حديث الساعة …قفة لكل صحفي …. بطاقة مزيفة للبيع.
مع الحدث/ أبوصهيب
كانت مهنة الصحافة منذ القدم مهنة شريفة، تعتمد النزاهة والحيادية ونقل الأخبار بكل تجرد، وحتى بعد ظهور صحافة الأحزاب كانت مهنة شريفة تتسم بالدفاع القوي عن المبادئ الحزبية وليس الأشخاص، وفي خضم كل هذا كان الصحفي محور التاريخ وأحد مدونيه، بل والعديد من الصحافيين يعتبر مؤرخا يرجع الباحثون إلى مقالاته ومخطوطاته للتعرف على مميزات الحقب التاريخية وأبطالها.
ولأننا نعيش زمن الإنحدار وانعدام الولاء لا لتوجه ولا إيديولوجيات بعينها، فقد ابتلينا بأشخاص لا يعرف لهم انتماء أو لون، يدعون انتمائهم للجسم الصحفي وهو منهم براء.
ورغم تغاضي الهيئات الوصية على أولئك الذين يحملون بطائق لا علاقة لها بالصحافة من أجل الإسترزاق، فقد ذهب هؤلاء بعيدا حيث استفادوا من قفة رمضان مقدمة من الإتحاد المغربي للشغل، بحضور زعيمها المثير للجدل في ضرب تام لأسس الشفافية والنزاهة، ليطرح السؤال عن المغزى من توزيع القفة الرمضانية على أشخاص يدعون أنهم صحفيون، ونحن نعلم أن الصحفي (المهني/الحقيقي) يستخلص راتبه الشهري من المؤسسة التي يعمل بها، كما أن الصحفي رجل يمارس مهنة كرامة لا تسمح له بالتطاول على حق من حقوق الطبقات المعوزة والتي تحتاج بصدق لمثل هاته المبادرات.
اليوم جاء الوقت لكي يقطع المجلس المسؤول الطريق على حملة البطائق الغير مهنية لأن الأمر تجاوز مفهوم التكافل الإجتماعي إلى الإسترزاق والتصدي للصدقات.
ومن يدري فقد نجد غدا أشباه الصحفيين على قارعة الطرقات، يستجدون الصدقات بهاته البطائق التي لا تخضع لحسيب ولا رقيب وقد تحمل عوض إسم المجلس على ظهرها جملة من نوع آخر، ربما : بطاقة صحفي للبيع.
ومن ألف الذل لا يستقيم له عز.
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق