لماذا استهدف الأستاذ ياسين العمري؟
بقلم :الأستاذ محمد الصردي المراكشي
جزى الله خيرا الأستاذ ياسين العمري على مساهمته القيمة في تلك المحاضرة وماتطرق إليه ماهو إلا من شدة غيرته على بلده .خصوصا الأسرة المغربية التي تتعرض مؤخرا لحملة عشواء قصد نسف بنيانها وسلخها عن هويتها الإسلامية وعادتها وتقاليدها المغربية الأصيلة. فالواجب على الدعاة أن يبينوا الحق ويصححوا مسار من يريدون اشاعة المنكرات والمجاهرة بالمعاصي لأنهم مسؤولون أمام الله عز وجل:( إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَٰبِ وَيَشْتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُوْلَٰٓئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ).
ما الهدف من هذه الحملة الشرسة التي تقودها شردمة همها الأكبر اشاعة الفساد والفاحشة ألا فليتقوا الله في أنفسهم وليتأملوا هذا الآية : يقول عز وجل 🙁 إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) فكيف تغارون على الغناء والعفن ولا تغارون على دين الله .
جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه: «كلُّ أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجلُ بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله تعالى، فيقول: عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يسترُه ربُّه ويصبح يكشف ستر اللهِ عنه».
ومسألة الغناء أمرها معلوم معروف وحرمتها معروفة وارتأيت أن أسوق نقولات لعلماء المالكية في هذا الموضوع لأن مذهبنا الرسمي هو مذهب مالك رضي الله عنه ورحمه .
أجمع علماء المالكية وغيرهم على تحريم الغناء
فقد نص عدد كبير من علماء المالكية على تحريم الغناء، وخصوصا إذا كان بآلة من آلات اللهو، ونقلوا في ذلك الإجماع، منهم القرطبي والطرطوشي وأبو عبد الله الساحلي ويوسف بن عمر الأنفاسي والدردير وابن المدني كنون وآخرون، وكلهم مالكية، وقد حكى الإجماع غير المالكية، لكني أقتصر هنا على ما حكاه المالكية أنفسهم، أو حكوه عن غيرهم وسكتوا مقرين له.
وأسوق إليك نصوصا من أقوالهم:
– قال العلامة أبو عبد الله الساحلي الأندلسي المالكي (ت: 754) في بغية السالك في أشرف المسالك (2/ 598): فأما الممنوع باتفاق فهو ما أضيف إليه الملاهي كالمزامير ونحوها.
وقال ابن الحاج (1) المالكي في المدخل ما نصه (2/ 2): وقد نقل ابن الصلاح رحمه الله تعالى أن الإجماع منعقد على أن آلات الطرب إذا اجتمعت فهي محرمة. اهـ.
– وقال الشيخ يوسف بن عمر الأنفاسي الفاسي المالكي المتوفى سنة (761): أما الغناء فحرام بآلة بإجماع. الزجر والإقماع (199).
– وقال ابن حجر الهيتمي في الزواجر (3/ 258): وقال الإمام أبو العباس القرطبي: أما المزامير والأوتار والكوبة فلا يختلف في تحريم استماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك.
– وقال أبو عبد الله القرطبي المالكي في تفسيره (14/ 54): فأما ما ابتدعته الصوفية اليوم من الإدمان على سماع المغاني بالآلات المطربة من الشبابات والطار والمعازف والأوتار فحرام.
وقال مالك في تحريم الغناء
– عن إسحاق بن عيسى الطباع قال: سألت مالك بن أنس عما يترخص فيه بعض أهل المدينة من الغناء، فقال: إنما يفعله عندنا الفساق.
وقال ابن القاسم: كان مالك يكره الدفاف والمعازف كلها في العرس، وذلك أني سألته عنه فضعفه ولم يعجبه ذلك. المدونة (3/ 398).
وهذا غيض من فيض ولا أريد ان أطيل .
وأما الكلام عن الشيخات أو العيطة فمن منا لا يعرف حقيقة هذا الفن أليست أصول المغاربة من البادية ألم نكن نحضر دعوات الأقارب ونحن صغار وحتى في متوسط العمر حفلات الزفاف التي كانت تحيها فرقة العيطة أو الحوزي ،فحش سافر وقلة حياء صور مقززة لهذا العفن تصاحبه الزنا، فالشيخة تقوم بدورين عفا الله عنهم وغفر لمن مات منهم،و والله استحييت ان أسوق صورا فاضحة لهذا النوع من العفن والحمد لله بدأ هذا النوع حتى في البوادي يهجر ،أليس من الحمق والاستحمار لهذا الشعب أن ندعو الناس من خلال مسلسلات ساقطة وأفلام هابطة إلى الدعوة إلى إحياء هذا العفن ،هلا دعونا الشباب إلى التمسك بأخلاقهم والعض على دراستهم لينفعوا البلاد والعباد، هلا صورنا معاناة الفقير الذي يعاني فحش الغلاء والأسعار؟ هلا صورنا ما يفعله أباطرة الاحتكار بهذا الشعب الذي يعاني في صمت؟ ، ماذا ستجني بلادنا عندما تحي هذا الفن ، هل سنصير في مصاف الدول المتقدمة لأننا قدمنا منتوجا للبشرية سينقدها مما هي فيه من أزمات ،لن نستفيد إلا شيئا واحدا إشاعة الفاحشة والفساد وإغراق شباب المجتمع ذكورا وإناثا في حمأة الرذيلة .والذين يدافعون عن هذا النوع من العهر في قلوبهم مرض عفا الله عنهم .
وأختم مقالتي بهذه الكلمة للأستاذ عاطف الفيومي حفظه الله حيث قال ولا بد من نشر القِيَم الإسلامية والسلوكية الصحيحة في تلك الوسائل، وتدعيمها من الذين يريدون الخير والبقاء والنَّصْر لهذه الأمة الأبية، وتوعية الشباب المسلم بخطورة هذه البرامج الخبيثة المشبوهة، والعمل على بيان أحكام وآداب الإسلام؛ من غضِّ البصر عن المحرمات، ومن البعد عن الخَلْوة والاختلاط بين الشباب والفتيات، ومن سترِ الفتاة المسلمة بالحجاب الشرعي الكامل من أعين الرجال والذئاب، ومن آداب الاستئذان ورعاية حرمات البيوت والمسلمين، ومن التحذير من خطر الفاحشة من الزنا واللواط والشذوذ وغيرها على الفرد والمجتمع كلِّه، ومن نشرِ فضائل الإسلام وأخلاقه؛ من الحياء والعفة، والمروءة والرجولة، والأدب وحُسن الخلق، والبعد عن مواطن الريب والفواحش، والبعد عن أصحاب السوء ورفقتهم أينما كانوا، ومصاحبة الأخيار والصالحين.
فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، ونقول لحبيبنا و أخينا الأستاذ ياسين اصبر فإنك على الحق ان شاء الله ، والله غالب على امره.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق