Categories
الصحة المبادرة الوطنية الواجهة جهات مجتمع

 «بيت بهية».. حين يحتضن الأمل أطفالًا تخلّى عنهم العالم

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

منذ تأسيسها سنة 2007، تواصل جمعية بيت بهية للأطفال المتخلى عنهم في وضعية إعاقة بمدينة بني ملال أداء رسالتها الإنسانية النبيلة، لتكون بيتًا للأمل ودفئًا حقيقيًا للأطفال الذين حرموا من الأسرة والرعاية. تُعتبر الجمعية الوحيدة من نوعها على صعيد جهة بني ملال – خنيفرة، ما يجعلها تتحمل مسؤولية كبيرة في التكفل بهذه الفئة الهشة التي تحتاج إلى عناية خاصة ومتابعة مستمرة.

تُعنى الجمعية بـ الإيواء والتكفل الكامل بالأطفال المتخلى عنهم في وضعية إعاقة، مع توفير المواكبة الطبية والنفسية والاجتماعية اللازمة لهم، إلى جانب برامج تربوية ورياضية متكاملة تهدف إلى تقوية قدراتهم الجسدية والعقلية. كما تشتغل المؤسسة على إدماج هؤلاء الأطفال في المنظومة التعليمية والاجتماعية، وتشجع انفتاحهم على محيطهم عبر أنشطة تربوية وتوعوية هادفة، مما يسهم في ترسيخ قيم المساواة والتضامن داخل المجتمع.

وتسعى “بيت بهية” إلى توسيع أثرها الإنساني من خلال إبرام شراكات وطنية ودولية للنهوض بأوضاع الأطفال في وضعية إعاقة، إلى جانب تنظيم حملات تضامنية لفائدة الأسر المعوزة بجهة بني ملال – خنيفرة، والمساهمة في تعزيز قدرات الجمعيات المدنية العاملة في المجال عبر الدورات التكوينية.

وقد توّج هذا المسار الإنساني المشرق بحصول الجمعية على جائزة المجتمع المدني لسنة 2024 التي منحتها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، إلى جانب شهادة تقديرية تثمينًا لعطائها الإنساني المتميز والتزامها المتواصل بخدمة الطفولة في وضعية هشاشة.

وفي حوار خاص مع السيدة فاطمة الزهراء مسق، رئيسة الجمعية، أوضحت أن الطاقة الاستيعابية للمؤسسة تصل إلى 40 مستفيدًا، بينما تضم حاليًا 24 طفلًا مقيمًا إقامة دائمة، إضافة إلى مستفيدين آخرين من أسر معوزة يستفيدون من برامج الجمعية، ليصل العدد الإجمالي إلى 40 مستفيدًا.

وأضافت أن الجمعية تواجه تحديات متزايدة مع بلوغ عدد من الأطفال سن المراهقة، مما يستدعي فصل الإناث عن الذكور وتوسيع البنية التحتية للمؤسسة لتوفير فضاءات آمنة ومهيأة لهذه المرحلة العمرية الحساسة.

كما أكدت السيدة مسق أن أغلب المساهمات المالية التي تعتمد عليها الجمعية تأتي من تبرعات المحسنين، في ظل غياب أي دخل قار أو دعم مالي ثابت، مشيرة إلى أن استمرار هذا الصرح الإنساني رهين بدعم المجتمع المدني وغيرة الفاعلين المحليين على هذه الفئة التي تمثل أحد أوجه الإنسانية الصافية.

ورغم الصعوبات، تظل جمعية بيت بهية رمزًا للعطاء الإنساني الصادق، ودليلًا حيًّا على أن الرحمة والتضامن يمكن أن يصنعا الأمل من رحم الهشاشة، وأن المغرب لا يزال يزخر بقلوب مؤمنة بالعمل الخيري النبيل.

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة حوادث مجتمع

تعزية في وفاة الفنانة الشابة زينب عتيق

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

بقلوب يملؤها الحزن والأسى، تلقّى الوسط الفني ومعه الرأي العام المحلي، نبأ وفاة الفنانة الشابة زينب عتيق، المنحدرة من عين الغازي بمدينة بني ملال، عن عمر يناهز 31 سنة، وذلك يوم الجمعة بمدينة سلوان نواحي الناظور إثر حادث سير.

 

الراحلة زينب عتيق بصمت مسيرتها الفنية القصيرة بحضور مميز، حيث أدّت دور البطولة في فيلمين أمازيغيين هما «تينباضين» و**«أكرام»**، لتترك بصمتها الخاصة في المشهد السينمائي الأمازيغي، بما امتازت به من موهبة صادقة وحضور مؤثر.

 

وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدّم أسرة الجريدة بأحرّ التعازي وأصدق المواساة إلى أسرتها الصغيرة والكبيرة، وخاصة إلى شقيقيها المخرج والممثل محمد عتيق والمخرج لحسين عتيق، راجين من العلي القدير أن يتغمّد الفقيدة بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته، وأن يُلهم أهلها وذويها جميل الصبر والسلوان.

 

إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

 

Categories
أعمدة الرآي الواجهة خارج الحدود

“عندما تضع حرب أوزارها… هل تبحث مصانع السلاح عن ساحات بديلة لاستمرار الأرباح؟”

مع الحدث: ذ لحبيب مسكر

 

مع انتهاء الحرب في غزة وهدوء أصوات المدافع، قد يظن العالم أن السلام قد حلّ، وأن مصانع السلاح ستتوقف عن العمل. لكن الواقع مختلف تمامًا: فالحرب بالنسبة إلى من يملكون مصانعها ويتحكمون في خيوطها ليست مأساة إنسانية، بل أكبر سوق تجارية في العالم، وكل توقف للقتال لا يُعدّ نهاية بل بداية مرحلة جديدة من التخطيط لنقل رقعة الصراع إلى مكان آخر، حتى تستمر عجلة الإنتاج والأرباح بالدوران.

 

صناعة السلاح تُدرّ مليارات الدولارات سنويًا، وتتحكم فيها شبكات نفوذ تمتد من مكاتب السياسة إلى معامل التكنولوجيا المتقدمة. وعندما تتوقف حرب مثل حرب غزة، تتوقف معها صفقات ضخمة وعقود بمليارات الدولارات كانت تغذي مصانع وشركات عملاقة. غير أن هؤلاء لا يقبلون بالخسارة؛ فالسلم بالنسبة لهم ليس غاية، بل فترة انتقالية يُعاد فيها رسم خريطة الطلب وإطلاق توترات جديدة في مناطق أخرى.

 

غالبًا ما تُصنع الأزمات قبل أن تندلع الحروب. تُزرع بذور الخلاف بين جهتين، وتُغذى التوترات عبر التصريحات والمواقف الاستفزازية، فتبدأ كل جهة في التسلّح الاستباقي خوفًا من المفاجأة. وهنا تتحرك الشركات المنتجة بسرعة لتوفير “الحلول الدفاعية” و”الأسلحة الردعية”، فتتضاعف الطلبيات وتنتعش السوق. وعندما تندلع الحرب، يصبح التزويد مضاعفًا: ذخيرة إضافية، معدات قتالية، وخدمات صيانة ميدانية تجعل الأرباح تتصاعد مع كل يوم قتال.

 

حتى بعد الهدنة، لا تتوقف الدورة. تبدأ حينها مرحلة “إعادة الهيكلة العسكرية”، حيث تُستبدل الأسلحة التالفة بأخرى أحدث، وتُرمم الترسانات بأنظمة متطورة، وتُختبر تكنولوجيا جديدة في ميدان الحرب المنتهية ليُعاد تسويقها في مناطق أخرى. هكذا تتحول الهدنة من لحظة سلام إلى فرصة تجارية لتحديث السوق، ومن مرحلة راحة إلى مختبر مفتوح لتجريب الجيل القادم من الأسلحة.

 

هذا النمط ليس عشوائيًا، بل هو منطق اقتصادي صارم. فصناعة السلاح، مثل أي صناعة كبرى، لا يمكنها البقاء دون “طلب مستمر”. لذا، يسعى صُنّاعها لضمان وجود تهديد دائم في مكان ما على الخريطة. وإذا خفت التوتر في الشرق الأوسط، تُفتح ملفات جديدة في إفريقيا أو آسيا أو أوروبا الشرقية. السلام بالنسبة لهم ليس استقرارًا، بل ركودًا في السوق يجب تجنّبه بكل وسيلة ممكنة.

وراء هذه الدينامية تقف شبكات نفوذ معقدة: شركات عملاقة، لوبيات ضغط، ومصالح سياسية تعرف كيف تدير الخيوط بين الاقتصاد والعسكر. كل صفقة سلاح تعني فرص عمل، نفوذًا سياسيًا، وعوائد مالية هائلة، ما يجعل قرارات الحرب والسلام مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بدورات السوق العالمية. حتى المفاوضات باسم “السلام” لا تخلو من حسابات تجارية دقيقة؛ فبينما تُوقّع اتفاقات التهدئة في القاعات الرسمية، تُبرم في الخفاء عقود تسليح جديدة تُعيد ترتيب القوى والمصالح.

أما الجانب الأخطر فيكمن في سباق التكنولوجيا العسكرية الذي لا يتوقف. بعد كل حرب، تتسابق الدول والشركات لتطوير أسلحة أذكى وأكثر فتكًا: طائرات مسيّرة، أنظمة سيبرانية هجومية، وصواريخ موجهة بدقة متناهية. وكل جولة تطوير تخلق سباقًا جديدًا نحو الشراء والتجريب والتسويق، مما يجعل العالم في حالة استنفار دائم باسم “التوازن العسكري”.

وهكذا يتحول السلام إلى مجرد هدنة تجارية، تُستخدم لترتيب مرحلة جديدة من التسليح، وتتحول الحروب إلى مختبرات ضخمة للابتكار والربح. فكل صراع ينتهي يُمهّد لصراع آخر أكثر تطورًا، وكل منطقة تهدأ تفسح المجال لاشتعال منطقة جديدة.

وفي النهاية، يبقى السؤال الأخلاقي معلقًا: هل يمكن للعالم أن يعيش سلامًا حقيقيًا طالما أن هناك من يربح من الحرب أكثر مما يخسر من انتهائها؟

طالما أن من يدير مصانع السلاح يملك أيضًا مفاتيح السياسة والقرار، فسيظل السلام مؤجلًا، والحروب تتنقّل من خريطة إلى أخرى، لتُبقي السوق مشتعلة والنار موقدة باسم “الأمن والدفاع”.

Categories
أخبار 24 ساعة الصحة المبادرة الوطنية الواجهة جهات متفرقات مجتمع

التفاتة إنسانية نبيلة: جمعية ARAS تزور بيت بهية وتمنح الأمل لأطفال في وضعية إعاقة

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

في مبادرة إنسانية راقية، قامت الجمعية الجهوية لدعم الصحة بجهة بني ملال – خنيفرة (ARAS) بزيارة خاصة إلى مؤسسة بيت بهية للأطفال المتخلى عنهم في وضعية إعاقة بمدينة بني ملال، وهي المؤسسة الوحيدة من نوعها على مستوى الجهة، والمتخصصة منذ تأسيسها سنة 2007 في رعاية هذه الفئة الهشة.

وقد خصصت الجمعية هذه الزيارة لإجراء فحوصات طبية شاملة لفائدة أطفال المركز، حيث استفاد ما يقارب 40 طفلًا من خدمات في الطب العام وطب الأسنان وطب العيون، أشرف عليها طاقم طبي متطوع تابع للجمعية. كما تم خلال الزيارة توزيع الأدوية ومستلزمات النظافة الصحية على المؤسسة، دعمًا لجهودها اليومية في العناية بالأطفال.

وخلال عمليات الفحص، تم تشخيص سبع حالات تعاني من ضعف في النظر، حيث التزمت الجمعية بتزويدهم بالنظارات الطبية اللازمة في أقرب الآجال، في بادرة تعكس روح المسؤولية الاجتماعية التي تطبع أنشطة ARAS.

ولم تقتصر الزيارة على الجانب الصحي فقط، بل تميزت أيضًا بأجواء إنسانية مفعمة بالحنان والتقدير، إذ قامت الجمعية بتوزيع هدايا وألعاب على الأطفال، مما أدخل البهجة على قلوبهم وأضفى جوًا من الفرح والتفاعل داخل المؤسسة.

وتأتي هذه الالتفاتة النبيلة في إطار حرص جمعية ARAS على مدّ جسور التضامن والتكافل مع مختلف المؤسسات الاجتماعية بالجهة، وتأكيدًا على أن الرعاية الصحية ليست مجرد خدمة، بل رسالة إنسانية تتكامل مع جهود التربية والحماية الاجتماعية التي تضطلع بها مؤسسة بيت بهية منذ سنوات.

من جهتها، عبّرت مديرة المركز عن شكرها وامتنانها العميقين لأعضاء جمعية ARAS، مثمنةً هذه المبادرة التي وصفتها بأنها “أكثر من زيارة طبية، إنها لمسة إنسانية صادقة أدخلت الأمل في قلوب أطفالنا، وأكدت أن الخير لا يزال حيًا في المجتمع”.

بهذه الزيارة المميزة، جسدت جمعية ARAS نموذجًا راقيًا للتعاون والتكافل الجمعوي في خدمة فئة تحتاج إلى الكثير من العناية والدعم، لتبقى بيت بهية رمزًا للاحتضان والرحمة، وفضاءً ينبت فيه الأمل رغم قسوة الواقع.

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة خارج الحدود متفرقات

حدث في مثل هذا اليوم: حرب أكتوبر 1973… يوم غيّر موازين الشرق الأوسط

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

في مثل هذا اليوم من السادس من أكتوبر سنة 1973، الموافق للعاشر من رمضان، اندلعت حرب أكتوبر بين مصر وسوريا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، في واحدة من أهم الحروب التي شهدها الشرق الأوسط في القرن العشرين. جاءت هذه المواجهة بعد مرور ست سنوات على حرب يونيو 1967 التي انتهت بهزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية والقدس الشرقية، ما دفع القاهرة ودمشق إلى الإعداد الطويل لاستعادة الأراضي المحتلة وإعادة التوازن إلى المنطقة.

 

في مصر، بدأ التحضير للحرب منذ نهاية حرب الاستنزاف التي أطلقها الرئيس جمال عبد الناصر عام 1968، قبل أن يتولى الرئيس أنور السادات قيادة البلاد ويضع خطة محكمة تعتمد على عنصر المفاجأة، فتم اختيار يوم عيد الغفران اليهودي، أحد أكثر الأيام قداسة في إسرائيل، موعدًا للهجوم المشترك مع الجيش السوري.

في تمام الساعة الثانية من ظهر يوم السادس من أكتوبر، شنت القوات المصرية والسورية هجومًا متزامنًا على الجبهتين. في الجبهة المصرية، نفذت الطائرات الحربية ضربات دقيقة ضد المواقع الإسرائيلية شرق قناة السويس، قبل أن تبدأ القوات في العبور مستخدمة مضخات المياه لاختراق الساتر الترابي المعروف بخط بارليف. تمكنت القوات المصرية خلال ساعات من تثبيت مواقعها شرق القناة والتقدم داخل سيناء لمسافة تجاوزت العشرين كيلومترًا. وفي الجبهة السورية، تقدمت الوحدات العسكرية نحو الجولان، حيث تمكنت من اختراق الدفاعات الإسرائيلية والوصول إلى مشارف بحيرة طبريا.

 

شكل الهجوم المفاجئ صدمة كبيرة لإسرائيل، التي وجدت نفسها في موقف دفاعي خلال الأيام الأولى من الحرب. وتدخلت الولايات المتحدة بسرعة لدعمها بجسر جوي عسكري ضخم، في حين قدم الاتحاد السوفيتي مساعدات لمصر وسوريا. ومع تطور العمليات، قررت القيادة المصرية تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، لكن العملية واجهت مقاومة عنيفة أسفرت عن ما عرف بثغرة الدفرسوار، حيث تمكنت القوات الإسرائيلية من العبور إلى الضفة الغربية للقناة ومحاولة تطويق الجيش الثالث المصري.

 

استمرت المعارك حتى الرابع والعشرين من أكتوبر، حين أصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا بوقف إطلاق النار، لتنتهي الحرب بعد ثمانية عشر يومًا من القتال العنيف. وعلى الرغم من الخسائر التي تكبدها الطرفان، فإن النتائج كانت ذات أثر سياسي وعسكري كبير، إذ استعادت مصر سيادتها على قناة السويس وأعيد فتحها للملاحة عام 1975، وتم استرجاع سيناء تدريجيًا عبر المفاوضات التي توّجت باتفاق كامب ديفيد سنة 1978، كما استعادت سوريا مدينة القنيطرة ضمن اتفاق فصل القوات عام 1974.

 

تجاوز تأثير الحرب البعد العسكري، إذ استخدمت الدول العربية سلاح النفط كورقة ضغط على الدول الداعمة لإسرائيل، مما تسبب في أزمة طاقة عالمية غير مسبوقة. كما أعادت الحرب رسم خريطة التحالفات في المنطقة وأثبتت أهمية التخطيط والجاهزية والتنسيق بين الجيوش العربية.

 

وبعد مرور أكثر من نصف قرن، تظل حرب أكتوبر 1973 محطة بارزة في التاريخ العربي الحديث، وحدثًا أعاد صياغة موازين القوى في الشرق الأوسط، ورسخت في الذاكرة الجماعية صورة لجيوش استطاعت أن تثبت قدرتها على المبادرة وتغيير مجرى الأحداث في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية وتقلبًا.

 

 

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة متفرقات مجتمع

الاتحاد العام للفلاحين بالمغرب يختم دورته الأولى المفتوحة لمجلسه الوطني

 مع الحدث 

اختتم الاتحاد العام للفلاحين يوم السبت 27 شتنبر 2025 بمدينة الرباط دورته الاولى المفتوحة لمجلسه الوطني .، وذلك من أجل استكمال هياكله التنظيمية والتقريرية .

وقد تميزت أشغال هذا اللقاء بنقاش عميق، جاد ومسؤول تداول في مستجدات القطاع الفلاحي، والملفات الحارقة التي لا تزال تثير موجة من القلق في أوساط الفلاحين.

وفي أعقاب ذلك أصدر المجلس الوطني للاتحاد العام للفلاحين البيان التالي:

يسجل المجلس الوطني للاتحاد العام للفلاحين بالمغرب تراجع الحكومة عن البرنامج الوطني الخاص بدعم وتجديد القطيع الحيواني عقب الإهابة الملكية لعموم المواطنين بعدم نحر الأضحية والقاضي بتخصيص مبلغ 400 درهم لكل أنثى وتوفير مادة الشعير بمبلغ 1.50 درهم للكيلو وتوفير الأعلاف المركبة بمبلغ 2.00 درهم مع المواكبة البيطريّة. وكذلك إعفاء صغار الكساببن من قروض الفلاحة . حيث كان من وراء هذا التراجع ارتفاع ألأ سعار من جديد ليتجاوز سعر الشعير 3.50 درهم للكيلو. وسعر الأعلاف المركبة 4.00دراهم للكيلو ، ناهيك عن ارتفاع باقي الأعلاف كالشمندر والنخالة وغيرها الشيئ الذي سيؤثر لامحالة بشكل كبير على اهداف البرنامج المعلن عنه الخاص بدعم وتجديد القطيع الوطني ويرجع بنا إلى نقطة الصفر .

يسجل المجلس الوطني باستغراب التضارب في الأرقام الرسمية المعلنة من 17 مليون إلى 32 مليون رأس من الأغنام والماعز في ظرف ستة أشهر، كذلك الترخيص لذبح الأنثى بعد قرار المنع

– ينبه أعضاء المجلس الوطني بأن البرنامج الحكومي المخصص للتغطية الصحية بالعالم القروي يعرف تعثرا مزمنا على مستوى تنزيله على أحسن وجه، حيث أن أكثر من 90 بالمائة من منتسبي العالم الفلاحي القروي لم يشملهم البرنامج، ويعانون من عدم الاستفادة من خدمات المراكز الصحية، في حين أن أقل من 10 بالمائة هم من تمكنوا من أداء واجبات الانخراط لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وبالتالي الاستفادة من الخدمات الصحية، علما بأن الإجراءات غير الملائمة المواكبة لعمليات التنزيل هي التي كانت وراء هذه الاختلالات، مما يحتم على الحكومة مراجعة المعايير والمساطر المعقدة وتبسيطها لتشمل جميع الفئات المستهدفة وبالتالي تحقيق أهداف الدولة الاجتماعية كما أراد لها جلالة الملك نصره الله.

– يؤكد المجلس على الأهمية البالغة للمشاريع المائية وبرامج تحلية المياه، وينوه بالدينامية التي انخرطت فيها وزارة التجهيز والماء قصد توفير الماء الشروب في ظل ظرفية حساسة بفعل التغيرات المناخية والضغط على الموفورات المائية، وفي ضوء ذلك يطالب بتسريع وتيرة إنجاز المشاريع بما في ذلك محطات تحلية المياه لدعم وتوسيع المساحات المسقية ودعم الاستثمارات الفلاحية .

– يطالب المجلس الوطني للاتحاد العام للفلاحين بالتسوية العاجلة لأراضي الجموع، في اتجاه تفويت هذه الأراضي لذوي الحقوق لفتحها في وجه الاستثمار على احسن وجه .

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة مجتمع

اليوم العالمي للمعلم: تكريم عالمي وواقع مرير في المغرب

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

 

يُصادف الخامس من أكتوبر من كل عام اليوم العالمي للمعلم، وهو مناسبة دولية للاحتفاء بأحد أهم ركائز المجتمع الإنساني: من يزرع بذور المعرفة ويصنع المستقبل من داخل القسم. في هذا اليوم، تُكرِّم الأممُ معلميها وتُجدّد الاعتراف بدورهم المحوري في تنمية الوعي وبناء الإنسان، غير أن هذا التكريم يبدو في المغرب أقرب إلى طقس رمزي منه إلى تقدير فعلي، إذ يعيش التعليم الوطني وأساتذته وضعاً مقلقاً يستدعي وقفة حقيقية لإعادة النظر في السياسات التعليمية القائمة.

 

فبينما تُنظَّم المؤتمرات الدولية هذا العام تحت شعار “إعادة صياغة مهنة التدريس باعتبارها مهنة تعاونية”، يعيش المعلم المغربي واقعاً مغايراً تماماً، يطغى عليه الإحباط وتثقل كاهله الإكراهات المهنية والاجتماعية. فالرواتب الهزيلة، ونقص الإمكانيات، وازدحام الفصول، وغياب التحفيز المادي والمعنوي، كلها عوامل جعلت مهنة التعليم في نظر كثيرين مهنة مرهقة لا تلقى التقدير الذي تستحقه. المعلم اليوم يقف وحيداً أمام تحديات كبيرة، في مدارس تفتقر إلى الوسائل، ومناهج تحتاج إلى تجديد، وتلاميذ يعانون من الفوارق الاجتماعية والثقافية التي تعمّق الهوة بين الفئات.

 

ولا يمكن الحديث عن واقع التعليم دون الإشارة إلى الأرقام التي تكشف حجم الأزمة. فبحسب آخر تصنيفات عالمية، يحتل المغرب مراتب متأخرة في مؤشرات التعليم، إذ جاء في المرتبة 98 عالمياً في مؤشر المعرفة العالمي لسنة 2024، بعد أن كان في المركز 92 في السنة السابقة، ما يعكس تراجعاً مستمراً في جودة المنظومة التعليمية وضعف مردودها العام. هذا التراجع لا يرتبط فقط بالبرامج الدراسية، بل أيضاً بغياب رؤية متكاملة تعيد الاعتبار للمدرس وتضعه في قلب الإصلاح التربوي الحقيقي.

 

المدرسة العمومية، التي كانت يوماً فضاءً لتكافؤ الفرص، تحولت اليوم إلى مرآة تعكس التفاوت الاجتماعي والمجالي، حيث يُحرم آلاف التلاميذ في القرى والمناطق الهامشية من تعليم جيد، وتزداد نسب الانقطاع والهدر المدرسي بشكل مقلق. في المقابل، يجد المعلم نفسه بين مطرقة التهميش وسندان الانتظار، ينتظر إصلاحاً طال أمده، فيما تظل الخطابات الرسمية عن “تحسين جودة التعليم” و”تحفيز الأطر التربوية” شعارات لا تجد طريقها إلى التنفيذ.

 

وتزامن هذا اليوم العالمي هذا العام مع احتجاجات شبابية غير مسبوقة، خرج فيها آلاف الشباب المغاربة إلى الشوارع مطالبين بتعليم جيد وفرص عادلة، معتبرين أن المدرسة لم تعد تحقق طموحاتهم ولا تفتح أمامهم آفاق المستقبل. هذه الاحتجاجات، التي شارك فيها حتى قاصرون في بعض المدن، ليست سوى صرخة جماعية تعبّر عن الإحباط من واقع تعليمي متدهور، وتدل على أن إصلاح التعليم لم يعد خياراً سياسياً بل ضرورة وطنية ملحّة.

 

إن الاحتفاء باليوم العالمي للمعلم في المغرب يجب ألا يقتصر على الكلمات الجميلة والخطب الرسمية، بل ينبغي أن يكون لحظة صدق تُستحضر فيها معاناة المعلمين في الميدان، وتُطرح فيها أسئلة الإصلاح العميق بجرأة ومسؤولية. فالمعلم الذي يُكرَّم اليوم عالمياً يعيش في وطنه أزمات متراكمة، من ضعف الأجر وغياب التحفيز، إلى انعدام الأمن الوظيفي وتراجع المكانة الاجتماعية.

 

إن أي إصلاح تعليمي جاد يبدأ من الاعتراف بأن التعليم هو المدخل الأساسي للتنمية، وأن المعلم هو جوهر هذا الإصلاح لا هامشه. فبدون مدرسة قوية ومعلم مكرَّم مادياً ومعنوياً، لن يتحقق أي تقدم حقيقي، وستظل الأجيال الجديدة تخرج إلى الشوارع بحثاً عن مستقبل لا تصنعه الشعارات بل تصنعه مدارس حقيقية تُعلّم وتربّي وتبني الإنسان قبل أن تبني الوطن.

 

 

Categories
أخبار 24 ساعة الواجهة خارج الحدود رياضة

نيكولا ساركوزي.. من السياسة إلى المستطيل الأخضر: خيوط فرنسية-قطرية تهز عرش باريس سان جيرمان

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

في تطور جديد يعيد خلط الأوراق بين عالم السياسة وكرة القدم، كشفت صحيفة ميديا بارت الفرنسية عن معطيات مثيرة تتعلق بدور الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي في صفقة شراء نادي باريس سان جيرمان من طرف قطر، وفي منح الدوحة استضافة كأس العالم 2022، وسط شبهات فساد وتداخل مصالح مالية وشخصية.

تأتي هذه التسريبات في ظرف حساس بالنسبة لساركوزي، الذي صدر بحقه مؤخرًا حكم بالسجن خمس سنوات نافذة في قضية التمويلات الليبية، مما زاد من حدة الجدل حول إرثه السياسي وعلاقاته المتشعبة مع رجال الأعمال والمال.

غداء الإليزيه الذي غيّر مجرى الكرة العالمية

القصة تعود إلى يوم 23 نونبر 2010، حين استقبل ساركوزي في قصر الإليزيه كلًا من الأمير تميم بن حمد آل ثاني، آنذاك ولي عهد قطر، وميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، إلى جانب كلود غيان الأمين العام للرئاسة الفرنسية.
وحسب التحقيقات، فإن ذلك اللقاء كان نقطة التحول الكبرى في مسار منح مونديال 2022 لقطر، إذ غيّر بلاتيني بعده موقفه وصوّت لصالح الملف القطري. وتشير المعطيات إلى احتمال وجود اتفاق غير معلن بين باريس والدوحة: دعم فرنسي سياسي في مقابل استثمارات قطرية ضخمة داخل فرنسا، من أبرزها صفقة شراء باريس سان جيرمان، النادي الأقرب إلى قلب ساركوزي.

تشابك المصالح والأرباح الخفية

التحقيق الذي نشرته “ميديا بارت” يكشف أن رجل الأعمال سبيستيان بازان، مالك النادي حينها عبر صندوق “Colony Capital”، تفاوض على البيع بدعم مباشر من ساركوزي. وبعد أن كان السعر المبدئي يقارب 30 مليون يورو، انتهت الصفقة عند 64 مليون يورو بفضل “إقناع الرئيس للقطريين”، حسب ما ورد في رسائل نصية كشفتها التحقيقات.

لكن المفاجآت لم تتوقف عند هذا الحد. فبعد إتمام الصفقة، تقول المصادر إن بازان، الذي أصبح لاحقًا رئيس مجموعة الفنادق العالمية Accor، كافأ حلفاءه:
ساركوزي نفسه عُيّن مستشارًا للمجموعة براتب سنوي يفوق 80 ألف يورو.

ابنه بيير ساركوزي، المعروف باسمه الفني DJ Mosey، حصل على عقود لتنظيم حفلات في فنادق Sofitel.
بينما استفاد مقربون آخرون مثل أرنو لاغاردير من تمويلات قطرية لمؤسساته الإعلامية.

تحقيقات في ملفات فساد وتمويلات سياسية

اليوم، تخضع هذه القضايا لتدقيق قضائي واسع في فرنسا ضمن تحقيق رسمي حول الفساد، واستغلال النفوذ، والتمويل غير القانوني للحملات الانتخابية، بناءً على شكاية تقدمت بها جمعية مكافحة الفساد Anticor سنة 2023.

القضاة يسعون إلى تحديد ما إذا كان ساركوزي قد استفاد شخصيًا من هذه العمليات، أو استغل منصبه الرئاسي لترتيب مصالح مالية لأصدقائه وشركائه.

من جهته، ينفي الرئيس الأسبق كل الاتهامات، مؤكداً أنه تصرف “من أجل مصلحة فرنسا وكرة القدم الفرنسية”، بينما يظل نادي باريس سان جيرمان بعيدًا عن أي ملاحقة مباشرة، إذ تتركز التحقيقات على الصفقة السياسية والمالية التي رافقت بيعه سنة 2011.

بين الكرة والسياسة.. الحدود تذوب

بعد أربعة عشر عامًا على تلك الوليمة الشهيرة في الإليزيه، يستمر باريس سان جيرمان في حصد الألقاب واستقطاب النجوم، لكن الظل السياسي الذي رافق ولادته القطرية لا يزال يخيم على صورته في الإعلام الفرنسي.
وفي الوقت الذي تتقدم فيه قطر كقوة ناعمة في عالم الرياضة، يجد ساركوزي نفسه اليوم أمام حكم قضائي جديد وشبهات قديمة، تذكر الفرنسيين بأن كرة القدم ليست دائمًا مجرد لعبة، بل في أحيان كثيرة ساحة نفوذ ومصالح تتجاوز حدود المستطيل الأخضر.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي الواجهة سياسة مجتمع

بين الحوار والمواجهة: بايتاس في امتحان التواصل مع شباب غاضب

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

شهدت قناة ميدي 1 تيفي مساء الجمعة حوارًا محتدًا بين الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، والصحفي نوفل العواملة، بعد تفاعل الوزير مع موجة الاحتجاجات الشبابية الأخيرة التي اجتاحت مواقع التواصل والشوارع على حدّ سواء.

في بداية الحوار، حاول بايتاس تهدئة الأجواء، مؤكدًا أن “رسالة الشباب قد وصلت”، وأن الحكومة “منفتحة على الاستماع لمقترحاتهم في مختلف القضايا التي تهمهم، لأن السياسات العمومية ليست قرآنًا منزّلًا، بل عمل بشري قابل للصواب والخطأ”.
غير أن الحوار سرعان ما أخذ منحى آخر حين واجهه الصحفي نوفل العواملة بما يتداوله الشباب عبر منصاتهم، قائلًا إن “الجيل الجديد لا يطالب فقط بإصلاحات سطحية، بل لم يعد يريد بقاء هذه الحكومة، ويطالب بجلسات مساءلة حقيقية”.

ردّ بايتاس لم يخلُ من نبرة استغراب بدت للبعض أقرب إلى التهكم، إذ قال:

> “بشوف اسيدي انت دبا وليتي ناطق الرسمي بدلا منهم ، و باش عرفتي هدشي هدا، موصلنيش هدشي انا،..”

ردّ الوزير هذا أثار موجة انتقادات على مواقع التواصل، واعتبره كثيرون تعبيرًا عن انفصال الحكومة عن نبض الشارع، في وقت يتحدث فيه هو نفسه عن ضرورة الإنصات للشباب. فكيف يمكن لحكومة أن تستمع لمطالب الشباب إن كانت تنكر ما يتداولونه علنًا على كل المنصات؟

والأغرب من ذلك أن بايتاس عاد ليقول إن الحكومة “حين تتوصل بملف مطلبي واضح يدخل في اختصاصاتها ستتفاعل معه بالسرعة المطلوبة”، وكأن الشباب خرجوا إلى الشوارع دون سبب أو مطلب محدد.

بينما الواقع، كما تابعته القنوات العالمية قبل حتى القنوات الوطنية، أن صرخات الشارع كانت واضحة: التعليم والصحة، مطلبان أساسيان لا يحتاجان إلى ملفات أو وساطات.
فكيف يُطلب من الشباب تقديم “ملف مطلبي” والحال أن مطلبهم الأوضح هو إصلاح ما هو أساس في حياة كل مواطن: مدرسة تضمن الكرامة ومستشفى يحفظ الحق في الحياة؟

هذا التناقض في خطاب الناطق الرسمي يعكس إشكالية أعمق في تواصل الحكومة مع فئة الشباب، التي لا تبحث فقط عن آذان صاغية، بل عن مؤسسات تعترف بوجودها وتتعامل مع غضبها بجدية ومسؤولية، لا بروح السخرية أو التشكيك.

في النهاية، يمكن القول إن حوار بايتاس – العواملة لم يكن مجرد مقابلة إعلامية، بل مرآة لعلاقة متوترة بين الحكومة والشباب المغربي: علاقة تبحث عن لغة جديدة، تكون فيها الشفافية والاحترام المتبادل أساسًا لأي إصلاح أو مصالحة حقيقية.

Categories
أخبار 24 ساعة أعمدة الرآي القضية الفلسطينية الواجهة خارج الحدود

إنذار ترامب الأخير: غزة بين صفقة بلا توازن وحرب بلا نهاية

مع الحدث : ذ لحبيب مسكر

في الثالث من أكتوبر 2025، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنذارًا غير مسبوق لحركة حماس، محددًا مساء الأحد موعدًا نهائيًا لقبول خطته للسلام. الإنذار الذي جاء عبر منصته “تروث سوشيال” حمل نبرة تهديد واضحة، إذ وصف الخطة بأنها “الفرصة الأخيرة” لإنهاء الحرب في غزة، محذرًا من جحيم عسكري غير مسبوق إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

الخطة التي يروج لها ترامب على أنها “صفقة عظيمة للجميع” تتألف من عشرين بندًا، أبرزها وقف فوري لإطلاق النار، تبادل شامل للأسرى والرهائن خلال 72 ساعة، نزع سلاح غزة بالكامل، وتشكيل إدارة جديدة من لجنة تكنوقراط فلسطينية تحت إشراف مجلس سلام دولي يرأسه ترامب شخصيًا. كما تتضمن ممرات آمنة لعناصر حماس مقابل التخلي عن السلاح، إلى جانب خطة لإعمار القطاع، مع إمكانية قيام دولة فلسطينية في المستقبل البعيد شريطة الإصلاح وإعادة البناء.

لكن خلف هذه البنود تبرز تناقضات عديدة. فالصفقة تعرض على حماس الخروج من المشهد السياسي والعسكري مقابل ضمانات أمنية واقتصادية، فيما تضع المدنيين أمام خيارين أحلاهما مر: البقاء تحت وصاية دولية غامضة أو الهجرة. أما الدولة الفلسطينية التي لطالما كانت مطلبًا مركزيًا، فقد تحولت في نصوص الخطة إلى وعد مؤجل رهين الشروط والإملاءات.

في المقابل، لم تُصدر حماس ردًا رسميًا حتى الآن، واكتفت بطلب مهلة إضافية لدراسة المقترح. مصادر مقربة منها تشير إلى أنها ستسعى لفرض تعديلات أساسية مثل ضمان الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، رفض نزع السلاح دون مقابل سياسي، تمديد مهلة تبادل الأسرى، والحصول على ضمانات دولية دائمة لوقف الحرب. هذا الموقف يعكس محاولة الموازنة بين تجنب الرفض المباشر الذي قد يفتح باب التصعيد، وبين كسب الوقت للتفاوض من موقع أقل ضعفًا.

ترامب من جانبه يواصل اللعب على حافة الهاوية، مستخدمًا أسلوبًا يجمع بين العصا والجزرة. فهو يخاطب مقاتلي حماس بلغة الإنقاذ، ويغري الفلسطينيين المدنيين بوعود إعادة الإعمار، لكنه في الوقت ذاته لا يتردد في التهديد بمزيد من الدماء إذا لم يتحقق ما يريد. أما على الساحة الدولية، فالمواقف ما زالت متحفظة؛ الاتحاد الأوروبي يشدد على أن أي حل يجب أن يكون عبر مفاوضات فلسطينية–إسرائيلية مباشرة، فيما تحذر الأمم المتحدة من تداعيات خطاب التهديد على المدنيين.

إسرائيل بدورها تتابع بحذر، حيث نقلت القناة 12 العبرية عن مسؤول إسرائيلي أن حماس ستقدم ردها يوم السبت، وأن قادة الحركة في غزة أبدوا مرونة أكبر من نظرائهم في الدوحة، مع توقع رد إيجابي مشروط بتحفظات.

وبين لغة الإنذار الأمريكي ومراوغة حماس، يظل مصير غزة معلقًا: إما صفقة غير متوازنة تضعف الحركة وتعيد صياغة المشهد الفلسطيني تحت الوصاية الدولية، أو حرب مفتوحة قد تكون أشد قسوة مما سبق. وفي كلتا الحالتين، يبقى المدنيون الحلقة الأضعف في لعبة سياسية معقدة تتجاوز حدود غزة لتطال مستقبل المنطقة برمتها.