( هاذي فهامتي ) العدد (02) 18/07/2022 “معنى أن تكون وسيطا “
بقلم. فريد حفيض الدين.
أي أن تتوسط بين أفراد أو مجموعة أفراد أو دول، من أجل تقريب وجهات نظرهم قصد الوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف.
بالمقابل تتطلب صفة الوساطة، أن يكون الوسيط ذا مصداقية، ومؤثمن على أسرار الجميع، ومؤثر، ومحايد، ومسموع الكلمة، ويحظى بثقة الجميع.
المغرب يدخل ضمن الدول التي تجتمع فيها هذه المواصفات، وهو المؤهل حضاريا وتاريخيا ودبلوماسيا للعب هذا الدور.
ولعل من أهم الوساطات التي عرفها تاريخ الشرق الأوسط، هي الوساطة التي قام ورتب لها الراحل الحسن الثاني بين إسرائيل ومصر، والتي استعادت بموجبها مصر صحراء سيناء عبر ما عرف باتفاقية
” كامب ديفد ”
كما قاد الراحل جل الوساطات العربية الإسرائيلية، والتي تعمد بعض الزعماء العرب إفشالها حتى تستمر
القضية التي جعلوا منها وصلا تجاريا لبقائهم في الحكم…
وهاهو التاريخ يعيد نفسه ويستمر المغرب في نهج مقاربة الوساطات لحل النزاعات. اليوم وبوساطة مغربية أمريكية. وبرعاية من الملك محمد السادس، تقرر إعادة فتح معبر
” إنبي ” أو جسر الملك الحسين، أو معبر الكرامة كما يسميه الفلسطينين.
السؤال هو هل كانت إسرائيل وفلسطين وأمريكا والأردن سيسمحون للمغرب بهذه الوساطة لولا الثقة التي يحظى بها المغرب لدى هاته الأطراف؟ بالطبع لا.
لا داعي هنا للتفصيل في التذكير بأهمية هذا المعبر وما يقدمه للفلسطينيين من فرص اقتصادية واجتماعية وإنسانية عبر تدفق البشر والبضائع على امتداد الأيام من دون انقطاع، وخلال 24 ساعة على 24 ساعة، ونحن نعرف العلاقات الأسرية التي تجمع الشعبين الشقيقين. سيفتح المعبر كذلك للفلسطينيبن حرية التنقل عبر العالم انطلاقا من العاصمة الأردنية عمان. ناهيك عن فرص الإستثمارات وتدفق رجال الأعمال بين البلدين.
هذه الوساطة أظهرت بوضوح، وعلى الأرض أن إعادة العلاقات الطبيعية بين المغرب وإسرائيل لم تكن أبدا على حساب القضية الفلسطينية كما روج لذلك أصحاب شعارات
” مع فلسطين ظالمة أو مظلومة ”
قبل أن أختم، أذكر بعض خونة الداخل والخارج ، ومعهم جار عدو بالزيارة التي سيبدئها اليوم وزير الدفاع الإسرائيلي للمغرب من أجل توقيع اتفاقيات أمنية مشتركة…..
على حدودنا الشرقية لا بد وأن حكام الجزائر من العجزة العسكريين سيطرحون فيما بينهم سؤال من قبيل ” هو آش جا يدير ؟ ”
قبل أن يسارعوا لارتداء أو وضع حفاضاتهم الصحية لأن ما سيصيبهم من إسهال سيجعلهم غير قادرين على التحكم في منسوب بولهم، وكمية غائطهم( حاشاكم )
إنه المغرب الحديث.
إنها دبلوماسية ” الدق والسكات ”
هذي فهامتي!!!!
شارك هذا المحتوى:
إرسال التعليق