الجديدة 》أدباء وباحثون وأساتذة جامعيون يناقشون سينما “الدياسبورا” المغربية
● الجديدة _ مع الحدث :
إلتأم عدد من الأدباء والباحثين والأساتذة الجامعيين، أمس الثلاثاء بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، في ندوة دولية تمحور موضوعها حول “سينما الدياسبورا المغربية”.
وبالمناسبة، أكد يحيى بوغالب رئيس جامعة شعيب الدكالي، في كلمة افتتاحية، على مدى أهمية ومكانة موضوع هذه الندوة، التي شكلت فرصة سانحة أمام الباحثين والأكاديميين لمناقشة مختلف التجارب والمقاربات وكذا الإجابة على سلسلة من التساؤلات والإشكالات الكبيرة المتعلقة بمعاناة الهجرة والغربة أو الاغتراب.
من جهته، أشار حسن قرنفل عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية إلى أن جل المخرجين والعاملين والمهتمين بهذا النوع من السينما، تكونوا واشتغلوا خارج المغرب وظلوا مرتبطين بموطنهم الأصلي، متطرقا إلى ظروف الاشتغال بالسينما داخل المغرب، حيث يتطلب إنجاز عمل وقتا طويلا وإمكانيات مادية غير متاحة.
وتطرق من جهة أخرى إلى تراجع الاهتمام بالسينما من خلال تراجع عدد القاعات وتقليص العناوين نظرا لضعف الإقبال، موضحا أنه في سنة 1993 تم بيع 20 مليون تذكرة، بينما لم يتجاوز العدد خلال سنة 2019 مليونا و880 ألف تذكرة، معللا ذلك بانتشار المنصات الرقمية ووسائط الاتصال والتواصل والقنوات الفضائية التي تهتم بعرض الأفلام.
وفي تصريح صحفي، قال خليل الدامون الكاتب العام للجمعية المغربية لنقاد السينما، أن الجمعية اعتادت على تنظيم أيام دراسية وندوات حول السينما مع عدد من الكليات والجامعات لتقريب المفاهيم لدى المتتبعين والمهتمين بالشأن السينمائي وتوحيد رؤاهم حول ماهية الكتابة السينمائية وكذا القراءة السينمائية التي تعتمد على السرد والموسيقى والحوار وعلى التشكيل، والتي تبقى قراءة سطحية، إذ لم يتم مناقشتها بعمق .
وعن سبب اختيار موضوع سينما “الدياسبورا” المغربية، أكد الدامون أن ما يسمى بسينما “الدياسبورا” هو الذي يحمل مشعل السينما المغربية وهي التي حصلت ولا زالت تحصل على الجوائز خلال المهرجان الوطني بتطوان وهي التي تقدم الجديد وتحرص على تقديم كتابة سينمائية مختلفة وفق المنظور الجديد للسينما انطلاقا من تكوينات المخرجين داخل بلدان استقبالهم (المهجر)، مع الإبقاء على ارتباطهم برؤيتهم للواقع المغربي.
وتبرز هذه السينما حسب الكاتب العام للجمعية نفسها، خصائص المجتمع المغربي من خلال نظرة المخرجين المغاربة الذين تكونوا خارج المغرب معتمدين على أساليب جديدة وكتابة جديدة، سيما وأن كل الظروف مواتية ومتاحة لهم بالاعتماد على تقنيين أجانب وتمويل مادي وشروط إنجاز عمل سينمائي ملائمة.
وعرفت اللجنة المنظمة سينما “الدياسبورا” بأنها سينما الغربة أو الاغتراب، وهي كل إنتاج فني أنتجه مخرجون مغاربة بالخارج وطرحوا من خلاله منظورهم الفني للمعيش اليومي المغربي بفضاءاته وخصوصياته. وأكدت أن الإبداع الفني يعتبر واجهة حقيقية لمبدعي “الدياسبورا” المغاربة، ليس فقط لتسهيل عملية الاندماج الاجتماعي من داخل المجتمعات المستقبلة ولكن أيضا للارتباط الوجداني مع الوطن الأم (المغرب) من خلال التعبير عن قضاياه وفق رؤية متحررة من سلطة الانتماء الضيق للوطن.
وأضافت اللجنة المنظمة أن المبدعين المغاربة داخل الأوطان المحتضنة لهم، استطاعوا إنجاز تصورات مختلفة عن انتمائهم للوطن المتخيل سواء عبر القصيدة أو الرواية أو الصورة الفوتوغرافية أو الموسيقى أو الإنتاج السينمائي. ولم يقطع مبدعو “الدياسبورا” حبل التواصل مع الوطن الأم وما يعرفه من تحولات كبرى أفرزتها بالأساس المتغيرات الجيوسياسية الدولية وهي المتغيرات التي مست بنياته الثقافية والاجتماعية والقيمية.
وفي هذا الصدد، تم عرض فيلم مغربي بعنوان “لو كانو يطيحو الحيوط” للمخرج حكيم بلعباس، راصدا من خلاله لذكريات طفولته الأولى بمدينة أبي الجعد حيث قدم للجمهور السينمائي مشاهد مختلفة بالمدينة، تتوزع بين المدرسة والمستشفى والمقبرة والسوق والمسجد والحارات مع التركيز على الجدران القديمة والآيلة للسقوط والأبواب الخشبية العريقة والممارسات المرتبطة بالشعوذة والدجل.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق