منازل بلا مياه أو كهرباء .. عاصفة أميركا تنذر بظواهر مناخية خطيرة
في بوفالو، واحدة من أكثر المدن الأميركية تشهد تساقطا للثلوج في البلاد ، يتكاتف السكان للتغلب على ظروف الشتاء القاسية. فالمدينة ترزح تحت عاصفة عنيفة ومترامية الأطراف، ضربت أجزاء من البلاد الأسبوع الماضي، ودمرت غرب نيويورك.
تقطعت السبل بالمئات في سياراتهم، وآخون علقوا في منازل مغطاة بانجرافات طولها ستة أقدام، السبت.
هذا المشهد يزيد الضغط على فرق الإنقاذ، الذين أجروا بالفعل عشرات عمليات الإنقاذ، الجمعة وفجر السبت. ينتشلون الأشخاص من السيارات مع حلول الظلام.
كما استعد بعض السكان لقضاء ليلة أخرى في المنزل من دون كهرباء، ولا توجد طريقة آمنة للوصول إلى مأوى في مكان آخر.
كثافة التساقط تركت الشوارع في ظروف صعبة، لدرجة أنه في بعض الأحيان لم تتمكن حتى كاسحات الثلج من فتحها.
وتشهد الولايات المتحدة الأميركية ظروف شتاء قاسية أودت بحياة عشرات الأشخاص، وأبقت منازل كثيرة من دون كهرباء ومياه في مدن متفرقة تحت تأثير عاصفة وصفت بـ”التاريخية”، وأثرت على حركة الملاحة. ومجددا، فتحت هذه العاصفة باب النقاش على دور التغير المناخي في حدوث الظواهر المناخية المتطرفة.
في بوفالو، واحدة من أكثر المدن الأميركية التي تشهد تساقطا للثلوج في البلاد، يتكاتف السكان للتغلب على ظروف الشتاء القاسية. فالمدينة ترزح تحت عاصفة عنيفة ومترامية الأطراف، ضربت أجزاء من البلاد الأسبوع الماضي، ودمرت غرب نيويورك. تقطعت السبل بالمئات في سياراتهم، وآخون علقوا في منازل مغطاة بانجرافات طولها ستة أقدام، السبت، حسب ما ورد في تقرير سابق لـ”أسوشيتد برس”.
ونطاق العاصفة غير مسبوق تقريبا، وامتد من منطقة البحيرات العظمى بالقرب من كندا إلى ريو غراندي على طول الحدود مع المكسيك.
هل تزداد وتيرة العواصف هذا العام؟
يشير الخبير الدولي في التغيرات المناخية، خالد التمسماني إلى أن “التغير المناخي يسرع في وتيرة حدوث العوامل المناخية القصوى والمتشددة”.
وقال إن “الأمر لن يقتصر على الشتاء القارس، والعواصف القوية، والفيضانات فحسب، بل أن العوامل القصوى ستزيد في كل الفصول، أكان على صعيد الحرائق، أو على صعيد الجفاف أيضا”.
وتابع أن “وتيرة حصول مثل هذه العواصف في السابق كانت نحو كل 5 سنوات، لكن مع التغيرات المناخية المتسارعة ممكن أن تحصل هذه العواصف القصوى مرة أو مرتين في سنة الواحدة”.
“ويؤدي التغير المناخي إلى زيادة وتيرة العوامل المناخية المتشددة. وعلى سبيل المثال، في المغرب كان لدينا جفاف في السنوات الماضية، لكن في أواخر شهر نوفمبر، وخلال شهر ديسمبر، حصل شتاء حاد غير متوقع وعوض الجفاف الماضي”، بحسب التمسماني.
كوراث عدة
ولفت التمسماني إلى أن “الظواهر القصوى لا تتعلق بالعواصف فحسب، بل تتعلق أيضا بشح المياه والفيضانات، والحرائق في الغابات، وهي كلها تعتبر ظواهر متطرفة”.
وقال إن “الكوارث مرتبطة بالطبيعة الجيولوجية للأماكن، فبعض الجيولوجيات معرضة أكثر أن يحدث فيها فيضانات من أماكن أخرى، فحيث تكون التربة طينية ولا تمتص المياه تتكون الفيضانات أكثر. لذلك تقع المسؤولية أيضا على الذين يخططون للعمران والبنيان، فهناك بعض الأماكن التي يجب أن يمنع فيها البناء لأنها عرضة لفيضانات قوية”.
عاصفة أميركا
قالت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية إن نحو 60 في المئة من سكان الولايات المتحدة، واجهوا نوعا من التحذير، أو التنبيهات من الطقس الشتوي، وانخفضت درجات الحرارة بشكل كبير عن المعدل الطبيعي من شرق جبال روكي إلى جبال الأبلاش.
ومن المرجح أن تستمر مشاكل الطقس لدى المسافرين، حيث تم بالفعل إلغاء ما يقارب الـ1,707 رحلات داخلية ودولية، الأحد، اعتبارا من نحو الساعة 2 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وفقا لموقع التتبع FlightAware.
وقالت حاكمة نيويورك، كاثي هوتشول، إن كل سيارات الإطفاء تقريبا في مدينة بوفالو تقطعت بها السبل، السبت. وصرح مسؤولون إن مطار بوفالو سيغلق حتى صباح الثلاثاء. وقالت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية إن إجمالي الثلوج في مطار بوفالو نياغرا الدولي بلغ 109 سنتيمترات في الساعة 7 صباحا، الأحد، بحسب أسوشيتد برس.
وكشف ضوء النهار، صباح الأحد، عن سيارات مغطاة تقريبا بثلوج يبلغ ارتفاعها 6 أقدام. مع تساقط الثلوج في الشوارع وسط هبوب رياح تبلغ سرعتها 40 ميلا في الساعة.
في جاكسون بولاية ميسيسيبي، أعلن مسؤولو المدينة في يوم عيد الميلاد أنه يجب على السكان الآن غلي مياه الشرب الخاصة بهم بسبب انفجار خطوط المياه بسبب درجات الحرارة المتجمدة.
كوارث العام 2022 المناخية
أثرت الكوارث المرتبطة بالطقس والمياه والمناخ، بما في ذلك الفيضانات الشديدة والحرارة والجفاف، على ملايين الأشخاص وكلفت مليارات الدولارات هذا العام، مع تصاعد العلامات والتأثيرات الناجمة عن تغير المناخ بفعل الإنسان.
وأشارت وكالة أخبار الأمم المتحدة في تقرير، إلى أن أحداث عام 2022 أكدت مرة أخرى الحاجة الواضحة لبذل المزيد من الجهد لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فالسنوات الثماني الماضية في طريقها لأن تكون أعلى السنوات سخونة في التاريخ.
وستكون هذه هي السنة العاشرة على التوالي التي تصل فيها درجات الحرارة إلى درجة مئوية على الأقل فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي. وتزداد احتمالية اختراق حد 1,5 درجة مئوية الوارد في اتفاق باريس، مؤقتا، بمرور الوقت.
ذكر تقرير أخبار الأمم المتحدة أن غازات الاحتباس الحراري هي أحد مؤشرات المناخ الآن عند مستويات قياسية ملحوظة. وسجل مستوى سطح البحر ومحتوى حرارة المحيطات وتحمضها، أيضا ارتفاعات قياسية ملحوظة.
وألحق عام 2022 خسائر فادحة في الأنهار الجليدية في جبال الألب الأوروبية، مع وجود مؤشرات أولية على حدوث ذوبان حطم الرقم القياسي. واشتعلت أجزاء كبيرة من أوروبا في نوبات متكررة من الحرارة الشديدة. وشهدت المملكة المتحدة رقما قياسيا جديدا في 19 يوليو، عندما تجاوزت درجة الحرارة أكثر من 40 درجة مئوية لأول مرة، وقد صاحب ذلك جفاف وحرائق غابات مستمرة ومدمرة.
وفي شرق أفريقيا، كان هطول الأمطار أقل من المتوسط لأربعة مواسم متتالية، وهي أطول موجة جفاف منذ 40 عاما.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق