جاري التحميل الآن

هذا ما قاله الملك الراحل الحسن الثاني عن ملك ليبيا إدريس السنوسي المطاح به

في عز تجاذب المواقف بين مايحدث الآن بليبيا من تطورات، وظهور اصطفافات إقليمية ودولية، يذكر التاريخ الحديث المواقف التي اتخذها الملك الراحل الحسن الثاني بخصوص تطور الأحداث في ليبيا خلال السبعينات من القرن الماضي.

تحدث ملك المغرب الراحل الحسن الثاني في كتابه “ذاكرة ملك” الصادر عام 1994 عن الإطاحة بالنظام الملكي في ليبيا عام 1969 وكيف تقبل هذا الحدث فقال: “لم يدهشني ولم يفاجئني، ويمكن القول بأنه كان أمرا لا مفر منه”.

وأشاد الحسن الثاني بالملك ادريس السنونسي “الرجل المستقيم والشريف”، ولكنه أضاف يقول بأن السنوسي “لم يكن يهتم بتاتا بالشؤون الدنيوية” وخلص إلى القول: “لا أقول عنه بأنه قام بكل شيء للتخلي عن العرش، بل أقول إنه لم يقم بأي شيء من أجل الحفاظ عليه”.

عند استفسار رأي الحسن الثاني في التغيير الذي طرأ على نظام الحكم في ليبيا ومدى تأثير ذلك على التعاون بين بلدان المغرب العربي، فأجاب الحسن الثاني بقوله: أود أن أقول لكم في بداية الأمر أني لا أهتم شخصيا بالأنظمة، فتغييرها لا يهمني، لأن الأمر يتعلق بمسألة داخلية.

وكنت أعرف أن نظاما مغايرا سيتم إقراره في ليبيا، ولم يكن أحد يجهل أن بعض الهزات قد تحدث بعد الاختفاء الجسدي للملك إدريس، بل كان لا بد من حدوثها، فإن كانت هناك مفاجآت، فإنها لم تتناول الأساس وإنما الوقت، وهذا ما قلته لرئيس مجلس الثورة الليبي.

لقد قلت إن عليه أن لا يشعر بأي نقص إزاءنا، لأننا نعتبر أنه كان على موعد مع التاريخ، سواء هو أو شخص آخر، وأنه فقط جاء متقدما على غيره. والشيء الوحيد الذي أريده هو أن يبقى شمال إفريقيا كما هو. إنني لا أحبذ فقدان شخصيته ولا أن نصل إلى مرحلة يغير فيها من اختياراتنا، وأعتقد أنني بذلك أعبر عن التفكير العميق لبلدان شمال إفريقيا، وإذا اقتضى الأمر، فإننا مستعدون لاعتبار ليبيا منطقة منعزلة، ولكننا لا نريد أن يكون النظام الليبي مثار انشغال بالنسبة لبلدان المغرب العربي، ونحن نريد أن تكون ليبيا جزءا من المغرب الكبير، كما كنا نتمنى ذلك في السابق، ولكن إذا أرادت ليبيا عدم البقاء في المغرب العربي، فإننا سنطلب منها عندئذ أن لا تقضي على المغرب العربي الصغير.

وخلال الاستقبال الذي خصصته بلدية طرابلس لملك المغرب، أشاد الحسن الثاني بهذه العاصمة وبمكانتها وتاريخها والدور الذي اضطلعت به في منطقة المغرب العربي منذ العصور القديمة.

قال الحسن الثاني بهذا الخصوص: “طرابلس مدينة عزيزة علينا أثيرة لدينا يذكرها المغاربة، فيذكرون معها الإيناس واللطف والفضل والنبل، كما يذكرون صلاتها الوثيقة ببلدهم، فمنها امتد مد الإسلام المبارك إلى المغرب الأقصى وعن طريقها اجتازت العربية إلى ألسنة أهله، وعبرها اجتازت إليه قبائل وعشائر عربية كثيرة، وهي إلى ذلك إحدى حواضر الدولة الموحدية ومحط ركب الحاج المغربي ومقصد العلماء والطلبة والصلاح المغاربة، وفي وصفها ووصف أهلها كتب الرحالون من أهل بلدنا صفحات ناصعة مشرقة وإلى رؤسائها المجاهدين وقادتها البحريين أهدى جدنا المنعم السلطان المولى سليمان شطرا من أسطولنا الوطني”.

أهدت بلدية طرابلس للملك الحسن الثاني مفتاح المدينة وقال عنه: إذا كان هذا المفتاح سيفتح شيئا، فهو القلوب على مصراعيها لتزداد عطفا وتقديرا ومحبة ومودة، وتعمر بالطموح والعمل لإعزاز أوطاننا وإسعاد شعوبنا ورفع شأن أمتنا العربية المجيدة”

شارك هذا المحتوى:

إرسال التعليق

ربما فاتك