Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة حوادث خارج الحدود مجتمع

غزة… حيث يذبح الأطفال و تغتال الكرامة على مذبح الصمت العالمي

 

“غزة… حيث يُذبح الأطفال وتُغتال الكرامة على مذبح الصمت العالمي”

في غزة، لا يحتاج الموت إلى مواعيد، ولا يستأذن من أحد، هو ضيف ثقيل دائم، يحوم فوق الرؤوس، ويتنقل بين البيوت دون استئذان. في غزة، حيث الهواء ملوث برائحة البارود، والأرض مفروشة بجثث الأطفال، والسماء شاهدة على جرائم مكتملة الأركان، يُعاد تعريف المفاهيم: الإنسانية تصبح ترفًا، والعدالة نكتة باهتة، وحقوق الإنسان حبرًا تافهًا على ورق ممزق.

غزة تُباد.
هكذا دون مواربة.
مدن تُهدم فوق رؤوس أهلها، مستشفيات تُقصف، مدارس تتحول إلى مقابر جماعية، ومساجد تُمحى من الوجود. يُقتل الطفل وهو نائم في حضن أمه، تُباد العائلة كاملة، ولا يتحرك ساكن في هذا العالم المُدّعي للتحضر.

الصمت المطبق من المؤسسات الدولية، من أنظمة تدّعي الدفاع عن الإنسان، من نُخب ثقافية وحقوقية لم يعد يعني سوى شيء واحد: تواطؤٌ مفضوح مع القاتل، وخيانةٌ مكشوفة للضحية.
لم يعد هناك مجال لتجميل الواقع، فالعالم لا يصمت فقط، بل يُبرر، ويُشرعن، ويمنح القاتل وقتًا إضافيًا لسفك المزيد من الدماء.

في غزة، يُقتل الطفل مرتين: مرة بصاروخ، ومرة بصمت العالم.
الطفولة هناك لا تعرف سوى الركام، ولا تتعلم الحروف إلا من خلال كتابات على جدران مهدّمة. صرخة الطفل ليست نداء استغاثة فقط، بل صفعة في وجه الإنسانية الساكنة.

ومع كل هذا الخراب، يُصر الشعب الغزّي على الحياة.
يُصر على التشبث بالأمل، على زرع زهرة في ركام، على تعليم الأطفال تحت الخيم، على دفن شهدائه بكرامة، وعلى ترديد النشيد الوطني في جنازات الصغار.

غزة لا تركع، رغم جراحها.
لا تسكت، رغم النزف.
لا تموت، رغم محاولات محوها.

لكن إلى متى؟
إلى متى ستظل غزة تُذبح كل يوم والعالم يعدّ القتلى ويقلب القنوات؟
إلى متى سنكتفي بالبكاء والتنديد دون تحرك؟
هل أصبحنا فعلاً شعوبًا لا تغضب، لا تثور، لا تبكي إلا على الأطلال؟

غزة اليوم مرآةٌ لنا جميعًا، تعكس قبح هذا العالم، واختناق القيم، وموت الضمير.
من لا يشعر بألمها، فليتحسس قلبه… فقد يكون قد مات.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء خارج الحدود

دماء تحت الركام و صمت على المقاس

هند بومديان

 

فلسطين: دماء تحت الركام وصمت على المقاس

في زمن تحكمه المصالح وتنخره الازدواجية، ترتكب في فلسطين إبادة جماعية بدم بارد، بينما يصمت العالم صمتًا مدروسًا، صمتًا على المقاس، لا تحرّكه لا المجازر ولا الدموع، ولا حتى أكوام الجثث تحت الركام.

شعب يُقهر، يُلاحَق حتى في نومه، وتُهدم عليه البيوت فوق رؤوس أحبته، بينما تُروّج منصات الإعلام الكبرى لرواية واحدة: رواية القاتل. يُمنع الفلسطيني من رواية وجعه، من صراخ أطفاله، من بثّ وجع نسائه، لأنه لا يليق بالصورة المعلّبة للعالم “المتحضّر”.

الأطفال في فلسطين لا يحلمون بالألعاب، بل يحلمون بالنجاة.
النساء لا يتزينّ، بل يحتفظن بصور أبنائهن الشهداء في أعناقهن.
الرجال لا يعملون، بل يفتشون بين الركام عن من تبقى من أرواحهم.

هذا التآمر الإعلامي لا يقل دموية عن الطائرات التي تقصف، فهو يمنح القاتل شرعية، ويسرق من الضحية حقها في الحكي، في الوجود، في أن تُرى وتُسمع.

ومع ذلك، ورغم هذا الموت المحيط من كل الجهات، تبقى فلسطين شامخة.
تنزف، نعم، لكنها لا تركع.
تُجرح، لكنها لا تفرّط.
وحدها، تواجه آلة الدمار العالمية بقبضة طفل، بحجر، بأمل، بتراب لا يُباع.

فلسطين ليست مجرد أرض محتلة، بل مرآة تعكس قبح هذا العالم.
مرآة تكشف من بقي إنسانًا، ومن تحول إلى ظلّ بلا روح.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي الواجهة بلاغ ثقافة و أراء خارج الحدود سياسة مجتمع

غزة تحت الرماد: حين يصبح الصمت خيانة

  1. هند بومديان

غزة تحت الرماد: حين يصبح الصمت خيانة

في الركن المنسي من هذا العالم، حيث لا تُسمع سوى دوي القنابل وصرخات الأطفال، تقف غزة، مدينة الأرواح المثقوبة، شاهدة على جريمة مكتملة الأركان تُرتكب في وضح النهار.
ليست مجرد حرب… إنها إبادة تُبثّ على الهواء مباشرة، تحت أنظار صامتة، وأنظمة صمّاء، وضمائر باردة.

غزة لا تموت فقط بالقصف، بل بصمت العالم.
البيوت هناك لا تهدم فقط، بل تُقتلع من الذاكرة، من الجغرافيا، من التاريخ.
الأمهات لا يبكين فقط، بل يُغتَصَب منهنّ الحلم، يُجتثّ من صدورهن الأمل، ويُدفن مع أولادهن تحت الركام.

أي قلب لا يهتز أمام مشهد طفل يُنتشل أشلاءً من تحت الردم؟
أي عين لا تدمع حين ترى مستشفى يتحوّل إلى مقبرة؟
أي ضمير لا يرتعد حين تُقصف المدارس والمخابز والمآذن في وقت واحد؟

غزة تُباد… نعم، إبادة لا تحتاج إلى وثائق، فكل حجر هناك يشهد، وكل شجرة تعرف، وكل وجه محفور بالألم يروي الحكاية.

لكن الصدمة ليست فقط في القصف، بل في التواطؤ.
في صمت الدول، في عجز الشعوب، في الاكتفاء بالهاشتاغات والدعوات، بينما يُذبح شعب بأكمله.
الصمت هنا لم يعد حيادًا، بل خيانة.
كل من سكت شريك.
كل من تواطأ بالصمت قاتل.

غزة لا تحتاج إلى دموعنا، بل إلى موقف.
لا تحتاج إلى رثاء، بل إلى يقظة.
فمن نجا من القصف، لن ينجو من الخذلان.

يا غزة، عذراً إن سكتنا، عذراً إن خذلنا الصوت…
لكن صوتك سيبقى، كألم خالد، كندبة في جبين هذا الكوكب البارد.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي الواجهة بلاغ ثقافة و أراء مجتمع

زمن التضليل… حين تصبح الحقيقة ضحية النقرات

هند بومديان

 

زمن التضليل.. حين تصبح الحقيقة ضحية النقرات..

 

في زمن الانفجار المعلوماتي، لم يعد الوصول إلى المعلومة رفاهية، بل أصبح في متناول الجميع بضغطة زر. ومع هذا التدفق الهائل للأخبار، تراجعت الحقيقة خطوات إلى الوراء، وفسحت المجال أمام سيل جارف من الأكاذيب، وأنصاف الحقائق، والتأويلات المغرضة.

لم تعد الأخبار الكاذبة مجرد زلات فردية أو شائعات محلية تُروى في المقاهي وأحاديث الجيران، بل تحولت إلى صناعة متكاملة تُدار بحرفية، وتُسوق بعناوين مثيرة، وتُروّج عبر شبكات التواصل الاجتماعي بشكل أسرع من انتشار الحقيقة ذاتها. صورة مفبركة، فيديو مجتزأ، أو عنوان صادم، كفيل بتحريك الرأي العام، وتوجيهه نحو تصورات مغلوطة، أو حتى خلق فوضى يصعب تداركها.

في المغرب، كما في باقي دول العالم، شهدنا حالات عديدة لأخبار زائفة أشعلت الجدل، وخلقت حالة من الهلع أو التوتر المجتمعي. من شائعات عن اختطاف أطفال، إلى أخبار مزيفة عن غلاء جديد في الأسعار، أو انقطاعات في المواد الأساسية، كلها تنطلق كشرارة في الفضاء الرقمي، لتتحول إلى لهب لا يُطفأ إلا بعد أن يخلف أثره في النفوس.

ما يزيد من خطورة هذا الواقع، هو أن أغلب المستخدمين لا يملكون أدوات التحقق، ولا يتوفرون على الثقافة الإعلامية الكافية لتمييز المعلومة الصحيحة من الزائفة. والأسوأ من ذلك أن الكثيرين باتوا يكتفون بقراءة العناوين فقط، دون التعمق في المحتوى أو البحث عن المصدر.

في هذا السياق، تتعاظم مسؤولية الإعلام المهني، الذي أصبح مطالبًا أكثر من أي وقت مضى بالتحقق، والتدقيق، وتقديم المعلومة الدقيقة بعيدًا عن الإثارة والسبق الكاذب. كما أن المؤسسات التعليمية والتربوية تتحمل جانبًا من المسؤولية، إذ لا بد من إدراج التربية الإعلامية ضمن المناهج، لتكوين أجيال قادرة على مواجهة سيل التضليل الوافد من كل جهة.

الحقيقة لم تعد تنتصر دائمًا، خصوصًا حين تدخل في سباق غير متكافئ مع الكذب الذي يرتدي عباءة الإقناع والسرعة. وفي زمن أصبحت فيه النقرات تحكم جودة المعلومة، بات من الضروري أن نقف جميعًا ضد هذا التيار الجارف، وأن نعيد الاعتبار للعقل، للتحقق، وللأمانة الصحفية.

فالتضليل ليس فقط تهديدًا للمعلومة، بل هو تهديد مباشر لوعي المجتمعات، لاستقرارها، ولقدرتها على اتخاذ قرارات مبنية على الواقع لا على الوهم.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي إقتصاد الواجهة ثقافة و أراء سياسة قانون مجتمع

شبكات التهرب الضريبي.. امبراطوريات المال خارج القانون

“شبكات التهرب الضريبي.. امبراطوريات المال خارج القانون”

هند بومديان

 

 

في عالم الاقتصاد، لا تسير كل الأمور وفق القواعد. خلف الأرقام الرسمية والتقارير المالية، تنشط شبكات سرية تُدير اقتصادًا خفيًا يُحرم الدولة من مواردها الأساسية. التهرب الضريبي لم يعد مجرد تصرف فردي أو تحايل بسيط، بل أصبح منظومة متكاملة تحركها لوبيات قوية، تُراكم الثروات على حساب المصلحة العامة.

هذه الشبكات تعمل بطرق ملتوية، من تزوير الحسابات المالية إلى إنشاء شركات وهمية، ومن إخفاء الأرباح إلى التلاعب بالفواتير. النتيجة واحدة: مليارات تُسرق من خزينة الدولة سنويًا، ما يؤدي إلى نقص التمويل في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية.

المنافسة العادلة هي الضحية الأولى لهذه الظاهرة، حيث تجد الشركات القانونية نفسها عاجزة عن مجاراة منافسين يحققون أرباحًا طائلة دون دفع المستحقات الضريبية. في الوقت نفسه، يتحمل المواطن العادي العبء الأكبر، إذ يتم تعويض العجز عبر رفع الضرائب على الفئات الملتزمة بالقانون.

ما يجعل هذه الشبكات أكثر خطورة هو نفوذها الذي يتجاوز عالم المال إلى مراكز القرار، حيث تسعى للتأثير على القوانين والسياسات لضمان استمرار مصالحها. محاربتها تتطلب إجراءات حازمة تشمل تعزيز الرقابة المالية، وتشديد العقوبات، وكشف المتورطين في هذه الجرائم الاقتصادية.

بدون مواجهة حقيقية، سيظل الاقتصاد الرسمي رهينة لهذه الامبراطوريات المالية التي ترفض الامتثال للقانون، مما يهدد استقرار البلاد ويُعمق الفجوة بين الفئات الاجتماعية. الحرب على التهرب الضريبي ليست مجرد قضية مالية، بل معركة من أجل العدالة الاقتصادية ومستقبل الوطن.

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية الصحة الواجهة حوادث قانون مجتمع

أجنة في القمامة

هند بومديان

أجنة في القمامة.. جريمة مجتمع يُغلق الأبواب ويفتح المآسي. 

 

في كل مرة يُعثر فيها على جثة جنين في حاوية للقمامة أو في زاوية مظلمة، تهتز المشاعر بين غضب، اشمئزاز، وحزن. لكنه حزن مؤقت، سرعان ما يُنسى ليعود المشهد من جديد، وكأن المجتمع لم يتعلم شيئًا، وكأن الضحايا مجرد أرقام في سجلات الفضائح المخفية. إنها جريمة تتكرر، ليست فقط بحق الأجنة الذين يُسلبون حق الحياة، ولكن بحق الأمهات اللواتي يجدن أنفسهن بين المطرقة والسندان، وبحق مجتمعٍ يدّعي الفضيلة لكنه يغرق في النفاق.

عندما يصبح الحمل لعنة

الولادة بلا زواج ليست ظاهرة حديثة، لكنها أصبحت أكثر وضوحًا مع التحولات الاجتماعية، والانفتاح غير المتوازن، والازدواجية في المعايير الأخلاقية. فتاة تُغرَّر بها، أو تقع في الحب، أو حتى تُستغل، لتجد نفسها أمام واقع قاسٍ لا يرحمها، ولا يمنحها أي فرصة للخلاص. الأسرة تتبرأ، القانون يُدين، والناس ينهشون سمعتها، بينما الطرف الآخر، الرجل، ينجو في الغالب بلا محاسبة، كأن الجنين نبت من العدم.

الجنين بين الحياة والموت.. والمجتمع بين القسوة والنفاق

في مجتمع يرفض الإجهاض ويجرّمه، ويرفض الاعتراف بالأطفال خارج الزواج، ويرفض احتضان الأمهات العازبات، أين يمكن أن تذهب فتاة وجدت نفسها حاملًا دون سند؟ بين خيار الإجهاض السري الذي قد يودي بحياتها، أو الولادة في السر مع احتمال قتل المولود، أو التخلي عنه في أقسى الظروف، تجد نفسها في مأزق لا حل له. هنا، يُلقى الجنين في القمامة، ليس كفعل وحشي فقط، بل كرسالة يائسة لمجتمع صنع هذه المأساة ثم أدار ظهره.

من الجاني الحقيقي؟

الفتاة التي خضعت للضعف؟ الشاب الذي تنصل من المسؤولية؟ الأسرة التي نبذتها؟ المجتمع الذي يوزع الأحكام بلا رحمة؟ أم القانون الذي يغلق كل أبواب النجاة؟ الحقيقة أن الكل مذنب، ولكن الأكثر جرمًا هو النظام الأخلاقي والاجتماعي الذي يصرّ على دفن رأسه في الرمال، بدلًا من مواجهة المشكلة بحلول واقعية وإنسانية.

هل من مخرج؟

الحلول ليست في مزيد من القوانين الزجرية، بل في بناء منظومة أكثر عدالة، تتعامل مع الواقع بدلًا من الإنكار. توفير توعية حقيقية عن المسؤولية الجنسية، دعم الأمهات العازبات بدلًا من معاقبتهن، تقنين الإجهاض في حالات الضرورة، وإنشاء دور رعاية حقيقية للأطفال المتخلى عنهم، كلها خطوات ضرورية.

ليظل رمي الأجنة في القمامة ليس مجرد جريمة قتل، إنه انعكاس لحالة مجتمع مأزوم، لا يعرف كيف يتعامل مع أخطائه، فيدفنها في العتمة. لكنه، مهما حاول، لا يستطيع أن يمنع رائحة الموت من التسرب، ولا يمكنه الهروب من حقيقة أن الحل ليس في العقاب، بل في إصلاح جذور المشكلة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء صوت وصورة مجتمع

عزيزة مورودي… مسيرة غنية و أدوار بارزة

 هند بومديان

****

عزيزة مورودي.. فنانة تضيء سماء الدراما المغربية

تُعد عزيزة مورودي واحدة من الأسماء اللامعة في الساحة الفنية المغربية، حيث استطاعت أن تحفر اسمها في عالم التمثيل بفضل موهبتها الاستثنائية وحضورها القوي. عبر مسيرة حافلة بالأعمال الدرامية، قدمت أدوارًا متنوعة جعلتها من أبرز الممثلات المغربيات، حيث تجمع في أدائها بين الإحساس العميق والتقمص الواقعي للشخصيات، مما أكسبها احترام الجمهور والنقاد على حد سواء.

“فرصة ثانية”.. تألق جديد يؤكد مكانتها الفنية

في الفيلم التلفزيوني “فرصة ثانية”، الذي أخرجه المقتدر هشام الجباري، أثبتت عزيزة مورودي مرة أخرى قدرتها الفذة على التلون بأدوار مختلفة. جسدت في هذا العمل دورًا عاطفيًا معقدًا، حيث سلط الفيلم الضوء على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الحياة الزوجية، وهو موضوع اجتماعي يلامس شريحة واسعة من الجمهور المغربي. أداؤها كان مفعمًا بالمشاعر، عاكسًا بعمق الصراعات النفسية والتقلبات العاطفية التي تمر بها شخصيتها في الفيلم.

مسيرة غنية وأدوار بارزة

لم يكن “فرصة ثانية” إلا محطة أخرى في مشوار فني حافل، حيث عرفت عزيزة مورودي بأدائها القوي في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية. كل دور تقدمه يحمل بصمتها الخاصة، فهي ليست مجرد ممثلة بل فنانة قادرة على تحويل أي شخصية إلى واقع ينبض بالحياة. سواء في الأدوار الدرامية أو الاجتماعية، تجيد مورودي الغوص في عمق الشخصيات، ما يجعل كل ظهور لها على الشاشة تجربة فريدة للمشاهد.

سر جاذبية أدائها

ما يميز عزيزة مورودي هو قدرتها على التجسيد الطبيعي والعفوي للشخصيات، دون تكلف أو مبالغة. تتقن التعبير بلغة الجسد، وتستخدم عينيها لنقل مشاعر معقدة دون الحاجة إلى الكثير من الكلمات. هذا التمكن جعلها تحظى بإعجاب الجمهور والنقاد، حيث يعتبرها الكثيرون من بين أفضل الممثلات في جيلها.

مستقبل واعد وإصرار على التميز

مع كل عمل جديد، تؤكد عزيزة مورودي أنها ليست مجرد فنانة عابرة في المشهد الفني المغربي، بل هي اسم يستحق الاحترام والتقدير. من خلال اختياراتها الذكية وأدائها المتقن، تثبت أنها قادرة على الاستمرار بقوة، بل والتفوق على نفسها في كل دور تؤديه.

لتظل عزيزة مورودي مثالًا للمرأة الفنانة التي تصنع نجاحها بإصرار، وموهبة، ورؤية واضحة. جمهورها ينتظر منها المزيد من الإبداعات التي بلا شك ستضيف إلى رصيدها الفني الحافل.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة ثقافة و أراء مجتمع

ليلة القدر في المغرب بين التقديس الروحي و التوارث الشعبي

ليلة القدر في المغرب.. بين التقديس الروحي والتوارث الشعبي

تُعد ليلة القدر من أكثر الليالي قدسية في الإسلام، حيث تتنزل فيها البركات وتُغفر فيها الذنوب، لكن في المغرب، كما في العديد من البلدان الإسلامية، لا تقتصر هذه الليلة على الجانب الروحي فقط، بل تمتزج بعادات وتقاليد متوارثة، بعضها يعزز الطقوس الدينية، وبعضها يأخذ طابعًا احتفاليًا واجتماعيًا قد يطغى على جوهر العبادة.

الروحانية في أوجها

تحظى هذه الليلة بمكانة خاصة لدى المغاربة، فتشهد المساجد إقبالًا غير مسبوق، حيث تمتد الصلوات إلى ساعات متأخرة، ويكثر الاعتكاف، بينما يتسابق الناس في تلاوة القرآن والدعاء طلبًا للمغفرة. العائلات المغربية تحرص على تعزيز هذه الأجواء، إذ يُشجع الأطفال على الصلاة وحفظ القرآن، مما يرسخ فيهم تقديس هذه الليلة منذ الصغر.

التقاليد.. طقوس اجتماعية لا تموت

إلى جانب الأجواء الروحية، تفرض العادات حضورها بقوة. فتلبس الفتيات الصغيرات القفطان المغربي، ويُلبس الفتيان الجابادور والجلباب الأبيض، تعبيرًا عن النقاء والطهارة. كما يُعِد المغاربة أطباقًا خاصة مثل السفوف، والبغرير، والشباكية، في عادة تجعل الليلة أشبه بعيدٍ مُصغر.

حين تختلط القداسة بالموروث الشعبي

لا تخلو ليلة القدر من بعض المعتقدات المتوارثة، إذ يظن البعض أن علامات خاصة تميّزها، مثل سكون الرياح أو صفاء السماء بشكل غير معتاد. كما يرى البعض أن من “يصادف” ليلة القدر في يقظة تامة، فإن دعاءه مستجاب لا محالة، وهو ما يجعل البعض يمضي الليلة في ترقب أكثر منه في عبادة خاشعة.

بين الدين والعادة.. هل نحسن إحياء ليلة القدر؟

رغم أن التقاليد تضفي على ليلة القدر طابعًا مميزًا، إلا أن التساؤل يظل قائمًا: هل لا تزال هذه العادات تعزز الجو الروحاني أم أنها تحولت إلى مظاهر اجتماعية تُبعد الناس عن جوهر العبادة؟ إن إحياء ليلة القدر لا يجب أن يكون مجرد احتفال، بل فرصة لتجديد العلاقة مع الله بعيدًا عن الشكليات التي قد تحجب نورها الحقيقي.

ليلة القدر في المغرب.. بين الروحانية والتوارث الشعبي، كيف نعيد التوازن بين العبادة والاحتفال؟

Categories
أخبار 24 ساعة أخبار امنية أعمدة الرآي الواجهة بلاغ سياسة قانون مجتمع

الإعتداء على موظف برتبة قائد… صفعة تربك ميزان القوة

هند بومديان

 

“الاعتداء على قائد بتمارة.. حين تتجرأ الفوضى على هيبة الدولة”

في مشهد صادم يكشف عن تراجع مقلق في احترام مؤسسات الدولة، تعرض قائد الملحقة الإدارية السابعة بتمارة لاعتداء داخل مكتبه وأمام أعين المواطنين، في تصرّف لا يمكن وصفه إلا بأنه تحدٍّ سافر للقانون وضرب لهيبة الدولة في الصميم. الواقعة أثارت موجة استنكار واسعة، وأسفرت عن إصدار النيابة العامة أمرًا باعتقال المعتدية وإحالتها على جلسة 26 مارس في حالة اعتقال، بتهمة إهانة موظف عمومي أثناء مزاولته لمهامه.

ما حدث في هذه الواقعة ليس مجرد تجاوز فردي، بل تطاول مباشر على سلطة الدولة، وفتح لباب الفوضى التي لا يمكن السكوت عنها. فمنذ متى أصبح الموظف العمومي، الذي يمثل الدولة ويسهر على تطبيق القانون، عرضة للضرب والإهانة أمام الجميع؟ هل أصبح العنف وسيلة مقبولة للتعبير عن الامتعاض أو الاعتراض؟

لا يمكن تبرير مثل هذه الأفعال بأي شكل من الأشكال، ومهما كانت الأسباب، فإن التعدي على رجل سلطة أثناء تأدية مهامه هو اعتداء على الدولة نفسها. إن دولة المؤسسات لا يمكن أن تسمح بأن تتحول الإدارات إلى ساحات صراع، حيث يحكم الأقوى ويفرض منطق العنف بدلًا من القانون.

إن إحالة المتهمة إلى المحكمة في حالة اعتقال هو إشارة واضحة على أن الدولة لن تتساهل مع من يحاول النيل من هيبتها. فرجال السلطة ليسوا معصومين من الخطأ، لكن هناك قنوات قانونية لمحاسبتهم في حال تجاوزوا صلاحياتهم، أما اللجوء إلى العنف فهو خيار الضعفاء والمتهورين، وهو أمر لن يُسمح بترسيخه كسلوك طبيعي داخل المجتمع.

إن احترام القانون هو الضمان الوحيد للحفاظ على الأمن والاستقرار، وأي محاولة لفرض منطق الفوضى يجب أن تواجه بالصرامة اللازمة، حتى لا نجد أنفسنا أمام واقع يُهان فيه ممثلو الدولة دون رادع، مما يؤدي إلى خلل خطير في التوازن الاجتماعي والسياسي.

حين يتجرأ مواطن على ضرب رجل سلطة، فهذه ليست مجرد حادثة معزولة، بل مؤشر على تنامي ثقافة التحدي للدولة وممثليها. اليوم قائد، وغدًا قاضٍ، وبعده شرطي.. إلى أين يمكن أن يصل هذا التسيّب إذا لم يتم التعامل معه بيد من حديد؟

إن الحفاظ على هيبة مؤسسات الدولة ليس ترفًا أو خيارًا سياسيًا، بل ضرورة لضمان استمرار الاستقرار. فرجال السلطة هم واجهة الدولة، وإهانتهم تعني إهانة لكل ما تمثّله الدولة من سيادة وتنظيم وهيبة

على الجميع أن يدرك أن الدولة لن تقف متفرجة أمام هذه التجاوزات، وأن من يعتقد أنه قادر على فرض منطقه بالقوة والعنف، سيجد أمامه سلطة القانون، التي لا تفرّق بين ضعيف وقوي، ولا بين مواطن ومسؤول.

ما حدث في تمارة ليس حادثًا عابرًا، بل ناقوس خطر يستوجب اتخاذ إجراءات صارمة، حتى لا نصل إلى زمن يصبح فيه التطاول على ممثلي الدولة أمرًا عاديًا. الدولة قوية، والقانون سيظل فوق الجميع، ولن يسمح بترسيخ منطق الفوضى على حساب هيبتها.

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي ثقافة و أراء مجتمع

حين تنقلب الموازين كفاءة بلا منصب و منصب بلا كفاءة

هند بومديان

 

“حين تنقلب الموازين:

  • كفاءة بلا منصب ومنصب بلا كفاءة”

في مجتمعات عديدة، نجد أنفسنا أمام معادلة مشوهة تفرض نفسها كواقع يومي: مسؤولون يفتقرون إلى الكفاءة، وموظفون يمتلكون شهادات عليا لكنهم محاصرون في زوايا التهميش. إنه انقلاب صارخ للمنطق، حيث يُختزل النجاح في العلاقات والولاءات، بينما توضع الكفاءة على هامش الاهتمام.

في الكثير من الإدارات والمؤسسات، لا يُصعد الأكفأ، بل من يمتلك الظهر الأقوى. يتخرج الآلاف من الجامعات حاملين شواهد علمية راقية، يملكون الحماس، المعرفة، والرغبة في التطوير، لكنهم يجدون أبواب الفرص مغلقة في وجوههم، بينما تُفتح على مصراعيها لأولئك الذين لم يبذلوا جهدًا في التعلم، لكنهم أجادوا فن المجاملات وتكوين العلاقات النافعة.

هذا الواقع لا يؤدي فقط إلى تدمير الطموح، بل يخلق بيئة عمل عقيمة، حيث يسود الإحباط وتذبل الكفاءات وسط جو من العشوائية والمحسوبية. عندما يكون القرار بيد شخص لا يملك الدراية، فإن النتائج تكون كارثية، ويصبح التسيير مجرد اجتهادات عشوائية تدفع ثمنها المؤسسات والمجتمعات ككل.

إن أكبر ما يهدد أي مجتمع هو إقصاء العقول المفكرة وإحلال الولاء محل الكفاءة. فالوظائف القيادية تحتاج إلى رؤية، خبرة، وقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، وليس إلى أشخاص يتقنون فن الظهور في المناسبات والتصفيق لقراراتهم الخاطئة. عندما تصبح المناصب مكافآت تُوزّع لاختيارات شخصية، بدل أن تكون مسؤوليات تُسند لأصحابها المستحقين، فإننا نسير نحو هاوية من الفساد والتخلف.

حين يرى الشاب المتخرج بامتياز أن جهده لم يُؤتِ ثماره، بينما صعد غيره بلا تعب، فإنه يفقد الأمل في النظام كله. ماذا نقول لطفل يحلم بمستقبل مشرق حين يرى أن الطريق لا تمر عبر الاجتهاد، بل عبر العلاقات؟ كيف نُقنع شابًا بأن التعليم هو مفتاح النجاح إذا كان المفتاح الحقيقي بيد من لم يفتح كتابًا؟

ورغم قتامة الصورة، فإن الحلول ليست مستحيلة. المجتمعات التي تريد أن تنهض، لا بد أن تعيد الاعتبار للكفاءة، وأن تجعل الجدارة معيارًا أساسيًا للترقي في المناصب. المحاسبة، الشفافية، والعدالة المهنية هي الأعمدة التي يرتكز عليها أي نظام ناجح.

ربما يستغرق التغيير وقتًا، لكنه يبدأ بوعي الأفراد بحقوقهم، بخلق ثقافة عمل تحترم الكفاءات، وبالضغط نحو إصلاح الأنظمة التي تجعل من المنصب غنيمة بدل أن يكون مسؤولية. إلى ذلك الحين، سيبقى السؤال معلقًا: متى تعود الأمور إلى نصابها، ويجلس الكفء على كرسي القرار بدل أن يكون مجرد موظف ينجز ما لا يفهمه رئيسه؟