Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة بلاغ جهات سياسة مجتمع

مؤتمر إقليمي بعين بني مطهر.. الإتحاد الاشتراكي يُجدد التزامه بمحاربة الفساد وإنصاف جرادة 

مع الحدث// عصام بوسعدة

في أجواء سياسية دقيقة واستثنائية، وتزامنًا مع تحديات اجتماعية واقتصادية متصاعدة على المستوى الوطني والجهوي، انعقد يوم الخميس 4 شتنبر 2025 بمدينة عين بني مطهر، المؤتمر الإقليمي الثالث لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم جرادة، تحت شعار:

“من أجل جرادة والإقليم: نواجه الفساد والتهميش ونؤسس لتنمية عادلة محلياً واجتماعياً”

وقد تميزت هذه المحطة التنظيمية بأجواء من التعبئة والجدية في النقاش، حيث شكلت فرصة حقيقية لتجديد العهد مع مبادئ الحزب وثوابته، ولتخليد ذكرى الشهيد عمر بنجلون، بما تحمله من رمزية سياسية ونضالية عميقة.

وفي تصريح إعلامي، أوضح عضو المكتب السياسي لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية البرلماني الدكتور عمر أعنان ، أن المؤتمر الإقليمي الثالث للحزب بإقليم جرادة ،ينعقد في منطقة عين بني مطهر التي تحمل رمزية وطنية و تاريخية وإتحادية باعتبارها مدينة الشهيد عمر بنجلون.

مؤكدا في نفس التصريح على ضرورة التفاعل مع الخطاب الملكي في عيد العرش بأنه لا مكان لمغرب يسير بسرعتين،مضيفا أن المؤتمر هو محطة ضرورية للخروج بقيادة قوية قادرة على الترافع عن هموم ساكنة الإقليم الذي يعاني من غياب العدالة المجالية والتهميش.

و في استعراضه للسياق العام، عبر البيان الختامي للمؤتمر الإقليمي الثالث لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم جرادة ، عن قلقه العميق من استمرار التهميش البنيوي الذي يعاني منه الإقليم، مؤكداً أن ساكنته لا تزال محرومة من حقها المشروع في تنمية عادلة ومنصفة تدمجها بفعالية في السياسات العمومية على المستويين الوطني والجهوي.

وأدان البيان الختامي للمؤتمر بشدة ما وصفه بـ “تغول الفساد” واستفحال الزبونية والمحسوبية في تدبير الشأن العام المحلي، داعيًا إلى تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتطوير آليات الرقابة الشعبية والمؤسساتية لضمان شفافية التدبير وحماية المال العام.

و اعتبر البيان أن إغلاق المدن المنجمية (جرادة، تويسيت، سيدي بوبكر، واد الحيمر) دون توفير بدائل اقتصادية وتنموية حقيقية هو السبب المباشر في الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي يعانيه الإقليم.

كما دعى إلى إطلاق برنامج تنموي مندمج يأخذ بعين الاعتبار البعد المنجمي، ويحمي البيئة، ويعزز الهوية المحلية، مع التركيز على توفير الشغل الكريم وتوزيع المشاريع بعدالة.

كما أشار البيان إلى تدهور المجال البيئي والرعوي، مطالباً بإجراءات عاجلة لحماية الموارد الطبيعية، ودعم الفلاحين الصغار، وتشييد السدود التلية للحفاظ على المياه الجوفية ومواجهة التصحر، باعتبارها خيارات استراتيجية.

وأكد على أهمية دعم استثمارات الجالية المغربية بالخارج عبر تبسيط المساطر الإدارية، باعتبارها رافعة اقتصادية كبرى للإقليم.

وتوقف البيان الختامي للمؤتمر الإقليمي الثالث لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجرادة، مطولًا عند تجربة الحراك الاجتماعي بجرادة، حيث رُفعت شعارات الكرامة والعدالة والحق في الحياة. واعتبر أن الأزمة لا يمكن حلها عبر مقاربة أمنية أو حلول ترقيعية، بل من خلال استجابة تنموية حقيقية تراعي المطالب المشروعة.

ودعا البيان إلى فتح تحقيقات شفافة بخصوص المشاريع المنجزة، خاصة تلك التي خلفت ضحايا وإصابات خطيرة نتيجة غياب شروط السلامة، مطالباً بتفعيل آليات الرقابة وربط المسؤولية بالمحاسبة فيما يخص الاعتمادات التي رُصدت منذ انطلاق الحراك دون نتائج ملموسة.

و انتقد البيان بقوة ما وصفه بـالفساد الإداري والانتخابي، محذرًا من أن التجارب الانتخابية الأخيرة أفرزت مؤسسات تمثيلية فاقدة للمصداقية، غير قادرة على أداء أدوارها الدستورية في التشريع والمراقبة، مما عمق أزمة الثقة لدى المواطنين.

وأكد أن تحرير العملية الانتخابية من الفساد والتحكم هو المدخل الأساسي لأي إصلاح سياسي حقيقي، داعياً إلى استعادة الثقة الشعبية عبر ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتعزيز التمثيلية الحقيقية.

في ختام أعماله، شدد المؤتمر الإقليمي الثالث على ضرورة فتح صفحة جديدة من المصالحة والتنمية، تقوم على إشراك فعلي لساكنة الإقليم، ولأفراد الجالية المنحدرين منه، في المشاريع والقرارات التنموية.

وأكد الحزب التزامه بخوض معركة مواجهة الفساد والتهميش، والعمل من أجل بناء بدائل واقعية تضع إقليم جرادة في قلب العدالة المجالية والاجتماعية، وتحوله إلى نموذج وطني للتنمية المستدامة.

ودعا جميع الاتحاديات والاتحاديين، وكافة القوى الديمقراطية، إلى الانخراط في هذه الدينامية الجديدة، من أجل كرامة المواطن، وعدالة التنمية، وترسيخ دولة المؤسسات والحقوق.

Categories
أخبار 24 ساعة رياضة

ملعب مولاي عبد الله يشهد في هذه الأثناء حضوراً جماهيرياً غفيراً من داخل وخارج الوطن

مع الحدث// لحبيب مسكر

يشهد ملعب مولاي عبد الله في هذه الأثناء توافداً جماهيرياً غير مسبوق بمناسبة افتتاحه الرسمي بعد إعادة بنائه، حيث يحتضن المباراة الرسمية التي تجمع المنتخب الوطني المغربي بنظيره من النيجر.

الآلاف من المشجعين حجّوا من مختلف المدن المغربية، مرتدين الأقمصة الحمراء وحاملين الأعلام الوطنية، في أجواء احتفالية غلب عليها الحماس والتشجيع لأسود الأطلس. كما سجلت الجالية المغربية المقيمة بالخارج حضوراً وازناً، بعد أن تنقل العديد من أفرادها من أوروبا والخليج خصيصاً لمواكبة هذا الحدث التاريخي.


محيط الملعب يشهد طوابير طويلة من الجماهير أمام البوابات، وسط تنظيم أمني محكم وإجراءات خاصة لتيسير عملية الولوج، فيما تزينت المدرجات الحمراء لاستقبال هذا العرس الكروي الكبير.

افتتاح ملعب مولاي عبد الله بحلته الجديدة لم يكن مجرد مناسبة رياضية، بل حدث وطني يؤكد ارتباط المغاربة بمنتخبهم وبشغفهم الكبير بكرة القدم.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي المبادرة الوطنية الواجهة جهات متفرقات مجتمع

ساحة السوق الأسبوعي بقصبة تادلة.. متنفس للساكنة في حاجة إلى تأهيل

مع الحدث// لحبيب مسكر

تعد الساحة المجاورة للسوق الأسبوعي بمدينة قصبة تادلة الفضاء الوحيد الذي يعرف إقبالاً كبيراً، سواء من طرف ساكنة المدينة أو من الزوار القادمين من مدن مجاورة كبني ملال ، زاوية الشيخ، ومدينة ابي الجعد.

أول ما يلفت انتباه الزائر هناك، كشك عصائر الفواكه الذي يقدم منتجات طبيعية وطازجة بأسعار في المتناول، حيث يتم إعداد العصائر أمام الزبائن في أوانٍ نظيفة وفي فضاء أنيق يضفي جواً مميزاً على المكان. هذا الكشك أصبح رمزاً لجودة الخدمات، وجعل من الساحة متنفساً أساسياً لساكنة المنطقة.

ولم يتوقف تأثير هذا الكشك عند هذا الحد، بل ساهم في إنعاش أنشطة باعة آخرين مجاورين له، حيث يجد الزوار إلى جانبه تخصصات مختلفة في المأكولات الشعبية، مثل مشويات اللحم والدجاج، وبيع الحلزون، إضافة إلى وجبات أخرى تلقى رواجاً كبيراً خاصة في الأمسيات.

غير أن المحيط العام للساحة يطرح إشكالات عديدة، إذ يظل في حاجة ماسة إلى إعادة تهيئة وتنظيم، خاصة مع تراكم الأوساخ والأكياس البلاستيكية بشكل لافت أيام السوق الأسبوعي، إلى جانب غياب مرافق أساسية مثل المياه والمراحيض. هذا الوضع ينعكس سلباً على أصحاب الكشكات والعربات المستفيدة من برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للبحث عن موارد مائية قريبة لتسيير نشاطهم اليومي.

وفي هذا السياق، أكدت جمعية الأمل للمشروبات والمأكولات الخفيفة أنها رفعت شكايات متعددة للجهات المعنية قصد التدخل العاجل، غير أن الوضع ما يزال على حاله، في انتظار حلول عملية تعيد للساحة رونقها وتوفر شروط النظافة والراحة للمهنيين والزوار على حد سواء.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي المبادرة الوطنية الواجهة ثقافة و أراء جهات متفرقات مجتمع

أبي الجعد.. مدينة بوعبيد الشرقي بين التاريخ والروحانية والحضارة

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

تُعد مدينة أبي الجعد إحدى الحواضر المغربية التي ارتبط اسمها بالتاريخ الروحي والعلمي للمغرب، حيث يعود الفضل في نشأتها إلى الشيخ الصوفي سيدي محمد الشرقي، الملقب بـ”بوعبيد الشرقي”، مؤسس الزاوية الشرقاوية في القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي. وقد شكلت هذه الزاوية عبر القرون فضاءً جامعًا بين التصوف والعلم، الروحانية والاجتماع، التراث والحضارة، مما جعل أبي الجعد حاضرة فريدة في تاريخ المغرب الديني والثقافي.

أصل التسمية وتأسيس المدينة

ارتبط اسم أبي الجعد ارتباطًا وثيقًا بالشيخ الشرقي، إذ يُروى أنه حين استقر في المنطقة التي كانت في الأصل غابات موحشة، عامرة بالذئاب والوحوش، قال قولته الشهيرة: “إني راحل إن شاء الله إلى بلد أمورها في الظاهر معسرة وأرزاقها ميسرة… هذا المحل إن شاء الله محل يمن وبركة…”. ومنذ ذلك الحين غدا الموضع معروفًا بـ”أبي الجعد”، لينمو تدريجيًا حول زاويته حتى تشكلت المدينة كما نعرفها اليوم.


الزاوية الشرقاوية.. إشعاع ديني وعلمي

لم تكن الزاوية الشرقاوية مجرد مركز صوفي للتعبد، بل تحولت إلى جامعة تقليدية بالمعنى الواسع، حيث استقبلت طلبة العلم من مختلف مناطق المغرب. وقد برز من بين خريجيها علماء كبار مثل أبو علي الرحالي، وسيدي العربي بن السائح، والشيخ سيدي المعطي صاحب كتاب ذخيرة المحتاج في الصلاة على صاحب اللواء والتاج.
كما لعبت الزاوية دورًا محوريًا في ترسيخ مبادئ التصوف السني، القائم على الوسطية والاعتدال، ما جعلها تحظى بعناية خاصة من الدولة العلوية، بدءًا من السلطان مولاي إسماعيل مرورًا بالسلطان مولاي سليمان وصولًا إلى السلطان مولاي الحسن الأول، الذين أولوا الضريح والمساجد المجاورة له عناية خاصة.

مدينة العلم والعلماء

مع مرور الزمن، لم تتوقف أبي الجعد عن إنجاب العلماء والمفكرين، بل صارت تعرف بـ”مدينة العلم والعلماء”. فقد ساهمت جذورها الروحية والفكرية في تكوين نخب علمية وأطر عليا برزت في حقول التربية، الفقه، الفكر، والأدب، وأسهمت في إثراء الحياة العلمية والفكرية بالمغرب. وهكذا ظلت أبي الجعد تُقدم كفاءات وطنية وطاقات بشرية عالية المستوى، جعلتها مدينة ذات إشعاع يتجاوز حدودها الجغرافية.

من التراث إلى الحضارة

إن أبي الجعد، بما تختزنه من زوايا ومساجد وأضرحة، ليست مجرد مدينة تاريخية، بل هي تجسيد حيّ للتلاقي بين التراث الروحي المغربي والحضارة الإنسانية. فالموسم السنوي الذي يُقام تخليدًا للولي الصالح بوعبيد الشرقي، يجمع بين الطقوس الصوفية من مديح وسماع وزيارات روحية، وبين المظاهر الحضارية من معارض ثقافية وفنية واقتصادية، فضلاً عن عروض الفروسية “التبوريدة” التي تعكس أصالة الفروسية المغربية.

الحاضر امتداد للماضي

في الحاضر، ما تزال أبي الجعد تحافظ على هويتها كمدينة روحية وثقافية، حيث يشكل موسم بوعبيد الشرقي محطة كبرى لإحياء ذاكرتها الروحية وتعزيز حضورها السياحي والاقتصادي. فهي في الآن ذاته مدينة للتاريخ وللحياة، للتراث وللحضارة، إذ تجمع بين إرثها الصوفي العريق وانخراطها في مسار التنمية والتحديث.

خلاصة

إن الحديث عن أبي الجعد هو حديث عن مدينة ولدت من رحم الروحانية الصوفية، ونمت في أحضان الزاوية الشرقاوية، وازدهرت بفضل علمائها وأطرها العليا، لتغدو اليوم قبلة للزوار، ومنارة للثقافة، ورمزًا حيًا لتلاقي الماضي بالحاضر، والتراث بالحضارة.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الصحة الواجهة جهات مجتمع

عزوف الأطباء يغرق جهة العيون الساقية الحمراء في أزمة صحية متفاقمة

مع الحدث : سيداتي بيدا

تعيش جهة العيون الساقية الحمراء أزمة صحية مستمرة تتعمق بفعل عزوف مزمن للأطباء والأطر الصحية عن العمل في مستشفيات ومراكز صحية الجهة، ما يزيد من معاناة سكان المنطقة الذين يصنفون من بين الأكثر هشاشة صحياً واجتماعياً في المغرب.

ويطرح هذا العزوف من جديد تساؤلات كثيرة حول جدوى السياسات الصحية المعتمدة، ومدى عدالة توزيع الموارد البشرية على المستوى الوطني، خاصة أنها تضاعف من صعوبة تحقيق التغطية الصحية الشاملة والفعالة في هذه الجهة ذات الخصوصيات الجغرافية والاجتماعية.

تشهد مستشفيات الجهة، خاصة في المناطق النائية والقروية، نقصًا حادًا في عدد الأطباء والممرضين، وهو ما يؤثر سلبًا على جودة الخدمات الصحية ومستوى الاستجابة لحالات الطوارئ. ومن أبرز مظاهر هذه الأزمة مآسي مؤلمة، مثل وفاة سيدة حامل أثناء نقلها من زاكورة إلى ورزازات عام 2025، والتي تكشف هشاشة منظومة النقل والإحالة الطبية، وضعف التجهيزات والإمكانيات المتاحة.

ويؤدي هذا النقص إلى اكتظاظ المرضى في المستشفيات الإقليمية الكبرى، مثل مستشفى مولاي الحسن بلمهدي والمستشفى الاقليمي بالسمارة والمستشفى الاقليمي ببوجدور، حيث يتعرض المرضى لضغط كبير بسبب ضعف الأطر الطبية وعمليات التلاعب بمواعيد الاستشارات الطبية. كما تبرز أوجه نقص عديدة في التجهيزات الطبية وغياب الرقمنة في عدد من المرافق الصحية، ما يعقد عملية التشخيص والعلاج.

مريم، مواطنة من اقليم بوجدور:

أحيانًا ننتظر أسابيع للحصول على موعد استشارة في المستشفى الإقليمي، ويضطر والدي إلى الانتظار لساعات طويلة رغم وضعه الصحي الحرج. الأطباء قليلون والإمكانيات ضعيفة، وهذا يجعلنا نشعر بالقلق الدائم على صحة عائلتنا.”

إبراهيم، أب ينقل عائلته من السمارة:

“كل مرة يحتاج أحد أفراد عائلتي إلى علاج، نواجه صعوبة في الحصول على مواعيد طبية أو إحالات للمستشفيات الكبرى. الممرضين يعملون تحت ضغط كبير، لكن النقص في الكوادر الطبية واطباء الاختصاص هو المشكلة الأساسية التي تؤثر على جودة الخدمات.

فاطمة، ممرضة في أحد المراكز الصحية القروية:

نعاني من نقص في التجهيزات الطبية الأساسية، ونحاول بقدر استطاعتنا تقديم خدمات جيدة، لكن غياب الأطباء في المناطق النائية يزيد الحمل علينا، ولا يسمح بتوفير رعاية صحية متكاملة.

تزيد الصعوبات في النقل والإحالة الطبية بين مختلف المناطق من تعقيد المشهد الصحي في الجهة، حيث يتأخر علاج كثير من المرضى بسبب ضعف البنية التحتية للنقل الصحي، مما يعرض حياتهم للخطر. وتؤكد شهادات السكان أن هذه المشاكل تتكرر ولا تجد الحلول الجذرية المنتظرة.

ورغم الجهود التي تبذل من خلال الحملات والقوافل الطبية الموسمية ضمن برنامج “رعاية 2024-2025″، والتي توفر بعض الدعم المؤقت لسكان المناطق النائية، إلا أن تلك المبادرات تبقى حلولاً ترقيعية لا تعالج جذور المشكلات البنيوية، ولا تساهم في جذب المزيد من الأطر الطبية للعمل في الجهة.

تأتي هذه الأوضاع الصحية في جهة العيون الساقية الحمراء لتثير تساؤلات جدية عن مدى التزام الجهات الرسمية والتوجيهات الملكية بقضايا العدالة المجالية والتضامن بين مختلف مناطق المملكة. هل سيظل النزيف الصحي مستمرًا دون حلول جذرية؟ وهل ستتحرك وزارة الصحة ومؤسسات الدولة لاتخاذ خطوات فعالة ودائمة من أجل تحسين واقع القطاع الصحي بالجهة؟

تحتاج جهة العيون الساقية الحمراء إلى استراتيجية صحية متكاملة تعيد الاعتبار للموارد البشرية والمؤسسات الصحية، وتضمن توفير بيئة جاذبة للأطباء والممرضين، وتحسين البنية التحتية الصحية من تجهيزات ونقل ودعم لوجستي. فالمأساة المتكررة للسكان ليست مسألة عابرة، بل هي تحدي يستدعي تحركًا عاجلًا إلى جانب دعم مستدام لقطاع الصحة، من أجل رفع مستواه بما يحقق العدالة الصحية المنشودة لكل أبناء الجهة.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود متفرقات

إيلون ماسك يصعّد حرب المواهب: 18 مهندس ذكاء اصطناعي يغادرون ميتا رغم عرض زوكربيرغ الضخم

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

في خطوة أثارت ضجة كبيرة في عالم التكنولوجيا، نجح الملياردير إيلون ماسك في استقطاب 18 من أبرز مهندسي الذكاء الاصطناعي من شركة ميتا، التي يقودها مارك زوكربيرغ، للانضمام إلى شركته الناشئة “xAI”. هذا التطور يعكس حدة المنافسة في قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث تتصارع الشركات العملاقة لضم أفضل العقول الهندسية.

ووفقًا لتقارير إعلامية، عرض زوكربيرغ على كل مهندس حزمة تعويضات تصل إلى 250 مليون دولار للبقاء في ميتا، في محاولة يائسة للاحتفاظ بهم. لكن، على ما يبدو، لم تكن الأموال كافية لإقناع هؤلاء المهندسين، الذين اختاروا الانضمام إلى xAI بقيادة ماسك، الذي قدم لهم، حسب المصادر، “عرضًا لا يُشترى بالمال”.

ثقافة الجدارة مقابل الرواتب الفلكية
يروّج ماسك لما يسميه ثقافة “الجدارة المفرطة” في xAI، حيث يعتمد نمو الرواتب على الأداء الفردي وليس على العروض المالية المغرية من المنافسين. هذا النهج، بحسب ماسك، يمنح المهندسين فرصة لبناء شيء ثوري من الصفر، مع وعد بمشاركة أكبر في نجاح الشركة عبر الأسهم. هذه الرؤية جذبت المهندسين الذين فضلوا العمل على مشاريع طموحة تهدف إلى تغيير مستقبل الذكاء الاصطناعي، بدلاً من البقاء في بيئة تقدم رواتب ضخمة لكنها ربما أقل إلهامًا.

رد ميتا وانتقاداتها
من جانبها، شككت ميتا في رواية ماسك، واصفة بعض ادعاءاته بأنها “غير دقيقة”. ودافع زوكربيرغ عن استراتيجية شركته، مشيرًا إلى أن ميتا تقدم بنية تحتية متطورة واستقلالية كبيرة للباحثين، مما يجعلها وجهة جذابة للمواهب. ومع ذلك، يبدو أن هذه المزايا لم تكن كافية لمنع هجرة هؤلاء المهندسين إلى xAI.

حرب المواهب في عصر الذكاء الاصطناعي
تكشف هذه الحادثة عن الانقسام الكبير في فلسفات استقطاب المواهب بين عمالقة التكنولوجيا. بينما تعتمد ميتا على الرواتب الفلكية والبنية التحتية الراسخة، تركز xAI على تقديم رؤية طويلة الأمد وفرصة للمهندسين لترك بصمة حقيقية في عالم الذكاء الاصطناعي. هذا الصراع يعكس التحديات التي تواجهها الشركات في جذب أفضل الكفاءات في سوق تنافسية شرسة، حيث تتسابق الشركات على كل شيء، من رقائق الحوسبة إلى العقول البشرية.

مستقبل الذكاء الاصطناعي
يُظهر هذا التطور مدى الطموح الذي يقود كلاً من ماسك وزوكربيرغ في سباق الذكاء الاصطناعي. بينما يسعى ماسك من خلال xAI إلى تسريع الاكتشافات العلمية البشرية، يراهن زوكربيرغ على بناء ذكاء اصطناعي فائق يتفوق على القدرات البشرية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستنجح استراتيجية ماسك في جذب المواهب بالرؤية بدلاً من المال؟ أم أن عروض ميتا المالية الضخمة ستظل الخيار الأكثر جاذبية في نهاية المطاف؟

خاتمة
مع تصاعد هذه الحرب التكنولوجية، يبقى واضحًا أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد مجال تقني، بل ساحة معركة تجمع بين الطموح، الإبداع، ورأس المال. وفي الوقت الذي يواصل فيه ماسك وزوكربيرغ صراعهما على أفضل العقول، يبقى المستقبل مفتوحًا على كل الاحتمالات في هذا القطاع الذي يتطور بسرعة مذهلة.

Categories
أعمدة الرآي الواجهة

مآل وواقع نجاعة التحولات الاجتماعية على مستوى القيم،رهين باحترام الخصوصية الاجتماعية والثقافية للمجتمع: 

مع الحدث : محمد بغيلي

يعد كسب رهان الحداثة الاجتماعية القيمي على حساب المعطى التقليدي ( المحافظ)،من منطلق القطيعة المطلقة… أمر مجحف ومجتل للواقع الاجتماعي

ويعتبر نقيض للمنطق والصواب،وتبقى الحداثة الاجتماعية باب مفتوح على مصراعية يصف الواقع دون اقتراح بديل عملي يرنو إلى بناء تغير وإبتكار اجتماعي،يسهم في تراكم التصورات والتأملات حبيسة التنظير…كما هو شأن مع المعطى التقليدي الذي هو بدوره يتشبث بالاحتجاج بمفاهيم السلف …ويرفض ملائمة الواقع والحقب الاجتماعية،وتطفو قيمه على الجمود والأحكام المسبقة.

الكل معا في حلقة استنزاف مستمرة،وتعيد إنتاج صراع قيمي لا يفيد إلا في عرقلة الدينامية الاجتماعية من هدم الانخراط المتمر والبنّاء على كافة الأصعدة والمستويات( اقتصاديا سياسيا ثقافيا اجتماعيا…).

 

هناك قواسم مشتركة بين المعطيين،وأهمها المعطى الأخلاقي والوجودي،فجل الأفكار والخلفيات المؤسسة للحداثة والعقلانية لم تنسلخ على ما هو أنطولوجي …

كما هو الحال للمعطى التقليدي في تصوره الأصلي، لا يوجد من أبدع وابتكر واقع الكونية الشاملة لجميع الكائنات يضمن لها كل احتياجتها،يكفي العودة إلى فقهاء المشروع الكوني ،يقرون بعظمة لسانهم الكونية منبثقة من المعطى التقليدي…

حتى فلسفة المسؤولية المدنية تتأسس على الرقابة الأخلاقية(الإتقان في الأداء) أكثر من الرقابة الزجرية…وهي آلية من آليات الحداثة …

 

 

إن الناظر في الهندسة الاجتماعية التي تنتهجها الدولة المغربية على مستوى مزج كل ماهو تقليدي بالحداثة ،تتخذ منحى متزن ورزين( أقصد الرسميات) تغلب دائما كفة الخصوصية الاجتماعية المتجذرة في المعطى التقليدي(بروتوكولات التحفظ في التصور الحداثي المنافس لقيم المجتمع كثيرة هي، ابتداء من الإفطار

العلني_المثلية….)

 

هندسة إجتماعية قيمية آمنت بالتدافع بين المعطيين،

تارة تعمل على ضخ ترياق المعرفة لتفكيك الجمود المجحف ،وتارة تنبه على ضرور مصل العقلانية لضبط الانفتاح الشاذ.

توجد وقائع اجتماعية أبانت على فعالية المعطى التقليدي(جائحة كورونا-زلزال الحوز…)

 

 

حداثة العالم اليوم سائلة ومطلقة، وعدمية للمنطلق الأخلاقي،أحدتت نماذج للحياة الفردية تستنكرها العقلانية ،أصبح الفرد لا يعرف إلا نفسه ينسلخ من كل أشكال التكافل والتضامن،

حتى أضحينا نرى الإنسان على شاكلة حيوان لا يتفطّن لمَلَكة إعمال العقل، ،ونرى مشاريع اللاخلاقية (مشروع مليار الذهبي)

كل هذا بإسم الحداثة المطلقة …

 

 

 

بالمقابل نرى أيضا جمود المعطى التقليدي الذي بدوره يؤسس للكراهية والشذوذ الفكري والتنطع والغلو ،يؤمن باحتكار الصواب والمعرفة المطلقة،وأنه بوصلة النجاة الوحيدة،غيّب إجتهادات تراثه الفكري الذي كان جزءا في تأسيس العقلانية.

 

 

 

التحولات الإجتماعية القيمية المنشودة داخل المجتمع المغربي ،لاتتنكر أبدا للمعطى التقليدي بل هو أساس الحداثة وديناميتها بل نجاحها، الانخراط الفعلي والمسؤول، يتضمن أخلاق الإئتمان وليست أخلاق التملك عكس ما يوجد في الحداثة …

 

 

العلم والمعرفة هم ركائز الهندسة الاجتماعية للمجتمع المغربي لضمان تحول اجتماعي حقيقي ينعكس إيجابا على الفرد و مردودية المؤسسات والقوى الحية الحقيقة (التي بدورها مطالبة

(بمراجعة شاملة مستعجلة، المجتمع الحقوقي-المدني-السياسي).

 

 

 

التحولات الاجتماعية القيمية كإمكان أساسها المؤسسة التقليديةوالمعاصرة ،والصراع القائم بينهما ما هو إلا حالة صحية تلزم كل جانب بتجانف عن الزيغ والانفلات ،والرجوع إلى الرشد والصواب.

Categories
أخبار 24 ساعة الصحة الواجهة بلاغ مجتمع

وجدة : “أكديطال” تعزز الجهة الشرقية بثلاث منشآت صحية جديدة وتعلن تغطية صحية كاملة في المغرب

مع الحدث : عصام بوسعدة 

 

في خطوة نوعية تعكس طموحها في قيادة التحول الصحي بالمغرب، دشّنت مجموعة “أكديطال” ثلاث منشآت صحية جديدة بكل من وجدة والناظور، لتُكمل بذلك تغطيتها الصحية لجميع جهات المملكة الاثني عشر، وترسّخ مكانتها كمجموعة طبية رائدة على المستوى الوطني.

 

ففي مدينة وجدة، افتتحت المجموعة مستشفى خاصاً متعدد التخصصات، بالإضافة إلى مركز دولي متكامل لعلاج الأورام، فيما حظيت مدينة الناظور بمستشفى حديث يشمل مختلف التخصصات الطبية ووحدة متطورة لعلاج السرطان.

 

مستشفى خاص في وجدة: بنية طبية حديثة ومعايير دولية :

 

المستشفى الجديد بوجدة يأتي بسعة استيعابية تصل إلى 121 سريرًا، موزعة على أقسام متخصصة تم تجهيزها وفق أحدث المعايير الطبية العالمية. ويضم:

_ وحدة إنعاش شاملة بـ12 جناحًا، و7 أجنحة خاصة بإنعاش الأطفال الخدّج.

 

_ قسم العناية المركزة بـ36 سريرًا.

 

_ وحدة الولادة بـ15 حاضنة، بالإضافة إلى غرفة إنعاش ما بعد العمليات بـ10 أسرة.

 

_ مستشفى نهاري بـ13 سريرًا، وقسم استشفاء بـ28 سريرًا.

 

_ قسم للطوارئ يعمل على مدار 24 ساعة.

 

_ وحدة القلب التدخلي مع غرفة قسطرة لعلاج أمراض القلب والشرايين.

 

ولتقديم رعاية تشخيصية دقيقة، تم تجهيز القسم التقني بأحدث تقنيات التصوير الطبي، من بينها التصوير بالرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية، والموجات فوق الصوتية، والتصوير الشعاعي للثدي.

 

مركز دولي للأورام: خبرة علاجية متقدمة في قلب الشرق

 

المركز الدولي للأورام بوجدة يأتي ليسد فراغاً مهماً في عرض علاجات السرطان بالجهة الشرقية. المركز، الذي تبلغ سعته 33 سريراً، يضم:

 

_ وحدة العناية المركزة بـ12 سريرًا.

 

_ وحدة العلاج الكيميائي بـ21 نقطة علاج.

 

_ 5 غرف استشارات متخصصة.

 

_ قسم الأشعة العلاجية مزوّد بمسرّع خطي متطور.

 

مركز للطب النووي، وهو من بين القلائل على الصعيد الوطني، يتيح تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا نوعيًا للمرضى، دون الحاجة للتنقل إلى الدار البيضاء أو الرباط.

 

أما في الناظور، فتم تدشين مستشفى حديث يجمع بين التخصصات الطبية العامة ووحدة متخصصة لعلاج السرطان، ما يعزز التكامل في العرض الصحي بالمنطقة.

 

مع هذه المشاريع، تكون مجموعة أكديطال قد حققت تغطية صحية كاملة على مستوى التراب الوطني، بعد توسيع شبكتها لتشمل جميع جهات المملكة الاثني عشر. وتؤكد هذه الدينامية المتواصلة رؤية المجموعة الرامية إلى تقريب العلاج عالي الجودة من المواطنين، وتقليص الفوارق المجالية في الولوج إلى الرعاية الصحية.

 

ويُنتظر أن تخلق هذه المنشآت الجديدة مئات مناصب الشغل لفائدة الأطر الصحية والطبية، كما ستُخفّف الضغط على المراكز الاستشفائية العمومية بالجهة الشرقية.

 

من خلال هذه التوسعة، تثبت “أكديطال” أن الاستثمار في الصحة يمكن أن يكون له بعد اقتصادي واجتماعي وإنساني، خاصة في مناطق تعاني من خصاص في البنية التحتية الطبية. ولعلّ الأهم من كل ذلك، أن المرضى في الجهة الشرقية لم يعودوا بحاجة للتنقل إلى مدن بعيدة من أجل تلقي العلاجات الدقيقة أو التخصصية.

Categories
أعمدة الرآي الواجهة

وجهة نظر خوكم عبدالاله حول مسار صديقنا عون السلطة

مع الحدث : فراخ عبد الاله

مند الوهلة الأولى التي يتم فيها تعيين عون السلطة من طرف السادة العمال،باقتراح من القائد أو الباشا أو ادماجه مباشرة من طرف قسم الشؤون الداخلية بالعمالة فإنه يتفاجئ براتب شهري الهزيل لا يتعدى [1000,00] ألف درهم اضافة الى بعض التعويضات،لكن مع قساوة العيش و نسبة البطالة المرتفعة خصوصا في السنوات الاخيرة،يوقع قرار تعيينه لينتقل إلى عالم آخر لم يكن يعلم عنه شيئا .

عندما دخل صديقنا عالم أعوان السلطة فإنه ودع شيئا إسمه الحرية ودخل حياة كلها عمل وتعب ليلا ونهارا،صيفا و شتاء.فأصبح مكلفا بتسليم الشواهد الإدارية للمواطنين ومراقبة السكان الجدد والأجانب ومراقبة كل حادث ممكن أن يقع داخل القطاع الذي أصبح مشرفا عليه كالحرائق والسرقات وحوادث السير والنظافة و الانارة ومراقبة مخالفات التعمير وتنظيم الباعة الجائلين وتحرير الملك العام الجماعي والمتشردين و الحمقى….. كل شيء حدث أو يحدث في السيكتور “الشادة والفادة” يجب أن يخبر بها سواء باليل أو النهار و طيلة أيام الأسبوع بما فيها يومي السبت والأحد، الى درجة نسي شيء اسمه الويكاند و عطلة الأعياد .

وكل هاته المهام التي يجب أن يقوم بها على متن دراجة نارية مسلمة له من مصالح العمالة و دون أن يصرفوا له حصته من البنزين، إلا في بعض الاستثناءات القليلة،ليكون مضطرا أن يشتري البنزين من ماله الخاص لقضاء الأغراض الإدارية و ما طلب منه.

ولا ننسى أن الدور الكبير الذي يلعبه أعوان السلطة خاصة في الظروف الصعبة كالكوارت الطبيعية زلزال الحسيمة و الحوز كمثال وجائحة كورونا والإحصاء العام للسكان والسكنى التي ابان فيها عون السلطة عن روح وطنية عالية ومهنية كبيرة في التعامل مع الاوضاع الطارئة ،وكذالك حضوره القوي في الاستحقاقات الوطنية كالانتخابات الجماعية والبرلمانية والمهنية ولا يفوتني التذكير بحريق سوق المسيرة بتراب مقاطعة مولاي رشيد وحريق قسارية شطيبة بتراب مقاطعة سيدي عثمان وسرقة مضخات حديقة المختار السوسي”شطيبة”.

وكل هذه المهام يقوم بها عون السلطة بواسطة تعليمات شفوية من طرف رؤسائه رغم أنهم يعلمون أن بعض المهام ليس من اختصاص الأعوان بل من اختصاص ادارات أخرى مستغلين في ذلك الفراغ القانوني الذي يعاني منه هذا الجهاز المهم في بلدنا،وفي بعض الأحيان يجد نفسه مكلفا بقضاء أغراض خاصة الخارجة عن نطاق العمل و قد يؤمر بشراء معدات أو أجهزة للإدارة أو تمويل بعض عمال الإنعاش مثلا بالأكل والشرب أو شراء الصباغة وجلب عمال خاصين،خاصة في فترة الانتخابات حيث يقوم الأعوان بكل الاشغال الخاصة بتجهيز مكاتب التصويت وكل هذا من ماله الخاص الذي لا يكفي في الأغلب الشهور حتى مصاريف أسرته الصغيرة.

ويبقى صديقنا عون السلطة لا حول ولا قوة له حيث يقوم بتنفيذ جميع الأوامر والتعليمات خوفا من غضب بعض المسؤولين واتهامه بعدم الجدية في تأدية مهامه وفقدانه لروح التعاون مع الادارة وقد يجد نفسه معروضا على أنظار المجلس التأديبي الذي يمكن ان يفصله عن العمل أو توقيفه لمدة قد تصل إلى ثلاث أشهر بدون أجرة أو توبيخ …

وعندما وصل صديقنا عون السلطة الى مقدم حضري بعد عشرة سنوات من العمل جاد وبدون أي ملاحظة أو استفسار اداري يصبح له الحق أن يترقى لمنصب شيخ حضري وبما أن هذه الترقية لا تنبني على معايير موضوعية كالكفاءة العملية والأقدمية والجدية أو المستوى الثقافي والتعليمي،بل تبقى حسب مزاجية رجال السلطة،وقد يكون عامل نسبة الثقة و القرب من القائد محددان لنيل هذا المنصب.

والغريب أن عند صديقنا عون السلطة هو حينما يترقى إلى منصب شيخ حضري فتصبح هي آخر ترقية له في مساره المهني رغم الكفاءة في العمل ورغم الشواهد العليا المتحصل عليها كالإجازة والماستر و غيرها لأنه يصطدم بمشكلة واهية وهو عامل السن لأن عون السلطة لا يجب أن يتجاوز سن الأربعين لكي يسمح له بالترشح لمنصب خليفة قائد،رغم أنها ترقية وليست توظيفا جديدا عكس الموظفين الأخرين للدولة فيسمح لهم بالترشح لهذا المنصب حتى لو بلغوا من الكبر عتيا شريطة توفرهم على السلم 8 المحصل عليه في وقت وجيز بعدما حذفت السلاليم الدنيا.

والمشكلة الكبرى هي عندما يصل صديقنا عون السلطة الى سن التقاعد يجد نفسه أمام تعويض بئيس عن التقاعد يتراوح بين 1000 درهم و 1500 درهم على أبعد تقدير والتي لن تكفيه حتى في شراء الأدوية لأنه في الغالب ما يصل الى التقاعد بنفسية محطمة وصحة مضرورة.وهنا أسأل نفسي دائما بهذا التقاعد كيف سيغطي صديقنا تكاليف العيش اليومية خصوصا مع ارتفاع كلفة العيشة في بلذنا؟

وهنا أتذكر و أدعو الله أن فرج عن الإطار القانوني المنظم لفئة أعوان السلطة الذي وعد به السيد المحترم معالي وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت بمجلس النواب بعد جائحة كورونا و ادراج جميع الزيادات و التعويضات في الراتب الأساسي من أجل الاستفادة منها في معاشهم بعد وصولهم الى سن التقاعد.
وجهة نظري هذه بنيت من خلال التتبع كوطني و الهدف منها تسليط الضوء على ظهور علامات القلق والغضب على وجه شريحة مهمة من أعوان السلطة بعد نشر خبر الزيادة الأخيرة لجهاز السلطة المحلية؛في نظري لم تكن تلك الزيادة منصفة لأعوان السلطة،1000 درهم مقسمة على سنتين،بالمقارنة من الزيادات الاخرى لرجال السلطة وهنا أؤكد و بإيمان كبير أن جهاز السلطة من ألفه إلى ياءه يستحق أكثر لأنه يضحى بوطنية كبيرة ومهنية جادة وهادفة وكمثال على ذلك بقاء السيد عامل عمالة مقاطعات مولاي رشيد و جميع مكونات السلطة المحلية حتى الثالثة صباحا أثناء نشوب حريق سوق المسيرة،وفي النفس اليوم كان الكل حاضرا في مكتبه ابتداءا من الساعة الثامنة ونصف صباحا.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة جهات

خمسون سنة على المسيرة الخضراء: المغرب يرسخ ملامح الحل النهائي لقضية الصحراء

‏مع الحدث: النعمة ماء العينين

 

‏بعد مرور خمسة عقود على المسيرة الخضراء، التي شكلت حدثاً فارقاً في مسار استكمال الوحدة الترابية، يدخل ملف الصحراء المغربية مرحلة جديدة تتقاطع فيها الرمزية الوطنية مع التحولات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية. ومع حلول الذكرى الخمسين لهذه الملحمة الخالدة، يتضح أن النزاع المفتعل يقترب من نهايته، حيث لم يعد خيار الاستفتاء مطروحاً في مجلس الأمن، في وقت تتوسع فيه دائرة الاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الواقعي والنهائي.

 

‏منذ أن قدم المغرب مبادرته سنة 2007، عزز موقعه كصاحب السيادة الشرعية والأصلية على أقاليمه الجنوبية، وقاد مسار صياغة مستقبل المنطقة انطلاقاً من ثوابته الوطنية. الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء سنة 2020 كان منعطفاً استراتيجياً، تبعته فرنسا وإسبانيا وبريطانيا بدعم صريح للمبادرة المغربية، فضلاً عن تأييد دول مجلس التعاون الخليجي ومعظم الدول العربية والإفريقية. وقد تُرجِم هذا الزخم على أرض الواقع بافتتاح أكثر من ثلاثين قنصلية بالعيون والداخلة، في خطوة اعتُبرت اعترافاً ميدانياً بالسيادة المغربية. كما أن قرارات مجلس الأمن منذ سنوات تصف مبادرة الحكم الذاتي بأنها “جدية وذات مصداقية وواقعية وقابلة للتطبيق”، ما جعلها مرجعاً ثابتاً داخل الأمم المتحدة.

 

‏في المقابل، تعيش الجزائر عزلة دبلوماسية متزايدة بعدما فقدت الكثير من مواقعها التقليدية في إفريقيا وأمريكا اللاتينية. أطروحة “تقرير المصير” فقدت أي صدى في عالم يتجه نحو التكتلات الكبرى، حيث يُنظر إلى مشاريع الانفصال كعوامل هشاشة وعدم استقرار. أما ميليشيات البوليساريو الانفصالية، التي تعاني من انقسامات وصراعات داخلية وتفتقد إلى أي مشروعية شعبية، فقد ازدادت صورتها اهتزازاً بعد تقارير دولية عديدة تحدثت عن ارتباطات مشبوهة بين عناصرها وتنظيمات متطرفة في منطقة الساحل، إلى درجة أن الكونغرس الأمريكي ناقش إمكانية إدراجها على لائحة التنظيمات الإرهابية. وهكذا لم يعد خطاب الانفصال سوى عبء سياسي وأمني.

 

‏الأهمية الاستراتيجية للصحراء المغربية لم تعد تقتصر على بعدها السيادي، بل تشمل أيضاً بعدها الاقتصادي والطاقي. فمنذ أن أطلق جلالة الملك محمد السادس النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية سنة 2015، تحولت المنطقة إلى منصة لوجستية واقتصادية رائدة نحو إفريقيا. مشاريع كبرى مثل الطريق السريع تزنيت–الداخلة وميناء الداخلة الأطلسي جعلت من الجنوب المغربي بوابة طبيعية على أسواق غرب إفريقيا والساحل.

 

‏كما أن التحولات الطاقية العالمية عززت مكانة الصحراء المغربية باعتبارها رافعة استراتيجية للطاقات المتجددة. فالمملكة استثمرت بكثافة في مشاريع الطاقة الشمسية والريحية والهيدروجين الأخضر، لتصبح من بين أكثر الدول الإفريقية جاهزية للاندماج في السوق الدولية للطاقات النظيفة. إضافة إلى ذلك، تزخر المنطقة بمعادن استراتيجية مثل الكوبالت، الذي يعد أساسياً لصناعة البطاريات والسيارات الكهربائية، مما يجعلها فضاءً حاسماً في الاقتصاد الأخضر العالمي.

 

‏وفي سياق التوازنات الدولية، تبقى مواقف روسيا والصين تحت المراقبة. فهذان البلدان، العضوان الدائمان في مجلس الأمن، حافظا على حياد براغماتي قائم على مرجعية الأمم المتحدة، غير أن اعتبارات استراتيجية قد تدفعهما إلى دعم أوضح. الصين، التي ترفض أي نزعات انفصالية في قضاياها الداخلية مثل تايوان وشينجيانغ والتبت، تجد في مقترح الحكم الذاتي المغربي صيغة منسجمة مع فلسفتها السيادية. أما روسيا، الساعية إلى توسيع حضورها في إفريقيا وسط منافسة متصاعدة مع الغرب، فقد ترى في المغرب شريكاً موثوقاً يفتح أمامها آفاق تعاون جديدة.

 

‏الجلسة المقبلة لمجلس الأمن في أكتوبر 2025 تأتي في هذا المناخ، لتشكل محطة فاصلة في مسار النزاع. فهي تتزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء ومع دينامية دبلوماسية متصاعدة تصب في صالح المقترح المغربي. وأي تحول في موقفي موسكو وبكين سيعني عملياً إنهاء مرحلة الغموض وترسيخ إجماع دولي على أن الحكم الذاتي هو الحل النهائي القابل للتنفيذ.

 

‏إن الصحراء المغربية لم تعد مجرد ملف نزاع إقليمي، بل أضحت فضاءً استراتيجياً لتشكيل مستقبل إفريقيا، ومنصة للطاقة الخضراء والتكامل الاقتصادي. ومع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، تتضح أكثر من أي وقت مضى معالم الحل في مسار يقوده المغرب بثقة تحت الرؤية الملكية السديدة، ويترسخ بدعم دولي متنامٍ لإغلاق ملف طال أمده حول أرض مغربية جغرافياً وتاريخياً.