوجه بالكامل أو كمامات لإخفاء ملامحهم، الأمر الذي يعيق تحديد هويتهم بسهولة، في ظل تأخر الإجراءات الإدارية المتعلقة بترقيم الدراجات النارية من طرف الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (NARSA)، حيث تطول فترات الحصول على البطاقة الرمادية، مما يشكّل إشكالًا أمنيًا حقيقيًا في تعقب أصحاب الدراجات المشبوهة.

وتتنامى المطالب الشعبية بإعادة الحملة الأمنية السابقة التي أطلقتها المديرية العامة للأمن الوطني، والتي كانت فعالة في تقليص عدد الجرائم المرتبطة بالدراجات النارية المعدلة والمجهولة الهوية. هذه الحملة كانت تشمل حجز الدراجات المخالفة وإخضاع أصحابها للتحقيق، وقد لاقت ترحيبًا واسعًا في الشارع المغربي لما لها من أثر مباشر على الإحساس بالأمن.

في ذات السياق، يُطالب المواطنون بتحديث المنظومة الأمنية من خلال تسريع آليات التتبع الذكي عبر كاميرات المراقبة، وذلك بإنشاء برامج متطورة لرصد تحركات المشتبه فيهم بشكل فوري، وربطها مباشرة بفرق الدراجين الأمنية المنتشرة على مستوى المدينة، مما يسمح بالتحرك السريع وتطويق الجناة في أقرب وقت ممكن.

إن الظاهرة التي تتفاقم في ظل خصاص كبير في فرص الشغل وانتشار مظاهر الهشاشة الاجتماعية، تفرض على الجهات المختصة تدخلًا أمنيًا ومعلوماتيًا فوريًا وشاملًا، يُزاوج بين الردع والمتابعة الدقيقة، ويعتمد على التكنولوجيا في خدمة السلامة العامة.

وفي انتظار تفعيل هذه الإجراءات، يبقى المواطن عرضة لخطر يومي، مما يفرض التحرك العاجل لحماية الأرواح والممتلكات، واستعادة الثقة في فعالية الجهاز الأمني.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء خارج الحدود

زيارة رسمية إلى السويد لتعزيز الدبلوماسية الموازية والتواجد الثقافي المغربي

حسيك يوسف

في إطار الجهود الرامية إلى توسيع آفاق التعاون الدولي وتعزيز الحضور الثقافي المغربي بالخارج، قام السيد عبد الهادي تواتي جلاب، رئيس لجنة العلاقات الخارجية والشركات والتعاون بجهة الدار البيضاء-سطات، ورئيس لجنة المعارض وتسويق منتجات الصناعة التقليدية السيد زكرياء مدركة ، بزيارة رسمية إلى مملكة السويد، حيث التقى بسعادة سفير المملكة المغربية لدى السويد.

هذا اللقاء يأتي في سياق الدبلوماسية الموازية التي باتت تلعب دورًا حيويًا في تعزيز العلاقات بين الشعوب، وفتح قنوات تواصل جديدة موازية للدبلوماسية الرسمية، من خلال الثقافة، والاقتصاد، والمبادرات المجتمعية.

وخلال الاجتماع، تم التباحث حول آفاق تأسيس تواجد ثقافي مغربي دائم في السويد، وذلك عبر تنظيم معارض للصناعة التقليدية المغربية، وفعاليات ثقافية تعكس غنى وتنوع التراث المغربي، وكذا إقامة شراكات مع مؤسسات ثقافية وفنية سويدية.

وقد أكد السيد تواتي جلاب على أهمية تعزيز التبادل الثقافي والاقتصادي، مشيرًا إلى أن السويد تُعد من البلدان الأوروبية ذات الانفتاح الكبير على الثقافات المختلفة، ما يجعلها أرضًا خصبة لتقديم الهوية المغربية في أبهى صورها، خاصة في ما يتعلق بالصناعة التقليدية والفن والتراث.

من جانبه، رحّب سعادة السفير المغربي بهذه المبادرة، معبّرًا عن دعمه الكامل لمثل هذه الخطوات التي من شأنها تقوية الروابط الإنسانية والثقافية بين البلدين، ودعم الجالية المغربية المقيمة بالسويد من خلال تعريف المجتمع السويدي بثقافتهم الأصلية.

وتُعد هذه الزيارة خطوة استراتيجية نحو إرساء دبلوماسية ثقافية فعالة تعكس صورة المغرب الحديثة، وتعزز مكانته على الساحة الدولية من خلال إشعاعه الحضاري، وانفتاحه على شراكات مبتكرة تدعم التنمية المستدامة وتروّج للتراث المغربي كأداة ناعمة في العلاقات الدولية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة طالع مجتمع

الآثار السلبية لظاهرة العنف المدرسي

د. عبد الله بن أهنية

The negative effects of school violence

مما لا شك فيه أن ظاهرة العنف بكل أشكاله ستظل ظاهرة ينبذها المجتمع برمته ويلفظها بفطرته السليمة المعهودة التي تسعى دوماً وعلى مر العصور إلى السلم والتعايش بسلام، ناهيك عن إذا ما كان ذلك العنف يتعلق بالمدرسة ومحيطها. فالمجتمع المغربي الأصيل ينبذ ذلك ويحاربه بشتى الوسائل، بل تكرس الوزارة المعنية العديد من الورشات التحسيسية والبرامج الهادفة إلى توعية الطلبة والمجتمع بالدور المنوط بهم كي تمر العملية التعليمية في أجواء مريحة وهادفة. ولذلك، فقد أصبح الهدف المنشود الآن هو العمل بشكل مكثف وسريع نحو خلق فضاء مدرسي بدون عنف، والحد من الهدر المدرسي وضرورة مراجعة المناهج كي تسمو بأخلاق رواد المؤسسات التعليمية، وتعمل على تحقيق مخرجات تليق بتطلعات آباء وأمهات التلاميذ، وتخدم المجتمع ككل. لكن واقع الأمر قد أظهر بأن تلك الطموحات لازالت تواجه تحديات كبرى تقف كعائق أمام مشروع إصلاح منظومة التربية والتعليم بصفة عامة، ولم تنجح بعد في إيقاف تنامي ظاهرة العنف المدرسي وكذلك الهدر المدرسي، وهما يشكلان في حقيقة الأمر انتكاسة لابد من إيجاد حلول عاجلة لاستئصالها ومعالجتها. ومما لا شك فيه أيضاً أن مثل هذه الظواهر تكون لها انعكاسات سلبية على مردودية الطلاب الأكاديمية ونتائج التمدرس والتحصيل بصفة عامة.

تأثير العنف المدرسي على نتائج التحصيل المدرسي: 

وللإفادة، فقد أوضحت الباحثة مونيكا برافو سانزانا من التشيلي في أحد مقالاتها تحث عنوان: ” التأثير السلبي للعنف المدرسي على الأداء الأكاديمي للطالب: تحليل متعدد المستويات” (31 أكبوير 2021م) بينت من خلال نتائجه أن العنف المدرسي بأشكاله الثلاثة (العنف المباشر والتمييز والتسلط عبر الإنترنت) كان له أثر سلبي على الأداء الأكاديمي. وحسب قولها فقد كانت الكفاءة الذاتية للطلاب والتوقعات التعليمية والرضا عن العلاقات الشخصية مع معلميهم مهمة في تقليل التأثير السلبي للتعرض للعنف. كما أن الأدوار النسبية لسياق المدرسة وعوامل الطالب الفردية تعتبر ذات أهمية خاصة للمعلمين في قياس الأداء الأكاديمي. وحسب رأي الباحثة، فإنه لا يُعرف سوى القليل عن تأثير العنف المدرسي على الأداء الأكاديمي للطالب ورفاهيته. ومن جهة أخرى فقد أكدت نتائج دراسة علمية أخرى قام بها كل من الباحث دانيال ك كورير (Daniel K. Korir) وفليكس كيبكوكومبوا (Felix Kipkemboi) قسم علم النفس التربوي بجامعة موا (Moi University ) بمقاطعة فيهيجا بكينيا، تم نشرها بالمجلة الدولية للعلوم الإنسانية والاجتماعية (مجلد 4، عدد 5 (1) سنة 2014م، أكدت الدراسة وأظهرت أن البيئة المدرسية وتأثير الأقران لهما تأثير بالغ على الأداء الأكاديمي للطلاب. وتُعتبر نتائج هذه الدراسة في حقيقة الأمر مفيدة للمعلمين ومديري المدارس والآباء والأمهات للحصول على مزيد من التبصر في العوامل النفسية والاجتماعية التي تؤثر على الأداء الأكاديمي للتلاميذ والطلاب. كما خلصت الدراسة أيضاً إلى أن النجاح الأكاديمي للتلميذ أو الطالب مرتبط بشكل كبير بنوع المدرسة التي يلتحق بها. وتشمل العوامل المؤثرة للمدرسة كلًا من هيكلها وشكلها الهندسي، ومنظرها الخارجي ومدخلها وفضاءها ومرافقها وحجراتها الدراسية وساحتها وملاعبها وقاعاتها الرياضية وحالة التدفئة أو التكييف وكذا أغراس ونباتات الحديقة والممرات والمناخ المدرسي العام داخل وخارج المدرسة.

وتعتبر ظاهرة العنف المدرسي بشقيه: العنف اللفظي والعنف الجسدي بين الطلاب والمعلمين أيضاً، بالإضافة إلى ظاهرة الهدر المدرسي وكذلك التحرش بشقيه (أي من كلا الطرفين: أساتذة وطلاب وطالبات) أيضاً وقضية المناهج عوائق خطيرة تقف في وجه مشروع إصلاح منظومة التعليم العمومي في مراحله المتقدمة، أي الإعدادي والثانوي والجامعي وبشكل فعال، أما التعليم الابتدائي والتعليم الأساسي فلازالا يعيشان تعثرا مستمرا رغم تغيير المسئولين والوزراء بين الفينة والأخرى. وإذا ما لم يتصدى المجتمع والمسئولين عن هذا القطاع إلى تلك الظواهر والمشاكل المتراكمة بكل مسئولية وصرامة وحزم، فإن نتائج التربية والتعليم في تلك المراحل ستكون لها انعكاسات سلبية على التعليم في كل تلك المراحل وبالخصوص في المرحلة الجامعية، بل قد تكون لها انعكاسات سلبية على المجتمع ككل.

أما فيما يخص قضية المناهج فلا زال الكثير يحن إلى مناهج مقتضبة تفي بالغرض وتتماشى مع متطلبات سوق الشغل مع اكتساب المعرفة اللازمة والمتطورة. ويرى أحد الباحثين على موقع القيادة الإدارية، تطوير المناهج، التعليم المتطور، رؤى المعلم (Admin Leadership, Curriculum Development, Evolving Education, Teacher Insights) بأن هنالك سبعة أسباب تجعل المناهج أكثر أهمية مما تعتقد وهي كالتالي:

1. تخلق المناهج وتعكس الثقافة والهوية.

2. إنها تواكب العالم المتغير.

3. تجعل المناهج القوية التعلم (والتدريس) متسقًا.

4. تفتح المناهج القوية أبواب التعاون.

5. توفر المناهج القوية المال للمدارس.

6. تساعد المناهج القوية المعلمين على التوافق.

7. توفر المناهج القوية أهدافا قابلة للقياس.

ويمكن أن نستخلص من كل ما ذكر بأننا عندما نتحدث عن المناهج القوية، فإن العبرة في الكيف وليست في الكم. وبعبارة أخرى، فإن معاناة الصغار اليوم من كثرة الكتب والدفاتر والمقررات التي لا يسمح الوقت بإتمامها في معظم الأحيان قد أصبح أمرا مؤرقاً، وأن ذلك لم يعد يطاق، أضف إلى ذلك الأسعار الملتهبة والتي هي في تصاعد شبه دائم.

العنف المدرسي والهدر المدرسي: هل ثمة أي علاقة؟:

مما لا شك فيه أن العنف المدرسي هو نتيجة لتراكمات اجتماعية ونفسية وليدة مجتمع قد تفشت فيه اختلالات جوهرية فيما يخص السلوك السوي ومكارم الأخلاق وبات الكلام النابي والشتم علانية يمر على مرأى ومسمع الجميع وكأنه أمر عادي. والمتتبع للشؤون التربوية والتعليمية منذ أوائل الاستقلال، قد يلاحظ هذا التراجع أو التقهقر فيما يتعلق بالأخلاق، إذ لم تعهد الأجيال السابقة تدني في الأخلاق والسلوك بهذا المستوى. فهل كان أحد ما يجرأ على تعنيف أستاذه فيما مضى؟ بل هل كان يقدر على تعنيف حتى أحد زملائه بهذا الشكل الوحشي الذي نشهده اليوم؟ قد تكون هناك مناوشات محدودة هنا وهناك بين الأقران أو أبناء الحومة أو الدرب، لكنها لم تكن تصل إلى تلك الدرجة من العنف والقساوة أو البشاعة كما نراه اليوم. وتفيد دراسات متعددة ومختلفة بأن هنالك عدد من حالات مغادرة الدراسة كان السبب المباشر فيها أحياناً هو العنف، فقد يغادر المدرسة من قام بالتعنيف أو من وقع عليه ذلك. ويبقى الخوف والتخوف هما السائدان في مثل تلك الحالات. ورغم معالجة بعض الحالات بتدخل من الوالدين أو المؤسسة، فهنالك إمكانية استمرار التبعات والآثار النفسية المترتبة عن ذلك، بل هناك من أضطر إلى مغادرة المدرسة وظلت تلك الآثار السلبية ترافقه طوال حياته بحيث لربما كانت هي السبب المباشر في انقطاعه عن الدراسة وعدم حصوله على وظيفة لائقة ومناسبة، ناهيك عن ضعف في المستوى المعرفي. قد تبدو هذه المقاربة غريبة شيئاً ما، لكنها حقيقة لا بد من الإشارة إليها، إذ نرى اليوم عدداً كبيراً من الأسر غير راضية عن مخرجات هذه المنظومة، بل قد تصل بها إلى درجة السخط خاصة لما ترى تلك الأعداد المهولة من أبناء وبنات المجتمع تغادر عالم التمدرس في سن مبكرة، إذ تشير الدراسات إلى أن 13% فقط من أولئك الذين حصلوا على شهادة البكالوريا يصلون إلى مرحلة إنهاء التعليم الجامعي. رقم مخيف حقاًّ مقارنة مع الأموال الطائلة التي تُصرف على هذا القطاع. وعلينا أن نستوعب حقيقة لا بد من ذكرها وهي أن المدرسة تعتبر البيئة المؤسسية التي تُحدد من خلالها معالم تجربة التعلم لدى الطالب، ولذلك فهي تواجه المزيد من المساءلة العامة حول الأداء الأكاديمي للطالب، إذ يُفترض أن تحافظ على مستوى انجاز عالي لجميع الطلاب كي تضمن سمعتها وبقائها وكذلك رضا المجتمع. وقد أجريت بحوث كثيرة حول العوامل المؤثرة في أداء التلميذ أو الطالب بما في ذلك مهارات التدريس والمناخ والفضاء المدرسي، والحالة الاجتماعية والاقتصادية لأسرة المتعلم، مثل ما ورد في أعمال هوي، كوتكامب، و رافيرتي،(2003). وقد أكد الباحثان أنه اعتمادا على تلك العوامل، يمكن للمدارس أن تفتح أبوابها أو تغلقها أمام الجمهور، لأن هذا الأخير لا يقتنع إلا بالأداء الأكاديمي الجيد. أما باري،(2005)، وكذلك كروسنو،(2004)، وآخرون، فيرون أن القطاع المدرسي (العام أو الخاص) يعتمد على مقومات أو مكونات المدرسة من حيث الإعتمادات المادية. وهكذا نرى مثلا أن المدارس الخاصة تميل إلى الحصول على تمويل أفضل رغم أن لديها في بعض الأحيان أحجاما أصغر من المدارس الحكومية مما قد يجعلها متميزة، وتنجح في جلب المزيد من الزبناء. كما أن التمويل الإضافي للمدارس الخاصة يؤدي إلى تحسين الأداء الأكاديمي لديها وزيادة فرص الحصول على الموارد مثل الحواسيب التي يرى إيمون،(2005) بأنها قد أثبتت أنها تعزز بالفعل التحصيل الأكاديمي، إلى جانب المعلم والخبرة اللذان يُعتبران مؤشرين آخرين على الأداء الأكاديمي الناجع للطلاب. فعلى سبيل المثال، هنالك دراسات أثبتت أن الطلاب الذين يلجون المدارس التي تتوفر على أعلى عدد من المعلمين الذين لديهم مؤهلات كاملة وعالية، يميلون إلى أداء أفضل والعكس بالعكس (بالي، وألفيرز،2003). ووفقاً لكروسنو وآخرون (2004)، فإن الفضاء المدرسي يرتبط ارتباطا وثيقا بالعلاقات الشخصية بين الطلاب والمعلمين، ونحن نقول أيضاً أن بناء تلك العلاقة الطيبة من شأنه أن يحد من ظاهرة العنف في المدارس، والتي تعتبر ظاهرة دخيلة على كل المجتمعات وبدون استثناء. فالفضاء أو المناخ العام المدرسي هو في حقيقة الأمر الجو العام للمدرسة، وهو مؤشر السعادة أو الإحباط لدى رواد المدرسة وذويهم. وهكذا إذا فإن بناء الثقة بين التلاميذ أو الطلاب والمعلمين هو اللبنة الأولى للعملية التعليمية ومؤشر نتعرف من خلاله -وبكل سهولة- عما إذا كانت المدرسة تشجع العمل الجماعي بداخلها وتخطو نحو بناء الثقة بين المعلمين والتلاميذ والمجتمع أيضاً.

 المحيط الخارجي السيئ أحد أسباب تفشي ظاهرة العنف المدرسي والتحرش:

المدرسة ليست بمعزل عن باقي مكونات المجتمع، بل هي جزء لا يتجزأ من ذلك الفسيفساء الذي يميز شوارع أحيائنا عن غيرها. فبناية المدرسة لها مكانتها داخل نفوس أهل الحي وهي معلمة ومرجعية للمجتمع تهوي إليها أفئدة أبنائنا منذ نعومة أظافرهم وتربطها بآبائهم وأمهاتهم وأولياء أمورهم روابط وطيدة لأنها هي التي ترسم معالم توجهاتهم وتحدد مساراتهم المستقبلية. والمحيط الخارجي للمدرسة لا يضم فقط الشكل الهندسي الخارجي لها، ولا البوابة الكبيرة ذات السلاسل الضخمة والأقفال النحاسية الكبيرة والمخيفة، بل هو ذلك المحيط الذي يضم النباتات والأغراس والرصيف والشارع والفضاء الواسع أمام المدرسة وعلم بلادنا، والرسوم الجميلة على سور المدرسة، ويضم العنصر البشري (من المجتمع المدني) المتواجد أمام وعلى حافة أسوار المدرسة وقارعة الطريق أيضاً.

خلاصة:

يمكننا القول بأن المجتمع المغربي ككل، بما في ذلك الشق المدني والعسكري أو السلطات المحلية بزيها الرسمي تساهم في تشكيل المحيط الخارجي للمدرسة، كما أن جميع السلطات المحلية بما في ذلك الإدارة العمومية والسياسيون والمنتخبون ورجال ونساء الأمن الوطني والقوات المساعدة والدرك الملكي والوقاية المدنية وجمعيات المجتمع المدني هي جزء من ذلك المحيط، فإن هي تدخلت وساهمت بقوة (وبمقاربة تشاركية) في الحفاظ على سلامة ونظافة المحيط المدرسي من كل أنواع السلوك المشين والقضاء على ظاهرة بيع المخدرات والحبوب المهلوسة والسجائر وساعدت في محو كل مظاهر انتشار المخدرات والعنف والتحرش والجريمة والسرقة وكل أنواع الموبقات، وكذلك القضاء على ظاهرة التلفظ بالكلام الفاحش علانية والمشاحنة والسب والقدح وقلة الحياء، وإن هي تدخلت بجميع الوسائل والسبل المتاحة وبشكل علني، فلاشك أن ذلك من شأنه أن يبعث بالشعور بالارتياح والطمأنينة لدى كل شرائح المجتمع، ويرفع من جمالية ونقاء المحيط المدرسي. ومن جهة أخرى، يجب ألا ننسى الدور الإيجابي الذي كانت تقوم به الكتاتيب القرآنية في تهذيب نفوس الأطفال منذ الصغر، وكذلك دورها الفعال في صقل شخصية المتعلم منذ الصغر وحثه على الأخلاق الحميدة وتدريبه على السلوك السوي منذ نعومة أظفاره، ناهيك عن تنشئته في رحاب جو روحاني وتدريبه على الطهارة والصلاة منذ الصغر، وصقل مهاراته اللغوية من خلال تحفيظ القرآن الكريم. وقد أكدت دراسات كثيرة أن من تربى في كنف دور تحفيظ القرآن الكريم قد لا يجد صعوبة في التعامل مع العلوم الأخرى أو اللغات الأجنبية نظراً لضبطه مخارج الحروف العربية الصحيحة في سن مبكر. ومما لا شك فيه أيضاً أن من تربى في الكتاتيب القرآنية قبل سن التمدرس القانوني، غالباً ما يكون مواطناً صالحاً متشبثا بمبادئ دينه وهويته وتراثه الثقافي واللغوي والاجتماعي، كونه قد تعود على مكارم الأخلاق والسلوك السوي ونبذ كل أشكال العنف والفوضى منذ الصغر.

والله ولي التوفيق،،،

باحث في مجال التربية والتعليم والثقافة

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات خارج الحدود

البوليساريو تستهدف بعثة المينورسو في تيفاريتي وسط توتر متصاعد بعد دعم أممي للمغرب

بقلم عبد الجبار الحرشي

في تطور خطير وغير مسبوق، أقدمت ميليشيات جبهة البوليساريو، المدعومة من النظام الجزائري، على تنفيذ هجوم مباشر استهدف بعثة الأمم المتحدة في الصحراء المغربية “المينورسو”، بمنطقة تيفاريتي الواقعة داخل المنطقة العازلة.

مصادر دبلوماسية وصفت هذا الاعتداء بـ”الاستفزازي والإرهابي”، في خرق سافر لقرارات الأمم المتحدة، وسعي مكشوف لتأجيج الوضع في المنطقة. وحاولت الجبهة الانفصالية التملص من المسؤولية، عبر اتهام القوات المسلحة الملكية المغربية بتنفيذ العملية، في مناورة فاشلة اعتادت عليها في مثل هذه المناسبات.

ويأتي هذا التحرك العدائي في توقيت دقيق، ساعات قليلة بعد تسريب تقرير أممي جديد يؤكد بوضوح دعم مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل واقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء. وهو ما اعتُبر ضربة موجعة لجبهة البوليساريو التي تعاني من عزلة دبلوماسية وتآكل دعمها داخل أروقة المنتظم الدولي.

هذه العملية الإرهابية تكشف، بحسب متابعين، عن حالة من التخبط واليأس داخل الجبهة الانفصالية، بعد فقدانها لأهم أوراقها التفاوضية والدبلوماسية، خصوصًا في ظل تعاظم الزخم الدولي المؤيد للمبادرة المغربية واعتبارها الحل الوحيد القابل للتطبيق.

في ظل هذا التصعيد، تتجه الأنظار إلى مجلس الأمن الدولي وموقفه من هذا الاعتداء على بعثة أممية يفترض أن تحظى بالحماية والاحترام.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة ثقافة و أراء

“اضطراب”… عرض كوريغرافي مغاربي يُجسّد صراع الهوية في زمن التحولات

بقلم: حسيك يوسف

شهد المركب الثقافي سيدي الرحال عرضًا كوريغرافيًا مسرحيًا بعنوان “اضطراب”، من توقيع الكوريغراف المغربي زكرياء عبيدي، الذي استطاع من خلال حركات الجسد والرموز البصرية والموسيقية أن يلامس قضايا وجودية تعكس تمزق الإنسان المغاربي بين ماضيه التراثي وزمنه المعاصر.

يعتمد العرض على جمالية الأداء الجسدي وسط ديكور هندسي يتمثل في “مكعب” يُحاكي العزلة والاٍنغلاق، حيث يتحرك الجسد داخله في محاولات متكررة للاٍنفلات والتحرر. يبدأ العرض بكتلة جسدية ساكنة داخل هذا المكعب، وبمجرد سماعه لأهازيج تراثية مغاربية يشرع في الحركة شيئا فشيئا وكأنها أعادت له الحياة وأعادت اٍرتباطه بخصوصيته و بهويته التي طمستها المعاصرة .

ومن خلال الصراع بين أعضاء الجسد وبينه وبين قضبان المكعب تتجسد أزمة الإنسان المعاصر، المضطرب بين القبول والاستسلام من جهة والرغبة في التمرد والانعتاق من جهة أخرى.

ف”اضطراب” اٍذا ليس عرضًا فنيًا فحسب، بل صرخة جسدية ضد الاغتراب، ضد التشييء، وضد الصمت ،وهو في الآن ذاته بحثٌ عن الذات في ظل عالم متغير.

يثبت زكرياء عبيدي اٍذا و من خلال هذا العمل أن الجسد في المسرح المعاصر لم يعد مجرّد أداة بل لسانا وصوتًا ناطقًا تنبعث منه صدى تلك الكلمات المتعالية التي إجتاحت جسد الفنان وإخترقت كيانه لينهض بلغة منتفضة ،اٍنّها لغة الحركة والإشارة والإيماءة، لغة مكنّت الجسد “أن يحلّ مكان الكلمة ” ، كاتبا للمتلقى نصوصا جعلت منه عنصرا فعّالا ومكمّلا للعرض من خلال إستيعابه للرسالة الفنية الكوريغرافية ” فأي جمهور في كل أنحاء العالم يفهم هذه الأعمال لأنّها ترتكز على التعبير بالجسد الذي يعدّ أهم آلة بشرية تستطيع رسم مكنوناتها الداخلية وبواسطة الحركة الجسدية يفهم الجميع ما تريد إيصاله، فلو وضعنا هذه اللغة بتقنية العصر لإٍستطاعت أن تقول مفهومنا، وثورتنا كلّها تقولها بلغة الجسد”

طبعا ليست لغتنا المعهودة بل لغة جديدة هي لغة الحركة، لغة قائمة أساسا على تفعيل الجانب البصري في بناء المشهد التشكيلي وتحقيق انساق تواصلية مع المتلقي عبر استثارة حاسة البصر لديه “فهي لغة الجسد”

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة جهات

لقاء تواصلي بالدار البيضاء حول الحماية الاجتماعية للفنانين

ابراهيم فاضل

تنظم النقابة المهنية لحماية ودعم الفنان ، بتنسيق مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي

لقاء تواصليا مع الفنانين المهنيين للوقوف على مستجدات ورش الحماية والاجتماعية المتعلق بالفنان (التغطية الصحية)، وذلك يوم الجمعة 18 أبريل 2025 ابتداءا من الساعة 15:00 الثالثة زوالاً بغرفةالصناعة والتجارة والخدمات لجهة الدار البيضاء سطات. وسيشارك في تأطير هذا اللقاء أطر نقابية وأطر من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وسيتدخل لمقاربة هذا الموضوع كل من الأستاذ أيوب الترابي رئيس النقابة المهنية لحماية ودعم الفنان، الدكتور مسعود بوحسين الرئيس السابق للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، ورئيسها الحالي الأستاذ الحسين الشعبي.

وسيكون هذا اللقاء مفتوحا في وجه جميع الفئات الفنية الحاملة للبطاقة المهنية للفنان، وكذلك لممثلي وسائل الإعلام. الاتصال…

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة خارج الحدود

إطلاق نار داخل مخيمات تندوف يخلّف قتلى وجرحى وسط اتهامات للجيش الجزائري بالتسبب في مجزرة

بقلم: نبيل بوسباع

في تصعيد خطير وغير مسبوق، كشف منتدى “فورساتين” الداعم لمؤيدي الحكم الذاتي داخل مخيمات تندوف، عن حادث دموي وقع بمخيم الداخلة، بعدما أقدم الجيش الجزائري على إطلاق النار داخل منطقة مأهولة بالسكان، خلال مطاردته لمنقّبين عن الذهب بين منطقتي العرگوب واجريفية.

الحادث، الذي خلف مقتل شخصين – أحدهما موريتاني الجنسية – وإصابة أزيد من عشرة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، أثار حالة من الرعب والهلع في صفوف سكان المخيم، خاصة النساء والأطفال الذين فوجئوا بإطلاق النار وسط مساكنهم.

ووصف منتدى فورساتين ما وقع بأنه محاولة لصرف الأنظار عن تصاعد الانتقادات الدولية الموجهة للجزائر على خلفية تدخلها العسكري في مالي، مشيراً إلى أن ما جرى يُعد تصعيداً خطيراً يرمي إلى افتعال أزمة داخلية لتبرير سياسات القمع داخل المخيمات.

وعقب الحادث، شهد المخيم موجة غضب واسعة، تجلت في احتجاجات عارمة استنكر فيها المواطنون بشدة تصرفات الجيش، ووجهوا أصابع الاتهام لقيادة “البوليساريو” وعلى رأسها إبراهيم غالي، التي وصفوها بـ”الصامتة والمتواطئة” مع النظام الجزائري.

وأكد المنتدى في بيانه أن ما جرى يكشف مرة أخرى عن الواقع المأساوي لمخيمات تندوف، التي تحولت إلى سجن مفتوح تسيطر عليه الجزائر وتستغله كورقة سياسية في صراعاتها الإقليمية، على حساب معاناة المدنيين الصحراويين.

وختم “فورساتين” بيانه بدعوة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل من أجل حماية سكان المخيمات، مطالباً بفتح تحقيق نزيه ومحاسبة المتورطين، كما دعا الصحراويين إلى كسر حاجز الصمت والانتفاض ضد واقع التهميش والقمع الذي يعيشونه منذ عقود.