Categories
أخبار 24 ساعة سياسة

إعلام موريتاني يشيد بقرب افتتاح معبر بري جديد نحو المملكة المغربية

مع الحدث الصحراء المغربية 

أفادت وسائل إعلام موريتانية بأن معبرًا بريًا جديدًا بين المغرب وموريتانيا بات قريبًا من الافتتاح، سيربط مدينة بير أم اكرين شمال موريتانيا بمدينة السمارة المغربية، عبر طريق يمر من أمغالة.

ووفقًا لموقع أنباء أنفو المحلي، فإن مشروع الخط السككي الذي يربط شوم بـ أكجوط ونواكشوط سيعزز الاتصال بين العاصمة والمدن الشمالية، ما يمنح منطقة شوم القريبة من الحدود المغربية أهمية متزايدة.

ويرى المصدر أن هذا المعبر الجديد سيشكل إضافة نوعية للحركة التجارية بين البلدين، خاصة مع تزايد نشاط معبر الكركرات–نواذيبو، وسيتيح فرصًا أوسع لتنقل الأفراد والبضائع، مع المساهمة في فك العزلة عن شمال موريتانيا وتخفيف الضغط عن معبر الكركرات.

وزارة الداخلية الموريتانية صادقت رسميًا على المشروع، فيما أوشكت الأشغال على الانتهاء بالطريق الرابط بين السمارة والحدود عبر أمغالة.

وتزامن ذلك مع إطلاق الحكومة الموريتانية مشاريع طرقية جديدة في شمال البلاد قرب الحدود، في إشارة واضحة إلى اهتمام متزايد بالبنية التحتية في المنطقة.

من جانبه، أعرب الشرقي الهاشمي، الكاتب الوطني للاتحاد العام لمهنيي النقل الدولي والوطني، عن تفاؤله بافتتاح المعبر عبر أمكالا، معتبرًا أنه فرصة لتعزيز الروابط الاقتصادية المغربية–الموريتانية.

لكنه شدد على ضرورة إنجاز طريق معبدة وبمواصفات عالية، كما هو الحال في المغرب، لضمان سلاسة وأمان تنقل الشاحنات.

وأوضح الهاشمي أن المسار الحالي بين أمكالا والجانب الموريتاني ما زال صعبًا ويؤثر سلبًا على زمن الرحلات وتكاليف النقل، داعيًا إلى برمجة مشاريع عاجلة لتأهيل هذا الممر وجعله رافعة للتنمية المشتركة، بما يخدم التكامل الاقتصادي المستدام بين البلدين.

Categories
أعمدة الرآي

شكاية من جمعية شرفاء مولاي عبد الله بن حساين علي سؤال برلماني المشور حول قابض تمصلوحت

مراكش براهيم افندي 

تقدمت جمعية شرفاء الولي الصالح مولاي عبد الله بن حساين بتظلم وشكاية حول سؤال كتابي وجهه النائب البرلماني عبد الرحمن لوفا إلى الجهات المختصة، تساءل فيه عن مدى توافق المهام الإدارية والمالية للقابض الإقليمي بالحوز، في إشارة واضحة إلى ما اعتبرته الجمعية “تلميحات تحمل إيحاءات خطيرة تمس بسمعة قابض تمصلوحت”، الذي ينتمي إلى سلالة الشرفاء المرتبطين بالولي الصالح.

وأكدت الجمعية في شكايتها أن السؤال البرلماني، “ورغم إلباسه لبوس المراقبة البرلمانية”، إلا أنه يحمل إيحاءات تتجاوز حدود التساؤل المؤسساتي، ويدخل في سياق تصفية حسابات شخصية مرتبطة بنزاعات محلية، لا علاقة لها بوظيفة القابض المعني.

وذهبت الجمعية إلى حد اعتبار السؤال “جزءًا من محاولة لتوريط النائب البرلماني في مؤامرة سياسية محبوكة”، داعيةً إياه إلى التحري والتدقيق في خلفيات بعض المعطيات التي تصله، حتى لا يكون أداة في صراعات لا تخدم لا الصالح العام ولا سمعة المؤسسات.

وطالبت الجمعية في ختام شكايتها بضرورة تحصين المؤسسات من الاستهدافات المغرضة التي تُستعمل فيها أدوات الرقابة بشكل انتقائي أو مسيس، مشددة على أهمية احترام المساطر القانونية والمهنية في مثل هذه الملفات.

تجدر الإشارة إلى أن النائب البرلماني المعني لم يصدر، حتى تاريخ نشر هذا المقال، أي توضيح رسمي بخصوص دوافع سؤاله أو خلفياته، في انتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة من تطورات.

Categories
أخبار 24 ساعة خارج الحدود

ترامب يجدد من خلال رسالة إلى الملك محمد السادس دعم واشنطن لمغربية الصحراء

دونالد ترامب واشنطن 

وجّه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ج. ترامب، رسالة تهنئة إلى الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش، أكد من خلالها التزام بلاده المستمر بدعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وتجديد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.

وأوضح ترامب في رسالته أن واشنطن تعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة “الحل الجاد وذو المصداقية والواقعي”، مشيراً إلى أنه يشكل “الأساس الوحيد للتوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع الإقليمي”.

وباسم الشعب الأمريكي، عبّر ترامب عن تهانيه الحارة للملك والشعب المغربي، مشيداً بقوة الشراكة الثنائية بين البلدين. وقال: “نحن ملتزمون بالعمل مع المملكة المغربية لتعزيز أولوياتنا المشتركة في مجالات الأمن والسلم، من خلال مواصلة تفعيل اتفاقات أبراهام، ومواجهة التحديات الأمنية، وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري بما يخدم مصلحة شعبي البلدين”.

واختتم الرئيس الأمريكي رسالته بالتأكيد على حرصه على استمرار التعاون بين الرباط وواشنطن، من أجل ترسيخ الاستقرار والسلام في المنطقة.

Categories
أخبار 24 ساعة متفرقات

من سيقود ما تبقى من الولاية بجماعة بوسكورة؟ بعد عزل الرئيس: الساكنة تنتظر بداية جديدة

بوسكورة فيصل باغا 

بعد القرار الرسمي بعزل رئيس جماعة بوسكورة، يبرز سؤال جوهري على الساحة السياسية والمجتمعية المحلية: من سيتولى تسيير ما تبقى من الولاية الحالية؟ ومن هو الشخص الذي سيتربع على كرسي المسؤولية في مرحلة دقيقة تحتاج إلى قرارات جريئة وتدبير فعّال؟

الرأي العام المحلي بمدينة بوسكورة يعيش حالة من الترقب، وسط آمال بأن يشكّل هذا التحول فرصة لبداية جديدة، وطي صفحة سابقة لم تلبِّ تطلعات الساكنة. سكان المدينة، الذين عانوا لسنوات من بطء التنمية وغياب المشاريع الحيوية، يوجهون نداءً مباشراً إلى وزارة الداخلية والسيد عامل إقليم النواصر بضرورة التدخل الإيجابي والمواكبة الفعلية لما يجري داخل المجلس الجماعي.

الرسالة التي يُجمع عليها سكان بوسكورة واضحة: كفى من نفس الوجوه السياسية التي ظلت تتكرر داخل المجلس دون تقديم أي جديد. المدينة اليوم في أمسّ الحاجة إلى دماء جديدة، وقيادة بكفاءة حقيقية، قادرة على بلورة رؤية تنموية واضحة تستجيب لحاجيات الساكنة وتحديات المرحلة.

إن المجلس الجماعي المقبل يجب أن يكون مختلفًا، مبنيًّا على أسس الحكامة الجيدة، والقطع مع منطق المصالح الضيقة، لأن بوسكورة تستحق الأفضل، وتحتاج إلى رئيس ومكتب مسير يتحلون بالمسؤولية والجرأة في اتخاذ القرار.

وفي انتظار ما ستؤول إليه مشاورات تشكيل المكتب الجديد، تبقى أعين الساكنة مشدودة إلى القادم من الأيام، وسط أمل أن يكون التغيير هذه المرة حقيقياً، لا مجرد تبديل أسماء بنفس العقليات.

Categories
أخبار 24 ساعة سياسة

حزب الإستقلال بإقليم تيزنيت يجدد مكتبه المحلي بجماعة أيت حمد

تزنيت محمد العزاوي         

في إطار مساعيه الرامية إلى خلق دينامية تواصلية مع مناضلات ومناضلي الحزب بمختلف جماعات الإقليم، ، عقدت المفتشية الإقليمية لحزب الاستقلال بإقليم تيزنيت، يومه السبت 26 يوليوز الجاري، الجمع العام الخاص بتجديد الفرع المحلي للحزب بجماعة أيت حمد دائرة أنزي، وذلك بإشراف السيد المفتش الإقليمي “مصطفى هيت”، والأخ “الحاج لحسن الباز”، عضو المجلس الوطني للحزب، والأخ ” رشيد بن هماد”، عضو المجلس الوطني للحزب.

الجمع العام الذي يأتي في سياق تقوية البناء التنظيمي لحزب الاستقلال بإقليم تيزنيت، من خلال إعادة هيكلة جميع فروع الحزب على مستوى جميع جماعات الإقليم، يعكس حرص حزب الاستقلال على التواجد في صلب الانشغالات اليومية لعموم المواطنين، وتشجيع الشباب على الانخراط في العمل السياسي، وتخليق الممارسات السياسية الفضلى، وجعلها أساسا للفعل الحزبي الجاد والمسؤول على مستوى مختلف جماعات الإقليم، كان مناسبة كذلك لمناقشة ثلة من المواضيع التي تشغل بال الساكنة المحلية، وفي مقدمتها المشاكل المتعلقة بالتنمية المحلية والنهوض بالموضوع الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة ، ، وكذا السبل الكفيلة بايجاد الحلول المناسبة لرد الاعتبار لمنطقة أيت حمد، في ظل غياب برامج تنموية حقيقية تستجيب لانتظارت الساكنة المحلية بكل فئاتها.

وقد اختتم الجمع العام أشغاله بانتخاب الأخ “الحسين النجاري “، وبإجماع الحاضرين، كاتبا محليا للفرع المحلي لحزب الاستقلال بجماعة أيت حمد.

Categories
أخبار 24 ساعة سياسة

توقيف رئيس جماعة بوسكورة بوشعيب طه وإحالته على القضاء الإداري بسبب اختلالات تدبيرية

بوسكورة فيصل باغا

شهدت جماعة بوسكورة التابعة لإقليم النواصر بجهة الدار البيضاء-سطات، تطوراً لافتاً في مسار تدبير الشأن المحلي، وذلك بعد توقيف رئيس الجماعة بوشعيب طه، من طرف عامل الإقليم يوم الجمعة 25 يوليوز 2025، بناءً على معطيات وتقرير رقابي كشف عن وجود اختلالات في التسيير الإداري والمالي.

وحسب مصدر مطلع فإن قرار التوقيف لم يكن ارتجالياً، بل جاء على إثر تقارير تفصيلية أعدتها مصالح الرقابة، سجلت مجموعة من الملاحظات الجوهرية حول تدبير الملفات المحلية، وخاصة ما يتعلق بطرق صرف الميزانية، وتدبير المشاريع التنموية، وكذا احترام القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات.

وأكد مصدر مسؤول لجريدة مع الحدث أن عامل إقليم النواصر تقدم بطلب رسمي إلى المحكمة الإدارية من أجل عزل بوشعيب طه من منصبه، ومن المرتقب أن تبت المحكمة في هذا الطلب يوم الخميس 31 يوليوز الجاري، ما يجعل هذا الملف مفتوحاً على احتمالات متعددة، قانونية وسياسية.

ولم يقتصر القرار التأديبي على رئيس الجماعة وحده، بل طال كذلك عدداً من أعضاء المكتب المسير، في خطوة توصف بأنها تصحيحية ومرتبطة بتكريس مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، الذي ما فتئ الخطاب الرسمي في المغرب يدعو إلى تفعيله كمدخل أساسي لإصلاح الإدارة المحلية.

وفي محاولة للحصول على توضيح من المعني بالأمر، قامت جريدة مع الحدث بالاتصال برئيس جماعة بوسكورة، غير أن هاتفه ظل خارج الخدمة، مما يزيد من غموض الموقف ويطرح تساؤلات حول طبيعة الرد الذي قد يقدمه في حال مثوله أمام القضاء الإداري.

ويُنتظر أن تثير هذه التطورات ردود فعل واسعة، سواء داخل أوساط ساكنة بوسكورة التي تتابع الوضع بكثير من الترقب، أو ضمن الفاعلين السياسيين محلياً وجهوياً، في ظل تصاعد الدعوات لتكريس مزيد من الشفافية والنزاهة في تدبير الشأن العام المحلي.

تبقى الأنظار متجهة إلى جلسة 31 يوليوز، والتي ستحسم في مصير واحد من أبرز المنتخبين المحليين بالمنطقة، وسط أجواء مشحونة بأسئلة الانتظار والمحاسبة.

 

Categories
سياسة متفرقات

ابن أحمد فوق صفيح ساخن.. تمرد مستشارين يشعل أزمة سياسية جديدة 

سطات عماد وحيدال

تعيش الجماعة الحضرية لمدينة ابن أحمد، التابعة لإقليم سطات، على وقع احتقان سياسي متصاعد بعد خطوة غير مسبوقة اتخذتها أحزاب التحالف الحكومي (الأصالة والمعاصرة، التجمع الوطني للأحرار، وحزب الاستقلال)، تمثلت في تقديم دعوى قضائية أمام المحكمة الإدارية بالدار البيضاء لتجريد خمسة مستشارين من عضويتهم داخل المجلس الجماعي.

الخطوة جاءت كرد فعل على ما وصف بـ”التمرد الحزبي”، حيث صوت المستشارون المعنيون خلال عملية إعادة تشكيل مكتب المجلس لفائدة مرشح الاتحاد الاشتراكي، متجاوزين تعليمات هيئاتهم السياسية، في موقف أثار الكثير من الجدل حول مدى صلابة الالتزام بالانتماء الحزبي في ظل تعقيدات الواقع السياسي المحلي.

وقد حُدد تاريخ 5 غشت 2025 كموعد أولي لبدء جلسات المحكمة للنظر في هذا الملف، الذي قد يفتح الباب أمام تغييرات جديدة على مستوى التركيبة السياسية داخل المجلس الجماعي، وسط تساؤلات قانونية وأخلاقية حول أولوية الانضباط الحزبي مقابل الإرادة الحرة للمنتخبين.

ويعود أصل الأزمة إلى القرار الصادر عن عامل إقليم سطات بإعادة انتخاب مكتب المجلس، بعد توقيف الرئيس السابق للمجلس عن أداء مهامه بسبب ملفات قضائية لا تزال رهن التداول أمام محكمة النقض. وجاء هذا القرار الإداري مدعومًا بتقارير تفتيش أنجزتها لجنة رفيعة من وزارة الداخلية، كشفت عن اختلالات جسيمة وتجاوزات إدارية ومالية داخل الجماعة، ما دفع السلطات إلى التحرك العاجل لإعادة ترتيب المشهد المحلي.

وفي خضم هذا التوتر، يبقى المواطن بابن أحمد المتضرر الأكبر، إذ تتعطل المشاريع التنموية والخدمات اليومية في ظل هذه النزاعات السياسية، التي تحولت إلى معارك كسر عظام بين الأحزاب، دون اعتبار لحاجيات السكان أو مستقبل المدينة.

شرعية الصندوق أم شرعية الانضباط؟

ما تشهده جماعة ابن أحمد اليوم لا يُعدّ مجرد خلاف انتخابي عابر، بل هو مرآة لانقسام عميق بين شرعية الاختيار الديمقراطي داخل المجالس المنتخبة، وشرعية الالتزام بالتوجيهات الحزبية التي غالبًا ما تصطدم بالمصالح المحلية والتوازنات الهشة. وبين هذا وذاك، تبقى الأسئلة مطروحة حول من يدفع الثمن في النهاية، وهل ستظل الديمقراطية رهينة الانضباط الحزبي أم أن الوقت قد حان لإعادة النظر في القوانين المنظمة للتمثيل الجماعي بما يضمن الاستقرار والنجاعة في التسيير؟

Categories
سياسة

الصوت الذي أزعج الأغلبية الحكومية في اقليم الحوز

الحوز متابعة براهيم افندي 

في زمن الصمت السياسي وتواطؤ “السكوت مقابل المقعد”، يصبح من يمارس المعارضة الحقيقية هدفًا للاتهام والتشويش.

هذا بالضبط ما حدث مع المؤتمر الإقليمي الأخير الذي نظمته الحركة الشعبية بإقليم الحوز، حيث سارعت بعض الأصوات المحسوبة على أحزاب الأغلبية لاتهام المنظمين بـ”الركوب على معاناة الساكنة”.

لكن، علينا ان نطرح السؤال بوضوح: من يركب على من؟

هل “الركوب” يكون بتنظيم مؤتمر سياسي إقليمي، يفتح النقاش حول مشاكل الصحة والبنية التحتية والتهميش و اعادة الإعمار ؟ أم يكون في استغلال معاناة الحوز في البلاغات الوزارية، ثم طيّ الملف بمجرد أن تنطفئ كاميرات الإعلام؟

الحقيقة أن هذه الحملة لم تكن موجهة فقط ضد المؤتمر، بل ضد الحركي محمد أوزين بالدرجة الأولى، الذي تحوّل في الشهور الماضية إلى صوت مرتفع داخل البرلمان، يُربك الحكومة بأسئلته ويفضح بطء تنفيذ الوعود، خاصة تلك المتعلقة بزلزال الحوز.

لقد كان أوزين من أوائل السياسيين الذين حذّروا من ترك الساكنة لمصيرها بعد انتهاء “الصورة الرسمية”، وألحّ على ضرورة المرور من مرحلة التضامن إلى مرحلة الدولة الاجتماعية الفعلية، لا الشعارات. هو من كشف أن الحكومة تعِد على الورق أكثر مما تنجز في الميدان.

وهنا مكمن الإزعاج.فالحكومة التي اعتادت على برلمان صامت، وعلى معارضة شكلية، فوجئت بنائب يجرّ الملفات من رفوف التجاهل إلى واجهة النقاش. نائب لا يخشى أن يقول: “فشلتم”، حين يكون الفشل واضحًا، ولا يجامل باسم “الوطنية” حين تكون الوطنية في قول الحقيقة.

اتهام المعارضة بـ”الركوب على المعاناة” ليس جديدًا. إنها الذريعة القديمة التي تستخدمها كل سلطة كلما افتضح تقصيرها. فمن الأسهل دائمًا مهاجمة من يُنبه، من التوقف لمراجعة السياسات. لكن ما يُقلق فعلًا، هو أن هذه الاتهامات صدرت عن أطراف من داخل الأغلبية، وكأنهم نسوا أنهم في موقع المسؤولية، لا التعليق.

من حق أي حزب أن يعقد مؤتمره في الحوز أو غيره، ومن واجبه أن يُسمع صوت المواطن، خاصة حين يصمت من يُفترض بهم أن يُدافعوا عنه. فالديمقراطية لا تكتمل إذا حوّلنا المعارضة إلى متهم دائم، وكل من ينتقد إلى مزايد أو شعبوي.

المؤتمر الأخير لم يكن عرضًا مسرحيًا، بل لحظة سياسية، حمل فيها الحركيون رسائل واضحة: كفى صمتًا، كفى تهميشًا، وكفى تسويقًا لإنجازات غير مرئية.وإذا كان ذلك يُزعج من يفضلون الصمت الجماعي، فليكن. لأن دور السياسي ليس تقليم الحقائق لتناسب المزاج الرسمي، بل فضح التقصير وتذكير الجميع بأن المواطن في الحوز لا يعيش بالشعارات، بل ينتظر فعلًا حقيقيًا، لا مزايدات لفظية

لكن الغريب – والمقلق في آن – هو أن تُتهم الأصوات التي تنتقد وتُنبّه وتحمل همّ المواطن، بأنها تُهيّج الناس وتُغذي الاحتقان. وكأن المطلوب من السياسي اليوم، أن يُجامل الفشل، ويصمت أمام المعاناة، ويصفق للحكومة كي لا يُتهم بالشعبوية أو “الركوب”.

في الحقيقة، هذا النوع من الخطاب – أي النقد السياسي الصريح – ليس تهييجًا، بل ممارسة ديمقراطية مسؤولة، ما دامت تستند إلى الوقائع، وتخاطب المؤسسات، وتطالب بالإصلاح، لا بالفوضى. فدور المعارضة ليس نشر الطمأنينة الكاذبة، بل تنبيه الرأي العام، ودق ناقوس الخطر حين تتراكم الاختلالات. أما الخطر الحقيقي، فهو أن يسود الصمت، ويغيب السؤال، ويُترك المواطن ليواجه مصيره وحده تحت خيام الزلزال أو في هوامش النسيان.

في بلد يُفترض أنه اختار الديمقراطية طريقًا، لا يمكن اعتبار كل خطاب صادق ومزعج بمثابة تهييج، بل هو ضمانة لليقظة الجماعية، ورافعة لإصلاح السياسات، إن كانت هناك إرادة حقيقية للإصلاح. أما من يخشى هذا النوع من الخطاب، فربما لأنه يخاف الحقيقة أكثر مما يخاف من “الركوب” عليها.

Categories
أعمدة الرآي ثقافة و أراء

تزكيات انتخابية أم صفقات سياسية؟؟ …. عندما تهمّش الكفاءات لصالح الأميين والانتهازيين

مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، تشتد النقاشات داخل الأحزاب السياسية حول لوائح المرشحين، وتُطرح مجددًا أسئلة جوهرية حول معايير التزكية، ومدى احترامها لمبادئ الديمقراطية الداخلية، وروح المسؤولية، وخدمة الصالح العام.

وللأسف لا تزال ظاهرة تزكية الأميين والانتهازيين وأصحاب المصالح الذاتية تطغى على المشهد الانتخابي في عدد من المناطق، في تغييب واضح للكفاءات والمناضلين الحقيقيين، وفي تجاهل صريح لتوجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي لطالما دعا في خطاباته إلى تحمّل المسؤولية بنزاهة، وربط العمل السياسي بخدمة المواطن، لا بخدمة الأجندات الفردية.

ما الذي يحدث داخل الأحزاب؟

بدل أن تكون التزكية وسيلة لترشيح الكفاءات الوطنية النزيهة والمشهود لها بغيرتها على الوطن، تحوّلت في كثير من الأحيان إلى أداة لإعادة تدوير الوجوه المستهلكة، وتصفية الحسابات الداخلية، وتكريس الولاءات الضيقة، كما لو أن المناصب الانتخابية غنائم توزَّع لا مسؤوليات تُؤدى.

لقد أصبح من المألوف أن نرى مرشحين يفتقرون إلى أبسط مقومات الفهم القانوني أو الإداري، وأحيانًا لا يملكون حتى الحد الأدنى من التعليم، يتم تزكيتهم فقط لأنهم “يموّلون الحملة” أو يمتلكون قاعدة انتخابية تم بناؤها على الزبونية والمصالح، لا على البرامج والإقناع.

تنبيهات ملكية لم تجد آذانًا صاغية

في خطاب افتتاح البرلمان سنة 2016، قال جلالة الملك:

“إن التوجه الحقيقي يجب أن يكون نحو الكفاءات، وتحمل المسؤولية بصدق ونزاهة، بعيدا عن منطق الولاءات الضيقة، والبحث عن المصالح الشخصية.”

كما أكّد في خطاب العرش سنة 2017 على أن:

> “المسؤول الحقيقي هو الذي يضع المواطن فوق أي اعتبار، ويحرص على خدمة مصالحه، بكل صدق وأمانة.”

لكن رغم هذه التوجيهات السامية، لا زلنا نشهد في كل موسم انتخابي عودة نفس الأسماء، بنفس الأساليب، مع تغييب تام لروح المحاسبة الداخلية، ولامبالاة بمصداقية العمل الحزبي، وكأن همّ البعض هو “الترشح فقط”، لا تمثيل المواطن فعليًا.

الكفاءات تُقصى والمناضلون يُهمشون

من غير المعقول أن يُقصى المناضلون الحزبيون الحقيقيون، أولئك الذين تدرجوا داخل هياكل أحزابهم، وتحمّلوا المسؤولية التنظيمية، وتشبعوا بالمرجعية الفكرية والأيديولوجية للحزب، ويملكون تصورًا واضحًا لتنزيل البرامج على أرض الواقع، لصالح مرشحين لا يربطهم بالحزب سوى موسم الانتخابات.

هؤلاء المناضلون هم الأجدر بالثقة والتزكية، لأنهم يُدركون معنى العمل السياسي ويؤمنون بأنه التزام ومسؤولية، لا سلّم للوصول إلى الامتيازات.

رسالة إلى المواطن المغربي

في خطاب العرش لسنة 2020، وجّه جلالة الملك دعوة مباشرة للمواطنين:

“إن المشاركة الواسعة في الانتخابات، واختيار المرشحي الأكفاء والنزهاء، هي الوسيلة الوحيدة لتغيير الوضع إلى الأفضل.”

وهنا نُحمّل المواطن أيضًا جزءًا من المسؤولية. فالصوت الانتخابي أمانة، واختيار المرشح المناسب مسؤولية وطنية. التغيير لن يتحقق طالما استمر بعض الناخبين في التصويت بدافع القرابة أو العاطفة أو المصلحة الآنية.

نحو تصحيح المسار

إذا أرادت الأحزاب أن تستعيد ثقة المواطن، فعليها أن تعيد الاعتبار لمناضليها الحقيقيين، وأن تجعل من الكفاءة، والنزاهة، والقدرة على التواصل والترافع عن قضايا الساكنة، معايير رئيسية للتزكية. كما يجب أن تُمارس نقدًا ذاتيًا حقيقيًا، وتقطع مع منطق الريع الانتخابي، لأن الوطن لم يعد يحتمل مزيدًا من الارتجال والرداءة.

أما المواطن فله أن يُدرك أن لحظة التصويت هي لحظة سيادة، وأن حسن الاختيار اليوم، هو ضمان لمستقبل أفضل غدًا.

الأستاذ محمد المزابي

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة

تصريح وزير العدل حول هبة فيلا لزوجته يثير جدلًا واسعًا حول الضريبة على العقار

مع الحدث 

أثار وزير العدل، السيد عبد اللطيف وهبي، موجة من الجدل عقب تصريحه بشأن فيلا قام بشرائها ومنحها لزوجته كهبة، مؤكدًا أنه لا يرى موجبًا لأداء أي ضريبة عنها، بحكم أن الأمر لا يدخل ضمن معاملات البيع والشراء.

وقال وهبي في تصريحه المثير: “اشتريت الفيلا ووهبتها لزوجتي في إطار تثمين عمل المرأة في البيت، لأنها لا تشتغل، وقدّرت العقار بالقيمة التي أردت، ولا أعتقد أنني ملزم بأداء الضريبة، حتى وإن تطلّب الأمر الذهاب إلى المحكمة، لأنها هبة وليست بيعًا أو شراءً.”

ويأتي هذا التصريح في ظرفية تعرف نقاشًا مجتمعيًا متصاعدًا حول موضوع الضريبة على العقار ونقل الملكية، خاصة حين يتعلق الأمر بمسؤولين في مواقع القرار. وقد فهم كثيرون كلام الوزير على أنه توجيه لقراءة قانونية تُعفي الهبات بين الأزواج من الضرائب، ما يطرح تساؤلات حول مدى وضوح النصوص التشريعية وتأويلها في هذا الباب.

من جهة أخرى، يرى عدد من المتابعين أن تصريح وهبي، باعتباره وزيرًا للعدل، يجب أن يراعي مقتضيات القانون ومبدأ المساواة أمامه، مشيرين إلى أن مثل هذه التصريحات قد تُفهم كتشجيع على التملص الضريبي أو كتمييز لفئة معينة من المواطنين، وهو ما قد يفتح نقاشًا قانونيًا وأخلاقيًا حول مدى الالتزام بالعدالة الجبائية واحترام قواعد الشفافية والإنصاف.