Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي إقتصاد الصحة المبادرة الوطنية الواجهة ثقافة و أراء سياسة مجتمع

جيل Z بين مطالب مشروعة وغياب لغة الحوار

شهدت مدن مغربية عديدة خلال الأيام الأخيرة وخصوصا في نهاية الاسبوع، خروج مئات الشباب من جيل “Z” في مظاهرات سلمية متفرقة، في العديد من المدن والاقاليم رافعين شعارات تدعو إلى إصلاحات عميقة تمس مختلف القطاعات، وإلى محاسبة المفسدين الذين يعيقون التنمية والعدالة الاجتماعية.

هذه التحركات الشبابية عكست، بشكل جلي، وعيًا متزايدًا لدى الجيل الجديد بحقوقه ومطالبه، والتي تبقى في جوهرها مشروعة، إذ تركز على العدالة، تكافؤ الفرص، تحسين جودة التعليم والصحة، ومحاربة الفساد والزبونية. لكن ما أثار الانتباه هو الغياب اللافت للحكومة وأصوات المنتخبين، حيث لم تسجل أية مبادرات رسمية للحوار أو فتح قنوات للتواصل مع هؤلاء الشباب.

هذا الفراغ السياسي في التواصل جعل المحتجين في مواجهة مباشرة مع رجال الأمن، الذين تولوا مهمة التنظيم ومنع بعض المظاهرات من الانزلاق، ما يطرح إشكالية غياب لغة الحوار المؤسساتي التي من المفروض أن تقودها الحكومة والمنتخبون باعتبارهم صلة وصل بين الدولة والمجتمع.

ويرى متتبعون أن جيل Z بات اليوم قوة اجتماعية لا يمكن تجاهلها، إذ يملك أدوات جديدة للتعبير، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي حولها إلى منبر للتنسيق وتوجيه الرأي العام. لكن استمرار تجاهل مطالب هذه الفئة قد يؤدي إلى مزيد من الاحتقان، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتراجع الثقة في المؤسسات.

تحليل سياسي

إن الخرجات الأخيرة لشباب جيل Z لا يمكن اختزالها في مجرد احتجاجات عابرة، بل هي مؤشر على تحول عميق في الثقافة السياسية المغربية. فهؤلاء الشباب لم يعودوا يكتفون بدور المتفرج على السياسات العمومية، بل أصبحوا يطالبون بحقهم في صناعة القرار، متسلحين بوعي رقمي وجرأة غير مسبوقة.

في المقابل، يظهر أن النخب السياسية التقليدية لم تستوعب بعد هذا التحول، إذ لا تزال تعتمد خطابًا كلاسيكيًا قائمًا على التبرير والتسويف، بدل الانفتاح على لغة جديدة قادرة على الإقناع وبناء الثقة. هذا الانفصام بين جيل جديد طموح ومؤسسات جامدة هو ما يفسر حدة الشعارات وتكرار النزول إلى الشارع.

من جهة أخرى، فإن غياب مبادرات سياسية استباقية من شأنه أن يترك الساحة فارغة لخطابات أكثر راديكالية قد تستثمر في غضب الشباب، ما يشكل خطراً على الاستقرار الاجتماعي. لذلك، فإن تأطير هذه الدينامية عبر حوار مؤسساتي مسؤول بات ضرورة وطنية ملحة، وليس مجرد خيار سياسي.

خلاصة
المغرب اليوم أمام مفترق طرق: إما أن يلتقط رسالة جيل Z، ويحولها إلى فرصة لإعادة بناء الثقة وتجديد النخب السياسية، أو يواصل سياسة التجاهل التي قد تفتح الباب أمام موجات غضب أكبر يصعب التحكم في مخرجاتها.

Categories
أخبار 24 ساعة المبادرة الوطنية الواجهة جهات

انطلاقة أشغال بناء سوق بغداد بعين الشق: مشروع طال انتظاره يرى النور

فيصل باغا

بعد سنوات من الانتظار والوعود التي لم تترجم على أرض الواقع، انطلقت اليوم بشكل رسمي أشغال بناء سوق بغداد بعين الشق، وهو المشروع الذي ظل لسنوات طويلة مجرد اسم يتداول في الاجتماعات والبرامج دون أن يلمسه المواطنون في حياتهم اليومية.

هذا الورش الجديد، الذي خصصت له ميزانية تقدر بـ16 مليون درهم، يأتي في إطار تنزيل رؤية تنموية تسعى إلى إعادة الاعتبار للفضاءات التجارية وتنظيمها وفق معايير حديثة، بما يتماشى مع تطلعات التجار من جهة، وانتظارات الساكنة من جهة أخرى.

السوق الجديد، الذي سيُنجز وفق تصميم هندسي متطور، يهدف إلى توفير فضاءات منظمة وملائمة للتجار، بعيدة عن العشوائية التي لطالما عانت منها الأسواق التقليدية. كما سيوفر بيئة حضرية نظيفة وآمنة للمرتفقين، تضمن الجودة في الخدمات وتستجيب لمتطلبات الحياة اليومية للمواطنين.

وتُعتبر عين الشق من المناطق التي تعرف كثافة سكانية متزايدة، مما يجعل هذا المشروع أحد الأوراش الأساسية التي ستساهم في تحسين ظروف العيش وتنظيم القطاع التجاري بشكل يحد من الفوضى، ويعطي دفعة قوية للنسيج الاقتصادي والاجتماعي المحلي.

وقد رحب العديد من الساكنة والتجار بهذا المشروع، معتبرين أن إخراجه إلى حيز التنفيذ هو خطوة إيجابية طالما انتظروها، لكونها ستضع حداً لمعاناتهم مع أسواق غير مهيكلة، وتفتح المجال أمام أنشطة تجارية أكثر تنظيماً وفعالية.

إن سوق بغداد بعين الشق ليس مجرد مشروع اقتصادي وتجاري، بل هو جزء من رؤية شمولية لإعادة الاعتبار للبنية التحتية بالمنطقة، وضمان فضاءات عصرية تعكس صورة مدينة حديثة تسعى إلى التنمية المستدامة وتحقيق التوازن بين متطلبات النمو الاقتصادي وراحة الساكنة.

Categories
أخبار 24 ساعة المبادرة الوطنية

عامل إقليم سطات يستعد لإطلاق مشروع الطريق المدارية لعاصمة الشاوية 

سطات عماد وحيدال

علمت جريدة مع الحدث من مصادر موثوقة أن السيد حبوها، عامل صاحب الجلالة على إقليم سطات، يستعد لإطلاق مشروع ضخم واستراتيجي من شأنه إحداث نقلة نوعية في البنية التحتية لعاصمة الشاوية. ويتعلق الأمر بإنجاز الطريق المدارية لمدينة سطات، والتي ستشكل إضافة قوية للنسيج الطرقي والاقتصادي للمنطقة.

المشروع المرتقب يتمثل في طريق تمر بمحاذاة المدينة، وستتضمن مناطق لوجيستيكية حيوية، ما سيسهم في تحسين حركة السير وتخفيف الضغط عن وسط المدينة، خصوصاً بالنسبة للسائقين الذين يفضلون المرور دون الاضطرار للدخول إلى قلب سطات، وكذلك الشاحنات الكبيرة والمحملة.

هذه المبادرة ليست بالجديدة على السيد العامل، فقد سبق له أن أشرف على مشروع مماثل بمدينة بركان، حيث لاقى استحساناً كبيراً من طرف الساكنة، نظراً لما وفره من حلول عملية لحركة السير وتنظيم النقل

يُرتقب أن يشكل مشروع الطريق المدارية لمدينة سطات نقلة استراتيجية من شأنها تعزيز مكانة المدينة كقطب لوجيستيكي وتجاري مهم على صعيد جهة الشاوية، فضلاً عن تحسين جودة الحياة اليومية للساكنة وتيسير حركة النقل والتنقل. مشروع يُترجم رؤية استشرافية تعكس حرص عامل الإقليم على الدفع بعجلة التنمية المحلية نحو آفاق أوسع.

Categories
المبادرة الوطنية

مدرسة السمارة الرقمية ترى النور باستثمار يفوق مليون درهم لتمكين شباب الإقليم من المهن الجديدة

أشرف عامل إقليم السمارة، الدكتور إبراهيم بوتوميلات، صباح اليوم الإثنين 8 شتنبر 2025، على حفل تدشين مدرسة السمارة الرقمية، بحضور وفد فرنسي يتقدمه فيليب كلاين، الرئيس الشرفي للغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب، وجان شارل دامبلين، المدير العام للغرفة، إلى جانب المنتخبين المحليين وشيوخ وأعيان القبائل الصحراوية ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات مدنية وإعلامية.

ويأتي هذا المشروع، الذي تجاوز حجم استثماراته مليوناً ومئة ألف درهم، في إطار دعم الدينامية الاقتصادية والاجتماعية بالإقليم، ويعد جزءًا من الجيل الجديد من برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، معتمدًا على منهجية التعلم بالممارسة لتأهيل الشباب في مجالات المهن الرقمية والبرمجة.

المدرسة، التي تحتضنها مؤسسة السمارة للأعمال الثقافية والتربوية والاجتماعية والرياضية، ثمرة شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمؤسسة المذكورة، بشراكة مع الفاعل التقني STE WEB4JOBS. وقد خصصت 500 ألف درهم للتجهيزات و600 ألف درهم لبرامج التكوين.

تقدّم 201 شابًا وشابة للترشيح، ويستفيد من الفوج الأول 70 مستفيدًا، مع 30 آخرين في لائحة الانتظار، ضمن مسارات المهن الرقمية والتكوين الوظيفي والمهارات الحياتية واللغات. وقد اجتاز المرشحون مباريات الانتقاء والمقابلات الشفوية، إيذانًا بانطلاق رحلة تكوينية مبتكرة تعزز فرص التشغيل وفتح آفاق ريادة الأعمال.

وأكد عامل الإقليم أن مدرسة السمارة الرقمية تمثل رافعة قوية لتقوية قدرات الشباب ومواكبة التحولات التكنولوجية، مشيدًا بروح الشراكة التي أثمرت هذا الإنجاز، الذي يجعل السمارة منصة واعدة للإبداع والابتكار في مجال الاقتصاد الرقمي.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي المبادرة الوطنية الواجهة جهات متفرقات مجتمع

ساحة السوق الأسبوعي بقصبة تادلة.. متنفس للساكنة في حاجة إلى تأهيل

مع الحدث// لحبيب مسكر

تعد الساحة المجاورة للسوق الأسبوعي بمدينة قصبة تادلة الفضاء الوحيد الذي يعرف إقبالاً كبيراً، سواء من طرف ساكنة المدينة أو من الزوار القادمين من مدن مجاورة كبني ملال ، زاوية الشيخ، ومدينة ابي الجعد.

أول ما يلفت انتباه الزائر هناك، كشك عصائر الفواكه الذي يقدم منتجات طبيعية وطازجة بأسعار في المتناول، حيث يتم إعداد العصائر أمام الزبائن في أوانٍ نظيفة وفي فضاء أنيق يضفي جواً مميزاً على المكان. هذا الكشك أصبح رمزاً لجودة الخدمات، وجعل من الساحة متنفساً أساسياً لساكنة المنطقة.

ولم يتوقف تأثير هذا الكشك عند هذا الحد، بل ساهم في إنعاش أنشطة باعة آخرين مجاورين له، حيث يجد الزوار إلى جانبه تخصصات مختلفة في المأكولات الشعبية، مثل مشويات اللحم والدجاج، وبيع الحلزون، إضافة إلى وجبات أخرى تلقى رواجاً كبيراً خاصة في الأمسيات.

غير أن المحيط العام للساحة يطرح إشكالات عديدة، إذ يظل في حاجة ماسة إلى إعادة تهيئة وتنظيم، خاصة مع تراكم الأوساخ والأكياس البلاستيكية بشكل لافت أيام السوق الأسبوعي، إلى جانب غياب مرافق أساسية مثل المياه والمراحيض. هذا الوضع ينعكس سلباً على أصحاب الكشكات والعربات المستفيدة من برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة للبحث عن موارد مائية قريبة لتسيير نشاطهم اليومي.

وفي هذا السياق، أكدت جمعية الأمل للمشروبات والمأكولات الخفيفة أنها رفعت شكايات متعددة للجهات المعنية قصد التدخل العاجل، غير أن الوضع ما يزال على حاله، في انتظار حلول عملية تعيد للساحة رونقها وتوفر شروط النظافة والراحة للمهنيين والزوار على حد سواء.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي المبادرة الوطنية الواجهة ثقافة و أراء جهات متفرقات مجتمع

أبي الجعد.. مدينة بوعبيد الشرقي بين التاريخ والروحانية والحضارة

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

تُعد مدينة أبي الجعد إحدى الحواضر المغربية التي ارتبط اسمها بالتاريخ الروحي والعلمي للمغرب، حيث يعود الفضل في نشأتها إلى الشيخ الصوفي سيدي محمد الشرقي، الملقب بـ”بوعبيد الشرقي”، مؤسس الزاوية الشرقاوية في القرن العاشر الهجري/السادس عشر الميلادي. وقد شكلت هذه الزاوية عبر القرون فضاءً جامعًا بين التصوف والعلم، الروحانية والاجتماع، التراث والحضارة، مما جعل أبي الجعد حاضرة فريدة في تاريخ المغرب الديني والثقافي.

أصل التسمية وتأسيس المدينة

ارتبط اسم أبي الجعد ارتباطًا وثيقًا بالشيخ الشرقي، إذ يُروى أنه حين استقر في المنطقة التي كانت في الأصل غابات موحشة، عامرة بالذئاب والوحوش، قال قولته الشهيرة: “إني راحل إن شاء الله إلى بلد أمورها في الظاهر معسرة وأرزاقها ميسرة… هذا المحل إن شاء الله محل يمن وبركة…”. ومنذ ذلك الحين غدا الموضع معروفًا بـ”أبي الجعد”، لينمو تدريجيًا حول زاويته حتى تشكلت المدينة كما نعرفها اليوم.


الزاوية الشرقاوية.. إشعاع ديني وعلمي

لم تكن الزاوية الشرقاوية مجرد مركز صوفي للتعبد، بل تحولت إلى جامعة تقليدية بالمعنى الواسع، حيث استقبلت طلبة العلم من مختلف مناطق المغرب. وقد برز من بين خريجيها علماء كبار مثل أبو علي الرحالي، وسيدي العربي بن السائح، والشيخ سيدي المعطي صاحب كتاب ذخيرة المحتاج في الصلاة على صاحب اللواء والتاج.
كما لعبت الزاوية دورًا محوريًا في ترسيخ مبادئ التصوف السني، القائم على الوسطية والاعتدال، ما جعلها تحظى بعناية خاصة من الدولة العلوية، بدءًا من السلطان مولاي إسماعيل مرورًا بالسلطان مولاي سليمان وصولًا إلى السلطان مولاي الحسن الأول، الذين أولوا الضريح والمساجد المجاورة له عناية خاصة.

مدينة العلم والعلماء

مع مرور الزمن، لم تتوقف أبي الجعد عن إنجاب العلماء والمفكرين، بل صارت تعرف بـ”مدينة العلم والعلماء”. فقد ساهمت جذورها الروحية والفكرية في تكوين نخب علمية وأطر عليا برزت في حقول التربية، الفقه، الفكر، والأدب، وأسهمت في إثراء الحياة العلمية والفكرية بالمغرب. وهكذا ظلت أبي الجعد تُقدم كفاءات وطنية وطاقات بشرية عالية المستوى، جعلتها مدينة ذات إشعاع يتجاوز حدودها الجغرافية.

من التراث إلى الحضارة

إن أبي الجعد، بما تختزنه من زوايا ومساجد وأضرحة، ليست مجرد مدينة تاريخية، بل هي تجسيد حيّ للتلاقي بين التراث الروحي المغربي والحضارة الإنسانية. فالموسم السنوي الذي يُقام تخليدًا للولي الصالح بوعبيد الشرقي، يجمع بين الطقوس الصوفية من مديح وسماع وزيارات روحية، وبين المظاهر الحضارية من معارض ثقافية وفنية واقتصادية، فضلاً عن عروض الفروسية “التبوريدة” التي تعكس أصالة الفروسية المغربية.

الحاضر امتداد للماضي

في الحاضر، ما تزال أبي الجعد تحافظ على هويتها كمدينة روحية وثقافية، حيث يشكل موسم بوعبيد الشرقي محطة كبرى لإحياء ذاكرتها الروحية وتعزيز حضورها السياحي والاقتصادي. فهي في الآن ذاته مدينة للتاريخ وللحياة، للتراث وللحضارة، إذ تجمع بين إرثها الصوفي العريق وانخراطها في مسار التنمية والتحديث.

خلاصة

إن الحديث عن أبي الجعد هو حديث عن مدينة ولدت من رحم الروحانية الصوفية، ونمت في أحضان الزاوية الشرقاوية، وازدهرت بفضل علمائها وأطرها العليا، لتغدو اليوم قبلة للزوار، ومنارة للثقافة، ورمزًا حيًا لتلاقي الماضي بالحاضر، والتراث بالحضارة.

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الصحة المبادرة الوطنية الواجهة جهات متفرقات مجتمع

المغرب يعزز جهوده لمحاربة الإدمان بمبادرة ملكية جديدة

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تعليماته السامية لفتح مجموعة من المراكز الجديدة في مجالات الصحة، الإعاقة، والتكوين، مع إيلاء اهتمام خاص بمحاربة سلوكات الإدمان التي تشكل تحدياً اجتماعياً وصحياً متنامياً.

 

وأوضحت المؤسسة أن هذه المراكز ستوفر خدمات متكاملة تشمل الاستقبال والتشخيص والعلاج الطبي والنفسي، إضافة إلى برامج للمواكبة الاجتماعية وإعادة الإدماج، وذلك في إطار برنامج وطني يهدف إلى تقليص المخاطر المرتبطة بالإدمان ودعم الفئات الهشة.

 

الإدمان لا يقتصر على تعاطي المخدرات أو الكحول، بل يشمل أيضاً التدخين، القمار، الإفراط في استخدام الإنترنت والألعاب الإلكترونية، وحتى بعض السلوكيات الاستهلاكية مثل التسوق المفرط. وتتمثل مخاطره في آثار صحية خطيرة كالأمراض المزمنة والاضطرابات النفسية، فضلاً عن نتائجه الاجتماعية المتمثلة في تفكك الأسر وفقدان فرص العمل والانزلاق نحو أنشطة غير قانونية.

وتؤكد التجارب أن مواجهة هذه الظاهرة تتطلب مقاربة شمولية تقوم على التشخيص الدقيق، العلاج الطبي والنفسي، وإعادة التأهيل عبر برامج تكوينية وأنشطة موازية، مع إشراك الأسرة في مسار العلاج للحد من الانتكاس وضمان عودة المستفيد إلى حياته الطبيعية.

 

وبإطلاق هذه المبادرة، تعزز مؤسسة محمد الخامس للتضامن التزامها بتوفير فضاءات علاجية وتكوينية تستجيب لاحتياجات المجتمع، وتضع التضامن والقرب في صلب تدخلاتها، بما يضمن استعادة الكرامة الإنسانية وفتح آفاق جديدة للاندماج الاجتماعي والمجتمعي.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي أنشطة ملكية الصحة المبادرة الوطنية الواجهة بلاغ جهات مجتمع

مبادرات ملكية جديدة لتعزيز الصحة والتكوين والإدماج الاجتماعي

مع الحدث :ذ لحبيب مسكر 

في مبادرة إنسانية جديدة تعكس التزامه المتواصل بقضايا التضامن والتنمية الاجتماعية، أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بصفته رئيسا لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، تعليماته السامية لفتح مجموعة من المراكز الاجتماعية والصحية والتكوينية لفائدة الفئات المعوزة عبر مختلف جهات المملكة.

ووفق بلاغ للمؤسسة، يشمل هذا الإطلاق الفوري 13 مركزا جديدا تم الانتهاء من أشغال بنائها وتجهيزها في ثماني عمالات وأقاليم، وذلك في إطار برامج كبرى تستهدف تعزيز الولوج إلى العلاج الصحي القريب، وتحسين التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة، إضافة إلى دعم التكوين والإدماج السوسيو-مهني للشباب.

وتتوزع هذه المشاريع على ثلاثة محاور أساسية:

المجال الصحي: حيث سيتم افتتاح مركز طبي للقرب بسلا باستثمار قدره 85,5 مليون درهم، ليرتفع عدد هذه الوحدات إلى ستة عبر التراب الوطني. كما ستستفيد مدينة العروي من مركز جديد لتصفية الدم بقيمة 10 ملايين درهم، إلى جانب ثلاثة مراكز لمحاربة سلوكات الإدمان بكل من شفشاون والحسيمة وبني ملال، لترتفع الحصيلة إلى 18 مركزا موزعة على 15 مدينة.

مجال الإعاقة: يفتتح فرع جهوي جديد للمركز الوطني محمد السادس للمعاقين ببني ملال بكلفة 30 مليون درهم، ما يرفع عدد هذه المراكز إلى تسعة على المستوى الوطني.

التكوين والإدماج المهني: ستفتح ستة مراكز تكوين أبوابها في تخصصات متنوعة وذات قابلية عالية للتشغيل، من بينها مهن الفلاحة بسوق الأربعاء، والكهرباء والإلكترونيات بسيدي عثمان، والصناعة التقليدية بشفشاون، والسياحة، والخدمات الثالثية، إضافة إلى مركز متخصص في لحام المعادن بتيط مليل باستثمار مهم بلغ 94 مليون درهم.


كما ستعرف جماعة إيزمورن بإقليم الحسيمة إحداث أول مركز سوسيو-تربوي من نوعه بكلفة 3,5 ملايين درهم، موجه لمواكبة الشباب في مجالات التعليم والتأهيل المهني.

وسيتم تدبير هذه المراكز في إطار شراكات مع وزارتي الصحة والحماية الاجتماعية، والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، إلى جانب مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل وعدد من الجمعيات المتخصصة.

وبهذه الإنجازات، تؤكد مؤسسة محمد الخامس للتضامن استمرارها في وضع التضامن والقرب في صلب استراتيجيتها، بما يضمن ولوجا أفضل للعلاجات والخدمات، ويوفر فرصا جديدة للتكوين والإدماج لفائدة الفئات الهشة والشباب الطامحين لمستقبل أفضل.

 

Categories
أعمدة الرآي المبادرة الوطنية الواجهة جهات متفرقات مجتمع

الجيل الجديد لمخططات التنمية الترابية.. بين الرؤية الملكية والتحديات الميدانية وأدوار الفاعلين

مع الحدث لحبيب مسكر

أكد جلالة الملك محمد السادس، في خطابه الأخير، على ضرورة إحداث تحول عميق في مقاربة التنمية، يرتكز على التأهيل الشامل للمجالات الترابية وتدارك الفوارق الاجتماعية والمجالية، بما يضمن استفادة جميع المواطنين من ثمار التقدم دون تمييز أو إقصاء. وهي رؤية تستجيب لتطلعات المغاربة نحو عدالة مجالية حقيقية، تقوم على التضامن والتكامل بين مختلف الجهات في إطار الجهوية المتقدمة.

غير أن التشخيص الواقعي يكشف استمرار تفاوتات إقليمية حادة؛ إذ إن ثلاث جهات فقط من أصل اثنتي عشرة جهة تساهم بما يقارب 60 في المئة من الثروة الوطنية، بينما يبقى معدل البطالة مرتفعا ومختلفا من منطقة لأخرى. وهذا ما يجعل اقتصادنا، رغم ما يخلقه من ثروة نسبية، عاجزا عن توزيعها بشكل عادل، وهو ما يشكل أحد أبرز العوائق الهيكلية أمام النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.

كما أن الدولة، عبر القطاع العام، تظل المستثمر الرئيسي في معظم الأوراش، في حين يبقى القطاع الخاص – المحلي والأجنبي – مترددا، وهو ما يطرح أسئلة حول أسباب هذا “الخجل الاستثماري”. ولعل أبرز هذه الأسباب تكمن في ثغرات القضاء وقانون الأعمال، وضعف الشفافية، وغياب تكافؤ الفرص والمحاسبة، إضافة إلى تضارب المصالح واستمرار هيمنة الاحتكارات.

ولمواجهة هذه التحديات، تبدو الحاجة ماسة إلى إصلاحات جريئة تعزز الشفافية، وتكرس مبدأ تكافؤ الفرص، وتدعم الرقابة الفعالة، بما يرسخ الثقة في المؤسسات ويجعل من المغرب وجهة جاذبة للاستثمار.

في هذا السياق، يمكن أن يشكل الجيل الجديد من مخططات التنمية الترابية رافعة أساسية، إذا ما استند إلى مقترحات عملية واضحة، من أبرزها:

دعم التشغيل عبر تثمين المؤهلات الاقتصادية الجهوية وتوفير مناخ محفز للمبادرة المحلية والاستثمار.

تقوية الخدمات الاجتماعية الأساسية، خصوصا في مجالي التعليم والصحة، باعتبارهما ركيزتين لتحقيق العدالة المجالية وصون كرامة المواطن.

اعتماد تدبير استباقي ومستدام للموارد المائية لمواجهة تحديات الإجهاد المائي وتغير المناخ.

إطلاق مشاريع للتأهيل الترابي المندمج، في انسجام مع الأوراش الوطنية الكبرى.

ولضمان فعالية هذه المخططات، يبرز دور الفاعل الترابي باعتباره مهندس التنمية المحلية ووسيطا أساسيا بين الرؤية الوطنية وانتظارات الساكنة، من خلال ابتكار حلول واقعية قائمة على التشاور والتنسيق. وفي المقابل، يظل الإعلام شريكا لا غنى عنه في مواكبة هذا الورش، سواء عبر شرح مضامين البرامج للمواطنين، أو تعزيز المشاركة والرقابة المجتمعية، أو إبراز النماذج الناجحة والتجارب المبتكرة.

إن الجمع بين الرؤية الملكية والتشخيص الواقعي، وتفعيل أدوار الفاعلين الترابيين والإعلاميين، هو السبيل الأمثل لنجاح الجيل الجديد من مخططات التنمية الترابية، وبناء مغرب متوازن يضمن العدالة المجالية، ويمنح لكل مواطنيه فرصا متكافئة في التنمية والعيش الكريم.

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة المبادرة الوطنية الواجهة جهات مجتمع

أسامة دادي التسولي: شاب تحدى العمى ونجح في تحويل معاناته إلى قصة أمل ملهمة

مع الحدث لحبيب مسكر 

رغم قسوة المرض الذي يهدد بصره، استطاع الشاب المغربي أسامة دادي تاسولي، المزداد سنة 1991، أن يكتب قصة نجاح استثنائية، تتجاوز حدود الإعاقة لتجسد قوة الإرادة والإصرار على مواجهة التحديات.

أسامة، الذي عاش طفولة عادية ودرس كبقية أقرانه، لم يكن يتوقع أن يغير مرض نادر مجرى حياته. ففي سنة 2018 اكتشف أنه مصاب بـالتهاب الشبكية الصباغي، وهو داء معقد ومتعدد الجينات، يهدد تدريجياً بفقدان البصر الكامل، ولا يتوفر له علاج نهائي إلى اليوم. ورغم أن الخبر كان صادماً، إلا أن الشاب قرر أن يسبق الزمن قبل أن ينطفئ نور عينيه نهائياً. تزوج وأنجب طفلين، ليحظى بفرصة رؤية فلذات كبده قبل أن يثقل المرض خطواته أكثر.

ومع تطور حالته الصحية سنة 2023، صار أسامة يحتاج إلى مرافق بشكل دائم، لتتحول زوجته إلى “العين التي يبصر بها، واليد التي يكتب بها”، كما يصفها هو. لكن، عوض الانطواء أو الاستسلام، قرر أن يحول معاناته إلى قوة دفع نحو النجاح.

ما هو التهاب الشبكية الصباغي؟

التهاب الشبكية الصباغي مرض وراثي نادر يصيب الخلايا المسؤولة عن الرؤية في شبكية العين. يبدأ عادة بضعف تدريجي في الرؤية الليلية، ثم يضيق مجال البصر شيئاً فشيئاً، إلى أن يصل في بعض الحالات إلى العمى الكامل. يكمن تحدي هذا المرض في تعقيده الجيني، ما يجعل علاجه صعباً حتى الآن، لكن الأبحاث الحديثة في مجال العلاج الجيني والخلايا الجذعية والأجهزة البصرية الإلكترونية تمنح المرضى أملاً متجدداً في المستقبل. ويظل التشخيص المبكر والمتابعة الطبية المنتظمة أفضل وسيلة لإبطاء تطوره والتكيف مع تحدياته.

في سنة 2017، أسس أسامة تعاونية “امرابطن بيو ريف” المتخصصة في تثمين المنتوجات المجالية وتحويلها إلى مواد تجميلية طبيعية. منتجات التعاونية، التي تعتمد على زيت الصبار، زيت الأركان، القنب الهندي ومكونات أخرى، شملت الزيوت، الكريمات، الصابون، الشامبو، والسيرومات، لتصبح علامة واعدة في السوق الوطنية والدولية.

ولم يتوقف صدى نجاح هذه التعاونية عند حدود المغرب، بل أصبحت منتجاتها مطلوبة في العديد من الدول الأوروبية، بفضل الجالية المغربية التي آمنت بجودة هذه المنتوجات وساهمت في التعريف بها ونشرها خارج الوطن.

هذه التجربة لم تكن مجرد مشروع اقتصادي، بل كانت أيضاً نافذة أمل لنساء قرويات يعانين من الهشاشة، حيث وفرت لهن التعاونية فرص عمل موسمية ودائمة، ساهمت في تحسين أوضاعهن المعيشية، خصوصاً الأرامل والأسر المعوزة.

حازت التعاونية على عدة شواهد وطنية، وشاركت بقوة في معارض كبرى داخل المغرب، لتثبت أن الإعاقة لا يمكن أن تكون حاجزاً أمام الطموح.

وراء هذه القصة الملهمة، تظل الأم هي البطلة الصامتة. فقد كانت سند أسامة الأول، دعمت حلمه وضحت بالغالي والنفيس لمساعدته على مواجهة واقع المرض، خاصة عندما علم أنه مرض بلا علاج وأنه مهدد بالعمى.

اليوم، يقدم أسامة دادي تاسولي نفسه نموذجاً مضيئاً لشباب المغرب: شخص لم يستسلم لقدر قاسٍ، بل أعاد رسم مصيره بإصرار وعزيمة، وحول الظلام إلى نور أمل، ليصبح مثالا يحتذى به في التحدي والإبداع.